الحمد لله رب العالمين احمده جل في علاه وادنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله واخرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد حصة هذا الدرس تبتدأ من اوله الى كتاب صفة الصلاة ولا يخفى على من اشتغل بهذا العلم شريف مكانتي شريف مكانتي هذا الكتاب عند المشتغلين بالفقه لا سيما المشتغلين بفقه الامام احمد فانه الذي لم يؤلف بعده مثله اذ انه الكتاب الذي اعتمده العلماء شرحا وتدريسا وتعليما واحتفوا به غاية الاحتفاء ولا يذكر في مختصرات الفقه على مذهب الامام احمد بعده مثله بل هو غاية في المختصرات الفقهية في مذهب الامام احمد رحمه الله ولما كان هذا الكتاب على هذه المكانة فانه حري بالاحتفاء والاعتناء في دراسته وقراءته وتحصيل ولافادة من مضمونة ولا ريب ان المشتغل بالعلم ليس له نهاية ينتهي اليها بل هو من المحبرة الى المقبرة. لا يقف عند احد. ومن ظن انه قد وصل فانه قد انتهى اذ العلم لا منتهى له. فكلما تدرج الانسان في العلم تبين له عظيم جهله وضرورة وتبين له ظرورته الى مزيد تعلم وتحصيل فلذلك ينبغي ان تكون قراءتنا للمتون العلمية والمؤلفات والكتب على درجات متوالية وفي كرات ومرات فليس الشأن ان يقول الطالب قرأت كتاب كذا وانتهيت منه ولا اعود اليه فانه من كان هذا سبيله. ومن كان هذا طريقه فانه لن يحصل العلم وتأملوا وارقبوا ما كان عليه علماء الامة على كر العصور ومر الدهور تجدهم يكررون ويعيدون في المتون العلمية والمختصرات والكتب والمؤلفات فيقرأ الواحد منهم الواحد منهم الكتاب مرات تلو مرات تعليما وتعلما تلقيا وتدريسا. كل ذلك لا يمنعه من ان يقف على جديد في كل قراءة. لا سيما اذا كانت قراءة قراءة فاحصة ولما كانت القراءات متنوعة فهناك قراءة استكشافية وقراءات تحليلية وقراءات استقرائية وانواع واشكال من القراءات التي يسلكها طلاب العلم في قراءة المتون ينبغي ان نعرف ان مثل هذا المتن في مثل هذه مدة لا يمكن ان يكون قراءة تحليلية بمعنى انه لا يمكن ان نقف عند كل عبارة من عبارات المؤلف نستجري ما فيها من منطوق ومفهوم ونقف عند مغازيها ومعانيها وما يندرج تحتها على وجه التفصيل انما هي قراءة اقرب ما يصدق عليها انها قراءة استكشافية. نستكشف هذا المتن نرى ما تضمنه وما حواه من مسائل العلم دون الدخول الى التفاصيل التي يضيق عنها الوقت فان هذا ادركنا شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله شرحه في تسع سنوات في شرحه الاخير رحمه الله تعالى. ومثل هذه المدة المتطاولة نتج عنها ذلك الكتاب والسفر المبارك وهو شرح الممتع وان كان الشرح الممتع جمع من عدة شروح لكنه في شروح متقاربة في طولها تحليلها بسطها تكون منه هذا الشرح في خمسة في خمسة عشر آآ جزءا. والمهم ان ندرك اننا في هذه القراءة لسنا نقصد منها القراءة التي لا قراءة بعدها ولا نقصد منها القراءة التي نقف على كل عبارات المؤلف وقوفا متمعنا في منطوقها ومفهومها. انما نحن نستكشف نقرأ قراءة استكشافية لهذا المتن. ندرك من خلاله من خلال ما هو مضمون هذا الكتاب على وجه الاجمال. ويمكن ان اسمي هذه الدورة اذا وفق القائمون عليها من المشايخ والمرتبين ان شاء الله تعالى وهذا المأمول والمسؤول ان شاء الله من حسن النية آآ سلامة القصد ان يكون هذا هذه الدورة مقصودها تقريب زاد المستقنع وليس شرحه وليس وليس شرحا له او النهاية منه انما هو تقريبه للطلاب حتى تعود القراءة مرة اخرى تلو مرة ومرة تلو مرة حتى يتقن الطالب ما تضمنه هذا الكتاب من المسائل هذا الكتاب كسائر الكتب افتتحه المؤلف رحمه الله بحمد الله تعالى. ومن المناسب وان كان قد جرى شيء من التعريف بالكتاب في الدرس السابق من المناسبة ان نعرف ان مؤلف هذا الكتاب هو الامام الشيخ موسى ابن احمد ابن موسى الحجاوي رحمه الله من علماء القرن العاشر الهجري وقد كتب مقدمة هذه المقدمة آآ حوت شيئا من البيان لاصل الكتاب ومنهج المؤلف وانا اطلب من اخواني الذين يريدون ان يستفيدوا من هذا الكتاب ومن هذه الدراسة في هذا الفصل ان يقرأوا المتن قبل ان يأتوا وان يراجعوه بعد ان يذهبوا قراءة المتن قبل ان تأتي تفيدك في معرفة ماذا سيقرأ سواء في هذه الحصة او في غيرها من حصص شرح هذا الكتاب كذلك قراءته بعد ذلك يفهمك على ما فاتك مما آآ يحتاج الى مراجعة ومزيد بحث فالقراءة السابقة واللاحقة لها فائدة السابقة تهيئة واللاحقة تثبيت واستدراك لما يمكن ان يفوت فلذلك من المهم يا اخواني ان نعتني بالقراءة السابقة حتى يخف الحمل على المدرسين وعلى المتلقين فان الحمل شاق عسير حقيقة انه لما نظرت واظن هذا هو هاجس جميع الاخوة المشايخ الذين آآ سيشرحون هذا الكتاب يعني ماذا ساقول وماذا ساترك فالموضوع فيه سعة كما انكم ايضا ستقولون ماذا اخذنا وماذا كم اخذنا وماذا بقي لكن نتعاون جميعا لادراك الغاية والقصد بعد ان نفهم ان الغاية من درس هذا الكتاب وشرح تتناول هذا المتن هو التقريب وليس الشرح ولذلك ليكون غرضنا هو ذكر ابرز ما في هذه الابواب من القضايا مع اننا سنحرص على المرور على جميع مفردات الكتاب من اه اه مما احتواه وقد يفوت بعض ما اه يحتاج الى وقوف فيستدرج ان شاء الله تعالى سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا لا ينفد افضل ما ينبغي ان يحمد وصلى الله وسلم على اخبر المصطفين محمد وعلى آله واصحابه ومن تعبد. اما بعد فهذا مختصر في فقه من مقنع الامام الموفق ابي محمد على قول واحد وهو الراجح في مذهب احمد وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع. وزدت على ما على مثلي يعتمد. اذ الهمم قد خسرت. والاسباب عن نيل المراد قد كثرت. وهو بعون الله مع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل. ولا حول ولا قوة الا لله وهو حسبنا ونعم الوكيل هذه المقدمة افتتحها المؤلف رحمه الله في البسملة فتح المؤلف رحمه الله بالبسملة والحمد لله تعالى والثناء على عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا هو الشأن في مؤلفات اهل العلم انهم يفتتحون اما بالبسملة او بالحمدلة او بهما واكثر اهل العلم يجمع بين البسملة والحمدلة تأسيا بكتاب الله تعالى فان الله تعالى افتتح كتابه بام القرآن. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الى اخر ما ذكر من الصفات والثناء والتمجيد. افتتاح الكتب بهذا وان كانت سن وان كانت السنة دالة على ان الخطب فتفتتح بالحمد والكتب تفتتح بالبسملة هذي السنة الجارية في هدي النبي صلى الله عليه وسلم افتتاح الخطب بالحمد وافتتاح الكتب بالبسملة ولذلك لما يأتي خطيب لا يقول في بداية خطبته بسم الله الرحمن الرحيم انما يشرع بالحمد وفي كتب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التي بعثها الى من اتى وكتبها الى من كتبها كانت مفتتحة بالبسملة. وقال في بسملة حمده الحمد لله حمدا لا ينفع. افضل كما ينبغي ان يحمد. فذكر رحمه الله في الحمد هنا ذكر للحمد صفات فاول ما ذكر في الحمد استمراره ودوامه وعدم انقطاعه فقال حمدا لا ينفرد ثم ذكر صفة ثانية فقال افضل ما ينبغي ان يحمد والصفة الثانية تتعلق بكيفية الحلق فالصفة الاولى تتعلق بكميته وقدره والصفة الثانية تتعلق باستمراره وامتداده وهذا من حسن اختيار المؤلف رحمه الله ولم يطل في التمجيد والتقديس لان المقام مقام اختصار. فلذلك اختصر على هذا وانتقل الى الصلاة الى النبي على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال وصلى الله وسلم على افضل المصطفين يعني المختار المختارين او المختارين محمد وعلى اله واصحابه ومن تعبد فشمل بهذا كل من تعبد والمقصود من تعبد بعبادة صحيحة وعبادة سليمة وليس كل من تعبد على اي وجه كان انما المقصود من تعبد على وجه يقبل. وانما ذكر من تعبد لان هذا الكتاب يحتوي ما يتعلق بالعبادة. فانه شمل كل ما يحتاجه المتعبد من المسائل. ولذلك قال ومن تعبد وفي هذا حسن اختيار وبراءة استهلال حيث ذكر في المقدمة ما يدل على مضمون الكتاب ومحتواه بعد هذا قال اما بعد وهذه كلمة يؤتى بها بعد الفراغ من المقدمة. وبعض اهل العلم يقول ان اما بعد يؤتى بها للفضل فصل بين الكلام لكن في غالب الاستعمال ان اما بعد للفصل بين مقدمة المتكلم ومقصوده وغرضه. قال فهذا مختصر. المشار اليه اما ان يكون موجودا واما ان يكون معنويا الموجود هو المختصر هذا اذا كانت المقدمة قد كتبت بعد الفراغ من التأليف. اما اذا كانت المقدمة لم توجد فهذا تكون اشارة الى ما قدره وزوره في نفسه ونوى ان يكتبه. فهذا مختصر في الفقه هذا بيان لمضمون الكتاب ومحتواه انه مختصر وانه في الفقه والمختصر ما قل لفظه وكثر معناه هذا معنى المختصر ما قل لفظه وكثر معناه. وقوله في الفقه بين ان هذا المختصر يتناول ما يتعلق بالفقه. والفقه في كلام الله جل وعلا وفي كلام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو ما يتعلق بالفهم فالفقه في كلام الله وكلام رسوله هي الفقه. في كلام الله وكلام رسوله هو الفهم. وليس اه الفقه بمعناه الاصطلاحي الذي شاع وانتشر عند المتأخرين فقول الله تعالى لا يفقهون يعني لا يفهمون وليس النفي هنا آآ الفهم الخاص وهو فهم الاحكام التفصيلية من ادلته الاحكام الشرعية من ادلتها صينية اذا الفقه في اللغة هو الفهم لفظا معنى ووزنا قوله آآ رحمه الله نعم قوله رحمه الله فهذا مختصر في الفقه اي في الفقه الاصطلاح المقصود به هنا الفقه الاصطلاحي وهو ما جرى عليه اصطلاح العلماء من ان الفقه هو معرفة الاحكام الشرعية الفرعية عن ادلتها التفصيلية بالاستدلال وبين المؤلف رحمه الله مصدر هذا المختصر لما كان مختصرا فانه يدل على ان هناك شيئا قد اختصر منه المؤلف او انتج منه هذا المؤلف هذا المختصر. المختصر من مقنع الامام الموفق. وهو يشير بهذا الى الكتاب الذي هو هذا الكتاب وهو المقنع والمقنع سبق ان عرف به الشيخ في درس البارحة وبين المؤلف انه مقنع الامام الموفق ليميزه عن غيره مما قد يشتبه والمخطئ هو احد الكتب التي الفها الامام الموفق عبدالله ابن احمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله. وهذا الامام له اربعة كتب اه له اربعة كتب معروفة مشهورة كتاب العمدة. يليه كتاب مقنع يليه كتاب الكافي يليه كتاب المغري وهذا الترتيب حسب كثافة الكتاب وحجمه واهميته وما فيه من مادة علمية. اصغر المستويات هو كتاب العمدة واعلاها هو المغني والمقنع في الوسط بين العمدة وبين الكافي. اه المقنع ذكر فيه المؤلف رحمه الله الاقوال او الروايات في مذهب الامام احمد لكنه اقتصر في ذلك على قولين او روايتين او وجهين او ما اشبه ذلك من آآ تفريعات الاقوال في مذهب الامام احمد فهو قد ذكر في المقنع المسائل على قولين او على روايتين او على نحو من ذلك. ثم في هذا الكتاب اختصر المؤلف رحمه الله المقنع على قول واحد. فذكر قولا واحدا في كل مسألة فليس هو من الكتب التي تعنى بالخلاف. لا الخلاف العالي ولا الخلاف الداني او الخلاف في المذهب لان الخلاف ينقسم الى قسمين خلاف عالي وهو خلاف المذاهب الفقهية وخلاف دونه وهو الخلاف في المذهب فاذا قيل مثلا في هذه المسألة للامام احمد آآ في هذه المسألة للامام احمد قولين او قولان فان المقصود بذلك انه خلاف في مذهب الامام احمد فهذا الكتاب هو مختصر على قول واحد في مذهب الامام احمد ولذلك يقول رحمه الله على قول واحد وهو الراجح في مذهبه وانظر الى قوله وهو الراجح لم يقل وهو الصحيح. لان الصحيح خلاف الراجح. فان الصحيح في مذهب الامام احمد قد يختلف عن الراجح ولذلك المؤلف كانه ذكر ان ما في هذا الكتاب ليس الصحيح من مذهب الامام احمد انما هو الراجح فيما يراه انه مذهب الامام احمد وهناك فرق دقيق بين الراجح والصحيح. فان فانهم اذا قالوا الصحيح من مذهب الامام احمد اي الجري على قواعده الذي استقر عليه رأي المتأخرين من اصحابه او ما اشبه ذلك من المقاصد لكن الراجح قد يكون الترجيح نسبيا فقد ولا يستعمل في الغالب في ذكر آآ الاقوال المنسوبة الى المذهب لا الى الاشخاص. فالصحة في الغالب تنسب الى المذاهب تقول الصحيح في مذهب احمد. لكن الراجح في الغالب هو في اقوال المنتسبين للمذهب. فالراجح عند شيخ الاسلام الراجح عند الموفق. الراجح عند الحجاوي. او ما اشبه ذلك في انه الذكر الراجح يضاف الى افراد الاعلام. من العلماء. واما الصحيح فانه في الغالب يضاف الى المذاهب فتقول الصحيح من مذهب احمد الصحيح من مذهب ابي حنيفة او ما اشبه ذلك من الاستعمالات. ولا يلزم ان يكون هذا هو مذهب احمد لا يلزم ان يكون هذا القول اذا قلنا الصحيح من مذهب احمد لا يلزم ان يكون هذا ما قاله الامام احمد المقصود ان ان المؤلف رحمه الله بين لنا في مقدمته ان هذا مختصر وانه في الفقه وانه اختصره من مقنع الامام الموفق على قول واحد وهذا القول ما ميزته؟ لماذا ذكر هذا القول؟ قال هو الراجح في مذهب احمد. اه فبينوا المصدر وبين اول بين الفن المشتغل بقلبه وبين المصدر وبين ايضا طريقته في الاختصار حيث انه اختصر الكتاب على قول واحد هل هناك عمل؟ نعم تفصيل منهج هذا المؤلف بينه في قوله وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع. اذا والف تدخل في الاختصار وليس اختصارا لكل محتوى مقنع انما كان له تدخل التدخل انحصر في امرين التدخل الذي اجراه المؤلف في اختصاره انحصر في امرين الاول ربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع والثاني وزدت ما على مثله يعتمد. اي زاد من المسائل ما يحتاج الى زيادته اما صاحب المقنع اهمل تلك المسائل. واما لكون هذه المسائل مما جدت ويحتاج فيها الى بيان القول واظهار القول في مثل هذا المختصر فاذا تدخل مؤلف في اختصاره انحصر في امرين انه حذف مسائل مسائل نادرة الوقوع والثاني انه زاد على ما مثله يعتمد. وفي هذا اشارة لطالب العلم انه ينبغي لطالب العلم الا يقف في بحثه وقراءته على هذه المختصرات. يعني المقنع والحجاوي اذا صاحب المقلع الموفق بن قدامة والحجاوي ذاك في القرن السابع الهجري وهذا في القرن العاشر الهجري شدت مسائل وحصل تغيرات او اوجبت زيادة ونقص مع ان النظر في حال الناس في تلك القرون لا يجد فروقا كبيرة بين القرنين من حياة الناس ونمط معيشتهم وما جدة من المسائل. انما ذاك في بعض الجوانب. فما بالكم بحال الناس اليوم الذي تغير فيه نمط حياتهم من كل وجه في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وعملهم واهتماماتهم وارتباطاتهم في شأنهم الخاص في شأنهم العام تغير ترى النمط في جوانب عديدة من حياة الناس بل في كل جوانب حياة الناس اليوم. الا يستوجب هذا ان ينظر طالب العلم في بحثه وقراءته ومطالعتي في المسائل العلمية اذا ما جت مما لم يتكلم عنه المتقدمون وايضا يتخفف من المسائل الذي تكلم عنها المتقدمون وليس لها في حياة الناس حدوث ولا وقوع ولا حاجة هذا مما ينبغي لطالب العلم الدارس للفقه ان يستحضره عند دراسته. كثير ممن يدرسون المتون اذا درسوا ليس لهم هم ولا غرض الا اتقان المتن. وكأن هذا المتن قرآن انزل فتجده يعتني بمسائله فهما وتصويرا وخلافا وترجيحا مع ان المسألة قد تكون اندثرت لا وجود لها ولا يمكن ان يدركها الناس في حياتهم اليوم بحيث انه يغفل عن مسائل عديدة كثيرة يجابهها في طريقه وفي مكتبه وفي معاملاته ومع اهله وفي اكله وفي شربه وفي سائر شأنه. ليس له عناية بهذه المسألة لان ليست موجودة في المتن الذي يدرسه وهذا خلل هو الذي اوجب هذا الاختلال في مسيرة كثير من طلاب العلم حتى كثير ممن وقد يكون وصلوا ويشرحوا والفوا وكتبوا او شرحوا ليس هذا حاضرا في اذهانهم لاننا غالبا نحرص على ان نلقي ونعلم ما تلقيناه. في حين ان طالب العلم ينبغي له ان يحرص على ادراك المسائل التي معرضون وعنه مدبرون في اشتغالهم باشياء كثيرة وايضا لوجود عوائق. فنحن ينبغي ان نسهل العلم وان ندلله وهذا مما يعني يوجب على الانسان ان يشتغل ويبذل جهدا بتسهيل المعلومة التي ادركها يعايشها المسائل اجابات على المسائل التي يسأل عنها التي يحتاجها الناس. الامام احمد رحمه الله كان اذا خرج حمل معه كتابين كتاب اللباس وكتاب الاشربة فقيل له في ذلك يعني ليش تحمل هذين الكتابين؟ قال اكثر ما يسأل الناس عن الاشربة وعن اللباس فينبغي لطالب العلم لا سيما من يريد ان ينفع ويتبوأ من خلال آآ مراكز التأثير سواء في المساجد او في اي نوع من او التعليم او الافتاء او اي نوع من انواع آآ نفع الناس ينبغي له ان يشتغل بهذه المسائل وان يعوض النقص في هذه المتون العلمية هذه المتون العلمية مباركة فيها خير كثير لكن ان تكون هي سقفنا او ان تكون هي منتهانا الذي لا يتجاوزه فهذا خطأ هذا الامام ينبهنا الى هذا في المقدمة فيقول ربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع فاذا كانت غير واقعة كيف؟ اذا كانت النادرة تحذف. فكيف التي لا تقع بالكلية؟ اليست اولى واجدر بالحذف يا اخواني او لا؟ بلى هي اولى واجدر بالا تشغل اذهاننا وان لا تستوعب اوقاتنا. العلم كثير. والوقت قليل. وانت اذا اردت ان ان تصرف وقتك في كل ما يمكن ان يسمى علما فانك لن تدرك منه الا القليل بل اقل القليل فلذلك من فقه الانسان ان يوفقه الله تعالى الى منهج يقتصر الطرق ويتجاوز العقبات التي تحول دون بلوغه الغاية فهو المقصود فمن ذلك ان يتجنب مثل هذه المسائل نادرة الوقوع. بل هاء فضلا عن المسائل التي لا وقوع لها في حياة الناس ايضا يقول وزدت على ما مثله يعتمد. اذ الهمم قد قصرت. اي ينبغي ايضا ان يزيد من المسائل ما يحتاج اليه في حياته. وهذا التنبيه انما وقفت عنده لانه مما افاده كلام المؤلف ولانه ظرورة علمية لمن يريد ان يتقن في الفقه ولمن يريد ان يتقن في تعليم الناس في كل مجالات العلم في الفقه وفي الاعتقاد وفي سائر ابواب العلم يحتاج الانسان الى ان ينظر الى ما تدعو اليه الحاجة فيعتني به اهتماما دراسة وتأصيلا حتى يدرك العلم على وجه صحيح ويا اخواني ما فقد من فقد العلم او انقطع من انقطع عن العلم الا باسباب قد يكون منها بل كثير من المنقطعين هو انهم لا يجدون لهذه العلوم التي يقرأونها او يدرسونها واقعا. وقد يقول القائل الامر سهل في العبادات الامر سهل في باب العبادات لكن اذا جئنا الى باب المعاملات وجدنا ان ما يتكلم عنه المؤلفون في المتون الفقهية في واد والناس في واد اخر. بمعنى انه لو كان عندنا طالب اتقن الكتاب في باب معاملته اثقالا تاما فلن في اخر منه حرفا انزله الى سوق الناس اليوم سيصطدم بكم كبير من المسائل التي لا يجد لها جوابا ولا يحيل لها صوابا السبب انه لن يؤصل نفسه على استقبال ما يمكن ان يجد من المسائل. قصر همته وغايته على ما بين يديه من مثن قال رحمه الله في سبب الاختصار اذ الهمم قد قصرت والاسباب المثبتة عن نيل المراد قد كثرت. فذكر رحمه الله سببين للاختصار اولا ضعف الهمم الثاني كثرة العوائق التي تحول بين الناس وبين وصول الوصول الى الغايات وهذا يحمل كل معلم مسؤولية تذليل العلم ولذلك المقدمة هذي انا يظهر لي ان فيها من فقه التعليم ما ينبغي ان يقف عنده طالب العلم فيستفيد منه ان من المقاصد في التعليم ايصال العلم الى المتعلمين فلذلك ينبغي ان نسلك كل سبيل يسهل العلم للناس. من الناس من اذا تكلم اتى بوحشية الانثار. وغريب الكلام ولا المسائل حتى ينفر الناس عن سماع قوله والاخذ عنه بسبب انه لم يسهل العلم. الله تعالى يقول ولقد يسرنا قرآنا للذكر فهل من مدكر يسرنا القرآن وهو الكتاب المحكم. كلام رب العالمين الذي لا تنقضي عجائبه واسراره مع ذلك يصفه الله تعالى باليسر واليسر هنا ليس فقط في قراءته ولا في حفظه كما هو المتبادل الى اذهان الناس. بل الامر ابعد من ذلك وهو يسر فهمه فان اليسر محيط بالكتاب قراءة وحفظا وفهما وتعلما وتعليما بل وعملا فاليسر محيط بالكتاب من كل وجه وكذلك ينبغي لطالب العلم ان يحرص على تيسير العلم وهذا كان هما لمن سبقنا من سلف الامة الصالحين. فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في مسألة من مسائل الفرائض لاقول فيها قولا يبلغ ان يفهمه كل احد او قريبا من ذلك ذكره في صحيح الامام مسلم رحمه الله وهذا يدل على ان تيسير العلم غاية ومقصد لا تعقيد العلوم والتنفير الناس منها. انتم اذا نظرتوا الى حال الناس اليوم اكثر الناس عن العلم وهذا مما برز به في هذا الزمان شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فان من ابرز سماته العلمية تبسيط العلم وتسهيله. وليس هذا بغريب عليه رحمه الله فانه قد ورثه عن الامام عبدالرحمن ابن ناصر السعدي ذاك الفذ الذي من قرأ كتبه عجب من ما يسر الله له من ادانة البيان وتكثير التأليف حتى انه يختصر لك المعاني الكبار في الفاظ وكلمات يسيرة موجزة قريبة يدركها كل احد قال رحمه الله بعد هذا ومع صغر حجمه يعني لما قال اني زدت واختصرت وعلى قول واحد يعني قد تضعف النفوس عن اه آآ هذا الكتاب ولا تنشط في الاقبال عليه قال ومع صغر حجمه والحجم المقصود به الكثافة والكم الذي احتواه هذا الكتاب. حوى ما يغني عن التطويل يعني فيه ما يغنيك عن البحث عن المطولات والقراءة المطولات حوى عن التطويل بعد ذلك مؤلفه الان ذكر عملا وجهدا كبيرا فدفعا لشائبة الاغترار ونسمات الاعجاب التي قد تدب الى القلب تبرأ من حوله وقوته فقال ولا حول ولا قوة الا بالله اي لا سبيل الى ذلك الذي حصل في هذا المختصر الا بعون من الله وقوة وافضل طريق تدرك به العلم ان تتبرأ من حولك وقوتك كنز من كنوز الجنة كما في الصحيحين في حديث ابي موسى الاشعري لا حول ولا قوة الا بالله والكنز هو الشيء الثمين العالي الشريف الذي يلجأ اليه عند الحاجة. ولذلك يا اخواني من اعتد بقواه وقدراته اصيب في مقتل لكن الذي يتبرأ من حوله وقوته ويلجأ الى الله تعالى ويقول ربي زدني علما. ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فيدرك خيرا كثيرا ولذلك من المهم يا اخواني في طريقتنا ومسلكنا ان نتبرأ من حولنا وقوتنا. وان نلجأ الى الله تعالى صادقين. يعني انت اذا نظرت الائمة العلماء يزرعون الى الله تعالى ويبتهلون اليه في ان يعلمهم وان يفهمهم وان يبلغهم من العلم يحصل به العلم به والمعرفة للطريق الموصل اليه عرفت ان الموضوع ليس بالقدرات الذاتية والكفاءات الشخصية انما هو منا ومنحة من رب العالمين يقول ابن القيم فيما نقل في المدارس يقول وتلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب ولكن لا غنى عن بذل جهد اخلاص وجد لا بالعلم موهبة نور يقلبه الله تعالى في قلب العبد. هذا النور الذي يطلبه الله في القلب ليس له كتاب مؤكدة من فعل الانسان وحوله وقوته انما هي مواهب ومنح جليلة من رب العالمين لكن هذه المواهب والمنح لها ممهدات تفظي اليها ومقدمات تنتج عنها وهي ما يكون من صدق الرغبة وبذل السبب ولذلك قال ولا لكن لا غنى عن بذل جهد لك الامرين باخلاص وهذا حسن القصد وجن وهو بذل الطاقة والوسع لا بلعب اي لا بتواني في تحصيل المقاصد والاغراظ يقول المؤلف ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى الله اكبر وهو حسبنا اي كافينا في ادراك المقصود من هذا المؤلف ونعم الوكيل اي نعم من وكل في تحصيل المقاصد وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. هذه المقدمة التي افتتح بها المؤلف رحمه الله فيها من الفوائد ما اشرنا الى بعض نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يغفر لنا للمؤلف وان يرحمه وان يرزقنا النفع من هذا الكتاب وان يعيننا على فهمه تحصيله