والكلام الثابت لله عز وجل صفة ذاتية وهي صفة فعل ايضا تبا الذات باعتبار ان الله لم يزل ولا يزال متكلما جل وعلا وصفة فعل باعتبار ان الله سبحانه وتعالى يتكلم متى شاء بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. يا عيسى وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقوله من رفعه الله اليك اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله يا هامن ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا وقوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف ندير وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض ارضي وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم بما تعملون بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ما ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم. وقوله لا اذا ان الله معنا وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا الذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين قوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين طيب هذه الايات التي ذكرها المؤلف رحمه الله فيها اثبات صفة علو الله تعالى وفيها اثبات معيته اما الايات الاولى فهي في اثبات علو الله تعالى على خلقه وعلو الله جل وعلا معلوم بالاضطرار من دين الاسلام دليله الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وايضا دليله العاقل والحس فكل الادلة على تنوعها دالة على اثبات علو الله تعالى. الكتاب والسنة ذكر المؤلف رحمه الله من الايات الدالة على علو الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي فدل هذا على انه في العلو بل رفعه الله اليه هذا يدل على انه في العلو اليه يصعد الكلم الطيب هذا يدل على انه في العلو. يا همان ابن ذي صرحا لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى. وهذا يدل على ان موسى اخبر فرعون ان الهه الذي يعبد في السماء ولذلك لم يطلبه فرعون لا في يمين ولا في يسار ولا في اي مكان انما طلبه في العلو وهذا دليل لما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله ان آآ الخبر بالعلو جاءت به الكتب كلها جاءت به الكتب كلها وقوله اامنتم من في السماء؟ هذا ايضا دليل على انه جل وعلا في العلا فقوله في السماء السماء هنا وفي لسان العرب يراد بها مطلق العلو. يراد بالسماء مطلق العلو كما مر معنا في غير موضع. ان السماء تطلق ويراد بها مطلق العلو وتطلق ويراد بها السقف المحفوظ يطلق بها السقف المحفوظ الذي جعله الله تعالى آآ جعل فيه النجوم زينة للسماء يعني السماء الدنيا فتطلق السما ويراد بها هذا ويراد بها هذا فقولوا امنتم من في السماء المقصود به ايش مطلق العلو واما اذا قلنا ان السمع هنا هو السقف المبني فان المراد به فان المراد به في في قوله هنا بمعنى على امنتم من على السماء كما تقدم بيانه في عدة مواضع سابقة. امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمر ام امنتم من في السماء كل هذا فيه الخبر عن علو تعالى فالكتاب واظح السنة سيأتينا له اه ذكر في ما يذكره المؤلف رحمه الله في الاحاديث. اما ما يتعلق بالاجماع فالاجماع امر ظاهر ولذلك تواطأت كلمات السلف على تكفير من انكر العلوم لانه امر ظاهر عندهم من كتاب الله ومن سنة رسوله ومن اتفاق الصحابة واهل القرون المفضلة على هذه الصفة لله تعالى ومقصود آآ المقصود بتكفير من قال بان الله سبحانه وتعالى ليس في السماء المقصود بالتكفير هنا وفي سائر الاطلاقات التي تأتي في كلام السلف التكفير للمقالات لا للقائلين وهذي مسألة تضل فيها الافهام ويظن ان قول السلف من انكر العلو فهو كافر ومن قال ان الله ليس في العلو فهو كافر ان هذا ينطبق على افراد قائلي هذه الاقوال وهذا ليس بصحيح الاشاعرة مثلا لا يقولون بعلو الله تعالى يقول ان الله عز وجل في كل مكان ومع هذا لم يكفرهم احد من الائمة المعتبرين لم يكفر هذه الفرقة احد من هذه من الائمة المعتبرين انما جاء التكفير للقول لا لقائله لان قائله قد يوجد فيه مانع من التكفير قد يتوفر في يتخلى في شرط من شروط التكفير فينبغي ان يفهم كلام السلف وكلام الخلف ايضا من الائمة في هذا الامر وان اطلاق الكفر على المقالات انما هو للاقوال القائلين وقد نص على هذا شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الاستقامة وفي غيره من الكتب. قال رحمه الله في كتاب الاستقامة معنى كلام في اطلاق الكفر على من آآ فعل بعضا او من قال بعض المقالات وانه من انه من التكفير المطلق ومثل الوعيد المطلق لا يستلزم تكفير الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها وانما قرأت عليكم نصه رحمه الله حتى يعلم ان هذا امر واضح وجلي عند الائمة فينبغي ان يميز وان يفرق بين تكفير المقالات والافعال وبين تكفير القائلين والفاعلين وآآ هذه الصفة ايضا ثابتة بالفطرة ذلك ما يجده الناس في قلوبهم على اختلاف مشاربهم وتنوع طرائقهم خلاف اديانهم حتى فان آآ الاقرار بالعلو يقر به حتى الكفار فان في القلب حاجة الى طلب العلو لا يمكن ان يجاب عليها الا باثبات هذه الصفة لله تعالى. ولذلك ذكر آآ الائمة فيما آآ نقلوا عن ابي جعفر آآ الهمدان في اه مناقشته لابي المعالي الجويني ابو جعفر جاء وابو المعالي كان يقرر علو الله يقرر معنى الاستواء على العرش ويسعى في تأويله على عادة المتكلمين في التأويل. فلما دخل عليه قال يا استاذ دعنا من العرش دعنا من العرش والكرسي قال لا نبحث في هذا لماذا؟ لان اثبات الاستواء بالسمع او بالعقل بالسمع وليس بالعقل فهذا متوقف على السمع دعنا منه ما نناقش فيه لكن اخبرني عن امر نجده في نفوسنا. ما قال عارف قط يا الله الا وجد من قلبه ظرورة ظرورة لطلب العلو يعني ما قال قائل في دعائه وسؤاله يا الله الا وجد توجه الى العلو في طلبه وسؤاله ورغبته ورهبته وطمعه في تحقيق مطلوبه فما هو سر هذا؟ وما هو الجواب عن هذا؟ فانقطع ابو المعالي واخذ يضرب على رأسه ويقول حيرني الهمدان حيرني الهمداني. لانه ما يمكن ان ان يصادم الفطرة بل ان شيخ الاسلام رحمه الله يقول ان كثير من الذين ينكرون علو الله تعالى عند التحقيق تجدهم لا يتوجهون الا الى الحلو وانما انكارهم قول السنتهم واما ما في قلوبهم فهو الاقرار بهذه الصفة بل ان انه في تفصيله رحمه الله وذكره للفطر يقول حتى الحيوانات مفطورة على طلب العلو. في سؤالها رغبتها المراد ان ذلك امر مقرر بالفطر. واما من حيث اما من الدليل من حيث العقل فان اشرف جهاز جهة العلو والله تعالى احق بكل كمال سبحانه وبحمده وهذا مثال على القياس الاولوي فاذا كانت اشرف الجهاد العلو ويطلبه الناس ويتطلعون اليه يطلبه الخلق ويتطلعون اليه وكلما كان الشيء اعلى وكلما كان اشرف فذلك حق الله تعالى. وسيأتي مزيد تقرير لهذه الصفة. في كلام المؤلف رحمه الله في فصل ذكره خاصا بتقرير العلو. لكن يعلم ان العلو الثابت لله تعالى الذي يثبته اهل السنة والجماعة هو علو الذات وعلو القدر وعلو القهر كل هذه الانواع من العلو ثابتة للرب جل وعلا علو الذات وهو الاصل في ما جاء به الخبر في ثبت هذه الصفة فمثلا قول الله تعالى وهو العلي العظيم سبح اسم ربك الاعلى اول ما يتبادر الى الذهن هو اثبات علو الله تعالى على خلقه علو الذات ويثبت له ايضا علو القدر وعلو القهر وهذان النوعان من العلو لا نقاش فيهما يعني لا يجادل فيهما احد علو القهر وعلو الشرف والمكانة والقدر هذا لا يناقش فيه احد بل ان المؤول الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويمنعون اثبات العلو لله تعالى يأولون كل النصوص التي فيها الخبر عن علو الله تعالى يأولونها بايش بعلو القهر او بعلو القدر دليل علو القهر قول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده. دليل دليل علو القدر تبارك اه تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. وايضا اه وهو العلي العظيم سبح اسم ربك الاعلى. اه سبحان آآ ربك آآ سبحانه وتعالى عما يقولون وما اشبه ذلك من الايات الدالة على علوه سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وما اشبه هذا من الايات الدالة على علوه سبحانه وبحمده الاية الاخرى الطائفة الاخرى من الايات التي ذكرها المؤلف رحمه الله آآ هي فيما يتعلق باثبات صفة المعية. والمعية تقترن بالعلو اي اذا ذكر العلماء العلو ذكروا معه المعية لماذا؟ لان معية الله تعالى قد يتوهم منها جماعة من الناس انتفاء علوه لان الخلق ليسوا في العلو الخلق منهم من هو عالي ومنهم من هو سافل فلذلك يأتي الائمة بذكر المعية بعد ذكر العلو وسيأتي اه ذكر خاص وتفصيل خاص لهذه الصفة في كلام المؤلف رحمه الله في الفصل الذي عقده نترك التفصيل فيها الى ما ذكره رحمه الله لكن ينبغي ان يعلم ان المعية الثابتة لله تعالى لا تقتضي مخالطة ولا مماسة بل الله جل وعلا مع خلقه سبحانه وبحمده وهو فوق عرشه. ولذلك فسر الائمة قول الله تعالى هو الذي آآ وهو معكم اينما كنتم ثم قالوا معكم بعلمه وكذلك قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر لا هو معهم اينما كانوا قالوا معهم بعلمه. وقد حكى الاجماع على هذا التفسير ابن عبدالبر رحمه الله وكذلك غيره ان اجمال مع الصحابة منعقد على تفسير المعية هنا معية العلم لا معية ذاته جل وعلا فهو فوق عرش ذلك منصوصا على ابن مسعود وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. وكما ان الايات المذكورة في تفيد ذلك فالله سبحانه وتعالى يقول يعلم ما ينجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ثم قال وهو معكم اينما كنتم ثم قال والله بما تعملون بسيط فجعل الخبر عن معيته مسبوقا بذكر علمه ومتبوعا بذكر علمه فدل ذلك على ان المعية المذكورة هنا هي معيتين العلم هي معية العلم كذلك الاية الثانية ما يكون من نجوى ثلاثة الا ورابعهم اه فانها اه فانها دالة على علم الله تعالى له انه معهم بذاته لان المعية سيأتي نشر التفصيل فيها وانها تفيد مطلق المقارنة آآ ولا تستلزم الماسة والمخالفة قال رحمه الله وقوله ولا تحزن ان الله معنا الايتان السابقة السابقتان فيهما معية الله تعالى العامة وفيه وهذا ثابت لله تعالى انه مع خلقه جميعا سبحانه وبحمده فيقول الله تعالى وآآ وهو معكم اينما كنتم هذي معية عامة واما المعيته مع المتناجين فهي في السورة في الاية الثانية التي في سورة المجادلة اه ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابع فهذه اي مع المتنافين. هناك معية اخص من هذه وهي معيته سبحانه وبحمده الخاصة باوليائه. كقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا وهذا اعلى معية يثبتها الله تعالى في كتابه وهي معيته لخاتم رسله صلى الله عليه وسلم وهذه النوع من المعية خاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ وسائر ما اه تقتضيه المعاني المناسبة لمن ذكرت في حقه كذلك انني معكم اسمع وراء هذا في معيته لموسى وهارون وهي معية خاصة. اه ان ان الله مع الذين اتقوا هذه معية مع اصحاب او طاف لا مع اشخاص السابقتان الايتان السابقتان المعية فيها مع اشخاص واما هذه فهي معية مع اصحاب اوصاف يعني كل من تحقق به او تحقق له هذا الوصف فان الله تعالى معه. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واصبروا ان الله مع الصابرين وكذلك قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. كل هذه من المعيات الخاصة الثابتة لاصحاب اوصاف من حققت فيهم هذه الاوصاف فهم اهلها يفوزون فضلها وسيأتينا مع ما ما معنى المعية العامة؟ وما معنى المعية الخاصة بشيء من البسط والتفصيل؟ في كلام المؤلف رحمه الله ثم قال وقوله ومن اصدق من الله حديثا؟ وقوله ومن اصدق من الله قيلا قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله منهم من كلم الله وقوله ولما موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربنا نجيا وقوله وان نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. وقوله هداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة. وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين. وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمعك الله وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون. وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله كذلكم قال الله من قبل وقوله واثن ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلمات وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون كول طيب هذه الايات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الايات كلها تفيد اثبات صفة الكلام لله عز وجل فهي دائرة على اثبات صفة الكلام لله جل وعلا وقد تنوع طريق اثبات ذلك فالله جل وعلا سمى كلامه ووصفه باوصاف متعددة كلها تدل على انه سبحانه وتعالى يتكلم وانه وان الكلام صفة وان الكلام صفة له جل وعلا يقول تعالى ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيل الحديث لا يكون الا في الكلام لا يكون الا في الكلام يعني لا يطلق هذا الوصف على ما ليس كلاما وعند اطلاقه على ما يدور في النفس من وساوس فانه لابد من تقييده يعني يقال حديث النفس او ما اشبه ذلك من القيود اما اذا اطلق فانه لا ينصرف في لسان العرب الا الى ما يتكلم به الانسان ما يعرف من الكلام وكذلك قول ومن اصدق من الله قيلا الاصل في القول انه كلام وهذا ثاني الصيغ التي تدل على ثبوت هذه الصفة لله عز وجل كذلك قوله تعالى اذ قال ربك اذ قال الله يا عيسى ابن مريم فالقول لا يكون الا كلاما وكذلك وصف ما تكلم به بانه كلام فقال وتمت كلمة ربك كلمة هنا ليست ما اصطلح عليه اهل النحو من انها مفرد كلام انما المقصود بالكلمة هنا الخطاب فالكلمة في كلام العرب تطلق على الجملة المفيدة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد وهي على كل شيء ما خلى الله باطل فهذا كلام وليس هذا اصلاح النحو لا يسمى كلاما لان الكلام عنده ما ينطق الا على المفرد من الكلام ولكن لغة القرآن ولغة العرب يطلق الكلام على الجملة وعلى الكلام المفيد ولو تعددت جمله ومنه قوله تعالى وتمت كلمة ربك اي كلامه جل وعلا صدقا وعدلا ثمة الصدق وتمت العدل صدق في الخبر وعدل في الحكم لان كلام الله جل وعلا يدور على هذين المعنيين على الخبر والحكم قال وكلم الله موسى تكليما ايضا هذا فيه اثبات صفة الكلام لله عز وجل وجاء اثبات هذه الصفة على وجه التأكيد وذلك بذكر المصدر الذي يفيد توكيد الوصف حيث قال وكلم الله موسى تكليما فاكد الخبر بذكر المصدر الدال على تحقق ذلك وكذلك قال منهم من كلم الله اي من الانبياء من كلم الله وقال ولما جاء موسى موسى لميقاتنا وكلمه ربه. هذا ايضا فيه اثبات كلام الله جل وعلا. كل هذه الايات تفيد اثبات صفة الكلام لله عز وجل. وهذه الصفة دل عليها القرآن والسنة واجمع عليها سلف الامة وهي مما اثبته جميع الانبياء بل ان اثبات صفة الكلام لله عز وجل من اثبات الرسالات اي من لازم اثبات الارسال اثبات الكلام ولذلك الذين كذبوا الرسل احتجوا عليهم بان الله عز وجل لم يكلم احدا ومن ذلك ما ذكره الله جل وعلا في قوله وما قدر الله حقق به اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء ما انزل الله على بشر من شيء فكذبوا ان ينزل الله عز وجل كلاما الى بشر يكون نذيرا وبشيرا لهم ولذلك ظعف الايمان بهذه الصفة وعدم الايمان بها كما جاء في الكتاب والسنة ينجر الى سائل ما يتعلق بالايمان بالرسل لانه تكذيب لما جاءت به الرسل وقد انكر المشركون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وان يكون من رب العالمين فقالوا ان هو الا قول البشر فنفوا ان يكون كلام الله عز وجل وقالوا انما هو كلام محمد وقول محمد واضح طيب واثبات صفة الكلام جاء من طرق عديدة من الكتاب ومن السنة ومن الاجماع فقول الله تعالى وناداهما ربهما بندائه لادم وحواء هذا فعل وهذا لا يختص صفة الكلام بل سائر صفات الذات السمع والبصر فانها تفيد صفة فعل وصفة ذات الا صفة الحياة فان وكذلك العلم فان من صفات الذات وعلى كل حال المقصود اثبات هذه الصفة كما جاء في الكتاب والسنة. واما التقسيم الى ذاتية وفعلية فهذا يعني جريا على ما تكلم به اهل الكلام والا فليس في كلام السلف تقسيم الصفات الى هذه الاقسام ثم ذكر المؤلف رحمه الله ما يدل على ان صفة الكلام صفة فعلية وان الكلام كلام الله جل وعلا بصوت ذكر الادلة على ذلك في قوله وناديناه من جانب الطول الايمن وقربناه نجيا وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا هذا الموضع فيه اثبات وصف النداء لكلام الله عز وجل وان كلامه سبحانه وتعالى يكون بالنداء وذلك جاء في كلام الله عز وجل في مواضع عديدة. يقول شيخ الاسلام رحمه الله في اكثر من عشرة مواضع ذكر النداء في الخبر عن كلام الله عز وجل والنداء لا يكون الا بصوت ولا يكون الا بصوت عال وهذا باتفاق اهل اللغة لا خلاف بينهم في ذلك. يقول رحمه الله قال الله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. هذا في نداء الله عز وجل لموسى عليه السلام وفي هذا بيان ان كلام الله جل وعلا لخلقه ليس على درجة واحدة بل على صفات متنوعة ودرجات متفاوتة فموسى عليه السلام حصل له من هذه الكلمة من هذه الصفة اي من كلام الله عز وجل ما لم يحصل لغيره ولذلك يوصف عليه السلام في انه كليم الله كليم الرحمن وهذا الوصف له سببان يعني وصف موسى عليه السلام بانه كليم الرحمن او كليم الله له سببان. السبب الاول ان الله ابتدع رسالة موسى بالكلام بتكذيبه عند الشجرة بخلاف غيره من رسل فان ابتداء الرسالة اليهم كانت بواسطة جبريل الثاني انه حصل له من التكليب ما لم يحصل لغيره حصل من هذه الصفة ما لم يحصل لغيره. ولذلك يوصف عليه السلام بانه كليم الرحمن قال رحمه الله وقوله ونديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وهذا فيه ان كلام الله يوصف في انه نجوى وبانه نداء اما النداء في قوله وناديناه من جانب الطور الايمن. واما النجوى في قوله تعالى وقربناه نجيا. وهذا فيه ان كلام الله عز وجل بصوت لانه لا يمكن ان يكون نداء بلا صوت وقوله واذ نادى ربك موسى ان يأتي القوم الظالمين. وقوله وناداهما ربهما الم الهكما عن تلكم الشجرة وهذا في ندائه جل وعلا لادم وحواء وقوله ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ هذا في ندائه جل وعلا يوم القيامة لمن لاهل الكفر والشرك الذين اتخذوا من دونه اندادا يحبونهم في حب الله. فهؤلاء يناديهم جل وعلا يوم القيامة فيقول لهم اين شركائي الذين كنتم تزعمون ائتوا بهم وبينوهم واظهروهم وهذا تبكيتا لهم وتكذيبا لدعواهم. ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ هذا نداء لعموم فانه يناديهم جل وعلا ويقول لهم ماذا اجبتم المرسلين وستأتي الاحاديث الدالة على نداء الله عز وجل وانه ينفذ اهل الموقف يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب المراد ان النداء الان يفيدنا ايش ان كلام الله عز وجل بصوت وانه من وانه اختياري ايضا اي من صفات الفعل لكونه سبحانه وتعالى يتكلم بذلك متى شاء فانه تكلم به موسى لما شاء ذلك وكلم به ادم وحواء ويكلم الناس يوم القيامة ويكلم المشركين يوم القيامة بالنداء وكل هذا يدل على انه من صفات الفعل وهذا لا يعني ان الصفة ليست من صفات الذات بل هي من صفات الذات ايضا لانه لم يزل متكلما اذا شاء كيف شاء سبحانه وبحمده نعم ما قرأتها هذي التابعة لايات القرآن كلام الله. اقرأها ثم نمضي التي بعدها وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وقوله واذا بدلنا اية مكان اية الله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون. قلنا روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين قد نعلم انهم يقولون انما انما يعلمه بشر اللسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان وهذا لسان عربي مبين. طيب نمر على عجالة او نستعرض على وجه السرعة الدلالة في الايات على صفة اه على ان القرآن كلام الله. اولا اه الاية الطائفة الاولى في قلوبنا احد المشركين استجارت فاجره حتى اسمع كلام الله هذي فيها ان القرآن كلام الله وذلك لان الله تعالى اظافه اليه قال حتى يسمع كلام الله وكذلك الاية التي بعدها يسمعونك الله وكذلك يريدون ان يبدلوا كلام الله وكذلك قول آآ واسوتهم ما اوحي اليك من كتاب ربك. ايضا آآ قوله ما اوحي اليك من كتاب ربك هذا فيه ان القرآن كلام الله لانه وحيه وهذا وجه اخر وكذلك الاية التي تليها ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل هذا فيه ان القرآن كلام الله لان الله تعالى اخبر بانه هو الذي قصة ان هذا القرآن يقص والذي قص القرآن وتكلم به هو الله تعالى. اما الايات الاخيرة التي ذكرها المؤلف وهي في قوله وهذا كتاب انزلناه مبارك فهذا فيه اثبات ان القرآن كلام الله لانه منه نزل سبحانه وبحمده والنزول آآ في كتاب الله تعالى على ثلاثة انواع نزول مقيد وهو ما اظافه اليه ونزول آآ مقيد بانه من السماء ونزول مطلق فما كان مقيدا فانه فما كان مقيدا منه ما كان مقيدا به سبحانه وتعالى او مقيد بانه منه فانه فانه ونزول القرآن وهو كلامه جل وعلا. واما اه النزول من السماء والنزول اه غير المقيد. فذلك لا يلزم ان يكون صفة له سبحانه وبحمده ويأتي التفصيل في هذا ان شاء الله تعالى عند حديثنا على هذه الصفة. اخر ما ذكر وجوه يومئذ وقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله على الارائك ينظر وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولا وهذا الباب في كتاب الله كثير. من تدبر القرآن طالبا للهدى منه. تبين له طريق الحق هذا اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتعلق بالصفات وهو في الايات وهو ما ذكره من الايات التي فيها اثبات رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة فهذه الايات تدل على ان الله سبحانه وتعالى يراه اهل الايمان يوم القيامة ويرونه عيانا بالابصار. ولذلك قال وجوه يومئذ ناضرة اي مصلحة ومستبشرة ومسفرة وبدا عليها اثر النعيم الى ربها ناظرة فاضاف النظر اليه جل وعلا وجعله وجعله وجعله آآ من من الوجوه وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظر وهذه الاية من اقوى الايات الدالة على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لان الله سبحانه وتعالى اه اظاف فيها النظر الى آآ اليه. واخبر ان الوجوه تنظر اليه. وبين اثر هذا النظر في قوله ناظرة. ومثل هذا لا يمكن ان يفسر بانتظار الثواب كما يقوله المؤولة فيقولون وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة اي انها تنتظر ثوابه فان هذا تحريف للكلم عن مواضع لان النظر الذي هو بمعنى الانتظار لا يحتاج الى آآ تعبئة بإيلاء آآ فتقول آآ نظرت الى نظرت كذا بمعنى انتظرته ولا تقول نظرت الى كذا بمعنى انتظرته لا معلوم معروف في كلام اهل اللسان. قال وعلى على الارائك ينظرون اي ينظرون اليه جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة هذا قد جاء تفسيره عن النبي صلى الله وسلم كما سيأتي انه آآ رؤيته سبحانه وتعالى في قوله والزيادة هي النظر اليه لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد هذا فيه اثبات آآ رؤيته المزيد هو النظر اليه سبحانه وبحمده ويأتي تفصيل هذه الصفة في الفصل الذي عقده المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة المباركة. يقول وهذا الباب اي ما يتعلق بالخبر عن الله تعالى وهذا الباب وهو ما يتعلق بالخبر عن اسمائه وصفاته في كتاب الله تعالى كثير. يعني اكثر واكبر من ان يحصر من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق وهذه قاعدة ذهبية في الاستفادة من القرآن اولا الاستفادة والانتفاع من القرآن مربوط باي شيء؟ بالتدبر فتدبروا القرآن ان رمت الهدى ان نعم فتدبر القرآن ان رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن فالعلم تحت تدبر القرآن. يقول المؤلف رحمه الله من تدبر القرآن. اي تأمله ونظر فيه. نظر اعتبار وافتكار وانتفاع طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. طالبا للهدى منه هذا يشير الى امر مهم وهو سلامة القصد كلامة القصد فالمؤلف ذكر ان التوفيق وظهور طريق الحق يترتب من امرين ويترتب على امرين او يحصل من امرين الامر الاول صحة الفهم والامر الثاني صحة القصد صحة الفهم في التدبر لانه لا يمكن ان يصح فهمه ويسلم الا بتدبر ونظر واما صحة القصد فاشار اليها في قوله طالبا للحق طالبا للهدى وهذا يدل على سلامة القصد وصحته وهما اعظم ما ينعم الله تعالى به على العبد ان يوفقه الى فهم سليم وقصد صحيح فان من وفق الى هذين لم يخطئ حقا ولم يفته هدى بل سيدرك الحق ويدرك الهدى وهذه قاعدة للاستفادة من النصوص السابقة وكأنه يقول هذه النصوص في القرآن فلماذا عمي عنها هؤلاء عني عنها هؤلاء لفوات احد هذين الامرين اما عدم التدبر او عدم صحة القصد فتجده يدخل الى القرآن بقناعات وعقائد سابقة على النصوص يحمل النصوص ويصرفها الى هذه العقائد التي في قلبه. ولو انه دخل خاليا طالبا للحق لهداه الله تعالى السبيل تقف على هذا ونأتي ان شاء الله على بقية ذلك في الدرس القادم والله تعالى اعلم