السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه عمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث التي وردت في فضائل صلاة التطوع ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من عباده المتقين وحزبه المفلحين واوليائه الصالحين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة رضي الله تعالى عنه قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل اشد تعاهدا منه عذارا عاوتاني الفجر متفق عليه ولمسلم ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها هذان الحديثان عن عائشة رضي الله تعالى عنها في بيان ما اختصت به نافلة الفجر من الفضل وعناية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي النوافل وهن الرواتب اللواتي يرتبطن بالفرائض وقد عدهن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه عشر ركعات كما جاء ذلك في الصحيحين قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين بعد العشاء وركعتين بعد وركعتين قبل الفجر او قبل الصبح وقد تقدم الكلام عن هذه الرواتب من حيث عددها وان ابن عمر اخبر بانها عشر وجاء عن غيره انها ثنتا عشرة ركعة كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى في حديث امي حبيبة ما ذكره ابن عمر رضي الله تعالى عنه في صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو ما كان عليه عمله الدائم المستمر الذي حافظ عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في كل احواله واعماله حال اقامته الا ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يخص بعض الفرائض بمزيد اعتناء واهتمام كما دل عليه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها حيث قالت كان رسول الله صلى الله عليه على اله وسلم اشد قالت رضي الله تعالى عنها كان قالت رضي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع اربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداء. وهذا يشعر باعتنائه بهاتين الراتبتين الراتبة قبل الظهر والراتبة قبل الفجر يدل على اختصاص الراتب قبل الفجر بمزيد اعتناء انها قالت رضي الله تعالى عنها لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل اي المقترنة بالفرائض المقيدة بالمكتوبات اشد تعاهدا اي محافظة وعناية وحرصا منه على ركعتي الفجر فكان صلى الله عليه وسلم شديد العناية بهاتين الركعتين والمحافظة عليهما عدم تفويتهما ولذلك قصة من بين النوافل المتعلقة بالفرائض وهن الرواتب بهذه العناية النبوية من محافظته عليها صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حضر ولا سفر بل كان صلى الله عليه وسلم يحرص على هذه الصلاة في في الحضر وفي السفر. فلم يكن صلى الله عليه وسلم يترك راتبة الفجر من بين الرواتب في سفره بل كان صلى الله عليه وسلم يأتي بها في الحظر وفي السفر وانما ميزت بذلك لما اختصت به من عظيم الاجر المرتب عليها والله اعلم بوجه الاختصاص لكن هذا من اسباب الاختصاص ان لها من الاجر ما ليس لغيرها. ولذلك في رواية مسلم قالت رضي الله تعالى عنها في بيان فضل هذه الصلاة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم ركعتا الفجر اي راتبة الفجر وليست الفريضة وهذا قول عامة اهل العلم من شراح الحديث فانهم فسروا هذا الفضل في حق ركعة الفجر التي هي بين يدي الفريضة الراتبة وليست الفريضة فاذا كان هذا فظل الراتبة فما بالك كيف يكون فكيف يكون فظل المكتوبة لا شك ان المكتوبة اعظم فظلا واجزل اجرا وعطاء من النافلة ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها قيل صيغة تفضيل بمعنى بمعنى او بصيغة تفضيل اخير الا ان الهمزة حذفت لكثرة الاستعمال خير من الدنيا اي افضل من الدنيا وما فيها والدنيا المقصود بها ملذاتها ومتعها وما تحبه النفوس من شأنها سواء كان من متع المال او متع الولد او من متع النكاح او غير ذلك من ملذات الدنيا ومتعها وشهواتها فان ادراك هاتين الركعتين خير من ان تدرك كل هذا وذلك لعظيم لعظيم الاجر المترتب على هاتين الركعتين ولان اجرهما باق بخلاف سائر متع الدنيا فان متع الدنيا فانية وزائلة ومرتحلة وقد تكون وبالا على الانسان كما قد تكون سببا الشقاء والحرمان بخلاف هاتان بخلاف هاتين الركعتين فانهما خير في الدنيا بما يشرحه الله تعالى من صدر المؤمن وطمأنينة قلبه بذكر الله عز وجل وبما يدركه من الاجر والمثوبة في الاخرة خير من الدنيا وما فيها. والمفاضلة