الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله. خيرته من من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد هذه الليالي الكريمة ليالي عطاء وفضل وهبات خصها الله تعالى بخصائص قدرية وخصائص شرعية فمن الخصائص القدرية ان الله انزل فيها القرآن كما تقدم في غير ما مر قال الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. وفي الايات التي استمعنا اليها في صلاة القيام قول الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة وهي ليلة القدر. وما زلنا نقرأ في الاحاديث الواردة في شأن ليلة القدر فان ذكرها مما يرغب النفوس في الاجتهاد فيما بقي من ليالي هذا الشهر لعل الله تعالى ان يكتبنا فيها من الفائزين وان يجعلنا ممن يوفق الى قيامها ايمانا واحتسابا. فنقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث الواردة في صحيح الامام البخاري حول ليلة القدر ثم بعد ذلك نستمع الى ما يكون من اسئلتكم اسأل الله تعالى لي ولكم الصالحات وان يوفقنا الى علم نافع وعمل صالح. بسم الله الرحمن الرحيم. قرب ميكروفون بسم الله الرحمن الرحيم. باب التماس ليل الله بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. آمين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين اللهم امين. باب التماس ليلة القدر في السبعين الاواخر. روى البخاري باسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجالا ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابو ليلة القدر في الغنام في السبع الاواخر. فقال رسول الله صلى الله عليه ترى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر. فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الاواخر. فليتحراها فليتحراها في السبع الاواخر. طيب. هذا الباب عقده المصنف رحمه الله في ما يتعلق بمشروعية التماس ليلة القدر في السبع الاواخر. والتماس الالتماس هو الطلب. والطلب يطلق بعدة اسماء فيطلق باسم الطلب وباسم الدعاء وباسم الالتماس وكل هذه الالفاظ تدل على معنى واحد لكن في حال الاشتراك ثمة فروقات بين هذه الكلمات فالالتماس غالبا ما يكون من الادنى للاسفل. الالتماس غالبا يكون من المساوي. والمقصود بالالتماس هنا الطلب بغض النظر عن الفرق بينه وبين الطلب وابلغ من تسميته التماسا التحري لان التحري فيه شدة رغبة وعظيم حرص وكبير عناية في ادراك المطلوب. ولهذا غالب ما جاء من الاحاديث فيما يتعلق بليلة القدر جاء بالتحري. ولكن جاء في بعض الروايات والالفاظ جاء فيها الخبر ومنه هذا الذي جاء في هذا الباب حيث ساق المصنف رحمه الله باسناده عن عبد الله ابن عمر قال رضي الله تعالى عنه وعبدالله بن عمر من اجلة صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اسلم قبل الهجرة وهاجر مع ابيه الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان من الصحابة الذين تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا. فهو من اكثر الصحابة رواية. كما انه من اكثر الصحابة اتباعا للسنة وحرصا على موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في عمله حتى انه من شدة حرصه كان يتحرى الاماكن التي نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته فكان ينزل فيها قضي حاجته. فابن عمر رضي الله عنه له من الميزات والسمات في سيرته. ما ينبغي ان يحرص على معرفة حالة وما كان عليه من الورع والتقوى. وقد وصفه الذهبي رحمه الله في سير في سير اعلام النبلاء بانه شيخ الاسلام بانه شيخ الاسلام فقد افتى في الاسلام ستين سنة. ابن عمر رضي الله تعالى عنه ستون سنة هو يعلم ويفتي ويبين للناس الهدى والتقى ويبين للناس هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبارك الله في عمره وطال حتى حصل من منه نفع عظيم رضي الله تعالى عنه وارضاه يقول عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اوروا ليلة القدر. يعني رأوها في منامهم. قولوا ليلة القدر اي انهم رأوها في المنام رأوها تعيينا فمنهم من رآها في ليلة ثلاث وعشرين ومنهم من رآها في ليلة خمس وعشرين ومنهم من رآها في ليلة ليلة سبع وعشرين قال صلى الله قال قال ابن عباس ان قال ابن عمر ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اروا ليلة القدر في المنام في السبع الاواخر فقال ارى رؤياكم هذا تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على تعدد الرؤى واختلافها. قال الا ارى رؤياكم قد قطعت اي اجتمعت واتفقت في السبع الاواخر يعني في السبع الاواخر من رمضان في تلك السنة فمن كان متحريها اي من كان حريصا على طلبها باذلا الوسع في موافقتها مجتهدا في قيامها احداث عمل صالح فيها فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر اي فليطلبها في السبع الاواخر والطلب هنا المقصود به بذل الوسع في العمل الصالح. فمن كان متحريا اي من كان مجتهدا يرغب في موافقتها فليجتهد. في السبع الاواخر هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر. وليس ذاك وليس معنى ذاك انه يخمن اي ليلة هي في السبع الاواخر ويجتهد فيها بل الاجتهاد في جميعها يجتهد في كل الليالي في السبع الاواخر عسى ان يدرك تلك الليلة وان يوافق ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها ليلة القدر خير من الف شهر. الحديث في جملة من الفوائد من فوائد الحديث ان الرؤيا حق وانه في حال تنوع الرؤيا وموافقتها لدلالة الكتاب والسنة فانها تعتبر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر فمن كان متحري هذا ترتيب العمل على الرؤية. قال فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر. فرتب النبي صلى الله عليه وسلم على الرؤيا وهو الاجتهاد في طلب ليلة القدر. لكن ينبغي ان يعلم ان هذا ليس في كل رؤية الرؤيا لا يبنى عليها حكم شرعي مستقل. فيما اذا كان لم يأتي به كتاب ولا سنة والرؤيا لا يبنى عليها حكم يخالف ما جاء في الكتاب والسنة. فلو ان احدا على سبيل المثال اري ان ليلة القدر في ليلة العيد يقال هذه رؤيا غير معتبرة ولا يرتب عليها عمل. لان ليلة القدر لا تكون الا في رمضان. فمن اريها في غير ليلة في غير ليالي العشر فانها رؤيا غير معتبرة وانما هي من الشيطان وبالتالي يتبين من هذا ان اعتبار الرؤى ليس في كل احواله انما اعتبار الرؤى اي ترتيب العمل على الرؤية انما يكون فيما اذا كانت الرؤية موافقة للشرع. جاءت بما جاء به الشرع. اما اذا كانت مخالفة للشرع او خارجة عن حدوده فانها مردودة على صاحبه ولا تعتبر. واعلموا ان قوما ظلوا ظلالا مبينا مبينا في مطلع هذا القرن الهجري بسبب الرؤى. وهم الذين اعتدوا على المسجد الحرام في عام الف واربع مئة في مطلع القرن الهجري لبس عليهم الشيطان فتواطأت رؤاهم على ان فلانا هو المهدي. فكان في هذا فكان في هذا ظلال عظيم وفتنة كبرى كفى الله شرها ووقى ضرها وابطل ظررها عن الاسلام والمسلمين ولله الحمد الا انه ينبغي لنا ان نعرف ان من الناس من ينطلق في الاستحباب وفي في استحباب الاعمال وفي كراهيتها وفي وجوبها وفي غير ذلك من الاحكام بناء على الرؤية وهذا غلط. الرؤيا جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم واول ما بدأ به صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة فكان يرى الرؤيا فتأتي كفلق الصبح لكن هذا لا يعني ان تكون الرؤيا مصدر تشريعي يصادم الشريعة لا يمكن ان تكون الرؤية تأتي بشيء يخالف الشريعة. كان يقول احد انا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي اخر صلاة الظهر الى بعد غروب الشمس مثلا او اني اسقطت عنك الصلاة او ان او ما الى ذلك مما يتوهمه المتوهمون ويلبس الشيطان فيه على كثير من الناس الذين تغلب عليهم جوانب التعبد مع ضعفهم في العلم و قصر في البصيرة فيقعون ويتورطون في الوان من الضلالات الشاهد ان النبي ان من فوائد هذا الحديث اعتبار ان من فوائد هذا الحديث اعتبار الرؤيا اعتبار الرؤيا بشرط ان لا تخالف الشرع فاذا خالفت الشرع فلا عبرة بها. وفيه ان الحق اذا تعدد الخبر عنه واحتمل ان يكون كل منها حقا فينبغي ان تقبل فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخطئ احدا من هؤلاء الذين رأوا. بل قال الا ارى رؤياكم قد تواطأت؟ فجمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤى فقال فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر. وهكذا العمل في النصوص في حال التعارض اذا ظهر منها ما يبدو انه متعارض عمل المؤمن على الجمع ما امكن الى ذلك سبيلا. فعندما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخبر ويأتي من فعله خلاف ذلك الخبر او يخبر بخبر ويأتي خبر اخر فانه قد يكون هذا لكن ينبغي ان يعلم ان ذاك له حال وان هذا له حال وان العمل في الجمع بين ذلك كما جمع النبي صلى الله عليه وسلم هنا فيما اخبر به الصحابة رضي الله تعالى عنهم فيما اروا من ليلة القدر في كونها في السبع الاواخر وفيه من الفوائد ان الاجتهاد في العمل مما تدرك به ليلة القدر ومما يحصل به الفظل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه فمن كان متحريها يتحرها في السبع الاواخر. وهذا ندب الى الاجتهاد في هذه الايام. وفي هذه الليالي ونحن ايها الاخوة الان في السبع الاواخر فالسبع الاواخر ابتدأت من ليلة البارح ليلة ثلاث وعشرين. وتستمر الى نهاية الشهر فينبغي لنا ان نحرص على تحري ليلة القدر بكل ما يكون من عمل صالح. وبماذا تتحرى ليلة القدر؟ بعض الناس يتحرى ليلة القدر بانه يرقب الشمس صبيحتها هذا ما هو تحري هذا هذا بحث عن علامة تكون بعد انقضائها وهذا من رحمة الله ان انه لن تعين ليلة القدر بليلة معينة حتى يجتهد الناس في كل الليالي العشر ويبذل وسع في العمل الصالح والعلامة تكون بعدية تكون بعد الفراغ لا تكون قبله كما جاء في حديث ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه فيما رواه مسلم انه قال وامرتها ان تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها وهذي علامة بعدية التحري المقصود به هنا هو بذل الوسع في العمل الصالح بذل الوسع في العمل الصالح ابرز ما يكون من الاعمال في ليلة القدر يعني لو قال قائل بكيف اتحرى ليلة القدر؟ ابرز الاعمال التي تتحرى فيها ليلة القدر القيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. الامر الثاني تلاوة القرآن فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يتلو القرآن في ليالي رمضان يعارضه جبريل فكان ارض جبريل اي يقرأ عليه وجبريل يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم. القرآن كل عام مرة وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم عرض عليه القرآن مرتين عرظ عليه القرآن مرة ولذلك اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبظ فيه عشرين يوما لكثرة القراءة وحاجته الى الخلوة ليقضي الختمتين ختمتي العرض على جبريل عليه السلام. اذا ثاني من الاعمال الصالحة التي تتحرى بها ليلة القدر كثرة تلاوة القرآن. الامر الثالث الذي تتحرى به ليلة القدر كثرة الدعاء فان الدعاء في هذه الليلة له منزلة عند رب العالمين خزائن العطاء مفتوحة وابواب الهبات مبذولة والمؤمن يجتهد في ادراك ذاك بالتعرظ لفضل الله وسؤاله. جاء في الترمذي باسناد لا بأس به عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت يا رسول الله ارأيت ارأيت لو علمت اي ليلة ليلة القدر ماذا اقول قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني. وهذا الحديث لا بأس باسناده وفيه بيان ان افضل ما يسأل في تلك الليلة المباركة العفو لان العفو مفتاح العطاء لاحد لاحد ان يسأل لماذا شرع الله عز وجل سؤال العفو ولم يأتي مثلا ليسأل الله الجنة؟ الجواب على هذا ان سؤال العفو مفتاح السعادة في الدنيا والاخرة مفتاح ان سؤال العفو هو مفتاح السعادة في الدنيا والاخرة. فاذا عفا الله عنك حط عنك الخطايا اذا عفا الله عنك ستر عنك الخطأ ستر خطاياك عن الخلق اذا عفا الله عنك ساق لك الخيرات اذا عفا الله عنك انجاك من النار. اذا عفا الله عنك ادخلك الجنة. فما من احد يدخل الجنة الا مطهرا من الذنوب والخطايا. وقد جاء قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الجنة طيبة لا يدخلها الا الطيبون ولذلك لا يدخلها الناس الا بعد ان يطيبوا ويطهروا من كل خطيئة ونقص في الظهر والباطن. حتى ان اهل الجنة اذا جازوا الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار نار هذي القنطرة يقتص فيها من الحقوق التي بينهم مما يكون في صدورهم من الغل بعد القضاء وفصله المتقدم قال الله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل. فما يبقى من الغل حتى بعد فصل القضاء واخذ كل احد حقه و الاقتصاص بالحسنات والسيئات قد يبقى في القلوب شيء. لكن الله يحبسهم عن دخول الجنة حتى ينزع ما في صدورهم من غل كما قال تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين. نسأل الله ان نكون منهم اذا تحري ليلة القدر يكون بهذه الاعمال ثم بعد ذلك الاحسان والصدقة وسائر ابواب البر كلها مفتوحة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس وكان اجود ما يكون في رمضان وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وماذا يصنع اذا لقيه جبريل؟ كان يجالسه القرآن. يقول فلرسول الله اجود بالخير من الريح المرسلة وهنا لم يحدد بماذا يكون الجد؟ هل هو بالمال؟ او بالجاه او بالشفاعة؟ او بحسن المعاملة