بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسهلا بكم في هذه الليلة ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول من سنة اربع وثلاثين واربعمائة والف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ونعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الثالث بعد المئة من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله نبدأ الدرس بشرح البيتين الباقيين من هذا الباب باب التحذير والاغراء عرفنا من قبل ان هذا الباب يدخل في المفعول به فالمنصوب فيه في الحقيقة مفعول به بفعل محذوف اما وجوبا واما جوازا على تفصيل ذكرناه من قبل والمعنى يعود الى الاغراء بهذا المنصوب اي الحث على فعله وهذا الذي يسمونه الاغراء واما ان يعود الى التحذير منه والتنفير وهذا الذي يسمونه التحذير التحذير ذكرنا ان له اساليب شرحناها في ابيات ابن مالك رحمه الله تعالى وآآ ذكرنا من احكامه انه انما يكون للمخاطب وتقول اياك الشراء او اياك والشر فبعد ان ذكر رحمه الله تعالى ان القياس والاصل في هذا الباب ان يكون للمخاطب قال رحمه الله وشذ اياي واياه اشذ يقول انه جاء في السماع القليل استعمال هذا الباب للمتكلم وهذا قوله وشذ ايا ومن ذلك ما جاء عن عمر رضي الله عنه وما يروى عن عمر رضي الله عنه واياي وان يرمي احدكم الارنب واياي وان يحذف احدكم او نحو ذلك نسيت النص فلم يقل اياكم والحذف مثلا لانه كان ينهى عن الحذف لانه لا يقتل الارنب بل قد يفقع العين ولا ينفع فخرج عن القياس عن اياكم الى التكلم فقال اي يعي فقال هذا جاءه في السماع ويحترم ولكنه لا يقاس عليه. يقال انه شاذ اشد في القياس لا يقاس عليه وجاء ايضا في السماع القليل استعمال هذا الباب مع الغائب واياه اشد اي استعمال هذا الباب مع الغائب اكثر شذوذا من استعماله مع المتكلم وهذان السماعان القليلان لا يقاس عليه ماء ومن قاس عليهما فقد بعد عن الصواب وهذا قوله وعن سبيل القصد من قاسى انتبذ اي ابتعد عن القصد والعدل لان القصد والعدل عند النحويين كما عرفنا من قبل ان القياس انما يكون على الكثير بهذا الباب. وفي الابواب عموما واما القليل فلا يقاس عليه الا في حالات ذكرناها من قبل عدة مرات وبهذا يكون قد انتهى من الكلام على التحذير باحكامه وانواعه ليجعل للاغراء بيتا واحدا قال فيه وكمحذر بلا ان يجعل مغرم به في كل ما قد فصل الاغراء يقول الاغراء في احكامه كالتحذير كالتحذير بلا اياء لاننا ذكرنا ان التحذير يأتي على طريقتين اما باي كان تقول اياك الشر او او اياك والشر واما ان يكون بلا اياء كأن تقول الاسد الاسد اي احذر او رأسك والسقف ونحو ذلك فقال ان الاغراء لا يكون باياء وانما يكون كالتحذير في كل احكامه الا انه لا يأتي باي. ولهذا يمكن ان تقول في الاغراء العلم العلماء اي الزم العلم وهو كالتحذير في احكام الحذف عند التكرار او العطف يكون النصب فعل محذوف وجوبا لقولك العلم العلم هنا يجب ان تحذف فعل الاغراء وجوبا لا تقول الزم العلم العلم وانما تقول العلم العلم وكذلك مع العطف لو قلت الحفظ والفهم اي الزم الحفظ والفهم وتحذف وجوبا واما اذا اغريت بلا تكرار ولا عطف فان الحذف يكون جائزا كأن تقول العلم يا اخوان يعني الزموا العلم فيجب ان تقول الزموا العلم ويجب ان تقول العلم لانك لم تكرر ولم تعطف فهذا ما يتعلق الباقين من باب التحذير والاغراء. قال رحمه الله تعالى اسماء الافعال والاصوات. ثم عقد هذا الباب في ثمانية ابيات نبدأ كالعادة بقرائتها فقال رحمه الله تعالى ما ناب عن فعل كشتان وصه هو اسم فعل وكذا ومه وما بمعنى افعل كامين كثر وغيره كوي وهيهات نزر والفعل من اسمائه عليك وهكذا دونك مع اليك كذا رويدا بل هاء ناصبين ويعملان الخفض مصدرين وما لما تنوب عنه من عمل لها. واخر ما لذي فيه العمل واحكم بتنكير الذي ينون منها وتعريف سواه بين وما به خوطب ما لا يعقل من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل كذا الذي اجدى حكاية كقب والزم بنا النوعين فهو قد وجب عقد الباب كما رأيتم في ثمانية ابيات تكلم فيها على موضوعين الموضوع الاول اسماء الافعال بستة ابيات او في ستة الابيات الاولى والثاني اسماء الاصوات في البيتين الاخيرين فنبدأ بالكلام على اسماء الافعال تبعا لابيات ابن مالك رحمه الله تعالى بدأ بتعريف اسم الفعل ومثل له باربعة امثلة فقال ما ناب عن فعل كشتان وصى هو اسم فعل كذا وما عرف في هذا البيت اسماء الافعال بانها اسماء تنوب عن الافعال في المعنى والعمل اسماء تنوب عن الافعال في المعنى والعمل اسماء اي هي اسماء ليست افعالا ولا حروفا الا انها نابت عن الفعل نابت عن الفعل في شيئين في المعنى فمعناها ومعنى الفعل سواء والعمل فهي والفعل في العمل سواء ومثل لاسماء الافعال باربعة امثلة الاول شتان بمعنى الفعل الماضي افترقا. يقال شتان زيد وعمرو. اي افترق زيد وعمران هما في المعنى والاعراب سواء افترق زيد وزيد فاعل وشتان زيد وعمرو زيد فاعل والمثال الثاني صح وهو بمعنى اسكت تقول اسكت فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره انت. وصاه فاعله ضمير مستتر وجوب تقديره انت والمثال الثالث اوة بمعنى اتعجب او اعجب وهو بمعنى الفعل المضارع كما ترون والمثال الرابع مه بمعنى اكف او انكف فاسم الفعل لفظه اسم نحكم على لفظه بانه اسم. لماذا؟ لانه يقبل علامة من علامات الاسمية كالتنوين. تقول صه وصه ومهن واف واف والذي يقبل التنوين اسم كما سبق في علامات الاسمية. واما معناه فمعنى الفعل لان صح معناه اسكت اذا فاسم الفعل خارجه اسم وداخله فعل ولذا يعامل لفظه معاملة الاسماء ويعامل معناه معاملة الفعل فاذا تبين ذلك تبين لكم لماذا اختلف النحويون بنوع هذه الكلمات. اهي اسماء اهي اسماء ام افعال على قولين للنحويين القول الاول هو قول جمهور النحوين ومنهم البصريون انها اسماء والقول الثاني قول جمهور الكوفيين انها افعال والراجح قول الجمهور هذه من المسائل التي يتضح فيها الترجيح وقول الكوفيين يقولون فاسد لشدة ضعفه والادلة على فساده كثيرة منها ان اسماء الافعال التي ذكرنا شيئا منها ليست على صيغ الافعال الافعال لها صيغ محددة واضحة فالماضي فعل والمضارع يفعل والامر افعل والصيغة قد يكون لها اكثر من صورة وشتان وهيهات وصاه ليست على شيء من هذه الصيغ والامر الثاني مما يفسد قولهم ان من اسماء الافعال ما يقبل التنوين وهذا باتفاق تأفن وصهن واه والقاعدة تقول اذا كان عندك نوع اذا كان عندك نوع وبعض افراده قبل التنوين اذا فهذه الافراد اسماء وحكم النوع واحد اذا فجميع الافراد تكون اسماء لان بعضها قبل التنوين ومن الامور التي تفسد قول الكوفيين ان من اسماء الافعال ما جاء على حرفين ده صح ومهما وليس هناك فعل يأتي على حرفين الفعل يأتي ثلاثيا ويأتي رباعيا بمجرد وفي المزيد يأتي رباعيا وخماسيا وسداسيا ولا يأتي اقل من ذلك الا بحذف يعني تحدد منه حرفا هو ثلاثي ثم تحذف حرفا فيكون تناعي اذا فهو ثلاثي مثل قف اذا وقف ثم حذفت الواو لعلة تصريفية فقلت اقف اذا فهو ثلاثي اما الاسماء الاسماء قد تأتي على حرفين وقد تأتي على حرف وذلك في المبنيات كالظمير هو هذا حرفا باتفاق مثل واو الجماعة في ذهب حرف باتفاق وذكر النحويون ادلة اخرى ايضا لافساد قول الكوفيين نكتفي بهذه الامور بعد ان عرف ابن مالك اسماء الافعال ومثل لها قال رحمه الله وما بمعنى وما بمعنى افعل كامين كثر وغيره كوي وهيهات نذر في هذا البيت ذكر رحمه الله تعالى ان اسماء الافعال من حيث المعنى ثلاثة اقسام اما ان تأتي بمعنى فعل امر واما ان تأتي بمعنى فعل مضارع واما ان تأتي بمعنى فعل ماضي القسم الاول اسم فعل او اسم بمعنى فعل امر قسم بمعنى فعل امر ومثل له بماذا ها امين امين اسم فعل مبني على الفتح بمعنى استجب وهو اكثر الاقسام وهذا الذي نص عليه بقوله كثر اي انه اكثر من القسمين الاخرين وامثلته كثيرة لانه اكثر الاقسام مثل صح ومثل ما ومثل مزالي ومثل دراكي زيدا نزالي بمعنى انزل ودراك بمعنى ادرك وهكذا والقسم الثاني اسم بمعنى الفعل الماضي ومثل له بماذا اه هيهات هيهات اسمه فعل مبني على الفتح بمعنى الفعل الماضي بعد تقول هيهات العلم عن الكسول يعني بعد العلم قال الشاعر فهيهات هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله والهيهات العقيق يعني بعد هذا ما كان فعد العقيق والعقيق فاعل وهيأت العقيق فاعل سيأتي ان هذا الباب قائم على السماع فلهذا الباب سهل ما فيه اجتهادات وتنظر وتتأمل هو سمع فلهذا سيقال لك مثلا في هيهات هيهات العقيق فاعل وجاء في السماع دخول اللام على فاعل هيهات سمع كقوله تعالى هيهات هيهات لما توعدون الاصل اللغوي والله اعلم هيهات ما توعدون يعني هيهات بعد الذي توعدون ثم دخلت اللام فاللام حينئذ زائدة للتوكيد والقسم الثالث اسم بمعنى الفعل المضارع ومثل له ابن مالك وي بوي بوي بمعنى اتعجب او اعجب وهذه كما تعرفون وردت في القرآن الكريم وي كانه لا يفلح الكافرون. وي بمعنى اتعجب او اعجب تعجب لعدم فلاحهم مع حرصهم على على الدنيا ثم ذكر في اخر البيت ان هذين النوعين الاخيرين بمعنى الماضي والمضارع انهما قليلان فقال وغيره كهيهات وغيره كولي وهيهات نزر اي قلع وهنا مسألة اعلموا انكم ستسألون عنها ولم يذكرها ابن مالك وهي ما اعراب اسماء الافعال في نفسها في انفسها هيهات العقيق العقيق فاعل لانها تعمل عمل الفعل كما سيأتي. لكن هي في نفسها ما اعرابها عندما تقول صح الفاعل مستتر وجوبا تقدره انت. طيب صح نفسها ما اعرابها امين ما يعرب امين اسماء الافعال ما اعرابها في ذلك ثلاثة اقوال للنحويين عندما يأتي الخلاف يعني حاولوا ان تفهموا سبب الخلاف. لماذا اختلف النحويون ما اختلفوا الا لسبب بناء على هذا السبب يتبين قوة القول وظعفه وكلما تعمق الانسان في معرفة هذه القياسات النحوية عرف اسباب خلاف النحويين وقوي عنده الترجيح بين هذه الاقوال القول الاول في اعراب اسماء الافعال انها في محل نصب مفعول مطلق يقولون هذه مفاعيل مطلقة لماذا لان هؤلاء يرون انها نائبة عن المصدر. في الحقيقة وقولك فقولك صه معناه الدقيق اسكت سكوتا ووي اتعجب تعجبا وهذا هو رأي ابي عثمان المأزني شيخ المبرد فعلى ذلك كل اسماء الافعال تعربها وانت مرتاح اعرابا واحدا انها مفعول مطلق ونعرف وسيأتي في اخر الباب انها جميعا مبنية الحركات اواخرها اذا فاعرابها لفظي ام محلي محلي فاذا اردنا ان نعرب مثلا اف ولا تقل لهما اف ماذا سنقول في اعراب اف ها سنقول مفعول مطلق اريد الاعراب الاعراب مفعول مطلق طيب منصوب او في محل ناصب في محل نصب مبني على الكسر. تريد ان تبين نوعه؟ قل اسم الفعل لا بأس قلنا بيان النوع مع الاسماء زيادة في الاعراب. ليس اعرابا. اعراب الاسم ان تبين موقعه في الجملة. مبتدأ خبر المفعول به حال تمييز وهكذا هذا الاعراب في الاسماء بخلاف الفعل والحرف الفعل والحرف اذا اردت ان تبدأ اعرابهم فتبين نوعهما. فعل ماض فعل مضارع فعل امر حرف جر حرف نصب اما الاسم لا تبين نوعه ادارة تعرب محمد فجاء محمد ما تقول اسم ما تقول علم ما تقول اسم مفعول وكل ذلك صحيح لكن ليس هذا العراب. العراب ان تبين موقعه وقع بحيث يدل على الفاعل فتقول فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة فلو زدت وهو علم وهو اسم وهو اسم مفعول هذي كلها زيادات الا ان المعربين جرت عادتهم على النص على نوع الاسم اذا كان مبنيا عادة ليست واجبة لكنها عادة الاباس ان تقول في اعراب اف اسم فعل مبني على الكسر اه في محل نصب مفعول مطلق او تقول اسمه فعل وهو مفعول مطلق في محل نصب على الكسر او تقول ما شئت لكن تأتي بهذه الاركان الثلاثة مفعول مطلق هذا ما آآ بيان موقعه في الجملة في محل نصب هذا بين لحكمه مبني على الكسر هذا بين لحركته هذه اركان الاعراب تأتي بها رتبتها او لم ترتبها لا بأس بذلك. القول الثاني في اعراب اسماء الافعال انها لا محل لها من الاعراب يقولون لا محل لها من الاعراب يعني ليس لها حكم اعرابي لا رفع ولا نصب ولا جر ولا جزم لما قالوا حملا على فعل الامر والفعل الماظي ونعرف انهما لا محل لهما من الاعراب لا تدخلهم الاحكام الاعرابية وهذا رأي الاخفش وجماعة وهو الذي ايده ابن مالك القول الثالث وهو قول في ظاهره لطيف القول الثالث ان اسماء الافعال في محل رفع في محل رفع مبتدأ مبتدأ ومرفوعها يعني فاعلها ومرفوعها سد ما سد الخبر هي مبتدأ وفاعلها سد مسد الخبر فتكون كماذا فتكون كقولهم اقائم زيد هذا في المبتدأ قلنا المبتدأ نذكر النوعان المبتدأ الذي له خبر زيد قائم والنوع الثاني المبتدأ الذي سد مرفوعهم وسد الخبر وذلك مع الوصف المعتمد على نفي او استفهام فاذا قلت اقائم زيد الهمزة حرف الاستفهام وقائم مبتدأ وزيد فاعل باسم الفاعل فاعل سد مسد الخبر واقوى هذه الاقوال عندي ولكل اختياره. اقوى هذه الاقوال عند الاول انها مفاعيل مطلقة وهذا الذي ارشد اليه وادرسه ثم الثاني وهو الذي اختاره كثير من النحويين قصنا المتأخرون ثم الثالث ثم بعد ذلك قال ابن مالك رحمه الله تعالى والفعل من اسمائه عليك وهكذا دونك مع اليك كذا رويد بلها ناصبين ويعملان الخفض مصدرين اذا قيل لكم ان الفية ابن ما لك هي اسهل المنظومات العلمية تعلمون ذلك نعم خلفية ابن مالك هي اسهل المنظومات العلمية من حيث النظم لكن لو مثلا اطلعتم على منظومات علمية اخرى كالفية العراقي في الحديث مثلا او يعني منظومات اخرى ووازنتم رأيتم بالفعل سهولة الفية ابن مالك وفيها ابيات وعرة نبهنا عليها. لكن الحكم دائما على الاكثر والاغلب طيب ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى في هذين البيتين ان اسماء الافعال من حيث الوضع قسمان يعني كيف وضعت؟ كيف وضعها العرب هيا قسمان القسم الاول اسماء الافعال المرتجلة ما معنى مرتجلة يعني لم يسبق لها استعمال في اللغة لم تستعمل في باب اخر في اللغة ثم جاءت العرب ونقلتها من هذا الباب وجعلتها اسماء افعال. لا منذ وضعت من اول وضعها وضعوها اسماء افعال وهي الاكثر والاشهر وكل كل الامثلة السابقة من هذا الباب كصهومة وامين واف ووي وشتان وهيهات كلها مرتجلة يعني لم تستعمل في اللغة الا اسماء افعال ليس لها استعمال اخر والقسم الثاني اسماء الافعال المنقولة وهي اسماء افعال منقولة من بابين مستعملين اتت العرب الى بابين من ابواب عرب من ابواب اللغة المستعملة ثم نقلوا منها كلمات وجعلوها اسماء افعال هي لم تكن اسماء افعال لكن نقلوها وجعلوها اسماء افعال النقل الى اسماء الافعال كما قلنا يكون من بابين الباب الاول اسماء الافعال المنقولة من شبه الجملة من شبه الجملة وتعرف ان شبه الجملة نوعان الظرف والجر والمجرور فالمنقول من الجر والمجرور كقولهم عليك زيدا بمعنى الزم زيدا عليك زيدا بمعنى الزم زيدا اذا عليك هنا بمعنى فعل بمعنى الزم اتوا الى عليك وهي في الاصل جار ومجور. ثم نقلوها من بابها وجعلوها اسمه فعل يعني يعني جعلوها اسما بمعنى الفعل الزم حينئذ نقول في عليك زيدا عليك جر ومجرور ام اسم اسم ويعرب العرب بالاسماء وقل عليك مفعول مطلق القول الاول او لا محل له من الاعراب على الثاني او مبتدأ على الثالث لانه صار اسما الان ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى عليكم انفسكم المعنى والله اعلم الزموا شأن انفسكم وقد تزاد الباء في مفعوله فتقول عليك بزيد عليك بالعلم عليك بهذا الشيء. قال الشاعر فعليك بالحجاج لا تعدل به احدا اذا نزلت عليك امور ما عرب عليك زيدا اما عليك فعرفنا اعرابها واما زيدا فمفعول به منصوب باسم الفعل والفاعل مستتر تقديره انت مستتر وجوبا نعم طيب ومن ذلك قولهم اليك قل اليك عني اليك بمعنى تنح او اه ارجع او نحو ذلك اليك عني اليك ليست جرا وجورا وانما هي اسم فعل بمعنى تنح وهذان المثالان ذكرهما ابن مالك في البيت والثاني من شبه الجملة الظرف ومن اسماء الافعال المنقولة من الظرف قولهم دونك تقول دونك زيدا دونك الكتاب دونك الباب فاخرج مثلا ما معنى دونك زيدا يعني خذه دونك الكتاب خذه فدونك اسم فعل وزيدا مفعول به والفاعل مستتر وجوبا تقديره انت ومن ذلك قولهم مكانك مكانكم مكانك ما معنى مكانك يعني اثبت اثبت هنا ما في معنى الظرفية وانما تريد ان تقول اثبت فهو اسم فعل ومن ذلك اذا قلت امامك تريد تقدم امامك يعني تقدم بخلاف ما لو قلت اذهب امامك او اجلس امام زيد. هذه ظروف ان وقع فيها فعل لكن لو قلت امامك تريد تقدم او خلفك تريد تأخر او وراءك تريد تأخر فتكون حينئذ اسماء افعال وهذا قول ابن مالك والفعل من اسمائه عليك هي عليك والالف للاطلاق في الشعر وهكذا دونك مع اليك هذا النوع الاول من اسماء الافعال المنقولة التي نقلت عن شبه الجملة والنوع الثاني من اسماء الفعل المنقولة هي اسماء الفعل المنقولة من المخصر المصدر تعرفون المصدر هذا امر مستعمل في اللغة المصادر ذهبوا الى المصادر فنقلوا بعضها وجعلوها اسماء افعل ومن ذلك رويض وبلى رويد وبله يقولون رويه زيد رويدة زيدا رويدا زيدا بمعنى امهله ويقولون بل هزيدا بمعنى اتركه نبدأ برويد رويد هذا مفصل من الفعل ارود بمعنى امهل ارود يرود اروادا بمعنى امهل يمهل امهالا ارود يرود اروادا ارواد نأخذ هذا المصدر طيب صغره تصغير ترخيم يعني تصغير حروف الاصلية فقط وتقول رويدا رويدا اذا فرويد تصغير للمصدر تصغير لمصدر مستعمل وهذا المصدر المستعمل له فعلا ليس له فعل له فعل قال تعالى فمهل الكافرين امهلهم رويدا رويدا هذا مصدر يعني تمهيلا او امهالا هذا مصدر منصوب اسم منصوب وملونة لانه من الاسماء الملونة ليس ممنوع من الصرف طيب فاذا قلنا رويد هذا مصدر او تصدير المصدر والمصدر كما سبق درسنا المصدر واعمال المصدر وعرفنا ان المصدر يجوز ان يعمل عملا فعله تقول مثلا امهل زيدا وتقول اربط زيدا فاذا اتيت بالمصدر كاز ان تعمله عمل الفعل فتقول رويدا زيدا بمعنى امهل زيدا فرويدا هذا مفعول مطلق وزيدان مفعول به بهذا المصدر رويدا زيدا وعرفنا في باب المصدر ايضا ان المصدر اذا عمل جاز لك ان تعمله وجاز لك ان تضيفه ويجوز ان تقول رويدة زيد بمعنى امهال زيد يعني امهله امهالا كما تقول افهم الدرس هذا بالفعل طب هات المصدر تقول فهما الدرس هذا اعمالته يبقى ضفه تقول فهم الدرس يا شباب يا اخوان فهم الدرس يعني افهموه فهما قال تعالى فضرب الرقاب اي اضربوها ضربا اذا في المصدر يجوز ان تعمله فتنصب به ما بعده ويجوز ان تضيفه ثمان العرب نقلوه من المصدر ولو جعلته ولو ابقيته مصدرا جاز وتعامله معاملة المصدر لا اشكال في ذلك. تقول رويدا زيدا وتقول رويدا زيد ما في اشكال ثمان العرب نقلوه وجعلوه اسم فعل. فاذا كان اسم فعل واسماء الافعال كلها مبنية فنهوا عن الفتح وقالوا رويد زيدا رويدا بناه على الفتح واعماله عمل الفعل وقالوا رويدا زيدا رويدا اسمه فعل مبني على الفتح وزيدا مفعول به. والفاعل مستتر وجوب وتقديره انت اي امهل زيدا امهالا هذا ما يتعلق برويد والمصدر الثاني الذي نقلوه من الى اسماء الافعال بلى قل بالها زيدا بل بمعنى ترك تقول بالها زيدا يعني اتركه بل هالكتاب اتركه بل كترك الا ان الترك له فعل ترك يترك تركا واما البله فليس له فعل مستعمل هو مصدر لكن ليس له فعل مستعمل. ليس كل مصدر له فعل مستعمل ويل مصدر وليس له فعل وهذا سبق في باب المصادر مصادر نوعان ما له فعل وما ليس له فعل لو اردنا ان نأتي بفعله على القياس هو ليس له فعل لكن لو اردنا ان نأتي بفعله على القياس لكان مثل ترك يترك تركا بلها يبله بلها لكن لا تقول العرب بلها يبلغون. وانما تقول فقط بلى فبل مثل ترك تقول تركا زيدا بمعنى اتركه ولك ان تضيف تقول ترك زيد كان يضرب زيدا فتقول له ترك زيد يعني اتركه ولك ان تنقله الى اسم الفعل لا الترك ما تنقله اقصد البله البله لك ان تجعله مصدرا على اصله ولك ان تنقله فان جعلته مصدرا قلت بل هزيد كترك زيد تضيفه اضافة وان نقلته الى اسم الفعل تعمله عمل الفعل فتقول بل هزيدا اترك زيدا وهذا هو قول ابن مالك بعد ذلك كذا رويدة بلهاء ناصبين ويعملان خفض مصدرين يقول رويد وبله ان نقلتهما