يقول رحمه الله ولهذا قال سبحانك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعين. في هذه الاية الكريمة قال الله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون اي عما يصفون كفار وخالقون للرسل. وسلام على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. والحمد لله رب العالمين. فالرسل وصفوا الله بصفات ونزهوا عن النقص المناقضة للكمال ونسموه عن النقائص المولى ونزهوه عن النقايص المناقضة للكمال. ونزهوه عن ان يكون له مثل في شيء من صفات الكمال واثبتوا له صفات الكمال على وجه التفصيل ونفوا عنه التمثيل وفي اقتران السلام عليهم بتسبيحه نفسهم سر عظيم من اسرار القرآن. يتضمن الرد على كل مبطل ومبتدع فانه نزه نفسه تنزيها مطلقا. كما نزه نفسه عما يقول وخلقه ثم سلم على المرسلين. وهذا يقتضي سلامتهم من كل ما يقول المكذبون لهم. المخالفون لهم واذا سلموا من كل ما رماهم به اعدائهم لزم سلامة كل ما جاءوا به من الكذب والفساد واعظم ما جاءوا به التوحيد ومعرفة الله ووصفه بما يليق بجلاله مما وصف به نفسه على الزينتهم جل في علاه سبحان ربك رب العزة عما يصفون. فنزه الله عز وجل نفسه عن كل ما يتوهمه الجاهلون به سبحانه وبحمده. وقوله رب العزة اي صاحبها جل في علاه. فهو الموصول بالعزة فهو العزيز جل في علاه. ومعنى ومعنى العزة اي انه الذي يمتنع سبحانه عن ان يناله نقص او ان يوصف بعيب فهو المنزه عن النقائص والعيوب جل في علاه لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في شرعه ودينه ولا في فعله ولا فيما يجب له سبحانه وبحمده هو المنزه عن كل نقص وعيب في كل شأنه سبحانه وبحمده. ومن عظم قدر ربه في قلبه علم ان ربه جليل عظيم لا يتطرق اليه شيء من النقص الذي يتوهمه المتوهمون. سبحان ربك رب العزة عما يصفون ان يصفوا به الجاهلون. من المشركين الذين يعبدون غيره. ومن المنحرفين الذي يعطلون اسماءه وصفاته ومن المشبهين الذين الذين يريدون الشبه لابطال لما جاء في الكتاب والسنة وما دلت عليه الادلة من عظيم شأنه في اسمائه وصفاته سبحانه وبحمده. ولما كان طريق والرسل اسلم الطرق لما كان طريق الرسل اقوم السبل. سلم الله على رسله لانهم عالمون من من كل انحراف وميل وزيغ وكذب وضلال. فقال وسلام على المرسلين سليم. لماذا سلم على المرسلين؟ لانهم استحقوا السلام. لسلامة اقوالهم. واعتقاداتهم وما يكون من مما جاءوا به. من كل نقص او عيب في شأن الله عز وجل. وسلام على المرسلين ثم قال والحمد لله رب العالمين. هذه الاية الكريمة التي يرددها كل مؤمن في كل صلاة الحمد لله رب العالمين تثبت الكمال لله في اسمائه الكمال لله في صفاته الكمال لله في افعاله تثبت انه منزه جل في علاه عن كل نقص وعيب. كيف هذا لا يحمد الناقص ولا المعيب لا يحمد الا من كملت اسماؤه. ومن كملت صفاته ومن كملت افعاله والحمد موجبه وسببه كمال المحمود. بغض النظر عن ان يصلك منه احسان او ان يرد اليك منه انعام فان الذي يقابل الاحسان والانعام هو الشكر. واما الحمد فانك من لم يصل اليك فضله لكماله. وبهائه وجميل صفاته ولهذا لم يكن الشكر هو المذكور في افتتاحيات سور الكتاب في عدد من المواظع لماذا؟ لان الحمد اكمل من الشكر. فالحمد لكمال المحمود. واما الشكر فلانعامه ولولا لم يكن كاملا فانت تشكر من ود انقص منك على احسانه اليك. لكنك تحمد من هو احسن منك ولو لم نصل اليك احسانه فله الحمد جل في علاه ولذلك ختم تنزيهه و تسليمه رسله بحمد نفسه لانه الكامن في اسمائه. الكامن في صفاته الكامل في افعاله جل في علاه له الحمد في الاولى والاخرة والحمد لله رب العالمين. يقول المصنف فسبح نفسه اي نزهها عما وصفه به المخالف للرسول وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. ثم حمد نفسه لكمال اسمائه وصفاته وافعاله وان الخلق مهما بلغوا علما به فانهم لا يتمكنوا من بلوغ تمام حقي في الحمد. من اعلم الناس بربه ايها الاخوة؟ من؟ اسألكم من اعلم بالله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم. ومع هذا يقول يوم القيامة في الشفاعة فاتي اسجد فيفتح الله علي من المحامد يعني من الثناء عليه وحمده ما لا علم لي بهم نعم فيدرك من كمال الرب وعظيم قدره وموجبات حمده ما ليس مدركا له الان مع انه اعلم الخلق بربه كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما والله اني لاعلمكم بالله واتقاكم له. ومع هذا يفتح له من العلم بالله في ذلك اليوم ما يعرف به من كمالات الرب سبحانه وبحمده وجلاله وعظمته ما يوجب حمده والثناء عليه سبحانه وبحمده. نعم وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات وبيان هذا ان سبيل سلف الامة وائمتها في الصفات مبني على اصلين. احدهما ان الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقا. كالسنة والنوم والعجز وغير ذلك. وكذلك وكان مختصا بالمخلوق فانه يمتنع اتصاف الرب به فلا يوصف الرب بشيء من النقائص ولا بشيء من من خصائص المخلوقة. وكل ما كان من خصائص المخلوق فلا بد فيه من نقص متصل بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات التي لا يماثلهم شيء من المخلوقات من الصفات فانه يمتنع ان يماثله فيها شيء. وبهذا جاءت الادلة. فان الله سبحانه موصوف بالاثبات والنفي. فالاثبات كاخباره انه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير وانهم سميع بصير ونحو ذلك. وان في كقوله لا تأخذه سنة ولا نوم. ويسلك اهل اهل السنة والجماعة فيما ينفونه يثبتونه في باب الاسماء والصفات. طريقة الرسل فان الرسل صلوات الله جاءوا باثبات مفصل ونفي مجمل. فهذه طريقة الرسل واتباعهم من سلف امتي وائمتها وهي ما جاء بها القرآن. والله تعالى في القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل وينفي عنه على طريق الاجمال التشبيه والتمثيل فهو في القرآن يخبر انه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه عزيز حكيم غفور رحيم وانه سميع بصير وانه غفور ودود. وانه تعالى على عظم ذاته يحب المؤمنين ويرضى عنهم. ويغضب على الكفار ويسقط عليهم. وانه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وانه كلم موسى تكليما وانه تجلى للجبل فجعله دكا وامثال ذلك ويقول في النفي ليس كمثله شيء. هل تعلم له سم يا؟ فلا تضربوا لله الامثال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فيثبت الصفات في مماثلة المخلوقات. والنفي الذي جاءت به النصوص يجمعه نوعان. نفي النقص ونفي مماثلة في غيره له في صفات الكمال فالرب تعالى موصوف بصفات الكمال التي لا غاية فوقها منزه عن النقص بكل وجه ممتنع من ان يكون له مثيل في شيء من صفات الكمال. فاما صفات النقص فهو منزه عنها مطلقا ما صفات الكمال فلا يماثله. بل ولا يقاربه في شيء من الاشياء. قال الله تعالى وما كان الله ليعجز من شيء في السماوات ولا في الارض. انه كان عليما قديرا. هذه هي طريقة الرسل ومن تبعهم هم من سلف الامة وائمتها. اما من خالفهم من المعضلة المتفلسفة وغيرهم. فقد عكسوا القضية فان هؤلاء الملاحدة جاؤوا بنفي مفصل واثبات مجمل. فقالوا في النفي ليس بكذا كذا ولا كذا فلا يقرب من شيء ولا يقرب منه شيء ولا يرد ولا يرى في الدنيا ولا في الاخرة ولا له كلام يقوم به ولا له حياة ولا علم ولا قدرة ولا غير ذلك. ولا يشار اليه ولا يتعين ولا هو مباين للعالم ولا حال فيه ولا خارجه ولا داخله. الى امثال العبارات السلبية التي لا تنطبق الا على المعدوم. وهؤلاء المعضلة يمظون نفيا مفصلا. ويثبتون شيئا يجمعون فيه بين النقيضين ويثبتون ما لا يوجد الا في الخيال رحمه الله في بيان طريق اهل السنة والجماعة وما يعتقدونه فيما جاء به الخبر عنه في القرآن والسنة قال وهو سبحانه اي الله جل في علاه المنزه عن كل نقص وعيب. قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه يعني في كتابه وفي اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بين النفي والاثبات. فيخبر الله عن نفسه بنفي ويخبر عن نفسه باثبات فالنصوص التي فيها الخبر عن الله جمعت هذا وهذا. قال الله تعالى الله ولا اله الا هو الحي القيوم. فاخبر عن نفسه باثبات كمال حياته وكمال قيومية فهو الحي القيوم في نفس الاية جاء نفي فقال لا تأخذه سنة ولا نوم فاخبر عن نفسه بنفي لكنه نفي مقيد. فيكون قد جمع الله عز وجل فيما يخبر به عن نفسه النفي والاثبات لكن ايهما الاكثر في القرآن؟ الاثبات ام النفي؟ في الخبر عن الله الاكثر في القرآن الاثبات. قال الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو. عالم الغيب والشهادة والله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر هل اثبات او نفي؟ كلها اثبات معاني كمال لله جل في علاه فالاصل فيما يخبر الله تعالى به عن نفسه الاثبات ويأتي النفي في اسماء في فيما عن نفسه جل وعلا لغايتين لسببين في الجملة السبب الاول لنفي النقص في صفاته كقوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم فالاثبات كمال ولاثبات كمال القيوم القيومية قال لا تأخذه سنة بكمال حياته ولا نوم بكمال قيوميته جل في علاه. فلكمال حياته وقيوميته لا يطاله سنا نعاس ولنوا السنا مقدمة النوم والنوم معروف فالله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام سبحانه وبحمده كما جاء في الصحيح من حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه اذا النفي يأتي لاثبات كمال. الصفات ولنفي ما يمكن ان يتوهم من النقص في صفاته وايضا لنفي ما يعتقده الجاهلون في الله عز وجل كقوله جل في علاه وما مسنا من لغوب. فنفى الله عز وجل ان يكون قد مسه لغوب اي تعب لما ذكره الجاهلون من انه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم انه سبحانه وتعالى تعب استراح في اليوم السابع فقال الله عز وجل وما مسنا من لغوب و يأتي النفي في الخبر عن الله في القرآن مجملا وهذا هو الاصل فيه كقوله تعالى هل تعلمون له سم يا؟ وكقوله سبحانه وبحمده لم يكن له كفوا احد ما اشبه ذلك من الايات. اذا جمع الله سبحانه وبحمده فيما اخبر به عن نفسه بين النفي والاثبات الاصل هو الاثبات والنفي يرد ووروده اما لاثبات مطلق الكمال كقوله تعالى ليس مثله شيء وكقوله سبحانه وبحمده هل تعلم له سم يا؟ او لاجل نفي النقص في صفاته او لاجل نفي ما وصفه به الجاهلون كقوله تعالى وما مسنا من لغوب. اما الاكثر والاوفر والاوفى هو اثبات ما يكون من الكمالات في اسمائه وصفاته سبحانه وبحمده وهذا هو الطريق القرآني الذي جرى عليه اهل السنة والجماعة ولزمه الصحابة وتابعوهم وتابعوهم باحسان بخلاف طريق المنحرفين المخالفين للكتاب والسنة الذين عكسوا القضية فجعلوا الاثبات قليلا في الكلام والاصل النفي فتجدهم يقولون في خبرهم عن الله جل في علاه لا يقربن منه شيء ولا يرى في الدنيا ولا يرى في الاخرة ولا له حياة ولا له علم ولا هو داخل العالم ولا هو خارج العالم كل هذا الكلام الذي يقولونه لا اثارة فيهم العلم انما هو اختراع عقولهم ما تلفظت به السنتهم من ظنون فاسدة كاذبة في حق الله. اي ما اكمل اي ما يقر في القلب تعظيم الله عز وجل. ان تقرأ قول الله عز وجل هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له وما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. او تقرأ انه لا خارج العالم ولا داخل العالم لا فوق ولا لا لا يرى في الدنيا ولا يرى في الاخرة. هذا كلام يقسي القلب ولا يصف الرب جل في علاه ولهذا كان الطريق القويم والصراط المستقيم في معرفة رب العالمين ما كان عليه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وما جرى عليه اصحابه الكرام وتابعوهم باحسان من التابعين وتابعهم الى يوم الدين يقول رحمه الله بعد ان قرر هذا الاصل الذي ينبغي ان يستمسك به وهو ما كان عليه سلف الامة من اثبات الاسماء والصفات من غير تحريم ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وان اهل السنة والجماعة جارون في ما يخبرون به عن الله من اسماء على نحو القرآن من النفي والاثبات النفي المجمل والاثبات المفصل وما عدا ذلك فهو استثناء له سبب