الخصوم عليه حيث قال حيث تنبه بما جاء من خصامهما الى ما اراد الله تعالى ان ينبهه اليه. فوقع منه ما ذكر الله عز وجل في قوله فخر راكعا وان للعلم كما قال تعالى في محكم كتابه قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا يبكون ويزيدهم خشوعا. فقوله تعالى يخرون ابقان سجدا بيان الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نواصل ما يسر الله تعالى من القراءة في احاديث سجود التلاوة والتي ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله الله في بلوغ المرام ونعلق على ما يسر الله عز وجل من ذلك فنسأل العلم النافع والعمل الصالح ونختم ان شاء الله تعالى المجلس بالاجابة على ما يرد من الاسئلة فمن عنده سؤال فليكتبه سم بالله يا رب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام من ادلة الاحكام. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اذا سماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق. رواه مسلم. هذا الحديث تضمن الخبر عن سجود الصحابة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هاتين السورتين في هذين الموضعين من مواضع السجود. ومما ينبغي ان يعلم ابتداء ان السجود له منزلة عند الله تعالى عظيمة له اجر كبير فالله جل وعلا ذكر السجود في محكم كتابه امرا وثناء على الساجدين. فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اركعوا اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. فامر بالركوع والسجود وفعل الخير والركوع والسجود هما من فعل الخير لكن ذكرهما على وجه الخصوص لاجل ما في من عظيم الاجر وجزيله. فالله عز وجل يثيب المصلين ثوابا زائدا سائر من يشتغل بانواع وصنوف العمل الصالح. فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون بين في مقدم الاية اعظم ما يحصل الفلاح وهو الصلاة قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. هذا مما ينبغي ان يستحضر في فضيلة السجود على وجه العموم. وقد جاء في ذلك احاديث عديدة منها ثناء الله تعالى على اهل العلم. الذين يسجدون لله عز وجل اذا ذكروا باياته قال تعالى في صفة عباد الرحمن والذين اذا ذكر والذين اذا تليت عليهم ايات ها؟ ايش؟ نعم. لا في في تلاوة الايات في صفة عباد الرحمن يقول جل وعلا واذا والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا. لم يخروا عليها صما وعميانا اي لم يعرضوا عنها. وذكر الغرور لانه صفة عباد العال. صفة عباد الله من اهل الا للساجد كما قال قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان جدل فالغرور لا يطلق على الركوع انما هوي للسجود ان تلاوة ايات الله عز وجل توجب الخضوع. توجب الذل. توجب السجود. الذي هو من اشرف مقامات العباد اذ ظهور العبودية به من اجل ما يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء. فقمن ان يستجاب لكم. اي جدير ان ان يستجيب الله تعالى دعائكم وان يجيب الله تعالى سؤالكم في سجودكم فكان السجود مما العطاء والهبات وجزيل الاجر والثواب من رب يعطي على القليل الكثير وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم اذا سجد ابن ادم اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله يدعو على نفسه بالويل. امر ابن ادم بالسجود فسجد وامرت بالسجود فلم اسجد. فالسجود له ميزة واجر عظيم في سائر تعبدات الصلاة. و السجود العبادي له ثلاث سور. الصورة الاولى السجود في الصلاة فهو ركن من اركانها او واجب من واجباتها. ركن من اركانها في السجود الذي في الصلاة فرضها ونفلها وقد امر الله تعالى به في قوله يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وفي غيره من الايات. هذا النوع الاول وهو ما كان ركنا واما الواجب فكسجود فكسجود السهو في حال غفلة الانسان ونسيانه اما بزيادة واما بنقص واما بشك على نحو ما جاءت به النصوص. من مواضع السجود. فهذا الاصل فيه الوجوب الا ان يكون سجودا عن سنة عن الا ان يكون سجودا في سهو عن فان السهو عن السنة سجوده مسلوب. هذا النوع الاول من السجود وهو ما كان واجبا او ركنا. واما النوع الثاني كم نوع؟ قسمناه الى ثلاثة اقسام. ان القسم الاول ما كان في الصلاة والقسم الثاني ما كان واجبا في الصلاة كسجود السهو والقسم الثالث ما كان مسلولا وهو وجود التلاوة وسجود الشكر. وسجود السهو عن السنن فانه مسنون. هذي اقسام السجود من حيث الوجوب. القسم الاول ما يكون السجود فيه ركنا ما يكون السجود فيه ركنا وهو سجود الصلاة المفروضة والمكتوبة في ما امر به الله عز وجل من السجود في الصلاة. الثاني سجود الواجب وهو سجود السهو عن سهو واجب. الثالث سجود مسنون. وهو ما يكون في سجود التلاوة وسجود الشكر و سجود السهو هذه ثلاث اقسام للسجود. تقدم الحديث عن صفة صفة السجود في الصلاة في صفة الصلاة. وكذلك يتقدم الحديث عن سجود السهو في اول هذا الباب وحديثنا اليوم عن سجود التلاوة وسجود الشكر. اما سجود التلاوة فهو من باب اضافة الشيء الى سببه يعني السجود الذي سببه التلاوة. والمقصود بالتلاوة تلاوة ايات في القرآن ذكر فيها السجود اما امرا واما ثناء. فالسجود المشروع في سجود التلاوة لا يخلو من حالين اما ان يكون امرا واما ان يكون ثناء و هذا السجود في التلاوة لا صلة له بالصلاة اذ يكون في الصلاة ويكون في غيرها. فثبت هذا السجود في الصلاة كما ثبت في غير الصلاة. فلا صلة له بالصلاة انما صلته بالقراءة. فمتى الانسان سجد على وجه الاستحباب والسنية سواء كان ذلك في صلاة الفرض او كان في صلاة النفل او لم يكن في صلاة اصلا. كان يقول كان يكون الانسان في تلاوة للقرآن ما في جمع او في انفراد فانه لا يجب فانه يسن السجود في هذه الحالة وحكم سجود التلاوة مشروع بالاتفاق. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه سلم انه سجد للتلاوة في مواضع من القرآن. اختلف العلماء رحمهم الله في عدها وفي مشروعية السجود عندها لكنهم متفقون على اصل المشروعية. وان سجود تلاوة مشروع في الجملة فخلافهم ليس بخلاف في مشروعية السجود انما خلافهم في هل يشرع السجود عند هذه الاية او لا فعلى سبيل المثال اختلف العلماء في السجود عند ايات السجود التي في المفصل. فذهب الامام مالك من اهل العلم الى انه قد نسخ السجود في ايات المفصل من القرآن وهي ما ذكره الله تعالى من ايات السجود في سورة قاف وما بعدها الى اخر المصحف. ذهب الجمهور من اهل العلم الى ان السجود في هذه المواضع ليس منسوخا. بل وقوله فقرر راكعا لقائل ان يقول اين ذكر السجود هنا؟ لم يذكر سجودا وانما ذكر ركوعا. فالجواب ان ذكر الركوع هنا لان الركوع مبدأ سجود وليس انه لم يسجد ودليل انه سجد ذكر الخرور والخرور لا يكون هو مشروع مسنون والخلاصة ان العلماء متفقون على مشروعية السجود ويختلفون في مواضعه وفي بعض مسائله الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله حديث ابي هريرة رواه الامام مسلم قال ادنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك اي في سورة الانشقاق وفي سورة العلق قوله رضي الله تعالى عنه سجدنا مع رسول الله في كذا وكذا اي عند تلاوة ايات السجدة في هاتين السورتين. وليس المقصود انه سجود في قراءة هذه السورة ولو لم يأتي على ايات السجدة فيها انما المقصود انه عند قراءتها سجد في الموضع الذي جاء فيه ذكر السجود وهذا دليل لما ذهب اليه جمهور العلماء من مشروعية سجود التلاوة في المفصل خلافا لما ذهب اليه الامام مالك في الرواية المشهورة عنه وما ذهب اليه الامام الشافعي في قديمة قولين من انه لا سجود في المفصل وان السجود في المفصل لم يذكر ابو هريرة رضي الله تعالى عنه موضع السجود. هل كان في صلاة او في غيره؟ والذي يظهر انه سجود في الصلاة. لان هاتين السورتين مما كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقرأ فيهما يقرأ بهما في صلاته. لا سيما في صلاة العشاء. و صفة السجود كصفة السجود في الصلاة في السجود على سبعة اعظم. وعلى هذا قول عامة اهل العلم. واما ما يتصل بمشروعية بماذا يقول في سجوده؟ فيقول في سجوده كما يقول في السجود في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء. لعموم قوله لما نزل سبح اسم ربك الاعلى اجعلوها في صلاتكم اجعلوها في سجودكم فيشمل كل سجود سواء كان ذلك في سجود الصلاة او في سجود الصلاة وقد جاءت نصوص خاصة في ما يقوله الإنسان في سجود التلاوة كما جاء في المسند عند البيهقي غيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ان رجلا ان قال له رجل وهو انه رأى في المنام شجرة سجدت لقراءة اية سجدة وقالت في سجودها اللهم اجعلها لي عندك ذخرا وارفع وحط عني بها وزرا وتقبلها عني كما تقبلتها عن عبدك داوود. يقول الصحابي فسجد النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ذلك. وفي بعض الروايات فقال له هل قلت مثل ذلك؟ وهذا ندب له ان يقول مثل ما سمع في الرؤيا وانها وحي ولو جاء اذكار السجود غير التسبيح. كقول سجد وجهه الذي خلق وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين. فان ذلك مشروع. والخلاصة ان جميع الاذكار التي قالوا في السجود هي مما يشرع للمصلي ان يقولها في سجود التلاوة. لعدم ما يدل على التفريق او اختصاص السجود ذكر خاص لعدم الدليل على اختصاص سجود التلاوة بذكر خاص. وفي هذا الحديث دليل على مشروعية السجود في سورة الانشقاق في قول الله عز وجل اية السجدة في سورة الانشقاق واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون هذا انكار على من؟ يسمع القرآن ويترك السجود. وهو من اكد مواضع واما في سورة العلق فقوله تعالى فاسجد واقترب وهو امر بالسجود فدل ذلك على انه يسن السجود عند هذين الموضعين. سواء كان ذلك في صلاة او في غيرها وهو ما ذهب اليه جماهير العلماء. اما الحديث الاخر الذي ذكره في هذا الشأن وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال صاد ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها. رواه البخاري قوله رحمه الله عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه صاد ليست من عزائم السجود. هذا خبر من ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن وان ايات السجود ليست على نحو واحد في تأكد السجود عند تلاوتها فان صاد فيما ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنه ليست من عزائم السجود يعني ليس مما عزم فيه السجود وتأكد وليس المقصود انه لا مما لا يجب في العزائم هنا ليس المقصود بها الواجبات بل المقصود بالعزائم المؤكدات لان اصل السجود بالاتفاق غير واجب. وانما هو مسنون فالمقصود قولي ليست من عزائم السجود اي ان السجود ليس واجبا ليس مؤكدا في اية صاد السجدة في سورة صاد هي في ختم ما قصه الله تعالى في خبر داود عليه السلام في فقوله جل وعلا فخر راكعا ذكر مبدأ الركوع ذكر مبدأ السجود ذكر الركوع لانه وابدأوا السجود. ولهذا سجد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عند تلاوته فدل ذلك على ان السجود فيها مشروع. وقد اخبر ابن عباس رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث فيما رواه البخاري رحمه الله فقال وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها. يسجد فيها. في هنا للتعليم بمعنى لاجلها اي لاجل قراءتها. فابن عباس يخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد لاجل قراءة هذه الاية وهذا يدل على مشروعية السجود لتلاوة هذه الاية لان النبي الله عليه وعلى اله وسلم سجد والى هذا ذهب كثير من اهل العلم على انهم اختلفوا في وذلك وذلك انهم اختلفوا في السجود في هذه الاية فذهب الى مشروعية السجود في هذه الاية جمهور العلماء وسبب الاختلاف انهم قالوا ان في هذه الاية ليس لاجل التلاوة بل سجودها شكر لله عز وجل اي ان السجود شرع لاجل ما فيها من نعمة الله على داوود بالتوبة. فيشكر المؤمن الله عز وجل على توبته نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا اختلفوا في السجود سجود التلاوة في الصلاة على اختلافهم هل هي سجدة تلاوة؟ ام هي سجدة شكر؟ فعند الشافعية في اصح الوجهين والحنابلة في المشهور من مذهبهم ان سجود التلاوة ان سجود ان سجدة صاد ان سجدة صاد سجدة شكر فلا تشرع في الصلاة. بل قالوا لو سجد لها او سجد فيها بطلت صلاته لانه لا يشرع سجود لا يشرع سجود الشكر في الصلاة. اذ هو في الصلاة على المشروع. وذهب جماعة من اهل العلم وهو قول الجمهور الذي هو مذهب حنفية والمالكية ورواية عن احمد وهو قول في مذهب الشافعية الى ان في صاد سجود تلاوة فيشرع سجوده في الصلاة وفي غيرها وهذا هو الراجح لان النبي صلى الله عليه وسلم سجد في قراءتها يقول سجد فيها وهذا الخبر ليس مقيدا بالسجود فيها خارج الصلاة بل الحديث لم يذكر خارج الصلاة او داخلها فيشمل هذا وذاك. فيكون السجود لتلاوة سورة صاد التي ذكر الله تعالى فيها سجود داوود عليه السلام مشروعا للمصلي سواء كان ذلك مشروعا للتالي مشروعا للتالي سواء كان ذلك في الصلاة او في غيرها واما من قال بانه لا يسجد لها في الصلاة فاستند الى قول ابن عباس انها ليست من عزائم السجود لكن الرد على هذا الاستدلال ببقية ما ذكر رضي الله تعالى عنه فيما نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال اية صاد ليست من عزائم السجود اوصاد ليست من عزائم السجود. وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها والخلاصة انه يشرع السجود اية سورة صاد في الصلاة وفي غيرها وهو مذهب الحنفية والمالكية ورواية في مذهب احمد وهو احد قولي الشافعية وذلك في الصلاة وفي غيرها. اما من قال انها سجدة شكر فقالوا يسجد لها في غير الصلاة اما من قال انها سجدة شكر فقال انه يسجد لها في غير الصلاة والصواب ومشروعيته في الصلاة وفي غيره. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم. رواه البخاري. وعن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها. متفق عليه وعن واي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم سجد اي سجود التلاوة بالنجم اي بما في النجم من اية السجود؟ وهي قوله جل وعلا فاسجدوا لله واعبدوا في اخر سورة النجم. والامر فيها بالسجود بين وصريح هذه السجدة التي ذكرها ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى اله شارك فيها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون. بل والمشركون ففي الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والانس والجن. والمقصود بالانس يعني من حضره منهم وليس كل الانس حيث كان وكذلك فيما يظهر الجن اي من حضروا ممن سمعوا قراءته صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذ ان سجود الانس كلهم لم يحفظ. وانما اراد ابن عباس رضي الله تعالى ان اثبات السجود في هذه الاية مع النبي صلى الله عليه وسلم لكل من لكل من حضره او سمعه وهذا يدل على مشروعية السجود للتلاوة في هذه السورة. واعلم بارك الله فيك انه قد استدل بهذه بهذا الحديث جمهور العلماء الذين قالوا بمشروعية السجود في كل مواضع السجود في القرآن. ما كان منها في المفصل وما كان منها في غير المفصل اذ ان سورة النجم من ايات المفصل. فالمفصل يبتدأ مفصل القرآن يبتدأ من سورة الحجرات او من سورة قاف على قولين لاهل العلم في ذلك. في شرع ان يقرأ المصلي ان يسجد المصلي عند قراءة اية السجدة في سورة النجم بفعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وساق المؤلف رحمه الله بعد ذلك حديث زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ترك السجود ففي الصحيحين قال قال رحمه الله عن زيد كما في الصحيحين قال رحمه الله عن زيد ابن ثابت قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها متفق عليه. وهذه وهذا الحديث فيه ترك السجود لقراءة سورة النجم. اذ ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يأمر زيد ابن ثابت ان يسجد. ولو كان السجود واجبا لأمره وليس في الحديث دليل على ان السجود في المفصل منسوب. ليش؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد لعدم سجود القارئ وليس لان لان السجود غير لان السجود المشروع بل هذه هذا الحديث دليل على ان السامع تابع للقارئ التالي فلا يسن له السجود الا اذا سجد من اقرأ سواء كان ذلك في صلاة او في غير صلاة. اذ ان القارئ بمثابة الامام والسامع تابع له. فلا يشرع السجود. للسامع الا اذا التالي وهذا ما عليه جماهير العلماء في ان السامع تابع للتالي اذا سجد سجد وان لم يسجد فلا يسجد اي فلا يشرع له السجود. والمقصود ان استدلال من استدل بهذا الحديث على ترك السجود في مفصل استدلال غير سديد. لان السجود في المفصل قد ثبت في حديث ابي هريرة وفي حديث ابن عباس وترك السجود في هذا الموضع لا دلالة فيه على المشروعية بل هو دليل على ان على ان السامع على ان السامع تابع في السجود ان سجد سجد وان لم يسجد فلا يسجد. وسيأتي مزيد بيان لهذا فيما يذكره المؤلف رحمه الله من الاحاديث