الى باب اسماء الافعال فانك ستبنيهما على الفتح رويدا بل هاء وتنصب ما بعدهما رويدة زيدا بلها زيدا طيب ولك ان تبقيهما مصدرين فيأخذانه حينئذ حكم المصدر وسبق الكلام على ان المصدر يجوز ان تعمله وتقول رويدا زيدا ولك ان تضيفه رويد زيد وهذا قوله ويعملان الخفظ اي الجر مصدرين ثم قال ابن مالك بعد ذلك وما لما تنوب عنه من عمل لها واخر ما لذي فيه العمل ذكر في هذا البيت حكمين من احكام اسم الفعل الحكم الاول ان اسم الفعل يعمل عمل فعله. وهذا الذي كنا نقوله من بداية الدرس اسماء الافعال من الاسماء التي تعمل عمل فعلها كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والمصادر كلها اسماء تعمل عمل فعلها كذلك اسماء الافعال تعمل عمل فعلها ان كان فعلها لازما فهي مثله ترفع فاعلا. وان كان فعلها متعديا فهي مثله ترفع فاعلا وتنصب مفعولا تقول هيهات العقيق بمعنى بعد العقيق سواء في المعنى والاعراب فالعقيق فيهما فاعل وتقول شتان زيد وعمرو بمعنى افترق زيد وعمرو فزيد فاعل فيهما وتقول تراك زيدا بمعنى اترك زيدا وزيدا مفعول به والفاعل مستتر وجوبا تقدره انت وتقول عليك زيدا بمعنى الزم زيدا فزيدا مفعول به والفاعل مستتر وجوبا تقديره انت ويجب ان ينبه هنا الى ان بعض اسماء الافعال قلنا اسماء الافعال سماعية بعض اسماء الافعال قد تأتي على اكثر من معنى تأتي على معاني اكثر من فعل بحسب السماع والاستعمال ومن ذلك مثلا حي هل حي هل تقول حي هل زيدا بمعنى ايته حي هل الخير بمعنى ايته فزيدا مفعول به والفاعل مستتر وجوبا ويقولون حي هل على الخير هيا هل على الخير ليست بمعنى ايتا لانه متعدي ايتا لابد ان تقدر فعلا تتعدى بعلى اقبل بمعنى اقبل اذا فاقبل والفاعل مستتر وجوبا وفي الاثر اذا ذكر الصالحون فهي هل بعمر قالوا بمعنى اسرع بذكره وهكذا وسيأتي ان حي هل فيها اكثر من لغة سيأتي بيانها في حينه وهذا هو قول ابن مالك وما لما تنوب عنه من عمل لها يقول العمل الذي للفعل الذي تنوب عنه اسماء الافعال اثبته لها. يعني انها تعمل عمل فعلها فهذا هو الحكم الاول في هذا البيت. واما الحكم الثاني في هذا البيت فهو انه لا يجوز تقديم معمول اسم الفعل عليها معمول اسم الفعل لا يجوز ان يتقدم عليه المعمول هو الذي يقع عليه العمل يعني الفاعل والمفعول به فتقول مثلا عليك زيدا او دراك زيدا ولا يجوز ان تقدم المعمول فتقول زيدا عليك او زيدا دراكي وهذا هو قول ابن مالك واخر ماء لذي فيه العمل وفي بعض النسخ نسخ الالفية واخر ما الذي فيه العمل يقول الذي وقع عليه عمل اسم الفعل يجب ان يتأخر اذا لا يجوز ان يتقدم عليه هذا قول الجمهور النحويين قالوا لان اسم الفعل يعمل بالاصالة ام يعملوا بالحمل والتشبيه يعمل بالحمل والتشبيع على الفعل الذي لا يعمل بالاصالة وانما يعمل بالفرعية عمله ضعيف لا يعمل الا اذا جاءت الامور على اصلها يعني ما في مشكلة في الكلام لكن لا يستطيع ان يعمل كالفعل فعل قوي يعمل في ما بعده وفيما قبله ويعمل مذكورا ومحذوفا لان هو الاصل في العمل ما اسم الفعل فهو اسم الاصل فيها انه لا يعمل لكنه عمل هنا حملا على الفعل عمله ضعيف. ولهذا لا يعمل اتفاقا وهو محذوف ولا يعمل متأخرا عند الجمهور كما قلنا الان وخالف في ذلك اي في وجوب اي في وجوب تأخير معموله خالف في ذلك الامام الكسائي. فاجاز ان يتقدم قال يجوز ان تقول زيدا عليك وزيدا دراكي ونحو ذلك واستدل له بشاهدين الشاهد الاول قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء كتاب الله عليكم كتاب الله عليكم قالوا المعنى عليكم هنا بمعنى الزم اي الزموا كتاب الله كقولك عليك زيدا اي الزم زيدا ثم قدم المفعول به والشاهد الثاني قول الراجز يا ايها المائح دلوي دونك اني رأيت الناس يحمدونك فقال دلوي دونك ولم يقل دونك دلوي دونك قلنا اسم فعل بمعنى خذ دونك زيدا اي خذه دونك دلوي اي خذه ثم انه قدم المفعول به وقال دلوي دونك والجمهور خرجوا هذين الشاهدين اما الاية فتخريجها واضح على تخريجين. التخريج الاول وهو الاقرب انه ليس من باب اسم الفعل. قل عليك ليس اسم الفعل بمعنى الزم. وانما هو على اصله شبه جملة جر مجرور وانما هذا من باب الاغراء الذي سبق قبل قليل والمعنى الزموا كتاب الله وعليكم جر مجرور يعني الزموا المكتوب عليكم الزموا المكتوب عليكم يعني المفروضة عليكم وهو من باب التحذير اسف من باب الاغراء وقول اخر لا بأس به في الاية ان كتاب الله مفعول مطلق والمعنى حرمت عليكم امهاتكم الى اخر الاية ثم قال كتب الله ذلك عليكم كتابا كتب الله عليكم ذلك كتابا ثم حذف الفعل واقام المصدر مقامه كما تقول فهما الدرس اي افهم فهما فهذان القولان متجهان ولا اشكال عليهما والمعنى معهما واضح وسليم واما البيت ايها المائح دلوي دونك ففيه ايضا توجيهان التوجيه الاول وهو الاقوى ان عليك على اصله شبه جملة جار ومجرور والجملة من باب الاغراء اي الزم دلوي الزمه الله يعني الزمه وقدمه على غيري ودونك ظرفة يعني الدلو الذي دونك وهذا معنى مستقيم لا بأس به بل هو هذا المعنى ويتضح قوة هذا التوجيه ان الشاهدين كلاهما على هذا المعنى فلو انه استشهد الكسائي بشواهد لا تدخل في باب الاغراء. وانما يلزم فيها ان تكون اسماء افعال كان ذلك اقوى للاحتجاج له ولكن عندما اخرج هذان الشاهدان من هذا الباب الى باب الاغراء وهو المعنى المتبادر في الاية والبيت كان حملهما على ذلك احسن واولى والتوجيه الثاني في البيت دلوي دونك ان دلوي مبتدأ ودونك اسم فعل وفاعله مستتر تقديره انت ومفعوله محذوف اي دلوي دونك اي دلوي خذه تلوي خذه وهذا لا بأس به ان تقول محمد اكرمه. الكتاب اقرأه لا اشكل في ذلك وهذا لا يتأتى في الاية لان الاية ظهر النصب كتابا اما دلوي لم يظهر الناصب فجاز ان يقال انها مبتدأ والخلاصة ان الجمهور على ان معمول اسم الفعل لا يتقدم عليه لانه عامل ضعيف واسأل واختم بهذا السؤال الدرس ونبقي ما تبقى ان شاء الله في الدرس القادم سواء شرح الابيات او مسائل وملحوظات مهمة تتعلق بهذا الباب ما الفرق بين الماءح والماتح الراجس قال ايها المائح قال له يدونك ما الفرق بين المائح والماتح؟ نعم تفضل الماءح والماتح المائح ارفع صوتك الفوق للفوق والتحت لتحت اه المائح الماتة كلاهما فوق من همزة فوقه فوق الماتح هو الذي على شفير البر هو الذي يخرج الماء من البئر وهو على شفيره يرفعه والماءح الماءح كيف هذا البيت؟ يقول ايها المائح ها هو الذي ينزل هو الذي ينزل عند قلة الماء ينزل اليه كيف يعني تريد تقصد ذلك هذا غور منك الى المعنى ما شاء الله. طيب نعم هذا هو الفرق بينهما نختم بذلك والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين