الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فكنا قد آآ شرعنا في قراءة ما ذكره العلامة القدوة الامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله في مقدمة رسالته وصلنا الى قوله رحمه الله وله الاسماء الحسنى وصفاته العلى لم يزل بجميع صفاته واسمائه تعالى ان تكون صفاته مخلوقها واسماؤه محدثة. آآ وهذا التقرير عقد اهل السنة والجماعة فيما يتعلق كمال الرب فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء فصفاته سبحانه وبحمده آآ ثابتة له ازلا وابدا كما ان اسمائه الحسنى ثابتة له جل وعلا ازلا وابدا في هذا الرد على من يقولون ان الصفات محدثة انها لم تكن وانها كانت بعد ان لم تكن. خلافا لما يعتقده اهل السنة والجماعة مما دل عليه الكتاب والسنة من انه سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته قديما آآ فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء سبحانه وبحمده. اه تقدم الكلام على هذا وذكر اقسام الصفات الان يقول المصنف رحمه الله في اخر ما ذكره مما يتعلق الايمان بالله قال كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله. هذا فيه ذكر صفة من صفات الله تعالى العظيمة وهي صفة الكلام. فالله تعالى قد اضاف الكلام الى نفسه واخبر به جل وعلا ينقسم الى قسمين. كلام كوني قدري. وهو الذي به تكون الخلائق وتصدر الحوادث انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهو المراد بقوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا فهذا هو كلامه القدري الكوني الذي به تكون الحوادث وتقع الوقائع في الكون والقسم الثاني من كلام الله عز وجل كلامه الامر الشرعي الديني وهو ما كلم به رسله من وحيه جل في علاه وهذا المشار اليه بقوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنة. فقوله حتى يسمع كلام الله اي القرآن الذي انزل عليك واوحي اليك. وهذا الكلام كلام شرعي كلام ديني كلم الله تعالى به رسله. ومنه ما كلم الله تعالى به نبيه موسى عليه السلام. وهو ما اشار اليه قوله المصنف رحمه الله هنا كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته. لا خلق من خلقه. اي ان الله تعالى كلم موسى بكلام شرعي ديني حصلت به الرسالة. قال تعالى وكلم الله موسى تكليما. وكلم الله موسى تكليما هذا الخبر من الله تعالى يثبته اهل السنة والجماعة كما دل عليه كلام الله عز وجل فكلامه هو وحيه الى رسله وبه انزل الله تعالى كتبه فكل كتب الله عز وجل التي اوحاها الى رسله هي من كلامه جل في علاه الذي تكلم به سبحانه وبحمده والذي اختص به موسى دون سائر الرسل ان الله تعالى ابتدأ الوحي اليه بالكلام. ولذلك سمي موسى عليه السلام كليم الله ووجه هذه التسمية وجه هذه التسمية سبب هذه التسمية مع كون ان مع كون كلام حصل لغيره فقد كلم الله تعالى رسله ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لكن الذي ميز موسى في هو انه كلمه ابتداء فابتدأ الرسالة بتكليمه. كما قال تعالى اني انا فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى. خلافا لما جرى عليه العهد في وحي الله كان يبعث اليهم رسولا في ابتداء الرسالة. كما بعث الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في الغار. فقال اقرأ قال انا بقارئ قال اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم. فابتدأ الوحي اليه من طريق جبريل. واما واما موسى عليه السلام فقد ابتدأ الوحي اليه تكليم المباشر كما قال تعالى وكلم الله موسى تكليما. واشار الله الى هذه الميزة التي ميز بها موسى دون سائر المرسلين فقال انه اوحى الى اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ثم قال وكلم الله موسى تكليما. فجعل وحي موسى الوحي الى موسى مميزا عن الوحي الى سائر المرسلين. والسبب في ايه؟ في هذا التمييز ان الله ابتدأ الرسالة موسى عليه السلام بالكلام اي انه كلمه جل في علاه. فلم يكن تكن الرسالة بواسطة رسول كما هو هو الشأن في بقية المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. يقول المصنف يقول المصنف كلم الله موسى بكلامه. الذي هو صفة ذاته اي الذي هو صفة تضاف الى الذات. فليس شيئا منفصلا لعل عز وجل كما يقوله من يقول يقوله من المنحرفين حيث يقول الكلام صفة من صفاته لكنها فصيلة منفصلة عن فيجعلون كلام الله تعالى آآ في الشجرة التي آآ هي الشجرة التي تكلمت او الذي تكلم او ما الى ذلك مما يضيفونه الى الى ما يضيفونه اليه من غير الله عز وجل فيجعلون كلام الله مخلوقا سواء قالوا انه صفته او انهم لم يقولوا انه صفته. فالمعتزلة والجهمية يقولون ان الكلام ليس صفة يقولون ان الكلام خلق من خلق الله. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ولذلك قرر المصنف هذا المعنى فقال كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه. فليس الكلام خلق من خلق الله بل هو صفته جل في علاه. وتجلى للجبل فصار كم من جلاله اي ان الله تعالى تجلى للجبل وهو الذي طلب موسى معه ان يرى ربه حيث قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه سوف تراني فلما تجلى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا. اي ان الله تعالى لما ظهر للجبل جعله دكا فلم يقم الجبل لرؤية الله لجلال الله وهذا ما يشهد اليه او ما يشهد له ما في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو حجاب الله تعالى الذي يحجبه الذي يحجب به انواره عن سائر مخلوقاته حجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهه اي انوار وجهه ما انتهى اليه بصره. فالجبل لما كشف لما تجلى له الله عز وجل وظهر له لم يقم بل تدكدك. وزال. فالمخلوقات لا تستطيع في هذه الدنيا ان ان يتجلى لها الله عز وجل او ان تراه. ولذلك لما افاق موسى طلب من الله تعالى فلما افاق قالت سبحانك اني تبت اليك. اي من هذا الطلب الذي لا يليق. ولا يتحقق في الدنيا. المقصود ان قوله رحمه الله تجلاه ربه للجبل اي انه ظهر له فتدكدك. ثم اما علم ذلك موسى انقطع عن الطلب. بل نزه الله تعالى عن ان يرى في الدنيا. فقال سبحانك تبت اليك انا اول المؤمنين اي السابق للمؤمنين في زماني واولهم ايمانا بما لك من الكمالات وجليل الصفات سبحانه وبحمده. عاد المصنف رحمه الله بعد ان ذكر تكليم الله تعالى لموسى الى تقرير عقيدة اهل السنة والجماعة في القرآن فقال وان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. فيبين ولا صفة لمخلوق فينفذ فالله تعالى تكلم بالقرآن والكلام والقرآن كلامه. كما قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغهم امانه. كلام الله المقصود في هذه الاية هو القرآن العظيم وقد بين الله تعالى سوء ظن من ظن ان القرآن ليس بقوله ولا بكلامه. فقال تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا اه ما نزل الله على بشر من شيء. فالقرآن منزل من الله عز وجل. وقال في حق من كذب النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ما جاء به وانه من عنده فقال ان هذا الا قول البشر فبماذا توعده؟ قال ساصليه سقر وما ادراك ما سقر. لا تبقي ولا تذر. لو واحة للبشر. هذا في حق من كذب ان يكون القرآن كلام الله جل وعلا. والله تعالى اثبت في القرآن كلامه في مواضع عديدة. واثبته على على ان على انحاء عدة فاثبت الكلام في قوله كلم الله موسى تكليما وقال تعالى يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقال في الرسل منهم من كلم الله وقال تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء اه حجاب فهذه قضية مقررة في القرآن وقد اجمع علماء الامة على ان القرآن كلام الله تعالى كلامه الديني الشرعي الامري الذي نزل به على اه قلب النبي صلى الله عليه وسلم اه يخرج الناس من الظلمات الى النور. قال الله تعالى نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من التوراة والانجيل دلائل هذا كثيرة. الدلائل على ان القرآن كلام الله كثيرة ولا يجادل في ذلك الا مماري والا فالادلة من الكتاب والسنة على ذلك بينة جلية. لما قرر ان الكلام ان القرآن كلام الله عاد لنفي الاعتقادات الباطلة عند المنحرفين. ممن ظل عن طريق السنة وخرج عن هدي خيار الامة من سلفها الصالح فقال ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفذ الكلام كلام الله ليس بمخلوق فيبيت بل كلامه باق. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ولذلك يجله الله تعالى عن ان ان يبيت او ان يزول بل عندما يعرض الناس عن العمل بالقرآن وعن الاهتداء يرفعه الله تعالى كما جرى كما جاء في ذلك كما جاء ذلك في حديث ابن عباس رضي الله في حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال اليسرى على القرآن في ليلة. فلا يبقى منه في صدور الرجال ولا في المصح في شيء. فيصبح الناس منه فقراء يعني ليس عندهم شيء من القرآن وانما يكون هذا عندما يتخلى الناس عن الايمان به والعمل به والتعظيم له ولا يبقى في الناس منه شيء يؤثر في سلوكهم وعملهم يرفعه الله تعالى. وهذا في اخر الزمان عندما لا يكون في الدنيا من يقول الله الله ولا صفة لمخلوق فينفد بل كلامه جل وعلا الذي قال فيه لو ان ما ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والمحر نمدو من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. ثم قال رحمه الله بهذا يكون قد انتهى الحديث عن الاصل الاول من اصول الايمان وهو الايمان بالله عز وجل وما يتصل به. خلاصة ما يجب اعتقاده في الايمان بالله عز وجل انه موجود الايمان بوجوده وانه رب العالمين الخالق الرازق المدبر المالك. وان له الاسماء الحسنى والصفات العلى فيثبت له كل ما اثبته لنفسه في كتابه واثبته له رسوله من غير تحريف. ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل والرابع من اصول الايمان بالله عز وجل الايمان بالهيته وانه لا اله غيره وانه لا يستحق العبادة خروج عن امره الديني. هل الكفر واقع في الكون نعم وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. لكن وقوعه لا يدل على رضاه انما اقتضت حكمته ان يكون. وان يوجد وان كل من صرف العبادة لغيره فقد كفر. ومن العبادة الظاهرة التي يصرفها كثير من المتورطين في الشرك الدعاء فيهتفون باسماء غير الله يهتفون بالمخلوقين في الاستغاثة وفي طلب النجدة وفي قضاء وفي تفريج الكربات وعند المدلهمات سواء كانوا من الملائكة كمن يقول يا جبريل اغثني او من المرسلين كمن يقول يا محمد او يا ابراهيم انقذني او من الصالحين من الصحابة كالذي يقول يا يا حسين يا زهراء فهؤلاء كلهم يدخلون في الشرك الذي نهت عنه الرسل لا فرق بينهم من يقول يا جبريل او يا محمد او يا علي او يا زهراء وبين من يقول يا هبل يا عزى كلهم سوا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. هذه اصول الايمان بالله تعالى. بعد ذلك انتقل المصنف رحمه الله الى الاصل الثاني من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر قدر فعله جل في علاه يقول فيه المصنف رحمه الله والايمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكل ذلك قد قدره الله ربنا ومقادير الامور بيده ومصدرها عن قضائه. علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره لا يكون من عباده قول ولا عمل الا وقد قضاه وسبق علمه به. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ يضل من يشاء فيقبله بعدله، اهدي من يشاء فيوفقه بفضله. فكل ميسر بتيسيره الى ما سبق من علمه وقدره من شقي او سعيد. تعالى ان تكون في ملكه ما لا يريد او يكون لاحد عنه غنى او يكون خالق او يكون خالق لشيء الا هو. رب العباد ورب اعمالهم والمقدر لحركاتهم واجالهم الباعث الرسل الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم ثم ختم الرسالة والادارة والنبوة بمحمد نبي. هذا هذا هو الاصل الثاني من اصول الايمان. اه وهو الايمان بالقدر والقدر فعل الله عز وجل. والمقصود بالقدر هو قدرة الله تعالى. هكذا فسر احمد القدر قال الامام احمد في تفسير القدر قال القدر قدرة الله تعالى وقد استحسن ذلك جمع من اهل العلم حتى استدل به ابن عقيل على عظيم فقه الامام احمد. يقول ابن القيم رحمه الله فحقيقة القدر الذي بحار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن. الايمان بالقدر هو الايمان بان الله على كل شيء قدير واستحسن واستحسن ابن عقيل ذا من احمد لما حكاه عن الرضا الرباني قال الامام شدى القلوب لفظة ذات ذات اختصار وهي ذات بيان. فزكى ابن عقيل هذا التفسير من الامام احمد القدر. القدر هو ما اجرى الله هو ما يجري الله تعالى به احداث الكون. فكل ما في الكون هو بقدر الله عز وجل كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. يقول المصنف رحمه الله والامر والايمان بالقدر خيره وشره. فالقدر الايمان بالقدر يستلزم ان تؤمن بان كل ما في الكون من خير وشر فهو بتقدير الله عز وجل لكن ينبغي ان يعلم ان الشر الذي في القدر شر نسبي. فلا يضاف اليه جل وعلا الشر كما جاء في الصحيح من حديث علي في الذكر الذي تفتتح به الصلاة والشر ليس اليك. فلا يضاف اليه شر سبحانه وبحمده. فكل فعله خير لكن الشر نسبي فالمرض بالنسبة للانسان شر لكنه خير له من حيث معرفة الصحة خير له من حيث جريان المصالح التي تترتب على الامراض في العباد وهلم جر. فالمؤمن يؤمن بانه ما من شيء في الكون في السماء ولا في الارض لا في البر ولا في ولا في البحر الا بقدر الله عز وجل وتقديره. فيؤمن المؤمن بالقدر خيره وشره. حلوه ومره فالقدر فيه ما هو حلو تشتهيه النفوس وترغبه وفيه ما هو مر. مما لا يتلائم مع محبة النفوس ورغبتها. وكل ذلك قد قدره ربنا اي جرى بتقديره ومقاديره ومقادير الامور بيده. مقادير الامور جميعها الخاص والعام بيده جل وعلا ومصدرها عن قضائه. فما من شيء في الكون الا وهو بتقديره. كما قال الله جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. ان كل شيء خلقناه بقدر. فما من شيء الا بقضاء وقدر والايمان بالقدر يقول رحمه الله آآ علم كل شيء بعد ان قرر المعنى العام للقدر المعنى العام للقدر والايمان به ان تؤمن بانه ما من شيء في الكون الا الله تعالى قد قدره. الله تعالى صدر عن قضائه قدره لكن على وجه التفصيل ما الذي يستلزمه الايمان بالقدر؟ يستلزم الايمان بالقدر الايمان باربعة مراتب. الامر الاول الايمان انه يرظى عن ذلك ففي الكون من حوادث الكون ما لا يرضاه جل وعلا كما قال تعالى في محكم كتابه ولا يرضى لعباده الكفر. فنفى الرضا عن عن الكفر. من عبادة وسبب هذا ان الكفر بان الله تعالى علم كل شيء. قبل وقوعه. فلا يؤمن ان فلا تؤمن بالقدر حتى تعلم ان الله حتى تؤمن من ان الله تعالى علم كل شيء قبل وقوعه. وانه كتبه جل في علاه. فما من شيء من حوادث الكون الا وهو مكتوب ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتابه من قبل ان نبرأها اي في مكتوب من قبل ان وجدها الثالث مما يتعلق بالايمان بالقدر الايمان بانه قد شاءه جل وعلا ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. الرابع الاصول التي يتم بها الايمان بالقدر ايمان بانه ما من شيء في الكون الا هو خلق الله. هو خلق الله فمراتب الايمان قدر اربعة علم كتابة مولانا وقدرته هذي نعم مشيئته هذه ثلاثة مراتب وخلقه وهو ايجاد وتكوين. هذه هي مراتب الايمان الاربعة التي لا يتم الايمان الا بها. علم كتابة اي كتابة الله تعالى مشيئته وخلقه. اي خلقه للاشياء وهو ايجاد وتكوين وعلم الله تعالى دلت عليه دلة كما تقدم عالم الغيب آآ فلا يظهر على غيبه احدا الغيب والشهادة وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. واما ما يتعلق بما ذكره رحمه الله. قال علم كل قبل كونه علم كل شيء قبل ان يكون فجرى على قدره ايوه فكان ما يجري في الكون بعد ذلك على قدره وفق ما قدره وعلى نحو ما قضاه جل وعلا وقد كتب الله تعالى علمه في اللوح المحفوظ كما قال جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وقال تعالى وقال ايضا آآ ما فرطنا في الكتاب من شيء والمقصود بالكتاب في احد قولي العلماء هنا ما جعله الله تعالى ديوانا لكتابة حوادث الكون فما فرط الله تعالى في كتابه من شيء فقد احاط بكل شيء سبحانه وبحمده. اما الثالث فمشيئته فدليل وما تقدم ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. واما خلقه الله خالق كل شيء والادلة على هذا كثيرة لا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الخبير سبحانه وبحمده. بعد ذلك قال يضل من يشاء انقسام العباد في قدر الله عز وجل اه يقول لا يكون من عباده قول ولا عمل ولا الا وقد قضاه وسبق علمه به الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ثم قال رحمه الله بعد هذا يضل من يشاء فيخذله بعدله. ويهدي من يشاء فيوفقه بفظله. فالخلق دائرون بين عدل الله وفضله. القضاء والقدر ليس فيه ظلم هذا مراد المصنف رحمه الله فلا ينبغي ان يظن احد ان في قدر الله تعالى ظلم بل ما في الخلق دائرون فيه بين امرين اما بين عدل واما بين فضل. اما عدل واما فضل اما فليس الله تعالى بظلام للعبيد. ومن اظله الله تعالى عن طريق الهدى فذاك لعدم قبوله له قال الله تعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن الناس انفسهم يظلمون. فالايات في هذا كثيرة الدالة على ان ما وقع من انحراف انما هو بسبب بسبب من الانسان. والا فالله تعالى لا يظلم الناس شيئا فلا يمكن ان يكون احد يريد الهداية ويسعى اليها ويرغب فيها فيحول الله تعالى بينه وبينها. بل قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدين انهم سبلنا. اما اه قوله رحمه الله فكل ميسر بتيسيره فهذا بيان لاحوال الناس ان ميسرون بتيسيره بتيسير الله تعالى وما قضاه لهم مما علمه من احوالهم ما يكون منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ولذلك الحقيقي للانسان انه ميسر لما خلق له. وعلى هذا ما يطرح من سؤال هل الانسان مخير او مسير؟ الانسان ميسر وليس مجبرا على شيء بل جعل الله تعالى له خيارا وجعل خياره ومشيئته في مشيئته لا تخرج عما شاءه كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. قال من شقي او اي ان الناس ميسرون لما يسره الله تعالى لهم من شقاء وسعادة فالكل لا يخرج عن تقدير الله تعالى السعداء والاشقياء فالسعيد انما يسعد بما سبق من قضاء الله تعالى وقدره. وعلم الله باستحقاقه للفضل. والشقي انما يشقى بما سبق من علم الله وقضائه وقدره جل وعلا وانه ليس كاهل للتوفيق الى الاستقامة والسعادة. تعالى ان يكون في ملكه ما لا يريد. اي جل ان يكون في ملكه ما لا يقدره. وقول ما لا يريد اي ما لا يقضيه ويقدره. وليس المقصود بالارادة هنا فقوله رحمه الله تعالى ان يكون في ملكه ما لا يريد اي لا يكون في الكون الا ما شاءه وقضاه وقدره وليس فيه شيء مما لا ارادة له فيه. وهذا رد على المعتزلة. وعلى القدرية الذين يقولون ان الله لم يرد الكفر ولم يرد المعاصي. وهؤلاء اخطأوا من جهة فهمهم للارادة. وظنوا ان الارادة تستلزم المحبة وليس هذا بصحيح. الارادة لا تستلزم المحبة فقد يريد الله ما لا يحب. لكنه يريده لحكمة ولرحمة معان لا تتحقق المصالح الا بها. فينبغي الفصل بين الارادة الكونية وبين المحبة اما الارادة الشرعية وهي ما يكون من الشرائع والارادة الدينية فهذه لا تكون الا بمحبة الله تعالى اي لابد ان تكون محبوبة له جل في علاه. ومنه قوله تعالى يريد الله ان يخفف عنكم ومنه قوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سبل الذين من قبلكم ويتوب عليكم. والايات في هذا كثيرة يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. هذه كلها ايرادات مما يندرج في ارادة المحبة اما الارادة التي لا تتعلق بالمحبة كقوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله والضلال مبغوض له ليس محبوبا لكن قد تقتضيه حكمة ورحمة. ومن يرد ان يضله ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنما تصعدوا في السماء ثم قال رحمه الله بعد ذلك الباعث هذا هو الاصل الثالث من اصول الايمان. الايمان بالرسل فقال الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم