ولا فهم ولا دين فانتفى عنهم العقل الذي يميز الحق من الباطل والدين الذي يحجز عن الغواية والضلال يقول رحمه الله يميلون مع كل ريح اي مع كل ناعق ومع كل صوت بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله واعلم انه لم لم تجيء بدعة قط الا من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح فمن كان هكذا فلا دين له. قال الله تبارك وتعالى فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. وقال ما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. وقال وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بيا بينهم وهم علماء السوء اصحاب الطمع والبدع واعلم انه لا يزال الناس في عصابة من اهل الحق والسنة يهديهم الله ويهدي بهم غيرهم ويحيي بهم السنن فهم الذين وصفهم الله مع قلتهم عند الاختلاف. وقال الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينة بغيا بينهم فاستثناهم فقال فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. يقول رحمه الله اعلم ان انه لم تجئ بدعة نقط الا من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق الهمج يطلق على صغار الذباب والبعوض الذي يتسلق الله تعالى آآ البهائم ويكثر في آآ حظائرها وفي عيونها فيؤذيها الا الهمج الا من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق الذين لا يميزون فهم لا عقل لهم ليس لهم قدم ثابتة بل تفيهم الريح الى الجهة التي يكون مهبها فمن كان هكذا فلا دين له قال الله تعالى فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وقال الله تعالى وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم نبينا البيانات باغيا بينهم قال وهم علماء السوء اصحاب الطمع والبدع اي هم علماء السوء وعالم السوء هو من فسد قصده وكذلك من فسد علمه وكذلك من فسد عمله كل هذه الاوصاف او هذه الامور توجب ثبوت وصف السوء لمن يسمى عالما اما سوء في قصد واما سوء في علم واما سوء في عمله فالسوء في علماء السوء يأتي اما من فساد مقاصدهم ونياتهم واما من فساد علومهم ومعارفهم واما من فساد اعمالهم وذلك بانهم لم يعملوا بما علموا. ذكر المؤلف ايتين في في في بيان سبب الاختلاف وانه البغي والتعدي والظلم وهذا عدم عمل بالعلم واستكبار على على الحق وعلى الخلق. قال واعلم انه لا يزال الناس في عصف في عصابة من اهل الحق والسنة يهديهم الله واهدي بهم غيرهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك وهذا من حفظ الله لهذا الدين كما قال الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وحفظه يكون بحفظه لفظا وحفظه معنى ولا يتم ذلك الا بحفظ حملته. الذين يحفظونه يعرفونه معنى ويتدبرون اياته فهما قال رحمه الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال عصابة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم خذلهم حتى يأتي امر الله واعلم رحمك الله ان العلم ليس بكثرة الرواية والكتب. انما العالم من اتبع العلم والسنن. وان كان قليل العلم ان كان قليلا وان كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وان كان كثير العلم والكتب وان كان كثير العلم والكتب طيب هذا بيان ان العلم الحقيقي هو العلم الموصل الى الهدى العلم الذي يمدح به صاحبه ويفرح به هو ما اوصل الى هدى اما ما اوصل الى ضلالة او اوقع في غواية او كان سببا للفرقة فهذا ليس مما يفرح به العلم ينتج صلاحا في القلب واستقامة في العمل ومعرفة لحق الرب. قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وقال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والايات في بيان ان النافع من العلم وما اثمر عمله كثيرة قوله رحمه الله وان كان قليل العلم والكسب قليل العلم الكتب اي قليل الرواية كما قال عبدالله بن مسعود ليس العلم بكثرة الرواية انما العلم الخشية قال ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة اي صاحب انحراف وضلالة وان كان كثير العلم يعني وان كان عنده معارف كثيرة ليس العبرة بكثرة المعارف وكثرة الكتب والمؤلفات والاقوال انما العبرة بمضمونها في قربها من الحق والهدى واقتباسها من مشكاة الهداية من القرآن والسنة قال رحمه الله اعلم قال واعلم رحمك الله ان من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأويله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله ما لا يعلم فهو من المتكلفين والحق ما جاء من عند الله والسنة سنة رسول الله صلى الله عليه والجماعة ما اجتمع عليه لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة ابي بكر وعمر وعثمان ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه اصحابه والجماعة هل جاء على اهل البدع كلها واستراح بدنه وسلم له دينه ان شاء الله لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستفترق امتي وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناجي منها فقال ما كنت انا عليه اليوم واصحابي. فهذا هو والشفاء والبيان والامر الواضح والمنار المستنير. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والتعمق واياكم تنطع عليكم بدينكم العتيق واعلم ان العميل طيب يقول رحمه الله واعلم رحمك الله ان من قال في دين الله برأيه وقياسه رأيه المقصود بالرأي هنا ما كان مقابلا للكتاب والسنة او ما كان خارجا عن هدي الكتاب والسنة. واما ما كان من الرأي مبينا للكتاب والسنة صادرا عنهما فهذا لا يذم فالرأي المذموم هو ما كان طريقا للاعراض عن الكتاب والسنة او ردهما فما كان من الرأي حاملا على الاعراض عن هدي الكتاب والسنة او كان من الرأي مصادمة للكتاب والسنة فانه منبوذ مذموم ولذلك قارن الرأي بالقياس لان هذه الاقيسة التي يزعمون انها تهدي الى الحق اذا كانت في رد السنة وعدم الاخذ بالكتاب فانها ظلالة وهي من الرأي المذموم قال رحمه الله والحق ما جاء من عند الله عز وجل والسنة سنة رسول الله والجماعة ما اجتمع عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة ابي بكر وعمر وعثمان قال ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه اصحاب والجماعة فنجا على اهل البدع كلها اي ملك حجة يقطع بها قول كل مخالف يظفر بالحق والهدى فقول فلج اي غلب وظهر وفاز على جميع اهل البدع لان اهل البدع ليس لهم سلطان يعتصمون به ولا هدى يلجأون اليه انما هي اراء وشبهات تتهافت وتتساقط وتتهاوى امام دلالات الكتاب والسنة. قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا قال رحمه الله في بيان انتصار هؤلاء على من عاندهم من لزم الكتاب والسنة وما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آآ افتراق الامة هو ان الناجي منها ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه اصحابه ثم حذر من طريق وصل الى الضلالة وهو التنطع والتعمق فان ذلك مفظل الى هلاك بعد هذا قال واعلم واعلم ان العتيق ما كان من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قتل عثمان ابن عفان وكان قتله اول الفرقة واول الاختلاف فتحاربت الامة فتحاربت الامة وتفرقت واتبعت الطمع والاهواء والميل الى الدنيا. فليس لاحد الرخصة في شيء احدثه مما لم يكن عليه اصحاب اصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم او يكون او يكون رجل يدعو الى شيء احدثه من قبل من قبله او من قبل رجل من اهل البدع فهو كمن احدثه فمن من زعم ذلك او قال به فقد رد السنة وخالف الحق والجماعة. واباح البدع وهو اضر على هذه امتي من ابليس ومن ومن عرف ما ترك اصحاب البت طيب يقول واعلم ان الدين العتيق ما كان من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قتل عثمان هذا الدين الذي كان عليه اصحاب كان عليه النبي واصحابه وانما حد ذلك بعثمان لان بعده رضي الله تعالى عنه حصلت الفرقة في الامة وحصل النزاع والا فخلافة علي خلافة راشدة وطريقه طريق قويم رظي الله تعالى عنه لكن الناس لم يجتمعوا عليه بل تفرقوا وحصل في خلافته من من الفرقة ما لم يكن قبل ذلك ومن الفتن ما لم يحصل قبل ذلك رضي الله تعالى عن الجميع اه ثم ذكر رحمه الله آآ لزوم وجوب لزوم هذا الطريق وانه الطريق الذي تحصل به النجاة ثم قال ومن عرف ما ترك اصحاب البدع من السنة وما فارقوا فيه فتمسك به فهو صاحب سنة وصاحب جماعة يعني معرفة الحق بمعرفة مناويه لكن هنا المقصود ترك البدع ما ترك اصحاب البدع من السنن يعني لزم ما هجره الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم عمل به فان ذلك احياء للسنة حقيق ان يكون به الانسان راشدا ثم قال واعلم رحمك الله ان اصول البدع ثم قال واعلموا رحمكم الله نعم قبل هذا قوله رحمه الله وهو اضر على هذه الامة من ابليس في المقطع قبل الاخير وهو اضر على هذه الامة من ابليس يعني محل تأمل يعني لان هؤلاء ان كان يقصد انهم التبس امرهم مشتبه على الناس فلم يظهر بخلاف ابليس فله وجه لكن ليس ثمة عدو اعظم ليس ثمة عدو اعظم ضرر على الانسان من ابليس فكل العداوات التي سواه عداوات اما بتزيينه او بعمله نعم قال واعلموا رحمكم الله ان اصول البدع المقطع اللي قبله ومن عرف ما ترك اصحاب البدع قرأتها؟ طيب قال واعلموا رحمكم الله ان اصول البدع اربعة ابواب ان ان شعب من هذه الاربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها الى الفين وثمانمائة مقالة. وكلها ضلالة وكلها في النار الا واحدة. وهو من امن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي ان شاء الله واعلم رحمك الله لو ان الناس وقفوا عند محدثات الامور ولم يتجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه لم تكن بدعة واعلم رحمك الله انه ليس بين العبد وبين ان يكون مؤمنا حتى يصير كافرا الا ان يجحد شيئا مما انزله الله تعالى او يزيد في كلام الله او ينقص او ينكر شيئا مما قال الله او شيئا مما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتق فاتق الله رحمك الله وانظر لنفسك واياك والغلو في الدين فانه ليس من طريق الحق في شيء وجميع ما وصفت وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه وعن التابعين والقرن الثالث الى القرن الرابع فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضا لما في هذا الكتاب تكتم هذا الكتاب احدا من اهل القبلة فعسى يرد الله به ايرانا عن عن حيرته او صاحب او صاحب بدعة عن بدعته او ضالا عن ضلالته فينجو به. فاتق الله وعليك الاول العتيق وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه فانه من انتحل بين ان السلامة في لزوم الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة وان ذلك يقابل بالتسليم وانه لا سلامة الا بهذا قال كلاما فيه موعظة حسنة فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض الى اخر ما ذكر رحمه الله من بيان اهمية وضرورة لزوم الحق والبعد عما خرج عما كان عليه آآ الائمة من الهدى ودين الحق. نعم قال فاتق الله وعليك بالامر الاول العتيق وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه وعمل به ودعا اليه واحتج به فانه دين دين الله ودين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه من انتحل شيئا خلاف ما في في هذا الكتاب فانه ليس يدين بدين وقد رده كله كما لو ان عبدا امن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى الا انه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى. وهو كافر كما ان شهادة ان لا اله الا الله لا تقبل من صاحبها بها الا بصدق النية وخالص اليقين. كذلك لا يقبل الله شيئا كذلك لا يقبل الله شيئا من السنة في ترك بعض ومن ترك من السنة شيئا فقد ترك السنة كلها فعليك بالقبول ودع عنك المحكى واللجاجة فانه ليس عنك المحك المحاكاة المحك اذا وصلت المحاكاة ايه في الوقف التسكين ودع عنك المحكى واللجاجة فانه ليس من دين الله بشيء وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله على كل حال يعني هو رحمه الله يعني يعني اشار الى انه تحرى في كتابه الحق ودعوى الكتاب ولا يحتج به ليس احد من الناس يحتج بقوله ولا تأليفه انما الحجة فيما قال الله وقال رسوله وقوله رحمه الله احتج به يعني اه انتفع منه فيما يظهر والله تعالى اعلم وبعض الكلام يحتاج الى تحرير وآآ تنظير هذا الكتاب بكتاب الله فيه نظر يعني لكن مقصود انه لم يذكر في هذا الكتاب الا ما اجتهد في ان يكون موافقا للكتاب والسنة نسأل الله ان يلزمنا واياكم الحق يرزقنا الهدى في السر والعلن. نعم وفي القول والعمل يا رب قال بعد ذلك واذا وقعت الفتنة قال واذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة واياك والعصبية وكل ما كان من قتال بين المسلمين بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة. فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من امورهم فانه يقال من احب فعال قوم خيرا كان او شرا ان كان كمن عمله وفقنا الله واياكم لمرضاته وجنبنا واياكم معصيته. واقل النظر طيب هذا يقول واذا وقعت الفتنة الفتنة هنا المقصود بها كل ما يحصل به بلاء عام على الامة في دينها او آآ دنياها فيما يتصل بالعقائد او فيما يتصل بالاعمال. قال فالزم جوف بيتك اي اجتنب الفتنة بكل ما تستطيع وذلك ان المندوب عند وقوع الفتن الفرار منها لا الاقبال عليها بل يفر منها ولذلك كان خير مال المسلم اخر الزمان غنم يتبع بها شعف الجبال يفر بدينه من الفتن فغرض المؤلف رحمه الله ان يأنى ان ينأى الانسان بنفسه عن الفتن. قال وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة. يعني على امر من امور الدنيا لكن غالبا يعني ما يحصل التباس واشتباه في ان يصور بعض الناس ما يكون من قتال بامر الدنيا بانه قتال لامر الدين. فلذلك يحتاج الانسان ان يستبصر وان يتريث وان يسأل وان يراجع اهل العلم فلا يتورط في دم او في منازعات ومقاتلات آآ ولو اظهرها اصحابها بمظهر الديانة فان الخوارج يقاتلون يزعمون انهم ينصرون الدين وهم يفسدون يقتلون اهل الاسلام ويذرون اهل الاوثان فلابد من التريث والترويض وهذا الضابط الذي ذكره ضابط جيد. قال رحمه فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا تشاع ولا تميل الى اخر ما ذكر مما يحقق اجتناب تلك النزاعات وتلك الفرقة نعم ولو اقل النظر في النجوم الا ما تستعين به على مواقيت الصلاة. طيب نقف على هذا الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد