من الاخبار ومن الاوامر ومن الشرائع ما له فيه حكمة لله فيه حكمة وما من موضع جرى فيه تكفير شيء من كلام الله عز وجل الا وكان في ذلك من النفع يقول رحمه الله واما الشرك الاول فهو نوعان. الان عاد الى ذكر تقسيم الشرك الاول وهو الشرك في الربوبية وفي الاسماء والصفات. يقول رحمه الله احدهما شرك التعطيل وهو اقبح انواع الشرك كشرك فرعون في قوله وما رب العالمين. وقال ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني ظنه كاذبا. والشرك والتعطيل متلازمان. فكل مشرك معطل وكل معطل مشرك لكن الشرك لا يستلزم اصل التعطيل بل قد يكون المشرك مقرا بالخالق سبحانه وصفاته ولكنه معطل حق توحيد هذا هو النوع الاول من الشرك وقد تقدم شيء من الكلام عنه اعاد المؤلف بيانه لبيان وتأكيدا لما تقدم وقد يكرر العالم في مؤلفه تقرير امر باساليب مختلفة يقرب المعلومة وليؤكد ما تضمنه. فالتكرار في مؤلفات العلماء ليس عيبا. فالقرآن الحكيم تكرر فيه والبيان والايضاح ما تقتضيه المصلحة والناس فيه والناس اليه في حاجة. قال رحمه الله واما الشرك الاول فهو نوعان. الشرك الاول شرك توحيد الربوبية والاسماء والاسماء والصفات نوعان احدهما شرك التعطيل والمقصود بالتعطيل الاخلاء فالشيء المعطل شيء مخلى والاخلاء اي عدم الاثبات فاذا عطلت شيئا اي لم تثبت واخليته مما يستحقه اما من وصف او من غير ذلك مما يضاف اليه. فشرك التعطيل هو الغاء ربوبية الله عز وجل والغاء اسمائه وصفاته فمعنى قوله شرك التعطيل اي انكار ربوبية الله عز وجل او انكار اسمائه وصفاته. قال وهو اقبح انواع الشرك اقبح انواع الشرك لان الفطر مجبولة على الاقرار بهذا ولان الخلق مجمعون على اثباته ولا يصدر هذا التعطيل الا من مكابر ولذلك قال الله جل وعلا في اعظم المعطلين وهو فرعون عليه من الله ما يستحق. قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم. استيقنتها اي بلغت حد اليقين في اثبات ما جاء به موسى عليه السلام من الدعوة الى رب الى عبادة رب العالمين. لكن استكبار فرعون منعه وحال بينه وبين الاقرار بذلك. قال رحمه الله وهو اقبح انواع الشرك كشرك فرعون في قوله وما رب العالمين. فرعون عندما قال وما رب العالمين؟ في مكالمته ومحاجته لابراهيم عليه السلام لم يكن مستفهما ولا مستعلما فان سؤاله سؤال انكار واستكبار وليس سؤال استعلام واستفهام انكر ان يكون رب سواه وانكر ان يكون رب سواه وان يكون للخلق اله غيره. حيث قال فيما ادعاه كذبا وزورا انا ربكم الاعلى فقوله وما رب العالمين؟ مع قوله انا ربكم الاعلى يبين ان ان سؤاله هناك لم يكن على وجه استيقاظ والاستثبات والاستفهام والاستعلام بل كان على وجه التكذيب والانكار جحود ربوبية رب العالمين وان يكون ثمة رب سواه هذا النوع من الشرك هو ما اصر عليه وكابر تقريره فكان عاقبته ما ذكر الله تعالى في كتابه من الخسار المبين والحكم عليه بانه من المفسدين وقد ذكر الله جل وعلا صور تكذيبه انه طلب منهامان ان ان يبني له صرحا يبحث به عن الهي موسى الذي يدعيه. حيث قال ابن لي صرحا الابن اللي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. يعني فيما زعم هو من ان للعالم ربا يصرفه ويملكه قال رحمه الله والشرك والتعطيل متلازمان. يعني كل من وقع في الشرك فقد عطل فقد وقع في التعطيل في نوع من وفي سورة منه لا يلزم ان يكون تعطيلا كليا كتعطيل فرعون لكن قد يكون تعطيلا جزئيا. فالذي يستغيث بغير الله الذي يستعيذ بغير الله الذي يدعو غير الله عطل الله عما يجب له سبحانه وبحمده حيث لم يتوجه الى الله بالسؤال والطلب بل توجه للمخلوقين بالسؤال والطلب وهتف باسمائهم وناداهم لقضاء وهذا نوع من التعطيل ولذلك يقول والشرك والتعطيل متلازمان فكل شرك يستلزم تعقيلا وكل تعطيل يفضي الى الى الى الشرك ولذلك يقول فكل مشرك معطل وكل معطل مشرك. ثم قال رحمه الله لكن الشرك لا مؤسسة تعطيل يعني كماله الذي بلغ الذي بلغه فرعون بل قد يكون المشرك مقرا بالخالق سبحانه وصفاته ولكنه معطل حق التوحيد. بمعنى ان الشرك لا يستلزم التعطيل الكلي فالتعطيل مرتبتان تعطيل كلي وتعطيل الجزء التعطيل الكلي هو ما وقع فيه فرعون عندما قال ما علمت لكم من اله غيري وحينما قال انا ربكم الاعلى فكذب بالربوبية وكذب بالالهية. واما التعطيل الجزئي فهو تعطيل اولئك الذين يقرون بان الله رب العالمين. لكنهم يزعمون انه لا يدخل عليه الا بواسطة ولا يسأل الا بطريق الا من طريق من يكون بينه وبين الخلق فيكون بذلك قد وقعوا في شيء من التعطيل. يقول رحمه الله واصلوا الشرك وقاعدته. واصل الشرك وقاعدته التي يرجع اليها هو التعطيل وهو ثلاثة اقسام. احدها تعطيل عن صانعه الثاني تعطيل الصانع عن كماله الثابت له. الثالث تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد. هذا بيان وتأكيد للمعنى السابق من ان الشرك يستلزم التعطيل باي وجه من اوجه التعطيل سواء كان تعطيلا كليا او تعطيلا جزئيا. ثم عاد فذكر من صور التعطيل التي تتصل بالشرك فقال احدها تعطيل المصنوع عن عن صانعه تعطيل المصنوع عن صانعه اي تعطيل المخلوق عن خالقه بان يظاف الخلق الى غير الله كما قال الله جل وعلا وتجعلون رزقكم انكم تكذبون اذا اظاف العبد النعمة الى غير الله فقد عطل الله عما صنعه واحسن به واسداه الى خلقه ولهذا جاء في الصحيح صحيح البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه على اثر سماء في الحديبية يعني على اثر مطر فالتفت الى اصحابه وقال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب. وجه كفره بالله انه اظاف النعمة الى غير الله. وهذا هو النوع الاول تعطيل المصنوع عن صانعه فالمطر صنع الله فاذا اظافه الى شيء من الخلق غير الله اما اظافة خلق وايجاد وهذا كفر في الربوبية واما اضافة سبب وهذا كفر بالالهية وهو كفر اصغر فانه يكون قد عطل المصنوع عن صانعه لان المطر من صنعه فاذا اظافه العبد الى غيره فقد جحد نعمته. كما قال تعالى وتجعلون رزقكم اي تجعلون شكر رزق الله لكم انكم تكذبون. كيف تكذبون باظافة النعمة الى غير الله. والغفلة عنه جل في علاه فهذا من تعطيل المصنوع عن صانعه. وسيأتي مزيد بيان في كلام المؤلف. هذا النوع الاول النوع الثانية تعطيل الصالح عن كماله الثابت له. تعطيل الصانع يعني الخالق تعطيل الله جل في علاه عن كماله الثابت له الله عز وجل من كماله انه لم يجعل بينه وبين عباده واسطة وانه سبحانه وبحمده اخبر بان له الاسماء الحسنى. وان له الصفات العلا جل في علاه. ولله الاسماء الحسنى ولله المثل الاعلى فمن عطل الله عن صفاته او عن اسمائه فانه يكون قد وقع في الشرك لانه سوى غير الله بالله جل في علاه اما النوع الثالث من انواع التعطيل المتصلة بالشرك التي ذكرها المؤلف تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد مثال ذلك بدعاء غيره بالحلف بغيره بالنذر لغيره بالسجود لغيره كل ذلك من تعطيل حق الله عز وجل لان حقه ان يعبد وحده لا شريك له لا اله الا هو وحده لا شريك له. يقول رحمه الله بعد ان ذكر هذه الاقسام الثلاثة تعطيل المصنوع عن صانعه. تعطيل عن كماله الثابت له تعطيل معاملته التي يستحقها من افراده بالعبادة قال رحمه الله ومن هذا ومن هذا فشرك اهل الوحدة ومنه شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم بقدم العالم وابديته. وان الحوادث مستندة الى اسباب ووسائط اقتضت ايجادها ويسمونها العقول والنفوس. ومنه شرك شرك معطلة الاسماء ايها الصفات كالجهمية والقرامطة وغلاة المعتزلة النوع الثاني شرك التمثيل وهو شرك من جعل معه الها اخر كالنصر. اذا هذا الاول وهو شرك التعطيل ظرب له امثلة فقال ومن هذا؟ اي ومن شرك التعطيل شرك اهل الوحدة. اهل الوحدة من هم؟ الذين يقولون ان الله قد اتحد بخلقه فيقول احدهم سبحاني ما اعظم شأني يقولون الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف يزعمون زورا وكذبا ان الله متحد بخلقه وهذا من من ابطل الباطل. واكذب الكفر وهو اقبح من شرك الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة لان اولئك قالوا ان الله حل في عيسى فصار الها وهؤلاء اهل الوحدة يقولون الوحدة الوجود يقولون ان الله حل في كل شيء حتى اعوذ بالله قالوا انه حل في الكلاب والخنازير فيقول احدهم وما الكلب والخنزير الا الى هنا وما ربنا الا عابد في صومعة. هذي الاقوال القبيحة التي تقشعر منها جلود اهل الايمان. وتشمئز منها قلوبهم يعتقدها بعض الناس في الله رب العالمين هؤلاء هم اهل وحدة الوجود يقول رحمه الله ومنه شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وابديته. الذين يقولون ان هذا العالم لا اول له ولا رب له وهو شائع في كثير من البشر في هذا الزمان الذين يفرون من اثبات رب العالمين المالك الخالق الرازق المدبر الى قولهم هذا العالم نتج عن قوة عظمى وهو قديم ثم لا يثبتون شيئا يعبدونه ولا يتوجهون اليه ولا يعرفون هذه القوة العظمى التي يزعمونها وهو فراق من اثبات رب العالمين جل في علاه. قال وان الحوادث باسرها مستندة الى اسباب ووسائط اقتضت ايجادها هالعقول والنفوس وكل هذه ضلالات وانحرافات نسأل الله ان يطهر قلوبنا والمسلمين منها وان يحفظ علينا ايماننا وان يكمل في قلوبنا محبته وتعظيمه. قال ومنه شرك معطلة الاسماء والصفات. الذين يقولون ليس لله اسماء ولا له صفات او لا يكذبون القرآن فالقرآن مليء بالخبر عن اسماء الله وعن صفاته بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الاستفتاح وهو اية في اول كل سورة من القرآن الا سورة براءة فيه ثلاثة اسماء من اسماء الله وهي تتضمن صفتين الالوهية وكمال الرحمة فهو الرحمن الرحيم جل في علاه فتتضمن هذه الاسماء الثلاثة من اسمائه هذه المعاني التي يدركها عامة اهل الاسلام. ولا يتكلفون في فهمها في التوصل الى معانيها معرفتهم بلسان العرب وان الله قد خاطبهم لسان عربي مبين. فيأتي هؤلاء الجهمية والقرامطة وغلاة المعتزلة فينكرون الصفات فيقول ليس لله صفات فهو عليم بلا علم سميع بلا سمع هؤلاء المعتزلة. واما الجامية فلا يثبتون له سمعا ولا بصرا ولا حياة ولا يثبتون له اسم ولا العليم ولا الحي ولا القيوم فيجعلونه عدما جل في علاه سبحانه وبحمده وهذا كله من شرك التعطيل الذي سلم الله تعالى منه كتابه وسنة رسوله وعقد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واهل القرون المفضلة من التابعين وتابعيهم. ومن سار على طريقهم ممن شرح الله صدره من اهل السنة والجماعة فهم يثبتون ما اثبته الله لنفسه من الاسماء والصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل. اما النوع الثاني من انواع الشرك الذي يوقع الناس في ضلالات وانحرافات فهو شرك التمثيل وهو لا يقل خطورة عن الاول. وانما بدأ بشرك التعطيل قبل شرك التمثيل لانه الاكثر انتشارا ولان ولان له من الشبه وله من احتجاجات ما قد يروج على بعض الناس قدمه ذكرا ولان شرك التعطيل باق في الناس واما شرك التمثيل فهو قد انحسر فليس في عقائد المنتسبين للاسلام اليوم من يقر بالتمثيل ولذلك اخره ذكرا وان كان قد تقدم في سالف العصر من مثل من مثل الله بخلقه فيما يتعلق باسمائه وصفاته يقول رحمه الله النوع الثاني. النوع الثاني شرك التمثيل وهو شرك من جعل معه الها اخر كالنصارى في المسيح واليهود في والمجوس القائلين باسناد حوادث الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة. وشرك القدرية المجوسية مختصر من وهؤلاء اكثر مشركي العالم وهم طوائف جما. منهم من يعبد اجزاء سماوية ومنهم من من يعبد اجزاء ومن هؤلاء من يزعم ان معبوده اكبر الالهة. ومنهم من يزعم انه اله من جملة الالهة. ومنهم من يزعم ان اذا خصه بعبادته والتبتل والتبتل اليه اقبل عليه واعتنى به ومنهم من يزعم ان معبوده الادنى يقربه الى الاعلى الفوقاني والفوقاني يقربه الى من هو فوقه حتى تقربه تلك الالة الى الله سبحانه وتعالى. فتارة تكثر الوسائط وتارة تنتقل فاذا عرفت هذه الطوائف وعرفت اشتداد نكير الرسول صلى الله عليه وسلم على من اشرك به تعالى في الافعال والاقوال ما تقدم ذكره انفتح لك باب الجواب عن السؤال النوع الثاني من الشرك شرك التمثيل. يقول رحمه الله وهو شرك من جعل معه الها اخر يعبد ويتوجه اليه وتثبت وتثبت له صفاته الالهية. يقول كالنصارى في المسيح فانهم قالوا انه ابن الله وجعلوه الها يقصد ويعبد لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة اليهود في عزير حيث اعتقدوه الها وقد قال الله تعالى بعد ذكر اتخاذهم اياه الى هد قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم اي واتخذوا المسيح ابن مريم الها من دون الله فلما فعل هؤلاء ما فعلوا من تمثيل هؤلاء الخلق بالله وقعوا في الشرك. قال والمجوس القائلين بانه بان باسناد الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة. والمجوس يعبدون الهين اله الخير واله الشر. فيسندون كل خير الى اله النور وكل شر الى اله الظلمة. وهذا لتمثيلهم غير الله تعالى بالله فوقعوا في الشرك في العبادة لما اختل عندهم ان الله لا مثل له ولا نظير. فالله سبحانه وبحمده ليس له مثيل ولا نظير. قال وشرك القدرية اي ومن هذا ايضا آآ من هذا الشرك الذي هو شرك التمثيل شرك القدرية المجوسية. حيث جعلوا المخلوق يفعل يخلق فعل نفسه. كل انسان يخلق فعل نفسه. وبالتالي اثبتوا خالقين مع الله عز وجل. فكل انسان يخلق فعل نفسه فهو خالق يخلق فعل نفسه استقلالا عن علم الله مشيئته وقدرته وخلقه. فاثبتوا خالقين معه جل في علاه. قال وهؤلاء اكثر مشركي العالم وهم طواف طائف جمة ثم قال رحمه الله في بيان مراتبهم فيما تورطوا فيه من شرك الالهية قال منهم من يعبد اجزاء سماوية ومنهم من يعبد اجزاء ارضية ومنهم من يزعم انه معبود ان معبوده اكبر الالهة ومنهم من يزعم انه اله من جملة الالهة الى اخر ما ذكر من تقسيمات بعد هذا ذكر قال رحمه الله فاذا عرفت هذه الطوائف اي هذا التفرق في صرف العبادة لغير الله عز وجل وعرفت اشتداد نكير الرسول صلى الله عليه وسلم على من اشرك بالله تعالى في الافعال وفي الاقوال والايرادات كما تقدم ذكره انفتح لك باب الجواب عن السؤال. اي سؤال ما تقدم من الاسئلة الثلاثة ما السر في كون الشرك؟ يوجب اباحة الدم والمال هل الشرك مما ينهى عنه عقلا كما ينهى عنه شرعا السؤال الثالث لماذا كان الشرك مانعا من مغفرة الله عز وجل؟ تبين من هذا التقسيم ان الشرك وانه ظلم عظيم والكافرون هم الظالمون. كان ذلك موجبا لتلك العقوبة. موجبا لاباحة الدم والمال لخروج ذلك عن الصراط المستقيم ولعظيم الفساد الحاصل بالشرك وكان ذلك مما تنافيه العقول وتناثره العقول قبل ان تنفيه الشرائع والاديان. ولذلك كان في الجاهلية من اصحاب العقول من يعيب على قومه عبادة غير الله عز وجل ولم يكن له شريعة ودين يدين به لكن نفرت نفسه عن هذا الوحل الذي تورط فيه الناس في ذلك الزمان بعبادة غير الله والتوجه الى الاصنام. يقول رحمه الله فنقول اعلم ان حقيقة الشرك تشبيه المخلوق بالخالق تشبه المخلوق بالخالق. هذه الجملة تختصر لك الشرك بكل صوره سواء كان شركا في الالهية شركا في الربوبية شركا في الاسماء والصفات سواء كان شرك تعطيل او كان شرك تمثيل كله يندرج تحتها هذا المقال وهذه الجملة المختصرة الشرك تشبيه المخلوق بالخالق كما فعل النصارى في عيسى ابن مريم حيث شاء واليهود في عيسى عزير في عزير الذي قالوا انه ابن الله وفي المشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله وعبدوا غير الله عز وجل هؤلاء جعلوا المخلوق شبيها للخالق. هذه البوابة الاولى التي ولج من خلالها كثير من الناس في الشرك. تشبيه المخلوق بالخالق وتشبه المخلوق بالخالق تشبه هناك تشبيه وهناك تشبه تشبيه المخلوق بالخالق وتشبه المخلوق الخالق اي ان يتشبه في نفسه بالخالق فذاك في القسم الاول فعل الناس بمن عبدوا من دون الله والثاني وهو تشبه المخلوق وهو تشبه المخلوق بالخالق هو فعل الانسان نفسه. هو فعل الانسان نفسه حيث انه يفعل بنفسه من الاعمال اعمال ما يتشبه فيه بالخالق نظير ذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر فجاء قوله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل الكبرياء ردائي والعزة ازاري فمن نازعني احداهما عذبته بالنار وهذا يدل على ان كل من نازع صفات الله بالتكبر على الخلق فانه تشبه فانه مندرج في تشبه المخلوق بالخالق ويأتي بيان ذلك وتفصيله