ولم يذكر في هذه الاية الانبياء لم يذكر في هذه الاية الانبياء في عندكم اية فلعل في الذكر في النسخة سقطا لان الشيخ رحمه الله ذكر ان الله وصف بذلك عليه الضلالة. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة فمن له يا اخي؟ وبه نستعين. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله. اما بعد فقد سئل شيخ الاسلام وعدد الاعلام ناصر السنة والبدعة احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله. نعم احمد احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله. لماذا الحليمة وقد سئل شيخ الاسلام وعالم الاعلام ناصر السنة وقانع البدعة احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها وما حقيقة العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة ام فوقها شيء من المقامات وليبسط لنا القول في ذلك. فاجاب رحمه الله. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا السؤال الذي سمعتموه هو موضوع هذه الرسالة المباركة وهو حول معنى العبودية التي امر الله جل وعلا بها الناس اجمعين في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذه الاية هي اول اية توجه فيها الامر من الله جل وعلا لعموم الناس فانها اول اوامر القرآن وهذه الاية الامر فيها بالتوحيد وهذا يدلك على اهمية تحقيق التوحيد. حيث انه اول حيث انه اول حيث انه اول ما امر الله سبحانه وتعالى به الناس اجمعين. فلم يخص به فئة من الناس لم يخص به اهل الايمان بل جعل الخطاب فيه لعموم الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم فالسؤال متوجه ما العبادة وما فروعها وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا؟ وما حقيقة العبودية وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة ام فوقها شيء من المقامات؟ ثم قال السائل وليبسط لنا القول في ذلك اي المسؤول وهو شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله وهو من اعظم المجددين لهذا الدين وممن نصر الله سبحانه وتعالى به كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم والرسالة قيمة نافعة في موضوعها فهي من اجود ما كتب في تحقيق العبودية وفي بيان معناها ولذلك ينبغي لطالب العلم ان يعتني بها وان يحرص على فهمها لانها تمثل الاصول والقواعد وشيخ الاسلام رحمه الله امام بارع في تأصيل الاصول وظبط القواعد فانه تكاد تقول انه لا نظير له في هذا الباب حيث انه رحمه الله يستقرأ صاحب تتبع ونظر وتأمل في كلام المتقدمين. ونظر في الكتاب والسنة قبل ذلك يقف على معان على معاني قل ان تجدها في كلام غيره رحمه الله. ولذلك ينبغي لطالب العلم ان يعتني مؤلفاته عموما وبهذه الرسالة التي نحن بصددها لما تمثله من بيان وتجرية لاهم مقصود ومطلوب منه او لاجله خلق الله جل وعلا الجن والانس وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذا هذه الرسالة تبين العبادة التي خلق الله جل وعلا الانس والجن لها وتبين كيفية تحقيق ذلك ما يدخل فيها وما لا يدخل فالعناية بها مما ينبغي لطالب العلم ان ليشتغل به وان يوليه اهتماما حتى يحصل خيرا. على ان كلام شيخ الاسلام رحمه الله قد يتوه فيه بعض المبتدئين الذين لا يفرقون بين الاصل والاستطراد والشيخ رحمه الله صاحب استطراد وتوسع في بعض المعاني التي تعرض له حتى قد يخرجه قد يخرجه ذلك عن مقصوده وعن مؤلفه وعن ما يكتب فيه فاذا ظبط الطالب محل الاستطراد وميزها عن المقصود والاصل تبين له زبدة ما يريد الشيخ رحمه الله بيانه وتوضيحه في الموضوع الذي يكتب فيه وسننبه ان شاء الله تعالى ان جرى مثل هذا في هذه الرسالة ننبه عليه باذن الله تعالى الجواب قال رحمه الله فاجاب رحمه الله مدخل العبادة ما في مدخل اجاب رحمه الله فادخل هذا الظاهر من تصرف آآ المحقق او الناشئ فاجاب رحمه الله العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال الباطنة اي والله الصلاة هذا هو تعريف العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وهذا تعريف