بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والاحسن لا يقال كيف يقدر على فعل نفسه؟ لكن يقال ما معنى ولا الكيفية ما ما استطيع البحث فيها نعم وقوله؟ وقوله ان الله كان سميعا بصيرا المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر العلم والقدرة اتى باثبات صفة السمع والبصر فقال وقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ان الله انعم ما يعظكم به ان الله اتانا سميعا بصيرا. في هاتين الايتين اثبات صفة صفتي والبصر لله تعالى وهاتان الصفتان اجمع على اثباتها مثبتة الصفات فكل من يثبت الصفات ولو حصل منه تعطيل في بعضها فانه يثبت هذه الصفة لله تعالى كالعلم والقدرة. فان العلم والقدرة يتفق عليها جميع مثبتات الصفات. له الحياة والكلام له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر. هذه السبع صفات يتفق على اثباتها كل مثبتة واتيان المؤلف رحمه الله اه السمع والبصر بعد ذكر العلم لبيان ان السمع والبصر الثابت لله تعالى ليس هو و علمه لان من الناس من يفسر السمع والبصر بالعلم فيقول معنى سمع الله جل وعلا ومعنى بصره انه يعلم في الاشياء واهل السنة والجماعة يثبتون السمع والبصر ويقولون ليس هو مجرد العلم بالمسموعات ولا هو مجرد ادراك المرئيات بل السمع والبصر غير العلم فالعلم يكون وثابت لله تعالى والسمع والبصر امر زائد فان الله سبحانه وتعالى فرق بين السمع والبصر فقال واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه انه سميع عليم. فذكر صفة السمع وذكر صفة العلم ولو كان العلم ولو كان السمع هو العلم لما احتاج الى ان يذكره الا لما احتاج الى ذكره ولا اقتصر على ذكر العلم وكذلك قوله وان عزموا الطلاق فان الله السميع العليم وجمع ايضا بين السمع والرؤية والبصر فقال انني معكما اسمع وارى وقال جل وعلا في غير ما اية ان الله كان سميعا بصيرا. فدل هذا على ان السمع غير البصر لكن ما هو السمع السامع الثابت لله تعالى؟ هو ادراك المسموعات هو ادراك الاصوات واما البصر فهو ادراك المرئيات وله جل وعلا في هذه الصفات شمالها والسمع في كلام الله تعالى يرد على معنيين المعنى الاول السمع العام الذي يراد به ادراك الاصوات ويراد به معرفة المعاني وهذا ثابت لله جل وعلا ومنه قول عائشة فيما رواه ابن ماجة في سننه الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة تشتكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في جنب الحجرة يخفى علي بعض كلامها فانزل الله لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله كان سميعا بصيرة ان الله سميع بصير. ان الله سميع بصير. فاثبت الله جل وعلا اه سمعه في هذه الاية لصوت هذه التي خفي على عائشة رضي الله عنها بعض كلامها مع انها في الحجرة. فهذا هو المعنى العام للسمع. المعنى الثاني للسمع هو المعنى الخاص وهو سمع الاجابة وهو اجابة من دعا ومنه قول الله جل وعلا انك سميع الدعاء وقوله انه سميع قريب فكل هذا يدل على اجابتي ليس مجرد ادراك الاصوات. كذلك قول المصلي في صلاته عند الرفع من الركوع سمع الله لمن حمده. هل مقصود اثبات مطلق السمع لله جل وعلا ام اثبات الاجابة والقبول والاثابة بالسمع؟ الجواب اثبات السمع الخاص لا لا السمع العام طيب ثم قال المؤلف رحمه الله نعم. وقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله ما اقتسلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم. ان الله يحكم ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء طيب هذه الايات فيها اثبات تلفت الارادة لله جل وعلا واثبات المشيئة يقول ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بك الا بالله هذه فيها اثبات المشيئة ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد هذا فيه اثبات المشيئة والارادة وقوله تعالى احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم ويرى محل السيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد في اثبات صفة الارادة كذلك قوله فمن يرد الله ان يهدي يشرح صدر الاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يتصعد في السماء هذا فيه اثبات صفة الارادة. عندنا الارادة والمشيئة ما هي المشيئة المشيئة هي ما يكون بها كل شيء في الكون المشيئة هي حكم الله الكوني هذا تعريف المشيئة فكل ما يجري في الكون فانه من مشيئته سبحانه وبحمده فقد شاءه جل وعلا ومن هذا نفهم ان المشيئة لا تتعلق بالمحبة الله سبحانه وتعالى يشاء ما يحب ويشاء ما لا يحب فهي تنتظم ويدخل تحتها كل ما في الكون من الوقائع فعبادة العابدين وطاعة الطائعين وكفر الكافرين وفسق الفاسقين كله داخل في مشيئة الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله يعني ان شئت بالاستقامة او عدمها فانه لا تخرج مشيئتكم عن مشيئة الله تعالى. اذا المشيئة هي المحيطة بكل ما يكون في الكون. ولذلك اختصار تعريفها انها حكم الله الكوني هذا اخطر ما قيل في تعريف المشيئة. حكم الله الكوني يعني حكمه الذي قظاؤه الذي يشمل كل ما يكون في الكون من خير ومن شر ومما يحب ومما لا يحب من الطاعة والمعصية. هذا واضح هل تنقسم المشيئة؟ الجواب لا تنقسم المشيئة. المشيئة شيء واحد ليست منقسمة الى مشيئة شرعية ومشيئة كونية. فانها جاءت في القرآن على وجه واحد تشمل كل ما يكون في الكون الارادة ايضا ثابتة من هذه الايات والارادة التي يثبتها اهل السنة والجماعة لله تعالى نوعان فكتاب الله تعالى دل على ان الارادة نوعان ارادة تنتظم كل ما يكون في الكون يعني يدخل فيها كل ما يقع وهذه الارادة حقيقتها هي المشيئة هذا النوع من الارادة هو المشيئة فالارادة الكونية هي المشيئة والى الكوك الى الارادة هي المشيئة والمشيئة هي الارادة الكونية هذا الكلام سليم ما في اشكال ومنه في هذه الايات قول الله تعالى ولولا اذ دخلت جنته قلت ما شاء الله هذي ارادة شرعية او ارادة كونية هذا يراعي هذي مشيئة ما في ارادة فاذا قلنا مشيئة فتكون ايش ماشي ايش؟ ارادة كونية المشيئة هنا ماذا كان ارادة ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله هذه المشيئة التي يقع بها كل شيء وهي التي عرفناها بانها ايش؟ الارادة الكونية والشرعية. الارادة الكونية. تفريق بين هذه بين الارادة الكونية والارادة الشرعية مهم وتتبين لنا اهميته بعد قليل اذا عرفنا ان الارادة الكونية هي المشيئة فقوله تعالى ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله هذا يصلح للارادة ايش الكونية والشرعية؟ الارادة الكونية التي يكون بها ما يكون في الكون آآ وقوله ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد هل هذه مشيئة كونية؟ هل هذه ارادة كونية؟ او ارادة شرعية طيب هذي ارادة كونية لانها تخبر عما شاءه الله تعالى واذا قال ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ان افعل ما يشاء فهذه هي الارادة الكونية. اذا عرفنا الان ان الارادة الكونية لا تعلق لها بايش بالمحبة لا ليس لها اتصال بالمحبة يعني لا يلزم من من الشيء الذي يريده كونا ان يكون محبوبا له فقد يريد كونا ما يبغضه ولا يحب هذا فارق مهم تميز به بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. فالارادة الكونية لا تتعلق بالمحبة اما الارادة الشرعية فانها لا تكون الا فيما يحبه الله تعالى الارادة الشرعية لا تكون الا فيما يحبه الله تعالى فهي الارادة الشرعية هي امر الله تعالى ودينه هي امره ودينه يعني ما امر به وما شرعه من الدين. هذه هي الارادة الشرعية فالصلاة والزكاة والحج كل هذا من ارادته ايش؟ الشرعية او الكونية؟ من ارادته الشرعية لان كل هذا مما يحبه الله تعالى قوله تعالى ولو شاء الله ما اقتسلوا الاقتتال بين المؤمنين هل هو امر يحبه الله او يكرهه يكرهه وهو في هذا يكون من اي انواع الارادة؟ من الارادة الكونية. طيب قول الله تعالى احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم. ان الله يحكم ما يريد. الارادة هنا وش نوع ارادة شرعية لانها جاءت في عقب ذكر حكم شرعي وهو احلال بهيمة الانعام فالارادة هنا الشرعية وهي ما يتعلق بما يحب جل وعلا طيب يا اخواني عرفنا الان فارق بين الارادة الشرعية والارادة الكونية. ان الارادة الشرعية تتعلق بما يحبه الله ويرضاه. والارادة الكونية لا تعلق لها محبة انما هو ما يجري في الكون احبه الله او لم يحبه هناك فارق اخر بين الارادة الشرعية والارادة الكونية ان الارادة الكونية لازمة الوقوع ما اراده الله كونا فلابد ان يقع ولذلك من مما اجمع عليه اهل الاسلام ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن معناه ما اراد الله كونا وقوعه فانه لابد ان يقع. وما لم يرد وقوعه كونا فانه لا يمكن ان يقع اذا الارادة الكونية لازمة الوقوع ما اراده الله كونا لا بد ان يقع واما الارادة الشرعية فقد يقع تقع وقد لا تقع يريد الله جل وعلا من الخلق ايش التوحيد والاسلام والهداية. هل هذا واقع من كل الناس الجواب لا قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هذا مراده الشرعي او الكوني القدري. مراده الشرعي هل هذا واقع؟ الجواب لا وان تتعثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقليل من عبادي الشكور ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين تفجر الخلق يتخلف فيهم مراد الله تعالى في علة الخلق وهو التوحيد هو عبادته جل وعلا اذا المراد الشرعي لا يلزم ان يقع. قد يريد الله شيء شرعا ولكنه لا يقع هل هذا فيه قصور الجواب لا تعالى الله عز وجل ان ان يلحقه عجز او ضعف فهو على كل شيء قدير لكن هذا لانه محل الابتلاء هذا هو محل الابتلاء ومحور النجاة والهلاك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. موضوع البلاء القيام وامتثال الارادة الشرعية. ولذلك نحن متعبدون بالارادة الشرعية او بالارادة الكونية نحن متعبدون بالارادة الشرعية اما الارادة الكونية فنحن لسنا متعبدين بها يعني لا يلزم ان نرظى بها ولا يأبى بل الواجب ان ندفع بعضها ان ندفع بعضها بما امرنا الله تعالى فاذا رأينا كفر الكافر او معصية العاصي الكافر دعوناه الى الاسلام مع ان قدر الله هو كفر وهذا والعاصي نهي عن المنكر مع ان الله مع انه قدر الله ان يقع منه المعصية فنحن متعبدون بالشرع بالارادة الشرعية لا بالارادة الكونية قول الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء هذه الارادة ما نوعها شرعية كونية كونية؟ كونية شرعية اخلصوا على قول. كونية او شرعية؟ كونية. ها؟ كونية. هذه الارادة كونية هذه الارادة في هذه الاية كونية وليست شرعية لان الله جل وعلا يخبر في هذه الاية عن انه يريد هذا وهذا على حد سواء دون تمييز فهي نظير قول الله تعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. هل المشيئة تنقسم الى شرعية وكونية ها المشيئة لا تنقسم فما يمكن نقول من يشاء الله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم الاولى كونية والثانية شرعية بل المراد هنا ان الله جل وعلا شملت مشيئته طاعة الطائعين ومعصية العصي فهذا المراعى الاخبار فالاخبار هنا اخبار عن ارادته الكونية لا ارادته الشرعية ولذلك يقول فمن يرد الله ان يهديه تحصده الاسلام ثم ذكر مقابل ذلك ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يتصعد في السماء ما ما هو بهذا من حيث الوقوع هذا من حيث آآ يعني من حيث ارادة الله جل وعلا يستوي يقع في ارادة الله هذا ويقع في ارادة الله هذا. الارادة الشرعية قد تكون كونية طاعة الطاعة الله عز وجل امر العباد بطاعته وتوحيده. بالنسبة للموحدين اجتمع فيهم الارادة الشرعية والارادة الكونية لكن الكافرين تخلفت الارادة الشرعية ووجدت الارادة الكونية. لكن الكلام ان هذه الاية في ذكر المتقابلين هي قوله تعالى من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وتلك المشيئة وذكرنا لكم ان المشيئة ليس فيها انقسام الى مشيئة شرعية ومشيئة كونية. واضح هذا الكلام واضح ولا سحاب واضح ان شاء الله ها طيب جيد عندنا طوائف ممن خالف اهل السنة والجماعة في هذا فيما يتعلق بالارادة فلم يميز بين الارادة الشرعية ولا الارادة الكونية. فجعلوا الارادة الشرعية والكونية واحدة وقالوا الارادة هي المشيئة من غير تفريغ ولذلك يقولون كل ما شاءه الله تعالى فانه يحبه ويرضاه فزنا الزاني وسرقة السارق وكفر الكافر شاءه الله وهو يحبه وهذا تكذيب للقرآن. فان الله جل وعلا يقول ولا يرضى لعباده الكفر. ويقول ولا يحب الكافرين. ولا يحب الظالمين وما الى ذلك اه من الايات التي ذكر الله تعالى نفع فيها الله سبحانه وتعالى محبته لاصحاب المعاصي الفسوق مع وقوع ذلك فلم يميزوا بين الارادة الشرعية والارادة الكونية فكان ذلك مبعثا لظلال فيما يتعلق بالقدر ولذلك فرق اهل السنة والجماعة بين نوعي الارادة حتى يتميز ما يحبه الله ويرضاه مما لا يحبه الله ولا يرضاه فمشيئة الله تعالى منها ما يتعلق الكون وهذا هذه مشيئته وارادته هذه ارادته الكونية ومنها ما يتعلق بما يكره وبما يحب وهذه ارادته الدينية وكل هذا داخل تحت المشيئة آآ من ظل في هذا هم القدرية آآ الاشاعرة والقدرية والجهمية والجبرية والاشاعرة آآ ينزعون الى الجهمية والجبرية فيما يتعلق اه مسألة القدر ولذلك القدرية يخرجون عن آآ عن تقدير الله تعالى وارادته ما يكون في الارض من فساد كما قال عبدالجبار في مناقشته لابي اسحاق الاسرائيلي ماذا قال؟ قال سبحان من تنزه عن الفحشاء فرد عليه ابو اسحاق الاسرائيلي قال سبحان من لا يجري في بعظ الروايات من لا يقع في ملكه الا ما يشاء فالجبرية القدرية اخرجوا عن عن تقدير الله تعالى عن قدرة الله وارادته ما يتعلق بافعال العباد فقال ولا يقدر على افعال العباد حتى لا يقع عندهم الطرف كيف يريد معصية العاصي ويعاقبه عليها. الجبرية اوغل في اثبات القدرة والمشيئة والارادة فقالوا كل ما كان فانه يريده الله ومعنى انه يريد الله يعني يحبه ويرضاه ولذلك يصل بهم الحد الى ان يسقط الامر والنهي لان كل ما يكون محبوب لله تعالى. ويأتي ان شاء الله الاشارة الى بعض هذه الضلالات فيما يتعلق ما نبحثه مما يتعلق بالقدر. قال رحمه الله وقوله وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين واقسطوا ان الله يحب المقسطين فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. ان الله يحب وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص. وقوله وهو الغفور الودود. المؤلف رحمه الله ذكر في هذه الايات ما يتعلق بمحبة الله جل وعلا فهذه الايات الكريمات فيها اثبات محبة الله تعالى لعباده وفيها اثبات محبتهم له وهذا هو اصل دين الخليل امام الحنفاء ملة ابراهيم التي قال الله جل وعلا فيها ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه فان الله جل وعلا اثبت انه يحب عبادة وهذه المحبة مرتبطة باوصاف اذا قامت بالاشخاص ثبت لهم ذلك الحب والمؤلف رحمه الله اتى بالمحبة بعد ذكر المشيئة والارادة لينبه الى ضلال من ضل فيما يتعلق بالارادة فقالوا ان الارادة تشمل المشيئة ان اين الارادة والمشيئة تشمل المحبة؟ او تقتضي المحبة او تستلزم المحبة فكل ما اراده الله فهو يحبه. كما ذكرنا ذلك على الجبرية والقدرية يقال المشيئة والمحبة سواء متلازمان فما شاءه احبه وما احبه فقد شاءه ونحن قلنا ان هناك فرق فالمحبة لا تتعلق بكل ما شاءه الله تعالى انما تتعلق ليش؟ بالارادة الشرعية بالارادة الشرعية يقول الله تعالى واحسن الى الله يحب المحسنين واقصد ان الله يحب المقسطين آآ وقوله ان الله يحب المتقين وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين كل هذا فيه لاثبات محبة العباد لله تعالى وعلى هذا كتاب الله تعالى كما دلت عليه الايات وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتفق عليه سلف الامة المحبة لها منزلة في العبودية فمن عطل المحبة وقال ان الله سبحانه وتعالى لا يحب العباد فقد عطل سببا عظيما يدفع العباد الى التقرب اليه والعمل ويتضاعف السوء والشر عند الجهمية الذين يعطلون محبة الله لعباده ومحبة العباد لله تعالى فيقولون لا يحب ولا يحب والله جل وعلا يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فاثبت الله جل وعلا المحبة منه لعباده ومن عباده له. واما الجهمية فقد عطلوا الامرين ومحبة الله لعباده ومحبة العباد لله تعالى وبهذا يكون قد ان سلم عندهم قانون العبادة وقاعدتها فلا تعبد عندهم لان العبادة قائمة على اي شيء على تمام المحبة كما قال ابن القيم رحمه الله وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبانه وعليهما اي على هذين القاعدة الامرين وعليهما سلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان وقوامه او ومداره بالامر ام الرسول لا بالهوى والنسل والشيطان المحبة اصل اصيل في عبودية الله تعالى. فمن نفاها نفى محبة العباد لله تعالى فكيف يعبدوه؟ انما يعبده الناس لانه سأله القلوب محبة وتعظيما وذلا ورقا له جل وعلا فتعطيل هذا الاصل ينخرم به ما هو اصل للعبادة وما هو محرك للقلوب فالعبادات كلها والاعمال كلها انما تنشأ عن المحبة ولذلك المحبة هي الاصل يعني اهل السنة والجماعة يقولون لا تقوم العبادة الا بالمحبة والخوف والرجاء لا تقوم العبادة الا بالمحبة والخوف والرجاء الذي يبقى في الدنيا والاخرة هو المحبة ولذلك تتقدم على غيرها في الذكر لان الخوف يقول الله تعالى في الذين امنوا في المتقين قال الله تعالى ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون فيتزول المخاوف آآ اذا اذا بعث الانسان على تمام التقوى وهو الايمان وكان من اولياء الله تعالى. كما ان الرجاء يتحقق وهو الطمع في رحمة الله تعالى يتحقق وينقطع ادراك المأمول المرجو لكن الذي يبقى مع العباد حتى اذا دخلوا الجنة هي محبة الله تعالى. فانكارها انكار لما هو سبب للسعادة في الدنيا وسبب للسعادة في الاخرة يقول رحمه الله نعم في هذه الايات ايضا اثبات صفة الغفور والودود لله جل وعلا والغفور هو الذي يغفر الذنوب والودود آآ هو من كان محبا محبوبا فالودود هو المحب فقوله تعالى وهو الغفور الودود اي الذي يود ويحب عباده ولذلك يغفر لهم جل وعلا. المحبة يا اخواني من الصفات الفعلية الاختيارية من الصفات الفعلية على اختياره وهذا اول ما ذكره المؤلف رحمه الله من الصفات الفعلية الاختيارية وذلك ان المحبة تتعلق بالمشيئة والقاعدة ان كل ما تعلق بمشيئة الله تعالى فهو من صفاته الاختيارية الفعلية مثل المحبة ومثل ما سيأتينا ان شاء الله تعالى من الرحمة والغضب لكن اول ما ذكر المؤلف رحمه الله من الصفات الفعلية صفة المحبة وهي صفة صفة تقوم بالله جل وعلا اول من انكر المحبة الجهم من صفوان وشيخ الجعد بن درهم لكن الذي اظهر ذلك الجهم ابن صفوان والمخالفون للسلف في صفة المحبة آآ ثلاثة قسمان القسم الاول من ينكر محبة الله لعباده كما ذكرنا والقسم الثاني من ينكر محبة الله لعباده ومحبة العباد لله تعال نقتصر على هذا فيما يتعلق صفة المحبة ما يمدينا نقرا الرحمة نقف على هذا