يعلمني ما ينفعني الله به. قال يا قبيصة ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر الا غفر لك وقد دل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا قيامة وورد الاستغفار ايضا لطالب العلم. ففي مسند الامام احمد عن قبيصة ابن المخارق قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك؟ قلت كبر سني ورق عظمي واتيتك يقول رحمه الله وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة احيانا خشية امت عليهم كما جاء في الصحيحين من حديث الاعمش عن ابي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الايام مخافة السآمة علينا. مخافة السآمة علينا ان يخشى ان يصيبهم الملل. وان ينفروا عن العلم هذا يدل على ترفق النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه تصديق قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فينبغي للعالم وطالب العلم ان يترفق بالناس بعض المشتغلين بالدعوة. يغتنم كل فرصة للدعوة وبصورة معينة قد تكون الدعوة بفعل لا يلزم ان تكون الدعوة بكلام النبي صلى الله عليه وسلم قام فلم يقعد عن النذارة منذ ان قال الله له قم فانذر لكنه لم يتخذ صورة معينة للنذارة وهي الحديث والكلام فقط. بل كان منذرا بقوله وفعله وعمله وسائر تقلباته وشأنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فينبغي لطالب العلم ان ان لا يقتصر في الوعظ والتنبيه على القول بل يقرن بذلك العمل. وان ينظر مواطن في معاملة الناس ويقدمها على غيرها فانها شريعة رحمة ومن مظاهر ذلك كون النبي صلى الله عليه وسلم يراعي اصحابه ارفع السآمة عنهم وبعض الناس اذا تكلم لم يسكت. حتى يقول الناس ليته سكت. وينبغي لنا يا اخواني في معاملتنا للناس في الوعظ والارشاد والخطابة يعني ان نسلك مسلك الاختصار والاختصار فلأن يقول الناس ليته لم يسكت خير من ان يقولوا وسكت يعني ليته لم يسكت بعض الناس يقول زدنا زدنا نريد مزيد خير من ان يقولوا والله طول لو انه قصر او اقتصر لكان احسن وهذا يعني ما يهدى اليه كثير من المتكلمين. النبي صلى الله عليه وسلم جعل معيارا في الخطابة في الدلالة على فقه الخطيب فقال ان من فقه الرجل قصر خطبته وطول صلاته كما في الصحيح. وهذا يدل على ان قصر الخطبة ليس المقصود القصر الذي ولا يخرج بمعنى انما المقصود القصر الذي يحصل به كمال المعنى مئنة من فقهه اي دليل وبرهان لفقه الرجل نعم. قوله صلى الله عليه وسلم وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما نعم خرج ابن ماجة رحمه الله تعالى من حديث زر ابن حبيش قال اتيت صفوان ابن عسال فقال ما جاء بك؟ قلت اطلب العلم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ان يخرج من بيته في طلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا بما يصنع. خرجه الترمذي وغيره موقوفا على صفوان وقد اختلف الناس في تأويل وضع الملائكة اجنحتها فمنهم من حمله على ظاهره وان المراد فرش الاجنحة وبسطها لطلاب العلم لتحملهم عليها الى مقاصدهم من الارض يطلبون فيها العلم اعانة لهم على الطلب وتيسيره عليهم. وقد سمع هذا الحديث بعض الملحدين فقال لطلبة العلم ارفعوا ارجلكم عن اجنحة الملائكة لا تكسروها يستهزؤون بذلك فما ازال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط. وروي عن اخر قوله لاكسرن اجنحة الملائكة نعلا طرقها بمسامير كثيرة. فمشى بها الى مجالس العلم. فجفت رجلاه ووقعت فيهما الاكلة. والمعنى الاول لقوله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. وهو ان الفرش هنا فرش حقيقي تضعه تضع الاجنحة فيسير عليها من سار الى العلم. وهذا قد يقول قال انا لا ارى اجنحة. نقول نعم هذا من الامور الغيبية انت اصلا لا ترى ما هي اجنحة الملائكة لا ترى الملائكة الذين يقارنونك في ذهابك ومجيئك وقد وكلوا بتسجيل اعمالك فهذا امر غيبي لا ولا يجب عليك ان تؤمن به دون ان تدخل في تفاصيل ذلك في طلب الكيفيات فان طلب كيفيات الغيب من الخروج ما يجب في الايمان بالغيب من الايمان الذي يقتضي التسليم دون طلب الكيفيات. المقصود ان المعنى الاول هو انه وهو فرش حقيقي اما كيفية هذا الفرش فهذا من امور الغيب التي لا نعلمها. وهذا القول ذكره المؤلف في اول الاقوال ثم ذكر قول طائفة من المستهزئين بهذا الكلام من الملحدين الذين ذكر حالهم وما اصابهم. ومن استهزأ بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فحقيق ان يناله من عقوبة الله في الدنيا والاخرة ما يتبين به ظلاله. فان الله تعالى قد قال لرسوله واعدا اياه انا كفيناك المستهزئين وكفاية الله تعالى المستهزئين اي انه سيرد كيدهم ويبطل سعيهم ويكشف عوارهم للناس. والمعنى الثاني من معاني وضع الملائكة اجنحتها؟ نعم. من فسر وضع الملائكة اجنحتها بالتواضع لهم والخضوع لطلاب العلم كما في قوله تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وفي هذا انا ظرف؟ لان للملائكة اجنحة حقيقية بخلاف البشر. هذا المعنى الثاني انه تواضع الملائكة لطلاب العلم رضا بما يصنعون من الاشتغال بطلب العلم. لكن المؤلف رحمه الله ظعف هذا الوجه لان تنظيره بقوله تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. واضح انه المقصود به الذل والخضوع للمؤمنين. المتبعين النبي صلى الله عليه وسلم وانما حمله على هذا الوجه لكون البشر ليس لهم اجنحة حقيقية بخلاف الملائكة فان لهم اجنحة حقيقية واذا دار الكلام بين ان يكون حقيقة وان يكون مجازا فالاصل الحقيقة. ولذلك قال وفي هذا نظر لان الملائكة جنحة حقيقية بخلاف البشر. الوجه الثالث نعم. ومنهم من فسر ذلك بان الملائكة تحف باجنحته فيها مجالس الذكر الى السماء. كما جاء ذلك صريحا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم وورد مثله في بعض الفاظ حديث صفوان ابن عسال مرفوعا. ان طالب العلم تحفه الملائكة وتضله باجنحتها. ثم يركب بعضهم بعضا. حتى يبلغوا الى سماء دنيا من حبهم لما يطلب. ولعل هذا القول اشبه والله اعلم. نعم. هذا المعنى الثالث اللي ذكره المؤلف في وضع اجنحة الملائكة وانها تحف طلبة العلم باجنحتها. ومعنى تحف اي انها تحيط بهم. و تصونهم وترعاهم وتحفظهم وتبارك في اوقاتهم واعمالهم وتذب عنهم هذا معنى حث الملائكة لاجل ها مجالس الذكر. وقد جاء هذا في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة وحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة و نزل عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده وذكر المؤلف رحمه الله شاهد ذلك ايضا من حديث صفوان بن عسال ان طالب العلم تحفه الملائكة اي تحيط به وتظله باجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا الى سماء الدنيا. من حبهم لما يطلب. وهذا المعنى الاخير هو الذي رجحه المؤلف رحمه الله حيث قال لعل هذا القول اشبه يعني اقرب الاقوال الى مراد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اقرب الاقوال الى النبي صلى الله عليه وسلم وان وضع الملائكة اجنحتها لطلبة العلم هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة من ان الملائكة تحف مجالس الذكر. نعم. قوله صلى الله عليه وسلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء. قد اخبر الله في كتابه باستغفار ملائكة السماء للمؤمنين عموما بقوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به استغفرون للذين امنوا وقوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم استغفرون لمن في الارض فهذا للمؤمنين عموما. فاما العلماء فيستغفر لهم اهل السماء آآ ايوا اهل الارض حتى الحيتان في البحر. وخرج الترمذي من حديث ابي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم قال ان الله وملائكته واهل السماوات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير. وصححه الترمذي. وخرج الطبراني غني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحار ويروى من حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ورثة الانبياء يحبهم اهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر اذا ماتوا الى يوم وسبحوه بكرة واصيلا. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات للنور على ان الله وملائكته يصلون على اهل الذكر. والعلم من افضل انواع الذكر كما سبقت تقريره وخرج الحاكم من حديث سليم ابن عامر قال جاء رجل الى ابي امامة فقال يا ابا يا امامة اني رأيت في منامي كأن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت كلما قمت وكلما جلست فقال ابو امامة اللهم غفرا. دعونا عنكم وانتم لو شئتم لصلت عليكم الملائكة ثم قرأ يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الى النور. وهذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله في غاية الحث لطالب العلم ان يجتهد في هذا الشأن الذي هو مقبل عليه وهو طلب العلم فان النبي صلى الله عليه وسلم بشر العالم بانه ويستغفر له من في السماوات ومن في الارض. وما حال من يستغفر له من في السماوات ومن في الارض ايبقى له ذنب؟ لا اظن ان شخصا يستغفر له من في السماوات ومن في الارض يشفعون فيه ويسألون الله ان يغفر له ان يبقى له ذنب. ان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء. وهذا لعظيم شرف العلم وكبير منزلته. وذكر المؤلف رحمه الله في شرح هذا مقطع من كلام المؤلف اولا استغفار الملائكة للمؤمنين عموما. قال الله جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربه ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. والثاني يقول والملائكة يسبحون بحمده لربهم ويستغفرون لمن في الارض. فالاية الثانية وهي ما في سورة الشورى بينتها اية غافر حيث قال يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا فهم لا يستغفرون لجميع من في الارض انما للمؤمنين الذين في الارض ولذلك قال فهذا للمؤمنين عموما. فاما العلماء على وجه الخصوص فهم في اعلى درجات الايمان. العلماء الذين لهم المنزلة والمكانة وهم في اعلى درجات الايمان. فحقهم ونصيبهم من الاستغفار اعلى ما يكون. في قوله تعالى ويستغفرون للذين امنوا. فاما العلماء فيستغفر لهم اهل السماوات والارض حتى الحيتان وذكر في ذلك جملة من الاحاديث. دالة على استغفار الملائكة ومن في السماوات ومن في الارض لاهل العلم ثم قال وورد الاستغفار ايضا لطالب العلم ثم ذكر عاما وكانه يقول هذه الاحاديث التي ذكرت في اسانيدها مقال لكن مجموعها يفيد المعنى ثم ان هذا المعنى قد رأى النص عليه في كلام الله تعالى. يعني يمكن ان يقول قائل لماذا ما ذكر المؤلف الاية في اول الاستدلال لانه في القاعدة اذا اردت ان تستدل تبدأ بذكر الادلة من الكتاب ثم تذكر الادلة من السنة. المؤلف ذكر استغفار الملائكة لعموم المؤمنين. ثم لما ذكر للعلماء ذكر نصوصا من الكتاب او من السنة؟ من السنة. ثم بعد ذلك اتى بدليل قال وقد دل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليك وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. لماذا جاء بهذا بعد الادلة من السنة. ما السبب؟ لماذا لان دلالة الاحاديث على المسألة التي يريد الاستدلال لها دلالة بالنص فان الاحاديث ذكرت استغفار الملائكة لمعلم الناس الخير. والعلماء هم معلموا الناس الخير ثم ذكر الاحاديث الاخرى كلها في نفس السياق فهي نصف المسألة لكن هذه الادلة لما كانت من جهة الاسناد لا تخلو من مقال اراد ان يعبد ذلك المعنى الذي افادته مجموع تلك الاحاديث التي فيها مقال باية وهي قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. ثم قال هو الذي يصلي عليكم ملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وهذا جزاء ما تقدم من الامر فانه ذكر الامر في قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا بكرة واصيلا ثم ذكر العاقبة للذاكرين فقال هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور ففائدة الذكر حصول صلاة الله جل وعلا على العبد. وصلاته سبحانه وتعالى على عبده هو اعطاؤه الخير الكثير. والملائكة ايضا يشتغلون بالدعاء للذاكرين فيسألون الله تعالى لهم الخير الكثير ثم انه من فوائد الذكر الخروج من الظلمات الى النور. ولذلك قال ليخرجكم من الظلمات الى النور. فاللام هنا للعاقبة. عاقبة هذه صلاة هذا الذكر هو ان يخرجوا من الظلمات الى النور. ويمكن ان يقول ان يقال ان هذا تعليل الامر بالذكر. فانه قد قال اذكروا الله ذكرا كثيرا وفائدة ذلك ليخرجكم من الظلمات الى النور. العلم هل هو ذكر؟ هو اشرف الذكر. واعلى الذكر الاشتغال طالب العلم فاذا كان العلم يحصل به المرء صلاة الملائكة فان الملائكة يصلون على الذاكرين والعلماء هم اعلى الذاكرين لانهم يذكرون الله تعالى في كل احوالهم. في صلاتهم ذكر في تسبيحهم ينبكر. في تعليمهم ذكر في امرهم بالمعروف ذكر في نهيهم عن المنكر ذكر في اجابتهم وسائل الذكر. كل هذا من ذكر الله الذي هو اعلى درجات الذكر. لكونه يتضمن نفع النفس ونفع الغير بخلاف الذي يقول سبحان الله الحمد لله الله اكبر استغفر الله لا اله الا الله وما اشبه ذلك هذا ذكر يطيب به القلب ويسكو به الفؤاد ويستقيم به العمل لكن ليس كالذكر فيه التعليم والتبصير من دل على خير كان له من الاجر مثل من عمل به لا ينقص من اجورهم شيئا اجور خيرات ما لها حد ولا منتهى لا يمكن ان يحصيها عقل ويتدبرها فكر من جهة الاحصاء لكنه فضل الله الذي لا يضيع عنده جل وعلا مثقال ذرة كما قال جل وعلا يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في السماوات او في يأتي بها الله. الله اكبر. وهل احبه سواء كانت من الخير او من الشر. فالله جل وعلا لا يوظع عمل عامل. لذلك ينبغي ان نحسن النية. وان يكون هذا حافزا لنا على مزيد بذل وعطاء واحتساب. ولا يلزم ان يبلغ الانسان اعلى درجات العلم حتى يعلم او حتى يأمر بالمعروف او حتى يذكر او حتى ينصح او حتى يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه بلغوا عني ولو اية. فرب مبلغ من سامعه وهذا فيه الندب لنا جميعا ان نجتهد في نشر العلم. وكلما انتشر العلم ظاق الجهل ما يمكن ان تقابل الافكار المنحرفة. ولا الاراء الشاذة ولا المعاصي والنفاق بمثل العلم. العلم كالنيازك يدك معاقل الشرك. ويهوي بنيان وصرح المعصية والنفاق. ولذلك ينبغي لنا ان نشتغل بالعلم مهما طلبنا اصلاح الامة من اي سبيل ومن اي طريق فانه لا تصلح هذه ثم الا بما صلح به اولها. ان صلاح اول هذه الامة كان بالعلم. لكن ينبغي ايضا مع ادراكنا لهذه الحقيقة ان نفهم ما هو العلم الذي تصلح به الامة؟ هل هو فقط التشقيق في مسائل خلافية دقيقة؟ لا العلم اوسع من هذا اصل العلم العلم بكلام الله وكلام رسول صلى الله عليه وسلم. فمتى امتلأ القلب بذلك كان ذلك من اعظم ما يحصل به الهدى والبصيرة واخراج الناس من الظلمات الى النور نعم. وقد ذكر بعضهم السر في استغفار دواب الارض للعلماء. وهو ان العلماء يأمرون الناس احساني الى المخلوقات كلها وباحسان قتل ما يجوز قتله او ذبحه من الحيوانات فيتعدان نفعهم الى الحيوانات كلها. فلذلك يستغفرون لهم. ويظهر فيه معنا اخر. وهو ان سائر اوقات مطيعة لله قانتة له. مسبحة له غير عصاة الثقلين. الجن والانس. فكل الق المطيعين لله يحبون اهل طاعته فكيف به وهو يعرف الله ويعرف حقوقه وطاعته فمن كانت هذه صفته فان الله يحبه ويزكيه ويثني عليه ويأمر عباده من اهل السماء والارض وسائر خلقه بمحبته والدعاء له. وذلك هو صلاتهم عليه. ويجعل له المودة في قلوب عباده المؤمنين. كما قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. ولا تختص محبته بالحيوانات. بل تحبه الجمادات ايضا. كما في تفسير قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والارض ان السماء والارض تبكي على اذا مات اربعين صباحا. وفي الحديث ان الارض تقول للمؤمن اذا دفن ان كنت لاحب من يمشي على ظهري فسترى اذا صرت الى بطني صنيعي. هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله بيان للسبب الذي من اجله يجعل الله تعالى الاستغفار حتى من الحيوانات للعالم. يقول وقد ذكر بعضهم السر في استغفار دواب الارض العلماء وهو ان العلماء يأمرون بالعدل والاحسان في كل شيء حتى في حق الحيوانات فانهم يأمرون بالاحسان الى المخلوقات وعدم اذاها واذا قتلت ان تقتل على الوجه الذي امر الله تعالى به في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قتلتم فاحسنوا قتله. يقول ويظهر معنى اخر اذا الاول ان محبة الحيوانات لاهل العلم واستغفارها لهم سببه ماذا؟ ان العلماء يأمرون خلق باعطاء كل ذي حق حقه. فيأمرون بالاحسان الى الحيوان. ويأمرون باعطائه حقه. ولذلك لا يجوز ان يحمل الانسان دابة اكثر مما تحتمل يأثم حتى ولو كانت عجما لكنه يأثم وهذا مما يبينه اهل العلم مما فهموه علموه من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم. هناك معنى اخر وهو رابطة الايمان التي تربط المؤمنين فانها توجب المودة والالفة. قال الله جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعظهم اولياء بعظ. هذا في حق المؤمنين والمؤمنات من بعضهم اولياء بعض يتولونهم يحبونهم وينصرونهم وكذلك يقول المؤلف رحمه الله في سائر المخلوقات المطيعة لله تعالى فانها تحب المؤمنين والمؤمنات وتدعو لهم وتستغفر لهم لا سيما من كان في اعلى المراتب منهم وهم اهل العلم الذين تبوأوا منزلة عليا فهم ورثة الانبياء في اقامة الشريعة ورثة الانبياء في العمل بها وورثة الانبياء في المنزلة والمكانة. قال فمن