الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطي وقوله وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله وكان بالمؤمنين رحيما قوله ورحمتي وسعت كل ورحمتي وسعت كل شيء وقوله كتب ربكم على نفسه وقوله وهو الغفور الرحيم. وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ميم طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذه الايات في اثبات صفة الرحمة لله جل وعلا. والرحمة من الصفات الفعلية الاختيارية التي يتصف الله جل وعلا بها الله تعالى يرحم العباد بمشيئته وقدرته. وعلى هذا اه دلت نصوص الكتاب واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع على ذلك سلف الامة. والرحمة صفة عظيمة من صفات الله جل وعلا. وبها يصل الى العبد كل خير. فكل خير يصل العبد وكل شر يندفع عنه انما هو برحمة الله تعالى وهذه الصفة اجراها اهل السنة والجماعة على ما جرى به آآ عملهم في اسماء الله تعالى وصفاته من الاثبات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل خالف في هذا مثبتة الصفات اما نفاة الصفات من المعتزلة والجهمية فانهم عطلوا الله جل وعلا عن هذه الصفة واخلوه منها واما مثبتة الصفات ساروا في هذا نظير ما سلكه اهل آآ النفي المطلق لصفات الله تعالى فقالوا ان الله جل وعلا لا يوصف بهذه الصفة لان الرحمة رقة تعتري القلب وهي غير مناسبة لله جل وعلا لانها تقتضي تمثيل الله تعالى بخلقه وهذا ظلل مبين وخطأ كبير حيث انهم اخرجوا هذه الصفة عما اثبتوه من الصفات فهم يثبتون ان الله ان لله تعالى حياة ولكنهم يقولون حياته جل وعلا ليست كحياة المخلوقين فكذلك رحمته جل وعلا ليست كرحمة المخلوقين التي توصف بما يوصف به آآ المخلوق من الضعف و اه الرقة التي تعتري القلب وما الى ذلك من الامور التي ذكروها في مسوغات نفيهم وتعطيل بهذه الصفة واول صفة الرحمة التي جاءت في الكتاب والسنة آآ الثواب او ارادة الثواب وهذا خارج عما دل عليه كلام الله وكلام رسوله من اثبات هذه الصفة كسائر صفات الله تعالى آآ الله جل وعلا اثبت هذه الصفة له سبحانه وبحمده وله منها اي من هذه الصفة اسمان الرحمن الرحيم كما قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم وبين جل وعلا ان رحمته وسعت كل شيء فقال ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وكذلك قال ورحمتي وسعت كل شيء والفرق بين الاسمين الكريمين الرحمن والرحيم ان الرحمن يدل على الصفة والرحيم تدل واسمه الرحيم يدل على الفعل ولذلك يذكر اسم الرحيم في موارد ذكر الرحمة فعلا فلا فليس في كلام الله تعالى وكان بالمؤمنين رحمانا او رحمانا انما الذي فيه وكان بالمؤمنين رحيما وما اشبه ذلك من الايات التي يذكر فيها الله تعالى الرحمة في مقام الفعل فالفارق بين اسم الرحمن والرحيم ان الرحمن ادل على الوصف والرحيم ادل على الفعل وهذا فارق تميز به بين هذين الاسمين. وفائدة الجمع بين هذين الاسمين الرحمن الرحيم. الانباء والاخبار عن رحمة عاجلة ورحمة اجلة رحمة خاصة ورحمة عامة ولذلك جاء هذين الاسنين مقترنين في البسملة وفي قول الله تعالى الرحمن الرحيم في سورة الفاتحة فهذا الاقتران افاد ان الرحمة عامة وخاصة وان الرحمة وصفه وفعله وان الرحمة عاجلة واجلة كل هذا آآ يستفاد من قوله آآ جل وعلا الرحمن الرحيم وقرنه بين هذين الاسمين والرحمة التي اه ذكرها الله تعالى في صفاته تعم كل شيء حتى الكافر فان الله تعالى يرحمه. ومن رحمته به ان له رزقه وان ارسل اليه الرسل لكن الرحمة تتفاضل وتتفاوت في الخلق فمنهم من يكون نصيبه منها كبيرا ومنهم من يكون نصيبه منها قليلا وليعلم ان الرحمة وبعض الصفات ايضا تطلق ويراد بها ما يفعله الله تعالى بخلقه فينبغي ان يميز بين الرحمة التي هي صفة الله تعالى وبين الرحمة التي هي فعله جل وعلا فاسم الصفة يقع على الصفة تارة في قوله تعالى وسعت رحمتي كل شيء ويقع على متعلقها تارة كقوله تعالى ومن اياته ان يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته فالرحمة هنا المقصود بها المطر وهي مفعول من مفعولات الله تعالى ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ان الله خلق مئة رحمة هذه الرحمة ليست صفته جل وعلا لان صفاته ليس فيها شيء شيء مخلوق انما هي متعلق رحمته جل وعلا كما قال تعالى فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها ثم قال رحمه الله آآ وقوله رضي الله عنه ورضوا عنه وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ومن ومن يقتل مؤمنا متعمدا فداؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه. وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. وقوله فلما اسفوانا انتقمنا منهم. وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا اتفعلون وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي او يأتي بعض ايات بربك وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا هذه الايات الكريمات فيها اثبات صفات لله جل وعلا منها صفة الرضا ومنها صفة الغضب والسخط والاسف والكره والمقت ومنها صفة الاتيان المجيء لله تعالى وهذه صفات كلها ينتظمها معنى واحد وهي انها من الصفات الفعلية الاختيارية التي يفعلها الله تعالى متى شاء فالصفات الفعلية هي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله جل وعلا فيفعلها الله جل وعلا متى شاء وهذه الصفات الفعلية تقدم لنا منها الرحمة وتقدم لنا منها المحبة وهي صفات عطلها الاشاعرة واشباههم واشباههم من مثبتة الصفات فاخلف الله تعالى على صفاته الفعلية وقالوا انه لا يتصف بهذه الصفات لانها تقتضي الحدوث وعندهم ان كلما اقتضى الحدوث فهو حادث وهذه قاعدة اخترعوها من قبل انفسهم ليسوغوا تعطيل الصفات والا فان الله تعالى قد اخبر في كتابه جل وعلا انه فعال لما يريد فليس هناك حجر على الله تعالى فيما يفعل والايات واظحة وباء وبينت الدلالة على اثبات صفات الفعل لله تعالى وان من افعال الله تعالى ما يتعلق بمشيئة وعلى هذا اجماع سلف الامة ائمة السنة لا خلاف بينهم في هذا هؤلاء عطلوا قالوا في تعطيلهم اننا لا نثبت هذه الصفات لانها تقتضي حدوثا ولانه ولان اثباتها يقتضي مشابهة المخلوق وهذا كله باطل وزور لابطال هذه الصفات هذه الصفات. صفة الرضا صفة ثابتة لله تعالى وهي من صفات الكمال واه كذلك اه صفة الغضب فانها من من الصفات التي اثبتها الله تعالى لنفسه في قوله تعالى وغضب الله عليه. وهي من صفات الكمال فالغضب المثبت لله جل وعلا لا نقص فيه بوجه من الوجوه. لان الغضب على من يستحق الغضب ومن هو اهل له كمال في الغاضب بخلاف ما اذا كان لا يغضب في محال الغضب فان ذلك نقص فيه وقد اثبت آآ الرسل آآ هذه الصفة وسائل الصفات الفعلية لله تعالى فلا وجه لانكارها او تأويلها ولا نقص في اثباتها بوجه من الوجوه بل هي جارية على سائر ما تقدم من القواعد في باب الاسماء والصفات انه ليس لله تعالى فيها مثيل ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال ذلك بانه متبع ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. فهذا فيه اثبات سخط الله جل وعلا والسخط نوع غضب وان كان الغضب والسخط بينهما فروق لكن المعنى العام ومتفق بينهما وهو الغضب فالسخط والمقت والاسف كلها معاني او الفاظ تدل على الغضب لكنها تختلف في معاني الغضب مر معنا قريبا انه يقل في كلام الله تعالى وفي كلام رسوله المطلق يعني تطابق الالفاظ تطابقا تاما فيما تدل عليه بل لا بد من نوع فرق حتى بين الالفاظ المترادفة قد يكون بين اه اه يعني اه اتفاق في قدر لكن يتميز كل لفظ بفارق لا تجده في آآ او بمعنى لا تجده في سائر الالفاظ وان كان يشترك في المعنى العامل الذي يفيده آآ تفيده هذه الكلمات وآآ الاسف هو الغضب وكذلك المقت شدة الغضب وكل هذا وكذلك الكره الكره آآ عدم المحبة فهو مضاد للمحبة قال ولكن كره الله انبعاثهم. اي لم يحب جل وعلا انبعاثهم وهو خروجهم وهذه الكراهية هنا كراهية شرعية او قدرية قدرية الله لو كره انبعاثهم شرعا لما امرهم به. لكنه امرهم بالخروج وتخلفوا. فهذه كراهية قدرية ولذلك لم يخرجوا ولم آآ يكونوا مع المؤمنين المقاتلين نعم وقوله هل ينظرون هذا فيه عن الايات فيها اثبات مجيء الله تعالى والاحاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اثبات آآ ان الرب جل وعلا يأتي ويجيء وانه سبحانه وتعالى يأتي لفصل القضاء. وقد آآ حكى آآ جماعة من العلماء آآ اجماع اهل العلم على ان الله تعالى ينزل يوم القيامة لفصل القضاء ومن ومن حكى ذلك الامام آآ ابو الامام عثمان آآ آآ بن سعيد الدارمي ابو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في جاء به آآ في نقظه رحمه الله فانه بين الادلة اتفاق السلف على هذا المعنى وهم يقولون هذه الصفة ويقول ان الله تعالى لا يجيء ولا يأتي وان اثبات المجيء والاتيان يستلزم ايش لازم حلول الحوادث وحلول الحوادث يدل على الحدوث فلا فلا تثبت لله تعالى. الببسي هذا واحد ولذلك الكلام فيها مكروه اهل السنة والجماعة يثبتون كل ما اثبته الله لنفسه من الصفات الفعلية الاختيارية الدالة على كماله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله او اه في ظلل من الغمام في فلل من الغمام فيه هنا بمعنى على فان الظلل لا تحيط به فهو جل وعلا بكل شيء محيط وهو الكبير المتعال. فقوله في ظلل من الغمامات في بمعنى على والظلل جمع ظلة من الغمامة والسحاب الابيظ الرقيق الخفيف اه والملائكة اي وتأتي الملائكة وقضي الامر وهو فصل القضاء الذي يأتي الله تعالى لاجله. قال هل ينظرون الى ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك؟ او يأتي بعض ايات ربك وهذا يبين فساد قول من اول الاتيان بانه اتيان امر الله تعالى او اتيان الملائكة لان الله جل وعلا ذكر مجيئه واتيانه وذكر مجيء الملائكة وذكر مجيء بعض اياته وهي التي من امره جل وعلا فلا يسوغ تأويل الاتيان لاتيان الملاك ولا باتيان امر لان الله جل وعلا ذكر الاتيان في اية واحدة له ولملائكته ولامره فلا يسوغ تأويل اتيان الرب جل وعلا باتيان امره كما قال تعالى هل ينظرون الى ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك؟ وقوله كلا ان فدكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا هذا المجيء لتصل القضاء يوم القيامة وهو الذي تقدم ذكره في قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله او في ظلل من الغمام والملائكة. ويوم تشقق السماء بالغمام تشقق اي تفرق بالغمام وهو السحاب الرقيق وقوله بالغمام الباه هنا بمعنى حل اي عن الغمام وذلك انها تتشقق فيأتي الغمام وهو السحاب الرقيق الخفيف ونزل الملائكة تنزيلا هذا فيه الخبر عن مجيء الله تعالى وهو ما تقدم في الاية السابقة هل ينظرون فان هذا التشقق تمهيد لمجيء الله تعالى المذكور في قوله هل الا يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة. ليس في هذه الاية ذكر مجيء الله تعالى لكن فيه ذكر مقدمة مجيئه الذي دلت عليه الاية السابقة ثم ذكر المؤلف رحمه الله وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك الا وجهه وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة علت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفقوا كيف يشاء قوله واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. وقوله والقيت عليك محبة من اني ولتصنع على عيني وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمعك اوركما ان الله سميع بصير. طيب اه يقول الله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. هذه الطائفة من الايات التي ذكرها المؤلف رحمه الله تجتمع في اثبات الصفات الخبرية السمعية الصفات الخبرية السمعية وهي اثبات الوجه لله تعالى واثبات اليد له سبحانه وبحمده واثبات العين. هذه الصفات يسميها العلماء الصفات ايش الخبرية يعني التي جاء ثبوتها من قبل النص والسمع وهو القرآن والسنة فليس للعقل سبيل الى ادراك هذه الصفات لا تأصيلا ولا تفصيلا لا ابتداء ولا تبعا للقرآن. يعني ولا تبعا للنصوص فاننا نثبتها لان النص اثبتها لان الكتاب والسنة اثبت هذه الصفة لله تعالى وآآ صفات الخبرية آآ كالوجه واليدين والعين والقدم والرجل الاستواء كل هذه من الصفات الخبرية ولذلك تعريف من عرف الصفات الخبرية بانها ما اخبر الله تعالى به عن نفسه مما هو ابعاد لنا الحقيقة ان هذا التعريف فيه نظر من حيث انه لا يستوعب لا يجمع كل الصفات الخبرية فان من الصفات الخبرية ايش بعض ما ليس ابعاظا لنا وهو ايش الاستواء ليس ابعاظا لنا. ثانيا ان هذا في الحقيقة اه يوهم نوع تمثيل وتنفر النفس من التكلم به فيقال عن الصفات الخبرية هي صفات التي ثبتت بالنص في الكتاب او بالسنة ولا سبيل الى اثباتها الا ذلك ويكفينا لا لا نحتاج نقول اجزاء ولا نقول كلام قد يؤخذ علينا وآآ لم يتكلم به سلفنا هذا انه ليس جامعا لكل ما يدخل تحت الصفات الخبرية يقول رحمه الله يقول الله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام كل شيء هالك الا وجهه. هاتان الايتان فيهما اثبات صفة الوجه لله تعالى وثبوت الوجه قد جاء به الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الامة الوجه الثابت له يجري فيه ما يجري في سائر ما اخبر الله به عن نفسه من انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واننا نثبت ذلك من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وقد وافق على هذا متقدموا الاشاعرة فانهم اثبتوا صفة الوجه لله تعالى خلافا لمتأخريهم فانهم سلكوا في هذه الصفة مسلك النفات حيث اول الوجه بانه ارادة الثواب او ارادة الاجر او ارادة الله جل وعلا وما الى ذلك من التأويلات التي وان افادها بعض افادتها بعض النصوص لكن هذا لا يعود على ابطال الصفة او لا يعود على اصل الصفة بالافطار يقول رحمه الله يقول الله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. هذه الاية فيها اثبات وجه الله تعالى وهي اية صريحة اثبات الوجه. وهي من اصلح الايات ان الله جل وعلا اخبر لبقاء وجهه واضاف الوجه اليه فقال يبقى وجه ربك والاظافة هنا من باب اظافة الصفات ثم انه وصف هذا الوجه فقال قال ماذا في وصف الوجه؟ ذو الجلال والاكرام. فقوله ذو الجلال ليس وصفا للرب انما هو وصف لوجه الرب جل وعلا ولو كان وصفا للرب لقال ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام وقوله ذو الجلال ذو بمعنى صاحب من ذاك ذو ان صحبة ابانا فهنا ذو بمعنى صاحب والجلال العظمة والاكرام المحبة وقد تكلم العلماء رحمهم الله في تفسير الجلال والاكرام كلاما متنوعا آآ يدور على هذا المعنى قال كل شيء هالك الا وجهه وهذا فيه الاخبار عن صفة الوجه. هم يقولون كل شيء هالك الا وجهه. وقل ويبقى وجه ربك يقولون هذا المقصود به الله جل وعلا لان الوجه تعبر به عن الذات يقول ان الوجه يعبر به عن الذات فاذا كان يعبر به عن الذات فالمراد بهذا بالوجه في هذه في هاتين الايتين ذاته جل وعلا انه لا يبقى وجهه دون سائر ما اخبر به عن نفسه لكن هم يقولون اذا كان كذلك فالمراد بالوجه الزاد. نقول وان كان ما تقولونه صحيحا من حيث المعنى انه لا يبقى فقط الوجه بل يبقى الله جل وعلا وما اخبر وجهه سبحانه وتعالى وما اخبر به من من من صفاته سبحانه وبحمده لكن الوجه ذكر واضيف الى الله تعالى فلا يجوز ابطال ما اخبر الله به عن نفسه. ولو كان لا يجوز وصفه بهذا الوصف او الاخبار عنه بان له وجه اخبرت النصوص بذلك فنقول المعنى الذي تريدون هو من لوازم النص ومن فوائد الاية لكن لا يعني ابطال ما دلت عليه الاية ايضا من ان الله سبحانه وتعالى له وجه لانه لا يمكن ان يضاف الوجه الى من لا يتصف به او الى من لا يصلح ان يضاف اليه وهذه قاعدة حيث ذكر الله تعالى واضاف الى نفسه شيئا فانه يدل على اتصافه بذلك لانه لا يمكن ان يضاف الشيء الى ما لا يقبل الاتصاف به. فلما اضاف الله عز وجل الوجه الى نفسه دل ذلك على انه ايش على انه متصف به سبحانه وبحمده ثم قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي؟ وقالت اليهود يد الله مغلولة وغلت ايديهم والعيون بما قالوا بل يداه مبسوطتان في هذه آآ في هاتين الايتين اثبات صفة اليد لله جل وعلا وهي من الصفات الخبرية السمعية الثابتة لها في الكتاب والسنة. وقد تكلم بها الانبياء من قبل. ولذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله ان اثبات اليدين له جل وعلا موجود في التوراة وسائر النبوات كما هو موجود في القرآن. فالكتاب والسنة وسلف الامة بالكتب المتقدمة اثبتت لله تعالى هذه الصفة العظيمة. والقرآن اخبر عن هذه الصفة ب صيغة الافراد وبصيغة التثنية وبصيغة الجمع فصيغة الافراد جاءت في قوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة صيغة التهنئة جاءت في قوله تعالى بل يداه مبسوطتان وبكذلك في قوله تعالى لما خلقت بيدي واما صيغة الجمع ففي قوله تعالى اولم يروا ان خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون واما قوله والسماع بنيناها بايد فهذه ليست آآ ليس المراد بها اليد ايد ليس جمع يد انما هنا الايد المراد به القوة العرب تطلق على القوة ايد وهو وهو المراد في بهذه الاية. اما صيغة الجمع فهي في الاية التي ذكرناها ولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما آآ ماذا نثبت الله تعالى؟ هل نثبت له يد ان هل نثبت له يدا واحدة او يدين او ايد الذي عليه اجماع اهل السنة والجماعة ان لله تعالى يديه لا عكس وذلك ان الله سبحانه وتعالى اخبر بان له يديه بصيغة التثنية ومعلوم ان صيغة التثنية نص في العدد المراد صيغة التثنية نص في العدد المراد لانها من اسماء العدد واسماء العدد نصوص في ما تفيده نصوص ما تفيده فاذا قلت مثلا عندي رجلان ما يمكن ان يفهم منه انه رجل واحد ولا يمكن ان ان يفهم منه انهم ثلاثة او اربعة لان العدد نص فلا يقبل لا يقبل الزيادة ولا النقص لو قلت عندي خمسة رجال ما يمكن ان يكونوا اربعة ولا يمكن ان يكونوا ستة لان العدد نص على ما افاده من المعنى طيب اذا كان هذا فما الجواب عن مجيء الخبر عن هذه الصفة بصيغة افراد وصيغة الجمع الجواب ان صيغة الافراد وصيغة الجمع لا تعارضان صيغة التسمية فالجمع يذكر ويراد به التعظيم يذكر في كلام العرب العرب ويراد به التعظيم لا ولو كان المتحدث عنه واحدا مثال ذلك قول الله تعالى انا نحن نزلنا الذكرى وانا له لحافظون من الذي انزل الذكر الله جل وعلا واحد او عشرة او اثنين او ثلاثة واحد مع انه اخبر عن نفسه بصيغة الجمع قل هو الله احد افادنا انه واحد جل وعلا لا شريك له والاية الاخرى تقول انا نحن نزلنا الذكر فهذا علمنا منه ان الجمع الوارد فيها وفي نظائرها انما هو على وجه التعظيم وليس المقصود العدد او افادة الجمع اما الافراد فالافراد من قواعد اللغة اما المفرد اذا جاء مضافا افاد عالعموم ولو لم يأتي مضافا فان العدد يراد به آآ فان الافراد يراد به اثبات الجنس اثبات الجنس بغض النظر عن هل هو واحد او اثنان او اكثر من ذلك ومن ذلك ما جاء في آآ قول الله تعالى آآ وقالت اليهود يد الله مغلولة فان المقصود هنا جنس اليد تشمل تصدق على الواحدة وعلى الاثنتين وعلى الاكثر. لكن لما جاءت النصوص في الخبر ان له يدين لم يكن لنا ان نزيد على ذلك وهذه الصفة انشرها مثبتة الصفات من الاشاعرة والمعتزئة الاشاعرة والماتورية والكلابية وحرفوها بتحريفات باردة فقالوا قدرة المراد بها اليد المراد بها القدرة والقوة والنعمة وقد ناقشهم علماء اهل السنة في هذا وبينوا بطلان هذه التأويلات نقتصر على هذا من الوقت حال ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم