بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله في هذه الليلة ليلة الاثنين الحادية عشر من شهر صفر من سنة اربع وثلاثين واربعمائة والف في جامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الثاني من دروس الدرس الثاني بعد المئة من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله اما درسنا في هذه الليلة فهو سيكون ان شاء الله تعالى في باب الاختصاص باب الاختصاص عقده ابن مالك واجحف في حقه في بيتين قال فيهما رحمه الله الاختصاص كنداء دون ياء يا ايها الفتى باثر رجونيا وقد يرى ذا دون اي تلو كمثل نحن العرب اسخى من بذل الاختصاص هو اسلوب من اساليب هذه اللغة الشريفة وتعريفه هو اسم منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره نحو اخص ويجوز ان تقدر هذا الفعل المحذوف بلفظ عام نحو اخص او اعني او اريد او اقصد او اذكر ويصح ان تقدره فعلا خاصا على حسب المعنى نحو امدح او اذم ونحو ذلك والاختصاص على نوعين النوع الاول وهو الاقل ان يكون بلفظ ايها او ايتها تعني نفسك كقولك انا ايها الاب احبك يا بني وانت الاب الذي تتكلم بهذا الاسلوب تقول انا ايها الاب تعني نفسك يقول انا ايها الاب احبك يا بني فهذا اسلوب عربي يسمى الاختصاص ومن ذلك قولهم اللهم اغفر لنا ايها العاصون اللهم اغفر لنا ايها العاصون نحن المتكلمون وكأن يقول الطلاب نحن ايها الطلاب نحبك يا استاذ وكأن تقول انت وجماعتك نحن ايتها الجماعة نساعدك نحن ايتها الجماعة انتم الجماعة نقول نحن ايتها الجماعة نساعدك فهذا النوع الاول ان تستعمل في هذا الاسلوب ايها وايتها تعني نفسك وهذا نوع يعامل معاملة المنادى يعامل معاملة المنادى يعني انه يبنى على الضم كالمنادى ويوصف وجوبا باسم مرفوع محلا بال وسبق ذلك في احكام النداء ان ايها وايتها يجب ان توصف باسم مرفوع محلى بال فهذا القسم يأخذ احكام المنادى الا انه ليس منادا ليس منادا ابدا انت لا تنادي نفسك وانما تقول اعني نفسي وهذا هو الذي ذكره ابن مالك رحمه الله تعالى في البيت الاول اذ قال الاختصاص كنداء دون ال اسف الاختصاص كنداء دون ياء تاء ايها الفتى باثر رجوليا وقوله الاختصاص اي الاسم المنصوب على الاختصاص وقوله كنداء اي ان الاسم المنصوب على الاختصاص كالمنادى ولكنه ليس منادا لانه لا نداء فيه بل هو اخبار هو اخبار لا نداء وسيأتي الكلام على ذلك فيما بعد اي ان هذا الاسلوب اسلوب اخبار وقوله دون ياء اي ان اسلوب الاختصاص لا يستعمل معه حرف نداء ثم مثل له بقوله ارجوني ايها الفتى ارجوني هذه اليا تعود من؟ تعود الى من الى المتكلم ارجوني ايها الفتى يعني نفسه وقوله باثر ارجوني باثر اي ان الاسم المنصوب على الاختصاص لابد ان يتقدمه كلام لابد ان يتقدمه كلام وهذا الكلام فيه ضمير متكلم يأتي كلام فيه ضمير متكلم ضمير متصل او منفصل مفرد او مثنى او جمع ضمير متكلم ثم بعد ذلك تأتي بعده باسلوب الاختصاص وواضح من كل ما سبق ان المراد بالمنصوب على الاختصاص هو المتكلم نفسه هو المتكلم نفسه واذا قلت انا ايها الاب احبك يا بني المعنى انا اعني الاباء وهو المتكلم. احبك يا بني كانك تقول انا اعني الاب وهو انا انا اعني الاب وهو انا احبك يا بني هذا هو المعنى وفي قولهم اللهم اغفر لنا ايها العاصون لانك تقول اللهم اغفر لنا نعن عاصينا وهم نحن وهكذا ومن هذا الاسلوب قول شاعر خذ العفو فانني ايها العبد الى العفو يا الهي فقير وقلنا ان الاختصاص بايها وايتها قليل النوع الثاني للنصب على الاختصاص هو ان يكون الاختصاص بغير ايها وايتها وهذا هو الكثير ويكون منصوبا على كل حال يكون منصوبا كيف منصوب؟ يعني معرب واعرابه النصب وهذا النوع الذي لا يكون بايها وايتها هذا النوع يأتي على ثلاثة اقسام يأتي على ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون المنصوب على الاختصاص اسما محلا بال اسما محلا بال نحو نحن العربى اقرى الناس للضيف نحن العربى اقرى الناس للضيف اراد ان يقول نحن اقرى الناس للضيف فنحن مبتدأ واقرأ خبر ثم قال العرباء فهو اسم منصوب بالاختصاص كأنه قال نحن اعني العرب او اقصد او اريد او اذكر او اخص العربى اقرى الناس للضيف وكأن تقول انا المسلم لا ارضى بالذل انا المسلم لا ارضى بالذل. تقول انا لا ارضى بالذل ثم تأتي بالمسلمة بعد ظمير المتكلم منصوبا على الاختصاص كانك قلت انا اعني المسلم او اخصه او اريده لا ارضى بالذل وهذا القسم هو الذي قال فيه ابن مالك رحمه الله وقد يرى ذا دون اي الوئل كمثل نحن العربى اسخى من بذل المثال الذي ذكره ابن مالك اراد به المثال المعروف عند العرب نحن العربى اقرى الناس للضيف هذا القسم الاول مما يكون فيه الاختصاص بغير ايها وايتها والناس نعت طب هذا النعت نعت اللي منصوب امنعتم لي مرفوع ها نعت لما حكمه النصب نعت لما حكمه النصب الا انه مبني على الظم والنعت هنا جرى على المحل القسم الثاني ان يكون المنصوب على الاختصاص اسما معرفا بالاضافة اسما معرفا بالاضافة ومن ذلك الحديث المشهور نحن معاشر الانبياء لا نورث يقول نحن لا نورث ثم اتى معاشر الانبياء كأنه قال نحن اعني معاشر الانبياء لا نورث وكأن تقول نحن بني ضيق اهل الكرم وكأن تقول انا ابن الموت لا اهاب الموت يقول انا لا اهاب الموت ثم تأتي بقولك ابن الموت يعني اعني واقصد وتقول نحن اهل القوة والبأس لا نستسلم تريد ان تقول نحن لا نستسلم وكان تقول في الصكوك او نحو ذلك نحن اولاد محمد نقول كذا وكذا وهذا كثير في الصكوك ونحوها ومن ذلك اه ما يأتي في المراسيم نحن ملك المملكة العربية السعودية امرنا بما هو ات اي نحن امرنا ثم اتى بعد ذلك بالاختصاص باسم منصوب على الاختصاص ومن ذلك قولهم كلامنا معاشر النحويين لفظ مفيد اي كلامنا لفظ مفيد ثم اتى بمعاشر النحويين على معنى اعني او اقصد او اريد معاشر النحويين قال الشاعر او الراجز نحن بني ضبة اصحاب الجمل ننزل بالموت اذا الموت نزل قال نحن اصحاب الجمل ثم اتى بالاسم المنصوب على الاختصاص فقال نحن بني ضبة اصحاب الجمل اي اعني بني ضبة وقال الشاعر ان بني منقر قوم ذوو حسب فينا سرات بني سعد وناديها. قال انا قوم وقال الشاعر لنا معشر الانصار مجد مؤثل لارضائنا خير البرية احمدا قال لنا ماذا لهم لنا مجد مؤثل ثم اتى بالاسم المنصوب على الاختصاص فقال لنا معشر الانصار اي اعني معشر الانصار وقالت الشاعرة نحن بنات طارق نمشي على النمارق. تقول نحن نمشي على النمارق ثم نصبت بنات طارق على الاختصاص فهذا القسم الثاني من الاختصاص بغير ايها وايتها والقسم الثالث من الاختصاص بغير ايها وايتها ان يكون الاسم المنصوب على الاختصاص علما علما وهذا قليل وهذا قليل كون الاسم المنصوب على الاختصاص على من؟ هذا قليل ومن ذلك ان تقول انا محمدا سآتي الليلة يقول انا سآتي الليلة ثم اتيت بمحمدا منصوبا على الاختصاص كانك قلت انا اعني محمدا تأتي الليلة ومن ذلك قول شاعر بنا تميما يكشف الضباب بناء يكشف ثم فسر ضمير المتكلم بنا وقلبنا تميما اي اعني تميما الخلاصة ان ضمير ان اسلوب الاختصاص كما رأيتم يأتي على استعمالين او على نوعين الاول بايها وايتها فيعامل حينئذ معاملة المنادى والاستعمال الثاني او النوع الثاني بغير ايها وايتها فيكون اسم محلى بال او باسم معرف بالاضافة او بعلم وقد اجحف ابن مالك كما رأيتم على هذا الباب على هذا الباب فاختصر احكامه كلها في هذين البيتين. بعد ذلك نعقب على هذا الباب بذكر بعض الملحوظات من الملحوظات اننا عرفنا مما سبق ان المنصوب على الاختصاص له اسلوبان الاسلوب الاول كالمنادى وذلك اذا كان بايها او ايتها فيبنى حينئذ على الضم. ولذا ذكر ابن مالك باب الاختصاص بعد ابواب النداء لان احد اسلوبي الاختصاص يعامل في الظاهر في اللفظ معاملة المنادى اما اعرابه فاننا نعربه دائما منصوبا بفعل محذوف وجوبا ونقول مثلا في قولنا انا ايها الاب احبك يا بني انا مبتدأ وخبره جملة احبك. انا احبك وايها الا نقول منادا لانه ليس منادا وانما نقول اسم مبني على الضم منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبا تقديره اعني او اخص فهو مفعول به هو مفعول به يعرب مفعولا به لكنه اسم مبني على الضم اسم مبني على الضم المبني تقول منصوب او في محل نصب قلت ايه محل النصب ومفعول به لكنه مبني على الظم فتعرظه اعراب المفعول به المبني فتقول ايها اسم مبني على الضم وان شئت تقول مفعول به مبني على الضم في محل نصب منصوب بماذا منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره اعني او اخص هذا الاسلوب يسمى اسلوب الاختصاص فان قيل لك لم بني على الظن تقول لان العرب عملهم معاملة المنادى فقط للتوافق الشكلي باتفاق اللفظي ايها هذا مفعول به مبني على الضم الاب ايها الاب يعرب كاعرابه في النداء فنقول نعت اه نعت لاي مرفوع وعلامة رفعه الضمة كما تقول يا ايها الرجل يا ايها الناس المنادى اي والناس نعت ايهما صار المفعول به لكن مبني على الظم ام جرى على اللفظ جرى على اللفظ جرى على اللفظ والنعت يجري على اللفظ في مواضع قليلة جدا منها باب النعت يجري ما احسب منها باب النداء يجري قد نبهنا على ذلك في باب النداء الاصل ان لفظ المبني لا يتبع لا تتبع على لفظ المبني الاتباع يكون للمحل. يعني محل الاعراب او للفظ المعرب لكن لفظ البناء ما تتبع عليه مبني على الظم مبني على الكسر مبني على الفتح لا تتبع عليه الا في مواضع قليلة جدا منها باب النداء فان العرب اتبعوا لفظ المبني على الضم فقالوا يا ايها الرجل والاختصاص في هذا الاسلوب يعامل معاملته فقالوا انا ايها الاب فنقول نعت مرفوع يتبع لفظ اي