متوسط ليس بالطويل ولا بالقصير فمن التعاريف القصيرة المختصرة للعبادة هو قول شيخ الاسلام رحمه الله في تعريفها ما امر الله به ورسوله العبادة ما امر الله به ورسوله يشمل هذا ما امر به على وجه الايجاب وما امر به على وجه الاستحباب كل هذا داخل في العبادة التي امر الله بها في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذا للتعريف متوسط يفسره شيخ الاسلام رحمه الله في بعض المواضع ويقول هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الواجبة محبة حتى لا يتوهم متوهم ان العبادة هي فقط مقصورة على الواجبات. فالعبادة تكون في الواجبات وفي المستحبات طيب قوله رحمه الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. خرج به ما لا يحبه الله ويرضاه ولا يرضاه. ما لا يحبه الله ولا يرضاه. مما يجري من امره القدري الكوني فانه ليس من العبادة بل لابد في العبادة ان يتحقق فيها وفق المحبة والرضا من الله جل وعلا وهذه العبادة هل هي قول او عمل الجواب في قوله من الاقوال والاعمال يشمل كل قول ويشمل كل عمل والقول هنا يصدق على قول اللسان وهو المتبادل فالتسبيح والتحميد والذكر وقراءة القرآن وتعلم العلم وحفظ المتون وآآ دراسة الكتب وقراءتها وتعليمها ودعوة الناس الى البر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. كل هذا من العبادات ايش القولية كلها من العبادات القولية التي تدخل في قوله من الاقوال والاعمال يشمل الاعمال يشمل كل ما يكون في الجوارح الظاهرة والباطنة ولذلك قالوا والاعمال الباطنة والظاهرة لان العمل منه ما هو ظاهر ومنه ما هو باطن عمل الظاهر كالصلاة والصيام والحج وسيمثل له الشيخ رحمه الله عمل الباطل ما يقوم في القلب من المحبة والخشية والخوف والانابة والاخبات والرجاء والتوكل كل هذه كل هذه الامور من اعمال القلوب واعلم انه من حيث مراتب العمل ان اعمال ان جنس عمل القلب اعلى واعظم عند الله عز وجل من جنس عمل الجوارح ولذلك كان الاصل في القبول والرد على ما يقوم في القلب فلو اتت الجوارح والاعمال الظاهرة موافقة للاسلام لكن القلب خال من ذلك لم ينتفع صاحب هذا العمل بشيء. بل هو مردود عليه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار كما قال الله جل وعلا في بيان حال من استقامت ظواهرهم وخربت بواطنهم فالاصل في العمل هو عمل القلب واما عمل الجوارح فهو مكمل تابع وقولنا مكمل ليس معناه انه ليس بمهم او لا يقدح في الاصل. بل لا يمكن ان يستقيم الباطل ويتخلف الظاهر الا اذا وجد مانع اما اذا لم توجد موانع فلا بد ان يستجيب الظاهر لما قام في الباطن من صلاح واستقامة وتقوى وايمان اذا تعريف العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة اعمال القلوب والظاهرة اعمال الجوارح الباطنة ما خفي والظاهرة ما يقع عليه نظر الناس في العادة مثل الشيخ رحمه الله انواع العبادة فقال فالصلاة والصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام. والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدم والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة هذا تمثيل لاعمال الظاهر كل هذه من اعمال الظواهر لانها تقع عليها اعين الناس ويشتغل بها البدن فهي مما يظهر عادة ولا تقل الصيام لا تدركه آآ الابصار؟ الجواب نعم. لكن يظهر اثره على الانسان ويخبر به الانسان فيما اذا شاجره احد فانه يقول اني صائم. وفي رمظان يظهر الصيام على اهل الاسلام فهو من الاعمال الظاهرة وان كان في الحقيقة امرا قد يخفى بل هو خاسئ فقد يصوم الانسان ولا يدرى به لكن هذا لا من حيث العمل انما من حيث اخفاء الانسان لعمله كما لو انه كان يقيم الليل ولا يعلم احدا بذلك يقيم الليل في ليلة في حجرة مغلقة هذا من اعمال من الاعمال الظاهرة وان كان الانسان مختفيا به مصرا به طيب هذا القسم الاول من الاعمال وهو العمل الظاهر والاقوال الظاهرة ايضا نعم وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له. والصبر لحكمه والشكر والرضا بقضائه. والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك. هي من عبادة الله وهذا مثال للاعمال الباطنة فهذه كلها من اعمال القلوب وهي اعمال جليلة اذا اعتنى بها الانسان حصل سعادة الدارين لان اعمال القلوب يحصل بها السبق ولو تخلف عمل الظاهر فكثير فكثير من الناس يعتني بعمل الظاهر ويتخلف عنده عمل الباطن فمهما كثر عمله تجده متأخرا عن غيره بخلاف من اعتنى بباطله واهتم باصلاحه فانه يسبق ولو تخلف الظاهر يشهد لذلك ما رواه في الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال لما رجعنا من تبوك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اقواما بالمدينة ما سرتم كثيرا ولا نزلتم منزلا ولا قطعتم واديا الا شاركوكم في الاجر قال الصحابة رضي الله عنهم وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال نعم حبسهم العذر وفي رواية حبسهم المرض فهؤلاء قوم لم يسيروا مع الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن خرج معه لكن لعذر ومانع لكن خرجت قلوبهم فكتب الله لهم الاجر وحصلوا وحصلوا الفضل والسبق والله جل وعلا يعطي على القليل الكثير فينبغي للعبد ان يعتني بمثل هذه الامور وان يصحح القصد والطلب وعمل الباطل فان فيه سعادة لا يدركها الا من جرب هذا الطريق وسلكه كما انهم من اعظم ما يدر على الانسان الاجور فان الاجر في عمل الباطن اعظم بكثير من الاجر على العمل الظاهر وليس هذا تهوينا للاعمال الظاهرة انما هو لفت لانظارنا الى امر مهم نغفل عنه كثيرا وهو عمل الباطل كما ان اثام الباطن اعظم من اثام الظاهر التحاشي من الكذب وهو من الاعمال الظاهرة امر محمود التحاشي من السرقة والتحفظ منها امر محمود ويعظم عند الانسان ان يقع شخص في في سرقة. فاذا قيل له ان ان فلانا سارق يعظم في قلبه هذا وحق وحق لهذا الامر ان يعظم في قلبه لكن اذا قيل له انه مراء او انه متكبر ما عد ذلك شيئا مع ان جنس اثام القلوب اعظم من جنس اثام الظواهر ولذلك قال الله جل وعلا وذروا ظاهر الاثم وباطنه. فامر الله جل وعلا بترك الامرين وقدم الظاهر لانه هو السهل المتيسر الذي يتمكن منه كل احد بخلاف الباطن الذي يحتاج الى معالجة والى دوام مراقبة حتى يتحقق للانسان المراد ان الشيخ رحمه الله عرف العبادة في اول هذه الرسالة وبين امثلة العبادة القلبية الباطنة والعبادة الظاهرة التي تكون في الجوارح ثم قال رحمه الله وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له. والتي خلق الخلق لها كما قال الله الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم. وقال تعالى الا ولقد بعثنا في كل امة رسولا لن يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون. كما قال في الاية اخرى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم. وانها هذه امتكم امة وان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم فاتقون. وجعل ذلك لازما لرسوله الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وبذلك وصف ملائكته وانبيائه. فقال تعالى وله من في السماوات والارض. ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحقرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته. ويسبحونه وله يسجدون. وذم عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي فيدخلون جهنم داخرين ونعت صفوة خلقه بالعبودية له. فقال تعالى عينا يشرب بها يا عباد الله يفجرونها تفجيرا. وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. ولما هذه الاية هذا المقطع من كلام الشيخ رحمه الله فيه بيان منزلة الموظوع المسؤول عنه فيه بيان منزلة العبودية والعبادة التي امر الله تعالى بها في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهو من حسن تأليفه رحمه الله وبديع تصنيفه انه بين معنى العبودية او معنى العبادة التي امر الله جل وعلا بها وضرب لها الامثلة المتنوعة التي تجلي الامر وتظهره وتوضحه ثم اعقب ذلك ببيان منزلة هذا المسؤول عنه. هذا المأمور به في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم فقال وذلك ان لله هي الغاية المحبوبة الغاية المحبوبة له والمرضية له تعالى فهي الغاية التي ارتضاها الله جل وعلا واحبها وطلبها من عباده في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالله جل وعلا انما خلق الجن والانس لعبادته وحده لا شريك له سبحانه وتعالى وهذا وهذه الغاية هي الغاية الشرعية الامرية الدينية والا فان الله جل وعلا لم يجعل ذلك من كل احد يعني لم تحصل هذه العبودية المأمور بها في هذه الاية او المبين الغاية منها في هذه الاية لم يجعلها حاصلة من كل احد بل اذا نظرت فقد قال الله جل وعلا في كتابه وقليل من عبادي الشكور وقال سبحانه وتعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال جل وعلا ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين فاكثر الخلق يتخلف فيهم تحقيق هذه الغاية التي هي غاية الخلق خلق الجن والانس وهي الغاية المحبوبة التي رضيها سبحانه وتعالى وعلم بهذا ان قوله تعالى الا ليعبدون اللام هنا ليست لام العاقبة والصيرورة اي لام التي لا بد ان يقع معلولها انما هي لام الغاية والتعليم فهي داخلة في الغايات الشرعية لا الغايات الخلقية الكونية القدرية بل هو بل هي غاية شرعية يعني الله جل وعلا اراد ذلك شرعا ولو اراده قدرا هل يقع او لا يقع لابد ان يقع لو كان مرادا لله عز وجل قدرا لابد ان يقع لكنه مراد له سبحانه وتعالى امرا ودينا وشرعا ولذلك ليس لازم الوقوع ثم في بيان هذه العبادة التي امر الله بها قال وبيان منزلتها قال وبها ارسل جميع الرسل واذا نظرت وتأملت ان الله جل وعلا ارسل جميع الرسل من لدن نوح عليه السلام الى اخره للدعوة الى العبادة علمت عظم شأن هذه العبادة عند رب العالمين حيث انه تابع الرسل والانبياء كلهم للدعوة اليه سبحانه وتعالى والى عبادته وحده والى تحقيق هذه العبودية. ولا شك ان المؤمن اذا نظر ان الله جل وعلا اصطفى من الملائكة رسلا واصطفى من الناس رسلا وجعل مهمة المصطفين من الرسل ومن الملائكة هو الدعوة الى تحقيق التوحيد وتحقيق العبودية علمت ان هذا امر عظيم وشأن كبير ينبغي للمؤمن ان يجتهد في تحقيقه ينبغي للمؤمن ان يحرره وان يحققه جهده وطاقته والا يشتغل عنه بغيره وبهذا ومن هذا نفهم اهمية الدعوة للتوحيد. وان الدعوة للتوحيد ليست ترديدا لكلام معروف كما يروجه بعض يقولون ان الدعوة للتوحيد معروفة ما حاجة ندعو الناس الى التوحيد. يعرفون ان الله هو الخالق. نقول نعم يعرفون ان الله هو الخالق لكنهم لا يعرفون انه المستحق للعبادة الذي يجب ان يعظم وان يفرد سبحانه وتعالى بانواع العبادة وان تكون حياة الانسان كلها له جل وعلا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين فالواجب على اهل العلم ان يعرفوا منزلة العبودية ومن وسائل معرفة ذلك ادراك ما اشار اليه الشيخ رحمه الله في هذه في هذا المقطع من المعاني العظيمة فالعبودية هي الغاية من الوجود. وهي المحبوبة المرظية لرب العالمين. الغاية المحبوبة المرظية لرب العالمين. وهي التي تابع الله جل وعلا ارسال الرسل من اجلها كما قال تعالى اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. فما من رسول جاء الا وهو يدعو الى هذا كما قال رحمه الله وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومه لقومهم وقد قال الله جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا واجتنبوا الطاغوت ثم بعد ان بين رسالة الرسل بين اختراق الناس. قال فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة بعد ذلك ذكر الشيخ رحمه الله آآ ان هذه هي دعوة الرسل ايضا ان هذه هي ان العبودية والعبادة هي دين الرسل وهو الامر الذي اشتركوا فيه جميعا وذلك في قوله تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم تعبدون والمقصود بالامة هنا الملة والدين اي ان دينكم دين واحد كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الانبياء اخوان لعلات اي لظرائر امهاتهم متفرقة ودينهم واحد فدينهم الاسلام ان الدين عند الله الاسلام ليس فقط بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. بل هو الدين الذي دان به ادم ودان به نوح ودان به به جميع الرسل من بعد نوح عليه السلام الى نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم واصل الامة في اللغة الجماعة الذين نعم المجموعة الذين اجتمعوا على امر ما ويطلق في القرآن على الزمان ويطلق على من جمع خصال الخير ويطلق ايضا على الملة والدين ويطلق على الجماعة الكثيرة من الناس وكلها تدور على معنى واحد وهو الاجتماع على امر ما سواء كان في زمان او كان في خصال او كان في شخص اه في في في اه عمل او كان في اجتماع افراد كثر من من شواهد مجيء اه الامة بمعنى جمع خصال الخير قول الله تعالى ان ابراهيم كان امته قانتا لله حنيفا فاجتمع فيهما الخصال ما تفرق في خلق كثير ومن مجيء الامة بمعنى الزمان بمعنى الزمان قوله تعالى والذكر بعد امة اي بعد زمن وبعد برهة وجماعة من الوقت وقوله تعالى ان هذه امتك امة واحدة هذه الامة هي امة آآ المقصود بالامة هنا امة الدين العقيدة. قال تعالى نعم لك الاية الاخرى التي فيها آآ اتفاق الرسل على الدين والتوحيد. يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم ثم قال ببيان منزلة هذه العبادة وهذا الامر قال رحمه الله وجعل ذلك لازما لرسوله الى الموت وهذا يبين لك منزلة العبودية امر لم يرضى الله جل وعلا له حدا ولم يجعل له اجلا ينتهي عنده يدلك على انه عظيم المنزلة وانه محبوب لرب العالمين حيث لم يجعل له امدا ولا منتهى ولا اجلا الا بموت الانسان. قال الله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين واليقين هنا هو الموت وليس كما يقول اهل التصوف من ان اليقين هو بلوغ منزلة تسقط فيها على الانسان الاحكام ولا يطالب بامر ولا نهي فان هذا لا يكون بل اليقين هو الموت وهل جاء في القرآن اطلاق اليقين على الموت نعم في قوله وكنا نكذب في قول اهل الجحيم وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين. اي حتى اتانا حتى اتانا الموت وهذا يقطع قول من يقول بان اليقين هو منزلة تسقط فيها التكاليف لان هؤلاء من اهل النار عدوا اعمالهم التي استوجبوا بها دخول سخر نعوذ بالله منها فكان منها قولهم وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين ثم قال رحمه الله وبذلك وصف ملائكته و انبيائه وهذا يبين لنا ان العبودية صفة الصفوة من خلق الله عز وجل فصفوة الخلق حققوا العبودية من من الملائكة ومن الانبياء. فقال تعالى وله من في السماوات والارض. ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون اي ولا يقصرون بل هم جادون حاسون السير يعملون عملا دائما في طاعة الله عز وجل يسبحون الليل والنهار لا يفطرون اي لا ينقطعون عن التسبيح وهذا في وصف الملائكة وقال تعالى ان الذين عند ربك ليستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ملائكة وانبيائه وسيأتي في كلام الشيخ رحمه الله ما يشهد بوصف الانبياء بهذه الصفة وهي العبودية وهذا يدل على على فضلها وكمالها تأتي بعد قليل ان شاء الله يقول وذم المستثمرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ولم ولم يتهدد الله عز وجل ويتوعد على ترك العبادة الا لاهميتها ومحبته لها سبحانه وتعالى. ولان بها يصلح حال الناس في المعاشي والمعادن وقوله تعالى داخرين اي صاغرين اذلاء فهم سيدخلون جهنم على صفة الصغار والذل لا على صفة الاكرام والعلو ثم قال ونعت صفوة خلقه بالعبودية له فقال يعني من غير الانبياء عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا هذا ليس خاصا بالانبياء هذا وصف لكل من حقق العبودية لله عز وجل فهو موعود بهذا الفضل عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا فالعبودية هنا عبودية خاصة وليست عبودية عامة بل هي خاصة باولياءه واصفيائه. وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما نقف على هذا نشوف مجمع عندكم اسئلة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد