بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وصل في الاطلاق والتقييد في لفظ الكفر والنفاق. قال ومن هذا الباب لفظ الكفر والنفاق فالكفر اذا وذكر مفردا في وعيد الاخرة دخل فيه المنافقون. كقوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. وقوله ومن يكفر بالله ملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. وقوله لا يصلها الا الاشقى الذي كذب وتولى. وقوله كلما القي فيها فوج سأله الخلق خزانتها لم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله بشيء. اذا انتم الا في ضلال كبير. فقوله وسيق الذين كفروا الى جهنم حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها اتكم غسلوا منكم يثنون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن ان حقق كلمة العذاب على الكافرين. قيل اكتبوا ابواب جهنم خالدين فيها والمتكبرين. وقوله ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق ما جاء اليس في جهنم مثوى للكافرين؟ وقوله ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد بصيرة قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولا عذاب الاخرة اشد وابقى. وقوله ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية. وامثال هذه النصوص كثير في القرآن. فهذه كلها يدخل فيها المنافقون الذين هم في الباطن كفار ليس معهم في الايمان شيء. كما يدخل فيها الكفار المظهرون للكفر. بل المنافقون في الدرك الاسفل من النار كما اخبر الله في ذلك في كتابه. ثم قد يكون الكفر بالنفاق في مواضع. وفي اول البقرة ذكر اربع ايات في صفة المؤمنين. وايتين في صفة الكافرين عشرة اية في صفة المنافقين. وقال تعالى ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا. وقال يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسامون بين ايديهم وبايمانهم بشراك يوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. ذلك هو الفوز العظيم. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم نورا وضرب بينهم بسور لهم باب باطن وفيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. ينادونهم ادم لكم معكم؟ قالوا بلى. ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم واغتبتم وغرتكم الاماني وحتى جاء امر الله وغركم بالله غرور. فاليوم لا يوصد منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار اليهودية ولم يكونوا من اهل الكتاب وانهم الاميين فمنع من نكاح النساء والصحيح انهم حكمهم حكم اهل الكتاب تنكح نساؤهم وكذلك ايضا يؤكل طعامهم فالمنع من نكاح ليس لاجل النسب على الصحيح وهي مولاكم وبئس المصير. وقال يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم في سورتين. وقال الم تر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا وكذلك لفظ المشركين. قد يقرن قد يقرن باهل الكتاب فقط. وقد يقرن بالملل الخمس كما قال في قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد. والاول كقوله لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين حتى تأتيهم البينة وقولك ان الذين كفروا من اهل الكتاب المشركين في نار جهنم في والمشركين في نار جهنم خالدين ففي هؤلاء فهم شر البرية وقوله تعالى وقل للذين اوتوا فقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم وان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاء ليس احد بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم من الذين اوتوا الكتاب او الاميين وكل امة لم تكن من الذين اوتوا الكتاب فهم من الاميين كالاميين من العرب ومن ومن الخزر والسقالبة والهند والسودان وغيرهم من الامم الذين لا كتاب لهم فهؤلاء كلهم اميون. والرسول مبعوث اليهم كما بعث الى الامة يجينا من العرب وقوله وقل للذين اوتوا الكتاب وهو انما يخاطب الموجودين في زمانه بعد النسخ والتبديل. يدل على ان من دان بدين اليهود والنصارى فهو من الذين اوتوا الكتاب لا يختص هذا اللفظ بمن كانوا متمسكين به قبل النسخ والتبديل. ولا فرق بين اولادهم واولاد واولاد غيرهم. وان اولادهم اذا بعد ان يسلب التفجير ممن اوتوا الكتاب فكذلك غيرهم. وكذلك غيرهم اذا كانوا كلهم كفارا وقد جعلهم الذين اوتوا وقد جعلهم الذين اوتوا بقوله وقل للذين اوتوا الكتاب وهو لا يخاطب بذلك الا من بلغته رسالته لا من مات فدل ذلك على ان قوله وطعام الذين اوتوا الكتاب حل حل لكم يتناول هؤلاء كلهم كما هو مذهب الجمهور من السلف والخلف وهو مذهب مالك وابي حنيفة وهو المنصوص عن احمد في عامة اجوبته لم يختلف كلامه الا في نصارى بني تغلو. واخر واخر الروايتين عنه انهم تباح نسائهم وذبائحهم كما هو قول جمهور الصحابة وقوله في رواية اخرى لا تباح متابعة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه لم يكن لاجل لاجل النسب بل لكونهم لم يدخلوا في دين اهل الكتاب الا فيما يشتهون يشتهون من شرب الخمر ونحوه. ولكن بعض التابعين ظن ان ذلك لاجل النسب. كما نقل عن عطاء وقال به الشافعي ومن وافقوا من اصحاب احمد وفرعوا على ذلك فروعا كما كان كما كان احد ابويه كتابيا والاخر كان كمن كان؟ كمن كان احد ابويه كتابيا والاخر ليس بكتابي ونحو ذلك حتى لا يوجد في طائفة من كتب اصحاب احمد لهذا القول فهو خطأ على مذهبه. مخالف لنصوصه لم لم يعلق الحكم بالنسب في مثل هذا البتة كما قد بسط في موضعك ولفظ المشركين يذكر مفردا في مثل قوله ولا تنكفوا المشركات حتى يؤمنوا. وهل يتناول اهل الكتاب في قولان مشهوران للسلف ايها الخلف والذين قالوا بانها تعم منهم من قال هي محكمة كابن عمر والجمهور الذين يبيحون نكاح الكتابيات كما ذكره الله في اية في اية المائدة وهي متأخرة عن هذه ومنهم من يقول نسخ منها تحريم نكاح الكتابيات ومنهم من يقول بل هو مخصوص لم يرد باللفظ العام. وقد انزل الله تعالى بعد صوت قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافير. وهذا قد وهذا قد يقال انما نهي عن التمسك بالعصمة ان كان متزوجا متزوجا كافرا ولم يكون حينئذ متزوجين الا بمشركة وثنية فلم يدخل بذلك الكتابيات. قال رحمه الله فصل في الاطلاق والتقييد في لفظ الصالح والصديق والشهيد. قال فكذلك اللفظ الصالح والشهيد والصديق يذكر مفرده فيتناول النبيين. قال تعالى في حق الخليل واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين قالوا اتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين. وقال الخليل ربي هب لي حكما والحقني بالصالحين. فقال يوسف توفني مسلما والحقني بالصالحين. قال ادخلني برحمتك في عبادك الصالحين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق على صحته لما كانوا يقولون في اخر صلاتهم السلام على الله قبل السلام على فلان وقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ان الله هو السلام فاذا قعد احدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فاذا قال اصابت كل عبد صالح بالله في السماء والارض الحديث. وقد يذكر الصالح مع غيره كقوله تعالى فاولئك مع الذين الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. قال الزجاج وغيره الصالح القائم بحقوق الله وحقوق عباده. واللفظ الصالح في الفاسد فاذا اطلق فهو الذي اصلح جميع اصلح جميع امره. وان لم يكن فيه فيه شيء من الفساد فاستوت سريرته وعلانيته واقواله واعماله على ما يرضي ربك. وهذا يتناول النبيين ومن دونهم. ولفظ الصديق قد جعل هنا معطوفا على النبيين وقد وصف به النبيين في في لقوله واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا. وكذلك الشهيد. قد جعل هنا قرين الصديق وقد قال وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق ولما قيدت الشهادة على الناس وصف بها الامة كلها في قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. فهذه شهادة مقيدة بالشهادة على الناس. كالشهادة المذكورة في قوله لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء قوله واستشهدوا شاهدين من رجالكم وليست هذه الشهادة المطلقة في الايتين بل ذلك كقوله ويتخذ منكم شهداء. قال رحمه الله تعالى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى فصل في الاطلاق والتقييد في لفظ الكفر والايمان يريد بهذا التبويب رحمه الله تعالى ان الالفاظ التي يطلقها الشارع اما ان تأتي مقيدة واما ان تأتي مطلقة وما جاء مطلقا لا يكون هو الذي جاء ايضا مقيدا فيكون له معنى حال الاطلاق له معنى حال الافراد كلفظ الكفر ولفظ الايمان الايمان يأتي مطلقا ويأتي مرادفا لغيره اما ان يذكر مفردا واما ان يذكر مقرونا بغيره فاذا جاء لفظ الايمان مطلقا مفردا شمل غيره من امور الايمان فدخل فيه الاسلام ودخل فيه الاحسان لان المؤمن اذا اطلق دخل فيه ايضا المسلم ودخل فيه ايضا المحسن اما اذا ذكر الايمان والاسلام فان للايمان معنى وللاسلام معنى. وهذا الذي عليه جماهير اهل العلم اهل السنة وان كان من اهل العلم من يرى انه لا تغاير بين الاسلام والايمان وان معناهما واحد ولا فرق بينهما. اما الذي عليه عامة اهل السنة فانهم تتبعوا النصوص ونظروا في كلام الشارع فرأوا انه مرة يذكر الايمان مطلقا ومرة يذكروه مقرونا بغيره وهكذا ايضا يذكر الكفر مرة مطلقا ومرة يذكره مقرونا بغيره فقال رحمه الله تعالى ومن هذا الباب لفظ الكفر والنفاق. انتقل للفظ الكفر والنفاق فالكفر اذا ذكر مفردا في وعيد الاخرة دخل فيه المنافقون. اذا توعد الله الكافر يوم القيامة بالعذاب الشديد ان الذين كم لهم نار جهنم دخل في هذا الوعيد في لفظ الكافر او في لفظ الكافرين دخل فيه ايضا المنافقون فكل منافق وكل مشرك داخل في هذا الوعيد انه متوعد بهذا العذاب الشديد فقوله ان الذين ذكرناهم نار جهنم نقول ان الذين كفروا دخل في هذا اللفظ دخل به المنافق ودخل فيه ايضا المشرك مثل قوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. لا يقول قائل ان هذا خاص بالكفر واما المنافق والمشرك فلا يحبط عمله. يقول قول من يكن الايمان فقد حبط عمله دخل فيه المشرك ودخل فيه المنافق. لان كلا منهما هو كافر بالله عز وجل المشرك. وان كان اه كفره من جهة الاشراك هو كافر بهذا الاشراك والمنافق وان كان كفره من جهة النفاق هو كافر ايضا بهذا النفاق. ومثل قوله تعالى ومن يك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا في هذا الضلال يشترك المنافق ويدخل فيه ايضا المشرك. ومثل قوله لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب ويتولى فالاشقى هنا يدخل فيه الكافر والمنافق والمشرك بالله عز وجل واخذ يسوق الايات الدالة على ان الكفر اذا جاء اذا جاء مفردا وجاء آآ مطلقا دخل فيه كل من توعد بهذا فالمنافق متوعد بوعيد الله بالعذاب والمشرك ايضا متوعد بالعذاب فاذا اطلق الكفر دخل فيه المشرك ودخل فيه المنافق كما قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنة لم يأت كل ذي؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء انتم الا في ضلال كبير هذا الوعيد يدخل فيه ايضا الكفار والمشركون والمنافقون وقوله ايضا وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا يدخل في هذا في هذه الاية الكافر والمشرك والمنافق. فكلهم يساقون الى نار جهنم زمرا. ولا يقول قائلا هنا فقط الكاف الذي يجحد واما المنافق فلا يدخل في هذه الاية والمشرك لا يدخل في هذه الاية بل نقول كلهم يدخلون في هذه الاية لانهم جميعا يشملهم هذا الوعيد وهذا العذاب الشديد ولان الكفر اذا افرد دخل تحته كل من كفر من المشركين ومن المنافقين. الى ان قال رحمه الله تعالى اخذ يسوق الايات الدالة على ان الكفر يأتي مفردا ويدخل فيه كل من توعد بذلك الوعيد قال واذا اوتي مقرونا لغيره اذا اوتي به مقرونا بغيره مثل قوله تعالى ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. هنا اصبح الكفر له معنى والشرك له معنى. ومع ذلك نقول ان الله عز وجل ذكر الذين كانوا من اهل الكتاب وذكر المشركين من الاميين. ذكر الاميين واخبر ربنا سبحانه وتعالى متوعدون بوعيد وهو العذاب الشديد اولئك هم هم شر البرية ففي هذه لها دلالة على ان المشرك متوعد بهذا الوعيد الشديد وان الكافر ايضا متوعد بهذا الوعيد الشديد والكفر والشرك الكفر والشرك وان تغايرا من جهة من جهة المعنى الا ان الثمرة واحدة فكل فكل مشرك كافر كل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك وليس كل كافر مشرك الا ان الا انهم يشتركان انهما مخلدون في نار جهنم وانهم كافرون بالله عز وجل ثم قال بهذا كله يدل فهذا كله يدخل فيه المنافقون الذين هم في الباطن كفار. ليس معهم الايمان شيء كما يدخل فيه الكفار المظهرون للكفر بل المنافقون في الدرك الاسمى من النار كما اخبر الله في ذلك في كتابه ثم قد يقرن الكفر بالنفاق في مواضع ففي اول البقرة ذكر ربنا سبحانه وتعالى اربع ايات في صفة المؤمنين وايتين في صفة الكافرين وبضع عشرة اية في صفة المنافقين فقال تعالى ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا فهنا ذكر الكفر وذكر النفاق مع انه لو ذكر لو ذكر الكفر وحده لدخل فيه المنافقون. فلما جمع بينهما دل ان له ان للكفر معنى وللنفاق معنى. فالكافر والذي يظهر كفره ضاء الذي يكون كفره ظاهر وباطنا. والمنافق الذي يكون كفره باطنا دون ان يظهر ذلك فهما يشتركان في الحقيقة انهما انهما كفار ويختلفان من جهة المعنى فالمنافق الذي يبطل الكفر ويظهر الاسلام والكافر الذي يظهر بالله عز وجل ومثل قوله تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم الى ان ذكر يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا ينظرون نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضوا بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبل العذاب ينادونهم ذكر الله في هذه الاية ذكر المنافقين والمنافقات والمنافقون النفاق هنا هم الذين كانوا يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وهم في الاخرة في حكم الكفار لانهم خالدون في جهنم ومثل قوله تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار المنافقين اذا قارن بين القوى والنفاق فافاد ان الكفر له معنى والنفاق له معنى فكما اننا نجاهد الكفار وبالسنتنا وبقلوبنا كذلك المنافق يجاهد وانما يجاهد بحسب ما اظهر من كفره فان لم يظهر لنا الا لم يظهر لنا الا الاسلام وهو في باطنه منافقا يسعى في الفتنة والفساد ويسعى في اثارة الشبهات فاننا ببغضه ببغضه والرد على شبهاته حتى يظهر لنا الكفر الصريح فيعامل معاملة الكافر الصريح اما اذا لم يظهر الكفر فاننا نجاهده بحسب ما وقع منه. ان كان آآ يظهر بلسانه الشبهات فجهاده يكون برد شبهاته. اذا كان يظهر بذلك الفساد فجهاد بدفع فساده وهكذا ويكون جهاده بحسب ما اظهر من الفساد والمنكر حتى يظهر الكفر صريح فيكون حكمه بعد ذلك حكم الكافر الحربي الذي يقاد عليه القتل ويقتل كما يقتل الكافر ثم قال الم ترى ثم قال وقال تعالى لم تر للذين افقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا. اذا هناك تغاير بين الكفر وبين النفاق. واراد شيخ الاسلام ان اطلاق لفظ الكفر اذا جاء مفردا في كتاب الله عز وجل دخل فيه المنافقون ودخل فيه المشركون. واذا جاء النفاق مغرونا بالكفر فان الكفر له معنى والنفاق له معنى والشرك له معنى والكفر له معنى وهذا يريد به ان الايمان اذا قرن بالاسلام فان الاسلام معنى وللايمان معنى قال وكذلك لفظ المشركين قد يقرن باهل الكتاب فقط وقد يقرن بالملل الخمس كما في قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والذين امنوا وذكر الذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس هذه خمس ملل والذين اشركوا جعلها ملة جعلها ملة سادسة. ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد. فهنا المجوس لهم معنى والنصارى لهم معنى والصابئة لهم معنى وكذلك الذين هادوا لهم معنى والمشركون لهم ايضا معنى يخصهم كذلك كقوله تعالى لم يكن الذين كانوا من اهل الكتاب والمشركين فذكر اهل الكتاب وذكر المشركين فافاد ان اهل الكتاب يغايرون اهل الاشراك وغيره من الاشراك ولا يكون حكمهم كحكم اهل الكتاب وخاصة في احكام الدنيا فان احكام الدنيا للكتاب احكام تخصه دون المشرك من ذلك ان الله يقول ولا تنكحوا المشركات فلا يقول قال ان المشركات هن هن هن من اهل الكتاب ايضا فانهن يشركون بالله ويجعلون عيسى ابن ويعبدون من دون الله. يقول الله عز وجل غاير بينهما عندما جمعهما فقال لم يكن لديك من اهل الكتاب والمشركين. فافاد ان هناك تغافل بين اهل الشرك وبين اهل الكتاب كذلك اباح الله لنا ان نأكل طعام الذين اوتوا الكتاب واباح الله لنا ان ننكح نساء الذين اوتوا الكتاب واما المشركات فلم يبح ربنا لا طعامهم ولم يبح لنا ايضا لا نساءهم. فافاد هنا التغاير بين اهل الكتاب وبين المشركين وهو الذي عليه جماهير واهل العلم ان ان اهل الكتاب تنكح نساؤهم ويؤكل طعامهم ويؤكل وتؤكل ذبايحهم تؤكل ذبايحهم اما المشرك فلا يؤكل هل من طعامهما ذبحوا ما ذبح ولا ولا تنكح ولا تنكح موليته ولا تنكح نسائهم حتى يؤمنوا بالله وحده ثم قال كقوله ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين من قدهل يستدل بها يستدل بها طالب العلم ان الله غاير بين المشركين وبين اهل الكتاب لان هناك من يقول واي شرك اعظم من شرك اهل الكتاب. والله يقول ولا تنكحوا المشركات. وهذا قول ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال اعلم وشركا اعظم من شرك اهل الكتاب يجعلون عيسى ابن الله ويعبدون من دون الله عز وجل. الا ان ابن عمر رضي الله تعالى عنه هذا اجتهاده وقد خالفه جماهير اهل العلم ورأوا ان هذه منهم من يرى ان ولا تنكح المشركات انها ان عامة يخرج يقيد منها اهل الكتاب فلا يدخلون فيها. ومنهم من يرى انها منسوخة باية المائدة التي اباح الله فيها نكاح اهل الكتاب. لكن صحيح ان اهل الكتاب لا يدخلون في هذا لا يدخل بقوله ولا تنكحوا المشركات لانهم ليس معه ليس مع المشركات كتاب يؤمنون به وليسوا هم موحدين لله عز وجل وقد استثنى ربنا سبحانه وتعالى اهل الكتاب مع علمه انهم يشركون به ويعبدون غيره سبحانه وتعالى قال والمسلمين لجهنم خالدين اولئك هم سر البرية وقل للذين اوتوا الكتاب وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان فانما عليك البلاغ. قال وليس احد بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم الا من الذين اوتوا الكتاب. او الاميين. ليس هناك قسم اما يكون من اهل الكتاب واما ان يكون من الاميين والاميين قال وكل امة لم تكن للذين اوتوا الكتاب فهم من الاميين. كالاميين العرب الذين لم يبلغهم دعوة نبي ومن الخزر والصقالبة والهند والسودان وغيرهم من الامم الذي لا كتاب لهم فهؤلاء كلهم اميون والرسول مبعوث اليهم كما بعث كما بعث للاميين من العرب بمعنى ان بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نسخت ان يكون هناك احد ليس له كتاب فمحمد صلى الله عليه وسلم دعوته لمن؟ لجميع اهل الارض لجميع الارض فاصبحت دعوته رافعة لمسمى الاميين. لم يبقى هناك امي لم تبلغه دعوة ولم يكن له نبي ولا لم ينزل عليه كتاب حيث ان دعوة محمد تشمل الانس والجن وتشمل الاحمر والاصفر تشمل العرب والعجم تشمل جميع اهل الارض قل ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فدعوة محمد رسالته الى جميع البشر. فلو قال قائل هل هل هناك اميين لم تبلغوا الدعوة؟ يعني هل هناك اميين لم يعني ينزل عليهم كتاب؟ نقول جميع اهل الارض نزل ما انزل الله عليهم كتابا وبعث بهم رسولا وهو محمد صلى الله عليه وسلم قال ليس احد بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم الا من الذين اوتوا الكتاب او الاميين. وكل من لم وكل امة لم تكن من الذين اوتوا الكتاب فهم من الاميين كالاميين من العرب ومن الخزن والصقالب والهند والسودا وغيرهم من الذين لا فهؤلاء كلهم اميون والرسول مبعوث اليهم كما بعث الى الاميين من العرب اذا دعوة محمد تشمل جميع الاميين وتشمل ايضا اهل الكتاب وقوله وقل للذين اوتوا الكتاب هو انما يخاطب الى الان هذه فائدة. وقل قل للذين اوتوا الكتاب وقل للذين اوتوا الكتاب ربنا وتعالى يأمر نبيه ان يخاطب اهل الكتاب. ومن هم المخاطبون بهذا الخطاب؟ هم اليهود والنصارى الموجودون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون ان عيسى ابن الله وانه ثالث ثلاثة ومع ذلك سماهم الله اهل الكتاب وخاطئهم بهذا الخطاب. وهذه اه وبهذا يرد على من قال انهم لا يعرفون من لا يعرفون لا يعرفون من النصرانية الا انهم يشربون الخمر ويزنون نسأل الله العافية والسلامة. فالله خاطبهم بذلك مع كونهم يشركون به ويعبد ويجعل عيسى ابنا له ويجعل مريم ايضا الها مع الله عز وجل ويجعل الاقاليم الالية التي يعبدون ثلاثة كما هو معروف في عقيدتهم قال وهو انما يخاطب الموجودين في زمانه. بعد النسخ والتبديل بعد ما بعد ما نسخت شريعتهم بمن نسخت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبعد التبديل حيث انهم بدلوا شريعة عيسى وجعلوا الاقاليم ثلاثة يعبدونها كلها عيسى ومريم وروح القدس يدل على ان من دان بدين اليهود والنصارى فهو من الذين اوتوا الكتاب. لا يختص هذا اللفظ من كانوا متمسكين به قبل النص والتبديل ولا فرق بين اولادهم واولاد واولاد غيرهم. فان اولاده اذا كانوا بعد النسوة والتبديل ممن اوتوا الكتاب فكذلك غيرهم اذا كانوا كلهم كفارا وقد جعلهم الذين اوتوا الكتاب قوله وقد جعلهم الذين اوتوا بقوله وقل للذين اوتوا الكتاب. اذا شيخ الاسلام استطرد في هذه وهي مسألة حكم طعام اهل الكتاب وحكم نساء ونكاح نسائهم فان الله امر نبيه ان يخاطب اهل الكتاب ودخل في هذا الخطاب الموجودين ممن يعبدون غير الله عز وجل الذي يرون عيسى ابن الله ويرونه ثلاثة. فهم فهذا الخطاب وقع بعد النسخ بعد النسخ ان محمد نسخت شريعته شريعة الانبياء قبله. ووقعت ايضا وقع هذا الخطاب ايضا بعد التبديل الذي بدله اولئك الاحبار فبدلوا دين الله عز وجل ومع ذلك يخاطبهم ربنا بقوله وقل للذين اوتوا الكتاب اذا قوله احل لكم الطعام الذي اوتوا الكتاب هم المخاطبون هنا فيكون طعامهم حلال كما نكاح نسائهم ايضا حلال ثم قال رحمه الله وهو لا يخاطب بذلك الا من بلغته رسالته لا من مات. الخطاب للموجود الذي بلغته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك على ان قوله وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم يتناول هؤلاء كلهم. يتناول هؤلاء كلهم كما هو مذهب السلف والخلف وهو مذهب ومالك وابي حنيفة وهو المنصوص عن احمد في عامة اجوبته لم يختلف كلامه الا في نصارى بني تغلب. ونصارى بني تغلب تنصب وقيل لهم كانوا وثني كانوا وثنيين فدخلوا في النصرانية وقد ذهب بعض كابن عمر انه قال انما يعرف النصرانية فقط شرب الخمر وما شابه ذلك. وكذلك جاعر علي رضي الله تعالى عنه انه كان ولا يرى ان بني تغلب انها تنكح تنكح نسائهم. لكن الذي عليه جماهير اهل العلم يرون ان ان النصارى بني تغلب ايضا يعاملون معاملة كهل الكتاب فتنكح نسائهم وكذلك آآ وكذلك يؤكل طعامهم الا ان بعضهم رأى ان لهم انفة العرب لهم انفة العرب فكان لا كان فكان يأخذ منهم بدل العشر بدل التعشير وانهم يعشر عليهم يأخذون الزكاة ضعفين يأخذ منهم ضعفين يا نفت العرب ان يعشروا كما يؤشر غيرهم قال هنا وقوله في الرواية الاخرى لا تباح اي الامام احمد جاء في رواية انه قال لا تباح لماذا؟ قال متابعة لعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال متابعة لعلي علي كان يرى ان الصلاة تغلب انه لا تنكح نسائهم لانهم دخلوا في النصرانية لم يكن هذا دينهم وانما كانوا وثنيين فدخلوا النصرانية. قال قال شيخ الاسلام ولم يكن ذلك لاجل انهم عرب ليس لاجل انهم عرب يعني قال لم يكن لاجل النسب بل لكونهم لم يدخلون الكتاب الا فيما يشتهونه من شرب الخمر ونحوه. ولكن بعض ظن ان ذاك لاجل النسب اي لاي شيء كونهم عرب فانهم لكونهم عرب والعرب لا يعرف فيهم النصرانية ولا يعرف فيهم وانما لاجل عند من منع لاجل انهم لم يأخذوا من دين النصرانية الا ما يشتهون وهو شرب الخمر والزنا. قال كما نقل عن عطاء وقال به الشافعي يرى ان اهل الكتاب الذين تحل ذبايحهم وتحل اه نساؤهم هم الذين هم الذين توارثوا الدين جيلا بعد جيل. اما من دخل في النصرانية ولم يكن كذلك فليس هذا ممن يباح طعامه ولا تؤكل لا يباح لا تؤكل ذبيحته ولا تنكح نساؤه. بمعنى مثلا الان في الفلبين مثلا الفلبينيون ليسوا ليس اصلهم اهل كتاب. وانما هم وثنيون ومنهم من كان مسلما ثم ارتد لكن اغلبهم كان وثني فدخل بالنصرانية على قول الشافعي وقول من قال انه لابد ان يكون من الذين كتاب القبل يرى ان هؤلاء لا تؤكل ذبايحهم ولا تنكح لماذا؟ قال لانهم ليسوا اهل الكتاب وانما دخلوا في دين اهل الكتاب ويشترط في اهل الكتاب التوارث بعضهم يشترط التوارث معنا ان يكون هذا الدين توارثه ابا عن جد الى الى الى اصله وهذا الشرط ليس بصحيح. وقوله تعالى آآ الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ليس المراد به انه لا يؤمن لا لا يؤكل ولا تنكح الا من اوتي تاب قبلنا وانما المعنى هو وصف لمن وصف لهذا الكتاب لان هذا الكتاب نزل على موسى وعيسى وهما قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم قال هنا وقال به الشافعي ومن وافقه من اصحاب احمد وفر على ذلك فروعا كمن كان هذه مسألة كمن كان احد ابويه كتابيا والاخر ليس بالعلم لو تزوج نصراني بوثنية قالوا لا تباح ذبيحته لانه لانه خليط من ممن يباح وممن لا يباح اذا كان خليطا يغلب جانب الحظر فيمنع من والصحيح ما دام انه ينتسب الى النصرانية يعني هذا هذا الولد الذي تزوج ابوه بنصرانية او امه تزوجت بوثني ننظر فيه ان كان يتبع في ذلك دينا الوثني فهو ليس من اهل الكتاب وان كان يتبع في ذلك دين النصارى فهو من اهل حتى لو جاء نصراني الان وتنصر وكان قبل ذلك وثني نعامله بعد تنصره معاملة اهل الكتاب على الصحيح فالله عندما خاطب نبيه وقال قل للذين اوتوا الكتاب لم يفرق بين المولدين في ذلك الدين وبين من توارثه دينا وتوارثه جيلا بعد جيل الخلاف الصناعي يطرد ايضا في الجزية. كذلك في الجزية. ما ياخذ منهم جزية. يقولون الزكاة مظعفة. بس هذه هم كان الاصل انها تؤخذ الجزية لكنهم ابوا والفوا ان ان توخروا الجزية بهذه الطريقة. والفلبين مثلا هل الخلاف. قاعد اقول الشافعي يرى انه لا لا يرى يرى اذا كان هو فقط يراها في مسألة الاكل اكل طعامهم ونكاح نسائهم. الذبائح هذا يقول هذه لا توكل ممن كان ممن كان كتابيا توارثه ابا عن جد. اما من دخل في الوثني دخل من وثني في اهل الكتاب فلا يأخذ هذا الحكم لقوله تعالى وطعام الذي اوتوا الكتاب من قبلكم قال من قومك فيه انه انه كتابي من قبل مسلم يتنصر يقتل هذا يقتل. التنصل يقتل ما له حكم هذا لو كان وثني له حكم اخر. مع انه قول من مد قيل فاقتلوا بعضهم يرى انه يشمل جميع الاديان. بمعنى لو ان وثني تنصر يقتل. لو ان مجوسيه تنصر يقتل. لو ان مسلم تنصر يقتل. واضح بعضهم يرى ان الكفر ملة واحدة وانه انما يقتل اذا ارتد على الاسلام. اما غير من الملل الكفر ملة واحدة. ها المسلم هو هل يقتل؟ يقتل هذا ماء يقتل. يقتل لكن اولاده اولاد المرتد يتنصر اهل الكتاب واضح؟ يعني مثلا ارتد فلحق بالنصرانية ولم نستطع عليه هذا لا يعامل لا ينكح ولا شيء لكن اولاده الذين ولدوا بعد ردته وتدينوا بدين النصارى يعاملون حملت اهل الكتاب قال قال رحمه الله تعالى قال آآ والاخر ليس بكتابي ونحو ذلك حتى لا يوجد في طائفة من كتب اصحاب الا هذا القول بمعنى ان هذا القول هو الذي خرج عليه اصحاب المذهب وهو القول عند المتأخرين وهو خطأ على مذهبه مخالف للنصوص لم يعلق الحكم بالنسب في مثل هذا البتة كما قد بسط في موضعه. قال ولفظ المشركين يذكر مفردا في مثل قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن وهل يتناول الكتاب؟ فيه قولان مشهوران السلف والذين قالوا بانها تعم منهم قوله منهم من قال هي محكمة كابن عمر يقول لا اعلم شركا اعظم من شرك النصارى. والله يقول ولا تنكحوا المشركات لكنه الذي قال ولا تنكحوا المشركات هو الذي قال احل لكم طعامكم الذي تاب طعامك حل لهم والمحصن لن يكتاب. فاباح الله لنا المحصنات من هذا الكتاب مع انهم كانوا على هذا الوصف والشرك بالله عز وجل قال والجمهور الذين يبيحون نكاح الكتابيات كما ذكره الله في اية المائدة وهي متأخرة من عن هذه منسوخة ومنهم من يقول نسخ منها تحريم نكاح الكتابيات يعني فقط نسخ من هذا العموم نكاح الكتابيات فاجازه الشعر ومنهم من يقول بل هو مخصوص اي ان اللفظ العام هذا ولا تنكح المشركات خرج من هذا العموم قوله تعالى واطعام والمحصن الذين يكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن قال هذا خص منه ذلك العموم. قال وهب لهم قال بل هو ومخصوص لم يرد لم يرد باللفظ العام بمعنى ان قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات لم يدخل فيه اهل الكتاب لانهن قد خصوا او لانهم قد خصوا باية المائدة ومثل قوله تعالى ولا تمسكوا بعصم الكوافر وهذا ايضا الكوافل يشمل كل كافر بالله عز وجل لكن الخطاب نزل في الف واللام هنا الى العهد الذين كان كان تزوج بهم تزوج بهم الصحابة وهن الوثنيات الكافرات فمنع المسلم ان يمسك بالوثنية. قال انما هي عن التمسك بالعصمة. من كان متزوجا كافرا. ولم يكونوا حينئذ متزوجين الا الا بمشركة وثنية فلم يدخل في ذلك الكتابيات لقوله ولا تنسوا بعصر الكوافير الخطاب هنا قضية متعلقة باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجروا او بعد ما صلح الحديبية الا يمسكوا بعصم الكوافر وهو بقاء عقد الزواج والنكاح بينهم وامر الله عز وجل بفراق وهذا خاص بالوثنيات لانهم لم يتزوجوا غير الوثنيات في ذلك الوقت ثم قال فصل في الاطلاق والتقييد في لفظ الصالح والصديق والشهيد وهذا مثل ما ذكرنا في لفظ الكفر والشرك النفاق انه يأتي مفرد يأتي ويأتي يأتي مقرونا كذلك الصالح يأتي مطل مفردا ويأتي آآ مقرونا بغيره. فاذا ذكر الصالح والشهيد والصديق وذكر مفردا فانه يتناول الانبياء والصديقين ويتناول الشهداء فهلا كلهم من الصالحين. وكذلك هم من الشهداء وكذلك هم من الصديقين. فوصف الانبياء بالصديقية الانبياء بالشهادة ووصن الانبياء ايضا بالصلاح. فاذا جاءت هذه الالفاظ مفردة دخل فيها جميع هؤلاء. واذا جاء الصلاح مقرونا بالنبوة افاد ان الصلاح له معنى والنبوة لها معنى اخر. كذلك اذا جاء الصلاح مقرونا بالصديقية افاد ايضا ان الصديقي رتبة اعلى من رتبة الصلاح وهكذا في بقية الالفاظ التي تأتي تأتي مقرونة او تأتي مفردة البر ياتي مفرد ويأتي ويأتي ايضا آآ مقرونا بغيره وجميع الالفاظ التي فيها مدح تأتي مقرونة بغيرها وتأتي مفردة ذكر هنا عدة ايات تدل على ذلك مثل قوله تعالى واتيناه وجهه في الدنيا وانه في الاخرة من الصالحين من هو؟ ابراهيم عليه السلام مع انه اصيب انه نبي فوصل الله ايضا وصفه بالصلاح واتى بالدنيا حسنة وانه في الاخرة من الصالحين ايضا في وصف ابراهيم وقال ربي هب لي حكما والحقني بالصالحين. وقال يوسف والحقني بالصالحين. وقال سليمان في عبادك الصالحين فقال النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح متفق على صحته ان الله هو السلام فاذا قعد احدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلاة والطيبات ثم قال في اخره السلام على عباده قال فاذا قالها اصابت كل عبد صالح لله في السماء والارض دخل في هذا اللفظ الملائكة والغسل الانبياء والصديقين كلهم دخلوا في لفظ الصالحين عباد الله الصالحين دخل فيه كل هؤلاء. وقد يذكر الصالح مع غيره كقوله تعالى مع الذي انعم الله وعليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فافاد ان الصلاح رتبة دون رتبة هؤلاء فهو دون دون الانبياء ودون الصديق ودون الشهيد فافاد ان الصلح له معنى ولذلك قال بعض الصالح القائم بحقوق الله وحقوق عباده. الشهادة اعلى هي وصف في وصف لكنهم هم الذين بذلوا ارواحهم ومهجهم في ذات الله عز وجل. الصديق له منزلة اعلى من منزلة الشهداء والصالحين. لان الشيء الصالح قد يكون صالحا لكن لا يرتقي الى مرتبة الشهداء. وقد يكون صالحا شهيدا ولا يرتقي الى مرتبة الصديقين وهكذا. ثم قال لفظ الصديق قد جعل من هنا معطوف مع النبيين وقد وصي به النبيون مرة يوصي النبي انه صديق ومرة يأتي الصديق دون ذكر النبي والصديقية درجة ومرتبة يدخل فيها ايضا يدخل فيها غير الانبياء يدخل الانبياء لزاما ودون الانبياء يدخلون ايضا. لكن اه بمعنى ان كل كل ان كل نبي صديق وليس كل صديق وليس كل صديق نبي وليس كل صديق نبي. كل نبي صالح وليس كل صالح صديق ولا نبي وهكذا وصف الله ابراهيم بانه كان صديقا نبيا وصف الله ادريس بانه كان صديقا نبيا. وكذلك الشهيد قد جعل هنا قرين الصديق والصالح وقد قال الله تعالى وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق فان الانبياء وصلوا بانهم شهداء وانهم يشهدون على الخلق كذلك ذكر النبي ذكر الله النبيين وذكر الشهداء مما يدل على المغايرة ومعنى المغايرة هنا ان الشهداء او ان الشهداء ليس محصورا في الانبياء فقط. بل هناك شهداء غير الانبياء. كما ان الانبياء يشهدون كذلك الملائكة تشهد كذلك الصالح والصديق يشهد فافاد ان رتبة الشهداء او منزلة الشهداء اوسع منزلة الانبياء ومثل قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء الناس. هذه الامة كلها شهيدة على الامم كلها. بمعنى كل امة تشهد على النبي الذي قبلها. بمعنى تأتي امة محمد صلى الله عليه وسلم عندما يأتي نوح يقول قد بلغت فيقول الله له من يشهد لك؟ فيقول تشهد لامة محمد فيقول نحن نشهد انه بلغ قالوا كيف عرفتم ذا؟ قال قرأناه في كتابك يا ربنا انه بلغ الرسالة فيقول بذلك شهداء عند ربهم فالله جعل هذه الامة امة وسطا وجعلهم شهداء على الناس يوم القيامة. وجعل الرسول عليهم يوم القيامة ايضا شهيدا فهذه شهادة مقيدة بالشهادة على الناس كالشهادة المذكورة في قوله لولا جاءوا عليه باربعة شهداء وقوله واستشهدوا شهيدين من رجالكم الشهادة المطلقة في الايتين بل ذلك كقوله ويتخذ منكم شهداء. الشهادة هنا تأتي بمعنى الشهود. وتأتي بمعنى الشهادة لتكون وفي سبيل الله عز وجل وتكون شاهدة له على علو منزلته وبذل روحه ومهجته في ذات الله عز وجل. هو يريد فقط بهذه التقعيدات ان ان الاطلاق اذا جاء في كتاب الله لا يلزم منه انه يكون نفسه اذا جاء مقرونا بغيره فله حال الاطلاق معنى وله حال التقييد معنى له حال الافراد معنى له حال الاقتران معنى الاخر وهذا هو الذي اوقع اهل البدع في انهم لم يضبطوا هذه المسألة فجعلوا جعلوا الايمان سواء جاء مطلقا او جاء مفردا معناه معناه واحد لا يتغير وانه وانه وان الايمان شيء واحد لا يتبعض ولا يتجزأ اذا ذهب بعضه ذهب كله وانه لا يزيد ولا ينقص وهو سيرد على هذا كله رحمه الله تعالى يرد على هذا كله رحمه الله تعالى والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد