وليس غالبا على اللغات خلافا لابن جني ولا معتمدا حيث تستحيل الحقيقة خلافا لابي حنيفة. وهو والنقل خلاف الاصل وليس غالبا على اللغات ذهب الجمهور الى ان المجاز مع وجوده في اللغة ووقوعه فيها. لكن ايهما اكثر الحقيقة ام المجاز؟ الحقيقة ليس غالبا قال وليس غالبا على اللغات خلافا لابن جني. وذهب ابن جني كما ذكر في الخصائص في كتابه المشهور ان المجاز غالب على اللغات يعني ان استعمال المجاز عند التحقيق هو الاكثر في اللغة. كيف؟ يقول حتى قولك فقام زيد هذا في الحقيقة ليس استعمال الحقيقيين هذا مجاز. لما يقول لان قولك قام زيد يفيد نسبة المصدر وهو القيام الى زيد وهذا يتناول جميع افراد القيام وهو ليس مقصود. وبالتالي فانت قصدت بالقيام احد معانيه وافراده. اذا هذا مجاز هذا نوع من التكلف اباه كثير من المحققين من اهل اللغة وحتى من الفقهاء والاصوليين. فهو مذهب له. قال هنا ابن السبكي وليس غالب المجاز ليس هو الاكثر وليس هو الغالب في اللغات خلافا لابن جني. قال ولا معتمدا حيث تستحيل الحقيقة خلافا لابي حنيفة. هذه اخرى ماذا لو؟ وجدت عبارة تعذر فيها استعمال الحقيقة ما الموقف وجدت عبارة تعذر فيها حمله على الحقيقة. ما الموقف؟ حمله على المجاز. وجوبا جوازا فاذا قلت جوازا فما الجائز الاخر؟ يعني اذا وجدت لفظا تعذر حمله على الحقيقة يضربون مثلا اذا قال اذا قال السيد لعبده الذي هو اكبر منه سنا انت ابني الحقيقة هنا متعذرة البنو لا يمكن ان تتجه لشخص الى من هو اكبر منه فما الموقف؟ فاذا قلت ستحمله على المجاز ستتجه الى حمل هذا اللفظ على معنى يدل على العتق. لان بلوة في باب العتق سبب له. صح؟ فاذا كان قد ملك رقبة فتبين انها ابن عتقت عليه فالبنوة سبب. فلستحمل هذا مجاز طبعا وقوله ان تبني حقيقة على البنوة وهذا بالضرورة لا يمكن لانه اكبر منه سنا. فان لم تحمله على هذا المجاز. فما المسلك الاخر الممكن عقلا؟ ها ان تجعل الكلام لغوا. لا لا معنى له. قال السبكي ولا معتمدا يعني لا يجب ان يكون المجاز معتمدا حيث تستحيل الحقيقة. خلافا لابي حنيفة. فما مذهب ابي حنيفة؟ ها مذهب ابي حنيفة انه اذا تعذر حمل اللفظ على حقيقته وجب حمله على المجاز. لم صيانة للكلام عن اللغو. فهذا ان كان يراد به نصوص الشريعة فهو صحيح لا يمكن ان تبقي لفظا في نصوص الشريعة وتقول طالما تعذر المعنى الحقيقي فلا معنى له. لان حكمة الشارع سبحانه وتعالى اجل من ان يكون شيء من الكلام لا معنى له. واما في كلام البشر فهذا لا يلزم. كم من كلام خرج مخرج اللغو ولا عبرة به. فعلى كل المذهب وابي حنيفة فقها في الفروع. حتى في ابواب الاقرار والفاضل الدعاوى والبينة ما يحصل في القضاء والوصايا يحملونه على هذا انه ان تعذر ينظرون الى اللفظ فاذا وجدوا انه لا يمكن حمله على الحقيقة اتجهوا الى حمله على المجاز وينزلون اللفظ على اقرب محمل يمكن حمله عليه ولو مجازا. قال المصنف هنا لا معتمدا. ليس المجاز معتمدا ليس بالضرورة وان يكون محملا لللفظ حيث تستحيل الحقيقة خلافا لابي حنيفة. في قول الله سبحانه وتعالى فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. الكلام عن اليهود. فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين هل هذا مسخ حقيقي لهم قردة وخنازير؟ ام هو مجاز اللفظ هكذا فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. فهل مسخهم الله فعلا قردة وخنازير؟ فكانوا فعلا على شكل البهائم المعروفة وهل يقال على اثر هذا ان القردة والخنازير هي من نسلهم او ستقول هو معنى مجازي؟ يقول مجاهد رحمه الله كما اورد الطبري وغيره قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وخنازيرا. وانما هو مثل ضربه الله لهم مثل الحمار يحمل اسفارا على ماذا ستنزل كلام مجاهد هنا رحمه الله؟ حمل اللفظ على المجاز. وان المسخ الحقيقي اي ليس هو المقصود في الاية فعدل عن ذلك الى المجاز. الطبري رحمه الله ما اورد كلامه قال وهذا القول الذي قاله مجاهد لظاهر ادل عليه كتاب الله مخالف ليش اعتبره مخالف ظاهر اللفظ يدل على الحقيقة فكأنه لا يرى سببا ها الى العدول عن الحقيقة فما السبب؟ تعذر؟ يقول ليس متعذرا. مستحيلا ليس مستحيلا. بل ناقش الفقهاء والمفسرون وشراح الاحاديث معنى المسخ ناقشوا مسألة هل القردة والخنازير الموجودة في دنيا الناس اليوم هي من نسل اولئك؟ فقالوا لا. لان الممسوخ غضبا ولعنة لن يكون له نسب انما تلك خلقة مستقلة تناسلت وتتابعت وتكاثرت. كذلك قال الرازي رحمه الله لما اورد كلام مجاهد قال ولما ثبت بما قررنا جواز المسخ امكن اجراء الاية على ظاهرها. ولم يكن بنا حاجة الى التأويل الذي ذكره مجاهد رحمه الله الله ان كان ما وان كان ما ذكره غير مستبعد جدا. يقول ليس بعيدا جدا لكنه لا حاجة اليه. ويؤيدون هذا بان المسخة الحقيقي هو المقصود في الاية قول الله سبحانه وتعالى في الاية بعدها فجعلناها نكالا. لما بين يديها وما خلفها ما وجه الدلالة ايوا ان المسخ الحقيقي ها ان المسخ الحقيقي هو الاقوى عبرة ونكالا. بخلاف مسخ القلوب مثلا او مسخ البصائر وطمسها انما الاشد في كونه نكالا وعظة وعبرة لمن يأتي بعدهم هو المعنى الحقيقي. فهذا مثال تجد له تطبيقات كثيرة ايضا في نصوص الشريعة. ويكون ايضا دربة لطالب العلم في تقييم بعض الاقوال بعض المذاهب بعض الاراء في تفسير بعض ايات الاحاديث بهذا الميزان الذي تقرر