وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اوصيك يا معاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه احمد وابو داوود والنسائي بسند قوي هذا الحديث حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه تضمن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ وهو حديث اخرجه احمد وابو داوود والنسائي قال عنه المصنف رحمه الله بسند قوي وهو من رواية ابي عبد الرحمن الحبل عن السنابح عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وقد صحح الحديث جماعات من اهل العلم واسناده مستقيم وفيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤكدة لمعاذ قال معاذ اوصيك يا معاذ اوصيك اي اعهد اليك الوصية هي العهد الى الشخص بامره وغالبا يكون ذلك في المهمات من الامور فان الوصية لا تكون في التافه من القضايا او الهامش من الامور بل لا تكون الا في المهمات غالبا ولهذا تذكر في شريف الامور وعاليها قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ايش اه ان اتقوا الله وقال تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا وفي الاية الاخرى احسانا قال فالوصية هي العهد بالمهم من الامور يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين. وهلم جر فهي وصية لله فهي تأتي في العهد في المهمات وقد جاءت في القرآن في عهد الله تعالى لعباده في العقائد وفي الاعمال المتعلقة بحقه وفي الاعمال المتعلقة بحق الخلق فقوله صلى الله عليه وسلم اوصيك اي اعهد اليك وهذا بالوصية القولية وقد ينصرف في ذهن كثير من الناس ان الوصية لا تكون الا مكتوبة لكن هذا ليس بلازم. فالوصية عهد سواء كان مكتوبا او مقولا سواء كان مكتوبا او مقولا فاذا اوصى الانسان بعد موته بوصية فانه اذا ثبتت شهادة الشهود العدول ثبت مقتضاها سواء كان ذلك بالكتابة او كان ذلك باللفظ فاذا شهدت نار ان فلانا اوصى بكذا وكذا فانه يؤخذ بوصيته ووصيته لازمة ما لم تكن جنفا واثما ولو لم تكن مكتوبة ومرغوبة فلا تلازم بين الوصية وبين الكتابة اوصيك ايعهد اليك والوصية تكون فيما يجب من القضايا وفيما لا يجب فان الوصية لا يلزم منها ان تكون واجبة بل يستفاد الاجور وعدم من جهات اخرى لان الوصية تكون بالامور الواجبة وتكون بغير الواجب من الشرائع فقوله صلى الله عليه وسلم اوصيك اعهد اليك ثم ذكر ذلك بقوله لا تدعن دبر كل كل صلاة وهذه الرواية لم يذكر فيها المؤلف رحمه الله ما ورد في مقدمة هذه الوصية لان عنايته بالوصية ذاتها لا بمقدمتها وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ يا معاذ اني احبك اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فبرر النبي صلى الله عليه وسلم الوصية في الرواية الاخرى بانها من محبته لمعاذ ولا شك ان معاذ رضي الله تعالى عنه قد بلغ منزلة من العلم بالدين والثبات عليه والفهم له والاتباع الى النبي صلى الله عليه وسلم ما جعله في المرتبة العالية السامية عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى خصه بهذه الكلمات اخصه به من الخصائص حيث بعثه صلى الله عليه وسلم داعيا وقاضيا لاهل اليمن كما في الصحيحين من حديث عبد الله ابن عباس لا تدعن اي لا تترك فالودع هو الترك فنهاه صلى الله عليه وسلم عن ترك ما اوصاه به لا تدعن اي لا تتركن دبر كل صلاة اي في ختم كل صلاة وهنا قوله صلى الله عليه وسلم كل صلاة دبر كل صلاة يشمل جميع الصلوات يشمل جميع الصلوات سواء كانت الصلاة مفروضة او كانت الصلاة نافلة لقوله صلى الله عليه وسلم لا تدعن دبر كل صلاة وكل من الفاظ العموم التي يندرج فيها الفرظ التي يندرج فيها الفرض والنفل وتشمل المفروظات المكتوبات والنوافل من الصلوات على شتى صورها لا تدعن دبر كل صلاة اي خاتمة كل صلاة في نهايتها ودبر الشيء خاتمته وللعلماء في هذا قولان منهم من قال ان دبر الصلاة هنا المقصود به ما قبل السلام لانه موضع الدعاء والاصل في دبر الشيء انه جزء منه. فدبر الدابة جزء منها وقد يطلق الدبر على ما هو ملحق بالشيء ولو لم يكن جزءا منه كما تقدم قبل قليل بالتسبيح والتحميد والتكبير فانه يكون دبر الصلوات لكنه ليس في فيها ولا جزءا منها بل هو خارج عنها بل هو خارج عنها فقوله صلى الله عليه وسلم لا تدعن دبر كل صلاة اي اخر كل صلاة في موضع الدعاء وذلك قبل السلام لما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التحيات ثم قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه ثم ليتخير اي لينتقل من الدعاء اعجبه اليك يعني ما يحب من الادعية والاولى ان يمتدئ في الدعاء بما جاءت به السنة هذا الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واوصى به معاذا وكذا الدعاء الذي علمه ابا علمه ابا بكر عندما قال يا يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي. فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وفي رواية كبيرة وانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم وكذلك الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومتت المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال كل هذا مما جاءت السنة به وهو مما يقال قبل الفراغ من الصلاة وهذا جار على ذلك السنن هذا الحديث جار على ما جرى عليه قول اهل العلم في ان تلك الادعية تقال قبل السلام السنة ان يقول المصلي قبل ان يسلم اللهم اعني على ذكرك وشكرك الى اخره وقوله صلى الله عليه وسلم ان تقول اي بلسانك مع حضور قلبك. لان المقصود بالقول هنا ما كان اللسان موافقا فيه القلب اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اعني طلب العون من الله عز وجل والعون هو ان يمدك بالقوة والقدرة التي تحصل بها على ما تريد من خير الدنيا والاخرة فقوله اللهم اعني اي امدني بقوة وقدرة وهمة وعزيمة على ان اشتغل بذكرك وشكرك وحسن عبادتك على ذكرك اعني على ذكرك اي اعني على ان اشتغل بذكرك فلا يكون القلب غافلا عن الله ولا اللسان منصرفا عن ذكره فقوله صلى الله عليه وسلم على ذكرك اي بالقلب واللسان وليس المقصود بالذكر هنا ذكر اللسان فقط فان اعلى مراتب الذكر ما اجتمع فيه ذكر اللسان مع القلب واذا انضاف الى ذلك ذكر الجوارح كان هذا من جمال الذكر والذكر ضد الغفلة والمقصود به ان يكون الله عز وجل حاضرا في قلب العبد تذكرا واعتبارا وتدبرا وفكرا وتأملا ونظرا ففي كل شيء له اية تدل على انه واحد فيذكر الله عز وجل بعظمته يذكر الله عز وجل بمحبته يذكر الله عز وجل بجلاله باسمائه وصفاته وجميع افعاله سبحانه ان يكون قبل التسليم فاذا بذرك الامام قبل ان تأتي بهذا الدعاء اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فقله بعد السلام. وفي حال الاختيار والمكن قله قبل السلام فان الاجابة وكلما اشتغل القلب بذكر الله طاب وصلح واذا صلح القلب صلحت الجوارح وذكر اللسان هو بتحميد الله وتمجيد وتسبيحه وتقديسه و تلاوة كلامه بقراءة القرآن وكذلك بتعليم العلم وتعلمه وكذلك بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله كل هذا من ذكر الله فانت تسأل الله ان يعينك على ذكره بكل هذه الاوجه لا فقط بوجه من الاوجه دون غيرها فمن الناس من يظن ان الذكر فقط لا يكون الا قول سبحان الله والحمد لله والله اكبر الذكر من ذلك يشمل هذا وغيره من تلاوة القرآن من تعليم العلم. نحن الان في ذكر من امر بالمعروف بالناهين عن المنكر من الدعوة الى الله من ادخال السرور على اخيك المسلم احتسابا للاجر عند الله عز وجل كل هذا من ذكر الله اعني على ذكرك اي امدني بالقوة والقدرة ويسر لي ذلك بان اشتغل بذكره اعني على ذكرك وشكرك والشكر اخص من الذكر فالذكر يكون لسبب ولغير سبب اما الشكر فلا يكون الا في مقابلة نعمة الشكر لا يكون الا في مقابلة نعمة ومن منا يخلو من نعم الله عز وجل فكلنا نعم الله عليه تترى ما منا الا وهو منعم عليه بالوان النعم وصنوفها وحق ذلك ان يشكر الله عز وجل عليه واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولا شك ان الشكر لا يكون الا بمعونة الله عز وجل فان اكثر الخلق عن الشكر معرضون. كما قال تعالى وقليل من عبادي الشكور قليل من عبادي الشكور والشكر على نعم الله عز وجل لا يقتصر فقط على ثناء اللسان وذكر بل يكون بالثناء اللساني وبقبول القلب واقراره باضافة النعمة الى الله ويكون ايضا باستعمال النعمة فيما يحب الله ويرضى المجموع هذا يكون الشكر. فمن ظن ان شكره ان يقول اشكرك يا رب فقد قصر في مفهوم الشكر الذي تتحقق به المطلوب من شكر الله. الشكر يكون باللسان ثناء وتمجيدا ويكون بالقلب اقرارا بفظل الله واظافة للنعمة اليه. فان من اظاف النعمة الى غير الله لم يشكره. قال الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون المقصود بالرزق هنا الشكر اي تجعلون شكر ما رزقكم انكم تكذبون به بان تضيفوه الى غيره جل في علاه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نعمة المطر وقد صلى باصحابه في الحديبية اثر سماء من الليل فلما انصرف من الصلاة قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اما من قال مطرنا بنعمة مطرة بفضل الله ونعمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا اي بسبب البرج الفلاني او بسبب النجم الفلاني فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب فجعل اظافة النعمة الى غير الله من كفرها ولهذا يرظى الله تعالى عن العبد بان يشكره جل في علاه على قليل النعمة وكثيرها ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها فجدير بالمؤمن ان يعتني بهذا المعنى اعني على ذكرك وشكرك قال وحسن عبادتك ما قال وعلى عبادتك بل قال وعلى حسن عبادتك اي على اتقانها والاتيان بها على وجه حسن فان العبادة التي يطلب تطلب من الانسان ليست ان يأتي ليس ان يأتي بها على اي وجه بل قد قال الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا الله خلق الموت والحياة ابتلاء واختبارا لا للعبادة فقط بل للمسابقة في اصابة احسن العمل. ولهذا قال وحسن عبادتك اي وطيبها اتقانها وان تكون على الوجه الذي ترضاه وذلك بامرين ان يكون العمل لله خالصا وان يكون على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم اي على السنة جارية فبهذين يحقق العبد حسن العبادة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذا الدعاء من اجمع الدعاء الذي يفتح للانسان ابواب الخير. ولهذا اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذا ان يقول في ارجى مواطن الاجابة ادبار الصلوات لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فاذا فات الانسان ان يكون ذلك قبل السلام فانه يشرع له ان يقوله بعد ان يسلم. لانه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا بعد السلام كما جاء في الصحيح من حديث البراء بن عازب انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد بعد الصلاة ربي قني عذابك يوم تبعث عبادك ربي قني عذابك يوم تبعث عبادك. ان دل ذلك على انه يكون الدعاء بعد السلام لكن الاصل فيه قبل السلام احرى اجابة الدعاء قبل السلام احرى كما جاء في السنن من حديث ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل قال قيل له يا رسول الله اي الدعاء اسمع؟ يعني اقرب للاجابة قال جوف الليل الاخر وادبار الصلوات المكتوبات اي خواتيمها ونهاياتها قبل السلام و هذا الحديث فيه فوائد من فوائده مكانة معاذ رضي الله تعالى عنه ورفعة منزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي من الفوائد ان الانسان يخص بالعلم من يحب فيما لا يجب من العلوم. اما ما يجب من العلوم فانه يجب بذله لمن يحب ولمن يكره لكن من يحب قد يخصه بمزيد فضل وفيها ان مكانة الانسان عند معلمه اذا كانت رفيعة فانه مما يوجب تخصيصه او مما قد يفتح له باب التخصيص بنوع من العلم والفضل الذي لا يناله غيره وفيه من الفوائد تأكد هذا الدعاء في ختم الصلوات لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدعن وقد قال بعض اهل العلم ان ذلك على وجه الوجوب لانه نهاوى عن ترك فدل ذلك على وجوب ذلك وتأكده وقال اخرون بل هو واجب في حق معاذ دون غيره والذي يظهر الله تعالى اعلم ان هذا على وجه الاستحباب للوجوب لان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تدعن تأكيد على لزوم هذه الكلمات والحرص عليها وليس من لازم ذلك ان يكون ذلك واجبا وفرظا عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت رواه النسائي وصححه ابن حبان هذا الحديث حديث ابي امامة رضي الله تعالى عنه اخرجه النسائي وابن حبان من طريق محمد بن زيد الاهاني قال سمعت ابا امامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي من قرأ اي من تلى اية الكرسي المقصود باية الكرسي الاية التي ذكر فيها الكرسي وهي قول الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وسبب تسمية هذه الاية باية الكرسي لان الله ذكر فيها الكرسي ولم يذكره في غير هذا الموضع من القرآن وهي اعظم اية في القرآن كما دل عليه حديث ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم سائلا يا ابا يا ابي اي اية في كتاب الله اعظم اي اية معك في كتاب الله اعظم فقال الله ورسوله اعلم فرد عليه السؤال فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدر على صدر ابي فقال ليهلك العلم ابا المنذر اي تهنأ بما فتح الله تعالى عليك من العلم حتى عرفت اعظم اية في كتاب الله عز وجل ووجه كون هذه الاية اعظم اية في كتاب الله انها اية تضمنت ذكرى اوصاف الله عز وجل وما له من الكمالات في اسمائه وصفاته وافعاله جل في علاه فابتدأ الله تعالى بالتوحيد الله لا اله الا هو الحي القيوم الدال على كمال حياته وكمال قيوميته جل في علاه لا تأخذه سنة ولا نوم اين يتطرق اليه نعاس ولا نوم لا النوم ولا مقدمات النوم. فالله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام جل في علاه كما جاء في الصحيح من حديث ابي موسى علي رضي الله تعالى عنه لا تأخذه سنة ولا نوم لهما في السماوات وما في الارض فهو المالك جل وعلا هذي فيها اثبات الملك. اثبت التوحيد الالهية اثبت الاهيته. ثم تمالى حياته وكمال قيوميته ثم اثبت الملك فقال له ملك له ما في السماوات والارض فكل ما في السماوات والارض ملك له جل وعلا. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه اي لا يشفع احد عنده الا باذنه وهذا لتمام ملكه وكمال تدبيره وانفراده بالملك والتدبير فليس لاحد عليه يد يوجب ان يشفع دون اذنه من ذا الذي يشفع عنده؟ عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. في اثبات كمال العلم وكمال الاحاطة يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه بانه جل وعلا لا يحيط الخلف بشيء من صفاته الا بما اطلع الله تعالى الخلق عليه على نحو لا يدركون كونه وحقيقته وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي قيل فيه اقوال اصحها انه خلق من خلق الله عظيم هذا قدره وسع كرسي السماوات والارض السماوات والارض يسعها الكرسي وهو خلق من خلق الله العظيم وهذا دال على عظيم قدرته جل في علاه وسعت سوء السماوات والارض ولا يؤوده. اي لا يثقله ولا يتعبه ولا يكرده. حفظهما حفظ السماوات والارض فهو جل وعلا الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا وهو العلي العظيم. بعد ان ذكرنا ذكر من الصفات وجريمة الخبر عنه جل في علاه ذكر علوه وعظمته سبحانه وبحمده فهو العلي العظيم سبحانه جل في علاه ولذلك كانت هذه الاية اعظم اية بكتاب الله بتظمنها وصف الله عز وجل بهذه الصفات العظيمة جاء فيها قال من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة دبر كل صلاة اي في اخرها بعد الفراغ منها لانه ليس من مواضع القراءة في الصلاة ما يكون في ختمها بل ذلك بعد الفراغ منها دبر كل صلاة مكتوبة اي مفروضة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت. يعني استحق بذلك الجنة ولا يحول بينه وبين تحقق الجزاء لدخول الجنة الا مفارقة الحياة بالموت لان الجزاء لا يكون الا في الاخرة فجنة الاخرة لا تدخل الا بعد الموت. ولم يدخلها احد في الحياة الا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه رأى الجنة ورأى النار وهم صلى الله عليه وسلم بان يأخذ شيئا منها صلى الله عليه وسلم من قطف منها كما جاء به الخبر واما بقية هذه الامة فانه لا يكون ذلك الا بعد الموت واذا قال صلى الله عليه وسلم لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت يعني الا ان يموت هذا الحديث قال عنه المصنف رحمه الله رواه النسائي وصححه ابن حبان وزاد في الطبراني وقل هو الله احد ايوا قراءة الاخلاص وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ثلث هذا الحديث فمنهم من ذهب الى تصحيحه وثبوته ومنهم من قال بضعفه بل قال بعض اهل العلم بانه موضوع لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مما وضع ونسب الى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ذلك ابن الجوزي في كتاب الموضوعات والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا الحديث قد جاء به الخبر عنه صلى الله عليه وسلم من طرق عديدة لكنه لا يستقيم منها طريق ولهذا ليست ليس قراءة على الكرسي على الصحيح اية الكرسي على الصحيح من السلف قراءة اية الكرسي ليس من اذكار بعد الصلوات على الصحيح قولي العلماء. ومن صحح الحديث ك آآ جماعة غير قليلة ممن ذكروا الاذكار فانهم تناول مثلا يرون سرية قراءة اية الكرسي في دبر الصلوات المكتوبات فان فعل ذلك بناء على تصحيح هؤلاء او عملا بالحديث الضعيف فلا بأس بذلك ولكن من حيث النظر والتحرير في معرفة الطرق الثبوت الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا ما يتصل الاذكار التي ذكرها المؤلف رحمه الله في ختم ذكره لصفة الصلاة. ثم ذكر ثلاثة احاديث هذه الاحاديث ثلاثة تتعلق ال اهل العذر في الصلاة نجي نأتي عليها ان شاء الله تعالى بعد اما بعد الصلاة او نأتي عليها غدا ان شاء الله تعالى بعد المغرب