فان سجود التحية والاكرام قد يفضي بالانسان الى سجود العبادة وكله مما لا يجوز صرفه الا لله عز وجل وثاني ما ذكره المؤلف رحمه الله من صور الشرك به جل في علاه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد نكمل ما يسر الله تعالى من القراءة في كتاب تجريب التوحيد آآ الشيخ احمد ابن علي الشافعي المقريزي رحمه الله ونعلق مع ما يسر الله تعالى من ذلك بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد فالشرك به في الافعال كالسجود لغيره سبحانه والطواف بغير البيت المحرم وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره. وتقبيل جار غير الحجر الاسود الذي هو يمينه تعالى في الارض او تقبيل القبور واستلامها والسجود لها وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد يصلى لله فيها. فكيف من اتخذ القبور اوثانا من دهون الله فهذا لم يعلم معنى قول الله تعالى اياك نعبد. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وفيه عنه ايضا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون ينقذون القبور مساجد وفيه ايضا عنه صلى الله عليه وسلم ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد. الا فلا تتخذوا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وفي مسند الامام احمد وصحيح ابن حبان عنه صلى الله عليه وسلم لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرور وقال اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال ان من كان قبلكم كانوا اذا مات فيهم الرجل بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصورة اولئك شرار الخلق عند الله المؤلف رحمه الله بين ان الشرك الذي جاءت الرسل بالتحذير منه النهي عنه يكون في الافعال ويكون في الاقوال ويكون في الارادات والمقاصد والقلوب وبدأ بذكر ما يكون من الشرك في الافعال ومثل له بجملة من الامثال التي يتضح بها المقام وبدأ ذلك ذكر السجود. فقال رحمه الله فالشرك بالله في الافعال كالسجود لغيره سبحانه فالشرك بالله عز وجل في الافعال يكون بان تصرف عبادة امرك الله تعالى بها لغيره ومن ذلك السجود في السجود امر الله تعالى به له فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فاذا صرف الانسان ركوعا او سجودا لغير الله عز وجل كان ذلك موقعا له في الشرك ومما ينبغي ان يعلم ان السجود ينقسم الى قسمين سجود عبادة وهذا لا يكون الا لله عز وجل وهو الذي امر الله تعالى به اهل الاسلام في قوله جل في علاه يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وهذا لا يجوز صرفه لغير الله فمن سجد لغير الله تعبدا كما لو سجد لقبر او سجد لصالح او سجد لصنم فانه يكون قد وقع في الشرك الذي نهت عنه الرسل وبهذا يكون قد تورط في الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل وهو الشرك الاكبر الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واما النوع الثاني من السجود فهو السجود تحية واكراما وهذا النوع من السجود ليس عبادة لكنه مما نهى الله تعالى عنه اهل الاسلام. وان كان ذلك قد وقع في الامم السابقة كما قال الله جل وعلا في خبر يوسف واخوته ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا فهذا كان في الامم السابقة وقد نهت عنه هذه الشريعة فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في السنن وغيره لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لعظم حقه فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخبر عن سجود لو كان مأذونا فيه في هذه الشريعة لاذن فيه وامر به المرأة ان تسجد لزوجها لعظم حقه وهذا الحديث جاء من طرق عديدة في افرادها مقال لكن مجموع هذه الطرق يدل على ثبوته وهو يدل على ان السجود في هذه الامة لا يكون لاحد اذ السجود لا يكون الا لله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم قد حياه بعض اصحابه بالسجود له فنهاهم صلى الله عليه وسلم وقال هذه المقالة لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لعظم حقه فلا يجوز لاحد ان يسجد لاحد على اي وجه كان. سواء كان ذلك تعبدا او تحية او اكراما في الافعال الطواف حيث قال رحمه الله في ذكر الامثلة كالسجود لغيره سبحانه والطواف وقد امر الله تعالى بالطواف بالبيت فهو عبادة يتقرب بها العبد لله عز وجل في موضع معين على نحو معين لا يكون ذلك الا في هذا الموضع على نحو ما امر الله تعالى كما قال جل وعلا في قصدي هذا البيت المبارك قال جل في علاه ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق. وقال جل وعلا وطهر بيتين الطائفين والعاكفين والركع السجود وفي الاية الاخرى قالوا طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود فالطواف عبادة متعلقة بالبيت وهو تعظيم لله عز وجل واجلال له. ولذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه الطواف بالبيت صلاة الا ان الله احل فيه الكلام فالطواف عبادة كما الصلاة عبادة لا تكون الا لله عز وجل فيتقرب المؤمن لله عز وجل بالطواف ببيته وليس في الدنيا موضع يطاف عليه او يتقرب الى الله بالطواف حوله الا هذه البقعة المباركة وهي قربة لله عز وجل وطاعة. ولهذا كان الطواف بغيره من المواضع من المنكرات والمحدثات التي لا خلاف بين العلماء في تحريمها وفي النهي عنها وانها من المحدثات في دين الله عز وجل. هذا اذا كان الطواف بهذه الاشياء تقربا الى الله اما اذا كان الطواف تقربا الى من يطوف عليه كما لو طاف على قبر يتقرب بذلك للولي او يستجلب بذلك خيرا لاجابة دعوته او لدفع ضر عنه فهذا شرك اكبر يخرج به صاحبه من الاسلام فان الطواف عبادة لا تصرف الا لله عز وجل ولا يكون الطواف بغير البيت الحرام تقربا الى الله عز وجل ثم ذكر رحمه الله الصورة الثالثة والمثال الثالث من امثلة الشرك قال وحلق الرأس عبودية اي من حلق رأسه تأبدا ورقا فانه لا يكون ذلك الا لله. فاذا فعله للشيخ او للولي او الظريح فانه يكون بذلك قد وقع في الشرك. قال الله تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله. وقال جل وعلا لا يدخلوا لنا المسجد الحرام ان شاء الله امنين. محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون. فجعل حلاق الرأس عبادة وطاعة. وقد قال صلى الله عليه وسلم رحم الله المحلقين. رحم الله المحلقين. رحم الله المحلقين. وفي الاخير قال والمقصرين. فمن حلق رأسه حلق شعر رأسه فعل ذلك تقربا لغير الله فقد وقع في الشرك لان الله لم يأمر به الا له جل في علاه. قال وتقبيل الاحجار غير الحجر الاسود الذي هو يمينه تعالى فتقبيل الاحجار على وجه طلب البركة منها. او التعبد بتقبيلها اذا تعبد بتقبيل حجر غير الحجر الاسود فهو محدث مبتدع. فاذا كان هذا تقربا لمخلوق سواء كان حجرا جمادا او كان تقربا ضريح او كان تقربا صالح او تقربا لملائكة او تقربا للجن فانه يكون بذلك قد وقع في الشرك لان التقبيل تقبيل الحجر انما هو عبادة لله تقربا اليه. وتعظيما لما عظمه. واما الحجر فقد قال عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما وقف علي اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك. فتقبيل الحجر انما يكون تعظيما لله وطلبا للاجر منه سبحانه وبحمده. وقوله رحمه الله الذي هو يمينه في الارض يشير بذلك الى ما جاء به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس جاء مرفوعا ووقوفا ان ان الحجر الاسود يمين الله في الارض لكن هذا الحديث في اسناده مقال فهو لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ففي ففي اسناده اسحاق الكاهل وهو ظعيف وقد جاء ذلك في رواية غير رواية ابن عباس من طريق جابر ولم يثبت في ذلك شيء ولهذا عامة العلماء على ان هذا الحديث لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وغاية ما ورد فيه انه يقبل تعظيما لله عز وجل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما ثبت عن عمر رضي الله تعالى عنه والبحث في انه لا يشرع تقبيل شيء فالذين يقبلون الحوائط والذين يقبلون الاشياء في الاماكن المعظمة كل هؤلاء اما انهم واقعون في بدعة وهذا هو على صنيع هؤلاء واما ان يكونوا يعتقدون ان هذه الاشياء تنفع او تضر او انها يتوجه اليها بهذه العبادة من دون الله عز وجل فهذا شرك اكبر يجب على المؤمن ان يتقيه وان يبعد عنه لان لا يفسد دينه ويقع في الشرك الذي لا يغفره الا الله عز وجل. ثم ذكر بعد ذلك رحمه الله تقبيل القبور واستلامها والسجود لها. وهذا من الصور التي تندرج في الشرك الاكبر فان القبور من اعظم ما حصلت به الفتنة للناس وذلك ان اول فتنة خرج بها الناس عن عبادة الله وحده لا شريك له فتنة القبور حيث عظموا المقبورين نصبوا لهم الامثال او التماثيل او الانصار فعبدوهم من دون الله كما قال جل في علاه فيما قصه من خبر قوم نوح قالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا. فهذه الاسماء اسماء رجال صالحين كانوا في قوم نوح ماتوا كما قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه نصب قومهم الى مجالسهم او الى مواضع قبورهم انصابا يتذكرونهم بها يعيدون في اذهانهم ما كانوا عليه من العبادة والطاعة فمات اولئك ونسي العلم فظن من جاء بعدهم انهم كانوا انهم كانوا يعبدونهم من دون الله فعبدوهم من دون الله. فكان مبدأ هذا الشر حاصلا بما حصل من تعظيم القبور تشييدها الذي افضى الى عبادة غير الله عز وجل فمن صور الشرك تقبيل القبور طلبا للبركة من اصحابها او تقربا الى اصحابها والسلام قال رحمه الله واستلامها اي مسح اليد على القبر طلبا للبركة او تقربا الى الميت كذلك السجود لها فان ذلك كله من عبادة غير الله وهو ما يقع فيه كثير من الناس جهلا بعاقبة هذه الافعال التي تفظي باصحابها الى نقض لا اله الا الله والخروج عن دين الاسلام الذي جاء بالتوحيد والنهي عن كل كفر وشرك ثم قال رحمه الله من اتخذ قبور الانبياء مساجد يصلي فيها. ثم قال رحمه الله من صور الشرك التي وقع فيها كثير من الناس اتخاذ القبور مساجد. قال رحمه الله وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الانبياء والصالحين هنا مساجد يصلى له فيها يصلى له اي لله عز وجل فيها. فكيف من اتخذ القبور اوثانا تعبد من دون الله؟ فهذا لم يعلم معنى قول اياك اعبد فان مقتضى اياك نعبد الا يصرف العبادة الى غير الله عز وجل فاذا كان هذا قد تقرب الى المقبورين بما ذكر من تقبيل قبورهم ومسحها والسجود لها او الطواف عليها فان ذلك كله من الكفر والشرك الذي يخرج به صاحبه عن الاسلام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى لله عند القبر فكيف بمن صلى لصاحب القبر كيف بمن تعبد لصاحب القبر باي نوع من انواع العبادات من تقبيل او استلام او غير ذلك من الافعال التي يفعلها هؤلاء في المقبورين لاجابة الدعوات او نيل ما يؤمنونه من شفاعة او غير ذلك. فهذا لم يفهم معنى اياك نعبد واياك نستعين نستعين. ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاحاديث التي جاء فيها النهي عن اتخاذ القبور مساجد فذكر في الصحيح انه قال صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وهذا يحذر صنعوا وكذلك قال وفيه ايضا يعني في الصحيح ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء لانهم مشركون ثم قال والذين يتخذون القبور مساجد اي والذين يصيرون القبور مواضع للعبادة يتعبدون فيها لله عز وجل فانهم من شر الخلق لان هذا يؤدي الى ان تعبد من دون الله فكانوا من شرار الخلق واستحقوا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلوا لله عند القبر لاجل ان ذلك يفضي باصحابه. وينتهي بهم ويؤدي الى ان تعبد هذه القبور من دون الله عز وجل. فاذا كان لعن والوصف بالشر لمن فعل وسيلة من الوسائل التي توصل الى الشرك فكيف بمن وقع في الشرك وعبد غير الله تعالى قال وله ايضا ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد. الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وذكر الحديث بعده ايضا لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج وكذلك قال اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبياء المساجد وهذه النصوص كلها دائرة على هذا المعنى. وليعلم ايها الاخوة ان اتخاذ القبور مساجد يكون بصور. الصورة الاولى ان يصلي لله عندها الصورة الثانية ان يصلي اليها الصورة الثالثة ان يتعبد لله بعبادة يقصد ان يتعبد لله عز وجل بعبادة عند هذه القبور يقصد طلب البركة بالمكان فان هذا كله من اتخاذ القبور استعجل فان كل طاعة تفعل في المساجد لا يجوز فعلها عند القبور. والمساجد تقصد لذكر الله وللصلاة وللدعاء قراءة القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من انما هي للصلاة انما هي للصلاة ولذكر الله وقراءة القرآن فمعنى هذا ان من قصد القبور لاي شيء تقصد المساجد له من ذكر وقراءة قرآن ودعاء وصلاة فانه قد اتخذ القبر مسجدا ولو لم تكن هذه الصلاة وهذه العبادة لصاحب القبر ولو لم تكن هذه الصلاة والعبادة يقصد بها التقرب للميت. لكن لما فعل ذلك عند القبر كان هذا موجبا الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم سببا من اسباب اللعن الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. فالقبور لا تقصد الا ليه الاعتبار والادكار والاتعاظ بحال هؤلاء الموتى هذا المقصد الاول قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكر الاخرة. هذا المقصد الاول ان ينتفع بالاعتبار والاتعاظ اما المقصد الثاني فهو نفع المزور بالدعاء له لا بدعائه والتوجه اليه من دون الله فشتان بين من يأتي القبر ويدعو الله عز وجل لصاحبه بالمغفرة والرحمة وبين من يأتي الى القبر او المقابر ويدعو اهلها ويسألهم قضاء الحاجات اغاثة اللهفات وبلوغ الامال فهذا لا شك انه قد استجار بضعيف لا يملك حولا ولا طولا. لو كان يملك حولا وطولا ونفعا وضرا لدفع عن نفسه هذه المضرة وهي الموت الذي ينقطع به عن كل شيء ويزول به كل ما يملك فلو كان يملك نفعا وضرا لما كان في هذا المكان. ولما صار الى هذا المآل ولكنه عبد فقير مربوب هو فقير الى الله عز وجل لا يعلم ما تقول ولو علم لما اغاثك ولا اعطاك كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله الا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون لا يملكون شيئا ولا يقدرون على شيء انما الامر كله لله يفعل ما يشاء ثم بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله اقسام الناس من حيث زيارة القبور. فقال رحمه الله والناس في هذا الباب اعني زيارة القبور ثلاثة حسام قوم يزورون الموتى فيدعون لهم وهذه هي الزيارة الشرعية. وقوم يزورونهم يدعون بهم فهؤلاء هم المشركون وجهلة العوام والطغام من غلاتهم. وقوم يزورونهم فيدعونهم انفسهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد وهؤلاء هم المشركون في الربوبية. وقد حمى النبي صلى الله عليه هذه اقسام الناس في زيارة القبور المقصود الشرعي من زيارة القبور امران الامر الاول الاتعاظ والاعتبار كنت نهيتكم عن زيادة زيارة القبور فزوروها ليش فانها تذكر ايش تذكر الاخرة المقصود ان ينتفع الزائر بالادكار والاعتبار اما المقصود الثاني من مقاصد زيارة القبور نفع الموتى بالدعاء لهم ولذلك يشرع لمن دخل المقبرة ان يقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين. انتم السابقون وانا ان شاء الله بكم لللاحقون يتذكر انه سيصير الى هذا المآل فينتفع هو بالتذكر والاعتبار وينفع من زارهم بالدعاء لهم فهم احوج ما يكون ما يكونون الى الدعاء وهذا هو المقصود الشرعي بزيارة القبور المقصود الشرعي بزيارة القبور هذان المقصدان الانتفاع للزائر بالعبرة والاتعاظ ونفع المزور بالدعاء له وهذا هو القسم الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله قال قوم يزورون الموتى فيدعون لهم وهذه هي الزيارة الشرعية ولم يذكر الاعتبار والاذكار مع انه مقصود لان شأنه الحديث عن قوم دعوا اصحاب القبور او قصدوا القبور للدعاء تبين ان ان مقصود من الزيارة هو الدعاء للميت لا دعاء الميت ولا تحري الدعاء عند قبره فان قبره لا معنى له ولا اثر له في اجابة الدعاء. اما القسم الثاني قال وقوم يزورونه يدعونهم يدعون بهم يدعون بهم يعني يتوسلون الى الله بهم فيقول يا ربي ادعوك بالولي الفلاني لصاحب القبر بضريحه ان تفعل بي كذا وكذا وهذا من الوسائل الشركية. ولهذا يقول رحمه الله وقوم يزورونهم يدعون بهم فهؤلاء المشركون وجهلة العوام والطغام من غلاتهم فهؤلاء لم يدعوا هؤلاء الموتى بل دعوا الله بهم وتوسلوا بهم. طبعا هذا قد يقترن بايش؟ يقترن بنذر وينظر للميت يقترن بطواف على قبره. يقترن بشيء من هذه الاعمال العبادية التي تصيره قد وقع في الشرك الاكبر اما لو توسل به دون ان يدعوه من دون الله او يتوجه اليه بالسؤال فهذا توسل مبتدع وهو من الشرك الاصغر لكن لو انه ذهب الى القبر فقال يا ولي الله ادع الله ان يعطيني كذا فهذا هو مقصود المؤلف حيث انه دعا بهم الله دعا بهم الله وهذا نوع من الشرك الاكبر الذي يخرج صاحبه عن الاسلام فينبغي ان يسلم منه المؤمن وان يحذر منه. اما النوع الثالث القسم الثالث ممن يزور القبور فهم قوم يزورون القبور يزورونهم يزورون الموتى فيدعونهم انفسهم يقول يا ولي الله هب لي ولدا يا ولي الله يسر لي الامر الفلاني يا فلان اعطني كذا فيسألونهم من دون الله وهؤلاء قد عبدوهم من دون الله ووقعوا في شرك الربوبية. لماذا؟ لان كل من سأل مخلوقا لا ما لا ما لا يقدر عليه الا الخالق فقد سيره مالكا او خالقا او رازقا او مدبرا فيكون قد وقع في شرك ايش في شرك الربوبية اذ جعل مع الله ربا اخر يدعوه ويسأله قضاء الحوائج ويتوسل اليه يعتقد انه يستطيع ان يعطيه. والله عز وجل هو الذي بيده الملك لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. هذه اقسام الناس كما ذكر المقريزي رحمه الله الامام المقريزي الشافعي فيما يتعلق باقسام الناس في زيارة القبور. قال رحمه الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ان يصون قبره عن ان يكون وثنا يعبد. وقد صان الله قبر رسوله صلى الله عليه وسلم من ان يكون وثنا يعبد اي يقصد للعلم عبادة فليس فليس منذ وفاته صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا لم يتخذ قبره وثنا يعبد بل صان الله قبره من كان في بيته صلوات الله وسلامه عليه فدفن في حجرته ولا يستطيع احد ان يصل الى قبره صلى الله عليه وعلى اله وسلم مكثت عائشة في في بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي دفن في في حجرته الى ان ماتت ثم لما ماتت رضي الله تعالى عنها اغلقت حجرة وفيها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر ابي بكر رضي الله تعالى عنه وقبر عمر رضي الله تعالى عنه ولا يستطيع احد ان يصل الى قبره بنوع من الشرك ولا فرق فيما يحدث بعظ الناس بعظ الناس يقول طيب الذي يأتي الى القبر ويقول المدد يا رسول الله هذا وقع في الشرك لانه سأل من المخلوق ما لا الا من الله فالمدد لا يكون الا من الله عز وجل. نقول هذا الذي جاء الى مسجد رسول الله. وقال هذه المقالة لا فرق بينه وبين الذي قال المدد يا رسول الله وهو في بلده او وهو في اقصى الدنيا لانه لم يصل الى قبره وبالتالي حفظ الله قبر رسوله صلى الله عليه سلم من ان يكون وثنا يعبد. فاجاب الله دعاء رسوله. وصان قبره صلى الله عليه وسلم من ان يكون وثنا يعبد ولذلك قال الامام مالك لمن اتى للسلام على قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما انتم ومن في الاندلس الا واحد في اشارة منه رضي الله عنه ورحمه الى انه لا فرق في المجيء الى موضع القبر او الى موضع البيت وبين البعيد عنه من حيث السلام فقد وكل الله بنبيه صلى الله عليه وسلم ملائكة سيارة يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم سلام امتي حيث كانوا. وهذا معنى قول الامام مالك رحمه الله ما انتم ومن بالاندلس الا سوا. وبالتالي صان الله تعالى قبر رسوله صلى الله عليه وسلم وهو اعظم القبور واجلها من ان يكون وثنا يعبد وهؤلاء الذين يتوجهون الى قبور الموتى لطلب قضاء الحاجات او او التوسل بهم في حصول المطلوبات هؤلاء قد وقعوا في شرك في الربوبية او في شرك في الالهية كما تقدم في تقسيم المؤلف رحمه الله