القاعدة الثانية والثلاثون اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده. واذا نهى عن شيء كان امرا بضده واذا اثنى على نفسه او على اوليائه واصفيائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال طيب يقول اذا امر الله بشيء كان نهيا عن ضده. الامر هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء. هذا هو الامر. فاذا امر الله عز وجل عباده بفعل فان هذا الامر يتضمن النهي عن ضده. يعني عما يضاد هذا الامر فامر الله عز وجل عبده بالتقوى نهي عن كل ما يضاد التقوى. ولذلك عبر الاصوليون فقالوا الامر بالشيء نهي عن اوضاده وليس ضده فقط لكن هنا عن ضده باعتبار انه مفرد مضاف يعم الواحد واكثر. لكنهم صرحوا حتى يفرقوا بين الامر والنهي. فقالوا الامر بالشيء نهي عن اضجاده وحتى تتضح القاعدة في اذهانكم؟ لو ان شخصا قال لاخر قم فهذا امر بالقيام اليس كذلك؟ وهو نهي عن كل ما يخالف القيام. فلو ان هذا الشخص اضطجع يكون فعل منهيا او لا؟ اتى بالمأمور طيب جلس انحنى ركع كل هذا مما مما لا يدخل في الامر لم يحقق فيه الامر الامر هو بالقيام فالامر وهو ان يقوم قائما معتدلا نهي عن كل ما يضاد ذلك من الصفات وهذا مثال للقاعدة الامر بالشيء نهي عن اضجاده. ثم قال واذا نهى عن شيء كان امرا بضده. اذا نهى عن شيء كان امرا بظده لكن هل هو امر بجميع اظداده او بظد واحد؟ الجواب انه امر بضد واحد امر بضد واحد. هذا اذا كان اذا كان الشيء المنهي عنه له افضاد كثيرة. اما اذا كان له ضد واحد انتهى الموضوع. فمثلا اذا قال لا تتحرك لا تتحرك هذا نهي ما ضده؟ ضده صور كثيرة المشي يمكن ان يكون ضد آآ الحركة يعني بكل صورها تعتبر ضد. لكن هذا النهي هل هو شامل لجميع اظداده؟ نقول كل ما الحركة فهو منهي منهي عنه. نضرب مثال اوضح من هذا. النهي عن الزنا. هل هو امر بالنكاح؟ لا. ليس ليس امر بالنكاح لان العصمة من عن الزنا تكون بالنكاح تكون بالاستعفاف تكون بالصيام فهو امر بضد واحد امر بضد واحد وليس امرا بجميع الاضداد. هذا الفارق بين الامر والنهي. الامر بالشيء يا عبد الله نهي عن ضده ولا ضده؟ عن اضداده. والنهي عن الشيء امر بافضاده او بضد واحد بضد واحد. بضد واحد يتحقق اه يتحقق امتثال النهي. طيب. ثم قال واذا اثنى على نفسه او على اوليائه واصفيائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال وسبب هذه القاعدة انه لا يأتي النفي المحض في مساق المدح والثناء لان النفي المحض عدم والعدم لا مدح فيه. ولذلك حيثما رأيت نفي الله عز وجل عن نفسه وصفا من الاوصاف او نفيه سبحانه وتعالى عن وصف من الاوصاف في عباده المتقين المؤمنين او اصفيائه واوليائه فاعلم ان هذا النهي لبيان عن كمالهم لبيان كمالهم. قد يكون هذا لاثبات كمال الضد. وقد يكون هذا لنفي ما وصفه به الجاهلون. اه اسباب النهي متعدية اسباب النفي كثيرة المهم انه يراد به اثبات الكمال. يراد بهذا النفي اثبات الكمال. نقرأ كلام الشيخ تتضح القاعدة اكثر؟ نعم. وذلك لانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ضده. فحيث امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والعدل كان نهيا عن الشرك وعن ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم وترك الحج وعن العقوق والقطيعة. وحيث نهى عن الشرك واضاعة الصلاة الى اخر المذكورات كان امرا بالتوحيد وفعل الصلاة الى اخرها. وحيث امر بالصبر والشكر واقبال القلب على الله انابة ومحبة وخوفا ورجاء كان نهيا عن الجزع والصوف وكفران النعم واعراض القلب عن الله في تعلق هذه الامور بغيره. وحيث نهى عن الجزع وكفران النعم وغفلة القلب. كان امرا بالصبر الى اخر المذكورات وهذا ضرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط. هذا واضح. وكذلك لا يكون الا باثبات الكمالات. فحيث اثنى على نفسه وذكر تنزهه عن النقائص والعيوب كالنوم والسنة واللغوب والموت وخفاء شيء في العالم من الاعيان والصفات والاعمال وغيرها والظلم. فلتظمن ذلك الثناء عليه بكمال حياته وكمال قيوميته وقدرته وسعة علمه وكمال عدله. لان انما المحض لا كمال فيه حتى ينفى تكمينا للكمال. وكذلك اذا نفى الله عن كتابه الريب والاختلاف والشك والاخبار بخلاف الواقع كان ذلك لكمال دلالته على اليقين في جميع المطالب واشتماله على الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل الى غير ذلك من صفات كتابه. وكذلك اذا نفى عن رسوله الكذب والتقول والجنون والسحر والشعر والغلق ونحوها. كان ذلك لاجل اثبات كمال صدقه. وانه لا ينطق عن الهوى ان هو والا وحي يوحى ولكمال عقله ولزوال كل ما يقدح في كمال نبوته ورسالته. فتفضل هذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنل خيرا كثيرا والله واعلم هذه القاعدة واضحة كما تقدم بيانا. وما مثل به واضح رحمه الله. وهي في اسماء الله وفي صفاته وفي اوليائه واصفيائه وفي كلامه كذلك وكلامهم من صفاته سبحانه وتعالى. نعم. القاعدة الثالثة والثلاثون المرض في القرآن مرض القلوب نوعان مرض شبهات وشكوك ومرض شهوات محرمات والطريق الى تمييز بهذا المرض في الاصل يا اخوان هو العلة. هذا هو اصل المرض. علة اما تكون في البدن او في القلب او في غيرهما. المهم ان المرض هو العلم المرض في القرآن يعني ذكر المرض في القرآن نوعان. مرض شبهات وشكوك ومرض شهوات شهوات المحرم مرض الاول شبهات وشبهات جمع شبهة والشبهة هي عارضة يعرض للقلب يحول دون البصيرة عارض يصيب القلب يحول بينه وبين ادراك الامور على حقيقتها. فهو يحول بينه وبين البصيرة التي يحصل بها التمييز بين الحق والباطل. والشبهة قد تكون في الكتاب وقد تكون في لله عز وجل وقد تكون في اليوم الاخر الشبهات متنوعة كثيرة. وهي من من وساوس الشيطان يلقيها على قلب العبد. هذا النوع الاول من الامراض التي تصيب القلوب. مرض الشبهة. المرض الثاني مرض الشهوة المحرم قوله شهوات المحرمات ليخرج الشهوات المباحة وهو ما تميل اليه النفس هذا الاصل في الشهوة. ما تميل اليه النفس وما تميل اليه النفس نوعان ما تميل اليه من المباحات وهذا لا حرج عليه في اتيانها واخذها منها ومثال ذلك قول الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال وفي بضع احدكم صدقة قالوا ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر فالمراد بالشهوة هنا الشهوة المباحة. وهو ما تميل اليه النفس. من المآكل والمشارب والمناكح. وغير ذلك من الامور المعنوية لان الشهوة قد تكون في امور حسية من مأكل او مشرب او منكح وقد تكون في امور معنوية الممنوع منها هو ما كان من الشهوات المحرمات. التي نهى الله عنها ورسوله. ثم قال رحمه الله في بيان هذه القاعدة نعم والطريق واي نوعين اخطر؟ شهوات مرض الشبهات اخطر ولا اشكال. لانه يفسد القلب افسادا بينا ويحول دونه ودون لذة الايمان. واما مرض الشهوة فهو وان كان خطيرا قد يوبق الانسان البصيرة والفؤاد الا انه دون مرض الشهوة في التأثير. نعم. والطريق الى تمييز هذا من هذا مع كثرة ورودهما في القرآن يدرك بنا السياق. فان كان السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من امور كان هذا مرض الشكوك والشبهات. وان كان السياق في ذكر المعاصي والميل اليها كان مرض شهوة ووجه الحصار المرض في هذين النوعين ان مرض القلب خلاف صحته. وصحة القلب الكاملة بشيئين كمال علمه ومعرفته ويقينه وكمال ارادته ما يحبه الله ويرضاه. فالقلب الصحيح هو الشيئان مهمان كمال العلم وبه تصح المعلومات وكمال العمل وذلك في قوله كمال ارادته وبه تصح الاعمال. فاذا صحت العلوم وصحت الاعمال سلم القلب من الامراض. والنبي صلى الله عليه وسلم بعث الهدى وهو العلم النافع ودين الحق وهو العمل الصالح. وبهما يصلح قلب العبد وعمل نعم فيقول صحة القلب الكاملة بشيئين بشيئين كمال علمه هذا سلامة العلو ومعرفة ويقينه وكمال ارادته وهذا سلامة العمل. ما ارادته ما يحبه الله ويرضاه. فالقلب الصحيح. فالقلب الصحيح هو الذي عرف الحق واتبعه وعرف الباطل وتركه. فان كان علمه شكا وعنده شبهات تعارض ما اخبر الله وبه من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفا. وكان مرض قلبه قوة وضعفا بحسب هذه الشكوك سوى الشبهات وان كانت ارادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي الله كان ذلك انحرافا في ارادة ومرضاه وقد يجتمع الامران فيكون القلب منحرفا في علمه وفي ارادته. فمن النوع الاول قوله تعالى علي منافقين في قلوبهم مرض وهي الشكوك والشبهات المعارضة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فزادهم الله مرضا. عقوبة على ذلك المرض الناتج عن اسباب متعددة. كل منهم وهم فيها غير معذورين. ونظير هذا قوله. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم الى رجسهم وكذلك قوله تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم فان مريض القلب بالشكوك وضعف العلم اقل شيء يريبه ويؤثر فيه ويفتتن به ومن الثاني قوله تعالى وهذا يفيدنا ايها الاخوة اهمية طلب العلم. لان العلم علاج هذا الداء العظيم الفتاك وهو الشبهات فكل شبهة جاء دواؤها في العلم النافع. فبقدر ما مع الانسان من العلم النافع بقدر ما ينكشف عن قلبه هذه الشبهات التي تحول بينه وبين معرفة الحق. ويترتب على ذلك العمل به. يحول بينه وبين العمل بالحق فينبغي للانسان ان يحرص على العلم النافع. واذا القى الشيطان في قلبه شبهة فليطلب حلها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنفسه ما استطاع فان لم يستطع فقد قال الله جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ولا يجوز للمؤمن ان يترك هذه تبها في قلبه ويسكت عن علاجها وطلب حلها. لانها قد توبقه في موقف يضعف فيه صبره ويضعف فيه يقينه ويتسلط فيها فيه عليه شيطانه. فان الشيطان في حال الاحتضار يورد عن الانسان مثل هذه الشبهات فاذا طهر قلبه من هذه العوالق سلم. لكن لا ينبغي للانسان ان يبادر الى كل شبهة تطرأ على قلبه بل ينبغي له ان يدافعها بالعلم النافع والعمل الصالح والاشتغال بما ينفع ودفع هذه الوساوس بما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر وغيره من الوسائل الشرعية. واهم ذلك الانتهاء عن الاسترسال فيها فان لم تندفع فليطلب حلها من كتاب الله وسنة رسوله فان عجز عن التوصل فليسأل اهل الذكر لعل الله ان يكشف عنه ثم قال ومن الثاني قوله تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض شهوة وارادة للفجور اقل شيء من اسباب الافتتان يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا. فكل من اراد شيئا من معاصي الله فقلبه مريض مرض شهوة ولو كان صحيحا لاتصف بصفات الازكياء الابرياء الاتقياء الموصوفين بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. فضلا من الله ونعمة. فمن كان قلبه على هذا الوصف الذي ذكره الله فليحمدوا على هذه النعمة التي لا يقاومها شيء من النعم. وليسأل الله الثبات على ذلك وزيادة من فضل الله ورحمته ما هي هذه الاوصاف التي ذكرها؟ فمن كان قلبه على هذا الوصف الوصف هو محبة ايش ايمان وكونه في القلب مزينا وكرهه للكفر والفسوق والعصيان وهذا لا يأتي لا يأتي الا لمن عوق علمه وصلح وصلح عمله. فبقدر ما مع الانسان من عمق العلم وصلاح العمل يتحقق له ما ذكره الله في هذه الاية ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. ثم بعد ان ذكر عملهم ووصفهم بين ان ذلك من فظل الله. قال فظلا من الله نعمة وهذا فيه بيان طريق تحصيل هذه الاوصاف. وانه من وسائل تحصيلها بل اصل تحصيلها هو ان يسأل انسان الله عز وجل هذا الفضل ان يحبب اليه الايمان وان يزينه في قلبه وان يكره اليه الكفر والفسوق والعصيان. ولا يكون ذلك الا اذا سلم من هاتين الافتين افة الشبهة وافة الشهوة. جزى الله الشيخ خير الجزاء على ما قدم ونسأله سبحانه ان يتقبل منا صالح الاعمال. وتابعوا معنا باقي شرح كتاب. القواعد بتفسير القرآن مع تحيات اخوانكم في صوت القدس الاسلامية القصيم عنيزة هاتف رقم صفر ستة ثلاثة ستة اربعة اثنين صفر واحد خمسة اسركم صفر ستة ثلاثة ستة اثنين واحد واحد سبعة واحد. صندوق بريد ثلاثمائة وستة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. القاعدة الرابعة والثلاثون دل القرآن في عدة ايات ان من ترك ما ينفعه مع الامكان ابتلي بالاشتغال بما يضره وحرم الامر الاول. وذلك ان ورد في عدة ايات ان المشركين الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد تقدم في اول كلامنا على هذا الكتاب المبارك ان القواعد التي ضمنها الشيخ رحمه الله هذا الكتاب منها ما هو قواعد ومنها ما هو وهذا هذه القاعدة هي من جملة الفوائد. ولكن الشيخ رحمه الله توسع في استعمال القاعدة ضم الى قواعد التفسير بعضا من قواعد الاصول وبعضا من آآ ما يبين طريقة القرآن الطريقة قرآنية في معاملة ومعالجة بعض الامور وايضا بعض الفوائد الجزئية. من ذلك ما ذكره في هذه القاعدة وما سيأتي من القواعد التالية لها هذه القاعدة يقول رحمه الله دل القرآن في عدة ايات ان من ترك ما ينفعه مع الامكان يعني مع تمكنه من العمل بما ينفعه ابتلي بالاشتغال بما يضره ثم قال وحرم الامر الاول اي حرم الاشتغال بما ينفعه. وهذا لخصه ابن رحمه الله بكلمة موجزة فقال نفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ولا بد. وهذا في كل امر لان النفس الانسانية راحة. لا تتوقف عن العمل. فان لم تشتغل بالحق اشتغلت بالباطل فان لم يشغل نفسه ان لم يشغل الانسان نفسه بما ينفعه اشتغل بما يضره ولابد. يذكر الشيخ رحمه الله خلال ذلك من الايات نعم. قال رحمه الله ذلك وذلك انه ورد في عدة ايات ان المشركين لما زهدوا وفي عبادة الرحمن ابتلوا بعبادة الاوثان. ولما استكبروا عن الانقياد للرسل بزعمهم انهم بشر الانقياد لكل ماريج العقل والدين. ولما عرض عليهم الايمان اول مرة فعرفوه. ثم تركوه الله قلوبهم وطبع عليها وختم. فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم. ولما بين لهم الصراط المستقيم وزاغوا عنه اختيارا ورضا بطريق الغي على طريق الهدى. عوقبوا بان ازاغ الله قلوبهم وجعلهم حائرين في طريقهم. ولما اهانوا ايات الله ورسله اهانهم الله بالعذاب المهين ولما استكبروا عن انقياد للحق اذلهم في الدنيا والاخرة. ولما منعوا مساجد الله ان يذكر فيها واخربوها ما كان لهم بعد ذلك ان يدخلوها الا خائفين. كل هذه امثلة لهذه القاعدة وهي انهم لما اعرضوا ولم يشتغلوا بما ينفع مع تمكنهم من ذلك ابتوا بظده. ولم يتمكنوا من الخير. نعم ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن. ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا نخبر فيها ان العبد كان قبل ذلك بصدد ان يهتدي. وان يسلك الطريق المستقيم. ثم اذا تركها بعد ان عرفها وزهد فيها بعد ان سلكها انه يعاقب. ويصير الاهتداء غير ممكن في حقه جزاء على فعله كقوله تعالى عن اليهود نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. فانهم تركوا اجل الكتب واصدقها فابتلوا باتباع ارذلها واكذبها واضرها. والمحاربون لله ورسوله تركوا هذا المثال واضح في هؤلاء القوم الذين اتاهم الله عز وجل من الهدى والبينات ما لم يؤت غيرهم. فاعطاهم هذا النور المبين وهذا الكتاب آآ العظيم الذي جاء به موسى عليه السلام فنبذوه وتركوا مقتضاه مما جاء فيه من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الهدى والحق الذي تضمنه واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. فاستبدلوا بكتاب الله عز وجل الذي هو الهدى والنور كتب السحرة المبطلين. فقوله واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان اي اخذوا بهذه الكتب التي عملتها الشياطين. في في الكذب والضلال والسحر والشعوذة وغير ذلك فلما اعرضوا على الحق مع تمكنهم من اخذه قلوب هذا الباطل العظيم الذي لا خير فيه والذي لا خلاق لصاحبه في الاخرة نعم والمحاربون لله ورسوله تركوا انفاق اموالهم في طاعة الرحمن وانفقوها في طاعة الشيطان القاعدة الخامسة والثلاثون هل التعقيب على المثال الاول؟ في قوله ومنهم من عاهد الله هذه فيه طائفة من المنافقين ومنهم من عاهد الله ليلا اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. تعلقوا على ايتاء الله ايتاء الله اياهم من فضله عملين. العمل الاول لنصدقن. والعمل الثائر والعمل الثاني لنكونن من الصالحين واكدوا ذلك بالقسم في الموضعين حيث قالوا لنا الصدقن ولنكونن. اللام هنا لام القسم اللام الموطئ القسم وتقدير الكلام والله لنتصدقن. والله لنكونن من الصالحين ثم ما كان عاقبة الامر كان عاقبة الامر انه لما اتاهم من فضله بخلوا به. والبخل هو منع ما وجب. من وغيره. فالبخل اسم يجمع كل ما هو منع للحقوق. المالية او المعنوية او غير ذلك من الواجبات وتولوا وهم معرضون فجمعوا ازاء القسمين نكوصين القسم الاول والله لنتصدقن قابلوه بايش؟ بالبخل ولنكونن من الصالحين قابلوه بايش؟ بالتولي. فاخلفوا الله في في الموظعين. فاعقبهم هذا جزاء هم في الدنيا قبل الاخرة فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله الباء هنا للسببية. يعني بسبب اخلال الله عز وجل ما وعدوه. وبما كانوا يكذبون وهذه الاية فيها اشد التحذير لكل من نذر نذرا ولم يوفه. فانه يخشى ان يكون من هذا. الصنف الذي توعده الله عز وجل بهذه العقوبة العظيمة وهو ان يورثه النفاق في قلبه الى يوم يلقاه. ومن اورث النفاق في قلبه وقد اورث شرا عظيما لان المنافقين في الدرك الاسفل من النار نعوذ بالله من الخذلان وهذه القاعدة واضحة مما ذكر المؤلف رحمه الله من الادلة نعم