هذا الحديث الشريف حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه في الصحيحين فيه خبر بعث معاذ الى الى اليمن قال رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا وهو معاذ ابن جبل ومعاذ ابن جبل من الصحابة الكرام الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم قديما في العقبة قبل هجرته ثم انه رضي الله تعالى عنه تلقى من العلوم والمعارف ما ميزه الله تعالى به عن كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يطول به عمر رضي الله تعالى عنه فقد مات قبل الاربعين لكنه كان على علم راسخ ويقين ثابت وفضل مميز يكفيه شرفا وفضلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ اني احبك. يا معاذ يا معاذ اني احبك فلا تدع دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وجاء في فضله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي يوم القيامة متقدم على علماء برتوة اي بمنزلة ومكانة وذلك لعظيم ما ميزه الله تعالى به من المعارف والعلوم وما ميزه الله تعالى من البصيرة التي تقدم بها على غيره رضي الله تعالى عنه. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن وهو في قريب من الثمانين عشرين رظي الله تعالى عنه بعثه الى اليمن داعيا الى الله. وقد بين له النبي صلى الله عليه وسلم ما يقبل عليه البيئة التي سيعمل فيها بالدعوة الى الله وما الذي يسير عليه من السبيل والمنهج في الدعوة الى الله عز وجل؟ فقال له صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من اهل الكتاب واهل الكتاب هم اليهود والنصارى بالاتفاق. اذا اطلق اهل الكتاب فالمقصود به اليهود والنصارى. والكتاب هنا ما كان في ايديهم بقية ما جاءت به الرسل ما جاء به موسى عليه السلام عند اليهود وما جاء به عيسى عليه السلام عند فانك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه يعني اول ما تبتدئ في دعوتهم واول ما وتعتني به في خطابهم وهدايتهم فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله اي ان يأتوا هذه الشهادة وفي رواية فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله في بعض الروايات لم تذكر اه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة ولم تذكر الشهادة له لكنها تابعة لشهادة ان لا اله الا الله فلا يقبل من احد شهادة التوحيد الا اذا اقر برسالة الذي دعا الى التوحيد وهو النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء في رواية بيان ذلك حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا واني او ان محمدا رسول الله. وهذا الذي جاء في بعض الروايات انه قال فيه الى ان يوحدوا الله وهذا من الرواية بالمعنى. لان توحيد الله قائم على شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله. ولذلك هو مما تنوعت فيه العبارات ونقل بالمعنى لكن اصح هذه الروايات واثبتها الرواية التي جاءت فيها جاء فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانهم اطاعوك لذلك اذا لم يبتدأ النبي صلى الله عليه وسلم في توجيهه وامره لمعاذ بالدعوة باي امر سوى التوحيد وذلك انه القاعدة والاصل الذي تبنى عليه كل الاعمال. فكل اعمال الخلق كل عباداتهم كل طاعات في السر والعلن في حق الله وفي حق الخلق اذا لم تقم على هذا الاصل فهي كما قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. تدرون ما هو الهباء؟ الهباء هو هذا هذا المتطاهر في اشعة الشمس او في الظوء اذا دخل الى مكان مظلم ترى في ترى في مسار شوائب طائرة لا يمكن ان تمسك بها ولا يمكن ان تنتفع منها بشيء هذا هو الهباء الذي قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. والمقصود بالعمل هنا العمل الذي يرجى نفعه في الاخرة. لكن لما كان هذا العمل غير قائم على الاصل الذي يقبل به كل عمل وهو التوحيد كان لا نفع فيه. في الاخرة وهو حابط لا يدرك منه الانسان نفعا. اذ ان اول المأمورات ورأس الاسلام ان يشهد الانسان بانه لا اله الا الله بقلبه اعتقادا ويقينا. ويظهر ذلك بقوله بيانا واعلانا فان بذلك يتحقق للانسان الاسلام الذي به النجاة. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يعرف ان اصل الدعوة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الاصل مكث في مكة ثلاث عشرة سنة. وهو يدعو الناس الى هذا الاصل ثم لما انتقل الى المدينة تتابعت تابع دعوته الى عبادة الله وحده وجاء من الاعمال والشرائع ما يكمل هذا العصر كل شرائع الاسلام في الصلاة والزكاة والحج والعدل في معاملة الخلق كلها مكملة لهذا العصر وهو عبادة الله وحده جل في علاه لكن لم يتوقف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن دعوة الخلق الى التوحيد حتى في اخر ايامه فقد قال قبل موتي بخمس بخمس ليال قال صلى الله عليه وسلم الا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد اي اماكن للعبادة والطاعة لان اول فتنة اخرجت الناس عن التوحيد وصرفتهم عن عبادة الله عز وجل هو فتنة القبور والتعلق بالمقبورين ودعاء الخلق من دون رب العالمين فلذلك كان تحذيره بينا وجليا في خطورة تعلق القلب بغير الله عز وجل وتعلق القلب بالقبور التي تصرف الناس عن علام الغيوب جل في علاه عن الله رب الارض والسماوات هذا هو اول ما امر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا ان يشتغل به قال فانهم اطاعوك اي اجابوك الى هذه الكلمة فقالوها بالسنتهم. وهذا الذي يمكن ان يحكم عليه الانسان. لان القلب لا سبيل الى معرفة ما فيه لكن هذا القول باللسان لا يمكن ان ينفع اذا كان معزولا عن القلب بمعنى اذا قال بلسانه لا اله الا الله وقلبه متعلق بسواه الله عز وجل لم يقر بانه لا يستحق العبادة غير الله فانه لا يستحق العبادة غير الله عز وجل فان لا ينفعه هذا القول. ولذلك تعليق الاسلام بالقول لان الاحكام في الدنيا جارية على ما ظهر. واما القلوب فانه لا علم فيها للخلق بل هي من خصائص علام الغيوب جل في علاه. ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قولا رديئا. قال اعدل يا محمد وهو رأس الخوارج اعدل يا محمد. قال النبي صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء؟ ثم قال هذه قسمة لم يورد بها وجه الله. ثم انصرف عن عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه دعني اضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله قال دعه لعله ان يكون من المصلين. فقال خالد للنبي صلى الله عليه وسلم كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه يعني انه لم يؤمن قلبه وانما اظهر الاسلام وقلبه خال منه. كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه اجابه النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا ان اشق عن بطونهم. يعني هذا امر خفي. ما يتعلق به حكم احكام الدنيا لان احكام الدنيا جارية على الظواهر. ولهذا يكفي في تحقيق في الاستجابة لهذه الدعوة ان يقره بانه لا اله الا الله بلسانه ولكن شواهد هذا وصدق هذه الدعوة قائمة في الافاق وفي الانفس كما قال الله تعالى سنريهم اياتنا اي الدالة على صدق ما جاءت به الرسل من عبادة اتق الله وحده وعدم الالتفات الى ما سواه وصدق ما جاءوا به من هدايات واحكام سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى الذي لا يشاهد الافاق في نفسه ما يقيم ما يدل على الحق ويعرف به وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات وهي الصلوات المكتوبات في اليوم والليلة في كل يوم وليلة وهي الصلوات المكتوبات. فانهم اطاعوك لذلك اي اقروا بوجوب هذه الصلوات وعملوا بها فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة اي زكاة وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. الصدقة عند كثير من الناس تنصرف الى ما يدفع ويصرف من المال تطوعا لكن القرآن والسنة اطلق وسمي الزكاة الواجبة صدقة كما هو في هذا الحديث وفي آآ وفي الاية الكريمة خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وفي قوله انما صدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم الى اخر الاية. قال النبي صلى الله عليه وسلم فاعلمهم ان الله افترض وعليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم وهذا ذكر لاهم مصارف الزكاة. وليس حصرا الزكاة في هذا المصرف انما بيان لمصرف من مصارف الزكاة وهو الفقراء ولذلك في اية الصدقات ومصارفها بين الله عز وجل في اول ما بين من المستحقين الفقراء قال انما الصدقات لمن؟ للفقراء والمساكين ثم ذكر بقية الاصناف الثمانية فقول تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم بيان لا هم اوجه مصارف الزكاة ولاجل الا يتوهم هؤلاء ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث اصحابه ليجبوا الاموال ويأخذوها من الناس. انما هي تؤخذ من الفقراء وترد الى فقرائهم فالظمير هنا في احد قولي العلماء عائد الى اهل البلد. انه يؤخذ من من اهل اليمن صدقة الاغنياء فترد على فقراء اهل اليمن. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. وفي التوجيه الثاني ان الظمير يعود الى اهل الاسلام تؤخذ من اغنياء اهل الاسلام فترد في فقراء اهل الاسلام سواء كانوا في البلد او في غير البلد لكن اهل الفقراء في البلد مقدمون بالاتفاق على الفقراء البعيدين عن بلد المال. قال فانهم اطاعوني لذلك اي اجابوك لهذه نبهه الى ضرورة العناية اخذ هذه الزكاة على نحو لا يظلم فيها ارباب الاموال. فاياك وكرائم اموالهم. اياك احذر كرائم اموالهم الكريمة من مالهم. والكرائم جمع كريم وهي الاموال التي تعد من النفيس من الاموال العالي في المرتبة من الاموال. اياك وكرائم اموالهم يعني اطايب ونفيسة اموالهم لان اخذ ذلك فيه اجحاء على على اصحاب الاموال. وانما يجب فيما من الزكاة ان يؤخذ الوسط. فلا يؤخذ الاعلى لقوله فاياك وكرائم اموالهم. ولا يؤخذ الادنى والرديء لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. فنهى الله عز وجل اهل الايمان ان يقصدوا خبيث اهل الاموال ان يقصدوا الخبيث في الصدقة فلا يؤخذ الاعلى ولا يؤخذ الادنى انما يؤخذ الوسط وفي هذا عدل وانصاف لاهل الاموال وللنتفعين ممن تصرف اليهم الزكاة. قال النبي صلى الله عليه وسلم فاياك وكرائم ثم ذكره بظرورة العناية بتوقي الظلم على وجه العموم في كل المعاملات لانه بعثه داعيا قاضيا واميرا قال واتق دعوة المظلوم. اي اجعل بينك وبين دعوة المظلوم وقاية هذا معنى التقي دعوة المظلوم يعني اجعل بينك وبين دعوة المظلوم ما يقيك هذه الدعوة فاذا دعا عليك رجل وهو غير مظلوم فانه لا يجاب فيك. ولو دعا ما دعا. لكن اذا كنت ظالما له فاحذر فان دعوة المظلوم عند الله بمنزلة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. الشاهد من هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله. الحديث اخر حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه في قصة بعث معاذ في قصة بعث علي رضي الله تعالى عنه في خيبر خيبر مدينة في شمال المدينة النبوية اجلى النبي صلى الله عليه وسلم اليها اليهود فلما وقع منهم الفساد والشر بعد الاجلاء الى خيبر خرج اليهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليقاتلهم مع جماعة من اصحابه. كانوا قد تحصنوا في خيبر وامتنعوا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان حصنا منيعا. فبقوا فبقوا اياما على هذه الحال لم لم يتمكنوا من الدخول الى خيبر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ليلة من الليالي لاعطين الراية. الراية هي العلم الذي يحمله المقاتل. التقدم وتمييز الجيش عن جيش العدو. لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله. ويحبه الله ورسوله فاثبت له فظيلتين. فظيلة تتعلق به وهو محبته لله ورسوله. وفضيلة ثمرة لتلك وهو ان الله ورسوله يحبانه. لذلك قال صلى الله عليه وسلم يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله هذا ما ميزه الله تعالى به من هذه المنزلة وهذه المكانة قال يفتح الله على يديه اي يفتح الله هذا الحصن منيع هذا الحصن الذي امتنع به اليهود عنا يفتح الله على يديه اي ما يكون من قتاله وجهاده فبات الناس يدوقون ليلتهم اي نام الناس ما امضى الناس تلك الليلة يتكلمون من الذي سيعطاها؟ من الذي سيعطاها ليش؟ لان فيه شهادة نبوية لحامل هذه الراية لمن يعطى هذه الراية بانه يحب الله ورسوله وانه يحبه الله ورسوله. كلهم يتمنى هذا حتى ان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال ما تمنيت امارة في يوم الا ذلك اليوم. لا لاجل الامارة والتقدم انما لاجل الفوز. بهذه الشهادة النبوية انه يحب الله ورسوله وان الله يحبه ورسوله. صلوات الله وسلامه عليه. بات الناس يذوقون ليلتهم. ايهم يعطى يعني من تتوقعون سينال هذه الفظيلة؟ قال فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يطمع ان يعطى يتمنى ويطمع ان يكون صاحب هذا الفضل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اين علي اي بن ابي طالب علي رضي الله تعالى عنه لم يكن قد حضر هذه الوقعة من اولها بسبب رمد اصاب عينيه اذى اصاب عينيه. فتأخر رضي الله تعالى عنه بسبب هذا الذي اصاب عينيه لكنه خرج على رغم ما اصاب عينيه رضي الله تعالى عنه من رمد يحول دون التقدم والقتال. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه. يعني فيه ما يمنعه من ان يكون هو المرشح لهذه المنقبة وبيان لسبب تخلفه رظي الله تعالى عنه المجيء في هذه الصباحية التي سيبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم من يعطى الراية. فاوتي به اتي به لانه لم يكن يستطيع لم يكن يستطع المجيء بنفسه لما اصابه في عينيه من الاذى فاتي به فبصق صلى الله عليه وسلم في عينيه في عينيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ودعا له فجمع له صلى الله عليه وسلم بركتين. بركة بصاقة وبركة دعائه. والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مبارك في ذاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان يطلب منه البركة في ما يكون من عرقه وفيما يكون من فصاقه وفيما يكون من شعره صلوات الله وسلامه عليه ولذلك في حجة الوداع لما حلق صلى الله عليه وسلم اعطى ابا طلحة نصف ما حلق وامره بان يوزع الباقي على الناس ذلك انه صلى الله عليه وسلم مبارك وكان ثمة شيء من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم عند ام سلمة في جلجل يشبه ان تكون مكحلة صغيرة وضعت فيها شعرات النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشفى بها. لكن اثار النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء اليوم بالمطلق لا يعلم بقاء شيء من اثاره صلى الله عليه وسلم بالمطلق. وكل ما يقال انها انها اثاره صلى الله عليه وسلم لا يعلم ذلك لانقطاع الخبر وامتداد الزمن وبعد العهد فبقاء شيء من هذا في الناس من ابعد ما يكون. ولهذا آآ يقول ابن تيمية رحمه الله يا لهف نفسي على شعرة من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم لكن وين تحصل هذي؟ فكل ما يقال ان هذا شعر وهذا درعه وهذا سيفه كل ذلك مما لا دليل على ثبوته ولا غلبة ظن في انه آآ اه له صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك ينقطع طلب البركة من الاشياء الموجودة من مما يقال انها اثاره لانه لا يعلم انها له صلوات الله وسلامه عليه اولى والاصل انها ليست له حتى يثبت ذلك بيقين. المقصود بصق النبي صلى الله عليه وسلم في عيني علي رضي الله تعالى عنه ودعا له فبرأ اي عاد سليما معافا مما كان قد اصابه كأن لم يكن به وجع يعني من سعته ابرأه الله عز وجل سلمه من ان مما كان يشتكي في عينيه فاعطاه الراية. اعطاه الراية اي سلمه العلم الذي قال فيه لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ورسوله. قال بعد ذلك فقال انفذ على رسلك اي امضي الى هؤلاء الذين تحصنوا في هذا الحصن على رسلك اي على مهل ثم حتى تنزل بساحتهم اي حتى في فنائهم وفي مكان يسمعونك فيه. ثم ادعهم الى الاسلام. اي ثم ادعهم الى ان يسلموا. هذه اول المطالب التي يخاطب بها غير المسلمين في حال المقاتلة. انهم يدعون الى الاسلام لبيان ان سبب المقاتلة وسبب ما كان بين اهل الاسلام واهل الكفر من قتال هو بسبب الاسلام فان امنوا لم يكن ثمة ما يوجب القتال ثم ادعهم الى الاسلام طبعا لانه مفتاح الصلاح والهداية وهو الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ايوة اعلمهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه اي من الحقوق اذا اسلموا ما الذي يلزمهم من الصلاة والزكاة والصوم على نحو ما تقدم في في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا هذا حذف ترغيب في الاجتهاد في الدعوة الى الاسلام. وبيان منزلة ذلك وان المقصود الاكبر والذي ينبغي ان يكون حاضرا في نفس المجاهدين في سبيل الله والداعين الى دين الله ان يهدوا الخلق وان يخرجوهم من الظلمات الى النور. فوالذي نفسي فوالله هذا قسم نبوي فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا بان يخرجه من الظلمات الى النور من الكفر الى الاسلام وهذا اعظم مراتب الهداية خير لك من حمر النعم. اي خير لك من انفس الاموال التي يمتلكها فحمر النعم هي نوع من الابل على هذا النحو. من البهاء والجمال كانت العرب تعدها من انفس اموالها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج الله تعالى رجلا من الكفر الى الاسلام فبدعوتك وما تقوم به من الهداية خير لك من ان تملك ما تملك من حمر النعم. فكل نعيم يذيك الانسان بالطاعة اعظم مما يدركه من متاع الدنيا. يا اخي النبي صلى الله عليه وسلم يقول ركعتا الفجر وهما الراتبة ليست الفريضة تنبأ الراتبة التي تصليها بين الاذان والاقامة في صلاة الفجر يقول خير من وما فيها هما ركعتان خير من الدنيا وما فيها. كل عمل لتتقرب به الى الله تعالى كل طاعة هي اعظم من امثالها من من متع الدنيا بل اعظم من اضعافها كما جاء في حديث ركعتي الفجر وفي هذا الحديث قال خير لك من حمر النعم. فالفائز ليس من كثر عنده عرظ الدنيا الفائز هو من كان عنده من طاعة لله والقيام بحقه والاشتغال بما يقرب اليه اكثر من غيره. هذا الحديث آآ فيه جملة من الفوائد الشاهد في هو قوله صلى الله عليه وسلم انفث على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم الى الاسلام هذا هو الشاهد وهو الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله. فالاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد فضيلة علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وليعلم ان فضيلة علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ثابتة في سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على وجه لا متراء فيه. ولكن تفضيله لا يعني انه افضل الصحابة. رضي الله تعالى عنهم اجمعين افضل الصحابة بالاتفاق ابو بكر ثم عمر وهذا لا خلاف فيه بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين الامة ثم بعد ذلك في المنزلة والفظل اتفق علماء الامة على ان الافظل بعد ابي بكر وعمر عثمان ثم علي ففظل الصحابة في المنزلة على نحو ترتيبهم في الخلافة. رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. والمفاضلة اوتوا الفضل لاحدهم لا يعني تنقص غيره لكن هو بيان السابقين فكلهم سابق رضي الله تعالى عنهم ولكنهم يختلفون في درجات السبق. يختلفون في منازل السبق. ولهذا اثبات فضيلة احد من الصحابة لا تستلزم تنقص غيره رضي الله تعالى عنهم اجمعين. هذا ما ذكره مؤلف رحمه الله في هذا الباب من مسائل واحاديث نقتصر على هذا ونجيب على ما يسر الله من اصله ونحن ان شاء الله تعالى في هذا المجلس من آآ اليوم الى يوم الخميس كل يوم بعد الفجر نقرأ شيئا من الاحاديث والايات اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وبعد المغرب من احب الحضور في المطاف على يد اليمين من النازل من باب الملك فهد في في اليمين ايضا لنا مجلس في شرح بلوغ المرام اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يستعملنا فيما يحب ويرضى ان يرزقنا البر والتقوى وان يصرف عنا السوء والفحش وان يجعلنا من عباده واولياءه وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يحفظ هذه البلاد من كل سوء وشر وان يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى وان يرفع اساء والضراء عن اهل الاسلام في كل مكان. ومن اراد بهم سوءا نسأل الله ان يرد كيده في نحره. وان يكفي المسلمين شره. وان ان يجمع كلمتنا على الحق والهدى وان يؤلف بين قلوبنا وان يوفقنا وولاتنا الى ما يحب ويرضى وان يسددهم في القول والعمل