فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسانه الى يوم الدين اما بعد في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نتكلم عن شيء من احكام سجود السهو وسبق ان سجود السهو له ثلاثة اسباب السبب الاول نقص في الصلاة والثاني زيادة فيها والثالث شك فأسباب سجود السهو في الصلاة ثلاثة زيادة ونقصد و شك فاذا وجد شيء من هذه الثلاثة فانه يشرع سجود السهو الا انه لا خلاف بين العلماء ان سجود السهو لا يجبر نقص الاركان فاذا نقص الانسان شيئا من الاركان فانه لا يجزئه ان يسجد للسهو بل لا بد ان يأتي بالركن الذي ترك او نقص ليجبر صلاته ثم يسجد للسهو كما جرى في فعله صلى الله عليه وسلم عندما سلم من ركعتين فنبه الى نقص صلاته فاتى بقية صلاته ثم سجد للسهو وقد تقدم بعض الاحاديث الواردة في ذلك كحديث عبد الله ابن بحينة وحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ونواصل ان شاء الله تعالى في هذا المجلس قراءة ما يسر الله من الاحاديث في ما يتعلق بسجود السهو ونجيب على الاسئلة في نهاية المجلس فمن كان عنده سؤال فليكتبه نسأل الله التسديد والتوفيق والاعانة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام حفظ ابن حجر رحمه الله وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسهم. فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم. رواه ابو داوود والترمذي وحسنه انه هو الحاكم وصححه هذا الحديث حديث عمران ابن حسين رضي الله تعالى عنه في سجود السهو رواه ابو داوود والترمذي وهو رواية اخرى لحديث ابي هريرة المتقدم الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سلم من ركعتين فقال له اصحابه فقال له ذو اليدين؟ اقصرت الصلاة يا رسول الله ام نسيت؟ فقال لم تقصر ولم انسى ثم انه صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة عندما اكد ذو اليدين انه نسي قال بل نسيت يا رسول الله قال الصدقة ذو اليدين؟ فقالوا نعم اتم النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ثم سلم ثم سجد للسهو صلى الله عليه وسلم بعد وكان بهذا قد جبر ما حصل من نقص في صلاته بسلامه قبل تمامها وقد جاء في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان سلم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده او اطول ثم رفع رأسه وكبر ولم يذكر في رواية ابي هريرة انه سلم بعد سجدتي السهو التي بعد السلام. الا ان السلام ثابت في احاديث اخر ومنها حديث عمران هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله لكنه زاد ذكرى التشهد حيث قال ثم تشهد ثم سلم فذكر بعد سجدتي السهو تشهدا وسلاما. اما السلام فقد دلت عليه الادلة. وجاء في احاديث عدة وهو ثابت في قول عامة اهل العلم فلا يكون الخروج من الصلاة الا بالسلام فاذا سجد للسهو بعد السلام شرع ان يسجد سجدتين شرع ان يسلم تسليمتين. شرع ان يسلم تسليمتين. كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه في سجود النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام في امره صلى الله عليه وسلم ان يسجد بعد السلام فليسجد سجدتين ثم ليسلم وهو في الصحيح فالسلام بعد سجدتي السهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. اما ما ذكره في هذا الحديث من التشهد بعد سجدتي السهو فان عامة من نقل عنه صلاته صلى الله عليه وسلم لم يذكر تشهدا بعد سجود السهو لا في سجود السهو الذي قبل السلام ولا في سجود السهو بعد السلام فان فانه في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اذا شك احدكم في صلاته فليتحرى الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين. وفي رواية للبخاري قال فليتم ثم يسلم ثم يسجد هذا يدل على انه لم يذكر في شيء من احاديث سجود السهو سجود جلوسه للتشهد او تشهده بعد سجود السهو. فدل ذلك على ان التشهد غير مشروع والى هذا ذهب عامة العلماء. والجواب عن هذا الحديث حديث عمران رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسهى فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم انه حديث شاذ غير ثابت في هذه الزيادة التي ذكرها من التشهد وعليه فانه لا يثبت عقب سجدتين السهو تشهد بل يسلم مباشرة. فاذا سجد للسهو بعد السلام او سجد للسهو قبل السلام فانه اذا رفع رأسه من السجدة سلم عن يمينه وعن يساره وبذلك تتم صلاته. نعم وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا شك احد كن في صلاته فلم يدري كم صلى ثلاثا النار. فلم يدرك كم صلى اثلاثا ام اربعا. فليطرح الشك وليبني على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل ان يسلم. فان كان صلى خمسا شفعن له وان كان صلى تماما كانتا ترغيما للشيطان. رواه مسلم. تقدم في الاحاديث حديث عبد الله بن بحينة رضي الله تعالى عنه وفيه بيان المشروع لمن نقص شيئا في صلاته ان يسجد للسهو حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قام من الركعتين ولم يجلس تسبحوا به ولم يرجع ثم انه لما قظى صلاته وانتظر الناس تسليمه سجد صلى الله عليه وسلم سجدتين وهو جالس ثم سلم وهذا يدل على ان من نقص في صلاته فانه يشرع له ان يسجد للسهو قبل السلام في حديث واما السلام نقص وزيادة فهو في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في سلام النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتين. فانه سلم لما فرغ من الركعتين ثم سجد صلى الله عليه وسلم للسهو بعد السلام وحقيقة هذه الصلاة انه زيد فيها سلام واما ما ما جرى من النقص فقد جبر برجوع النبي صلى الله عليه وسلم الى صلاته واتيانه بما بقي ولهذا بعض العلماء يعد هذا الحديث مبينا لحكم السجود في ما اذا زاد في صلاته. وبعضهم يذكره في بيان حكم سجود السهو فيما اذا نقص في صلاته ركنا ثم نبئ وعلى كل حال منتهى ما حصل في الصلاة هو زيادة تسليم ساهون. ترتب عليه زيادة تسليم في الصلاة واما الحديث الذي بين ايدينا حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه فهو فيما يتصل بالشك في الصلاة السهو الناتج عن شك في الصلاة. والشك في الصلاة له حالان اما ان يبني فيه الانسان على اليقين وذلك بالا يترجح له شيء يشك ولا يدري وليس له اجتهاد في تحديد احد الاحتمالين لان الشك هو ان يدور الامر بين امرين كلاهما محتمل دون ترجيح اذا شك هل زاد افي صلاته او لا؟ هل نقص في صلاته او لا؟ ففي هذه الحال لا يخلو من حالين اما ان لا يكون عنده ترجيح فيبني على الاقل كان يشك هل صلى ثلاثا او اربعة وليس هناك ما يرجح احد الاحتمالين. ففي هذه الحال يبني على اليقين واليقين هو انه صلى ثلاثا والرابعة مشكوك فيها يعتبر انه صلى ثلاثا ويأتي بالرابعة ثم يسجد للسهو ثم يسلم كما جاء في حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا شك احدكم في صلاته فلم يدري كم صلى اثلاثا ام اربعا؟ لم يدري يعني ليس عنده ترجيح ولا غلبة ظن بانه صلى ثلاثا او اربعة. فليطرح الشك يعني لا يحتسب الشك يعرض عن الشك وطرح الشك معناه ان يلغي الاحتمال انه صلى اربعا فليطرح الشك وليبني على ما قال والذي استيقنه اذا شك انه صلى ثلاثا ام اربعا ما هو اليقين؟ اليقين انه صلى اربعا وبالتالي طرح الشك هو ان لا يعتبر انه صلى اربعا ويبني على اليقين يعتبر انه صلى ثلاثا. ثم يسجد سجدتين قبل ان يسلم. يسجد سجدتين اي للسهو. غير السجود الذي في الصلاة. فان السجود الذي في الصلاة ركن ولكن هذا السجود هو جبر لما حصل في الصلاة من النقص بسبب هذا الشك. قال رسول الله صلى الله عليه فان كان صلى خمسة شفعنا له صلاته ان كان صلى خمسا كانتا هاتين السجدتين شافعتين له صلاته يعني كانت بمقام ركعة تشفع صلاته. وان كان صلى تماما اي صلى اربعة كانتا ترغيبا للشيطان اي اذلالا له ارغاما له حيث انه ادخل على الانسان الشك في صلاته فكان السجود ارغاما له لماذا؟ لان الشيطان يغضب يجد الما عندما يسجد ابن ادم. كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سجد ابن وادم اعتزل الشيطان يبكي او اعتزل الشيطان وهو يبكي يقول امر ابن ادم بالسجود فسجد وامرت بالسجود فلن اسجد. فدل هذا على ان السجود ترغيب فيسجد سجدتين ترغيما له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فانه اذا شك الانسان في صلاته فإن فإن الا يترجح له شيء فاذا لم يترجح له شيء يبني على اليقين ويسجد للسهو قبل السلام كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اذا بنى على غلبة ظن فهذا ما سيظهر حكمه في حديث عبد الله ابن عباس عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سلم قيل له يا رسول الله احدث في الصلاة شيء؟ قال وما ذاك؟ قالوا صليت كذا قال فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم. ثم اقبل علينا بوجهه فقال انه لو حدث في الصلاة شيء انبأتكم به ولكن انما انا بشر انسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني. واذا شك احدكم في صلاته فليتحرى الصواب فليتم عليه ثم من يسجد سجدتين. متفق عليه. وفي رواية للبخاري فليتم ثم ثم يسجدا ولمسلم عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجدتين السهو بعد السلام والكلام ولاحمد وابي داوود والنسائي من حديث عبد الله بن جعفر مرفوعا من شك في في صلاته فليسجد سجدتين بعدما يسلم. وصححه ابن خزيمة. هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فيه خبر ما جرى للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من زيادة في صلاته والحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما وفيه ان عبد الله ابن مسعود قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم قيل له يا رسول الله احدث في الصلاة شيء اي شيء من الاحكام التي لم نكن نعهدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ استفسر عن سبب هذا القول قالوا صليت كذا وكذا يعني خمسا زيادة على ما كان عليه عمله وصلاته صلى الله عليه وسلم في الرباعية قال فثنى رجله واستقبل القبلة ثنى رجلاه اي تهيأ لاستقبال القبلة بثني رجله صلى الله عليه وسلم للسجود واستقبال القبلة وذاك انه استقبل اصحابه. فلما استقبل اصحابه ونبه عاد الى حاله قبل قبل سلامه وهو استقبال القبلة فسجد سجدتين صلى الله عليه وسلم. وهاتان السجدتان سجدتا سهو ثم سلم اي انه صلى الله عليه وسلم سلم بعد السجدتين مباشرة. ثم اقبل على الناس بوجهه. اقبل على الناس بوجهه بعد سجدتي السهو على نحو ما كان يفعله عادة صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من صلاته فانه كان يستقبل اصحابه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقال انه لو حدث في شيء انبأتكم. اي لو ترى حكم في الصلاة بزيادة او نقص او تغيير او تبديل اخبرتكم وهذا معنى قولي انبأتكم اي اعلمتكم بما ترى. وذلك ان البيان لا يجوز عن وقت الحاجة ولو طرأ شيء في الصلاة من زيادة او نقص لبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حتى يكونوا على بينة في بعبادتهم وصلاتهم. ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان ما جرى من الاخلال بالمعهود من الركعات في الصلاة التي صلاها بان ذهب قال ولكن انما انا بشر مثلكم اي يعتريني ما يعتري غيري من سمات البشرية وخصالها انسى كما تنسون وهذا ذكر صفة من صفات البشرية وهو النسيان فيعتريه صلى الله عليه وسلم من صفات الخلقية البشرية ما يعتري سائر الناس فهو بشر صلى الله عليه وسلم بل امره الله سبحانه وتعالى ان يبلغ الناس بشرية قل انما انا بشر مثلكم يعني فيما يجري عليكم من مقتضيات البشرية والذي ميزه الله تعالى به يوحى اليه. فالمميز به صلى الله عليه وسلم عن سائر الناس انه يوحى اليه اي انه يمد بالوحي من السماء صلوات الله وسلامه عليه. وهذا يدل على ان جميع خصال البشرية ومقتضياتها تجري عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا ما دل الدليل على استثنائه ولهذا قال لاصحابه ان معنا بشر مثلكم انسى كما تنسون. ومعلوم ان النسيان من خصال البشرية مميزة للانسان كما قال الشاعر وما سمي الانسان الا لنسيه اي الا لاجل انه ينسى ولا القلب الا انه يتقلب فمن الصفات المعهودة في بني ادم والمعروفة والظاهرة والمشتركة بينهم النسيان فقال صلى الله عليه وسلم انما انا بشر مثلكم انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون. وهذا جواب عما حصل منه صلى الله عليه وسلم وان الذي حصل منه في صلاته نسيان اوجب زيادة في الصلاة. قال فاذا نسيت اي اذا وقع مني هذا العارض البشري وهو النسيان فذكروني اي بالتسبيح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نابه شيء في صلاته فليسبح اي فليقل سبحان الله كما تقدم فيما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. فقوله فذكروني اي بما يحصل بي بما يحصل به التذكر من تسبيح ونحوه. واذا شك احدكم ثم بين صلى الله عليه وسلم حكما زائد على ما تقدم مما بينه بفعله قال واذا شك احدكم في صلاته فليتحرى الصواب. يعني اذا وقع منه شك في صلاته في عدد ركعاته او في اتيانه ببعض اركان صلاته او واجباتها فليتحرص الصواب ومعنا فليتحرى الصواب اي فليجتهد طاقته ووسعه في اصابة الراجح من الاحتمالات الواردة عليه بسبب الشك فاذا شك هل صلى اربعا او ثلاثة فليتحرى الصواب. اذا شك هل ركع او لا؟ فليتحرى الصواب اي يبذل وسعه في معرفة ما الذي جرى منه؟ وهذا قد يحصل ان الانسان يستطيع ان يميز ما جرى منه بالتحري فاذا امكنه التحري فالواجب عليه التحري لقول النبي صلى الله عليه وسلم فليتحرى الصواب ثم قال ليتم عليه اي يبني عليه على ما غلب على ظنه. فاذا شك هل صلى ثلاثا او اربعا؟ وغلب على ظنه انه ثلاثا يبني عليه. بمعنى ان يأتي بركعة رابعة. اذا شك هل صلى ثلاثا او اربعا وغلب على ظنه انه صلى اربعة ركعات فانه يبني عليه وعليه فانه يقتصر على ما صلى ويتم صلاته هذا معنى قوله فليتم عليه يأتي بما بقي من صلاته بعد تحريه اما في زيادة اما باعتماد الزيادة او باعتماد النقص ثم قال ثم ليسجد سجدتين ثم ليسجد اي على نحو سجوده صلى الله عليه وسلم الذي رأوه منه سجدتين والذي فعله صلى الله عليه وسلم لما نبه الى ما ترك الى ما طرأ في صلاته من زيادة انه سجد سجدتين كسجوده للصلاة سلم بعد ذلك فقوله ثم ليسجد سجدتين اي على نحو ما رأيتم من سجود وهو انه يصلي وهو انه يسجد سجدتين مستقبلا القبلة على نحو السجود المعتاد يتلوهما سلام ولم يكن في فعله صلى الله عليه وسلم تشهد وهذا دليل لما تقدم من انه لا تشهد بعد سجود السهو. لان النبي لم وقد امر بان يسجد بان يسجد الساهي سجدتين على نحو ما سجد صلى الله عليه وعلى اله وسلم