لان العشق غالبا ما يقترن بشيء من اللذة وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى طيب الشوق من المراتب التي طوى الشيخ رحمه الله الحديث عنها. فهل يصح اطلاق الشوق على الله؟ الجواب نعم وقد جاءت بذلك السنة في الدعاء المشهور اسألك والشوق في الدعاء واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة والحديث جمع ادعية عظيمة في السنن بسند جيد ولما قال الشيطان الشيخ رحمه الله في بيان اوجه فضل العبودية وتحقيقها نعم ولما قال الشيطان ربي بما اغويتني له زينا لهم في الارض ولوغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين هذا تابع للوجه السابق في قوله ونعت صفوة خلقه بالعبودية. فقال تعالى ان عبادي وهم صفوة خلقه الذين حققوا له العبودية ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين والاستثناء هنا استثناء منقطع بقوله الا من اتبعك من الغاويين استثنى منقطع ومعنى الاستثناء المنقطع ان تقدر لكن ويكون المعنى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان لكن من اتبعك من الغوين ليس عليه سلطان فانه هو الذي سلطك على نفسه نعم وقال وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون. لا بالقول وهم بأمره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يشفعون الا لمن على عظيم خلقهم وما منحهم الله عز وجل من القوة والقدرة هذه حالهم مع ربهم جل وعلا من خشيته مشفقون فهم جمع الله لهم عظيم القوة البدنية فهم من اقوى خلق الله اجساما واجسادا وهم من اقوى خلق الله ارادة وتحصيلا للمقصود ومع ذلك حالهم مع ربهم جل وعلا هم من خشيته مشفقون ولذلك اذا تكلم الجبار تكلم الرب سبحانه وتعالى ضربت الملائكة باجنحتها خضعنا لقوله واذا ادرك العبد عظيم خلق الملائكة وعظيم قدرهم عند الله عز وجل حيث اصطفاهم وقربهم منه وجعلهم والوثائق بينه وبين خلقه اذا ادرك هذا ورأى ما هم عليه من تمام العبودية لله عز وجل علم عظيم حق الرب جل وعلا وصدق بقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ لو قدره العباد حق قدره لما وقع منهم مخالفة ولما انقطعوا عن ذكره وتسبيحه وتمجيده سبحانه وتعالى نعم وقال تعالى وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطر منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم واعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا تعتقده في الرسل والنبيين وبما تعتقده في الكتب فضلا عما يتعلق به سبحانه وتعالى. كل هذا مما يتعبد به اهل الايمان واهل الاسلام قال رحمه الله في بيان الدين قال وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والنبوة ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله هذي هاتان الايتان في قوله تعالى في قول المؤلف رحمه الله وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا والاية التي بعدها وقال تعالى المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والنبوة ان هو الا عبد انعمنا عليه لا تتصل بقوله رحمه الله وقال في وصف الملائكة فانه في هذا ليس فيها وصف للملائكة لكن يظهر لي والعلم عند الله ان في الكلام سبطة. ومراد الشيخ رحمه الله ان العبودية لا يستحقها الا الله جل وعلا وان نسبتها واظافتها الى غيره امر عظيم ولذلك قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا وعبدوه من دون الله وعبدوه مع الله لقد جئتم شيئا ادا اي عظيما تكاد السماوات ويتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. لماذا كل هذا؟ ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا والعبودية المذكورة هنا هي عبودية القهر لا يخرج عنها احد من الخلق لا مسلم ولا كافر لا مؤمن ولا كافر بل الجميع يدخلون في قوله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبدا. ثم قال لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم يوم القيامة فردا. فبين ان العبودية لا تصلح الا له فهي حقه جل وعلا. ثم قال ان من ادعيت به العبودية تبرأ منها قال تعالى ان هو الا عبد اي عيسى ابن مريم عليه السلام ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل اي جعلناه اية لبني اسرائيل ووجه كونه مثلا واية لبني اسرائيل ان الله جل وعلا جعله من غير ابد بل من ام فقط وهذا وجه كونه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح يعني في تحقيق العبودية وانها لا تصلح الا لله سبحانه وتعالى لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وايضا هذا يرجع الى ما تقدم من ان العبودية وصف اصفياء الله من الانبياء فهذا عيسى ابن مريم عليه السلام وصفه الله جل وعلا في مقام الثناء عليه. وفي مقام بيان ما اختص به قال ان هو الا عبد انعم عليه فلم يجاوز به هذا الحد. ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا تطروني اي لا تتجاوزوا في مدحي. فالإطراء هو المجاوزة في المدح لا تطغوني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وهذا يبين لنا ان العبودية من اخص اوصاف الانبياء لان بها حصلوا الفضل والسبق ثم قال لا البلوة اللي عندي البنوة لا البنوة عدلوها استنى ان النبوة وصفه وانما الذي ادعي فيه البنوة ولذلك نفاها الله عز وجل بقوله ان هو الا عبد انعمنا عليه بارك الله فيك. نعم وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله. فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. اكمل احوال من قال النبي صلى الله عليه وسلم نبينا محمد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله ولا شك انه في اكمل الاحوال يخلع على الموصوف اعظم الاوصاف فلما وصفه بالعبودية في اكمل الاحوال دل على ان اكمل احوال النبي صلى الله عليه وسلم كونه عبدا لله جل وعلا انظر الى الاحوال التي وقدر الله سبحانه وتعالى فيها بالعبودية. قال رحمه الله فقالت الاسراء فقال هيسرا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. والاسراء كان وسيلة الى المعراج والمعراج اعظم مواقف النبي صلى الله عليه وسلم اعظم ايامه ولياليه هو ما كان في ليلة المعراج فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في اعظم مواقفه واعظم ما اجراه الله له من الايات الكبرى العظيمة الدالة على احتفاء الله سبحانه وتعالى به وتخصيصه اياه لم يجاوز به وصف العبودية. دل ذلك على اي شيء ها على ان اعظم اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم العبودية وانه عبد لله سبحانه وتعالى نعم هذا هذه اية ثانية وقال وقال في الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال في وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله. اسأل الله العظيم انظر الى هذه المقامات والاحوال العظيمة وكيف لم يجاوز الله جل وعلا في وصف رسوله صلى الله عليه وسلم وصف العبودية قال في الايحاء وهو المدد من رب العالمين بالهدى والنور الذي اضاءت به الظلمات واشرقت له الارض والسماوات هذا القرآن العظيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من رب العالمين وصف الله جل وعلا رسوله حال الايحاء اليه في قوله فاوحى الى عبده ما اوحى وهي مقام عظيم ومنزلة كبرى وحال كبيرة ومع ذلك اقتصر على هذا الوصف فدل على انه اشرف اوصافه وقالت الدعوة وهو مقام التبليغ عن رب العالمين وامتثال امره جل وعلا في قوله قم فانذر لم يجاوز وصف العبودية حيث قال وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدأ والمقام والحال الاخيرة مقام التحدي والتحدي من رب العالمين لخصوم النبي صلى الله عليه وسلم. ففيه الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ومقام الانتصار مقام اظهار فضل المنصور وبيان منزلته وعظيم مكانته عند من ينصره ويعبده. ومع ذلك لم يجاوز رب العالمين في وصفه وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله فدل ذلك على ان اخص اوصاف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ايش العبودية ومن هذا نعلم وندرك خطأ كثير من الذين يسرفون في وصفه صلى الله عليه وسلم باوصاف متنوعة يظنون انها تجي النبي صلى الله عليه وسلم حقه تطابق قدره تحقق ما جعله الله عز وجل له من المنزلة فيصفونه باوصاف واسعة لم ترد في كلام السلف. ثم هم في المقابل يعرضون عن هذا الوصف الذي رظيه الله لرسوله ورضيه النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بل امر به صلى الله عليه وسلم في قوله فقولوا عبد الله ورسوله فينبغي لطلبة العلم ان ينبهوا الى هذا الامر وان يقتصروا على ما جاءت به السنة في هذا وليس في هذا حق من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ولا نزول في قبره بل هو اتباع له وقد قال الله جل وعلا وان تطيعوه تهتدوا فطاعته سبب لهداية الدنيا وفوز الاخرة نعم رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة الان فرغ الشيخ رحمه الله من ذكر فضائل العبادة وقد ذكر لذلك اوجه عديدة تقدم الاشارة اليها. اخر هذه الاوجه ان العبودية ان العبودية وصفه خاصة اولياء الله عز وجل بل هو وصف خاصة اصفيائه محمد صلى الله عليه وسلم في اشرف واعظم احواله ومقاماته صلى الله عليه وعلى اله وسلم استغفرك ربي واتوب اخذت له للواصل في نهاية الدرس طيب ما شاء الله لا قوة سلام فاديينه كله داخل في العبادة وقد ثبت في الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان قال وتحج البيتين استطعت اليه سبيلا. قال فما الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك ثم قال في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجعل هذا كله من الدين جواب جواب سؤال السائل في قوله وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا وسأل عن عبادة قسم العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها؟ اي في العبادة؟ ام لا؟ اجاب الشيخ رحمه الله على هذه الاجزاء فبين العبادة وبين ما فروعها وبين ان الدين كله داخل في العبادة. فالدين كله داخل في العبادة واستدل لذلك في حديث جبريل الطويل الذي فيه سؤاله عن الاسلام سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والايمان والاحسان وعن اشراط الساعة وعلاماتها عن الساعة وعن اماراتها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر الامر هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجميع ما تقدم من الاسلام ومن الايمان ومن الاحسان ومما يتعلق باليوم الاخر كله من الدين وبهذا نعلم ان الدين يشمل جميع ما امر الله سبحانه وتعالى به وما يجب اعتقاده في الله وفي ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء خيره وشره. فلا يخرج شيء مما امر الله به عن الدين ولذلك قال الشيخ رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة. فالانسان في عقيدته يتعبد لله عز وجل انت تتعبد لله عز وجل بما تعتقده في الجنة والنار وبما تعتقده في اليوم الاخر وبما تعتقده في الملائكة وبما والدين ويتضمن والدين يتضمن معنى الخضوع والذل. يقال دمته فدان اي دللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله. ان يعبدوا الله ويطيعه ويخضع له. فدين الله عبادة وطاعته والخضوع له. والعبادة اصل معناها الذل ايضا. وعبادته اصلا اه عندي اصله معناه اوصوا معناها طيب والعبادة اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطئته الاقدام. لكن ان العبادة المأمورة بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب. فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة فان اخر مراتب الحب هو التسيب. واولهم العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب. ثم الصبابة الانطباع القلب اليه ثم الغرام وهو الحب اللازم للقلب. ثم العشق واخرها التتيم يقال تيم الله اي عبد الله. فالمتيم المعبد لمحبوبه ومن خضع لانسان مع بغضه له لا يكون عابدا له. ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابدا فما قد يحب ولده وصديقه. ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله تعالى. بل يجب ان يكون الله واحب الى العبد من كل شيء. وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء. بل لا يستحق المحبة الذلة التامة الا الله. من يا شيخ رحمه الله في هذا المقطع معنى الدين وانه يتضمن معنى الخضوع والذل لرب العالمين وبين وجه ذلك من حيث الاشتقاق ومن حيث اللغة ثم قال رحمه الله والعبادة اصل معناها الذل ايضا فالعبادة دائرة على معنى الذل ولذلك كان الكبر من اعظم اسباب المنع من دخول الجنة. ومن اعظم اسباب دخول النار فان النار دار المتكبرين والجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فادنى ما يكون من المثاقيل والموازين من الكبر يمنع الانسان من دخول الجنة. لماذا؟ لان الكبر يقابل العبودية يقابل العبادة فانه لا يجتمع كبر وعبادة ولذلك الكبر يمنع الانسان من الانتياج الحق ويمنعه من العمل به فلذلك كان اهل الايمان اذا قام في قلب احدهم شيء من الكبر ولو كان يسيرا لا يدخل الجنة حتى يتخلص منه ويمحر ومطهر سيكون قلبه خاليا من هذه الافة المانعة ولذلك قال الشيخ رحمه الله والعبادة اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذلل قد وطأته الاقدام فالطريق المعبد هو الذي سارت عليه الاقدام فذللته فكان معبدا لكن اشار الشيخ رحمه الله الى فارق بين المعنى اللغوي للعبادة وبين معنى الدين الذي هو الذل. قال لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فليس كافيا في تحقيق العبودية ان يكون الانسان ذليلا بل لا بد ان يكون منجذب القلب لرب العالمين وهذان قطب العبادة وركناها لا تقوم عبادة احد الا بهما غاية الذل معنى غاية الذل منتهى الذل الغاية هي منتهى الشيء. غاية الذل مع غاية الحب وبه يتحقق للانسان ثمن العبودية. قال ابن القيم رحمه الله وعبادة الرحمن غاية حبه يعني منتهى حبه مع ذل عابده هما قضبان ايهما قطبان للعبادة ولا تتحقق العبودية ولا العبادة لشخص الا بهذين الوصفين غاية الذل مع غاية ايش مع غاية المحبة لله عز وجل قال المؤلف رحمه الله فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له ثم قال فان اخر مراتب الحب هو التسيب ذكر الشيخ رحمه الله استطرادا مراتب الحب قال العلاقة هذا اول وادنى مراتب الحب ووجه التسمية قال لتعلق القلب بالمحبوب والصبابة قال لانصباب القلب اليه يعني الى المحبوب ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب فان الغرام المقصود به او يدور معناه على الملازمة ومنه قول الله تعالى ان عذابها كان غراما اي ملازما لاهلها نعوذ بالله ومنه ايضا يطلق على طالب الدين غريب فالغريب لما كان صاحب الدين الدائن لما كان مطالبا المدين متابعا له سمي غريبا لانه يلازمه حيثما ذهب ليأخذ حقه ويستوفي ما له ثم قال ثم العشق وطوى طوى الحديث رحمه الله وقال منتقلا الى اخر المراتب قال واخرها التتيم يقال تيم الله اي عبد الله والمتيم المعبود المحبوب. وهذا لا يصلح الا لله عز وجل هذا لا يصلح الا لله جل وعلا اللفظ الذي جاء في الكتاب والسنة في بيان المحبة هو المحبة لم يأتي في الكتاب والسنة ذكر الصبابة ولا ذكر العلاقة ولا لكل ولا ذكر الغرام ولا ذكر العشق مع ان العشق عند جماعات من الصوفية هو الغاية وهو لفظ لا يجوز اطلاقه في حق الله عز وجل ومن جملة ما ذكر فيه الشوق الى لقاء الله عز وجل. وهو من مراتب المحبة. اما ما عدا ذلك فانه لم يرد. لكن المقصود ان التطيب تيم الله والمتيم هذا لا يكون الا في اي شيء الا لمن اقترض ترنت محبته بعبادته ولا تعجب فان بعض من بلي بالمحبة يصل به الحال الى ان يعبد محبوبه دون الله عز وجل كما قال الشاعر لا تدعني الا رأى عبدها فانه اشرف اسماعيل جعل اشرف اوصافه واسمائه بان ينسب الى الى محبوبته يا عبدها فجعل ذلك احب ما ينادى به هذا المفتون نعوذ بالله من الخذلان ثم قال ومن خضع لانسان مع بغضه مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له هذا بيان لما تقدم من انه لا لابد من اجتماع الأمرين من اجتماع غاية الحب مع غاية الذل لرب العالمين. ثم قال رحمه الله وكل ما احب كل ما احبه وين ولهذا لا يأتي احدهما في عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء لا شك في هذا واضح بل لا يستحق المحبة والخضوع التام ان الله آآ جل وعلا نعم وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة. وما عظم بغير امر الله كان تعظيمه باطلا. قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والمذموم في محبة في هذه المحبة انها قدمت على محبة الله ورسوله والا فان المحبة الطبيعية التي تقتضيها الجبلة لا حرج فيها على الانسان في محبة الاموال وفي محبة الاولاد وفي محبة الازواج وفي محبة ما يحب مما يلائم الطبع ويوافقه فانه لا يلام على هذا وتسمى المحبة الطبيعية لكن اذا تجاوز بها الحد فكانت احب اليه من محبة الله ورسوله هنا يقع المحظور كما انه اذا اسرف في محبة شيء ولم تكن محبته لله انما محبته للدنيا فانه يقع في المحظور والتهديد المذكور في قوله تعالى فتربصوا حتى يأتي الله بامره ثم قال رحمه الله فجنس المحبة تكون لله ورسوله كالطاعة. فان الطاعة لله ورسوله والارضاء لله ولرسوله الله ورسوله احق ان يرضوه. والايتاء لله ورسوله. ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك. فلا تكون الا لله وحده. كما قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله وقالوا حسبنا الله وهداهم الله ورسوله وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فالايتاء لله والرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واما الحسب وهو الكافي فهو الله وحده. كما قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقال وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين هي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله. ومن ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معك فقد غلط غلطا فاحشا. كما قد بسطناه في غير هذا الموضع طيب اه هذا في الحقيقة نوع استطراد من الشيخ رحمه الله بعد ذكر المحبة لما ذكر المحبة وانها من اركان العبادة التي لا تقوم الا بها بين رحمه الله ان منها ما لا يصلح الا لله جل وعلا ومنها ما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ايضا ما يكون لغير النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لله جل وعلا من حيث ان الله امر به فهو ليس محبة لله لذاته انما هو محبة لما يحبه سبحانه وتعالى واعلم ان المحبة في الاصل لله جل وعلا. له ولمحبوباته سبحانه وتعالى ثم انه قد وسع الله على عباده فاجاز لهم من المحاب ما يوافق طبائعهم وما يلائم آآ جبلتهم وهذا لا تثريب عليهم لكنهم لا يؤجرون عليه انما الاجر في محبة بمحبته سبحانه وتعالى وفي محبة رسوله وفيما امر بمحبته وفيما هو من محابه سبحانه وتعالى ثم اعلم ان الشيخ رحمه الله ذكر بعد ذلك ما يكون لله وللرسول يعني ما يصلح ان يكون من اعمال القلوب لله ويشركه معه غيره لكن لا على وجه التسوية كمحبة الله ورسوله فالمحبة لله وللرسول فالرسول يشارك الله في المحبة لكنه ليست محبة على وجه التسوية بل هي محبة تابعة لمحبة الله سبحانه وتعالى كذلك محبة اولياء الله الصالحين محبة الاعمال الصالحة هذه كلها تابعة لمحبة الله عز وجل فلا تعارض ولا تنافي محبة الله جل وعلا وليست من المحبة المذمومة بل هي من المحبة المأمورة التي يؤجر عليها الانسان ثم من العبادات ما لا يكون الا لله سبحانه وتعالى. او من اعمال القلوب ما لا يكون الا له. فلا يجوز ان يشرك معه غيره لا ملك ولا نبي مرسل ومن ذلك ما ذكر في قوله واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده كما قال الله تعالى قل يا اهل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. وكذلك في قوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله اي كافينا الله حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون فالرغبة والرهبة له وحده دون غيره. ولذلك قال سيؤتينا الله ورسوله وهذا الايتاء يشرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى لكنه في الرغبة لا يكون الا لله سبحانه وتعالى ولذلك قال انا الى الله راغبون تقدم ما حقه التأخير؟ قدم الجار والمجرور للدلالة على اي شيء او ليدل على اي شيء على اختصاص الله عز وجل وانفراده سبحانه وتعالى بذلك. انا الى الله راغبون. فتقديم ما حقه التأخير يفيد التخصيص قال فالايتاء لله وللرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم قال واما الحسب والحث قال وهو الكافي يعني الكفاية الحسد هي الكفاية من الله سبحانه وتعالى فهو لله فهو لله وحده فالحسب وهو الكافي فهو الله وحده كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ايش المعنى شافين الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله اي كافيك الله ومن اتبعك من المؤمنين ثم اشار الشيخ رحمه الله الى معنى الاية قال اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله يعني ان الله جل وعلا كافيك وكافي من اتبعك ثم اشار الى معنا مغلوط يفهمه بعض الناس او يحمل الاية عليه يقول ومن ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فجعل الكفاية بالله وبالمؤمنين فان هذا قد غلط غلطا فاحشا كما قال الشيخ فقد غلط غلطا فاحشا في موضع اخر قال غلطا كبيرا او عظيما كما بسطناه في غير هذا الموضع وذلك ان الكفاية لا تكون الا من الله جل وعلا فالله يكفي رسوله ويكفي اهل الايمان. ويكفي من اتبع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعلى هذا المعنى الصحيح يكون قوله تعالى ومن اتبعه الاسم الموصول من؟ معطوف على اي شيء يا اخوان هل هو معطوف على لفظ الجلالة الله؟ او على الظمير على الظمير. حسبك الله ومن اتبعك. والتقدير حسبك ومن اتبعك من المؤمنين الله. وهذا بعض اهل النحو يأباه ويقول لا يصح عطف الظاهر على المظمر ولكن هذا ليس بصحيح بل قد جاءت الدلائل والشواهد في كلام العرب على صحة هذا التقدير. وجواز عطف المظمر الظاهر على المطبخ فيكون المعنى الخلاصة هل معنى حسبك ومن اتبعك يعني كافيك ومن اتبعك من الثياب من السبعة من المؤمنين كافيك من الله جل وعلا يكفيك ويكفي اتباعك ومن هذه فائدة مهمة يا اخوان تحثنا على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ان كفاية الله عز وجل موعود بها من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فبقدر ما يتحقق لك من المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما يحصل لك من الكفاية رب العالمين. الذي بيده الامر كله واليه يرجع الامر كله والعبد اذا صحح الاتباع وحققه واخلصه في الظاهر والباطن للنبي صلى الله عليه وسلم فاز بهذا الفوز العظيم والغنيمة الكبيرة ان الله رب السماوات والارض يكفيه ومن كفاه الله فلا الخوف عليه ولا شر يصل اليه لانه جل وعلا الخير كله في يديه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع فينبغي للمؤمن ان ان يتنشط بمثل هذه الوعود وهذه الايات التي تحث على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والمتابعة ليست فقط في في ظاهر الامر المتابعة في الظهر والباطن المتابعة في الدقيق والجليل المتابعة في الصغير والكبير المتابعة في الغيب والشهادة اذا عود الانسان نفسه على هذا فاز بهذه الوعود العظيمة من رب العالمين والله لا يخلف الميعاد ثم قال رحمه الله وقال تعالى اليس الله بكاف عبده؟ وهذا كالدليل لهذا التفسير وان الكفاية من الله لعبده ليست من احد سوى الله جل وعلا ثم قال وتحرير ذلك نقف على هذا نشوف انت ما عندكم اسئلة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد