بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى في قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد قال فائدة جليلة قال اذا اصبح العبد وامسى وليس همه الا الله وحده الا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما اهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه طاعته وان اصبح وامسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وانكادها ووكله الى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم واشغالهم. فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره الكير ينفخ بطنه ويعصر اضلاعه في نفع غيره. فكل من اعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي عبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. قال سفيان بن عيينة لا تأتون بمثل مشهور للعرب الا جئتكم به من القرآن. فقال له قائل فاين في القرآن اعط اخاك تمرة فان لم يقبل فاعطه جمرة. فقال في قوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذي الفائدة التي ذكرها المؤلف رحمه الله اذا اصبح العبد وامسى وليس همه الا الله تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما اهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته والمقابل ان اصبح والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وانكادها هذا البيان جاء به الخبر في الترمذي وغيره من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت الاخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع شاملة هذا جعل الله غناه في قلبه وجمع شاملة واتته الدنيا وهي راغمة هذه ثلاث عطايا لمن كانت في الاخرة همه. جمع الله قلبه وجمعية القلب من انعم ما يفوز به الانسان في دنياه لان القلب المفرق المشتت مضطرب وكلما ازداد تعلقا بالدنيا ازداد اضطرابا وقلقا بخلاف القلب الذي جمعه الله تعالى على طاعته وعلى محبته وذكره كان ذلك من اسباب سعادته ونعيمه جمع الله قلبه آآ جعل الله تعالى غناه في قلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمة يقابله ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه مهما كان عنده من المال ومهما كان عنده من المتع ومهما ادرك من لذات الدنيا ففقره بين عينيه وفرقا عليه شمله ولم تأته ولم يأت من الدنيا الا ما قدر له. والفرق بينهما حتى ذاك ما ما يأتيه الا ما قدر له. لكن الفرق ان ذاك تأتيه الدنيا ميسرة ويرضى بما قسمه الله وينعم بما اعطاه الله ويكون ما اعطاه الله من الدنيا عونا له على الخير بخلاف هذا الذي كانت الدنيا همه لم يأته من الدنيا الا ما قدر له. لماذا؟ لانه يطلب المزيد فلا يقف عند حد ولا ينتهي عند غاية بل كلما اعطي شيئا طلب زيادة وهو لن يدرك من ذلك الا ما قد قدر له ان يناله نعم قال سفيان نعم بعد ذلك قال بعد ذلك قال لحمة ماشي قال رحمه الله فائدة العلم نقل صورة المعلوم من الخارج واثباتها في النفس. والعمل نقل صورة علمية من النفس واثباتها في الخارج فان كان الثابت في النفس مطابقا للحقيقة في نفسها فهو علم صحيح وكثيرا ما يثبت ويتراءى في النفس صور ليس لها وجود حقيقي فيظنها الذي قد اثبتها في نفسه علما. وانما هي مقدرة وانما هي مقدرة ولا مقدرة وانما هي مقدرة وانما هي مقدرة لا حقيقة. لا حقيقة لها. واكثر علوم الناس من هذا الباء. طيب الفرق بين العلم والعمل في كلام المؤلف فرق بين الان عندما اصف لكم طائرا لا تعرفونه فاقول مثلا السرد طائر له جناحان واصف جناحيه وله منقار واصف منقاره وله الوان واصف الوانه الان ماذا حصل نقلت صورة اثبتها من الخارج اثبتها في اذهانكم. وهذا معنى قوله نقل صورة المعلوم من الخارج الى ايش واثباتها في النفس الان عندما تأتي وتقول هذا هو الصرد هذا هو الصدد هذا هو طائر السرد انت نقلت المعلوم في الداخل الى الخارج تمام مثله تماما لما نتعلم احكام الصلاة. نقول الصلاة هي عبادة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم فيها قيام وركوع وسجود وقعود هذي علم الان عرفت ما هي الصلاة لما تقوم تصلي انت الان نقلت المعلوم في نفسك الى الخارج فالعلم اثبات معلوم في النفس والعمل اخراج الموجود المعلوم المدرك في النفس الى الواقع الى الخارج هذا الفرق بينهما قال رحمه الله فان كانت فان كان الثابت في النفس مطابقا للحقيقة في نفسها فهو علم صحيح بالتأكيد لما اصف طائر السرد ثم يكون الوصف مطابق لما يشاهد في الواقع كان علما صحيحا قال وكثيرا ما يثبت ويتراءى في النفس صور ليس لها وجود حقيقي فيظنها الذي قد اثبتها في نفسه علما وهي في الحقيقة انما هي مقدرة لا حقيقة لها يعني احيانا عندما يوصف لك شيء ما تعرفه تتخيله تتخيله على صورة معينة وهذا التخيل قد لا يطابق الواقع. اذا طابق الواقع كان علما صحيحا. لكن في كثير من الاحيان العلوم النظرية التي تعطى اذا اخرجت الواقع ووجد الانسان ان كثيرا مما يوصف له اه ليس مطابقا للواقع انما هو اما من يأتي الاشكال اما من المعلم الذي وصف الامر على على لم ينزل الصورة الحقيقية واما من تصور الانسان انه تصور ما القي اليه على خلاف حقيقته فيكون علما غير صحيح. قال واكثر علوم الناس من هذا الباب مقدرة لا حقيقة لها. لا سيما في امور الغيب والامور غير المدركة بالعقل قال وما كان منها مطابقا للحقيقة في الخارج فهي فهو نوعان. نعم قال وما كان منها مطابقا للحقيقة في الخارج فهو نوعان نوع تكمل النفس بادراكه والعلم به. وهو العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله وكتبه وامره ونهيه ونوع لا يحصل للنفس به كمال وهو كل علم لا يضر الجهل به فانه فانه لا ينفع العلم به. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع وهذا حال اكثر العلوم الصحيحة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئا كالعلم بالفلك ودقائقه ودرجاته وعدد الكواكب ومقاديرها والعلم بعدد الجبال والوانها ومساحتها ونحو ذلك وشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة اليه. وليس ذلك الا العلم وليس ذلك الا العلم بالله وتوابع ذلك واما العلم لعله اما العمل واما العمل فافته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه الله ويرضاه. وذلك يكون من فساد العلم تارة ومن فساد الارادة تارة ففساده من جهة العلم ان يعتقد ان هذا مشروع محبوب لله وليس كذلك او يعتقدا انه يقربه الى الله وان لم يكن مشروعا فيظن انه يتقرب الى الله بهذا العمل وان لم يعلم انه مشروع. واما فساده من جهة القصد فالا يقصد به وجه الله والدار الاخرة. بل يقصد به الدنيا خلق وهاتان الافتان في العلم والعمل لا سبيل الى السلامة منهما الا بمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في باب العلم والمعرفة في باب العلم والمعرفة وارادة وجه الله والدار الاخرة في باب القصد والارادة. فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الارادة فسد علمه وعمله والايمان واليقين يورثان صحة المعرفة وصحة الارادة. وهما يورثان الايمان ويمدانه. ومن هنا ويمدانه. ومن هنا يتبين ومن هنا يتبين انحراف اكثر الناس عن الايمان. لانحرافهم عن صحة المعرفة وصحة الارادة ولا يتم الايمان الا بتلقي المعرفة من مشكاة النبوة. وتجريد الارادة عن شوائب الهوى وارادة الخلق. فيكون علمه مقتبسا من مشكاة الوحي وارادته لله والدار الاخرة فهذا اصح الناس علما وعملا. وهو من الائمة الذين يهدون بامر الله ومن خلفاء رسوله صلى الله عليه وسلم في امتي جعلنا الله واياكم منهم يقول اما ما كان منها مطابقا للحقيقة يعني ما كان من العلم موافق للحقيقة. في الخارج فهو نوعان نوع تكمل النفوس اه بادراكه والعلم به وهو ما كان مصلحا للقلب مزكية للعمل قال وهو العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله وكتبه وامره ونهيه. يعني العلم بالله والعلم بشرعه مختصرة ما ذكر العلم بالله والعلم بشرعه هذا النوع الاول والنوع الثاني علم لا يحصل للنفس به كمال وهو علم لا يضر الجهل به كما لا ينفع العلم به لا يظر الجهل لو لم يعلمه الانسان ما تضرر. واذا علمه لم يكن هذا موجبا لمزيد فظل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفعه كما جاء في الصحيح من حديث زيد بن ارقم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول يقول في دعائه اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع وفي بعض الروايات اعوذ بك من هذه او من هؤلاء الاربع من هؤلاء الاربع وهذا حال اكثر العلوم الصحيحة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئا. يقول اكثر العلوم من هذا النوع النوع الثاني وهو ما لا يحصل بجهله غار ولا يحصل بعلمه نفع يتعلق بدين الانسان لكن قد يتعلق به منافع تتعلق بمصالح معاشه فيكون محمودا لما يحققه من مصالح المعاش التي هي عون على طاعة الله وليس في ذاته يقول فشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة اليه هذه قاعدة تعرف بها منزلة ما تتعلم. شرف العلم اي رفيع مكانته وعظيم اجره بحسب شرف معلومه اي بقدر ما يكون المعلوم به عاليا ساميا هذا من جهة وبقدر ما تكون الحاجة اليه شديدة فكلما اشتدت الحاجة الى العلم به شرف هذا العلم قال وليس ذلك الا العلم بالله وتوابع ذلك يعني هو العلم بامره ليس ذلك الا العلم بالله والعلم بامره. واما العلم فعافته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه الله ويرضاه وذلك يكون من فساد العلم تارة يعني من اين يدخل الاشكال في العلم الذي يراد به الله عز العلم النافع يقول واما العمل فافته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه الله ويرضاه وذلك متى يخرج العمل عن رضا الله عز وجل يخرج عن رضا الله عز وجل بواحد من امرين اما بفساد القصد واما بعدم المتابعة ولهذا يقول وذلك من فساد العلم تارة ومن فساد الارادة تعرف فساد العلم يعني المتابعة ومن فساد الارادة يعني القصد ففساده من جهة العلم ان يعتقد ان هذا المشروع محبوب لله وليس كذلك نقص في العلم والمتابعة او يعتقد انه يقربه الى الله وان لم يكن مشروعا فيظن انه يتقرب الى الله بهذا العمل وان لم يعلم انه مشروع اما فساده من جهة القص فانه فبال لا يقصد به وجه الله تعالى والدار الاخرة الى اخر ما ذكر. ثم قال رحمه الله فمتى؟ خلا من هذه المعرفة وهذه الارادة فسد علمه وعمله. يقول رحمه الله وهاتان الافتان في العلم والعمل لا سبيل الى السلامة منهما الا بمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في باب العلم والمعرفة وارادة وجه الله والدار الاخرة في باب القصد والارادة. فمتى خلا من هذه المعرفة اي معرفة ما جاء به الرسول وهذه الارادة اي ارادة الله عز وجل وحسن القصد فسد علمه وعمله. قال والايمان واليقين يورثان صحة المعرفة وصحة الارادة يعني كلما كمل ايمان الانسان ورسخ يقينه اثمر ذلك صحة المعرفة سلامة العلم وصحة الارادة السلامة القصد لماذا؟ لانه لا يقصد الا الله عز وجل لتمام علمه بانه لا ينفعه الا ان يقصد الله عز وجل و يوفق الى العلم العلم النافع لان سلامة القصد سبيل لسلامة العلم والمعرفة وادراك الغاية والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. قال وهما اي صحة العلم وصحة الارادة يورثان الايمان ويمدانه. ومن هنا يتبين الانحراف اكثر الناس عن الايمان لانحرافهم عن صحة المعرفة وصحة وانت اذا اردت ان تحكم على اي عمل او تقوم اي عمل اي تنظر في قيمته فانظر الى ما فيه من علم وما فيه من صحة قصد. طبعا صحة القصد لا سبيل الى ادراكها. لانها مما يكون بين العبد وربه. فلم يبقى في وزن الاعمال بالنسبة لعمل غيرك الا ان يوافق السنة وان يكون موافقا للعلم لكن في عملك انت اذا اردت ان تقوم عملك وهذا هو المهم ان تنظر في قصدك وفي مطابقتك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وبقدر كمال هذين يكون العمل واقعا موقع القبول سليما صحيحا. قال ولا يتم الا بتلقي المعرفة من مشكاة النبوة وتجريد الارادة عن شوائب الهوى وارادة الخلق تجريد الارادة يعني القصد في عملك جرده عن شوائب الهواء بين النفس وما تحب وارادة وارادة الخلق فلا تقصدهم. فيكون علمه مقتبسا من من مشكاة الوحي وارادته لله والدار الاخرة فهذا اصح الناس علما وعملا وهو من الائمة الذين يهدون بامر الله ومن خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في امته جعلنا الله واياكم منهم صحح لنا القصد نعم يقصد الاخلاص والمتابعة نعم قال رحمه الله قاعدة الايمان له ظاهر وباطن. وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح. وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له. وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية. ولا يجزئ باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز او اكراه او خوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن. وخلوه من الايمان ونقصه دليل نقصه دليل قوته فالايمان قلب الاسلام ولبه واليقين قلب قلب الايمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الايمان واليقين قوة فمدخول وكل ايمان لا يبعث على العمل فمدخول طيب يقول الامام له ظاهر وباطن الايمان الذي دعت اليه الرسول له ظاهر وباطن بين ظاهره قال وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وهذا ما يشهده الناس وعليه تجري احكام الدنيا وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته ثم قال بعد ان ذكر الظاهر والباطن قال فلا ينفع ظاهر لا باطن له كحال المنافقين فهؤلاء لهم ظاهر وافقوا به اهل الاسلام لكن بواطنهم خلت من معاني الايمان فهؤلاء فازوا بحقن دمائهم واموالهم وذرياتهم لكنهم لم يفوزوا برضى الله عز وجل بل هم كما قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. قال ولا يجزئ باطن لا ظاهر له وهذا رد على من على المرجئة الذين يقولون ان الايمان في القلب ولا يظر تخلفه في الظاهر وهذه البلوى من افسد ما يكون في مسلك الانسان ومساره الى الله وسيره الى الله عز وجل فلا يجزئ باطن لا ظاهر له الا ان تعذر هذا قيد سنأتي عليه ان شاء الله تعالى في درس يوم غد بعد الصلاة تفسير ان شاء الله