ان شاء الله تعالى سنقرأ في الاحاديث التي ذكرها الامام البخاري رحمه الله في كتاب الحج ما نستضيئ به معاني في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول في المواقف لاصحابه خذوا عني مناسككم لعلي لا القاكم بعد الباب المتقدم وايضا فيه ان الجائي المجيب لامر الله ليس فقط القريب بل يأتي الى مكة القريب والبعيد. واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. شف اول ما قدم المجيء بعد عامي هذا كما في النسائي من حديث جابر وفي صحيح الامام مسلم قال صلى الله عليه وسلم لتأخذوا مناسككم فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا فينبغي لنا ان نحرص على تحقيق المعنيين الاخلاص والمتابعة ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بمطالعة هدي سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. نطالع بعض ما جاء من الاحاديث وبعد ان نفرغ ان شاء الله من القراءة نستمع الى ما عندكم من اسئلة. فنسأل الله الاعانة والتسديد نعمة قراءتنا بعد الفجر ان شاء الله الى ان الى ان ان شاء الله كل يوم بعد صلاة الفجر في هذا المكان باذن الله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ومن الحاضرين باب وجوب الحج وفضله. ولله على كل الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا من كفر فان الله غني عن العالمين. روى البخاري باسناده عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه كما قال كان الفضل رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثاء فجعل الفضل ينظر اليها وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الارض الى الشرق الاخر. فقالت يا رسول الله ان فريقك من الله على عباده في الحج ادركت ابي شيخا كبيرا. لا يثبت على الله قال نعم وذلك نعم وذلك في حجة الوداع. طيب. افتتح المصنف رحمه الله الامام البخاري كتاب الحج في باب وجوب الحج وفضله اي بيان الادلة الدالة على وجوب الحج. وبيان ما جاء فيه من الفضائل اما وجوب الحج فوجوب الحج لا خلاف فيه بين اهل العلم. دل عليه كتاب الله ودلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجمع عليه المسلمون فالحج ركن من اركان الاسلام لكن الله تعالى فرضه على المستطيع وجعل لفرضه شرطا نص عليه في كتابه فقال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. هذه الاية الكريمة بينت اولا لمن الحج بينت حكمه بينت المنتفع به بينت شرطه كل هذه المعاني مستفادة من هذه الاية الحج لله ليس لي سواه. فمن جاء لدنيا يصيبها فانه لا خلاق له في الاخرة لذلك قال ولله على الناس حج البيت وانت اول ما يشرع لك من الكلام عندما تدخل في النسك ان تقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك هذا شعار الحاج شعار من قصد هذه البقعة ان يكون لله مخلصا ان يكون لله موحدا ولذلك قال جابر في وسط حج النبي صلى الله عليه وسلم فلما استوت به راحلته على البيداء اهل بالتوحيد رفع صوته بكلمة التوحيد هذا معنى اهله بالتوحيد ايش معنى اهلنا بالتوحيد؟ اي رفع صوته بالتوحيد ثم قال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والم لا شريك لك وهذا يبين لك السر في قوله ولله على الناس لله هو المقصود هو الغاية هو الغرض هذا المجيء هذا السعي هذا الكد هذا التعب ليس لشيء من امور الدنيا ولا لمصلحة من مصالحها انما المقصود الاعظم هو تحقيق رضاه جل في علاه. هو العمل بما امرك به سبحانه وبحمده هذا معنى قوله ولله على الناس حج البيت ثم بين الله على من يجب الحج فقال على الناس ليس على فئة منهم بل على الناس كافة. كل زمان وكل مكان واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل يأتينا من كل فج عميق الا ان رحمة الله تعالى بعباده ان جعل ذلك فرضا على المستطع منهم فقال من استطاع اليه سبيلا ولله على الناس حج البيت البيت المقصود به الكعبة. اذا اطلق البيت في لسان العرب فلا تذهب الاذهان ولا تتصور الافهام الا الكعبة المشرفة التي عظمها الله تعالى لانها اول بيت عبد فيه الله جل وعلا ولذلك ما يحتاج يقول ايش البيت؟ ما هو البيت الذي فرظ الله حجه؟ معروف ان البيت هو الكعبة المشرفة التي شرفها الله تعالى وعظمها وصانها على على مر العصور فحرمها جل وعلا ولم يحرمها الناس ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركة. يقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. هذا هذا شرط وجوب الحج. شرط وجوب الحج الاستطاعة. فانه لا يجب الحج الا على المستطيع فمن لم يكن مستطيعا فلا يجب عليه الحج وهذا متفق عليه لا خلاف بين العلماء ان من لم يكن مستطيعا فانه لا يجب عليه الحج. فما هي الاستطاعة؟ الاستطاعة هي القدرة في البدن والمال. هذه هي الاستطاعة التي يجب بها الحج. وقد جاء بيانها في ما رواه انس وابن عمر وجماعة ان النبي سئل عن السبيل في قوله فمن من استطاع اليه سبيلا ما السبيل؟ قال الزاد والراحلة. وهذا النبوي انما هو بيان لصورة من صور الاستطاعة وليس قصرا للاستطاعة على هذا المعنى بل الادلة دالة على ان الاستطاعة تكون بما بهذا وبغيره فقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه انس وغيره لما سئل عن السبيل قال الزاد والراحلة انما بين مثالا وعرف الاستطاعة بصورة من صورها وليس هذا قصرا للاستطاعة على هذه الصورة انما اكمل سوء الاستطاعة ان يملك زادا وراحلا يبلغانه الحرم ويعود بعد فراغ نسكه وعمله الى بلده والاستطاعة نوعان النوع الاول القدرة بالمال والبدن. وهذا اعلى صور الاستطاعة وهو ان يستطيع ان يملك الانسان مالا وقوة في بدنه تمكنه من من المجيء الى الحرم واداء المناسك والعودة الى بلده. من كان كذلك فهو مستطيع من كان على هذا النحو فهو مستطيع. النوع الثاني من الاستطاعة هو الاستطاعة. بالمال دون البدن. عنده قدرة مالية يستطيع بها الحج لكن ليس عنده قدرة بدنية يبلغ بها الحرم. كأن يكون الرجل مشلولا او الرجل لا يستطيع ان وسيلة من وسائل النقل التي توصله الى مكة او مريضا مرضا لا يستطيع معه المجيء هذه المعاني كلها فيها عجز في البدن لكن عنده قدرة مالية فالقدرة المالية هنا هل يجب عليه ان يحج؟ الجواب نعم يجب عليه ان من يحج عنه كما دل عليه حديث عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه حيث قال ان امرأة من خثعب خثعم قبيلة من قبائل العرب جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله فجعل الفضل ابن عباس وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره من مزدلفة الى منى ينظر اليه اليها وتنظر عليه فتنة فحول النبي صلى الله عليه وسلم وجه الفضل الى الشق الاخر. ليقطع هذه الفتنة بالنظر المحرم. فقال فقالت يا رسول الله ان فريضة الله على عباده في الحج ادركت ابي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة تخبر عن حال ابيها تستفتي بهذا البيان والايضاح المختصر الموجز. ان ابي ان فريضة الله تعالى على عباده في الحج يعني ما فرضه الله تعالى عليهم من حج بيته ادركت ابيه شيخا كبيرا شيخ كبير قد طعن في السن وليس الامر قاصر على هذا لا يثبت على الراحلة اي لا يتمكن من البقاء على الراحلة بل كلما وضعوه على او على على الراحلة سقط عنها لعدم قدرته على الثبات على الراحلة. قالت افاحج عنه اي هل يجزئ ان احج ان احج عنه وهذه حاله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اي حجي عنه نعم والمقصود اي حجي عنه فنعم حرف جواب اي انه يكون في الجواب اثباتا. فقالت لا لما قالت له افاحج عنه؟ قال نعم. اي حجي عنه. فدل ذلك على ان القدرة المالية توجب الحج ولو كان الانسان عاجزا ببدنه اذا كان عجزه مستمرا. اما اذا كان عجز البدن عارضا طارئا كان يكون الانسان مثلا مريض مرض عارض ويرجو علته وشيء ويرجو الشفاء من مرضه فهذا لا فهذا لا لا يجوز له ان يقيم من يحج عنه حج الفريضة. لماذا؟ لان انه مستطيع ببدنه وما فيه من مرض مرض عارض يزول مع آآ مع الوقت ويعود الى حاله السوية. اذا هذا الحديث هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله اية وحديثا لكن السؤال اين فضل الحج لم يذكر المصنف رحمه الله الان حديثا في في فضل الحج انما ذكر اية وحديثا في وجوب الحج لكن فضل الحج مستفاد من من معاني هذه الاحاديث وان لم يأتي به مصرحا وسيأتي في ما نستقبل من ابواب بذكر فضائل الحج والحج له فضائل عديدة فقوله وفضله اي ما رتبه الله تعالى على هذا العمل من الفضائل. اعظم فضائل هذا العمل هو امتثال امر الله جل وعلا ابراء الذمة باداء الفرض القيام بركن من اركان الاسلام هذا من اعظم فضائل الحج لان الحج منزلته عالية ودليل ان الناس محتاجون الى هذا العمل وانه من الاعمال الجليلة ان الله لم يخص به امة من الامم بل فرضه الله تعالى على الناس حتى قيل انه ما من نبي الا وقد حج هذا البيت وقد اخبر الله عن خليله انه امر بان ينادي في الناس واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامن من من زمن ابراهيم الى يومنا هذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها. يأتي الناس هذه البقعة معظمين وقد جاءها موسى عليه السلام ويأتيها عيسى في اخر الزمان فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم ان عيسى يحج البيت بعد ان ينزل في اخر الزمان اما بحج او بعمرة او بحج وعمرة وهذا يدل على شريف مقام هذا العمل وانه عمل عظيم. ولهذا لما ذكر الله تعالى وجوبه عاد للتنبيه الى ان المستفيد من هذا السعي هو انت وليس الله جل في علاه فالله غني عنا وعن اعمالنا ولذلك قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فلم يمتثل ما فرض الله ورد ما شرع الله ولم يقم بما اوجب الله ومن كفر فان الله غني عن العالمين ليس الناس عن العالمين عن كل عالم عن كل ما سواه فهو الغني عن عباداتنا وعن طاعاتنا وعن كل ما يكون منا كما جاء في حديث ابي ذر في صحيح الامام مسلم قال صلى الله عليه وسلم في آآ ما رواه عن ربه يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. اذا هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله وجوب الحج وذكر فيه اشارة الى فضائله وفضائل الحج كثيرة من اعظمها ان ان الله فرضه على الناس بحاجتهم اليها وضرورتهم اليه. وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده انه دليل لمن ذهب الى ان الاستطاعة كما تكون بالبدن والمال تكون بالمال لمن عجز ببدنه فانه يجب ان يقيم من يحج عنه. والى هذا ذهب جماعات من اهل العلم وذهب طائفة الى ان الاستطاعة لابد فيها من القدرة البدنية وانها اصل فلو كان قادرا بماله لا بدون بدنه فانه لا يشب عليه لكن السنة قاضية ما ذكرنا من ان من كان قادرا بماله فانه يجب عليه ان يقيم من يحج عنه. نعم. الحديث اللي بعده الباب الذي بعده. باب القول هو باب القول لله تعالى يأتوك رجالا ومعانات لطمر يأتين من كل فج حمير ليشهدوا منافع لهم فجاجا الطرق الواسعة. روى البخاري باسناده ان ابن عمر رضي الله الله تعالى عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته يركب راحلته بذي حنيفة ثم يهله ثم يهله. ثم يهله حتى تستوي به قائمة. وروى البخاري وروى البخاري وباسناده عن جابر المؤمن بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما ان هلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي حنيفة حين استوت به غافلة. رواه انس وابن عباس رضي الله تعالى عنه هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله قول الله جل وعلا يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتينا من كل فج عميق ثم ذكر الغاية ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. تقدم قبل قليل يا اخواني ان الحج لله وانه لا يصح العمل الا بان يكون العمل له وحده ولله على الناس حج البيت فما حكم قصد شيء اخر مع ذلك هل يجوز ان يقصد مع ذلك مقصد اخر في مجيئه؟ هو جاء لله وهو الباعث والمحرك على المجيء لكن اراد مع ذلك شيئا اخر فهل يجوز له ذلك؟ الاية دالة على جواز ان يقصد مع الحج امرا اخر. وهو ان يشهد منافع له مجيء لان الناس تأثموا بالتجارة في الحج. حيث كانوا يأتون الى هذا المجمع العظيم. لعبادة الله ويتاجرون فوقع في نفوسهم شيء من الحرج ان يتاجروا وان يكون مجيئهم مستحضرا في هذا القصد اضافة الى التعبد لله عز وجل تبينت الاية جواز بينت الاية جواز ان يقصد الانسان بمجيئه نفعا من منافع الدنيا لكنه على اتبع قال الله جل وعلا في اجابة دعاء ابراهيم واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق لماذا؟ ليشهدوا منافع لهم. والمنافع هنا تشمل معنيين المنافع الدينية وهي الاصل والمنافع الدنيوية وهي ما يكسبه المتاجرون من مكاسب في هذا الاجتماع فلا حرج عليهم في ذلك ولا اثم عليهم في ذلك ولا ينقص اجورهم لان هذا تبع وليس اصل لكن من جاء لا يقصد من مجيئه الا الدنيا فذاك لا خلق له اما من جاء يقصد الاخرة واستفاد بشيء من منافع الدنيا فهذا تابع لا حرج عليه في فيه لقوله تعالى ليشهدوا منافع لهم. ولهذا جاء بهذا بالمشي لانه اشق واتعب معنى هذا انه سيأتي الى هذا هذه البقعة وسيجيب هذا النداء الناس على حال السعة وعلى حال الضيق على حال اليسر وعلى حال العسر على حال المشقة وعلى حال السهولة يأتوك رجالا وعلى كل ظامر الظامر هو ما كان يستعمل من الرواحل التي تستعمل للسير كانت تجوع فتظمر ويأتي لان ذلك اعون لسيرها واقوى في في في تنقلها واسرع في بلوغ الغاية وعلى كل ضامر يأتينا من كل بفج عميق الفج هو الطريق. وقوله عميق اي بعيد ليس بقرين وهذا ما نشاهده اليوم من مجيء الناس الى هذه البقعة من كل اصقاع الدنيا فيأتي من اقصى المشرق اهل المشرق ومن اقصى المغرب ومن اقصى الشمال ومن اقصى الجنوب فلا يخلو موسم من مواسم الحج الا وفيه من الوان الناس والبشر وجهاتهم ما يعم الارض كلها والبسيطة كلها بجهاتها شمالها وجنوبها شرقها وغربها وهذا وفاء. ما وعد الله تعالى به ابراهيم عليه السلام حيث قال في الناس بالحج يأتوك رجالا تأذن الوظيفة ليس حصول الاستجابة هذه امر امرها الى الله لكن الوظيفة التي وكل بها وانيطت بابراهيم عليه السلام هو الاذان الاعلام لان الله فرض قصد هذه البقعة المباركة. واذن في الناس بالحج يأتوك رجال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. ثم ذكر المصنف رحمه الله معنى الفج فقال منافع له فجاجا اي اه اه معنى الفج الطرق الواسعة الطرق الواسعة هذا معنى الفجر. ثم ذكر حديثين في احرام النبي صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة ذو الحليفة هو ابعد المواقيت عن مكة ابعد المواقيت التي يحرم منها الحجاج عن مكة ميقات اهل المدينة فاختاره دون سائر المواقيت القريبة حتى يتبين به صدق ما اخبر الله في قوله يأتين من كل فج عميق فذو الحليفة طريق واسعة عميقة بعيدة هي ابعد المواقيت عن مكة وليس هذا هو المنتهى لكن هذا بيان قال الله به رسوله صلوات الله وسلامه عليه وما خص به اهل مدينته من انهم يشرع لهم الاحرام بالحج من ابعد المواقيت فيكون ذلك اعظم لاجورهم. ويكون ذلك خروجا من الحرم الذي هو حرم المدينة الى التحريم وهي حال الاحرام حتى يصلوا الى الحرم وهو الذي يجتمع فيه التحريم الحالي والتحريم المكاني التحريم المكاني بحرمة البقعة والتحريم الحالي بحرمة المحرم الذي حرم عليه ما حرم من محظورات الاحرام التي منعه الله تعالى منها فكان من خصائص اهل المدينة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم واهل جهته انهم اهل ابعد ميقات عنه البيت الحرام فيخرجون من حرم الى احرام حتى يصلوا الى الحرم وهذا ليس في جهة من الجهات لا في جهة قرن المنازل ولا في جهة الجحفة ولا في جهة يلملم آآ لذلك ذكر وهذا مناسبة ذكر المصنف لحديث عبد الله ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل لا تستوي به قائمة هذا الحديث فيه من الفوائد ان الركوب افضل من المشي ان الركوب في الحج افضل من المشي مع ان الله قدم المشي على الركوب في الاية حيث قال يأتينا آآ الحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر. لكنه في العمل اتى النبي صلى الله عليه وسلم الحج راكبا طيب ما السر في تقديم المشي في اجابة النداء السر في ذلك هو ان الناس سيجيبون هذا النداء على كل حال. لكن من حيث الفضل من تيسر له ان يركب فالركوب افضل لانه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان المشي الى البيت بالحج والعمرة افضل لما عدل عنه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه ولندب اليه ولحث الناس عليه لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يأمر بذلك ولم يفعله دل ذلك على ان الركوب للمستطيع افضل فان النبي صلى الله عليه وسلم ركب ولذلك ذكر المصنف ركوبه بهذا الحديث اذا ابن عمر حيث قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته اي بعيره بذي الحليفة ذي الحليفة الميقات المشهور وهو في واد تكثر في هذه الشجرة كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى في المواقيت. ثم يهل ايش معنى ثم يهل؟ ان يرفع صوته بالتلبية الاهلال هو رفع الصوت بالتلبية. اصل الاهلال في اللغة رفع الصوت. لكن في الحج هو رفع الصوت بالتلبية. فمعنى قوله ثم يهل ان يقول لبيك اللهم لبيك. او يقول لبيك عمرة وحجا. او يقول لبيك عمرة او يقول لبيك حجا. ثم ويهل ثم يهل حتى تستوي به قائما اي يهل اذا استوت به اذا قامت به راحلته اهل بالتوحيد كما دل عليه حديث جابر. ولذلك ذكر حديث ابن عمر هنا وحديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ساق ايضا في الباب حديث جابر حيث قال حيث نقل عنه ان اهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة حين استوت به راحلته رواه انس وابن عباس تواطأت روايات الصحابة على اهلال النبي ورفعه ورفعه صوته صلوات الله وسلامه عليه بالتلبية لما ارتفعت وعلا وقامت راحلته صلى الله عليه وعلى اله وسلم