ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يفقهون مقاصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدركون اسرار فعله وهذا ما ميزهم عن غيرهم رضي الله تعالى عنهم. فان عمر اثبت نعم قال رحمه الله باب ما ذكر بالحجر الاسود وسار باسناده عن عمر رضي الله عنه انه الى الحجر الاسود فقبله فقال اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله ما قبلتك. اما ذكر في الحجر الاسود اي ما ورد فيه من النصوص صحيحة على شرطه الحجر الاسود هو الحجر الموضوع في زاوية الكعبة الشرقية الجنوبية وهو حجر له منزلة ومكانة وشرف تعبد الله تعالى نبيه وهذه الامة بتعظيمه فتعظيم هذا الحجر هو من تعظيم الله عز وجل ليس عبادة له ولا اعتقادا فيه بنوع من النفع والضر انما تعظيم ما عظمه الله تعالى. ولتعلم ايها المؤمن ان تعظيم ما عظمه الله تعالى دليل على سلامة قلبك وصحة تقواك. قال الله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وقال جل وعلا ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له وتعظيم ما عظمه الله دليل على عظمة على سلامة القلب وتقواه فمن ذلك تعظيم ما عظمه الله وقد عظم الله هذا الحجر وقد ورد فيه جملة من الاحاديث لكن اكثر الاحاديث الواردة في بيان فضله واصله ضعيفة من ذلك حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحجر الاسود والركن اليماني من يواقيت الجنة وفي حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل انزل الله تعالى الحجر الاسود ابيض من اللبن وسودته خطايا بني ادم وهذه الاحاديث لا تخلو اسانيدها من ضعف لكن يذكرها العلماء في بيان ما ورد في فضل الحجر الاسود وان كانت اسانيدها ضعيفة ومن ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس ان الحجر الاسود يأتي يوم القيامة وله عينان ولسان يشهدان لمن استلمه بحق. لمن استلمه بحق. وهذا امثل ما جاء من الاحاديث بما يتعلق بفضائل استلام الحجر الاسود. والذي يظهر ان فضيلة هذا في فعل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه كان يستلمه. ولذلك لم يذكر المصنف هنا الا ما كان من عبد الله ابن الا ما كان من عمر رضي الله تعالى عنه. في فساقه باسناده من طريق عابس بن ربيعة عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان انه جاء الى الحجر الاسود فقبله اي وضع شفته عليه اي وضع شفته عليه. والتقبيل في الاصل في كلام العرب يطلق على وظع الشفة على الشيء ولو لم يكن معه صوت التقبيل هو وضع الشفة على الشيء سواء بصوت او بدون صوت لكن الغالب يذكرونه فيما لا صوت فيه. ولذلك كره بعضهم ان يكون التقبيل بصوت قبله رضي الله تعالى عنه ثم قال اني اعلم القائل من عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله تعالى عنه اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع حجر لا يرجى منك ضر ولا نفع فالنفع والضر ليس للاحجار انما لله عز وجل وهذا لدفع توهم ان يكون هذا التقبيل رجاء نفع او ضر من هذا الحجر اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. طيب لماذا تقبله؟ قال ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يقبلك على هذا النحو الذي فعلت ما قبلتك وجعل تقبيله تأسيا واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما لما عظمه وليعلم ان قول عمر رضي الله تعالى عنه اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع هو نفي لما كان يعتقده الجاهليون في الاحجار والاشجار وغيرها من انها تنفع وتضر فهي لا تنفع ولا تضر لكن نفع تقبيل الحجر ليس في ذاته انما في اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال في الاشارة الى النفع الثابت حيث قال ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فجعل الموجب للتقبيل سبب التقبيل هو اتباع هديه صلوات الله وسلامه عليه. وهل هذا ينفع او لا ينفع اتباع سنة النبي ينفع او لا ينفع؟ ينفع لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة بل اعظم النفع في اتباعه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فمن اراد ان يحبه الله فليتبع رسوله صلوات الله وسلامه عليه. فالنفع والضر المنفي في قوله لا يظر ولا ينفع هو ما كان يعتقده الجاهليون من ان الاشجار والاحجار تنفع بذاتها. لكن تقبيل الحجر وتعظيمه نافع بالنظر الى انه سبب لحصول الاجر من حيث تعظيم ما عظمه الله ومن حيث اتباع سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا نفع عظيم ولذلك يحتسب الانسان الاجر عند تقبيل الحجر على هذا النحو دون نظر الى ان الحجر في ذاته ينفع او يضر. انما النفع في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وما يفعله بعض الناس من مسح الحجر بثيابهم تبركا هذا مما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلوات الله وسلامه عليه كان استلامه للحجر على صور سيأتي بيانها وتوضيحها اعلى ذلك التقبيل وسيأتي مزيد بيان كيفية استلام الحجر في الباب الذي يليه. انما المقصود ان اعظم ما ورد في فضل الحجر هو تقبيل سيد ولد ادم له صلوات الله وسلامه عليه. وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده امرا ونفاه نفى اثبت تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحجر ونفى ان يكون ذلك بسبب اعتقاد انه ينفع ويضر بذاته وهذا فقه لمقاصد افعاله صلوات الله وسلامه عليه. وفيه من الفوائد التصريح بانه لا نفع ولا ضر من الاحجار وان النفع والضر في اتباع هدي سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. وفيه من الفوائد اتباع الصحابة لهديه ولو لم يتبين لهم سبب الا انه فعل ذلك فان عمر رضي الله تعالى عنه نفى الاعتقاد الجاهلي فيما يتعلق بنفع الاحجار وضرها واثبت نفعا شرعيا وهو اتباع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا امتثال لما امر الله تعالى به في قوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولقوله جل وعلا في محكم كتابه ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وفيه مشروع اية تقبيل الحجر الحجر الاسود مشروعية تقبيل الحجر الاسود. وليعلم المؤمن انه ليس في الدنيا شيء يتعبد الانسان بتقبيله في الا الحجر الاسود واي شيء في الدنيا تتعبد بتقبيله لابد ان ان تقيم دليلا على انك تقبله لو شخص جاء وقبل هذا الجهاز تعبدا تعبدا لله قيل له هذا امر محدث هذه عبادة مردودة عليك لان النبي انما قبل الحجر فتقبيل ما سواه يحتاج الى دليل. فالذين يقبلون الان ما يشاهدونه من الجهات من الحرم وجذره او تقبيل الركن يقال لهم هذا امر محدث هل قبلا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اذا كان النبي قد قبل ذلك فعل العين وعالرأس سمعنا واطعنا ونقبله لتقبيل النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لا يقبل شيء في الدنيا تعبدا بذات التقبيل الا الحجر الاسود وما عداه فلا يقبل ولذلك نهى العلماء عن تقبيل ما سوى الحجر الاسود بناء على هذا الاصل وهو انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل الا تقبيل الحجر الاسود فلا يقبل سواه لا تقبله. لا يقبل آآ الملتزم ولا الركن اليماني ولا سائر جهاد الكعبة تعبدا لله عز وجل وهذا الذي عليه جمهور العلماء وانما يقبل الحجر الاسود فقط نعم. قال رحمه الله باب استلام الحجر الاسود حين يقدم مكة اول ما نطوف ويغمر وساق باسناده عن سالم عن ابيه رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدم مكة الى السنة والركن الاسود اول ما يطوف يخب ثلاثة اقواف من السبع يقول المصنف رحمه الله باب استلام الحجر الاسود حين يقدم مكة اول ما يطوف ويرمل ثلاثا استلام الحجر الاسود الاستلام مأخوذة مأخوذ من السلام. وهو ان يضع يده على الحجر المسلم كالمسلم المصافح بس فالاستلام مأخوذ من السلام واستلام الحجر الاسود له صور اعلاها ان يقبله. وهذا الذي جرى من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. عندما قبل الحجر كما جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه فيضع شفته على الحجر الاسود و من الاستلام ان يمسحه بيده ويقبل يده وقد جاء ذلك في الصحيح من حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه انه كان يمسح الحجر بيده ويقبله ويقبل يده ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. هذي الصورة الثانية. الصورة الثالثة اذا لم يستطع ان يقبل الحجر ولا يستلم بيده ومعه شيء يستطيع ان يستلم الحجر به فيستلم الحجر بشيء في يده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما طاف على بعير كان يستلم الحجر بمحجر عصا طويلة لها رأس مائل قبل ذلك الشيء هذا ثالث صور استلام الحجر فان عجز عن هذه كلها عن التقبيل والاستلام باليد والاستلام بشيء في يده فليشر اليه اشارة وهذا ما ذهب اليه جمهور العلماء وهذه مراتب استلام الحجر ثلاثة منها بالمباشرة اما التقبيل او باليد او بشيء في اليد. والرابع هو بالاشارة الى الحجر الى جهته اشارة واحدة بيده اليمنى وسيأتي تفصيل ذلك وبيانه قول باب استلام الحجر اي اول ما يبدأ به في طوافه يسن له استلام الحجر ولم يذكر المصنف رحمه الله ما يقوله في الاستلام هل يكبر؟ هل يقول ذكرا من الاذكار سيأتي بيان ذلك ان شاء الله تعالى والسنة ان يكبر عند الاستلام وقد جاء عن عبد الله بن عمر انه كان يقول بسم الله والله اكبر. فاذا زاد البسملة فالامر في ذلك واسع. الثابت عنه التكبير كما سيأتي بعد قليل ساق المصنف نعم ثم قال حين يقدم مكة اي يبدأ اول ما يخدم مكة يبدأ بالطواف لان تحية البيت للطواف. واول ما يبدأ بالطواف ابتداء بالركن بالحجر الاسود يستلمه ثم بعد ذلك يأخذ عن ثم يجعل البيت عن يساره يأخذ عن اليمين ويجعل البيت عن يساره يتجه الى جهة يمينه بعد بعد الاستلام ويجعل البيت عن يساره طائفا يقول حين قال اول ما اول ما يطوف ويرمل ثلاثا فيبتدأ بالاستلام ثم يرمل ثلاثا والرمل هو السير بسرعة مع مقاربة الخطى. السير السريع. السير السريع مع مقاربة الخطى. يعني لا تكون الخطوات متباعدة والمسافة بين الخطوتين كبيرة بل الخطى متقاربة وهذا من سنته صلوات الله وسلامه عليه في طوافه ينقل ثلاثا اي في الثلاثة الاشواط الاول في اول الاشواط وهذا في طواف القدوم وفي طواف العمرة واما طواف الافاضة وطواف الوداع فلا رمل فيه ليس فيه رمل لانه لم ينقل عنه كما سيأتي بيانه وايضاحه. ساق المصنف باسناده من طريق ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدم مكة اذا استلم الركن الاسود يعني في اول مجيئه اول ما يطوف يخب ثلاثة اطواف من السبع يخب ان يسرع وهو الرمل ثلاثة اطواف اي ثلاثة اشواط من السبع. وذلك ان الطواف المشروع سبعة اشواط فلا يكون طواف الا بسبعة اشواط وليس لاحد ان يطوف شوط او شوطين او ثلاثة ويكتفي بل من اراد ان يطوف طوافا مشروعا يثاب عليه فليطف سبعة اشواط وليس شوطا ولا شوطين. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في طواف القدوم وفي طواف العمرة يخب ثلاثة اطواف من السبع وهذا فيه من الفوائد ان الصحابة حرصوا على نقل ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تنقلوا لنا اقواله واحواله واعماله في حله وترحاله وفي عباداته وسائر شأنه صلوات الله وسلامه عليه. وفيه ان الطائف يبتدأ اولا باستلام الركن الحجر الاسود وفيه ان مبدأ الطواف يكون من الحجر الاسود وهذا باتفاق. فلو بدأ دون الحجر الاسود فانه لا يحتسب طوافه انما يحتسب الطواف بالبداءة بالركن الاسود او الحجر الاسود وفيه ان السنة للطائف ان يرمل الاشواط الثلاثة الاول. وبينت الرمل وهو ان يكون الانسان سريعا في سيره بخطى متقاربة فاذا لم يتمكن كما هو الحال في اوقات الزحام فهنا يمشي على ما يسر له الله من المشي بعظ الذين لا يستطيعون الرمل يأتون بصورة الرمل بمعنى انهم يهزون اكتافهم وهم من غير اسراع في المشي. هذا الهز ليس له معنى انما الهز ثمرة الاسراع فاذا لم يكن اسراع فلا حاجة الى ان يهز كتفيه بل يمشي سيرا عاديا وفيه من الفوائد ان الطواف سبعة اشواط والسنة رمل ثلاثة منها اي الاسراع في ثلاثة منها والرمل يكون في جميع الشوط لا في بعضه وهذا الذي استقر عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرمل في كل الشوط الشوط يعني من الحجر الى الحجر وليس فقط من الحجر الى الركن فان ذلك كان اول الامر وهذا اصل مشروعية الرمل ان النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة لما جاء هو واصحابه تهكمت بهم قريش وقالوا يأتي محمد واصحابه قد وهنتهم حمى يثرب يعني اظعفتهم حمى يثرب. فكذبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وامر اصحابه بان يرمل ما بين الحجر الى الحجر. لماذا ما بين الحجر الاسود الى الركن اليماني ويمشوا بينهما لان قريش كانت قد قعدت له على جبل قعيقعان من الجهة الشامية الشمالية للكعبة ينظرون النبي واصحابه فلما رأوهم يطوفون بنشاط وقوة ورمل كذب بعضهم بعضا فيما كانوا يدعونه من ان محمدا سيأتي باصحابه وقد ضعفوا بسبب ما اشتهرت به المدينة من من من الحمى ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع طاف طوافا مكتملا رمل فيه في ثلاثة اشواط من الركن الى الركن واستقر السنة على هذا نعم قال رحمه الله باب الرمل في الحج والعمرة. وساق باسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشراط ومشى اربعة في الحج والعمرة. وساق باسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بركم اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت اسم الله صلى الله عليه وسلم استلمت ما استلمتك. فاستلمه ثم قال ما لم المشركين وقد اهلكهم الله. ثم قال شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب ان نتركه. وساق باسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما ترك استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمها. قلت يمشي بين الركنين. قال انما كان يمشي ليكون ايسر الاستنام باب الرمل في الحج والعمرة اي ما جاء من اسراع النبي صلى الله عليه وسلم السير في الطواف في حجه وعمرته. في طواف الحج في القلوب وفي طواف العمرة اذا كان معتمرا ساق باسناده من حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اطواف السعي هو مسارعة الخطى. وتسمى ويسمى هذا السعي رملا. وهو ان يسير سيرا سريعا مع الخطى ثلاثة اشواط اي ثلاثة اطواف. ومشى اربعة في الحج اي في طواف الحج وهو طواف القدوم والعمرة اي في طواف العمرة وقد ذكرت ان الحاج له ثلاثة اطواف طواف القدوم اذا كان مفردا او قارنا وطواف الزيارة وهو طواف الحج طواف الافاضة وطواف الوداع. الذي يشرع فيه الرمل من هذه الاكواف الثلاثة هو طواف القدور. وكذلك تمتع له طوافان طواف في حجه وطواف في عمرته. فالذي يشرع له فيه ان يرمل. هو طواف العمرة فقط واما طواف الحج فانه يكون بعد تحلله فلا رمل فيه ثم ساق ايضا خبر عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال للركن اي قال مخاطبا للركن بحضرة اصحابه اما والله وهذا قسم منه رضي الله تعالى عنه لتأكيد المعنى الذي تكلم به. اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ليس منك ضر وليس منك نافع بذاتك ولولا اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استلمك اي قبلك كما جاء في الرواية السابقة ما استلمتك اي ما قبلتك ليس لطلب نفع منه ولا ضر منه. انما اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فالنفع والضر في لزوم هديه وترك سنته فالنفع في لزوم سنته والضر في ترك هديه صلوات الله وسلامه عليه. قال فاستلمه. ثم قال فما لنا عمر يقول ما لنا وللرمي؟ يعني لماذا نرمل لماذا نرمل وذكر السبب في هذا التساؤل قال انما كنا رأينا به المشركين يعني هذا الرمل الاسراع في الطواف طواف القدوم وفي طواف العمرة سببه في الاصل كان تكذيب المشركين كما ذكرنا قبل قليل عندما قالوا يأتي محمد واصحابه قد وهم قد وهنتهم حمى يثرب. فسبب الطواف هو تكذيب سبب الرمل في الطواف هو تكذيب المشركين. ولذلك قال انما كنا رأينا به المشركين اردنا ان يرون اقوياء ويرون على خلاف ما وصفونا به من الضعف وقد اهلكهم الله اي اذهبهم الله تعالى واظهر واظهرنا عليهم وقد اهلكهم الله. ثم قال استدرك عمر رضي الله تعالى عنه استدرك لانه رضي الله تعالى عنه ذكر العلة التي من اجلها شرع الرمل وقد زالت هذه العلة لكن انه استدرك في انه سنستمر على الرمل ولو زالت هذه العلة بقوله ثم قال شيء اي الرمل معه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب ان نتركه اي فنلتزمه ولو كان هذا قد زالت علته ولو كان هذا قد ذهب سببه. انما نفعله تأسيا برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واتباعا لسنته. في هذا الحديث من الفوائد ان الانسان يخاطب الجماد كما قال عمر اذ للركن اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع وهذا الخطاب ليس المقصود فيه اسماع الجماد. انما المقصود فيه الاعلان عن سبب الفعل وعن قام في النفس مما من المعاني التي يحتاج الى بيانها اما ليذكر نفسه بها واما ليسمعها من حوله. ولذلك سمع هذا الكلام من عمر سمعه ونقله الينا وفيه من الفوائد ان الاحجار والاشجار وغيرها من المخلوقات لا تملأ لا تملك نفعا ولا ضر ولا ضرا بل النفع والضر بيد الله جل في علاه واما ما سواه فانهم اسباب وادوات يجري الله تعالى فيها من اقداره ما يشاء من نفع او ضر وفيه من الفوائد التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم تتبين الحكمة للانسان لا تتوقف في اتباع السنة على ادراك الحكمة. بعض الناس لا يفعل الحكم ولا يلتزم به الا اذا تبينت له وبارت له حكمة ذلك الفعل. وهذا غلط بل يجب عليه ان يلتزم بالشرع تبينت له حكمة او لم تتبين قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخير من امرهم فليس لك خيرا ولا اختيار فيما قضاه الله عز وجل بل تعلم يقينا ان ما قضاه الله لا بد فيه من حكمة يعلمها من يعلمها ويجهلها يجهلها لكن لا تتوقف في فعل ما امرك الله تعالى به على معرفة الحكمة. ولا تتوقف في ترك ما نهاك الله تعالى عنه على ادراك الحكمة بل ما من شيء شرعه الله الا وله فيه حكمة. اذا تبينت لك فذلك فضل الله وهو خير. واذا لم يتبين لك اعلم ان ثمة حكمة والتزم شرع ربك فان الخير في لزوم شرعه وامتثال امره جل وعلا. لذلك عمر رضي الله تعالى عنه لما اورد ما اورد في قضية الطواف وانه الرمل في الطواف وانه انما فعل لسبب وقد زال السبب رجع ان التزام ذلك اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم. ولعل عمر رضي الله تعالى عنه اورد هذا. وذلك الجواب للاجابة عن اشكال يقع في نفوس الناس لماذا نرمل وقد زال السبب؟ فالجواب على هذا ان الرمل الذي ان ان الرمل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم لزمه حتى بعد زوال السبب فكان فكانت السنة ان نصنع كما صنع ولذلك قال شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لا نحب ان نتركه اي فلا نرغب عنه ولا نعدل به سواه بل نحب ان نكون فيه على نحو عمله صلوات الله وسلامه عليه وقد ساق باسناده ايضا اثرا عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال ما تركت استلام هذين الركنين الاستلام الركنين المقصود به الركن اليماني والحجر الاسود الركن اثنان اليمنيان هما الحجر الاسود والركن والركن اليماني. وهذان الركنان هما ما يسن استلامهما واستلامهما بالنسبة للحجر الاسود على الانحاء التي ذكرناها. التقبيل استلامه باليد وتقبيلها. استلامه بشيء بيدك. وتقبل ذلك الشيء تارة اليه هذا فيما يتعلق باستلام الحجر الاسود او الركن الاسود. اما الركن اليماني فالمشروع فيه الاستلام باليد فقط ولا تقبيل فيه لا تقبيل للركن ولا تقبيل لليد بعد استلامها. فمن لم يتمكن من استلامه باليد فانه يمر دون هنا اشارة لانه لم ينقل عنه انه اشار اليه صلوات الله وسلامه عليه في طوافه. انما الاشارة جاءت في الركن الاسود وهذا الفرق بين الركن بين الركنين بين الركن اليماني والركن الاسود فينبغي ان يعلم الفرق والسنة بعض الحجاج يقبل الركن اليماني ويمسحه ويقبل يده وليس في ذلك سنة بل هذا من المحدثات وانما جاء ذلك فقط في الاسود فلا يتجاوزه. يقول ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول ابن عمر رضي الله تعالى عنه فيما نقل البخاري ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء لشدة متابعة وتأسيه بالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه في شدة يعني في زحام ولا في رخاء يعني في سعة ولا في في صحة ولا في مرظ ولا في صغر ولا في كبر هذا معنى قوله شدة ولا رخاء. منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمهما. قلت لنافع اكان ابن عمر يمشي بين الركنين يعني لا يرمل انما يرمل من الركن الى الركن قال انما كان يمشي ليكون ايسر لاستلامه يعني بدر ان ابن عمر كان بين الركنين يمشي ولا يرمل ولكن ذلك ليس لان الرمل غير مشروع بين الركنين بل لانه كان ايسر لاستلامه. يعني ايسر له ان يمشي بين الركنين ليستلم الركن اليماني والحجر الاسود وليس ذلك لاجل ان الرمل لا يكون في هذه المنطقة بل الرمل الذي استقر عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم هو من الركن الى الركن من الحجر الاسود الى الحجر الاسود