دروس من الحرم. ان الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا وانها مثل المسلم. او مثل المسلم تشبهه او صفتها كصفته. او صفتها كصفته قال حدثوني ما هي؟ القائل هو من؟ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال لاصحابه هذه عبد الله ورسوله صفيه وخليله. خيرته من خلقه بعثه الله على حين فترة من الرسل انقطاع من السبل. وظلالة عمت الارض. حتى نظر الله تعالى الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجبهم الا بقايا من اهل الكتاب. قلائل. فبعثه الله بهذا النور المبين. وهذا الهدى القويد فدل الناس الى الصراط المستقيم وهداهم الى الطريق القويم الذي به يعرفون الله ومالهم من الحقوق والواجبات. فصلى الله عليه صلى الله عليه صلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صل على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انه حميد مجيد. اما بعد فكنا قد شرعنا في قراءة سابقة في كتاب العلم. من صحيح الامام البخاري محمد ابن اسماعيل رحمه الله تعالى وقرأنا جملة من الابواب وبلغ بنا المسير الى قوله رحمه الله باب طرح امام المسألة فنبدأ ان شاء الله تعالى القراءة والتعليق نسأل الله عز وجل ان يجعل هذا المجلس مجلسا مرحوما ان يرزقنا واياكم فيه العلم النافع والعمل الصالح. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب للعالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب طرح المسألة باب طرح الامام المسألة على اصحابه ليختبر ما عندهم من العلم. قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان. قال حدثنا يا عبد الله ابن دينا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وانها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبدالله فوقع في نفسي انها النخلة ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال هي النخلة هذا الباب قال فيه المصنف رحمه الله الامام البخاري باب طرح المسألة على اصحابه ليختبر ما عندهم من العلم. العلم ايها الاخوة خير مطلوب فلم تطلب النفوس ولم تشتغل القلوب ولم تعم الابدان بمثل طلب العلم. فهو الغاية والذروة. وفي طريق تحصيله وسبيل ادراك مناهج وطرق. وفي طريق تحصيله وسبل ادراكه مناهج وسبل. فمن ما تقدم من السؤال فان السؤال يدرك به العلم. وقد ذكر المصنف رحمه الله نموذج لذلك فيما مضى من الابواب. وفي هذا الباب ذكر طريقا اخر من طرق التعليم. ومن طرق ادراك المعرفة وتحصيل المعارف. وهو طريق الابتداء. فالسؤال ابتداء من المحتاج. الذي يريد ان يتعلم وفي هذا الباب ذكر المصنف رحمه الله طريقا اخر وهو ان يبتدأ المعلم وسماه لانه يقتدى به ويؤتم به. والامامة هنا ليس المقصود بها ان يكون فريد عصره. ولا سابق دهر وانما المقصود الامامة بحسبها. فالامام الذي يصلي بالقوم امام ولو كان اقلهم علما و ولو كان غير باز لاهل عصره في المعرفة انما جعل الامام ليتم به فكل من تقدم في شيء سمي اماما ولا يلزم من هذا ان يكون اماما بارعا لا يشق له غبار ولا يلحق له في مضمار او ولا يلحق به في مضمار انما المقصود به الامامة بحسبها وهي نسبية تختلف باختلاف الاشخاص الازمان والامكنة والعصور فعندما يكون الانسان في مثل زمن هؤلاء الائمة كالبخاري ومسلم واحمد والشافعي الائمة لجوء كبار اعلام وما بعدهم من العصور اختلفت نسبة العلم فالائمة في كل كل زمان على حسب قدر العلم فيه. فقوله رحمه الله باب طرح الامام المقصود به من يشتغل بالتعليم سواء كان ذلك واسع العلم او كان دون ذلك. وهنا يعلم فضل التعليم وان التعليم من طرق تحصيل الامامة في الدين. فان من طرق تحصيل الامامة في الدين الصبر على تعليم الناس برب العالمين هذا هو الطريق الذي تحصل به الامامة وليست الامامة بجاه ولا بمال ابي وظيفة انما الامامة الحقيقية التي لا يعزل عنها صاحبها هي امامة الدين الامامة في تبليغ شرع رب العالمين الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله. هم ورثة الانبياء. فقوله رحمه الله باب طرح الامام المسألة اي طرح العالم المعلم الذي يتم به المسألة على اصحابه اي من يتلقون العلم منه سواء كان ذلك على وجه دائم في التحصيل او كان ذلك على وجه عارض فيشغل مجالسهم بالمعارف النافعة العلوم الزاكية التي تصلح بها اعمالهم ويدركون بها منافع كثيرة. ليختبر ما عندهم من العلم اي ليكشف ويتبين مدى ما حصلوه من من العلوم والمعارف. ومعلومة ايها الاخوة ان الناس يتفاوتون في علومهم ومعارفهم. فاذا اردت ان تعرف رجل وما عنده فسل فان السؤال يكشف العلم. سواء كان ذلك في حق المتعلم او حتى في حق المعلم فان المسائل تكشف ما عند الانسان من حصيلة. وتبين ما عنده من معرفة وفقه. ولهذا قال المصنف رحمه الله ليختبر ما عندهم من العلم. وهنا بيان ان السؤال لمصلحة وليس سؤالا تحدي ولا لاظهار فظل ولا لفخر ولا لبز الناس والتقدم عليهم فان من الناس من يسأل الناس اسئلة من المعلمين من يسأل المتعلمين مسألة ليبين جهلهم او ليبين لهم هو سبقه لهم وهذا لا شك انه مذموم. فان العلم لا يقصد لذلك. وانما يقصد لتزكية النفوس واصلاح القلوب. العلم يا اخواني العلم الذي جاءت به الرسل ليس له غرظ ولا غاية الا اطابة القلوب واصلاح الاعمال. فكل علم من تشتغل به لا يدركه لا تدرك به هذه الغاية. صلاح القلب واستقامة العمل فاعلم انك على غير السبيل. كل علم لا يوصلك الى هذه الغاية فثمة اشكال. اما في تحصيلك واما في طريق دراستك وان في العلم الذي تتعلمه واما في معلمك ففتش عن الخلل. لان الغاية من العلوم التي جاءت بها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هو اصلاح القلوب واستقامة الاعمال. قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح. فكل شيء تتعلمه لا يوصلك الى هدى او لا يوصلك الى الى دين وهو العمل الصالح الى دين الحق وهو العمل الصالح فثمة اشكال فتش عنه اذا قوله رحمه الله ليختبر ما عندهم من العلم بيان الغاية. والمقصد من السؤال فاياك ان تغتر بما عندك من المعارف واياك ان تدخل في مماحكات ومماراة ولفت انظار الناس اليك. فان ذلك سرعان ما ينعكس. فيسلبك الله تعالى النبي عليك من فهم او ما من به عليك من حفظ او ما من عليك به من ادراك فالمعارف لا يقصد بها العلو على الخلق انما يقصد به نفع الخلق قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون دون علوا في الارض ولا فسادا. فكل من طلب العلو على الناس ولو كان بالعلم فانه لا يدركه. ولا يدرك ثمرة انما العلم يزيد الانسان تواضعا. ويعرفه بجهل نفسه. ويبين له قدر تقصيره. فكلما ازداد الانسان علما ازداد لله تواضعا. وللخلق وبالخلق رفعة ورحمة ولذلك ينبغي ان يحرر الانسان في طلب العلم قصده وغايته لان لا يفتن او يفتن. ساق المصنف رحمه الله هذا الحديث وقد تقدم ذكره في الباب السابق الا انه من عادة الامام البخاري رحمه الله ان يكرر الحديث. واعلم ان تكرار الحديث في صحيح البخاري لا يخلو من فائدة اما ان تكون الفائدة في السند واما ان تكون الفائدة في المتن قل ان يذكر حديثا الا وثمة له اي لهذا التكرار فائدة اما فائدة ولطيفة في الاسناد واما فائدة ولطيفة يتعلق بالمتن. ولهذا يتبارى العلماء ويتسابقون في استنباط الفوائد من تكرار الامام البخاري احاديث في صحيحه ما العلة في التكرار؟ هذا الحديث كرر المصنف رحمه الله وقد تقدم في الباب السابق نقله من طريق قتيبة وفي هذا الباب نقله عن خال ابن مخلل قال حدثنا سليمان وهو ابن وهو ابن وهو ابن بلال قال حدثنا عبد الله ابن فهذه متابعة فعبدالله بن عبد الله بن دينار هو الذي اخرج المصنف رحمه الله هذا الحديث من طريقه فيما تقدم قال رحمه الله عن ابن عمر والمراد بابن عمر عبد الله عبد الله ابن عمر وهو من اجلة الصحابة وهو ممن عمر طويلا بقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم قريبا بل من ستين سنة كان الناس يفدون اليه ويتلقون عنه العلم. فهو من الائمة الكبار وفي هذا الحديث بيان ما من الله تعالى به عليه من الفهم منذ نعومة اظفاره. وفي حداثة سنه فان نحدث عن واقع كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها قد حضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد مسألة خفيت كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفتحت له فكان رحمه الله ذا فهمه بين ثاقب منذ ان كان صغيرا قال رحمه الله قال ان من فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها. شجرة لا يسقط ورقها قال حدثوني ما هي؟ اخبروني عنها. ما هي هذه الشجرة التي هذه صفتها؟ قال فوقع الناس في شجر البوادي. اي تكلم الناس الحضور من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شجر البوادي الشجر التي تكون في البادية وتركوا شجر الحاضرة. قال رحمه الله قال عبد الله فوقع في نفسه انها النخلة يعني تبادر الى ذهن ان ان هذه الشجرة التي هي صفة المسلم وشبيهة به هي النخلة. كيف وقع ذلك في ذهنه وقع ذلك في ذهنه انها صفة مطابقة للنخلة. والنبي صلى الله عليه وسلم سألهم هذه المسألة وقد احضر اليه كما في بعض الروايات جمار النخل. ابن عمر نظر الى قرائن الاحوال وهو ان الذي احظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ثمر او جزء من اجزاء النخلة فربط من هذا الامر او ربط بهذا الامر انطلق من هذا الامر لمعرفة المسألة التي سأل النبي النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فقال انها النخلة. هكذا وقع في نفسه لكنه لم يتكلم بها. لماذا يقول رحمه الله في ورظي الله عنه في سبب ذلك قال ثم قالوا اي لما لم يجيبوا ثم قالوا ما هي يا رسول الله؟ قال هي النخلة. وفي بعض الروايات في غير هذا الموضع ذكر السبب في عدم قال له ما وانه امتنع من الكلام لان في القوم اسنان. لان في المجلس اسنان القوم لان في المجلس اسنان القوم باسنان القوم الكبراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاستحيا ان يتكلم في حضرتهم وقد توقفوا عن الاجابة قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة اي هذه الشجرة التي صفتها كصفة المسلم هي النخلة. ما وجه الشباب؟ تكلمنا في الدرس السابق ان المماثلة بين الشيئين لا تقتضي المطابقة. وان تتحقق المماثلة بايش؟ بادنى اشتراك بادنى مشابهة والمشابهة بين النخلة وبين المسلم في ايش يا اخواني المشابهة بين المسلم والنخلة في ما يحصل منهما من النفع. فيما يحصل منهما من النفع جملة من الامور الثبات عدم عدم صدور ما ما يؤذي فالنخلة نافعة في كل اجزائها في ورقها ظلا وفي ثمرها اكلا وفي ليفها انتفاعا وصنعا وفي اه وفي اه ساقها اذا اذا قطعت بناء وخشبا وما الى ذلك مما به من النخل المقصود ان النخل جميع اجزائها نافع كما المسلم الذي كمل اسلامه بان حقق ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم به المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده نافع في كل ما يصدر عنه. ثم ذكر المصنف رحمه الله بعد ذلك باب ما جاء في العلم هذا الحديث جملة في هذا الحديث جملة من الفوائد من الفوائد طرح المسائل على السائلين استنهاض هممهم بسؤالهم ومن ان الالغاز ينبغي الا تكون معماة على الناس تعمية تامة بل يكون في قرائن الاحوال او في آآ اللغز ما يبين الجواب ويظهره وفيه ان من العلم ما يدركه ويخفى على الكبير فهذا السؤال ادرك جوابه عبدالله ابن عمر رضي الله عنه وخفي على اكابر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كابي بكر الصديق وعمر ابن وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما وفي من الفوائد ان من سأل الناس سؤالا وعجزوا عن جوابه ينبغي له ان يبين لهم والا يتركهم في عماء لان ذلك يبقي انفسهم مشغولا وقد يشحنوا قلوبهم عليه. وفيه من الفوائد ان المسلم كثير النفع النخلة في نفعها وثمارها. وان وان نفع المسلم ليس مؤقتا بوقت بل هو على الدوام كما قال الله تعالى في وصف الشجرة الطيبة قال كشجرة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين فالمسلم لا يخلو الناس من نفع منه على تعاقب الايام وتوالي الزمان. وفي غير ذلك من الفوائد هذا ما يسر الله تعالى ننتقل الى الباب الذي يليه. قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في العلم وقوله تعالى وقل رب زدني علما. القراءة والعرض على المحدث. ورأى الحسن والثوري مالك القراءة جائزة. واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام ابن ثعلبة. قال للنبي صلى الله عليه وسلم الله امرك ان نصلي الصلوات؟ قال نعم. قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ضمام قومه بذلك فاجازوه. واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون اشهدنا فلان ويقرأ ذلك قراءة عليهم. ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ اقرأني فلان. قال حدثنا محمد بن سلام قال قال حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال لا بأس بالقراءة على العالم. قال واخبرنا محمد بن يوسف قال وحدثنا محمد بن اسماعيل البخاري. قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن سفيان قال اذا قرأ على المحدث فلا بأس ان يقول حدثني. قال وسمعت ابا عاصمي يقول عن مالك وسفيان القراءة العالم وقراءته سواء. قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث عن سعيد هو المقبوري وعن بن عبدالله بن ابي نمر انه سمع انس بن مالك يقول بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد دخل رجل على جمل فاناخه في المسجد ثم عقله ثم قال له ايكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانهم. فقلنا هذا الرجل الابيض المتكئ. فقال له الرجل ابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد اجبتك. فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم اني سائلك مشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك. فقال سل عن ما هداك. فقال اسألك بربك ورب من قبلك الله ارسلك الى الناس كلهم. فقال اللهم نعم. قال انشدك بالله. االله امرك ان نصلي الصلوات الخمسة في اليوم والليلة قال اللهم نعم قال انشدك بالله الله امرك ان نصومه هذا الشهر من السنة قال اللهم نعم قال انشدك بالله الله امرك ان تأخذ هذه الصدقة من فتقسمها على فقرائنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نعم. فقال الرجل امنت بما جئت به وانا رسول من ورائي من قومي وانا ضمام ابن ثعلبة اخو بني سعد ابن بكر. رواه موسى وعلي عبد الحميد عن سليمان عن ثابت عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا؟ هذا الباب الذي ذكره المؤلف رحمه الله هو في بعض النسخ بابا هو في بعض النسخ بابان. باب ما جاء في العلم وذكر فيه قول الله عز وجل وقل رب زدني علما. وباب اخر وهو باب القراءة والعرض على المحدث هكذا في بعض النسخ. وهنا جعله المصنف رحمه الله في هذه النسخة بابا واحدا. اولا قوله رحمه الله باب ما جاء في العلم جمع فيه ما جاء في العلم من فضل وذكر صيام وصور التحمل اي اخذ العلم. ما هي الصور التي يؤخذ بها العلم؟ ويتحمل ما ينقله الانسان من العلم سواء كان عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاصل او كان نقلا عن غيره من من ورثوه صلى الله عليه وسلم من اهل العلم. ابتداء ذكر فضل العلم والعلم فظله عظيم. وتقدم شيء من ذلك. يكفي في فضل العلم ان الله تعالى جعل شهادتهم قرينة شهادته وشهادة ملائكته. شهد الله انه لا اله الا هو هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فضائل اهل العلم وفضائل الاشتغال بالعلم اكثر من ان تحصى لان هذا الشرع مبني على العلم. كل ما فيه علم ونور وهداية. فبقدر اشتغال الانسان يبي العلم بقدر ما يحصل من خير الدنيا والاخرة. ولو لم يكن في العلم من فضل الا ان الله تعالى امر نبيه بان يستزيد منه ان يسأل الله الزيادة منه لكان ذلك كافيا في بيان شريف فضله وعظيم منزلته وشدة الحاجة اليه. اذا كان الممدود بالوحي من السماء مأمور بطلب الزيادة في العلم فكيف بغيره من الناس؟ لا شك ايها الاخوة ان طلب العلم وطلب الزيادة منه هو طلب لخير في الدنيا والاخرة هو استكثار من النور الذي يقطع به الانسان السبيل الى الله عز وجل الناس في ظلمة وفي جهل وفي ظلم لا يخرجهم من هذا الذي هم فيه من ظلمة وجهل وظلم الا العلم الصحيح المأخوذ من قول الله وقول رسوله. ولذلك كانت كانت الزيادة في العلم زيادة في الخير كلما ازددت علما ازددت خيرا هذا هو الاصل. لا سيما اذا سلك الانسان طريقا صحيحا في التعلم. وكان قصده من التعلم سليما يقصد به الله ويقصد به الله ومعرفة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. عند ذلك يبشر بالخير فانه سيصل الى ما يؤمن من معرفة. وسيصل الى ما يؤمن من خير. قوله تعالى ربي زدني علما هذا امر من الله عز وجل كما تقدم لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يزيده من العلم والمعرفة. ربي زدني علما والعلم المطلوب هنا ما هو؟ العلم المقرب الى الله. والعلم المقرب الى الله تقدم انه نوعان ها يا اخوان؟ علم بالله وعلم بالطريق الموصل اليه. فعندما تقول ربي زدني علما انت تسأل الله علما نافعا يعرفك به ويدلك على طريق الوصول اليه. وهذا هو العلم الذي به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. وهو الذي فيه كل الفضائل الواردة في الكتاب والسنة. ثم ذكر المصنف رحمه الله في طرق وهذا بيان كيفية حصول العلم وادراكه. يقول رحمه الله القراءة على المحدث ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة اي عندما تتحمل عن العالم تأخذ عنه مروياته وما نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم اما ان يكون بالقراءة عليه او بالعرض. فقوله رحمه الله القراءة والعرض. الاصل في العطف ايش؟ المغايرة. عندما تعطف بين شيئين الاصل انهما متغيران. هذا هو الاصل. لكن قد يكون في بعض الاحيان على بعض افراد الشيء. فالقراءة والعرض بينهما اشتراك في كون القراءة قد تكون عرظا العرظ اوسع من القراءة. فبينهما عموم وخصوص يسميه العلماء مطلق. فالقراءة تدخل في العرض لكن من العرض ما يكون بغير القراءة. من العرض ما يكون بغير القراءة. والمؤلف رحمه الله ترجم في هذا الباب فقال القراءة اي على العالم. والعرض عليه وهو المحدث هنا هما طريقان من طرق التحسين. هل بينهما فرق؟ قال رحمه الله رأى الحسن والثوري وهو سفيان ومالك وهو امام دار الهجرة مالك بن انس القراءة جائزة اي جائزة في تحمل العلم فاذا قرأ الانسان على عالم شيئا من السنة فانه يصح ان يقول حدثنا فلان واخبرنا فلان هذا معنى قوله رحمه الله ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة القراءة جائزة واحتج بعظهم والمراد به كما قال بعظ الشراح عبد الله ابن الزبير الحميدي شيخ البخاري رحمه الله بعضهم في القراءة على العالم بحديث ظمام. وسيأتي ذكر حديث ظمام بعد قليل. والمؤلف اجمل الادلة على التسوية بين القراءة والعرض ثم فصلها. فذكرها اولا معلقة قال رأى الحسن والثوري ومالك القراءة قال واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام ابن ثعلبة ثم جاء بعد ذلك بذكر ذلك موصولا قال رحمه الله واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام ابن ثعلبة. وذمام ابن ثعلبة خبره سيأتي تفصيلا اذا فيما نقله المؤلف قال للنبي صلى الله عليه وسلم االله امرك ان ان نصلي الصلوات؟ قال نعم قال فهذه قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم. اي هذا عرظ عرظ عليهما بلغه لا نفهم ان القراءة لا يلزم ان تكون من صحيفة. ولا يلزم ان تكون من كتاب بل قد تكون قراءة عن ظهر قلب. كما تقول للشخص قرأ القرآن وهو يقرأه عن ظهر قلب. فالقراءة لا يلزم ان تكون من مكتوب. كما قال الله لرسوله اقرأ باسم ربك الذي خلق. ولم يكن قارئا انما قرأها عن ظهر قلب. ولذلك لما قال له جبريل اقرأ قال ما انا بقارئ يعني لا احسن القراءة من صحيفة. قال اقرأ. قال ما انا بقارئ. قال اقرأ. ثم بين له ان القراءة المقصود بها تلاوة الكلام ولو لم يكن عن صحيفة او مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان كان من علق فاستج بعض اهل العلم بحديث ضمام على صحة القراءة على العالم وانها كافية في التحمل عنه كما سيأتي ان شاء الله تعالى في الحديث الذي ذكره قال نعم فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ضمام قومه بذلك فاجازوه اي قبلوا منه هذا معنى اجازوه. اي انهم قبلوا منه نقلة وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم. مع ان لم يحدثه النبي ابتداء انما عرض عليه ضمام ما بلغه فاقره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. يقول رحمه الله واحتج مالك بالصك والصك كلمة فارسية معناها الكتاب وجمعها صكوك وسكاك فالمقصود بالصك اي الوثيقة الكتاب قال رحمه الله احتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون اشهدنا فلان ويقرأ ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرئ يعني الذي يقرأ القرآن فيقول القارئ اقرأني فلان. انت الان عندما تقرأ على حافظ على مقرئ تقرأ عليه شيئا من القرآن ويستمع اليه. اليس كذلك؟ لا يقرأ لا يلزم في القراءة لا يلزم في القراءة ان يتلو عليك المحفوظ انما يكفي ان يسمع وتسمى قراءة. فكذلك التحذير يصح ان تقول حدثنا فلان ولو كان ذلك حضور مجلسه. فمثلا اليوم نحن في هذا المجلس تسمعون مني كلاما. فيصح ان تقولوا حدثنا فلان وهذا واضح لان سمعتم مني عندما يأتي الاخ القارئ ويقرأ الحديث ولا اتكلم بشيء وتنصرفون تقولون حدثنا فلان بناءا على انه قرأ على المعلم على المدرس على الشيخ واقره فيكون هذا تحديثا واختلفوا رحمهم الله. اختلف العلماء في ايهما اقوى في تبليغ العلم؟ هل هو القراءة المباشرة التي يبتدئها الشيخ ام القراءة عليه؟ على طرق كثيرة او على طرق ثلاثة الطريق الاول ان قراءة الشيخ اثبت من القراءة عليه. والطريق الثاني ان القراءة قال الشيخ اثبت من من قراءته القراءة على الشيخ اثبت من قراءته هذا يقابل القول الاول. الطريق الثالث القول الثالث ان القراءة على الشيخ وقراءة الشيخ سواء وهو الذي رجحه البخاري رحمه الله في حيث قال جائزة وسوى بينهما سوى بين القراءة والعرض. بعد ذلك ساق المصنف رحمه الله هذه الاثار اه التي نقلها باسناده قال حدثنا محمد ابن ابن سلام حساق باسناده عن الحسن قال لا بأس بالقراءة على العالم يعني بها التحمل هذا معنى لا بأس. ليس المقصود انه جائز. فهنا المراد انه يحصل التحمل عن عن عن العالم بان تقرأ عليه. واخبرنا وايضا ساق باسناده عن محمد نعم. قال واخبرنا هذا من رواة صحيح البخاري محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال حدثنا عبد الله ابن موسى عن سفيان الثوري قال اذا قرأ على المحدث فلا بأس ان يقول حدثني. هذا رأي سفيان الثوري رحمه الله. قال وسمعت ابا ابا عاصم يقول عن مالك وسفيان يعني سفيان الثوري القراءة على العالم وقراءته سواء. القراءة عليه وقراءته سواء في التحمل