من الملحوظات ايضا التي نريد ان نذكرها بهذا الاسلوب ان اسلوب الاختصاص كما سبق يريد به المتكلم نفسه. لا غيره ولكنه اسلوب تعمله العرب وتريد بهذا الكلام نفسها لا غيرها والغرض منه فائدة منه تخصيص مدلوله من بين امثاله كذا يقولون تخصيص مدلوله من بين امثاله فاذا قلت انا انا ضمير اي متكلم يقول انا كلنا نقول انا فاذا قلت انا ايها الاب يعني خصصت هذا الضمير بانه الاب وهكذا طيب هناك ايضا ملحوظة اخرى وهي اسلوب الاختصاص بعد ان فهمناه الان هل هو اسلوب خبري؟ تخبر به عن شيء ام نداء تنادي النداء انشائي يعني ليس فيه خبر واذا قلت نحن العرب اقرى الناس للضيف هذا اخبار واضح واذا قلت نحن ايها العرب اقرى الناس للضيف تريد به الجملة السابقة نقول نحن العربى اقرى الناس للضيف او تقول نحن ايها العرب اقرى الناس للضيف الاسلوب المعنى واحد فالمعنى فيهما واحد وهو الاخبار تريد ان تقول اعني العرب اعني العرب وهذا له نظائر في اللغة اعني ان يأتي الكلام على اسلوب ويراد به اسلوب اخر بالاسلوب الذي جاءنا بالاختصاص هو اسلوب النداء لكن لا يراد به النداء وانما يراد به الاخبار وهذا له نظائر في اللغة ان يأتي الاسلوب على اسلوب والمعنى على اسلوب اخر. فمن ذلك استعمال الخبر في صورة الامر استعمال الخبر بصورة الامر ومن ذلك قولهم اجمل بالصبر التعجب افعل به اجمل بالصبر اجمل هذا فعل امر اجمل بالصبر وانت لا تريد الامر وانما تريد الاخبار تريد ان تقول جمل الصبر جمل الصبر كقولك ما اجمل الصبر واخبار خبار عن شدة جمال هذا الشيء لكنك اخذت اسلوب الامر اجمل بالصبر وانت تريد الاخبار ومن ذلك استعمال الامر في صورة الخبر عكس الصورة السابقة استعمال الامر في صورة الخبر تأتي بالاسلوب اسلوب خبر وانت تريد الامر كقوله سبحانه وتعالى والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين ولا يخبر وانما المعنى والله اعلم الامر يعني ليرضعن اولادهن حولين كاملين ومن ذلك استعمال الخبر في صورة الاستفهام ان تأتي بالكلام على صورة الاستفهام لكن تريد الاخبار ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى اليس الله بكاف عبده هو لا يستفهم وانما يريد ان يقول الله كاف عبده فاتى بهذا المعنى الخبري على صورة الاستفهام فهذه اساليب تفهمها العرب على مقتضى لغتها ومن ذلك اسلوب الاختصاص الذي جاء على اسلوب النداء ولا يراد به النداء وانما يراد به الاخبار ملحوظة اخرى عن بواعث واسباب الاختصاص ما اسبابه؟ ما بواعثه لماذا يستعمل العربي هذا الاسلوب؟ اسلوب الاختصاص هناك عدة اسباب وعدة بواعث منها الفخر والمدح يفخر شيء من صفاته ويمدح نفسه مثال ذلك علي ايها الجواد يعتمد المحتاج تقول علي يعتمد المحتاج ثم قلت ايها الجواد تعني نفسك وتقول انا ايها الشجاع ارغم انوف الاعداء وتقول نحن الاسود لا نهاب الموت اي نحن لا نهاب الموت والاسود المنصوب على الاختصاص ومن الاسباب والبواعث التواضع تأتي بالمنصوب على الاختصاص للتواضع. ومن ذلك ان تقول انا ايها العبد محتاج الى رحمتك يا رب او تقول انا العبد محتاج الى رحمتك يا رب وتقول انا ايها المسكين ارجو فضل الله انا ايها الضعيف استمد القوة من الله انا الضعيف استمد القوة من الله وهكذا فهذه معاني وفوائد يضربها العربي في مثل هذا الاسلوب امين ومن البواعث والاسباب التحبب التحبب والتحنن تأتي به تحببا وتحننا الى المخاطب كمثالنا السابق وقولك لولدك انا ايها الاب اعمل لخيرك يا بني تحببا وتحننا وتقول كلامي ايها الاستاذ لمصلحتكم يا طلاب يعني كلامي اعني الاستاذ لمصلحتكم وتقول نحن العلماء احرص الناس على الامة نحن احرص الناس والفاعل مستحضره انت والشر مفعول به والاسلوب الثاني اياك الشر بلا عطف تقدره على نحو احذرك الشراء احذرك الشر فالفعل احذر الكاف مفعول به والشر مفعول به ثان احذرك الشر ومن الاسباب والبواعث وهو اهمها واكثرها استعمالا زيادة البيان والايضاح زيادة البيان والايضاح لهذا الضمير المذكور اغلب الامثلة السابقة نحن نحن العربى اقرى الناس للضيف نحن معاشر الانبياء لا نورث وتقول انا الواقف امامك لا اخافك اي انا لا اخافك ثم تبين هذا الظمير تزيده بيانا والا معروف انك انا يعني متكلم لكن تزيده بيانا فتقول انا الواقف امامك لا اخافك فهذه بواعث الاختصاص ايضا من الملحوظات ان اسلوب الاختصاص كما اتضح من قبل لا يكون الا للمتكلم مفردا او مثنا او جمعا سواء كان ضميرا منفصلا ام كان ضميرا متصلا نحو انا المسلم لا ارضى بالذل انا هذا مفرد ومنفصل تقول نحن المسلمين لا نرضى بالذل تقول اللهم اغفر لنا ايها العاصون هذا ضمير متصل وهكذا فهذا هو الاغلب في الباب وقد جاء النصب على الاختصاص بعد ظمير المخاطب قليلا هذا قليل جدا ان يأتي المنصوب على الاختصاص بعد ضمير المخاطب قالوا من ذلك قولهم بك الله نرجو الفضل بك الله نرجو الفضل اي بك نرجو الفضل ولفظ الجلالة منصوب على الاختصاص. كانه قال بك اعني الله نرجو الفضل ومن ذلك سبحانك الله العظيم سبحانك الله العظيم اي سبحانك اعني اعني الله وخرج عليه قوله سبحانه وتعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس عنكم هذا هو من الخطاب ثم قال اهل البيت ما اعراب اهل البيت يجوز فيه وجها الاول ان يكون منصوبا على الاختصاص يعني مفعول به لفعل محذوف تقديره نحو اعني او اخص انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اعني اهل البيت انه يخاطبهم والوجه الثاني ان يكون منادا يعني يا اهل البيت فكلاهما جائز ومتجه الا ان كونه منادا افضل لماذا لان مجيء الاختصاص بعد ضمير المخاطب قليل. فلا يحسن عليه تخريج القرآن ولا يأتي الاختصاص بعد ظمير الغائب اتفاقا بعد الغائب لا يأتي اتفاقا طيب بان لنا من شرح الاختصاص والفرق بينه وبين النداء ان هناك فروقا بين المنادى وبين المنصوب على الاختصاص من هذه الفروق ان الاختصاص ليس معه حرف نداء وان الاختصاص لا يقع في اول الكلام لابد ان يتقدمه شيء وان الاختصاص يشترط فيه ان يتقدمه ضمير متكلم ويقل ان يتقدمه ضمير مخاطب وان الاختصاص يكون بالقياسا نحن العربى وكل هذه الاشياء لا تكونوا في النداء كما سبق الباب التالي وباب التحذير والاغراء التحذير والاغراء فعقد ابن مالك هذا الباب في خمسة ابيات قال فيها اياك والشر ونحوه نصب محذر بما استتاره وجب ودون عطف ذا لاي ينسب وما سواه ستر فعله لن يلزم الا مع الحذف او التكرار كالضيغمة الضيغمة يا ذا الساري وشذ اياي واياه اشد وعن سبيل القصد من قاس تبذ وكمحذر بلا ان يجعل مغرا به في كل ما قد فصل نعم مع العطف لا اذا اخطأت الا مع العطف او التكرار. نعم. التحذير التحذير في اللغة هو تنبيه المخاطب عن امر ليحذره ويتجنبه هذا في اللغة اما في اصطلاح النحويين فالتحذير هو اسم منصوب بفعل محذوف تقديره نحو احذر والاغراء الاغراء في اللغة هو تنبيه المخاطب الى امر ليفعله ويلزمه واصطلاحا في اصطلاح النحوين هو اسم منصوب بفعل محذوف تقديره نحو الزم والتحذير والتحذير والاغراء لهما في اللغة ثلاثة استعمالات وهذا الذي يهمنا الاستعمال الاول وهو لا يكون الا في التحذير دون الاغراء ويكون باياك واخواتي اياك اياك معروفة واخواتها اياكي واياكما واياكم واياكن وهو يستعمل بالعطف كأن تقول اياك والشر اياك والتأخر ويستعمل دون عطف كأن تقول اياك الشر اياك التأخر ويستعمل وحده كأن تقول اياك من الاسد او اياك من الشر ويجوز ان يكرر فتقول اياك اياك والشر فهذه اساليب كلها مستعملة في اللغة والتقدير تقدير الفعل الناصب تقدر الفعل الناصب فعلا مناسبا للمعنى فالاول اياك والشر تقدر اياك احذر و احذر الشراء اياك احذر فاياك هذا مفعول به لفعل محذوف تقديره احذر اياك احذر والشر اي واحذر الشر احذر هذا فعل احذف الفعل وحذر ماذا سيبقى من قولك احذرك الكاف ضمير متصل فاذا حذفت احذر الضمير المنفصل لا يستقيم بنفسه لا يقوم بنفسه حينئذ تقلبه الى ظمير منفصل اياك الشر وهكذا وهذا الفعل الناصب والذي قدرناه باحذر لا يجوز اظهاره مطلقا. بل يجب حذفه لان العرب لم تستعمل هذا الاسلوب الا بالحذف ومن ذلك ان تقول اياكم والمخالفة اياكم والسرعة اياكما والتأخر اياكنا والتبرج كل هذا يدخل في اسلوب التحذير وهذا الاسلوب او هذا الاستعمال الاول هو الذي ذكره ابن مالك رحمه الله في قوله اياك والشر ونحوه نصب محذر اي نصبه محذر نصبه بماذا بما استتاره وجب يعني بفعل استتاره واجب استتاره اي حذفه ودون عطف داء لان ينسب يقول ان اياك والشر يجوز ان يأتي دون عطف فتقول اياك الشر فهذا هو الاستعمال الاول للتحذير ان يكون باياك واخواته الاسلوب الثاني وهو يكون للتحذير وللاغراء ويكون باسماء مضافة الى ضمير المحذر تأتي باسم ثم تضيفه الى الذي تحذره ويكون على ثلاثة اوجه بالتكرار لقولك رأسك رأسك او وطنك وطنك ويكون بالعطف لقولك رأسك ويدك وكقولك وطنك واهلك ويكون بلا عطف ولا تكرار لقولك رأسك وكقولك وطنك المثال الاول كما ترون للتحذير رأسك والمثال الثاني للاغراء وطنك وكلها اي بالتكرار او بالعطف او بلا عطف وتكرار كلها منصوبة بافعال مناسبة محذوفة وجوبا مع العطف العطف ليس الحذف محذوفة وجوبا مع العطف والتكرار ومحذوفة جوازا مع غيرهما واذا قلت مثلا رأسك رأسك يعني احفظ رأسك او صن رأسك واذا قلت وطنك واهلك اي احفظ وطنك واهلك او اخدم وطنك واهلك او انفع وطنك واهلك تقدر الفعل المناسب واذا قلت مثلا رأسك والسقف رأسك والسقف كيف تقدر ذلك ها يعني احدى رأسك كيف يحذر رأسه ها احفظ رأسك واحذر السقف وتقدر فعلا مناسبا العرب تفهم الكلام احفظ رأسك واحذر السقف وهكذا تقدر افعالا مناسبة الاسلوب الثالث وهو يكون ايضا للتحذير والاغراء ويكون بالاسم المحذر منه تأتي بالاسم المحذر منهم منصوبا وهو على ثلاثة اوجه ايضا كالثلاثة السابقة بالتكرار كقولك السكين السكين وبالعطف كقولك السكين والشوكة ويكون بلا تكرار ولا عطف كأن تقول السكين تحذر احدا او طفلا من هذا الامر تقول السكين وكلها كذلك منصوبة بافعال مناسبة محذوفة وجوبا مع العطف والتكرار ومحذوفة جوازا مع غيرهما. فاذا قلت للطفل السكين اي احذر السكين وكذلك لو كررت السكين السكين او السكين والشوكة على تقدير احذر هذه الاشياء. وفي هذا يقول ابن مالك رحمه الله وما سواه ستر فعله لن يلزم الا مع العطف او التكرار كالضيغمة الضيغمة يا ذا الساري قال وما سواه يعني ما سوى الاسلوب الاول المستعمل معه اياك واخواته اياك التحذير باياك فعله واجب الحذف تماما وما سوى هذا الاسلوب اذا حذرت او اغريت بغير اياك فستر فعله يعني حذف فعله لن يلزم يعني لن يجب بل هو جائز ان شئت ان تصرح به وان شئت ان تحذفه تحذفه الا مع العطف او التكرار انعطفت رأسك والسيف او كررت رأسك رأسك فالحذف حينئذ واجب هكذا تفعل العرب في لغتها ثم مثل فقال الضيغمة الضيغمة كان تحذر من الاسد فتقول الضيغمة الضيغمة اي الضيغماء ومن الامثلة على ذلك والامثلة على ذلك كثيرة اه ان تقول مثلا كقول العرب مازي رأسك والسيف ماز رأسك والسيف يخاطب رجلا اسمه مازن فيقول يا مازن ثم حذف حرف النداء وحذفه جائز ثم حذف النون من مازن وهذا الحدث ماذا يسمى يا اخوان ها يسمى ترخيم وهو الدرس الذي اخذناه قبل ذلك نعم فرخم يعني حدث اخر الاسم تخفيفا وتحببا فقال مازي ثم قال رأسك والسيفاء اي احفظ رأسك واحذر السيف طيب قول الشاعر خلي الطريق لمن يبني المنار بها وابرز ببرزته حيث اضطرك القدر ونخلي الطريق لمن يبني المنار بها الفعل خلي لو حذفه فقال الطريق لمن يبني المنار بها يخاطب رجلا لم يحسن فقال الطريق يريد خلي الطريق لجاز له ان يصرح بالفعل خلي الطريق وجاز له ان يحذف الفعل. فيقول الطريق يعني خله لان الطريق هنا ليس مكررا ولا معطوفا ثم قال ابن مالك رحمه الله وشد اياي واياه اشد وعن سبيل القصد منقاسا تبذ سبق ان التحذير عندما عرفناه قلنا هو تنبيه المخاطب الى الشيء ليحذره. تنبيه المخاطب فالتحذير لا يكون الا للمخاطب يعني لا يكن للمتكلم ولا يكون للغائب ومع ذلك جاء في السماع التحذير للمتكلم. قال ابن مالك وهذا شاذ شذ اياي مع المتكلم ومن ذلك الاثر المروي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال اياياي وان يحذف احدكم الارنب يعني نهاهم ان يحذفوا الارنب بالحصى ان يقتلوها بالرمي بالحصى فقال اياي وان يحذف احدكم الارنب والقياس اياكم بالخطاب اياكم وان يحذف احدكم الارنب واشد من مجيء التحذير للمتكلم مجيئه للغائب قال واياه اشذ يعني مجيئه للغائب اشذ ومن ذلك قول بعض العرب اذا بلغ الرجل الستين فاياه واي شواب يقول اذا بلغ الرجل الستين فلا ينبغي له ان يتولع بشابة. الشواب جمع شابة هذا رأيه. على كل حال نحن يهمنا فقط اللفظ والحكم اللغوي اما المعاني لا تهمنا كثيرا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين