الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا انه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين. وما صاحبكم بمجنون قد رآه بالافق المبين. وما هو على الغيب بضنيين. وما هو بقوم من الشيطان الرجيم. فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم ان استقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى بتفسير هذه الايات روى مسلم في صحيحه والنسائي في تفسيره عند هذه الاية من حديث مسعد ابن كتام عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعته يقرأ فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس. ورواه النسائي عن بندار عن هندر عن شعبة عن الحجاج بن عاصم عن ابي الاسود عن عمرو بن حريص به نحوه قال ابن ابي حاتم وابن جرير من طريق الثوري عن ابي اسحاق عن رجل من مراد عن علي فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس قال هي تخنس بالنهار وتظهر بالليل. وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى قال حدثنا ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن عن سمعتوا من حرب قال سمعت خالد بن عرعرة سمعت عليا وسئل عنه لا اقسم بالخنس الجوار الكنس فقال هي النجوم. تخنس بالنهار وتكنس بالليل وحدثنا ابو كريب قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن خالد عن علي قال هي النجوم وهذا اسناد جيد صحيح الى خالد ابن عرعرة وهو السهمي الكوفي. قال ابو حاتم الرازي روى روى عن وروى عنه سماك والقاسم ابن وروى عنه سماك ابن القاسم ابن عوف الشيباني ولم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديل والله اعلم وروى يونس عن ابي اسحاق عن الحارث عن علي انها النجوم رواه ابن ابي حاتم وكذا روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتالة والسدي وغيرهم انها النجوم قال ابن جرير حدثنا محمد ابن بشار حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن بكر ابن عبد الله في قوله فلا اقسم بالخنس الناس قال هي النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق. وقال بعض الائمة انما قيل للنجوم اي في حال طلوعها ثم هي جوار في فلكها وفي حال غيبوبتها يقال لها كنس. من قول العرب او الى كناسه اذا تغيب فيه وقال الاعمش عن ابراهيم قال قال عبدالله فلا اقسم بالخنس قال بقر الوحش وكذا قال الثوري عن ابي اسحاق عن ابي صراحة عن عبدالله فلا اقسم بالخنس الجوار الخنس ما هي يا عمرو؟ قلت البقر. قال وانا ارى ذلك. وكذا روى يونس عن ابيه اسحاق عن ابيه. وقال ابو داوود الطيانسي عن عمرو عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الجوار الكنس قال البقر تكنس الى ظل وكذا قال سعيد بن جبير وقال العوفي عن ابن عباس هي الظبا وكذا قال سعيد ايضا ومجاهد والظحاك وقال ابو اتى جابر ابن ابن زيد هي الضباء والبقر. وقال ابن جرير حدثنا يعقوب قال حدثناه هشيم قال اخبرنا مغيرة عن ابراهيم والمجاهد انهما انهما تذكرا انهما انهما تذاكرا هذه الاية فلا اقسم بالخنس الجوال الكنس فقال ابراهيم لمجاهد قل فيها بما سمعت. قال فقال مجاهد كنا نسمع فيها شيئا ناس يقولون انها النجوم. قال فقال ابراهيم قل فيها بما سمعت. قال فقال مجاهد كنا نسمع انها بقر الوحش حين تكنس في حجرتها قال فقال ابراهيم انهم يكذبون على علي هذا كما رووا عن علي انه ظن الاسفل انه ضمن الاسف انه ضمن الاسفل الاعلى والاعلى والاعلى الاسفل. وتوقف ابن جرير في قوله الخنس جوار الكنس هل هو النجوم او الظباء وبقر الوحش؟ قال ويحتمل ان يكون الجميع مرادا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو القسم الثاني مما ذكره الله تعالى بسورة التكوين والله تعالى ذكر في اول ما ذكر احوال القيامة وآآ حضور الانسان وحضور الانسان ما قدم من عمل ثم قال فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس هذه كلها اقسام والمقسم عليه قوله تعالى انه لقول رسول كريم فذكر القرآن واشاد به وبمن جاء به وبمن انزل عليه و الرابط بين ما تقدم في اول السورة وبين هذه الاقسام ان الاخبار المتقدمة هي خبر القرآن لم تعلم احوال القيامة على هذا التفصيل والبيان كما جاء في القرآن فبعد ان اخبر بما اخبر من احوال القيامة واهوالها رجع الى تزكية الاصل الذي اخبر بذلك الخبر وهو القرآن واقسم على عليه باقسام. قال جل وعلا فلا اقسم بالخنس لا اقسم في كلام العرب بمعنى اقسم ولذلك يقول المفسرون ان لا زائد وهي زائدة لفظا لا معنى اه وهي زائدة لفظا لا معنى لان مجيئها يؤكد القسم وليس في كلام الله تعالى شيء زائد وانما جرى لسان العرب على ذكر لا في سياق القسم تأكيدا له وتوثيقا للقسم وقوله جل وعلا اقسم فلا اقسم القسم هو الحلف واليمين ثم ذكر الله تعالى ما اقسم به قال فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس هذه هي اوائل القسم الذي ذكره الله تعالى الخنس والجواري الكنس اما الخنس فذكر فيها قولين القول الاول النجوم والقول الثاني انها الظباع والبقاء وبقر الوحش اي غير غير مستأنس الذي يألف الناس ويعيش معهم ثم ذكر جملة من النقولات عن علي رضي الله عنه وعن غيره من المفسرين من السلف الصالحين وخلاصة ما نقل ان فيها قولان ان فيها قولين القول الاول انها النجوم على هذا اكثر المفسرين استنادا الى ما جاء عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه دون تحديد نجم معين ما ذكر من النجوم انما هو على وجه التمثيل فمن قال الزهرة المشتري عطارد يطارد آآ المريخ كل هذا على وجه التمثيل والمقصود النجوم البادية في السماء التي يعرفها الناس ويهتدون بها والاقسام بها في حالين حال خلوسها وحال كنوزها انا اقسم بالخنس الجواري الكنس واختلف في معنى الخنس والكنس و خلاصة ما جاء انهما حالان للنجوم اما حال ظهورها او حال غيابها وهذا الذي دار عليه التفسير ان الخنس حال ظهورها وبدوها وجريانها في مجاريها وافلاكها والكنس قال خفائها وغيابها وذهابها وقيل الخنس من خنس الشيء اذا خفي فاقسم بها حالة خفائها والكنس حال غيابها والمقصود ان الله تعالى اقسم بالنجوم في احوالها التي يشهدها الناس ويعرفونها مما يدل على بديع صنع الله جل في علاه وعظمة هذا الخلق الذي آآ يشاهدها الناس مما يدل على عظمة الخالق فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس ثم قال والليل اذا عساس نعم وقوله والليل اذا عسعس به قولان. احدهما اقبل بظلامه قال مجاهد اظلم. وقال سعيد ابن جبير اذا وقال الحسن البصري اذا غشي الناس وكذا قال عطية العوف وقال علي ابن ابي طلحة والعوفي عن ابن عباس اذا عسعس اذا ادبر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك وكذا قال زيد ابن اسلم وابن ابو عبدالرحمن اذا عسعس اي اذا ذهب فتولى. وقال ابو داوود الطيارسي حدثنا شعبة عن عمرو ابن مرة عن ابي البختري سمع سمع ابا عبد الرحمن السلمي قال خرج علينا علي رضي الله عنه حين ثوب المثوب بصلاة الصبح فقال اين سائلون عن الوتر والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس وقد اختار ابن جرير ان المراد ان المراد بقوله اذا عسعس اذا ادبر قال لقوله وصبحي اذا تنفس اي اضاء واستشهد بقول الشاعر ايضا حتى اذا الصبح له تنفس وانجاب عنه ليلها وعسعس اي ادبر. وعندي ان المراد بقوله عسعس اذا اقبل. وان كان يصح استعماله في الادبار. لكن الاقبال فهنا انسب كانه اقسم كانه اقسم تعالى بالليل وظلامه اذا اقبل. وبالفجر وظيائه اذا اشرك كما قال والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى. وقال والضحى والليل اذا سجى. وقال فالق الاصباح وجعل الليل سكن وغير ذلك من الايات وقال كثير من علماء الاصول ان لفظة عسعس تستعمل في الاقبال والادبار على وجه الاشتراك. فعلى هذا يصح ان يراد كل كل منهما والله اعلم. قال ابن جرير وكان بعض اهل المعرفة بكلام العرب يزعم ان عسعس دنا من اوله واظلم وقال القراء كان ابو البلاد النحوي ينشد بيتا عسعس حتى لو يشاء حتى لو يشاء الدنا كان من ضوئه مقبس يريد لو لو يشاء اذا اذ دنى ادغم الذال في الدال. وقال الحراء وكانوا يرون ان هذا البيت مصنوع طيب قوله جل وعلا والليل اذا عسعس ذكر في عسعس قولين ادبر واقبل وكلاهما آآ يراد بهذه الكلمة كما ذكر ذلك اه اه كثير من علماء الاصول اه حيث قال في ان لفظة عسعس تستعمل في الاقبال والادبار على وجه الاشتراك يعني هي من الاضداد يسمى الابداد الكلمات التي يراد بها الشيء المعنى وضده يراد بها المعنى وضده يراد به المعنى وظده عسعس اي اقبل وادبر فاقسم الله تعالى بالليل في اقباله وفي ادباره لكن ابن كثير رحمه الله بالنظر الى طريقة القرآن في ذكر المتقابلات رجح ان المراد بعسعس اقبال الليل حتى يكون في مقابل اقبال النهار في قوله والصبح والصبح اذا تنفس والصبح اذا تنفس نعم وقوله والصبح اذا تنفس قال الظحاك اذا طلع وقال قتادة اذا اضاء واقبل. وقال سعيد بن جبير اذا نشأ وهو المروي عن علي رضي الله عنه وقال ابن جرير يعني وضوء النهار اذا اقبل وتبين واصل تنفس من نفس الشيء اذا فرج عنه ووجد مخرجا وهكذا الصبح اذا خرج من رحم الليل ومن دجى تنفس فكأنما خرج من كربة ظيق الى سعة والى والى نفس ولذلك يذكر النفس في مقام السعة ومنه تنفيس المكروب وتنفيس الكرب اي توسيعه ازالته الخروج من ضيقه نعم قوله انه انه لقول رسول كريم يعني ان هذا القرآن طيب هذه الاقسام عادة هناك مناسبة بين اقسام والمقسم عليه وهنا مناسبة ان هذه في العلو وهي احوال فلكية من جريان الكواكب ومن تحولات الفضاء والفلك من اقبال ليل وادبار نهار وهذا يناسب المقسم عليه وهو القرآن النازل من علو والذي نزوله اشرقت به الارض بعد ظلماتها فالقرآن هو الصبح اذا تنفس يشبه الصبح اذا تنفس وجاء بعد الظلمة مطبقة والليل البهيم هذه المناسبة بين الاقسام وبين المقسم عليه يقول الله تعالى انه اي القرآن لقول رسول كريم واضاف القول في هذه الاية للرسول الكريم لانه المبلغ فهي اضافة تبليغ وليست اضافة ابتداء كما يقوله من يقوله ممن يحرف الكلم عن مواضعه فان القرآن كلام الله حقا هو قوله جل وعلا قوله الحق ومن اصدق من الله قيل القرآن قوله اضافه اليه وتكلم به واضافه اليه ونسى ونسبه اليه جل في علاه تنزيل من حكيم حميد وانك لتلقى القرآن من حكيم حميد فكل هذا يدل على انه كلامه جل في علاه وان اضافته لغيره انما هي اضافة تبليغ وليست اضافة ابتداء يقول جل وعلا وانه لقول رسول كريم كريم تطلق ويراد بها الجودة في الصفات والعلو بالخصال وتطلق ويراد بها العطاء الواسع فالكريم هو الذي يعطي عطاء واسعا لكن من معاني الكرم طيب الخصال وجودة الصفات ولو لم يعطي شيئا لكن كمال خصاله وجودة صفاته وصف بانه كريم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم واياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم. في حديث عبد الله بن عباس اه في قصة بعث معاذ الى اليمن قال واتقي قال واياك اه واعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة واخذوا من اغنيائهم وترد الى فقرائهم واياك وكرائم اموالهم يعني اطرايبها