شرحه وبيان معانيه وحفظه الحفاظ وعمل به الناس الى يومنا هذا لكن يموت الانسان ويبقى اثره في الناس ان كان صالحا فذاك من الخير الجاري له بعد موته وان كان غير ذلك الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من النار واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى اتاه يقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره وسار على منهجه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان اعظم ما يشتغل به المؤمن ليصل الى مرضاة الله عز وجل وليبلغ سعادة الدنيا والاخرة وليدرك الفوز العظيم المبين الكبير هو تحقيق الغاية من الوجود وهو عبادة الله وحده لا شريك له هذا اعظم ما اشتغل به الانسان ذاك ان الاشتغال لتحقيق العبودية للواحد الديان بالرحمن الرحيم جل في علاه به يبلغ العبد سعادة الدنيا وفوز الاخرة وبه يحقق ما من اجله خلق فالله تعالى خلق الخلق ليعبدوه كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالله تعالى خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له فكان الفلاح والنجاح والفوز والنجاة والخير العظيم في تحقيق هذه الغاية التي خلق الله تعالى من اجلها الموتى والحياة. كما قال جل وعلا تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور فالغاية من الخلق هي الاختبار بما يجريه الله تعالى من الاحكام الشرعية والاحكام القدرية فيمتحن الله تعالى العباد بالوان من البلاء هذا الامتحان الذي ينقسم الناس فيه الى قسمين الى فائزة رابح ناجح والى خاسر خائب خاسر لذلك من الجدير بالمؤمن ان يعتني غاية الاعتناء بهذه الغاية التي غفل عنها اكثر الخلق كما قال الله تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين اي لن يحققوا هذه الغاية من الوجود وهي عبادة الله وحده لا شريك له وكما قال سبحانه وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون اي لا ينتفعون بها فلا يحققون الغاية من الوجود وهو عبادة الله وحده لا شريك له اخواني ان هذه الغاية ليست فقط هي لاجل ان يؤدي الانسان حق الله عز وجل بل لا يسعد البشر ولا ولا يفوزون ولا ينالون خيرا في معاش ولا في معاد لا في اولى ولا في اخرة الا بهذه حقيقة التي اذا اخذوا بها واقاموها كانوا فائزين رابحين سابقين لذلك جدير بنا ايها الاخوة ان نعتني غاية العناية بادراك هذا المقصود من الخلق فان الله انما خلقنا لعبادته كل ما سوى ذلك ينبغي ان يكون تابعا. فلم يخلقنا في هذه الحياة الدنيا لنأكل ولا لنشرب ولا ننكح ونتزوج ولا لنتمتع بل خلقنا لعبادته وكل هذه الاعمال يمكن ان تكون عبادة لله عز وجل فالاكل اذا احتسبه الانسان عند ربه وقام بحق الله عز وجل فيه كان طاعة. فالله عز وجل يرظى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها كما انه في نكاحه وفي جماعه واستمتاعه قال صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر فهذا يبين بوضوح وجلاء ان كل تصرفات الانسان متاع ما سخرها لتحقيق الغاية من الوجود وهي عبادة الرحمن وهي القيام بحق الملك الديان وهي العبودية لرب الارض والسماء كان فائزا رابحا يجمع الله له سعادتين سعادة الدنيا وفوز الاخرة يجمع الله له الحياة الطيبة في الدنيا والفوز الكبير والفوز المبين والفوز العظيم في الاخرة قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. هذا الجزاء المعجل ولنجزينهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون. وهذا الجزاء المؤجل وهو الذي يكون يوم لقاء الله عز وجل فيكون الناس في ذلك اليوم على قسمين على فريقين كما قص ربنا كاين محكم كتابه فريق في الجنة وفريق في السعير ان هذه العبودية التي من اجلها خلق الله تعالى الخلق وهي الوظيفة التي جعلها الله تعالى واجبة على كل بشر وعلى كل احد من الانس والجن جميعها لا يمكن ان تدرك الا بالعلم ولذلك كان اول ما امر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم بان يعلم فقال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فلا بد من العلم اذ العبادة على غير علم عمى وضلالة وظرب في انواع من الانحراف. فالله عز وجل لم يترك العبادة على نحو ما يشتهي الناس ويحبون ولا على وفق ما يختارون بل بين لهم ذلك ببيان جلي واضح وطريقا لا التباس فيه ولا اشتباه ولا اشتباه. انه طريق من سد الله الطرق كلها الموصلة اليه الا طريقه وهو طريق سيد الورى وامام الاتقياء نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي على محمد اللهم صلي وسلم على نبيك محمد هذا الطريق هو الطريق الذي يوصل الى البر هو الطريق الذي يوصل الى النجاة. هو الطريق الذي يحصل به للانسان السعادات في المعاش والميعاد فانه لا سعادة للناس الا باقامة العبودية على الطريق الذي بينه صلى الله عليه وسلم ولذلك استزادة الانسان ومعرفته بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه من العمل هو الطريق الذي يحقق العبودية لله عز وجل. قال الله تعالى لقد لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وقال ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فالمؤمن ينبغي له ان يكون حفيا معتنيا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والا فانه يمشي في عمى ولن يصل الى هدى ولن يدرك فلاحا ولا نجاحا بل يتعب نفسه فيما لا يوصله الى الغاية تماما كذاك الذي يريد ان يصل الى بلد لكنه مشى في غير طريقها هل يصل اليها او لا لا يمكن ان يصل اليها لماذا؟ لانه لم يتخذ دليلا يوصله الى طريقه او الى غايته او الى هدفه. كذلك الذي يريد السعادة في الدنيا والاخرة الذي يريد الجنة. لن يبلغها بعمل من قبل رأيه ورأسه وما يشتهي ويحبه بل لا يصلها الا بطريق النبي صلى الله عليه وسلم وسلوك منهجه ولزوم ولزوم سنته والاعتداد بما جاء به صلى الله وسلم فانه الطريق الذي لا يوصل الى الجنة سواه. جاء في الصحيح من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال انا اول شفيع في الجنة وجاء ايضا في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتي باب الجنة فاستفتح اي اطلب ان يفتح الباب فيقول الخازن من فاقول محمد فيقول الخازن وانتبه الى هذه الجملة فيقول الخازن بك امرت لا افتح لاحد قبلك بك امرت اي ان الله امرني ان افتح لمحمد والا افتح لاحد قبله. يقول ابن القيم فدل هذا على ان كل الطرق التي يسلكها الناس للوصول الى الجنة غير طريقه صلى الله عليه وسلم لا توصلوا الى خير ولا توصلوا الى فرح ولا الى نجاح. ولهذا نحن في صلاتنا في كل ركعة نقول او نؤمن اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ثم نقول غير غير المغضوب عليهم ولا الضالين اتعرفون من هم المغضوب عليهم؟ هم الذين علموا ولم يعملوا هؤلاء هم المغضوب عليهم. علموا عرفوا الحق لكنهم لم يعملوا به ولا الضالين اتعلمون من هم الضالون هم الذين عملوا بلا علم ولا هدى ولا بصيرة عملوا بما اخترعته عقولهم وبما احبته نفوسهم لكن ليس لهم امام يقتدون به ولا سنة يقتفونها ولا طريق يتبعون ولذلك كانوا على عمى وعلى ضلال فلذلك امرنا الله ان نستعيذ بالله من سبيلهم لانهم لا طريق لهم وليس احد من الناس يرجع اليه ويقتدى بما بما جاء به الا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس احد من الناس يقتدى به ويتبع هديه الا محمد ابن عبده الا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد امركم الله باتباعه ولزوم سنته. وان من اعظم الطرق التي يدرك الانسان بها معرفة ما كان عليه ان يكثر سماع وقراءة هدية او قراءة سيرته وقراءة ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من الاحاديث القولية والعملية. فان ذلك يبصر الانسان بما كان عليه سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه ولذلك احتفى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بجمع اخباره ورصد احواله حتى استوعب وصفهم لحاله كل شؤونه صلى الله عليه وسلم فلا يخرج عن الوصف والبيان شيء من احواله صلى الله عليه وسلم قائما وقاعدا بل يقظا ونائمة بل سفرا وحضر في عامه وخاصته وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فان العظماء منذ ان خلق الله الارض الى يومنا هذا لم ترصد احوالهم ولم تقيد دقائق وتفاصيل شؤونهم كما هو في حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك انه المبين انه المترجم للقرآن انه يوضح للطريق الذي يوصل الى الملك الديان جل في علاه فكان هذا الاعتناء وهذه الحفاوة بسنته لانها الموصلة الى الجنة ولا يمكن لاحد ان ينال ذلك الا بمعرفة هديه وما كان عليه. بقراءة السنة الثابتة الصحيحة التي تبين اقواله واحواله واعماله في خاصة شأنه وفي عامة حاله في بيته وفي مسجده وبين اصحابه ومع اعدائه وفي سلمه وفي حربه وفي حزنه وفي سروره وفي صحته وفي مرضه وفي غناه وفي فقره وفي كل احواله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لذلك يا اخواني احث نفسي واياكم على الاجتهاد في معرفتي ومطالعتي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فان سنته العاصم من كل ضلال الوقاية من كل شر وفساد وقد رتب الله تعالى على طلب سنته وتعلم هديه الاجر العظيم والفضل الكبير ففي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا ايش يفقهه في الدين ان يرزقه العلم والفهم بالدين وانما الفقه بالدين بفهم الكتاب وبفهم السنة التي هي بيان القرآن وايظاحه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما يطلب فيه علما عن النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه في قوله وعمله من من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. فنهاية معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم نهاية العلم باحواله واقواله ان يصل العبد الى الجنة اسأل الله ان يوصلنا الى جنته وان يجعلنا من اولياءه وحزبه وان يعيننا على معرفة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم في جميع احواله يلزمنا سنته فان سنته طريق النجاة هذا تنبيههم مهم لتنشط النفوس وتتحفز القلوب لمعرفة السنة والعمل بها. ولادراك ما كان عليه عمله صلى الله عليه وسلم فان له به تحصل النجاة وهديه به يكمل للعبد تحقيق الغاية من الوجود لا يمكن ان يحقق احد العبودية لله عز عز وجل الا بمعرفة السنة فالسنة هي البيان للقرآن هي الايضاح الدين هو التفصيل للشريعة التي بها يدرك الانسان تحقيق العبودية للملك الديان سبحانه وبحمده نسمع الى ما جاء من احاديث في كتاب الطهارة في قال بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ونعلق بما يتيسر على هذه الاحاديث في هذه المجالس في هذه الليلة الى الليالي القادمة الى دور هذه الليلة من الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى في كل ليلة نعلق على ما يسر الله تعالى من احاديث باب الطهارة ونستقبل الاسئلة بعد ذلك اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يستعملني واياكم في طاعته ان يفتح لنا فتوح العارفين ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ان يجعلنا من حزبه واوليائه ان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد ان يحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا. وان يعيذنا من نزغات الشياطين. وان يقر اعيننا بصلاح انفسنا واهل وبلادنا وولاة امرنا والمسلمين انه ولي ذلك والقادر عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد واله وصحبه الذين سهروا في وفي دينه سيرا حثيثا. وعلى اتباعهم الذين ورثوا علمهم. والعلماء ورثة اكرم بهم وارثا وموروثا. اما بعد فهذا مختصر يشتمل على اصول الادلة الحديثية للاحكام الشرعية. حررتم تحريرا بالغا. ليصير من يحفظه بين اقرانه نابغة ويستعين به الطالب المبتدي. ولا يستغني عنه الراغب المنتهي وقد بينت عقب كل حديث من اخرجه من الائمة لارادة نصح الامة. فالمراد وبالسبعة احمد والبخاري ومسلم. وابو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة ستة من عدا احمد وبالخمسة من عدا البخاري ومسلم وقد اقول الاربعة واحمد وبالاربعة من عدا الثلاثة الاول. وبالثلاثة من عداهم الاخير وبالمتفق البخاري ومسلم. وقد لا اذكر معهما غيرهما. وما عدا ذلك فهو مبين وسميته بلوغ المرام من ادلة الاحكام. والله اسأل الا يجعل ما علمنا علينا الام وان يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى. امين. اللهم صلي على محمد. هذه المقدمة التي قدم بها الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب الماتع بلوغ المرام تضمنت الثناء على الله عز وجل بما هو اهله فهو اجل من ذكر واعظم من حمد لا يحصي العباد ثناء عليه سبحانه وبحمده وحمده يوجب عطاءه ويوجب رضاه فان حمد الله عز وجل اقرار بكماله واقرار بتوحيده واقرار بجلاله واقرار بنعمه سبحانه وبحمده واقرار بذل العبد وافتقاره الى ربه جل في علاه. لذلك كان الحمد موجبا للرضا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة مهما كانت قليلة لو كانت حبة قمح او حبة رز او حبة شعير او حبة طعام من اي نوع من الطعام اذا اكله فقال الحمد لله اوجب ذلك رضا الله عنك ما اسهل حصول رضا الله لمن رغب وصدق في طلبه ويرضى على العبد يشرب الشربة فيحمده عليها. شربة الماء وكم كل يوم من شربة نشربها ونغفل ان نقول بعدها الحمد لله ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها فكيف اذا حمد الله بلا نعمة كان ذلك موجبا لعطاء الله. اذا كانت اذا كان حمدك على النعم يوجب الرضا. فكيف اذا حمدته لكماله سبحانه حمدته لجلاله حمدته لعظمته وما قدروا الله حق قدره لا شك ان الاجر والثواب اعظم لان الحمد له سببان كمال المحمود سبحانه وبحمده وانعامه جل في علاه. هذه اسباب الحمد كمال المحمود في ذاته ولو لم يحسن اليك فانك تحمده لتماله في اسمائه وصفاته وافعاله جل في علاه. كما انك تحمده ايضا لجزيل نعمه فنعم الله عليك لا تحيط بها كما قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها بعد ذلك ذكر آآ في مقدمته رحمه الله ما اراده عمد اليه بهذا المختصر علماء الاسلام جزاهم الله خيرا واعظم لهم الاجر وبوأهم اعلى مراتب الجنان بذلوا اعمارهم وافنوا لياليهم وايامهم في تقريب العلم وتسهيله وفي بذله بين الخلق والنفع فلهم جزيل الشكر على ما قاموا به من التبصير ولهم صادق الدعوات ان يبلغهم الله تعالى الجنان ودار السلام على ما بذلوه في تعليم الناس ونشر الخير وتقريب العلم جمعوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم واجتهدوا في تقريبها فالفوا الكتب والمدونات التي حوت احاديث كالنبي صلى الله عليه وسلم على طرائق مختلفة فمنها ما كان مقسما على الرواة كالمسانيد ومنها ما هو مقسم على ابواب الفقه ومنها ما هو مقسم على ابواب العلم. في طرائق شتى كان من افضل ذلك واكمله نظمن وصحة وثبوتا صحيح الامام البخاري رحمه الله. ورظي عنه. ثم صحيح الامام مسلم. ثم بقية الكتب الستة وهي كتاب النسائي والترمذي سنن النسائي وجامع الترمذي وسنن ابي داود وسنن ابن ماجة وكذلك مسند الامام احمد وموطأ مالك وهكذا بقية دواوين السنة التي جمعت اخبار النبي صلى الله عليه وسلم احاديثه واقواله وافعاله صلى الله عليه وسلم ثم انه لما كان الوصول الى هذه الكتب فيما يتعلق بباب الاحكام قد يعسر على بعض الناس وتتقاصر دونه الهمم عمل جماعة من العلما على تقريب احاديث الاحكام جملة من المؤلفات اختصت فقط بنقل الاحاديث المتصلة بالاحكام الشرعية فكان منها كتاب عمدة الاحكام ليه المقدسي وكان منها ايضا كتاب بلوغ المرام الحافظ ابن حجر وهو الذي قرأنا مقدمته وقد اسماه رحمه الله بهذا الاسم بلوغ المرام من ادلة الاحكام اي بلوغ المقصود والوصول الى المطلوب فيما يتعلق بادلة الاحكام. حرر واجتهد في العمل على اتقانه على نحو ظهر به هذا الكتاب وكتب الله له القبول في الناس وانتشر صيته بين اهل العلم واشتغل العلماء يجري عليه ما كان من سوء وشر وهذا الكتاب من الكتب النافعة وقد ختم المؤلف رحمه الله هذا الكتاب في مقدمة هذا الكتاب بهذه الدعوات المباركات وهو تنبيه الى ضرورة العناية بان يكون العلم نافعا مقربا الى الله يقول والله اسأل والله اسأل الا يجعل ما علمنا علينا وبالى. نعوذ بالله ان يكون علمنا وبالا علينا. كيف يكون العلم وبالا على صاحبه؟ يكون العلم وبالا على صاحبه في احوال الحالة الاولى الا يعمل به فان هو بال عليه لانه حجة عليه فالقرآن حجة لك او عليك حجة لك اذا علمت هداياته وتركت دلالاته فلم تعمل بها ايضا وهو حجة لك اذا عملت به وهذا الصنف هو هم المغضوب عليهم الذين امرنا بالاستعاذة بالله عز وجل منهم في قول الله عز وجل غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالمغضوب عليهم هم الذين علموا ولم يعملوا اما الحالة الثانية التي يكون العلم فيها وبالا على الانسان فهو ان يستعمل العلم لمصالح الدنيا شهواتها ومنافعها ولا يريد به وجه الله عز وجل فانه من طلب علما مما يبتغى به وجه الله لا يطلبه الا لدنيا يصيبها لم يرح رائحة الجنة وهذا يبين عظيم خطورة ان يطلب الانسان العلوم الشرعية لاجل ان يتأكد بها او ان يستفيد منها منافع تتعلق الدنيا منقطعة في نظره وطلبه الى ما عند الله عز وجل الحالة الثالثة التي يكون فيها العلم وبالا على الانسان ان يستعمله في نصرة الباطل وتزيين الضلال فان ذلك وبال على صاحبه لان العلم يهدي الى البر ويقي الشر فاذا استعمل الانسان العلم لاظلال العباد والصد عن سبيل الله كان علمه وبالا عليه فاحذر ان تكون واحدا من هؤلاء من الذين علموا ولم يعملوا او من الذين اشتغلوا بالعلم لاجل الدنيا لا اهم لهم الا في مصالحها ومكاسبها او الذين استعملوا العلم للصد عن سبيل الله نعوذ بالله من الخذلان ثم قالوا ان يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى نعم اسأل الله العظيم ان يرزقنا العمل بما يرضيه في طلب العلم وتعليمه والعمل به والدعوة اليه والصبر عليه فان ذلك به الربح والنجاة قال الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر بقدر ما معك من هذه الصفات الاربع بقدر ما يكون لك من الربح وبقدر فوات هذه الصفات بقدر ما ينالك من الخسارة لان الله قضى بالخسارة على كل انسان الا من اتصف بهذه الصفات الاربع. قال تعالى والعصر ان الانسان اي كل انسان في خسر فلا تقل انا مالي داخل في الاية الاية شاملة لكل البشر لا يخرج منها احد من الانس. كل انسان فيه خسر الا الذين ذكر الله عز وجل وهم الاربعة وهم من اتصفوا بهذه الصفات الاربع اجتمعت فيهم هذه الصفات الاربع الا الذين امنوا وهذا صلاح القلب لان الايمان به تصلح القلوب. وعملوا الصالحات وهذا استقامة الجوارح واللسان ثم بعد ذلك ذكر عملين يتحقق بهما العملان الاولان وهما التواصي بالحق وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ذلك ثم قال وتواصوا بالصبر وهذه الصلة الرابعة التي بها يدرك الانسان الفلاح وينجو بها من الخسارة ثم بعد هذا شرع المؤلف رحمه الله في ذكر احاديث كتابة طهارة والعلماء يبتدئون بكتاب الطهارة قبل غيره من ابواب العلم السبب في ذلك ان الطهارة مفتاح الصلاة فلا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ فلذلك كان البحث في الطهارة لانها مفتاح الصلاة والصلاة هي عمود الاسلام وهي ركنه الاول من حيث الاركان العملية فمن اقامها وحفظها كان لما سواها احفظ ومن اخل بها او اضاعها فكان اخلاله واضاعته لما سواها اقرب لذلك بدأ العلماء بالطهارة لانها مفتاح الصلاة الاحكام يبتدأ فيها بذكر ما يتصل باركان الاسلام اولا الصلاة الزكاة الصوم الحج. فكان اول ما تكلم عنه العلماء طهارة وما يتعلق بها لاجل انها مفتاح الصلاة