هنا ليست مفاضلة بين هاتين الركعتين والدنيا التي تعيشها انت على وجه الخصوص بل الدنيا بعموم ما فيها من الملذات ما تعيشه انت وما يعيشه سائر البشر ما يعيشه فقراء والاغنياء فان الدنيا تختلف احوالها باختلاف الناس والمفاضلة هنا بين هاتين الركعتين وبين كل ما في الدنيا من المتع والملذات اموال والمشتهيات والمحبوبات. فهاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيها. ولا ريب ان المؤمن اذا سمع مثل هذا بحق هاتين الركعتين بادر الى فعلها والحرص عليها واحتسب الاجر عند الله تعالى في في الاتيان بها هذا الحديث فيه بيان خصوصي هذه الحديث فيها بيان خصوصية ركعتي الفجر مزيد العناية والاهتمام من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والامر الثاني بعظيم الاجر المرتب على هاتين الركعتين. ومما اختصت به ركعتا الفجر بقية الرواتب انها تصلى في السفر والحضر هذا ثالث ما اختصت به. والرابع مما اختصت به راتبة الفجر عن سائر الرواتب انه تخفف فيها القراءة فان عائشة رضي الله تعالى عنها لما اخبرت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التخفيف وحتى انها ظنت انه لم يقرأ بام القرآن. وهذا لشدة تخفيفه و خفة صلاته صلى الله عليه وسلم هذه اربع خصائص ميزت بها راتبة الفجر دون سائر الرواتب. نعدها الاول شدة مع تعاهد النبي صلى الله وسلم لها وحرصه عليها انه ورد فيها من الاجر والفضل ما لم يرد في غيرها من الرواتب فان راتبة الفجر خير من الدنيا وما فيها الثالث انها تصلى في السفر والحضر. الرابع انه يسن تخفيفها في تخفيف القراءة فيها وسائر ما فيها من الاعمال كالركوع والسجود فانه اذا خفت القراءة خف الركوع والسجود فكانت خفيفة. ثمة امر خامس مما يرتبط بسنة الفجر ويختص سنة الاضطجاع بعدها فانه مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يضطجع بعدها بخلاف سائر الرواتب هذه خمس خصائص ميزت بها ركعتا الفجر دون سائر الركعات من النوافل من نوافل الرواتب نعم وعن ام حبيبة ام المؤمنين رضي الله عنها. قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة مسلم وفي رواية تطوعا. وللترمذي نحوه وزاد اربعا قبل الظهر وركعتين بعد وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر وللخمسة عنها من حافظ على اربع قبل الظهر واربع بعدها حرمه الله على النار ار وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرءا من صلى اربعا قبل العصر رواه احمد وابو داوود والترمذي وحسنه وابن خزيمة هذا الحديث الشريف الذي ذكره المؤلف رحمه الله حديث ام حديث ام حبيبة فيه بيان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الرواتب وقد اعتنى بذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للرواتب التي تقترن بالفرائض جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد تقدم ذكر ما اخبر به ابن عمر رضي الله تعالى عنه مما حفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة الراتبة المقترنة بالفريضة حيث قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل الصبح هذا خبر عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه وجاء ايضا في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان ابا وائل عبد الله ابن شقيق وهو تابعي سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عن تطوعه يعني عما كان يصليه من التطوع المقترن بالفريضة وبغيرها. فقالت رضي الله تعالى عنها كان يصلي في بيتي قبل الظهر اربعا تصلي في بيتي قبل الظهر اربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وهذا مطابق الراتب القبلية والبعدية ومخالف في العدد لحديث مطابق لحديث ابن عمر في ان للظهر راتبة قبلية وبعدية وهو مخالف في العدد حيث اخبرت عائشة رضي الله تعالى عنها انه كان يصلي في بيتها قبل الظهر اربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين هذا فعله صلى الله عليه وسلم في الرواتب ولم تذكر صلاة لم تذكر راتبة الفجر الا في اخر الحديث لانها ذكرت قيامه لليل صلى الله عليه وسلم حيث قالت وكان يصلي تسع ركعات لا اقعدوا آآ وكان يصلي تسع ركعات يوتر بهم او فيهن الوتر كان يصلي تسع ركعات فيهن الوتر. وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان اذا صلى قائما ركع وسجد قائما واذا صلى قاعدا ركع وسجد قاعدا ثم قالت رضي الله تعالى عنها وكان اذا طلع الفجر صلى ركعتين وهذا الحديث اوسع من حديث ابن عمر في ذكر الرواتب اذ انه ذكر الرواتب والوتر وصلاة الليل والشاهد ان حديث ابن حديث عائشة رضي الله تعالى عنها مطابق لحديث عبد الله ابن عمر في موضع الرواتب وان ان صلاة اربع قبل الظهر واربع قبل بعد الظهر مما يوجب هذا الاجر العظيم والجزاء الكبير وهو حرمه الله على النار من صلى اربعا قبل الظهر واربعا بعدها حرمه الله تعالى على النار صلاة الفجر راتبة وللظهر راتبة وللمغرب راتبة وللعشاء راتبة. وان كان قد اختلف العدد حيث اخبرت عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى اربعا قبل الظهر. وقد تقدم قبل قليل حديثها رضي الله تعالى عنها في البخاري. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع اربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداء لا يدع اربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة فهذا مطابق لروايتها الاخرى في الصحيحين في حديث عبد الله بن شقيق. حديث امي حبيبة رضي الله تعالى عنها جاء على نحوين وهو مما يتعلق ايضا بالرواتب المقترنة بالفرائض. حيث قال رضي الله تعالى عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة يعني في نهار وفي ليل. فاليوم يطلق على النهار والليلة تطلق على الليل صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة بنى الله له بيتا اي هيأ الله تعالى واعد له جزاء هذا العمل بيتا وهو من اعظم البيوت لشرف موظعه ومكانه وشرف بانيه فالبيت يبنيه الله عز وجل الذي اتقن كل شيء خلقه وصنعه جل في علاه وهو في اكمل موضع في الجنة التي هي دار النعيم الكامل التي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا الحديث ذكر اجر ذكر اجر الصلاة ذكر اجر صلاة هذا العدد من من النوافل والتطوعات من صلى ثنتي عشرة ركعتان في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة وهذه الرواية عند مسلم ليس فيها ذكر هذه الصلوات الا انه جاء في رواية لمسلم بيان ان هذه الركعات تطوع ان هذه الركعات تطوع وليست فرضا. ولذلك قال في رواية من صلى ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يوم وليلة وبين هذا ان الاجر المرتب على هذه الصلوات هو في صلاة نافلة وتطوع وليس في صلاة فرض وواجب لكن رواية مسلم لم يذكر هذه الصلوات ويمكن تفسيرها بحديث عائشة المتقدم الذي سأل فيه شقيق ابن عبد الله عائشة رضي الله الذي سأل فيها الذي سأل فيه عبد الله بن شقيق عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان وعن تطوعه عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عن تطوعه فقالت كان يصلي في بيتي قبل الظهر اربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي المغرب ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين ثم يخرج فيصلي العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين قالت وكان اذا طلع الفجر صلى ركعتين فهذا بيان للثنتي عشرة ركعة التي تضمنها حديث ام حبيبة حيث عدت اربعا قبل الظهر وركعتين بعدها كم صارت وركعتين بعد المغرب يلا وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر وبهذا تكون قد اكتملت ثنتا عشرة ركعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة وقد جاء بيان هذه الرواية عن ام حبيبة نفسها رضي الله تعالى عنها في رواية الترمذي فقال المصنف رحمه الله وللترمذي نحوه وزاد. للترمذي نظير ما ذكر في حديث ام حبيبة من صلى ثنتي عشرة ركعة في في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة وجاء بيانها فقال اربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الصبح قبل صلاة الفجر وركعتين قبل صلاة الفجر هذه هي الثنتا عشرة ركعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة. من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم بنى الله له في يوم وليلة. بنى الله له بيتا في الجنة. وقد جاء في رواية عند الترمذي احمد وابي داوود والنسائي والسنن عند الخمسة قال وللخمسة اي لاحمد واصحاب السنن قال من حافظ على اربع قبل الظهر واربع بعدها حرمه الله على النار. هذا الحديث فيه بيان فضيلة صلاة اربع قبل الظهر وقد تقدم ذلك في حديث عائشة وفي حديث وقد تقدم ذلك لاحدث ام حبيبة لحديث ام حبيبة وكذلك دل عليها حديث عائشة رضي الله تعالى عنها و اما صلاة اربع بعد الظهر فهذه لم يأتي بها حديث سوى حديث حديث ام حبيبة. رضي الله تعالى عنها في هذه الرواية التي ذكرها الحافظ ابن حجر رضي الله تعالى عنه ورحمه وهي عند الخمسة وفيه وفي رواية لم تمسه النار وهذا يبين عظيم الاجر المرتب يبين عظيم الاجر المرتب على هذه الصلاة. وان المحافظة على اربع قبل الظهر واربع بعد الظهر من اسباب الوقاية من عذاب النار والسلامة منها هذا الحديث ضعفه جماعة من اهل العلم وحسنه اخرون والنزاع فيه بين اهل العلم بين واقرب ما يقال ان الحديث لا بأس باسناده فقد رواه عنبسة عن ام حبيبة عمسة ابن ابي سفيان عن ام حبيبة رضي الله تعالى عنه على هذا اجتمعت الروايات وفي الرواية عن عنبسة اختلاف الا انه لا يبلغ درجة تضعيف الحديث بل الحديث لا بأس باسناده فيكون من السنن ان يحافظ على اربع قبل الظهر واربع بعدها. لكن الراتبة التي رتب عليها الاجر وعظيم الفضل تقتصر على ركعتين بعد الظهر كما دل عليه حديث عبد الله ابن عمر وحديث عائشة وحديث ام حبيبة رضي الله تعالى عنها ويكون صلاة اربع بعد الظهر ليس من الرواتب انما هو من العمل الصالح الذي رتب عليه اجر وان لم يكن راتبا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في صلاة الضحى صلاة الاوابين حين ترمض الفصال وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من اصحابه الا يدعوا صلاة الضحى. ابا هريرة وابا ذر وابا الدرداء اوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يدعوا ركعتين من الضحى صلاة الضحى فالمقصود ان الرواتب هي ثنتا عشرة ركعة واجتمع عليها حديث امي حبيبة الامام مسلم وفي رواية وفي رواية الترمذي وكذلك حديث عائشة ويشهد له حديث ابن عمر على ان حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه لم يذكر اربعا قبل الظهر بل اقتصر على ركعتين والعلماء رحمهم الله في عد الرواتب على طريقين منهم من يقول ان الرواتب عشر ومنهم من يقول ان الرواتب ثنتا عشرة ركعة والاغلب من اهل العلم والاكثر على ان الرواتب ثنتا عشرة ركعة. فيكون قد اخذوا بالزائد فيما روته ام حبيبة رضي الله تعالى عنه عنها وفيما روته عائشة رضي الله تعالى عنها ما حفظه ابن عمر هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الاحيان. فتكون الراتبة التي قبل الظهر لها صورتان اما ان تكون ركعة اما ان تكون ركعتين واما ان تكون اربع ركعات واما بقية الرواتب بعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء وقبل الفجر على نسق واحد تتفق فيها الادلة من انها ركعتان ركعتان ركعتان ركعتان فتكون الرواتب متفقة في كل الفرائض الا في القبلية من الظهر ففيها صورتان اربع ركعات كما دل عليه حديث عائشة وحديث ام حبيبة والصورة الثانية الاقتصار على ركعتين كما عليه حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه واما حديث ام حبيبة الذي في فضل صلاة اربعا قبل الظهر واربعا وصلاة اربع قبل الظهر وصلاة اربع بعد الظهر فهذا ليس من الرواتب وبعض اهل العلم قال ان هاتين الركعتين ان هاتين الاربع ركعات مختلفة عن الراتبة. ولكن هذا ليس بظاهر والله تعالى اعلم فان الحديث باطلاقه يصدق على الاربع التي تكون راتبة ويزيد ويزيد ركعتين على على الراتبة بعد الظهر لادراك الفضيلة الا ان الفرق بين الحديثين حديث الرواتب ان الفضيلة المرتبة على الرواتب تكون لمن صلى في يوم ولو لم يحافظ على ذلك بمعنى ان شخصا فتح الله تعالى عليه في يوم فصلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة فانه يبنى له بيت في الجنة. اذا ترك ذلك في اليوم الثاني فاته الفضل واذا اتى به ادرك الفضل. اما حديث ام حبيبة فانه رتب على المحافظة على اربع قبل الظهر واربع بعد الظهر لادراك الفظيلة وهي حرمه الله على النار فان التحريم على النار لا يكون بمجرد صلاة اربع قبل الظهر واربع بعد الظهر في يوم بل لكل من حافظ على هذا والمحافظة تقتضي المداومة والاستمرار تقتضي المداومة والاستمرار. هل هذا يكون في حال الاقامة والسفر؟ الجواب في حال الاقامة اما اذا سافر فانه يكتب له ما كان يعمله صحيحا وقيما. كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث ابي الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما. وهذا من فضل الله وعظيم الاحسان وجزيل بره وافظاله على عباده ان يبلغهم اجور ما كانوا يعملونه حال الاقامة والصحة اذا عرظ لهم ما يمنعهم من ذلك لسفر او مرض وفضل الله واسع وعطاؤه جزيل وهو بفضله وكرمه يعطي على القليل الكثير فنحمده ونسأله منه المزيد من فضله والاعانة على طاعته وان يستعملنا في مرضاته