فقولهم امروها كما جاءت رد على المعطلة او الرجل المعطل الذين عطلوا الله عز وجل من هذه الصفات فهو امروها كما جاءت انها تبقى وتضاف الى الله وتثبت لله عز وجل كما جاءت الرحمن على العرش نقول نعم استوى على العرش فهذا فيه رد على المعطلة وقولهم بلا كيف؟ رد على الممثلة ورد على المكيفة فهو ايضا رد قال بلا كيف وبلا ولا بلا كيف وايضا انه بلا تمثيل بلا كيف وبلا تمثيل. هذا ما دلت عليه او مأفوت من قولهم ام الروى كما جاءت ومن قولهم بلا كيف ففيه دلالة على اثبات ما دلت عليه الصفات دون التعرض لكيفيتها والله تعالى اعلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ذكره عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه انه قال تفسير القرآن الاربعة في اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهادته. وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل من ادعى علمه وكالة وهذا كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء جزاء بما كانوا يعملون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله اعددت لعبادي الصالحين حين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وكذلك علم الساعة ونحو ذلك فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. وان كنا نفهم معاني ما به ونفوا من الكلام ما قصد اثامنا اياه كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال تعالى فلم يتدبروا قول فامر بتدبر القرآن كله لا بتدبر بعضه. وقال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن. عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما انهما كانوا انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. وقال مجاهد عرظت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته. اقف عند كل اية اسأله عنها. وقال الشعبي ما ابتدع احد بدعة الا وفي كتاب الله بيانها. وقال مسروق ما قال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا وعلمه في القرآن. ولكن علمنا قصر قصر عنه وهذا باب واسع قد بسط في موضعه. والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة التي اوجبت الضلال في باب العلم والايمان بما جاء به الرسول بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان من جعل الرسول غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل اليه ولا جبريل جعله غير عالم بالسمعيات لم يجعل القرآن هدى للناس ثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية. فلا يجعلون عند الرسول صلى الله عليه وسلم وامته في باب معرفة الله عز وجل. لا علوما عقليا ولا سمعية وهم قد شاركوا بهذا الملاحدة من وجوه متعددة وهم مخطئون فيما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل كما اخطأ في اهل التحريف والتأويلات الفاسدة. وسائر اصناف الملاحدة ونحن نذكر من الفاظ السلفي باعيانه باعيانها والفاظ من نقل مذهبهم بحسب ما يحتمل هذا الموضع ما يعلم به مذهبهم. روى ابو بكر البيهقي في الاسماء والصفات باسناد صحيح. عن الاوزاعي قال كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ايها المؤمن بما وردت به السنة من صفاته. فقد حكى الاوزاعي الاوزاعي وهو احد الائمة الاربعة في عصر تابع التابعين الذين هم مالك امام اهل الحجاز والاوزاعي وامام اهل الشام والليث امام اهل مصر والثوري امام اهل العراق حكى شهرة القول في زمن التابعين بالايمان بالله فوق العرش وبصفاته السمعية وروى ابو بكر الخلال في كتاب السنة عن الاوزاعي قال سئل مكحوم والزهري عن تفسير الاحاديث فقال امروها كما جاءت وروي ايضا عن الوليد ابن مسلم قال فسألت مالك بن انس وسفيان الثوري والليث ابن سعد والاوزاعي عن الاخبار التي جاءت في الصفات. فقالوا امروها كما جاءت وفي رواية فقالوا امرها كما جاءت الى وقول رضي الله عنهم امروها كما جاءت رد على المعطلة. وقولهم بلا كيف رد على الممثلة والزهري ومكحول هما اعلم التابعين في زمانهم الاربعة الباقون هم ائمة الدنيا بعصر تابع التابعين. وانما قال الاوزاعي هذا بعد بعد ظهور امر جهم المنكر لقول الله فوق عرشه والنافل صفاته ليعرف الناس ان مذهب السلف كان خلاف ذلك. ومن طبقة ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة امثالهما روى ابو القاسم عزي باسناده عن مطرف ابن عبد الله قال سمعت مالك ابن انس اذا ذكر عنده من يدفع احاديث الصفات يقول قال عمر ابن عبد العزيز رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر بعده سننا الاخذ بها تصديقا لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لاحد من خلق الله تغييرها ان في الجنة من النعيم ما لا تعلمه نفس. وهذا من العلم الذي لا يعلمه الا الله وكما قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. اذا هناك نعيم ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها هو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور. ومن خالف واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم مصيره. وروى الخلال باسناد كلهم ائمة ثقات عن سفيان بن عوين ان عيينة قال سئل ربيعة بن ابي عبدالرحمن عن قوله تعالى الرحمن العرش استوى كيف استوى؟ قال الاستواء غير مجهول وكيف غير معقول ومن الله الرسالة. وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق. وهذا الكلام مروي عن مالك ابن انا التلميذ التلميذة ربيعة من غير وجه. منها ما رواه ابو الشيخ الاصبهاني وابو بكر البيهقي عن يحيى ابن يحيى قال كنا عند مالك ابن انس فجاء رجل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاطرق مالك برأسه حتى علاه الرحظاء ثم قال مجهول وكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا مبتدعا فامر به ان يخرج وقول ربيعة ومالك للسواه غير مجهول والكيف غير معقول موافق لقول الباقين امروها كما جاءت بالكيف فانما نفوا علم الكيفية ولم ينفعوا حقيقة الصفة ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا للسواه غير مجهول وكيف غير معقول. ولا ما قالوا امروها كما جاءت كيف ان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم. وايضا فانه لا يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا لم يفهم من اللفظ معنى وان انما يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا اثبتت الصفات. واذا واذا فان من ينفي الصفات الخبرية من الصفات مطلقا لا يحتاج ان يقول بلا كيف. فمن قال ان الله سبحانه وتعالى ليس على العرش لا يحتاج ان يقول فلو كان من مذهب السلف نفي السبات في نفس الامر لما قالوا بلا كيف وايضا فقولهم امروها كما جاءت يقتضي ابقاء دلالته على ما هي عليه فانها جاءت الفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب ان ان يقال امروا مع اعتقادي ان المفهوم منها غير مراد. اوامروا الفاظها مع اعتقاد ان الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة. وحينئذ فلا تكون قد امرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف اذ نفي الكيفية عما ليس بثابت له من القول. وروى الاثران في السنة وابو عبد الله ابن بطة في الابانة وابو عمر الطلمنكي وغيرهم باسناد صحيح عبد العزيز بن عبد الله بن ابي سلمة المادي شوان وواحد ائمة روى الاثام في السنة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر هنا قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه الذي روي في تفسير عبد الرزاق منطلق بالزناد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وفيه انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله من ادى علمه فهو كاذب ذكر شيخ الاسلام في هذا الاثر في في باب في هذا الكتاب وفي هذه الفتوى الحموية ليبين ان القرآن كافي حيث ان القرآن على اربعة اوجه منه ما يعرفه العرب بلغتهم وذلك ان القول نزل بلسان عربي مبين من كان عربيا وقرأ القرآن فالقرآن نزل لغة العرب فمن تفسيره ما يعرفه العرب بلغتهم ومنه ما لا يعذر احد بجهالته. وهو ما بين ربنا معناه ووضحه رسوله صلى الله عليه وسلم كالصلاة والزكاة والحج والصيام فهذه يعرفها كل مسلم ولا يعذر احد بلغه القرآن بجهالتها من جهل مثل هذه المسائل وهو وهو ممن يقرأ القرآن فلا يعذر والصلاة قد بين الله عز وجل حكمها واوجبها وكذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم فلا يعذر احد فيقول لا اعرف ولا اعلم معنى الصلاة وقسم لا يعرفه الا العلماء قسم لا يعرفه الا العلماء من قرأ في كلام الله عز وجل وجدك مسألة الكلالة واستواء على عرشه لم يعرف ذلك الا من طريق السمع وهي الاخبار التي جاءت في كتاب الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه استوى العرش كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى كمسائل الفرائض ككثير من مسائل الاحكام فهذا لا يعلمه الا العلماء وقسم لا يعلمه الا الله وطلب معرفته من التكلف المذموم الذي لا يحمد صاحبه ومن ذلك ما ذكر ربنا سبحانه وتعالى عن نعيم الجنة فقد قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم. الله ذكر لا يعلمه الا الله كذلك الساعة لا يعلم وقوعها الا الله كذلك حقيقة الامور ما تؤول اليه لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى كذلك ما يتعلق بكنه الصفات اذا كان كذلك نرجع الى ايات الصفات وهي ما تلاها ربنا او ما انزلها ربنا علينا في كتابه مثل قوله الرحمن على العرش استوى مثل قوله ويبقى وجه ربك مثل قوله بل يداه مبسوطتان من اي قسم تدخل؟ هل تدخل من القسم الذي يعرفه العرب بلغتهم؟ نقول نعم فليت معروف لغة العرب انا اذا اظيفت افادت انها صفة تضاف الى موصوف الا على قرينة تغير معناها والا الاصل ان اليد اذا اظيفت من اتصل الى من اتصل بها فانها بالاجماع تفيد الصفة كذلك الاستواء لا يعرف لغة الاب الا بمعنى العلو والارتفاع والصعود والاستقرار وما شابه ذلك فايات الصفات يتعلق بها علمان علم من جهة حقيقتي من جهة معناها وحقيقتها فهذا يعرفه العرب بلغتهم وعلم يتعلق بكنهها وكيفيتها وهذا من العلم الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وثانيا ان الصفات من المحكمات لا من المتشابهات او يقال ايات الصفات محكمة. واما كنه الصفات فهي من التشابه الذي لا يعلمه ان الله سبحانه وتعالى فهذا الذي قصد شيخ الاسلام عندما ذكر هذا الحديث او هذا قول ابن عباس لان القرآن على اربعة اوجه وذلك ان كثيرا من اهل البدع زعموا ان ايات الصفات ان ابن المتشابه الذي لا يعلم وانا لا نعقل معناه والصحيح ان ايات الصفات تكلم بها ربنا بلسان عربي مبين وان وان الله خاطبنا بلغة نفهمها ونعقل معناها فيفسر القرآن هنا يفسر القرآن هنا في ايات الصفات بما تعرفه العرب من لغتهم. واما ما يتعلق بالكره والكيفية فهذا من العلم الذي لا يعلمه الا الله عز وجل ثم ذكر قول ابي عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى عندما قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيره القرآن وغيرهما انهم كانوا اذا تعلم من النبي عشر ايات صلى الله عليه وسلم لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا تعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا وذكر قول ابن مجاهد ايضا انه قال عرضت المصحف العباس ثلاث مرات من فاتحة الى خاتمته اقف عند كل اية اسأله عنها هنا ذكر مرة واحدة وفي بعض الوقت لو قال عن ابن عباس ثلاث مرات. اوقفوا عند كل اية اسأله عنها وهذا هذه الاثاث ساقها شيخ الاسلام يبين ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من اعلم الناس بكلام الله عز وجل. فكانوا لا يقرأون عشر ايات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فجمعوا بين العلم والعمل جميعا فكيف يقرأ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ايات الصفات ويكون لها معنى غير المعنى الذي يدل عليه ظاهر سياق الاية ولا يبينونه لنا فهم الذين كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يعلم فيه من العلم والعمل ولا شك ان ايات الصفات يتعلق بها العلم وعلمها ان نثبت لله ما اثبته لنفسه سبحانه وتعالى والعمل ما يقوم بالقلب من اعتقاد ذلك وهذا الذي فعله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان في هذه الايات خلاف ما دلت عليه ظواهر الايات لبينه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم انصح الخلق للامة. بل قبلهم محمد صلى الله عليه وسلم وبعدهم التابعون يقول ابن مجاهد عرظت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات اوقف عند كل اية ولا شك ان ايات الصفات من اكثر الايات في كتاب الله عز وجل فيكون مجاهد اوقافه على هذه الايات ايضا واعلمه واخبره ان ظاهره وما دل ان ظاهرها هو المراد الذي دلت عليه الايات ثم ذكر قول الشعبي رحمه الله تعالى انه قال ما ابتدع احد بدعة الا وفي كتاب الله بيانها وذلك ان ان القرآن اتانا بكل خير وبكل هدى وبين كلام ربنا سبحانه وتعالى سبيل المغضوب عليهم والضالين وانهم انما ضلوا وسلكوا طريق المغضوب عليهم الا بمخالفتهم كتاب الله وهدي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال مسروق ابن الاجدع ما قال اصحابه من سأل عن شيء الا وعلمه في القرآن ولكن علمنا قصر عنه مراده ان الصحابة تكلموا في شيء الا وفي القرآن علمه والشاهد منه ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اعلم الناس بالقرآن حتى ان فقههم الذي فقهوه انما اخذوا من كتاب الله عز وجل وليس فرأيا رأوه دون الرجوع الى كلام الله. وهذا يدل على عظيم فقههم وعلى عظيم علمه ومعرفتهم بكلام الله عز وجل فكيف من كان بهذه المنزلة من العلم والفهم والادراك يغيب عنه ايات الصفات وان علمها على غير المعنى الذي علمناه كيف لا يبين المعنى الذي فهمه وجهله الناس فسكوتهم واقرارهم لما دلت عليه هذه الايات هو معنى ان ان الظاهر والمراد وانها لا تحتمل غير هذا الذي اراده الله عز وجل. يقول والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة. التي اوجبت الضلالة في باب العلم والايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان من جعل الرسول غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل اليه ولا جبريل جعله غير عالي بالسمعيات لم يجعل قرآن هدى ولا بالناس. يعني وهذا ولازم ما يقوله هؤلاء من زعم ان الرسول كان يقرأ كلاما لا يعقل معناه وان الصحابة كانوا يقرؤون كتابا لا يعقلون معناه وان جبريل عيسى نزل بكتاب لا يعقل معناه فهؤلاء بزعمهم يكون القرآن ليس بهادي وليس بواضح بين وليس بحكم فصل وانما يكون القرآن هنا يزيدهم حيرة وظلالا تقول من قال هذا فهو قد جعل القرآن غيرها غير هدى وجعل القرآن لا برجعوا القرآن غير بيان الناس هذا من باب السمعيات يقول جعل غير بالسمعيات لم يجعل القرآن هدى ولم يجعله بيان للناس والله اخبر ان القرآن هدى للمتقين وانه تبيانا وبيانا واخبر انه لا يأتيه الباطن بين يديه ولا من خلفه وانه تنزيل من حكيم حميد قال ثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية ينكرون الان السمعيات وهي الايات المسموعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه وهم من باب اولى ينكرون ايضا العقليات فلا يجعله انه سلم وامته فيما معرفة الله لا علوم عقلية ولا سمعية وهم قد شاركوا في هذا الملاحدة. القائلين بهذا القول هم شاركوا الملاحدة من وجوه متعددة وهم مخطئون فيما نسبوا الى سلم والى السلف من الجهل كما اخطأ بذلك من اهل التحرير والتأويلات الفاسدة والسائر واصناف الملاحدة يقول هذا الكلب الذي قاله هؤلاء الملاحدة وهؤلاء المعطلة وهؤلاء الجهمية ان الرسول صلى الله عليه وسلم يكن عنده علم بالسمعيات ولا ادراك للعقليات وليس عنده علم بالنقل ولا بالعقل بما يعني هؤلاء انهم لا شابهوا الملاحدة بل هم ملاحدة وقولهم هذا من اخبث الاقوال وهو كفر بالله عز وجل لان تجهيل الرسول صلى الله عليه وسلم تسب له وتنقص له وهو كفر بذاته. يقول شيخ الاسلام وهذا القول الذي زعمه هؤلاء باطل من وجوه بل من وجوه كثيرة فان كلام السلف يدل على عظيم علمهم وعلى عظيم فهمهم فذكر ما رواه البيهقي باسناد صحيح عن الاوزاعي قال قل والتابعون متوافرون. نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته والاوزاعي ادرك عصر التابعين احد الائمة في عصر ادرك التابعين وهو في عصر اتباع التابعين من الائمة كمالك كمالك رحمه الله تعالى امام اهل المدينة والليث ابن سعد امام اهل مصر والثوري امام اهل العراق. والاوزاعي امام اهل الشام وقد حكى هذا القول اشهره في زمنه الذي في زمن كبار علماء اهل السنة ونقل ذلك عن كبار التابعين في زمن بالايمان بان الله فوق العرش وبصفاته السمعية. اي هذا الذي ناق له الاوزاعي هو محل اجماع فكأنه ينقل الاجماع عن التابعين انهم يؤمنون بان الله مستو على عرشه وذكر الركن خلان في كتاب السنة الاوزاعي قال سئل مكحول والزهري عن تفسير الاحاديث فقال امروها كما جاءت وكذا قال المسلم سألت مالك بن انس وسفيان الثوري والليث ابن سعد والاوزاعي الاخبار الذي جاءت في الصفات فقالوا امروها كما جاءت وفي رواية فقال امرها كما جاءت بلا كيف فقولهم امروها بلا امروها كما جاءت دلالة واضحة وبينة على انها انها تمر على معناها الذي دلت عليه وانما اعرض عن كيفيتها والا لو كان معناها لا يراد لما قيدوا الامرار بلا كيفية كما قيل المرء بها كيف بلا كيفية ولا قالوا ان معناها غير المعنى الذي يدل عليه سياق الاية وظاهر وظاهر الاية اي ان انكيف الصفة وكيف الاستواء وكيف النزول وكيف الضحك وكيف الغضب وكيف الرضا وكيف السمع والبصر نقول الله اعلم ولا يعني نفي الكيفية نفي الصفة كما نقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا يلزم النفي التمثيل نفي الصفة فلنثبت الصفات ونفوض الكيفيات نثبت الصفات ونفوض الكيفيات قال والزهري مكحلهما اعلم اتباع التابعين الاربعة الباقون هم ائمة الدنيا في عصر تابع التابعين وانما يقول قال الاوزاعي هذا بعد ظهور امر جهم المنكر لكون بعد ظهور امر الممكن لكون الله فوق عرشه ولا في صفات ليعرف الناس ان مذهب السلف كان خلاف ذلك بل هذا هو اجماعهم ومن طبقة محمد بن زيد وحمام سلمة وامثالهما وروى ابو القاسم الازجي في اسناد طرف عبد الله بن شخير قال سمعت مالك ابن نانسي لان ذكر عنده من يدفع الحديث يقول قال عبد العزيز بمن يدفع هذه الصلاة فقال يقول قال ابن العزيز سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاة الامر بعده سللا الاخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعته وقوله عمر هنا صلى الله عليه وسلم وولاة الامر بعده مراد بولاة الامر هنا هم الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وهو الذي قال في حديث الباب عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدي ابن بادي عدوا عليها بالنواجذ ولا يعني هذا ان كل ولي امر يجعل شريعة او يسن سنة نأخذ بها ان المراد من كان من الائمة الاربعة وابو بكر وعمر وعثمان وعلي فهذا الذي امرنا باتباع سنتهم وسننهم ايضا لا تخالف كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال اخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لاحد من خلق الله تغييرها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد. ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفه واتبع غيز المنكر ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا مالك رحمه الله تعالى عندما ذكر عنده من يرد ايات الصفات ذكر قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وان من لزم طريقة السلف واتبع هديهم فهو المهتدي. ومن ومن استنصر فهو المنصور. من استنصر بهديهم فهو من خالفهم واتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا فافاد هذا ان ايات الصفات قد امن بها التابعون وقبلهم الصحابة واخذوا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار على طريقتهم اتباع وسار على طريقتهم اتباع التابعين وان من خالف هؤلاء هؤلاء فهو الذي اولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا. وروى عن سفيان الثأب ابن عيين انه قال سئل ربيعة عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق وكذا جاء ذلك عن ما لك رحمه الله تعالى ربيعة بن عبد الرحمن طبيعة الرأي هو الذي نقل له ذلك ونقل ايضا عن ام سلمة ونقل ايضا عن مالك ابن انس فروى ابو الشيخ الاصبهاني وابو بكر البيهقي عن مالكا له باسنادهم عن مالك قال جاء رجل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاطرق ما لك برأسه حتى علاه الرحماء؟ ثم قال لاستواء غير مجهول كيف غير معقول ما به واجب واسماعيل بدعة وما اراك الا مبتدعا فامر به ان يخرج فقولهم الاستواء غير مجهول الاسلام يجوز اي انه معلوم لغة العرب وهل الكيف غير معقول ان له كيفية وله حقيقة لكننا لا نعقل كيفيته ولو كانت هذه الالفاظ لا يعقلون معناها لما قالوا معلوم ولما قالوا غير الكيف غير مجهول. الكيف غير معلوم. كما قالوا معقول الكيف غير معقول فقولهم غير معقول اي ان له كبر لكن لا نعلمها فقولهم الاستواء غير مجهول اي انه معلوم كما دلت عليه لغة العرب وهو العلو والارتفاع والصعود والاستقرار على عدة معاني. ولم يأت وقت العمل مع الاستواء والاستيلاء. ولذا فسرها السلف الاستواء على ظاهره وهو معنى قولهم امروها كما جاءت اي اثبتوها كما جاءت بلا كيف فهم يثبتون ويفوضون يثبتون المعاني ويفوضون الكيفيات. هذا مذهب اهل السنة. اثبات المعاني وتفويض الكيفيات فانما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة وهذا الذي عليه اهل السنة يقول الشيخ زوادف ولو كان القول قد امن باللفظ المجرد من غير فهم معناه بمعنى على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول. فقولهم غير مجهول اي انه معقول المعنى معلوم المراد ولو كانوا لا يفهمون اللفظ ولا يدرون ما دل عليه لما قالوا ذلك وقول والكيف غير معقول دليل على انهم انما فوضوا الكيفيات لا المعاني فيحمى قول السلف امروها كما جاءت لا يحتج به المفوضة. ان انها تمر كما جاءت بلا كيف ولا معنى ولا يثبت معناه فنقول هذا باطل بل قول امروها كما جاءت بلا كيد ان المعنى اثبات حقيقة ما دلت ما دلت عليه الايات ونفي كيفيتها الاستواء معلوم وكيفه وكيفيته مجهولة قوله ايضا فانه لا يحتاج ان في علم الكيفية اذ يقول وايضا فانه لا يحتاج الى نفي الكيفية اذا لم يفهم من اللفظ معنى يعني لو كان اللفظ لا يفهم ولا يعقل معناه ولا تثبت حقيقته لما احتاج القائل ان يقول بلا كيفية فقول بلا كيفية على معناه ان هذا اللفظ له له معنى حقيقيا يراد يراد ظاهره فاذا فهمنا المعنى الحقيقي الذي الذي دل عليه ظاهر الايات فانا نحترز من هذا الفهم الا نثبت الكيفيات يعني اذا فهمنا المراد من ظاهر الاية فنحترز من هذا الفهم لظاهر الاية ان لا نثبت الكيفية فنقول اما كيفيتها فالله اعلم فلا نكيف صفات الله كصفات المخلوقين ولا نمثل صفات لك صفات المخلوقين وايضا فان من ينفي الصفات الخبرية والصفات مطلقا لا يحتاج ان يقول بلا كيد. فمن قال ان الله ليس على العرش لا يحتاج ان يقوم بلا كيف لانه نفى اصل حقيقة الصفة فاذا اثبت حقيقة الصبي احتاج ان يقول بلا كيف اما الذي لا يثبت حقيقة الصفة هل يحتاج يقول بلا كيف؟ هو نفى الاصل فكيف يبني عليه هذا الفرع قال فلو كان من مذهب السلف نفي الصفات في نفس الامر لما قالوا بلا كيف. فعلى هذا نقول ان قول السلف امروها كما جاءت. وامروها بلا كيف هو دليل على اي شيء على اثبات حقيقة الصفة وانهم كانوا يثبتون ما دل عليه ظاهر القرآن وانما احترزوا من هذا الظاهر بقولهم بلا كيف حتى لا حتى لا يجر المسلم في اثبات ما دل عليه ظاهر القرآن فيجره الى اثبات الكيفيات. فقالوا امروها كما جاءت عليه ولكن لا تتعرضون لكيفية الصفة فان الكيفية لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. وهذا ايضا معنى قولهم امروها كما جاءت فانه يقتضي ابقاء دلالته على ما هي عليه فان جاءت الفاضل دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الوجه يقال امروا الفاظها باعتقاد ان المفهومين غير مردع. لو كان المراد غير لو كان الظاء غير مراد وكان هناك معا لا يدل يفهم من غير مظاهر الاية لقالوا امروا الفاظها من غير مراد معناها مع غير مع اعتقاد ان المفهوم من منها غير مراد او مفهوم من ظاهرها غير مراد ولقالوا امروا الفاظها مع اعتقاد ان الله لا يوصى بما دلت اي حقيقته. وهذا لم يقله احد من السلف ولا من اتباعهم الى يومنا هذا. بل كلهم مجمعون على ان ايات الصفات تمر كما جاءت ويثبت منها ما دلت عليه وانما يقولون بلا كيف