نعم فسدتم بنا القلب السليم ابتداؤه وينجو بها من حافة الموت والعناء. فيا رب هذا اخر ما ذكر قال رحمه الله فست بها القلب السليم ارتداؤها القلب السليم هذا لباسه وهذا معنى قوله فيا ربي وفقنا الى ما نقول فما زلت يعني يا رب ذا الطول برا ومنعما ذا الطول يعني يا صاحب الكرم فالطول هو ما ما يكرم به جل وعلا عباده من هباته وعطاياه. فيا ربي هذا رداؤه هذه حلته جماعها التقوى الذي قال الله تعالى فيه في محكم كتابه ولباس التقوى ذلك خير. الله امتن على الناس بانزال لباسين اللباس الاول اكثر الخلق يلبسه. يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري يستر. سوءاتكم يعني عوراتكم. وريشة ايوة لباس تجمل الريش هو ما يتجمل به الناس من الالبسة ثم بعد ان ذكر اللباس الحسي الذي تستر به الابدان وتزين ذكر لباس القلب وهو اهم. قال ولباس التقوى ذلك كخير ذلك خير يعني ذلك اعظم فضلا واجمل عاقبة واعلى منزلة من من جمال الظاهر. ولهذا الله لا ينظر الا الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى ايش قلوبكم واعمالكم فهي محط نظر الله ولذلك جمل قلبك بطاعة الله. يقول رحمه الله فست اي ست خصال وست وستة اعمال بها القلب السليم ارتداؤه وينجو بها من افة الموت والعمى. والست الخصال هي ما تقدم من اه مما ذكر المؤلف رحمه الله في فيما آآ عد من اسباب من علامات صلاح القلب واستقامته. فسدتم بها القلب السليم ارتداؤه وينجو بها من افة الموت اي موت القلب والعمى اي مرضه لماذا كان العمى مرضا؟ لان العمى لا يفقد لا تفقد به لا يفقد به العضو انما يفقد به منفعة العضو العين الة منفعتها الابصار فاذا عمي الانسان فقد البصر لكن قد لا يفقد عينه العين موجودة وبالتالي هي مريضة بفقد منفعتها القلب كذلك يعتريه افات منها العمى الذي يفقد به الابصار ورؤية الامور على حقائقها ومشاهدة الخير او او التمييز بين الخير والشر لكنه قد يصاب بما هو اعظم من الموت الذي هو فقد للحياة بالكلية وهما افتان تقدما الحديث عنهما في القلب الحي والقلب الميت يقول وينجو بها من افة الموت والعمى. بعد ان ذكر المؤلف ما ذكر من اسباب حياة القلوب ومن اقسام القلب وعلامات هذه الاقسام من القلب الميت اعاذنا الله واياكم منه والقلب المريض سلمنا الله واياكم منه ذكر القلب الصحيح وعلامات صحته وفي ثنايا ذلك ما هو من اسباب حياة القلب اسأل الله ان يحيي قلوبنا على طاعته ختم النظم بلطائف اعتذارية قد نبه فيها الى اه معاني جميلة يشهد بها الانسان طيب قول المؤلف وحسن نظمه وتحقيقه لما ذكر من الاسباب التي بها سلام القلب. سلامة القلب وبها حياته وصحته يقول رحمه الله فيا رب فيا رب وفقنا الى ما نقوله. فما زلت يا ذا الطول برا ومنعما. فاني وان بلغت قوله كمحقق اقر بتقصيري وجهلي لعلم ما. ولما اتى مثلي الى الجو خاليا من العلم اضحى معلنا متكلما كغاب خلا من اسده فتواثبت. ثعالب ما كانت تقافي فنى الحمى فيا سامع النجوى ويا عالم الخفاء. سألتك غفرانا يكون معمما. فما جرني الا رأيته تخوفت تخوفت كوني ان توقفت كاتما. فابديت فديت من جراه مزجى بضاعتي. واملت عفوا من الهي ومرحما. فما خاب عبد يستجير ربه الح وامسى طاهر القلب مسلما. وصلوا على خير الانام. كذا الال والاصحاب ما دامت السماء هذا من بديع نظم المؤلف رحمه الله ان ختم بهذه الابيات التي تظهر كم امتثالا وتطبيقا لما تقدم تقريره ختمها بدعاء الله عز وجل فقال فيا رب دعاء الله عز وجل بالربوبية هو الاكثر في القرآن وغالبا اذا ذكرت الربوبية في الدعاء يأتي بها يأتي بعدها الطلب مباشرة رب زدني علما. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا. ربنا هب لنا من لدنك آآ رحمة وهلم جر مما ذكرت فيها الربوبية في الدعاء اذا ذكر الرب ذكر الطلب اذا ذكر الرب في الدعاء ذكر الطلب لكن اذا ذكرت الالهية في الدعاء ياتي الحمد والثناء والتمجيد اللهم اني اسألك بانك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد اللهم اني اسألك بانك انت الله لا اله الا انت الحي القيوم يا ذا الجلال والاكرام بعد ذكر الالهية يأتي الحمد والثناء والتمجيد هذا في غالب الادعية فبعد الرب تأتي يأتي الطلب وهو ما جرى عليه المؤلف هنا في قوله فيا رب وفقنا الى ما نقوله اي من علينا بان نعمل بما نقول وهذا كالاعتذار انه انا يعني لما اصف هذا الوصف واقول هذا القول فلا يلزم ان اكون ممتثلا واسأل الله ان يعينني على العمل به وفقنا الى ما نقوله فما زلت يا ذا الطول برا اي صاحب احسان وافظال منعم اي صاحب انعام واحسان وذاك فضله جل في علاه وعظيم عطائه فهو المبتدئ بالاحسان المتفضل بعظيم العطاء لمن سأله ولمن لم يسأله سبحانه وبحمده ثم قال فاني وان بلغت قول محقق يعني بين المؤلف انه يعني هذا الكلام ما جبته من نفسي انما هو قول المحققين من اهل العلم في اسباب حياة القلب وعلامات صحته ومرظه وموته. فاني وان بلغت قول محقق اقر بتقصيري وجهلي لعلمي ما اي اقر الاقرار هو اثبات المعنى المقر به فهو اقر مثبتا على نفسه التقصير والجهل ولا يخلو منهما انسان فالتقصير ترك ما يمكن من العمل الصالح والجهل هو خفاء ذلك بوقوع اما بالخفاء واما بمخالفة العلم لان الجهل يطلق على معنيين الجهل يطلق على معنيين معنيين. المعنى الاول عدم العلم بالشيء فقط عدم العلم بالشيء جهل لما تسأل ما اسمك هذا المكان تقول ما ادري انت جاهل به. لانك ما تعرف هذا جهل لكن وهذا هو المتبادل للذهن لما يذكر الجهل هو عدم العلم بالشيء لكن معنى اخر الجهل يخفى على كثير من الناس وهو ان الجهل هو عدم العلم عدم العمل بالعلم عدم العمل بالعلم جهل وهذا معنى يخفى عندما تعرف وجوب الصلاة وتترك الصلاة انت جاهل حتى ولو كنت عارفا بوجوبها عندما تعرف وجوب بر الوالدين وتعق والديك انت جاهل لان العلم الذي حصلته لا اثمرة له فكنت كمن لا يعلم وهذا معنى قوله جل وعلا انما التوبة على الله للذين يعملون السوء ايش بجهالة الباهونة للمعية اي مصاحبين الجهالة وين الجهالة؟ لو كانوا جاهلين بالسوء فانه لا عقوبة الا بعلم لو كان الجهل عدم العلم لما كان هناك عقوبة. لان الله لا يكلف الناس الا بعد العلم. لا يحاسبهم الا بعد العلم ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم فلو ان الله عاقب الجاهل ترتب على ذلك ما يتنافى مع كمال عدله جل في علاه لكنه من رحمته انه لا يعذب الا بعد علم ولذلك ارسل الرسل لان لا يكون للناس حجة بعد الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة حجة بعد الرسل الجهل يطلق على عدم العلم ويطلق على عدم العمل بالعلم فمن لم يعمل بعلم فهو جاهل ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما عير رجلا بامه قال انك امرؤ انك امرؤ فيك ايش جاهلية يعني عدم عمل بما تعلم من الحق وقال النبي صلى الله عليه وسلم اربع من خصال اربع من خصال الجاهلية في امتي لا يتركونهن وقول من خصال الجاهلية يعني من اعمال من لا يعمل بالعلم فقوله رحمه الله اقر بتقصيري وجهلي اي عدم عملي بالعلم فهذا من باب عطف المترادف لبيان ان التقصير ليس ناتجا عن عدم علم ومعرفة بل عن ترك للعلم قوله رحمه الله ولما اتى مثلي يعني الان يعتذر يقول ليش انا نظمت هذا النظم؟ ما سبب نظمه لهذا النظر دعاء الحاجة الى ذلك قال ولما اتى مثلي الى الجو خاليا يعني ما فيه من يسد الحاجة من العلم اضحى معلنا متكلما كغاب يعني الذي حمله على التعليم وهذا من تواضعه رحمه الله حمله على التعليم انه ان الناس في حاجة وان كنت لست متأهلا لهذه المنزلة لكن الحاجة داعية الى ان اتقدم لبيان ما يمكن بيانه مما يحتاجه الناس ولو كنت غير متأهل. يقول احد الشعراء في تمثيل ان الانسان قد يتقدم الى مكان ليس اهلا له لانه ما في غيره ولكن البلاد اذا اقشعرت وصوح نبتها رؤي ايش روح عيال الهشيم الغنم لا ترعى هشيما مع وجود آآ خضرة وارض طيبة لكن متى ترى الهشيم متى تأكل الهشيم؟ اذا لم تجد الا هو ولذلك يقول ولكن البلاد اذا اقشعرت يعني اصابها القحط ولكن البلاد اذا اقشعرت وصوح نبتها لقلة المطر وجد بالارض رعي الهشيم فكذلك هنا يقول رحمه الله في بيان اعتذاره عن ما يعتذر به من تقدم في هذا المقام قال ولما اتى مثلي الى الجو خاليا يعني من اهل العلم اصحاب المعرفة والعمل الصالح اضحى معلنا متكلما ثم ذكر مثالا لطيفا قال كغاب خلا من اسده يعني الغاب اذا غاب الغابة اذا غاب عنها الاسد من الذي يتقدم كغاب خلا من اسده فتواثبت ثعالب ما كانت تطا فيفنا الحمى لكن الذي جرأها على ان تطأ في فن الحمى يعني في ارض الملك ان الملك غائب وهو الاسد فلذلك تجرأت قال فيا سامعة عاد الى مناجاة الله بعد هذا الاعتذار اللطيف عن كتابته مع عدم تحققه وهذا من تواضعه وليس كل من دعا الى هدى يكون قد امتثله ولو لم يدعوا الى الهدى الا من عمل به لما وجدت داعيا يدعو الى الهدى لانه لان الكل معصوم الكل صاحب خطأ وتقصير نسأل الله نسأل الله العفو هو التجاوز يقول رحمه الله فيا سامع النجوى دعاء الله عز وجل ومعنا النجوى يعني السر الذي يكون بين المتناجيين وهنا المقصود يقصد بالنجوى مناجاته لربه ودعاءه لربه على وجه المخافة. فيا سامع النجوى ويا عالم الخفاء وهو ما سترته القلوب واخفته الصدور واكنته الافئدة وستره لطف ربنا عن اعين الناس فيا سامع النجوى ويا عالم الخفاء سألتك وغفرانا يكون معمما. غفرانا