صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم خير البرية فهو افضل الانبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه انه لم يقل ان يحب الله ورسوله فقط. فان هذه مرتبة ليست خاصة لاهل الايمان. بل يشرك فيها اهل الايمان اهل الكفر اهل الشرك يحبون الله لكن محبتهم لله محبة ناقصة وهذا فرض وكل محبة امر بها فهي فرع بمحبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. ودفع ضدها ليكره ضد الايمان اعظم من كراهته الالقاء في النار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة عبودية وقد ثبت في الصحيح عن النبي وقال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. وقال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله يعني نفسه. وقال لا ان في المسجد خوخة الا سدات الا خوخة ابي بكر. وقال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد الا فلا تتخذوا قبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وكل هذا في الصحيح وفيه انه قال ذلك قبل موته بايام وذلك من تمام رسالته. فان في ذلك تحقيق مخالفته لله الذي اصلها محبة الله تعالى للعبد. ومحبة العبد لله قول المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر الحديث الذي فيه قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله اتخذني كما اتخذ ابراهيم خليلا قوله رحمه الله بعد ذلك وذلك من تمام رسالته اي ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخبر امته بهذا لانه مأمور بالبلاغ ومن جملة ما امره الله بتبليغه تبليغ اصطفاء الله له وانه خليل الرب جل وعلا كما ان ابراهيم عليه عليه السلام خليل الرحمن. وذلك من تمام رسالته فان في ذلك تمام تحقيق مخالته لله التي اصلها محبة الله تعالى للعبد ومحبة العبد لله. فالخلة الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ليست فقط من جهة لربه بل من ربه له سبحانه وتعالى وهذا من عظيم ما خص الله سبحانه وتعالى به محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم خليل اسمع وهذه الخلة هي غاية مراتب المحبة كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله والمقصود ثبوت المحبة من الله للعباد ومن العباد لله خلافا لما ذهب اليه الجهمية الذين انكروا محبة العبد الرب ومحبة الرب للعبد. وقالوا لا يحب الله عباده ولا يحبه عباده. فكذبوا بالقرآن الحكيم وخالفوا الصراط القويم. يقول رحمه الله ثم في فائدة اخرى كون النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يخبر بهذا في اخر ايام عمره يدل على ان المخالة وبلوغ هذه الدرجة لم يكن لمجرد انه محمد ابن عبد الله بل بما كان عليه صلى الله عليه وسلم من العمل الصالح والاجتهاد في عبادة ربه والتحقيق للعبودية للرب سبحانه وتعالى وفيه ان العبرة بكمال النهاية لا بلفظ البداية. فانه صلى الله عليه وسلم لما اصطفاه الله لهذه المنزلة اثبت منه من قبل وفيه انه ينبغي للانسان ان يسعى الى ان يكون يومه خيرا من امسه. فان من كان يومه خيرا من امس فانه رابح واما من كان يومه شرا من انفه فانه مقبول وهذا يوجب على العبد عظيم الحذر وبذل الجهد والجد والتشمير في طاعة الله عز وجل كما قال الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فينبغي للمؤمن ان يجتهد في تحقيق مراتب العبودية لله عز وجل. وان لا يقف عند حد بل يسابق الى الخيرات فانه لا منتهى للخير الا بقبض الاجل بقبض الروح وانتهاء الاجل. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال عبدا لربه صلى الله عليه وسلم كما امره الله حتى اتاه اليقين. وكان من افضل ما حصله صلى الله عليه وسلم مرتبة الخلة واخبر عنها صلى الله عليه وسلم في اخر ايامه. نعم. يقول في ذلك في ذلك تحقيق توحيد الله وان لا يعبدوا الا اياه. ورد على اشباه المشركين. وفيه رد على الرافضة للذين يبخسون الصديق رضي الله عنه حقا. وهم اعظم المنتسبين الى القبلة اشراكا بعبادة علي وغيره من البشر. لانهم اول من احدث المشاهد والقبور والتعلق بالمقابر في ملة الاسلام هم ولذلك قال وهم اعظم المنتسبين الى القبلة يعني اهل الاسلام اشراكا بعبادة علي وغيره من البشر. ولذلك تجد ان دينهم مبني وعملهم مبني على على الشرك بالله عز جلوى الغلو في اهل البيت حتى انهم يصفونهم بما لا يجوز ان يوصف به الا الرب سبحانه وتعالى ويثبتون لهم من العصمة ما لا يثبت الا للانبياء. والرسل فهم غلوا غلوا عظيما فاحشا. وقعوا بسببه في شر العظيم ومع هذا الغلو جهزوا فضائل الصحابة وذموهم وكان على رأس من ذموا ابو بكر رضي الله عنه والفاروق عمر خير هذه الامة بعد نبيها اللذان قال فيهما فيهما النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر نعم والقلة هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله. ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه. هذا بيان ما يترتب على الخلة في حق العبد وفي حق الرب. في حق العبد شمال المحبة المستلزمة لكمال العبودية. فقد كمل رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. العبودية لربه كما كملها الخليل عليه السلام. فكان امة قالت لله حنيفا ولم يكن من المشركين اما خلة الرب للعبد فان ذلك بكمال الربوبية وهو انه سبحانه وتعالى يخصه من الفضائل والمنن والمحبة ما لا يدركه غيره من عبادة. ولذلك قال ومن الرب سبحانه كما للربوبية لعبده الذين لعباده الذين يحبهم ويحبونه. نعم ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب. فانهم يقولون قلب متيم اذا كان متعبدا للمحبوب والمتيم المتعبد وسيم الله عبدا. وهذا على الكمال حصل لابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. ولهذا لم يكن له صلى الله عليه وسلم من اهل الارض خليل الشركة فانه كما قيل في المعنى قد تخليت مسلك الروح به وبذا سمي الخليل خليلا بخلاف اصل الحب فانه صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح في الحسن واسامة اللهم اني احبهما فاحبهما واحب من يحبهما. وسأله عمرو بن العاص اي الناس احب اليك قال عائشة قال فمن الرجال قال ابو هام. وقال لعلي رضي الله عنه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وامثال ذلك كثير ذلك كثيرا من النصوص التي فيها اثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لافراد فلم يعارض محبته لهؤلاء ما ذكره من الخلة التي اصطفاه الله بها. اما الخلة فانه لم يذكر خليلا غير الرب بل قال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الرحمن صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا في حق العدل يقول وفي حق الرب وقد اخبر تعالى وتأخر تعالى انه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب والمتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. وقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. فقد اخبر بمحبته لعباده المؤمنين ومحبة المؤمنين له حتى قال والذين امنوا اشد حبا لله. اما الخلة فخاصة قول بعض الناس ان محمدا حبيب الله وابراهيم خليل الله. واما الخلة خاصة يعني في حق الرب. فان الله جل وعلا لم يجعل قالي لا بما بلغنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليهما الخلة ايضا في حق الرب خاص وليست لكل احد مع ان الله جل وعلا اخبر بانه يحب اوصافا واعمالا واشخاصا واماكن لكن كل هذا لا يعارض ما ثبت ان الخلة للنبي صلى الله عليه وسلم وابراهيم عليه الصلاة والسلام وقول بعض الناس وقول بعض الناس ان محمدا حبيب الله وابراهيم خليل الله وظنه ان المحبة فوق الخلة قول ضعيف فان محمدا ايضا خليل الله كما ثبت ذلك في الاحاديث الصحيحة المستفيضة. وما يروى ان العباس يحشر بين حبيب وخليل وامثال ذلك. فاحاديث موضوعة لا تصلح ان يعتمد عليها وقد قدمنا ان محبة الله تعالى هي محبته ومحبة ما احب. كما في الصحيحين عن النبي صلى الله الله عليه وسلم الى محبة العبد الرب. محبة العبد لربه ان يحبه سبحانه وتعالى. وان يحب ما يحبه نوعا ويبين هذا بالحديث كما في الصحيحين كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه حلاوة المال من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه انا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من كان فيه هذه الثلاث وجد حلاوة الايمان لان وجد الحلاوة بشيء يتبع المحبة له. فمن احب شيئا او اشتهاه اذا حصل له مراده. فانه يجد حلاوة واللذة والسرور بذلك. طيب اذا حلاوة الايمان هي ما يعقبه الله جل وعلا في قلب العبد من البهجة والسرور والفرح واللذة والسكينة هذه حلاوة الايمان وذوق هذه الحلاوة او ووصف او واضافة الذوق لهذه الحلاوة امر مدرج لان الذوق ليس فقط كذوق ليس خاصا باللسان بل يكون للسان ولغيره. يكون اللسان ولغيره. وقد استعملته العرب في ادراك في ادراك ما ما ما تريد في ادراك الشيء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لزوجة رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته يذوق عسيلته الذوق في كل مورد بحسب والمراد ان الايمان له ضعف وله حلاوة وهذه الحلاوة هي ما يلقيه الله جل وعلا في قلب العبد من الابتهال والسرور والفرح والطمأنينة التي لا يعادلها شيء هي جنة الله في الدنيا كما يقول ابن القيم وكذلك شيخ الاسلام التي من لم يدخلها لم يدخلها جنته في الاخرة. وهذه الحلاوة متفاوتة في قلوب الناس ليست على درجة واحدة وتفاوتها في قلوب المؤمنين بتفاوت تحقيق هذه الصفات. لان الناس متفاوتون في تحقيق هذه الصفات تفاوتا عظيما لا يدرك بل تفاوت الناس فيما يقوم بقلوبهم من اعمال القلوب اعظم تفاوتا من اشكاله. يعني انت الان لو نظرت الى الناس تجد ان اشكالهم متفاوتة. ولا تحضرها المنطقة بل انظر الى الى الخلق في جميع البقاع تجد ان بينهم من التفاوت في الاشكال والالسن والهيئات ما لا يدرك ولا يحصى ولا يضبط. اختلاف ما يقوم في قلوبهم من الاعمال اشد من اختلافهم في الاشكال والصور. وهذا يوجد للعبد ان يسعى الى السبق في كل خصلة من هذه الخصال حتى يحصل الغاية. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم الانسان اذا صدق العزم وجد في السير واخلص في الطلب لابد ان الله جل وعلا لا يخلف الميعاد والذين جاهدوا لنهدينهم سبل. المهم معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان اي حصل. والوجد هنا ليس تواجد الصوفية الذي هو من التواجد وهو ما يقوم في القلب من محبة وما اشبه ذلك لا الوجه هنا بمعنى الحصول فهو من الوجود والثبوت اي ثبت له وحصل له حلاوة الايمان نعم. واللذة امر يحصل عقب ادراك الملائم الذي هو المحبوب او المشتهاه. ومن قال ان اللذة ادراك الملائم كما يقوله من يقوله من المتفلسفة والاطباء فقد غلط في ذلك غلطا بينا. فان الادراك يتوفق بين المحبة واللذة. فان الانسان مثلا يشتري الطعام. طيب هذا الان الشيخ رحمه الله يشير الى قول الجهمية في ردهم وانكارهم المحبة يقولون ان المحبة لذ واللذة ادراك الملائم ولا ملائمة بين الرب بين الخالق والمخلوق فنفوا بهذه الصفة التي اثبتها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي المحبة. يحبهم ويحبون محبة الله لعبادة ومحبة العباد للرب جل وعلا. يرد عليهم رحمه الله يقول ان من فسر اللذة بادراك الملائم فقد غلط في ذلك غلطا يبين وجه الغرض فان الادراك فان الادراك يتوسط بين المحبة واللذة. نعم. فان الانسان مثلا يشتهي الطعام فاذا اكله حصل له عقب ذلك اللذة. فاللذة تتبع النظر الى الشيء. فاذا اللذة تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي رؤية الشيء بل تحصل عقب رؤيته عندنا ثلاثة اشياء عندنا المحبة وادراكها والذي الادراك يتوسط بين المحبة والذي فمن فسر المحبة باللذة فقد اخطأ خطأ بينا فمثلا انت تحب الطعام تحب نوعا من الطعام هل هذا هو اللذة الجواب لا اذا اكلته وهو وهو وسيلة التحصين وهو الادراك ترتب على هذا الادراك اللذة فعندنا ثلاثة اشياء هؤلاء خلطوا بينها فوقعوا في هذا الغرض حيث فسروا المحبة باللذة فوقع منهم الخطأ في انكار هذه الصفة. نعم. وقال تعالى وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والالام من فرح وحزن ونحو ذلك يحصل بالشعور بالمحبوب او بالشعور بالمكروه. وليس نفس الشعور هو الفرح ولا فحلاوة الايمان المتظمنة من اللذة به والفرح ما يجده المؤمن الواجد من حلاوة الايمان تتبع كمال محبة العبد لله. وذلك بثلاثة امور. تكمير هذه المحبة وتفريعها ودفع ظدها نعم هذا ما تظمنه حديث انس رظي الله عنه في سبيل تحصيل هذه الحلاوة ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان الاول ان يحب ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وهذا اصل الدين الذي عليه مدار الايمان ولا يثبت الايمان الا به فانه من لم يحب الله ورسوله لا ايمان له. وكل عمل يبنى على غير المحبة فهو مردود باطل. ولذلك انا الاصل الذي يبنى عليه في وهذا المشار اليه في قوله رحمه الله تكميل هذه المحبة ان يكون الله ورسوله احب اليهم مما سواهم لا تنفعهم ولذلك قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه. فحب الله والذين امنوا اشد حبا لله اي من حب هؤلاء لله في في احد القولين في تفسير هذه الاية فليس المقصود وجود المحبة لان المحبة فطرية لكن المقصود والمطلوب و الفوز والسبق يحصل بتثمين المحبة وتكميلها انما يكون بالاخذ بالاسباب التي تكمن بها المحبة من العمل الصالح والتقوى والايمان والاستكثار من الحسنات والتخفف من هكذا تفهم المحبة. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وسيبين الشيخ رحمه الله هذا الكلام فيما نستقبله. اذا الاصل الاول هو تكبير المحبة بها يحصل الانسان ايش اشحط حلاوة الايمان مع ما بقي من الخصال الثاني تفريعها والثالث دفع ظدها يبين ذلك الشيخ فيقول فتشميلها فتكميلها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما فان محبة الله ورسوله لا يكتفى بل لابد ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما كما تقدم. كما ذكرنا قبل المشركون يحبون الله لكن لا ينفعهم هذا الحب. فلذلك يقول لا لا يكفى ان محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها باصل الحب يعني بوجوده انما لابد فيها من ايش؟ من التكبير من التكبير التكبير هو بلوغ الغاية في الشيء. نعم. الثالث ليحب المرأة لا يحبه الا لله. فهذه المحبة تابعة للمحبة السابقة. وهي ثمرتها. وهي اعظم من الدلائل على وجودها ان يحب الرجل لا يحبه الا الله. الا لله. لا يحبه لنفسه. لا يحبه لماله. لا يحبه لصورته. لا يحبه لشيء من امور انما يحبه لله وذلك بان يحبه لما فيه من الطاعة والاثبات والاقبال على الله عز وجل. يحب لهذه الصفات ليس بينه وبينه نسب ولا ليس بينه وبينه صلة صلة قرابة او مال او عمل انما بينه وبينه هذه الصلة ان الرجل انه يحب الله وهذا عبد لله فاحبه لعبوديته لله هذا ثالث ما تكمن به خلال الخلال التي يحصل بها حلاوة الايمان ان يكره ما يكره الله ورسوله والذي يكرهه الله ورسوله هو الكفر اشده الكفر وكل خصال الكفر يكرهها الله ورسوله ان يكره ضد الايمان اعظم من يا سيدي الالقاء في النار وذلك بقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان وفي النار. ومن قام في قلبه هذه الكراهة بهذه الصورة فانه قد شمل كراهية المضاد لله ورسوله. وهذا ليس بالكفر الاعظم بل حتى من خلال كفر وخصال ان يكره ذلك فان تريث ذلك مما يكمل به للانسان الايمان ويحصل به له حلاوته نعم ثلاثة امور كلها دائرة على المحبة تشكيل المحبة لله ورسوله تفريعها دفع ضدها. نعم. فاذا كانت محبة الرسول والمؤمنين من محبة الله. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين الذين يحبهم الله لانه اكمل الناس محبة لله واحقهم بان يحب ما يحب ويبغض ما يبغضه الله. والخلة ليس لغير الله فيها نصيب. بل قال لو كنت متخذا من اهل الارض قليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. علم منه مزيد مرتبة الخلة على مطلق المحبة وهذا فيه الرد على من قال ايش ان الخلة هي المحبة او ان المحبة ما ارتفع اعلى من الخلة فان الخلة اخف من مطلق المحبة لانها غاية المحبة وكمالها ومنتهاها. نعم. وانه يمتنع فيها الشركة ايضا. وذكرنا لكم فرقا ثالثا ايضا في سبق ان الخلة يكون الحب فيها لذات الشيء. لا لمعنى الخالق. بخلاف المحبة قد تحبه لمعنى الخالق نعم. والمقصود هو ان الخلة والمحبة لله تحقيق عبوديته وانما يغلط من يغلط في هذه من حيث يتوهمون ان العبودية مجرد ذل وخضوع سقط لا محبة او ان المحبة فيها انبساط في الاهواء او اذلال لا تحتمله الربوبية ولهذا يذكر عن ذي النون انهم تكلموا عنده في مسألة المحبة. فقال امسكوا عن هذه المسألة. لا تسمعوا النفوس فتدعيها وكره من كره من اهل المعرفة والعلم. مجالسة اقوام يكثرون الكلام في المحبة الى خشية وقال من قال من السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. ومن عبده بالرجاء وحده فهو ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري. ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد لابد للمؤمن من هذه الامور الثلاثة ولا تستقيموا عبادة شخص الا بها. واذا غلا جانب على جانب او ربى شيء من هذه الامور على غيره افسد على المؤمن عبادته فمن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. لانه يتمادى في المعاصي ويقع في الوان من الفجور كما هو الحال في ولاة الصوفية الذين زعموا محبة الله وانهم يعبدونه بالحب فاستجازوا المحرمات واسقطوا الواجبات ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء وهو قريب ممن عبد الله بالمحبة. ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري اي خارج. لانه في نظره ما ذكره الله جل وعلا من سعة رحمته وهو واسع مغفرته والسلامة كل السلامة في ان يعبد الانسان ربه بالحب والخوف والرجاء فانه به يتحقق له الايمان والتوحيد. نعم ولهذا ولهذا وجد في المستأخرين من انبسط في دعوى المحبة حتى اخرجه ذلك الى نوعه من الرعونة والدعوة التي تنافي العبودية وتدخل العبد في نوع من الربوبية التي لا تصلح الا لله اي احدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء والمرسلين او يطلبون من الله ما لا يصلح بكل وجه الا ولا يصلح للانبياء. وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ. مقصود الشيوخ شيوخ الصوفية الذين غلب عليهم الحب حتى خرجوا عن الصراط المستقيم. ومن امثلة ذلك ما وقع ابن عربي والتلمسان وغيرهما من غلاة الصوفية الذين اوقعهم غلوهم في الالحاد والكفر نعم وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ وسببه ضعف تحقيق العبودية التي بينها الرسل وحررها الامر هو النهي الذي جاءوا به بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته. واذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة طائشة جاهلة انبسطت النفس بحمقها في ذلك. كما ينبسط الانسان في محبة انساني معهم وجهله ويقول انا محب فلا اؤاخذ بما افعله من انواع يكون فيها عدوان فهذا عين الضلال وهو شبيه بقول اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قال الله تعالى الا قل فلما يعذبكم بذنوبكم. بل انتم بشر ممن خلق. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فان تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضي انهم غير محبوبين ولا منسوبين اليه بنسبة البنوة فليقظينهم مرغوبون مخلوقون فمن كان الله يحب مستعمله فيما يحبه محبوبه. لا يفعل ما يبغضه الحق. ويسخطه من الكفر والفسوق والعصيان. ومن فعل الكبائر واصر عليها ولم يتب منها. فان الله يبغض منه ذلك. كما ايحب منه ما يفعله من الخير اذ حبه للعبد بحسب ايمانه وتقواه ومن ظن ان الذنوب لا تضر لقول الله يزداد حب الله للعبد بزيادة الايمان والتقوى فكلما ازداد العبد ايمانا بالله عز وجل وتقوى له زاد حبه جل وعلا لعبده. وليس طريق الحب ما زعمه هؤلاء من التخلي عن الواجبات والاعتماد على الدعاوى التي لا يسندها دليل ولا يقوم ما يسوغها. وهؤلاء اغتروا بالله وجمعوا سوءا اشار اليهم الشيخ رحمه الله ظعف العقل وقلة الدين. فاذا ظعف العقل وقل الدين فلا تسأل عن الرجل. فانه في شر عظيم. لان الذي يحجز الانسان عن الشر اما دين او عقل. وهما ليس على مرتبة واحدة لكن العقل يمنع الانسان من شر كثير. فاذا جمل العقل وكمل بما جاء في الشرع وفق الى خير كثير ومنعه من الشرور العظيم وهؤلاء فقدوا هاتين الصفتين فوقعوا في وليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الاعمال ولذلك انزل الله جل وعلا على اليهود دعواهم حيث قالوا نحن ابناء الله واحباؤه. فاجاب عن هذه الدعوة بقوله قل فلم يعذبكم بذنوبكم معلوم ان التعذيب ينافي ايه؟ ينافي المحبة فلو كانوا كما قالوا وكما زعموا لما عذبهم الله جل وعلا فلما وقع بهم العذاب بل ان وقع بهم الوان العذاب والنكاد دل ذلك على كذبهم في دعاوى في دعواهم. نعم ومن ظن ان الذنوب لا تضره لكون الله يحبه مع اصراره عليها. كان بمنزلة من زعم ان تناول السم لا يضره مع مداومته عليه وعدم تداويه منه بصحة مزاجه. ولو تدبر الاحمق ما قص الله في كتابه من قصص انبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار وما اصيبوا به من انواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير لحسب احوالهم. علم بعض ضرر الذنوب باصحابها ولو كان ارفعها مقاماه فان المحب للمخلوق اذا لم يكن عارفا بمصلحته ولا مريدا لها. بل يعمل بمقتضى وان كان جهلا وظلما كان ذلك سببا لبغض المحبوب له ودخوله عنه بل سببا لعقوبته كل شؤم في الدنيا والآخرة سبب في الذنوب كل شر ينزل بالناس سببه الذنوب. ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعضا لبعض. بعض لابد له من ضرر ولابد له من شؤم على صاحب الا ان تاب صدقة في توبته فان الله جل وعلا بمنه وكرمه يعفو عنه ويغفر. فينبغي للمؤمن ان لا يتهاون بالذنوب مهما صغرت لا سيما القلوب وافادها وكذلك ذنوب الظاهر لكن الناس يغفلون عن ذنوب البواطن وقد يحترزون عن ذنوب الظواهر لكونها تقع يعني والواجب على المؤمن ان يحذر الجميع ان يحذر ظاهر الاثم وباطنه كما قال الله جل وعلا ظاهر الاثم وباطنة فينبغي للمؤمن ان يحرص على تكميل نفسه بالاستغفار فان الاستغفار مما يمحى الله به اثار الخطايا وان يحتسب ما يجريه الله عليه من الاقدار المؤلمة التي يكرهها فان ذلك بسبب ذنبه ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة يعني مما يسوؤك فمن نفسك. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد