آآ هذه هذا ما يتعلق بالحديث باقي الفوائد نجعلها ان شاء الله تعالى مبدأ درس يوم غد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا هو الحديث الثالث حديث الاربعين النبوية وهو ما نقله المصنف رحمه الله عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس الى اخره. هذا الحديث حديث من اشرف الاحاديث منزلة واوسعها معنى اذ انه بين به النبي صلى الله عليه وسلم بناء الاسلام وما يقوم عليه واليه ترجع كل تفاصيل الشريعة فان كل تفاصيل الشريعة واحكامها مردودة الى هذا الحديث فيما يتعلق بالعبادات فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث اصول العبادات هذا الحديث جاء بيانه وذكره في سياق حديث عمر في مجيء جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الاسلام المتقدم. حيث قال اخبرني عن الاسلام. قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت فلماذا جاء به المصنف رحمه الله على وجه مستقل جاء به لان النبي صلى الله عليه وسلم مثل الاسلام بالبناء الذي له اركان وله قواعد وله دعائم وله اسس يبنى عليها وذاك الحديث جاء فيه بذكر الاسلام في سياق الايمان والاحسان وكان الاسلام مختصا باعمال الظاهر هنا جاء في بيان الاسلام مستقلة عن ذكر الايمان فشمل الايمان الاسلام هو الايمان كما هو معروف فيما تقدم من انه اذا جاء ذكر الاسلام شمل معنى الايمان اذا جاء ذكر الاسلام منفردا شمل معنى الايمان. واذا جاء ذكر الايمان معنى الاسلام وانما يكون الاسلام والايمان اه كل منهم مختصا بمعنى اذا اجتمعا فيكون اسلام للاعمال الظاهرة والايمان للاعمال الباطنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان هكذا جاء بتقديم الحج على الصوم في هذه الرواية التي اصطفاها المصنف رحمه الله وساقها اخرجه مسلم واخرجه البخاري بلفظ قدم فيه الصوم على على الحج فقال وصوم رمضان وحج البيت هذي رواية عند البخاري اخرجها الترمذي اه وقد اه اه وافق ذلك ايضا ما عند النسائي هذا من حيث ترتيب المذكورات قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس ابهم النبي صلى الله عليه وسلم الباني فجاء الخبر الفعل الذي لم يسمى فعله بصيغة الفعل الذي لم يسمى فاعله وهذا يجري في كثير من الاحيان في كلام العرب اذا كان الفاعل معلوما والفاعل هنا معلوم وهو الله جل وعلا الذي شرع هذا الدين فبنى الله تعالى الاسلام على خمس قال الله جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك اوصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه الله جل وعلا هو الذي شرع وهو الذي ارتضى هذا الدين ما يكون من بنا انما هو من بناء الله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس الذي بنى هذا الدين هو الله جل وعلا للعلم بالفاعل ابهم ولم يبين وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام اي دينه اي دين الاسلام المقصود بالاسلام هنا دين الاسلام وبناؤه على خمس وسيأتي بيان هذه الخمس في تفصيل النبي صلى الله عليه وسلم بعد اجماله والاسلام هو الاستسلام لله التوحيد والخضوع لامره والانقياد لشرعه هكذا فسره العلماء رحمهم الله وعبارات متقاربة يقول الاسلام مأخوذ من الاستسلام لله وهو الخضوع لله وهو الخضوع لامره والانقياد لشرعه ظاهرا وباطنا. هل يشمل الايمان والاسلام الانقياد هنا ليس فقط الانقياد هو الاستسلام فقط للظاهر بل الظاهر والباطن يدل على شمول الاسلام لهذين قول الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا ومعلوم ان اسلام الوجه يفيد الانقياد والخضوع وقوله وهو محسن الاحسان عمل قلبي يظهر على الجوارح وقول واتبع ملة ابراهيم حنيفا وملة ابراهيم دينه ودينه الذي جاء به التوحيد ومجافاة الشرك فدل هذا على ايش على ان المراد بالاسلام هنا الاسلام في الظاهر والباطن عمل الظاهر وعمل الباطن ليس فقط عمل الظاهر وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس اي بني دين الله الذي يتضمن الخضوع له والانقياد لامره في الظاهر والباطن على خمس قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس هذا تمثيل للاسلام بالبناء والتمثيل يستفاد منه التقريب تقريب المعاني والامور الذهنية في الصور الحسية تصور النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام وهو امر ذهني معنوي للبناء وقال صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس تمثل امرا معنويا يا امر حسي ليتضح المعنى وتتبين منزلة هذه الاعمال من الاسلام منزلة هذه الاعمال من الاسلام قال صلى الله عليه وسلم على خمس يعني على خمس دعائم وقد جاء في بعض روايات مسلم بني الاسلام على خمسة اذا قلنا خمس قلنا دعائم واذا قلنا خمسة اركان لماذا لان القاعدة في العدد والمعدود فيما بين الثلاثة الى تسعة ان يخالف المعدود العدد التفكير والتأليف فاذا قلنا خمس ما نقول خمسة خمس اركان لانه خمس مذكر سيكون المعدود مؤنثا فقالوا على خمس دعائم جمع دع داعمة او على خمس آآ خصال جمع خصلة وما اشبه ذلك او خمس قواعد جمع قاعدة اما اذا على رواية خمسة فهنا قالوا على خمس اه اصول اصل او اركان جمع ركن بني الاسلام على خمس وقد جاء التصريح بالدعائم في رواية عبد الرزاق حيث قال بني الاسلام على اربع دعائم وهذه الدواء الدعائم وهذه الاصول هي اركان وقواعد واسس يقوم عليها البناء لكن ينبغي ان يعلم ان هذه الاصول وهذه الاركان ليست على درجة واحدة اعتماد البناء وقيامه عليها بل هي متفاوتة على حسب ترتيبها الذكر فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر اهمها واولها واصلها الذي لا يمكن ان يقوم البناء الا به وهو التوحيد. فقال صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قول شهادة ان لا اله الا الله قول شهادة من حيث الاعراب فيها ثلاثة اوجه الكسر شهادة على البدل او الصفة والثاني بالظم شهادة على الاستئناف خبر مبتدأ محذوف هي شهادة ان لا اله الا الله والثالث من الاوجه النصب شهادة على تقدير فعل اعني او اقصد او اعد وقوله شهادتي ان لا اله الا الله هذا اول الدعائم الخمس التي بني عليها الاسلام وهو اهمها واصلها واساسها الذي لا يقوم البناء الا به شهادة ان لا اله الا الله مفتاح الاسلام واساسه الذي يدخل به الى دوحته والشهادة عمل قولي يبين فيه الانسان ما وقر في قلبه من اعتقاد افراد الله تعالى بالعبادة ولذلك فالشهادة تتضمن قول اللسان نطقا وقول القلب تصديقا انا يمكن ان يكون الانسان صادقا في شهادته. اذا اقتصر فقط على قول اللسان بل لا بد من ان يجتمع قول اللسان وتصديق القلب واقراره واعتقاده الشهادة بناؤها على الاعلام والاظهار والحكم والقضاء ولذلك لابد ان تظهر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقول فلا يكفي ان يعتقدوا في قلوبهم دون ان يقولوا بل لا بد من قول لان الشهادة حكم وقضاء وهذا يكون القلب لكن لابد فيه من اعلام واظهار ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وسيأتينا هذا الحديث ومن احاديث الاربعين امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فلا بد من اظهار هذه الشهادة والشهادة لله والشهادة هنا قائمة على ركنين الركن الاول لله بالتوحيد شهادة ان لا اله الا الله الركن الثاني الشهادة للنبي بالرسالة وان محمدا رسول الله وهي مركبة منهما يعني لا تقوم الشهادة ولا تصح الا بهذين الساقين بهذين الركنين الشهادة لله بالتوحيد هي شهادة ان لا اله الا الله اي انه لا اله غيره لا يستحق العبادة سواه ومعنى هذه الشهادة الا يعبد الا هو شهادة ان لا اله الا الله ان لا يعبد الا الله واما الركن الثاني من الشهادة الشهادة للنبي بالرسالة ومعنى هذا انه لا يعبد الا بما شرع ولا يعبد الا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى هذين اصلين يقوم الدين كله الا نعبد الا الله والا نعبده الا بما شرع وهما المظمنان في هاتين الشهادتين وقوله واشهد ان وان محمدا رسول الله واقرار للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وانه رسول رب العالمين وان رسالته عامة وان طاعته واجبة فيما امر وان تصديقه واجب فيما اخبر هذا ما افادته هذه الشهادة. شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الركن الاول من اركان الاسلام. الركن الثاني واقام الصلاة قوله واقام الصلاة هذا هو الركن الثاني من اركان الاسلام التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث واقام الصلاة اصل الكلمة اقامة الصلاة مصدر من اقامة يقيم اقامة والاقامة في الاصل تطلق على دوام الشيء وثباته وظهوره وحذفت التاء وقال اقام الصلاة للاضافة سبب حذف التاء الاضافة ويجوز اثباتها لكن فيما اذا حذفت فسبب الحذف هو الاضافة وقوله صلى الله عليه وسلم اقام الصلاة الصلاة هنا الالف واللام فيها للعهد الذهني وهما اذهان المخاطبين من الصلوات المكتوبة فقوله واقام الصلاة واقام الصلاة اي اقام الصلاة المكتوبة. وهي الصلوات الخمس المفروضة التي فرضها الله تعالى على اهل الاسلام ومعنى اقام الصلاة اي الاتيان بها قائمة باركانها وواجباتها وسننها وهيئتها وشروطها على الوجه الذي امر الله تعالى به الامر باقام الصلاة امر زائد على مجرد الفعل الاقامة تستلزم العناية والرعاية والحرص والثبات والدوام والمحافظة هذا مقتضى الاقامة الاقامة الاتيان بالصلاة على وجه قائم بكل ما يتعلق بها هذا هو الركن الثاني من اركان الاسلام وهو اول ركن عملي مدني ثم قال صلى الله عليه وسلم وايتاء الزكاة هذا هو الركن الثالث من اركان الاسلام وايتاء الزكاة اعطاؤها واخراجها على الوجه الذي امر الله تعالى به والزكاة في اللغة النماء والزيادة والمقصود به هنا ما فرضه الله تعالى في المال من الحق الذي بين في كتابه وجاء توضيحه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في عين المال الذي تجب فيه الزكاة وفي انصبتها وفي مقدار الواجب فيه وفي جهة صرف تلك الاموال وهي زكاة عبادة مالية والزكاة قرينة الصلاة تذكر مع الصلاة في اكثر الموارد والسبب والسر في اقتران الصلاة بالزكاة ان الصلاة عنوان اصلاح ما بين العبد وربه والزكاة عنوان اصلاح ما بين العبد والناس والخلق فاذا اقام الصلاة اصلح ما بينه وبين الله تعالى واذا ادى الزكاة اتى الزكاة اصلح ما بينه وبين الخلق اصل صلاح ما بين العبد وربه الصلاة واصل ما صلحه واصل صلاح ما بين العبد والناس ايتاء الزكاة. ثم قال صلى الله عليه وسلم وحج البيت وهذا هو الركن الرابع من اركان الاسلام وقد جاء في هذه الرواية تقديمه وفي رواية البخاري والترمذي والنسائي جاء تأخيره والامر في هذا قريب. قوله والحج هو القصد والارادة الحج يقصد على فالحج يطلق على القصد وعلى الارادة وعلى التوجه وقول حج البيت اي قصد البيت والبيت هنا الالف واللام للعهد الذهني والمقصود بالبيت هنا الكعبة المشرفة التي قال الله تعالى فيها جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس واملا اي تقوم به مصالح الناس في دينهم وفي دنياهم المقصود بالبيت في قوله وحج البيت اي الكعبة التي فرض الله تعالى حجها على الناس في قوله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا هذا هو الركن الرابع كما ذكرت وجاء تذكير التقديم في هذه الرواية والذي يظهر من الروايات انه ان تأخيره اولى لان عموم فرض الصوم اوسع من عموم فرض الحج وفي كل الاحوال التقديم والتأخير امره قريب يسير قوله صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان هذا هو الركن الخامس هذه الرواية من اركان الاسلام وصوم رمضان الصوم هو الامساك في اللغة والمراد به هنا الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس هذا هو الصوم الشرعي وقول رمظان هو الشهر الذي خصه الله تعالى بانزال القرآن كما قال شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه هذه هي الاركان الخمسة وبه يتبين ان هذه الاركان الخمسة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم دائرة على عمل القلب على قول اللسان وعلى عمل الجوارح ومنها ما هو الاعمال بدني خالص كالصلاة والصوم منها ما هو مالي خالص كالزكاة ومنها ما هو مدني ما لي الحج ستكون قد شملت هذه العبادات وهذه الاصول كل اوجه النشاط التي يشتغل بها الناس. كما انها شملت الظاهر والباطن ثم هذه الخمسة جاء النص عليها لعظيم منزلتها ورفيع مكانتها وهذا لا يلغي فضل بقية الاعمال التي جاءت النصوص بفضلها فمثل الجهاد في سبيل الله منزلة رفيعة حتى قال بعض اهل العلم ان اكثر النصوص في الكتاب والسنة في الاعمال جاءت في عملين الصلاة وفي الجهاد فلماذا لم يذكر الجهاد في اركان الاسلام؟ سئل عن ذلك ابن عمر رضي الله عنه كما في المسند انه قيل له والجهاد؟ يعني لماذا لم يذكر في الاركان؟ فقال الجهاد حسن اي منزلته اه مكانته على هذا النحو. الجهاد حسن. وانما نخبركم بما حدثنا رسول الله الله عليه وسلم لا نزيد ليس هناك مجال للاجتهاد في زيادة شيء من اركان الاسلام لم يأتي به النص وقد عد بعضهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ركنا من اركان الاسلام والذي يظهر والله اعلم ان تخصيص هذه الخمسة بالذكر لاسباب اولا انها اصول العبادات ثانيا انها فرض عيني على كل احد ثالثا انها باقية الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهذه الصفات الثلاثة مشتركة بين هذه الاركان بخلاف الجهاد وبخلاف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخلاف غيره من الاعمال فانها لا تكون بهذه المنزلة. فالجهاد مثلا ليس فرض عين بل هو كفاية والجهاد يرتفع في اخر الزمان عندما يأتي عندما اه اه يظع الجزية في في نزول عيسى ابن مريم يضع الجزية ولا وقيل يرتفع الجهاد فلا فلا يبقى جهاد هكذا قال بعض اهل العلم وذكر ذلك الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في مسألة ارتفاع الجهاد في اخر الزمان اه احنا ذكرنا ثلاثة اسباب الاول انها اصول العبادات وانها فرض عين على كل مسلم. والثالث انها باقية ما بقي الزمان