اي مغفرة للذنب معممة اي عامة لكل خطيئة وسيئة تعم كل الخطايا والسيئات وهذا من الاستغفار العام الذي يستغفر فيه الانسان عن كل سيئة. ومن فضل الله ان من استغفر استغفارا عاما شمل كل يكون من سيئاته ما ذكر منه وما لم يذكر. هذا من فضل الله. ولو ان ولو اننا طلب منا ان نستغفر عن كل ذنب بعينه لما احصينا لكثرة ذنوبنا وغفلتنا احصاه الله ايش ولا سوء وما اكثر ما ننسى ما اكثر ما نخطئ وننسى. لكن الاستغفار العام من فضل الله يعم ذلك كله. ولهذا اشار المؤلف الى تعميم الاستغفار ليشمل السر والعلن الاول والاخر الظاهر والباطن ما علمه الانسان وما لم يعلمه. وقد جاء ذلك في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث فوق ثبت عنه من ادعيته اللهم اغفر لي ذنبي كله دقة وجلة صغيرة وكبيرة علانيته وسره اوله واخره وما الى ذلك من الادعية التي فيها البسط لشمول كل سيئة وخطأ. قال فما جرني الا اضطرار رأيته يعني ما قدمني الى هذا المقام من النظم والبيان الا اضطرار رأيته تخوفت كوني ان توقفت كاتما. يعني وجود الظرورة وخشيت انه اذا ما بينت ونظمت وكتبت ان يكون هذا من كتمان العلم. وقد اخذ الله تعالى الميثاق على اهل العلم ان يبينوه وذلك بقدر استطاعة الانسان. بلغوا عني ولو يقول رحمه الله فابديت من جراه فابديت من جراه يعني بسببه. مزجى بضاعته يعني بضاعة الرخيصة التي لا لا تقوم بالثمن العالي فابديت من جراهم ازجى بضاعتي واملت عفوا من الهي ومرحبا عفوا ارحم العفو يزيل المكاره والرحمة تجلب المحامد والمطلوبات فما خاب عبد يستجير بربه لا والله ما يخيب ما خاب عبد يستجير بربه يعني يطلب جوار ربه يطلب اجارة ربه وهو يجير ولا يجار عليه والاجارة حفظ وحماية فيقول فما خاب من فما خاب عبد يستجير بربه يعني يطلب جوار الله عز وجل اي حفظه وصيانته الح وامسى طاهر القلب مسلما. هذا موجبات اجابة الدعاء ان يلح على الله في دعائه وان يكون طاهر القلب مقبلا على ربه مظهرا الرغبة وعظيم الفاقة الى فضله مسلما اي مسلما على رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال وصلوا على خير الانام محمد اللهم صل على محمد صلوا على خير الانام هو صفوة الله من خلقه صلى الله عليه وسلم كذا الال والاصحاب ما دامت السماء اي مستمرا دائما وبهذا يكون قد انتهى ما ذكره المؤلف رحمه الله من النظم فيما يتعلق باسباب حياة القلب وعلامات صحته ومرضه اه موته ويكون قد بلغ في عد الاسباب حسب ما عددناه ثمانية عشر تسعة عشر سببا يمكن عاد بعضها يكون فيه تكرار لكن هي في حدود هذه الابيات حدود هذا العدد تزيد او تنقص قليلا في واحد واربعين بيتا اسأل الله ان يغفر للناظم اه مغفرة عامة واسعة وسائر علماء المسلمين. وجميع المسلمين والمسلمات. وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان اسلك بنا سبيل الهدى والرشاد وان يجعلنا من حزبه واوليائه وان يعيننا على طاعته والعمل بشرعه وان يصلح قلوبنا ويغفر وذنوبنا نعوذ به من عين لا تدمع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع وصلى الله وسلم على نبينا محمد