جعلته جبانا؟ لا وانما المعنى ما وجدناكم جبناء وما وجدناكم بخلاء وما افهمناكم والمعنى السادس قال الاستحقاق اي ان الفاعل صار مستحقا واهلا بهذا الفعل وليس المعنى انه فعله وانما المعنى انه صار اهلا ومستحقا لهذا الفعل طيب فلما قبل الفعل فلما قبل الباب هذا الفعل الذي وقع عليه وهو الكسر ماذا حدث له؟ انكسر انكسر مطاوع لي كسرت يعني اثره. ونتيجته دليل قبوله اثر الفعل ونقول انكسر مطاوع كسر قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق. وهو العلي الكبير فهو في مساق المدح لهم فزع هنا بمعنى ازيل الفزع عن قلوبهم. وليس المعنى المبالغة في الفزع وانما المعنى معنى الازالة جارحة من الجوارح ولا يفعل بالقلب او العقل قال ويأتي لمطاوعة الثلاثي بعد ان قرر انه للمطاوعة بين يأتي مطاوعا لماذا؟ فقال يأتي لمطاوعتي الثلاثي كثيرا فقطعته النتيجة فانقطع كسرته وانكسر فلان ارهن بيته يعني عرضه للرهن سواء رهن او لم يرهن وابعته ابا عزيد سيارته يعني عرضها للبيع باعها او لم يبعها. وانما عرظها يعني عرظها للبيع ومعنى ذلك ان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسهلا مرحبا بكم في الدرس التاسع من دروس شرح شبه العرف فن الصرف للشيخ احمد الحملاوي عليه الله نحن في التاسع من شهر رجب من سنة اثنين واربعين والف نجاة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا الدرس عقده من بيته في حي السلام في مدينة الرياض عمرها الله بالامن والايمان بهذا الدرس نكمل باذن الله ما كنا قد بدأناه بالكلام على تقسيم الفعل الى مجرد ومزيد اذ وصلنا الى الكلام على معاني صيغ الزوائد وفي ذلك يقول المؤلف عليه رحمة الله فصل في معاني صيغ الزوائد المراد بمعاني صيغ الزوائد هي المعاني التي تدل عليها الكلمة بصيغتها وبنائها لا بحروفها فان الكلمة لها معنى لغوي وهي المعاني التي تذكر في المعاجم الكلمة معناها كذا هذا الفعل معناه كذا هذا الاسم معناه كذا هذا معنى لغوي معجمي ليس هو الذي نريده هنا وانما نريد المعنى الذي توحي به الصيغة وتدل عليه وقد عرفنا ان للفعل صيغا مجردة وهي اربع صيغ وصيغا مزيدة وهي خمس عشرة صيغة فالصيغ المجردة الاصل في معناها فعل الفاعل للفعل وقولك ذهبت يعني فعلت الذهاب او ذهب زيد يعني فعل زيد الذهاب وضربت زيدا يعني فعلت الظرب واوقعته على زيد ومعثرة الاقلام اي فعلت البعثرة واوقعتها على الاقلام وهكذا فهذا هو الاصل في معنى الفعل المجرد وعند تحويل الفعل الى مجرد ومزيد وذلك بزيادة حرف او اكثر فانما يكون ذلك طلبا لمعنى جديد فما هذا المعنى الجديد الذي يجعل العربي ينتقل من المجرد الى المزيد فينقل فعلى اذا افعل ويزيد همزة في اوله او ان فعل فيزيد همزة ونونا في اوله او استفعل وهكذا مثال ذلك عندما ننقل خرج من المجرد خرج محمد ونضع همزة قبله فنقول اخرجت محمدا اما المعنى الجديد الذي اوحت به ودلت عليه هذه الصيغة اخرجته عندما زدنا الهمزة باول خرج نقول معناه التعدية اي جعل الفاعل مفعولا ومحمد فاعل لخرج خرج المجرد فلما نقلنا خرج الى اخرج بزيادة همزة في اوله صار محمد مفعولا به وانتقل من كونه فاعلا للفعل الى كونه مفعولا به ونقل الفاعل الى مفعول به يسمونه التعدية لان خرج هنا انتقل من كونه لازما محمد فاعله الى كونه متعديا ومحمدا مفعوله وهذا معنى صرفي وليس معنى لغوي والمعنى اللغوي لخرج فعلى الخروج والمعنى اللغوي اللي اخرجته يعني جعلت المفعول يخرج اما المعنى الصرفي فهو التعدية ومثال ذلك الفعل علم المجرد كقولك علم محمد المسألة فاذا نقلنا علم الى اعلى ما فعل الى افعل او فعل الى افعل فقلنا اعلمت محمد المسألة فنقول المعنى الصرفي هو التعدية ايضا فلهذا صار الفاعل مفعولا ومحمد فاعل لعلم فلما قلنا اعلم قلت اعلمت فاتيت بفاعل جديد وجعلت محمدا مفعولا به وكذلك نقل الفعل المجرد علم اذا تفعلا تعلم محمد نقول معناه الصرفي المطاوعة والمراد بالمطاوعة في الصرف قبول اثر فعل سابق لان التقطير علمته فتعلم تعلم مطاوع لعلم يعني عندما اوقعت الفعل علم على المفعول قبل هذا الفعل فتعلم وكذلك نقل المجرد علم الى الى استفعلها استعلمها نقول المعنى الصرفي طلبوا الفعل لا فعله يعني ليس فعل العلم لانك اذا قلت علم محمد يعني فعل العلم اما اذا قلت استعلما فليس بمعنى فعل العلم ولكن بمعنى طلب ان يعلم. طلب العلم يعني طلب ان يعلم طلب علم الشيء لقولك استعلمت عن الامر يعني طلبت ان اعلمه طلبت علمه فهذا المراد بمعاني صيغ الزوائد وكذلك لو نقلنا علم الى تفاعلت عالما قلنا المعنى الصرفي التظاهر والادعاء اي انك تتظاهر وتدعي العلم ولست بعالم وهكذا كل صيغة من صيغ الزوائد الخمس عشرة لها معنى او اكثر وسيذكر المؤلف هنا اهم هذه المعاني لا جميعها ففي كتب الصف الكبيرة تفاصيل وزيادات على هذه المعاني ونبدأ مع المؤلف رحمه الله صيغة صيغة اذ بدأ بالثلاثي المزيد بهمزة يعني الثلاثي المزيد بحرف بصيغه الثلاث افعل ثم فعل ثم فعل ثم سينتقل بعد ذلك الى الثلاثي المزيد بحرفين بصيغه الخمس ثم ينتقل الى الثلاثي المزيد بثلاثة احرف بصيغه الاربع فنسير خلفه في ذلك اذ قال رحمه الله افعل تأتي لعدة معان الاول التعدية وهي تصير الفاعل بالهمزة مفعولا اقمت زيدا واقعدته واقرأته الاصل قام زيد وقعد وقرأ فلما دخلت عليه الهمزة صار زيد مقاما مقعدا مقرأا فاذا كان الفعل لازما صار بها متعديا لواحدة واذا كان متعديا لواحد صار بها متعديا الاثنين واذا كان متعديا الاثنين صار بها متعديا لثلاثة ولم يوجد في اللغة ما هو متعد الاثنين صار بالهمزة متعديا لثلاثة الا رأى وعلم فرأى وعلم زيد بكرا قائما يقول ارأيت او اعلمت زيدا بكرا قائما الثاني صيرورة شيء لا شيء تاء البنى الرجل واثمر وافلس صار ذا لبن وتمر وفلوس الثالث الدخول في شيء مكانا كان او زمانا تأشأما واعرقا واصبح وامسى اي دخل في الشام والعراق والصباح والمساء الرابع السلب والازالة اذا اقضيت عين فلان واعجمت الكتاب اي ازلت القذى عن عينه وازلت عجمة الكتاب بنقطة الخامس مصادفة الشيء على صفة باحمدت زيدا واكرمته وابخلته اذ صادفته محمودا او كريما او بخيلا السادس الاستحقاق فاحصد الزرع وازوجت هند اي استحق الزرع الحصاد وهند الزواج السابع التعريض كارهنت المتاع وابعته اي عرظته للرهن والبيع الثامن ان يكون بمعنى استفعل كاعظمته اي استعظمته التاسع ان يكون مطاوعا لفعل بالتشديد نحو فطرته فافطر وبشرته فابشر العاشر التمكين كاحفرته النهر اي مكنته من حفره وربما جاء المهموز كاصله كسرى واسرى او اغنى عن اصله لعدم وروده كافلح اي فاز وندر مجيء الفعل متعديا بلا همزة ولازما بها تناسلت ريش الطائر وانسل الريش وعرفت الشيء اظهرته واعرض الشيء ظهر وكببت زيدا على وجهه واكب زيد على وجهه وقشعت الريح السحاب واقشع السحاب. قال الشاعر كما ابرقت قوما عطاشا قمامة فلما رأوها اقشعت وتجلت فهذه المعاني التي ذكرها المؤلف لصيغة العلا فنمر عليها معنى معنى المعنى الاول قال التعدية وهذا هو المعنى الاكثر لصيغة افعل وقد وقد قال كثير من العلماء بقياسيته يعني انه يستعمل في المسموع وفي غير المسموع لكثرة ما جاء عليه وبعضهم قصره على المسموع والمسموع في ذلك كثير والمراد بالتعدية كما ذكر المؤلف تصير الفاعل بالهمزة مفعولا به اقمت زيدا اصله قام زيد وزيد فاعل فلما نقلت قام الى افعل اقمت طار زيد مفعولا به واقعدته واصله قعد زيد واقرأته واصله قرأ زيد فزيد بعد ان كان قارئا قاعدا قائما صار مقرأا مقعدا مقاما والتعدية بافعل تكون على درجات التعديات المعروفة فان كان الفعل لازما في المجرد صار بزيادة الهمدة متعديا لواحد اقام زيد هذا لازم فلما نقلته الى افعل فقد اقمته صار متعديا لواحد كذلك فرح زيد افرحته وذهب زيد اذهبته وغرق زيد واغرقته والدرجة الثانية اذا كان المجرد متعديا لواحد ويصير بالهمزة متعديا الاثنين فقرأ زيد الكتاب واقرأته اياه وفهم الطالب المسألة وافهمته اياها واذا كان المجرد متعديا الاثنين يصير بالهمزة متعديا لثلاثة نحن علم الطالب المسألة سهلة واعلنت الطالب المسألة سهلة قال المؤلف ولم يوجد في اللغة ما هو متعدد الاثنين صار بالهمزة متعديا لثلاثة الا رأى وعلم قرأ وعلم زيد بكرا قائما فبكر قائما مفعول اول وثاني ثم بالتعدية بالهمزة يكونان متعديا بثلاثة ارأيت او اعلمت زيدا بكرا قائما وهذا يدرس في النحو في باب خاص اسمه باب اعلم وارى وهي الافعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل ثم انتقل المؤلف الى المعنى الثاني قال صيرورة شيء ذا شيء يعني تحول شيء من حال الى حال تألبنا يعني سرد لبن يعني لم يكن صاحب لبن ثم صار صاحب لبن واتمرا اي صار صاحب تمر وافلس اي صار صاحب فلوس وافلسا تحتاج الى شرح فمعنى افلس اي صار صاحب فلوس بعدما كان ذا دراهم ودنانير يعني ليس بصاحب مال ولهذا يقول افلس الرجل اذا لم يكن عنده مال وحكم عليه بالافلاس لان دنانيره ودراهمه صارت فلوسا وزيوفا ونحو ذلك ايضا اطهر الرجل اذا صار ذا قهر يعني مقهورا واذل الرجل الى ذل يعني مذلولا والحم الرجل اذا صار ذا لحم يعني سمينا واجرم الرجل اذا صار ذا ابل جرباء واورق الشجر اذا صار ذا ورق واثمر اذا صار ذا ثمر واطفلت المرأة صارت ذات اطفال وهكذا والمعنى الثالث قال الدخول في شيء مكانا كان او زمانا يا اشأم اذا دخل الشام واعرق دخل العراق هذان في المكان وكذلك انجد اذا دخل نجدا واتهم اذا دخل تهامة واجبد اذا دخل الجبل اما الدخول في الزمان فاصبح وامسى دخل في الصباح والمساء كذلك افجر واضحى واظهر واعصر واشهر اذا دخل في الفجر والضحى والظهر والعصر والشهر والشام هو البلد المعروف يقال الشام والشام والشأم ومن هذا المعنى قوله سبحانه وتعالى اذ تصعدون يعني تدخلون في الصعيد قال تعالى فاذا هم مظلمون اي داخلون في الظلام وقال الشاعر وان تتهموا انجد خلافا عليكم وان تؤمنوا مستحقب الحرب اعرق اربعة افعال كلها تدل على الدخول في المكان وقوله تعمل يعني تدخل عمان وقال الشاعر نبي يرى ما لا ترون. وقوله اغار لعمرو في البلاد وانجدا يمدح نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام فاغار يعني دخل الى الغور وهي الاماكن المنخفضة وانجد اي دخل في نجد في النجود يعني الاماكن المرتفعة يعني وصل الى كل مكان والمعنى الرابع قال المؤلف السلب والازالة اي سلب الفعل وازالته وهذا عكس الفعل المجرد فاقضيت عين زيد اقضيت يعني ما فعلت القضاء ولكن ازلت القضاء من عينه واعجبت الكتاب يعني لم اجعله معجما وانما ازلت العجمة عنه وذلك بنقطه ومن ذلك قولهم المعجم لانه يزيل عن الكلمات العظمى وذلك بظبطها وبيان حركاتها ولفظها ومعناها ونحو ذلك اجرت فلانا ازلت عنه الجور الظلم قيل ومن ذلك قوله تعالى ان الساعة اتية اكاد اخفيها واخفيها هذا مضارع لاخفى يخفي وفي الاية تفسيرات اشهرها تفسيران الاول ان افعل للتعدية والاصل خفيت الساعة وانا اخفيها تعدية الساعة كانت فاعلا خفيت الساعة ثم صارت مفعولا قفيت الساعة وان اخفيها والمعنى لشدة خفائها اكاد اخفيها فلا اظهرها والمعنى الثاني ان افعل للسلب اي ازيل خفاءها اكاد ازيل خفاءها فاظهرها ومن ذلك قول قول الصحابة رضي الله عنهم شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء ولم يسكنا يسكنا اشكى يعني لم يزل شكوانا يعني لم يقبل ذلك منا وقال الشاعر تمد بالاعناق او تلويها وتشتثي لو اننا نشكيها يعني ابلهم يقول نحن لا نشكيها يعني لا نزيل شكواها لا نقبل منها ذلك والمعنى الخامس قال المؤلف مصادفة الشيء على صفة اي موافقته على حالة او صفة معينة حين اللقاء به لقيت شيئا او وجدت شيئا او رأيت شيئا او وافقت شيئا وافقته حين ذاك على صفة معينة فاخبرت عنها ولما لقيت زيدا وجدته محمود الصفات فتقول احمدت زيدا اتريد انك حمدته وانما تريد انك وجدته وافقته محمودا احمدت زيدا يعني لما لقيته وافقته ورأيته ووجدته محمودا واكرمته وابخلته ومن ذلك قوله تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا اغفلنا يعني وجدنا قبل قلبه غافلا ومن ذلك قول عمرو ابن معدي كذب لمجاشع السلم لله دركم يا بني سليم. قاتلناكم فما اجبناكم وسألناكم فما ابخلناكم وهاجيناكم فما افحمناكم ليس المعنى اجبناكم جعلناكم جبناء يعني ليس للتعدية ليس مثل جبن زيد واجبنته لاحصد الزرع يعني صار مستحقا واهلا وحان هذا الفعل له حان حصاده وازوجت هند يعني صارت اهلا للزواج يعني بلغت سن الزواج ونحو اصر من ان نخلو يعني حان صرامه والمعنى السابع التعريض اي ان الفاعل يعرض المفعول به للفعل تعرضه يعني يعرضه للفعل يجعله معرضا لكي اجعله معرضا اي يصيبه هذا الفعل اصابه او لم يصبه كقولك ارهنت المتاع المتاع والبيت الذي ارهن يعني انه مرهن مباع بمعنى معروض للبيع وللرهن وقد يكون قد رهن او لم يرهن وهذا بخلاف مرهون ومبيع فمرهون يعني انه رهن وقع الفعل عليه ومبيع يعني بيع وقع البيع عليه وهما من رهن وباعا يعني رهن وبيع الثلاثيين قال الشاعر بعد ان ابلى فرسه بلاء حسنا بانقاذه وانجاءه ورضيت الاء الكوميت فمن يبع فرسا فليس جوادنا بمباعي الكوميت فرسه يعني نعم هذا الفرس الكوميت علي بانجائي ولهذا يقول ليس هذا الجواد بمباع يعني ليس معروضا للبيع كما يفعل بعض غيرنا ببيع فرسه وعلى هذا ينبغي ان نكتب مثلا على السيارة مبيعة اذا كانت قد بيعت لكي لا ينظر اليها احد ويظنها معروضة للبيع اما اذا كانت ما زالت معروضة للبيع ويكتب عليها مباعة وفي هذا يخطئ كثيرون اذ يكتبون مباعة على السيارة المبيعة فيخلطون بين مبيعة ومباعة والمعنى الثاني لصيغة افعل ان يكون بمعنى استفعل اي ان افعل واستفعل بمعنى واحد اعظمته واستعظمته اي ان الفعلين بمعنى واحد مع اختلاف الصيغة ومعنى استعظمته اي اعتقدت انه عظيم. كما سيأتي والمعنى التاسع ان يكون مطاوعا لفعل بالتشديد فتكون صيغة افعل مطاوعة لصيغة فعالا والمطاوعة في الصرف قبول اثر فعل سابق ابول في اثر فعل سابق نحن كسرت الباب فانكسر وكسرت الباب هذا الفعل السابق وحطمت القلم وحطمت القلم وتحطما فلما اوقعت التحطيم على القلم قبله فتحطم. ونقول تحطم مطاوع حطم ومن الواضح ان المطاوعة عكس التعدي مطاوعة عكس التعدية فالتعدية تجعل اللازمة متعديا كما عرفنا في المعنى الاول تعدية تجعل الفاعل مفعولا وتزيد الفعل درجة في التعدية لازم تجعله متعديا لواحد والمتعدي اي واحد تجعله متعديا الاثنين وهكذا اما المطاوعة فبالعكس تجعل المتعدي لازما فبعد ان كان كسرت الباب متعديا سارة انكسر لازما حطمت القلم متعديا صارا تحطم لازما وهما معنيان متعاكسا والمطاوعة قد تكون على اكثر من صيغة وهنا ذكرناها في افعالها وسنذكرها ايضا في معان بصيغ اخرى ما افعل هنا قد تأتي مطاوعة لفعال نحن فطرته والنتيجة فافطر افطر يعني انه قبل الفعل السابق وهو فطرته وبشرته فابشرها المعنى العاشر قال التمكين اي ان الفاعل يمكن المفعول به من الفعل لاحفرته النهر يعني انني مكنته سمحت له من ان يفعل الحفر قال المؤلف ربما جاء المهموز كاصله. يعني ربما جاء افعل والمجرد فعل بمعنى واحد لا زيادة فيه يقولون المجرد والمزيد بمعنى كسرى واسرى ترى في الليل واسراف الليل جريت في الليل سبحان الذي اسرى بعبده مع ان سارة مجرد واسرى مزيد بالهمزة افعل ومن ذلك سقى واسقى. سقيته واسقيته وحس به واحس به ومضى واو مضى وطاف واطاف وضاء واضاء وجد واجد وفي هذا المعنى عندما يقولون ان المجرد والمزيد بمعنى واحد كهذه الامثلة وسيأتي ذلك في صيغ كثيرة هذا قول ل بعض الصرفيين والقول الاخر بنحو ذلك لبعض العلماء انه ناس فرقا بين المجرد والمزيد وهو ان المجرد بمعنى الاصلي والمزيد نفس المعنى لكن مع التوكيد ويكون المراد حينئذ التوكيد يعني تقوية المعنى والمبالغة فيه ازيدت الهمزة للمبالغة والتوكيد بناء على القاعدة التي تقول الزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى هذا اخذوا بالقاعدة التي تجعل زيادة المبنى دالة على زيادة المعنى واما من قالوا ان الفعلين بمعنى واحد ويقولون مثل هذا من تعدد اللغات وبعض العرب يقول سرى وبعضهم يقول اسرى ثم اجتمعت اللغتان واستعملتا عند العرب وهكذا في الباقي فهما بمعنى واحد وهذا نقوله في كل ما نقول فيه في المستقبل ان المجرد والمهموز ان المجرد والمزيد بمعنى واحد وذكر المؤلف معنى اخر لافعله فقال او اغنى عن اصله لعدم وروده يعني ان افعل المزيد لم يستعمل له مجرد مثل افلح بمعنى فازع ليس هناك فلحة بمعنى فاز وانما فلح بمعنى اخر ونحن اقسم بالله ليس هناك قسم بالله وادرك الشيء ليس هناك درك شيئا واجمع واذنب واوشك وارقل بمعنى اسرع وذكر المؤلف معنى اخر لافعله وقال وندر مجيء الفعل متعديا بلا همزة ولازما بها اي انه عكس المشهور فصار المجرد متعديا وصار المزيد افعل لازما يعني ان افعل صار مطاوعا لفعل بالعكس ان مزيد افعل صار متعديا صار مطاوعا لفعل المتعدي نسلت ريش الطائر يعني نتفته وازلته غسلت ريش الطائري فنسل هنا مجرد متعد ثم يقولون انزل الطائر يعني التقط ريشه عنه فانزل المزيد لازم ونسل المجرد متعد وكذلك عرضت الشيء بمعنى اظهرته فاعرضا يعني ظهر وكببت زيدا على وجهه فاكب وقشعت الريح السحاب اذا ازالته واقشع كما قال الشاعر كما ابرقت قوما عطاشا غمامة كما ابرقت قوما عطاشا غمامة فلما رأوها اقشعت وتجلت كما ابرقت قوما عطاشا غمامة فلما رأوها اقشعت اي زالت واكد ذلك بقوله وتجلت ثم انتقل المؤلف الى المعنى الثاني اي للصيغة الثانية من صيغ الزوائد وهي فاعلة وقال على يكثر استعماله في معنيين احدهما التشارك بين اثنين فاكثر وهو ان يفعل احدهما بصاحبه فعلا ويقابله الاخر بمثله وحينئذ فينسب للبادئ نسبة فاعلية وللمقابل نسبة المفعولية وان كان اصل الفعل لازما صار بهذه الصيغة متعديا نحو ما شيته والاصل مشيت ومشى وفي هذه الصيغة معنى المغالبة ويدل على غلبة احدهما بصيغة فعل من باب نصر ما لم يكن واوي الفاء او يا اي العين واللام فانه يدل على الغلبة من باب ضرب كما تقدم ومتى كان فعل للدلالة على الغلبة كان متعديا وان كان اصله لازما وكان من باب نصر او ضربا على ما تقدم من اي باب وثانيهما الموالاة ويكون بمعنى افعل المتعدي تواليت الصوم وتابعته بمعنى اوليت واتبعت بعضه بعضا وربما كان بمعنى فعل المضعف للتكفير تضاعفت الشيء وضعفته وبمعنى فعل فدافع ودفع وسافر وسفر وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته ليخادعون الله جعلت معاملتهم لله بمن طوت عليه نفوسهم من اخفاء الكفر واظهار الاسلام ومجازاته لهم مخادعة فذكر الصيغة الثانية وهي فعل وذكر ان له ان لها اكثر من استعمال الا ان اكثر استعمالاتها في معنيين. الاول التشارك التشارك هو اغلب معاني فاعلها نحن خاصمته وضاربته ونازعته وقاتلته وشاتمته وتسمى المفاعلة وتسمى المشاركة وهي وقوع الفعل من اكثر من طرف وبعض الافعال لا تكون من طرف واحد ولتكون من طرفين فاكثر وتسمى افعال المفاعلة او المشاركة او التشارك ولمفاعلة والتشارك اكثروا من صيغة دارها فعل وتفاعل وكذلك افتعل سيأتي الفرق بين المفاعلة فيها والان الكلام على المفاعلة والتشارك في صيغة فاعل فقال المؤلف في بيانها وهي ان يفعل احدهما بصاحبه فعلا فيقابله الاخر بمثله وحينئذ فينسب لي البادئ نسبة الفاعلية وللمقابل نسبة المفعولية ولهذا تجعل الاول فاعلا وتجعل الثاني مفعولا به تخاصمت ديدن وضربت زيدا وشاتمت زيدا وقولك ضربت زيدا الضرب حدث مني ومن زيد الا انني جعلت الضرب فاعلا للاول بانه البادئ وجعلت الثاني مفعولا به وفي قول المؤلف وحينئذ فينسب نظر لان الفاء زائدة لا حاجة اليها فحينئذ ظرف للفعل ينسب اي وينسب حينئذ للبادئ وقد كثر هذا الاسلوب الفاء الزائدة بلا داع لقولهم وبناء على ذلك فاقول والمستقيم ان يقال بناء على ذلك اقول يعني واقول بناء على ذلك وكقولهم على كل حال فيجب كذا وكذا والمستقيم على كل حال يجب يعني ويجب على كل حال كذا وكذا ثم بين المؤلف ما يترتب على معنى المفاعلة فقال فان كان اصل الفعل لازما صار بهذه الصيغة متعديا نحو ماشيته والاصل مشيت ومشى مشيت ومشى فعلان لازمان فلما نقلت الفعل الى فاعلة قلت ماشيته فصار متعديا اذا صيغة فعل ايضا من الصيغ التي تعد من صيغ التعدية ولهذا في الكلام على تقسيم الفعل الى متعد ولازم هناك مبحث بالاسباب التي تقلب الفعل من لازم الى متعد نقول بعض الصيغ تقلب الفعل من لازم الى متعد كافعل وفعلا والعكس هناك اسباب تجعل المتعدي لازما كالمطاوعة كما شرحنا من قبل ومثل مشيت ومشى وماشيته كرم زيد وكارمته وكرم من طرف واحد وكارمت زيدا يعني ان كل واحد منا فعلى الكرم بصاحبه وحسن وحسنته وهكذا ثم تكلم المؤلف على مجيء معنى المغالبة مع المفاعلة لان المفاعلة كما عرفنا تكون من طرفين يفعلان الفعل نفسه ها يأتي كثيرا بعد ذلك بيان الغالب منهما ولهذا تكلم على مجيء المغالبة مع المفاعلة فقال وفي هذه الصيغة معنى المفاعلة نعم عندما يقول ضربته يعني حاول كل منا ان يغلب الاخر في الضرب قال المؤلف ويدل على غلبة احدهما بصيغة نصارى او صيغة ضرب وسبق الكلام على المغالبة لابنية الفعل الثلاثي وتكون المغالبة في الاصل على صيغة نصر ينصر ما لم يكن الفعل وهوي الفاء او يا اي العين واللام فانه يكون من باب ضربا وهذا شرح فلا يعاد الكلام فيه مرة اخرى قلت ومن هذه الصيغة فعل الدالة على المشاركة قولهم ذاكرته ويقول ذاكر زيد عمرا يعني استذكر كل منهما مع صاحبه يعني سألته وسألني لكي نستذكر المسألة فان كان الفعل من احدهما فلا يقال ذاك الطالب الدرس وانما يقال استذكره هذه من الاخطاء الشائعة والمعنى الثاني لصيغة فاعلاء الموالاة اي وقوع الفعل بعضه في اثر بعض قال المؤلف فيكون بمعنى افعل المتعدي لانه بمعنى اتبعت بعضه بعضا بقولهم واليت الصوم اي اوليت الصوم بعضه بعضا وتابعته اي اتبعت الصوم بعضه بعضا ثم ذكر المؤلف معاني اخرى اقل شهرة من هذين المعنيين وقالوا ربما كان بمعنى فعل المضاعف للتكفير يعني ان فعل قد تأتي ايضا للتكفير والمبالغة تضاعفت الشيء وضعفته يعني فعلته بكثرة كقولهم نعمه الله ونعمه يعني اكثر نعمته ومعنى اخر قليل وهو ان يكون فاعل بمعنى فعل. يعني ان المزيد والمجرد بمعنى واحد فدافع ودفع وسافر وسفر ومن ذلك جاوزته وجوزته وهاجرته وهجرته وذكرنا من قبل ان هناك من العلماء من من يقول ان المزيد هنا التوكيد وزيادة المعنى اي المبالغة فسفرا تطلق على كل خروج واما سافرا فانها تطلق على الخروج البعيد وهكذا في سقى واسقى فعلى وافعل فسقى لكل سقي واما اسقى ففيه مزيد توكيد ومبالغة قلت قيل انه من شواهد هذه الصيغة فعل قوله تعالى قاتلهم الله وان قلنا ان قاتلهم بمعنى قتلهم فيكون من مجيء فاعل بمعنى فعل قالوا لانه لا مشاركة ليس المعنى ان الطرفين حاول كل منهما فعل القتل بصاحبه كما يكون بين الناس ولهذا قالوا قاتلهم بمعنى قتلهم وهناك من يقول ان المفاعلة بالاية على معناها وهي المفاعلة المشاركة وهو اسلوب بلاغيك انه دعاء عليهم بوقوع المقاتلة بينهم وبين الله والنتيجة محتومة معروفة وهو قتل الله لهم ولهذا يفرقون بين قولك قتلك الله وقاتلك الله فقتلك دعاء عليك بالقتل واما قاتلك ودعاء عليك العذاب بان تقع بينك وبين الله مقاتلة. فيكون في ذلك قتل لك لكن مع عذاب ومن صيغتي فعل قوله تعالى او لامستم النساء الا مساء على صيغة فاعلى فبعض الفقهاء قالوا انها بمعنى لمس. يعني ان المزيد والمجرد بمعنى واحد ولهذا قالوا ان مطلق اللمس للنساء ناقض للوضوء سواء لمسها لمسا خفيفا او لمسها لمسا شديدا ومن الفقهاء من قال هناك فرق فلا مسألة يراد بها الا الملامسة الشديدة اي الجماع وليس مجرد اللمس فلهذا لم يجعل مجرد لمس النساء ناقظا للوضوء وهذه مسألة فقهية قائمة على معاني صيغ الزوائد ومن ذلك ايضا قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقال حافظ على صيغة فعلى وحافظ فعل امر من حافظ من فعل ولم يأتي بالمجرد حفظ والامر منه احفظوا الصلوات والصلاة الوسطى والصلاة الوسطى فقيل ان المزيد بمعنى مجرد. فحافظوا على الصلوات يعني احفظوها وقيل بل هي لي المفاعلة بمعنى احفظوها تحفظكم وكل من المصلي والصلاة تفعل الحفظ فهو يحفظها وهي تحفظه فمثل هذه المعاني لا يوصل اليها الا بمعرفة معاني صيغ الزوائد ولهذا يحتاج كل من يتكلم في المعاني والدلائل الى معرفة معاني صيغ الزوائد كالمفسرين و جراح الحديث كذلك الفقهاء فلهذا تدرس في اصول الفقه ويتمايز المتحدثون في تفسير كلام الله وتفسير الاحاديث والاحكام الفقهية تفسير الاشعار ومعاني كلام العرب بقوة معرفتهم لهذه الصيغ ومعانيها قالوا ومن صيغة فعل قوله تعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا قالوا انه بمعنى يدفع قوله حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون يلاقوا من لاقى يلاقي بمعنى يلقوا المجرد قلت وقد يأتي وليس له فعلاء يعني يأتي المزيد وليس له مجرد لعاقبته وليس هناك عاقبته وعافاه الله وصاغر فلان خده وحاول ما في حول وبال به ومن ذلك وحشرناهم فلم يغادر منهم احدا طيب حشرناه وحشرناهم فلم نغادر نغادر ليس هناك غدرا قدر بمعنى نغادر من المغادرة وذكر المؤلف بعد ذلك امرا خامسا في معاني صيغة فاعلا فقال وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته وهذا في الحقيقة معنى بلاغي يدرس في علم البلاغة لا في علم الصرف لان صوره كثيرة جدا بكثير من الصيغ ولو ذكرت هذه المعاني البلاغية ايضا عن المعاني الصرفية لكثر الامر كثيرا ومثل المؤلف لذلك بقوله تعالى يخادعون الله فقال انه ليس هناك فعل للمخادعة من الطرفين ليس هناك فعل للخداع من الطرفين الا ان فعل الكفار وهو النفاق سمي خداعا لله وفعل الله بهم وهو عقابهم وجزاؤهم على ذلك سمي قذاعا فعبر عن ذلك بيخادعون الله من باب تنزيل فعلهم وهو النفاق وفعل الله وهو عقوبته اياهم منزلة المخادعة وفي هذا تأويل لصفات الله عز وجل والمنهج السليم في ذلك هو اثبات صفات الله عز وجل على ما جاء في القرآن والسنة دون تأويل او تمثيل الله ورسوله عليه الصلاة والسلام اعلم بهذه الصفات اللائقة بالله وعلى هذا سار الصحابة الكرام والسلف الصالح ونثبت ما اثبته القرآن ونثبت ما اثبته النبي عليه الصلاة والسلام ونقف حيث وقف ولكننا ننبه الى امرين الاول ان الواجب اثبات صفات الله على ما يليق به على ما يقتضيه المعنى العربي لها دون تمثيل لها بصفات المخلوقين والامر الثاني ان نثبتها كما جاءت في القرآن والسنة فما كان مطلقا اثبتناه مطلقا كالعلم والكرم والسمع والبصر وما كان مقيدا قيدناه كمثل الله بمن يمكر به ومخادعة الله لمن يخادعه وهكذا ثم انتقل المؤلف الى الصيغة الثالثة من صيغ الزوائد وهي صيغة فعل فقال يكثر استعمالها في ثمانية معان تشارك افعل في اثنين منها وهما التعدية قومت زيدا وقعدته والازالة فجربت البعير وقشرت الفاكهة اي ازلت جربه وازلت قشره وتنفرد بستة اولها التكثير في الفعل تجول وطوف اكثر الجولان والطوفان او في المفعول تغلقت الابواب او في الفاعل كموتت الابل وبركت وثانيها صيرورة شيء شبه شيء تقوس زيد وحجر الطين اي صار شبه القوس في الانحناء والحجر في الجمود وثالثها نسبة الشيء الى اصل الفعل ففسقت زيدا او كفرته نسبته الى الفسق او الكفر ورابعها التوجه الى الشيء تشرقت او غربت توجهت الى الشرق او الغرب وخامسها اختصار حكاية الشيء كهلل وسبح ونبى وامن اذا قال لا اله الا الله وسبحان الله ولبيك وامين وسادسها قبول الشيء تشفعت زيدا قبلت شفاعته وربما جاء بمعنى اصله او بمعنى تفعل تولى وتولى وفكر وتفكر وربما اغنى عن اصله لعدم وروده كعيره اذا عابه وعجزت المرأة بلغت السن العالية هذا هو او هذه هي معاني صيغة فعلها المعنى الاول التعدية وقد مثل لها المؤلف بي قومت زيدا واصله قام زيد وقعدته واصله قعد زيد وشرحنا التعدية من قبل والتعدية هنا ايضا على درجات التعدية وان كان المجرد لازما صار بالتضعيف متعديا لواحد بقعد زيد وقعدته وفرح زيد ما فرحته وخرج زيد وخرجته وان كان المجرد متعديا لواحد صار بالتضعيف متعديا الاثنين كفهم زيد الدرس وفهمته الدرس وان كان متعديا الاثنين صار بالتضعيف متعديا لثلاثة وهذا خاص بباب اعلم وارى كما سبق نحو علم الطالب المسألة سهلة وعلمته المسألة سهلة ومن فعل الدال على التضعيف ومن فعل الدال على التعدية قوله تعالى يود احدهم لو يعمر الف سنة ويعمر هذه من عمر يعمر وهو للتعدية لان اصله من المجرد من عمر الرجل اذا عاش طويلا وعمره الله وقوله ان طهرا بيتي من طهر البيت وطهره الله وقوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض من فضل الرجل وفضله غيره وقوله ربنا لا تحملنا من حمل الرجل الشيء وحملته شيئا والمعنى الثاني الازالة اي ازالة الفعل وسبق شرح معنى الازالة تجربت البعير اي عملت على ازالة الجرب عنه وقشرت الفاكهة اي ازلت القشرة عنها ومن ذلك قردت البعير اذا ازلت القراد عنه وقذيت عينه اذا ازلت عنها القذى وشمتته اذا ازلت عنه الشماتة ومنه تشميت العاطس ومررته اي ازلت مرضه ازلت شيئا عملت على ازالته ومن ذلك قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم والمعنى الثالث نفعل التكثير اي المبالغة وهو اغلب المعاني فيها وهذا التكثير والمبالغة قد تكون في الفعل. يعني انه يفعل الفعل بكثرة وهذا هو الاكثر تجول يعني جال جولانا كثيرا وطوف اي طاف طوفانا كثيرا وفي طافا يقال طاف يطوف طوفا وطوفانا واما في المزيد طوف فانه يقال طوف يطوف تطويفا وتطوافا قول الحطيئة اطوف ما اطوف ثم آوي الى بيت قعيدته لكاعي وقد يكون التفسير والمبالغة في المفعول. يعني انه فعل مفعولات كثيرة لقوله تعالى وغلقت الابواب يعني اغلقت ابوابا كثيرة التكثير والمبالغة هنا في المفعول به وقد يكون معنى الاية ان التكثير في الفعل لا الفاعل يعني اغلقت كل باب من هذه الابواب اغلاقا شديدا ولهذا اختلف المفسرون في المعنى على هذين المعنيين بعد ان اتفقوا على ان غلق للتكفير اختلفوا هل التفكير في الفعل ام التكثير في المفعول به ومن قال ان التكفير في المفعول به قال اغلقت ابوابا كثيرة ومن قال ان التكفير في الفعل قال انها غلقت هذه الابواب لكن كل باب بالغت في اغلاقه واحكامه اغلاقا شديدا وقد يكون التكفير والمبالغة في الفاعل يعني ان الذي فعل هذا الفعل اشياء كثيرة لقولهم موتت الابل يعني ماتت ابل كثيرة وبركت يعني بركة ابن كثيرة وربطت الغنم يعني ربظ كثير منها ومن فعل للتكثير كسروا وكسر وقطع وقطع وشق وشقق ومزق ومزق وجرح وجرح وجمع وجمع فهذا مجرد للفعل المعتاد ومشدد للمبالغة والتكفير ومن هذه الصيغة قوله تعالى ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف يقتل طلبوا تقطع ويقتلوا من قتلهم يقتلهم ويصلب من صلبهم يصلبهم وتقطع من قطع يقطع والمبالغة هنا اما في الفعل ان يبالغ في قتلهم وصلبهم وقطعهم تعذيبا لهم او مبالغة في المفعول يعني يقتلون ويشربون وتقطع ايديهم وارجلهم على كثرتهم ليكونوا عبرة لغيرهم ومن ذلك قوله تعالى وقطعن ايديهن والفعل للمبالغة اما في الفاعل يعني ان القاطعات كن كثيرات او مبالغة في الفعل اي قطعن ايديهن بشدة ومن ذلك قوله تعالى فتفجر الانهار خلالها تفجيرا وتفجر مبالغة اما في المفعول اي تفجر انهارا كثيرة واما في الفعل اي تفجرها تفجيرا شديدا ولهذا قالوا في قوله تعالى وفجرنا خلالهما نهرا قالوا الظاهر انه مبالغة في الفعل لانه نهر واحد اي فجرناه بجدة ومن ذلك قوله تعالى لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد والظاهر انها مبالغة في المفعول يعني هدمت صوامع كثيرة وبيع كثيرة ومساجد كثيرة والمعنى الرابع لفعال قال صيرورة شيء شبه شيء مثل ذلك بقوس زيد اي اشبه ظهره القوس في الانحناء وحجر الطين اي اشبه الطين الحجر في القساوة والجمود والمعنى الثالث ونسبة الشيء الى اصل الفعل تفسقت زيدا اي نسبته للفسق وكفرته نسبته للكفر وكذلك خطأته وزنيته وكذبته ولحنته اي نسبته للحن وهو الخطأ وكذلك نزرته اي نصبته الى نزار قبيلة وقيسته ونسبته الى قيس ومن ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون ابواه هما اللذان يهودانه او ينصرانه او يمجسانه والمعنى والمعنى السادس هو التوجه الى الشيء فعلاقة تدل على التوجه الى الشيء مكانا او زمانا تشرقت توجهت الى الشرق وغربت توجهت الى الغرب وكوفت توجهت الى الكوفة ومن ذلك قولهم غور وفوز اذا ذهب الى الغور الاماكن المنخفضة والنفاسة والمعنى الخامس اختصار حكاية الشيء لقولهم هل لا اذا قال لا اله الا الله وسبح اذا قال سبحان الله ولبى اذا قال لبيك وامن اذا قال امين. ومنه كبر اذا قال الله اكبر وسلم قال السلام عليكم وسوف وسوف قال سوف افعل كذا وكذا والمعنى الثامن قبول الشيء اي قبول فعل الفاعل تشفعت زيدا يعني قبلت شفاعته والمعنى التاسع قال فيه المؤلف وربما ورد بمعنى اصله اي ان المزيد والمجرد بمعنى واحد وقلنا ان نحو ذلك هناك من يقول ان الزيادة للتوكيد والمبالغة نحو مايزه ما زهوا ومايزهوا مازا مجرد ثلاثي وميزه على فعالا وعاظه وعوضه وقدر الله كذا وقدره وابر النخلة وابرها وشمر عن ساعده وشمر بمعنى فسر قلت ومنه بشره وبشره يقال بشره يبشره بشرا من باب نصرا وبشره يبشره تبشيرا. بمعنى واحد وقد قرأ بهما في القراءة السبعية في هذا الفعل في القرآن الكريم قوله تعالى ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا ويبشر وان الله يبشرك ويبشرك ومن ذلك ايضا قوله تعالى جيد للناس حب الشهوات فزين على وزان المجرد بمعنى واحد ومن ذلك حتى يميز الخبيث من الطيب ويقرأ يميز فماذا وميز بمعنى ومن ذلك قوله تعالى فغشاها ما غشى وهنا نحتاج الى تأمل لاختلاف المعنى وفي التفسير القول الاول ان نفعل غش من موضعين للتعدية والاصل غشيها الذي غشيها وبعد التضعيف صارت غشاها الله الذي غشاها فما في الاية حينئذ مفعول به غش بعلم والفاعل مستتر يعود الى الله هو وهاء مفعول اول وما المفعول الثاني كقوله فاوحى الى عبده ما اوحى فما هو المفعول الموحى والمعنى الثاني ان فعال للمبالغة والتكثير لا للتعدية فتكون بمعنى غشي فغشاها ما غش بمعنى غشيها ما غشيها كقوله تعالى فغشيهم من اليم ما غشيهم فما حينئذ فاعل لانه الذي فعل الفعل الغاشي والمعنى العاشر لفعل قال او بمعنى تفعل اي ان فعل وتفعل بمعنى واحد تولى وتولى تولى زيد وولى وفكر وتفكر ويمم وتيمم وقد يقال هنا ان نتفكر اكثروا اقوى مما فكرا لزيادة المبنى والقاعدة يقول ان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى فتفكر اجتهد وبالغ اكثر في الفكر من فكر وذكر المؤلف معنى اخر فقال وربما اغنى عن اصله لعدم وروده اي انه جاء فعل ولم يجيء له مجرد تعيره اذا عابه وليس هناك عاره وعجزت المرأة اذا بلغت السن العالية اما عجزت عن الشيء لم تستطع عليه ليس بمعنى انها صارت كبيرة السن وكذلك ثيبت المرأة اذا صارت ثيبا كذلك سلم وليس هناك سلمة او سلم بهذا المعنى من التسليم وكلم وحدث وجرب وغير وعلل وصلى ثم انتقل المؤلف بعد ذلك الى صيغة اخرى وهي صيغة ان فعل فقال ان فعل ويأتي لمعنى واحد وهو المطاوعة ولهذا لا يكون الا لازما ولا يكون الا في الافعال العلاجية ويأتي لمطاوعة الثلاثي كثيرا قطعته فانقطع وكسرته فانكسر ولمطاوعة غيره قليلا فاطلقته فانطلق وعدلته بالتضعيف فانعدل ولكونه مختصا بالعلاجيات لا يقال علمته فان علم ولا فهمته فانتهما ولكونه مختصا بالعلاجيات لا يقال علمته فانعلم ولا فهمته فانفهم والمطاوعة قبول تأثير الغير فذكر ان هذه الصيغة انفعلة تأتي لمعنى واحد وهو المطاوعة وسبق شرحها سبق المراد بالمطاوعة وهي قبول اثر الغيظ وسيشرح المؤلف ذلك في اخر الكلام على من فعل ولهذا قال ولهذا لا يكون الا لازما باننا عرفنا من قبل ان المطاوعة اكس التعدية. تقلب المتعدي الى لازم قال ولا يكونوا الا في الافعال العلاجية والمراد بالفعل العلاجي هو الفعل الذي يعالج بالجوارح يعني انه يفعل وحشرته فانحسر وسحبته فانسحب وفتحته فانفتح ومحاه ثم محى وطواه فانطوى وسده فانسد قال ولمطاوعة غيره قليلا قد يأتي ان فعل مطاوعا لغير فعل بل ياتي مطاوعا لغيره اطلقته فانطلق انطلق ان فعل جاء مطاوعا لافعل اطلق وكذلك ازعجه فانزعج واغواه فانغوى واغلقه فانغلق وقد يأتي مطاوعا لفعلا بالتظعيف كعدلته فانعدل وغلقته فانغلق قال ولكونه مختصا بالعلاجيات يعني لا يكون الا بما يفعل بالجوارح لا يقال علمته فانعدم لان العلم يكون بالعقل ولا فهمته فانتهم. لان الفهم لا يكون بالجوارح ولكن يكون بالعقل والقلب وكذلك ضعفوا انعدم الشيء وقالوا انه من المولدات لانه ليس علاجيا وقد كثر هذا استعماله منذ زمن قديم وجوزوا قلت الكلام فانقاد لانه علاجي ثم شرح المطاوعة بانها قبول تأثير الغيث واضطررنا الى جرحها من قبل وكان ينبغي ان يشرحها في اول الكلام عليها وبذلك نكون قد انتهينا من اربع صيغ من صيغ المعاني ونهترك بقية الصيغ باذن الله تعالى الدرس القادم لطول الكلام عليها فالى ذلكم الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته