لان الاحكام لا تثبت الا بالعلم فلا تكليف الا بعلم فلا يكفر مثل هذا وقد جرى ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة قدامة بن مظعون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام رحمه الله تعالى ولا نجادل في القرآن ونشهد انه كلام رب العالمين. نزل به الروح الامين علمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم. وهو كلام الله تعالى لا تساويه شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله ولا نجادل في القرآن اي لا نخاصم في القرآن بالباطل و قد ذم الله تعالى المخاصمين في القرآن فقال ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغروك تقلبهم في البلاد وقد جاء في المسند من حديث وجاء في السنن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وكذلك في المسند المراء في القرآن كفر وقد جاء في رواية احمد اما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فرده الى عالمه وقد جاء ايضا في المسند من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمارسوا القرآن فان المراءة فيه كفر هذا يدل على ما سبق في الاية وما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا وفي حديث ابي هريرة المراء في القرآن كفر فما هو المراء الذين يكونوا كفرا المراء الذي لا يكون كفرا هو ما افضى الى تكذيب القرآن او الى الشك فيه او الى عدم الاذعان له في احكامه او القبول لاخباره فان ذلك كله كفر ومن الجدال في القرآن ما يكون بدعة وليس كفرا كقول الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه بتأويلات من غير دليل يصرفون الالفاظ عن ظواهرها الى معان لا يعضدها دليل ولا ينصرها مرجح فهؤلاء المحرفون هم من المجادلين في القرآن بالباطل ومنه ما هو محرم ليس بدعة ولا كفرا وهو الاستدلال بالقرآن على باطل لتسويغ باطل او انتزاع حق او انتزاع ما ليس بحق للانسان ومنه ايضا الاختصام في القراءات على وجه يفضي الى الفرقة فان ذلك من المحرم الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه من اوجه الجدال في القرآن اعظمها واشدها ما يفضي الى تكذيبه وردة وعدم قبول احكامه هذا كفر بالله العظيم قال المصنف رحمه الله ونشهد في نسخة ونعلم انه كلام رب العالمين تقدم فيما مضى الحديث عن القرآن وعقد اهل السنة او الجماعة فيه كرر المصنف رحمه الله الكلام في القرآن كما هو في بعض المباحث يبدي فيها ويعيد وهذا من المآخذ التي اخذت على هذه العقيدة انها لم تجمع الكلام في آآ اصول الايمان في موضع واحد بل فرقته وكررته في مواضع عديدة فقوله ونعلم انه كلام رب العالمين تقدم في ما سبق من تقريره في اه هذه العقيدة عندما قال وان القرآن بجملة ما ذكر من العقائد قال رحمه الله وان القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قول وانزله على نبيه وحيا الى اخر ما ذكر رحمه الله في ذلك الموضع المقصود ان هذا من التكرار فما تقدم ما نحتاج الى اعادته هناك قرر بوضوح انه كلام رب العالمين وانه ليس كلاما للبشر كما يقوله من يزعم انه كلام البشر؟ يقول المصنف ونعلم انه كلام رب العالمين اي تكلم به نعتقد ذلك وندين الله عز وجل بان القرآن كلامه وقد اضافه الله اليه في كتابه فقال جل وعلا في محكم القرآن وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه. او قد جاءت الادلة متوافرة في القرآن على ان القرآن كلام رب العالمين بل كفر الله تعالى من جعله كلام البشر وتوعده بسقر فقال ساصليه سقر وذلك في عقوبة من قال ان هذا الا قول البشر يقول المصنف رحمه الله نزل به الروح الامين اين اعتقد؟ اعتقد اهل السنة والجماعة ان القرآن كلام الله تلقاه الروح الامين من رب العالمين فسمعه جبريل من الله عز وجل والروح الامين هو جبريل عليه السلام وقد وصفه الله تعالى بهذا الوصف في قوله نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين وقد وصفه بانه رح القدس في قوله تعالى قل نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا واضاف اليه القرآن فقال فقال فارسلناها فارسلنا اليها روحنا واظافه اليه اظاف الروح اضاف جبريل اليه في قوله فارسلنا اليها روحنا فتمثلها بشرا سويا. وهذا فيه تشريف هذا المخلوق ومن الملائكة حيث وصفه الله تعالى بهذه الاوصاف بانه الامين وبانه رح القدس واظافه اليه في قوله فارسلنا اليها روحا فتمثل لها بشرا سويا ووصفه بالامين لان مقتضى الرسالة الامانة فان احوج ما يكون اليه الرسول ان يكون امينا فهو امين مؤتمن على ما اوكل به من ايصال الرسالة وتبليغها واما وصفه بالقدس في قوله تعالى قل نزله رح القدس من ربك بالحق لانه مطهر من كل عيب ونقصد في المخلوقين الذين هم اهل العيب والنقص فقد كمله الله في خصاله وكمله الله في سجاياه وكمله الله في صفاته واصطفاه لتبليغ رسالتي فهو الرسول بين الله عز وجل وبين الرسل نزل به الروح الامين على قلبك هذا موضع القرآن وهو القلب فقوله رحمه الله نزل به الروح الامين لم يبين موضع النزول لكنه وظحه بقوله فعلمه سيد المرسلين محمد قد انزله الله على قلبه صلى الله عليه وسلم وقوله فعلم الظمير يعود الى جبريل ويحتفل انه يعود الى الله تعالى فجبريل علم النبي النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كما قال تعالى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى المراد بجبريل على الصحيح من قولين المفسرين الضمير في قوله علمه شديد القوى المراد به جبريل على الصحيح من قول المفسرين يصدقه قوله تعالى قل نزله روح القدس من ربك بالحق. وقد قال الله جل وعلا في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن قال ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه ثم قال في اية اخرى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه. والذي كان يقرأه عليه جبريل فاتبع قرآنه فقوله فعلمه الظاهر انه يعود الى جبريل وهو المبلغ للقرآن العظيم ثم بعد ذلك قال رحمه الله وكلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين. وهذا تقدم ايضا وهو كسائر صفاته. تقدم في قوله ليس بمخلوق ككلام البرية هذا تقدم في كلامه السابق عن القرآن وهنا قال وكلام الله تعالى لا يساويه اي لا يماثله ولا يشابهه ولا يناظره ليس له نظير ولا مثيل ولا كفؤ وهذا ليس في بشر من الناس بل في كل المخلوقين من الانس والجن والملائكة وغيرهم يقول الله تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فالقرآن كسائر صفات رب العالمين كلامه لا يساويه شيء من خلقه فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قوله رحمه الله ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين هذا رد لما يعتقده الجاهليون المنحرفون عن طريق اهل السنة والجماعة في القرآن من انه مخلوق وهذا قول الجهمية والمعتزلة وهذه الاقوال وان كانت في سابق الزمان قائمة الا ان حملتها في الناس موجودون. ولهذا لا يقال هذه بدع انقرضت وانتهت بل هي بدع لها دعاتها وهي قائمة موجودة قد لا تكون حاضرة في حياة الناس هناك افكار وبدع اخرى جدت في حياة الناس اكثر تأثيرا لكن وجود البدع المتعلقة بمثل هذه اصول الايمانية قائمة وموجودة وبالتالي التنبيه عليها والرد على ظلالات اهلها هو من تعليم الشريعة والذب عنها وصيانتها فقوله رحمه الله ولا نقول بخلقه خلافا للمعتزلة والجهمية الذين يقولون ان القرآن مخلوق. يقولون القرآن كلام الله لكنهم يقولون انه مخلوق. قال ولا نخالف جماعة المسلمين. اي لا نخرج عما عليه اهل السنة والجماعة من العقائد في القرآن وفي غيره من مسائل الاعتقاد والدين فان الله تعالى قال قد توعد على ذلك بالعذاب الاليم فقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين يوله ما تولاه ونصله جهنم ساعة مصيره فلا نخالف جماعة المسلمين لا في هذا الاصل ولا في غيره من اصول الدين بل نلزم ما دل عليه الكتاب والسنة واجتمعت عليه عقائد سلف الامة ولا نخالف في ذلك لا ظاهرا ولا باطنا. يقول رحمه الله بعد ذلك فرغ مما يتصل بي هذا الاصل وهو ما يتعلق بالقرآن قال رحمه الله ولا نكفر احدا من اهل القبلة ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته. ولا نأمن ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم والامن ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه هذا المقطع من كلام المصنف رحمه الله يتصل قضية ذات اهمية كبرى وهي مسألة الاسماء والاحكام مسألة الاسماء والاحكام الاسماء المقصود بها الاسماء التي جاءت في الكتاب والسنة والتي ينقسم عليها الناس ينقسم الناس على هذه الاقسام مؤمن كافر منافق واما الاحكام فهو ما يصير اليه الناس بعد ذلك في الاخرة من جنة او نار وكذلك ما يكون في الدنيا من اجراء مقتضيات هذه الاسماء اثبات لوازم ومقتضيات هذه الاسماء هذا المبحث يتصل بقضية الايمان باصل الايمان حقيقة الايمان متى يثبت ومتى يرتفع؟ يقول رحمه الله ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله اي لا نحكم بالكفر على احد من المسلمين وعدم الحكم بالكفر على احد من المسلمين يقتضي عدم اثبات الاسم له وعدم ترتيب اثار الحكم عليه فلا يوصف احد بانه كافر من المسلمين ولا يرتب على هذا الوصف اثاره التي تثبت لصاحبه فلا نكفر احدا من اهل من اهل القبلة بذنب اي بسبب ذنب والذنب هنا هو المعصية سواء كانت ترك واجب او فعل محرم لكن المصنف رحمه الله قيد ذلك ما لم يستحله اي الا ان يستبيح ذلك ويراه مباحا وقد علم ادلة تحريمه وتبين له ان الله قد حرمه قوله رحمه الله لا نكفر احدا من اهل القبلة اي المسلمين قد تقدم ان المسلمين يوصفون باهل القبلة لانها الجامعة لهم وهذا وصف مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من فعل هذه الامور الثلاثة صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا ثبت له حكم الاسلام فذلك المسلم الذي له ذمة الله يعني عهد الله وذمة رسوله وعهد رسوله بعصمة دمه وماله وعرضه وقوله فلا تغفروا الله في ذمته اي لا تخون الله وتبطل ما اثبته من عصمة لمن فعل هذه الامور وهذا يشمل جميع اهل الاسلام فكل من استقبل القبلة وصلى صلاة المسلمين واكل ذبيحتهم فهو المسلم الذي له مال المسلمين وعليه ما عليهم ويخرج من ذلك الفرق التي لا تنظوي تحت الثلاث والسبعين فرقة فان هؤلاء وان تسموا بانهم مسلمون لكن لا ينفعهم هذه التسمية بما انهم خرجوا عن فرق اهل الاسلام كالنصيرية مثلا والباطنية على وجه العموم والجهمية في قول جماعة من اهل العلم هؤلاء وان انتسبوا للاسلام لكنهم خارجون عن الثلاث والسبعين فرقة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم تركت اليهود على احدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة والنار هنا نار عذاب لا نار الخلود على الراجح من قوله العلماء رحمهم الله وقوله رحم الله بذنب ما لم يستحلها اي بمعصية كما تقدم سواء كانت من الكبائر او من الصغائر الا ان تكون المعصية مما يحكم على صاحبه بالكفر بان يكون شركا مثلا او يكون تكذيبا فهذا ذنب الشرك هو اعظم الذنوب لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اكبر الكبائر؟ قال الشرك بالله فالمقصود بذنب هنا ليس مطلق الذنوب انما الذنوب التي لا تنافي الايمان والاسلام من الصغائر ومن الكبائر ولذلك يستثنى من كلام المؤلف في قوله بذنب ما لم يستحله الكفر كالشرك والاستهزاء بايات بالله وباياته فهذا قد جاءت النصوص دالة على ان من تورط في ذلك فهو كافر كما قال الله تعالى قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وهذه ذنوب وايضا يستثنى من قوله رحمه الله ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله ما يتعلق باركان الاسلام فقد اختلف العلماء في كفر من ترك ركنا عمليا من اركان الاسلام كالتكفير بترك الصلاة مثلا والتكفير بترك الزكاة وبترك الصوم وبترك الحج. هذه مسائل بها خلاف مشهور فلا تدخل فيما ذكره رحمه الله في قوله بذنب فهذه ذنوب لكن اختلف العلماء هل يزول الاسم بزوالها؟ او بزوال واحد منها ام لا يزول بذلك؟ ام يفرق بين الصلاة وغيرها؟ فيزول بترك الصلاة دون غيرها؟ ام يقتص زوال الاسلام بترك الصلاة الزكاة خاصة دون بقية الاعمال هذه اقوال كلها محكية عن الائمة والعلماء المتقدمين وكثير من اهل الحديث وعلماء السلف يرون تكفير تارك الصلاة وقد حكاه اسحاق بن راهوية اجماعا من المتقدمين حتى انه قال انه جعل قول من يقول لا يكفر تارك الصلاة من اقوال المرجئة المقصود ان قوله رحمه الله ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله يستثنى منه الكفر والشرك وسائر نواقض الاسلام واستثنى منه ايضا الكفر بترك ركن من اركان الاسلام فهذا محل نزاع وخلاف فلو ان احدا كفر احدا بترك الصلاة لا يقال هذا منها طريق الخوارج فاهل السنة لا يكفرون احدا من اهل القبلة بذنب ما يستحله. يقول هذه مسألة قد اختلف فيها العلماء خارج عن هذا العموم الذي ذكره رحمه الله وقوله لا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله. رد على الخوارج والوعيدية من المعتزلة الذين يكفرون اهل الايمان بمطلق الكبائر فيجعلون الكبائر موجبة للكفر وهذا من اقدم ما حصل من البدع في هذه الامة. وقد جاءت النصوص محذرة من هذه البدعة ومبينة لعظيم الضلالة التي يقع بها اصحابها في الخوارج يكفرون اهل الاسلام بمطلق الذنوب بل بما يرونه ذنبا ولو لم يكن متفقا عليه انه ذنب ومثلهم المعتزلة فانهم يكفرون مرتكب الكبيرة لكنهم يختلفون عن الخوارج في انهم لا يثبتون له حكم الكفر بل يقولونه في منزلة بين المنزلتين اما في والمنتهى في الاخرة فهم يتفقون مع الخوارج في انه خالد مخلد في النار وقوله رحمه الله ما لم يستحله اي ان المسلم لا يكفر بموقعة ذنب من الذنوب ولو كان من الكبائر كالزنا والقتل وشرب الخمر ونحو ذلك الا ان يعتقد استباحته يعتقد استباحته مع علمه بان الله تعالى قد حرمه فان كان قد استحله بتأويل وجهل فهذا لا يدخل فيما ذكر المصنف رحمه الله ومن معه وهو من اهل بدر استحل الخمر في زمن عمر كما قص ذلك ابن عباس ان قدامة بن مظعون شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه من شهد ثم سئل قيل له لم تشرب فقال ان الله تعالى قد قال ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ففهم من الاية الاذن بكل ما منع من المطعومات اذا رافق اذا رافق اذا كان الانسان وقعها على حال آآ موصوفة في قوله اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات تأول رظي الله عنه ولم يفهم الاية على وجهها فقال وانا من المهاجرين الانصار الاولين ومن اهل بدر واهل احد فقال للقوم اجيبوا الرجل هذا عمر رضي الله عنه لما بالغوه استدعاه وقال اجيبوا الرجل فسكتوا فقال ابن عباس اجبه فقال انما انزلها الله عذرا لمن شربها قبل تحريمها انما انزل الله تعالى عذرا لمن شربها قبل تحريمها لانهم لما نزل تحريم تحريمها تأثموا في حق من مضى من الصحابة رضي الله عنهم فانزل الله هذه الاية عذرا للماظين وحجة على الباقيين كما قال ابن ابن عباس رضي الله عنه. فهذا الذي وقع منه رضي الله عنه وقع بتأويل. ولم يكفره عمر بل لما تألم قدامى مما جرى منه حتى ظن هلاكا رظي الله عنه كتب اليه عمر قال لا ادري اي ذنبيك اعظم؟ استباحتك ما حرم الله ام اياسك وقنوطك من رحمة الله؟ فذاك كان بتأويل وهذا عن علم. فيقول انا لا ادري اي ذنبيك اعظم. فالعذر بالخطأ والمتفق عليه بين الائمة. اذا كان ممن صدر عنه يصلح منه ان يكون معذورا. وهذه مسألة ذات بال كبير وخطر عظيم. لان بها ينحل اشكال كثير مما يجري بين الناس من تكفير. نسأل الله البصيرة في الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد