اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت لبيك وسعديك. والخير كله في يديك الشر ليس اليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب اليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا قد تكلمنا عن شيء من احاديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجرى التعليق على حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه الذي فيه بيان ما كان يستفتح به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلاة الليل وهذا الذكر الطويل اشار الحافظ رحمه الله في ما ذكر من الروايات ان ثمة رواية للحديث تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في صلاة الليل قال وفي رواية له ان ذلك في صلاة الليل وهذا هو المناسب لهذا الذكر الطويل لا سيما وان الاذكار التي ذكرها علي رضي الله تعالى عنه في هذه الرواية تميل الى الطول في كل المواضع التي بين فيها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ففي الاستفتاح قال وجهت وجهي الذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من وانا ومعنا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومات لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا من المسلمين اللهم انت الملك لا اله الا انت الحكم انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت هذا ما ذكره في استفتاح النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقد ذكر انه كان يقول في ركوعه اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما اقلت قدمي والخشوع هنا يتبين انه يتخلل جميع اجزاء البدن وذلك ان الخشوع اصله في القلب الا انه يمتد اثره الى سائر اجزاء الانسان ولذلك قال خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما اقلت قدمي ثم كان اذا سجد قال في سجوده اللهم لك سجدت وبك امنت ولك اسلمت سجد وجهي الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره. والمقصود ان الحديث تضمن اذكارا فيها من الطول وخلاف المعهود المحفوظ في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ما يشهد للرواية الاخرى التي فيها قال رضي الله تعالى عنه ان ذلك في صلاة الليل اي ان ذلك الاستفتاح وتلك الاذكار في صلاة الليل والقاعدة ان كلما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النافلة فانه ثابت في الفريضة هذا هو الاصل الاصل ان كل ما ثبت في النفل فانه يثبت في الفرض و الحديث الثاني الذي ذكره حديث ابي هريرة وحديث وحديث عمر رضي الله تعالى عنه نقرأهما ونعلق على ما يسر الله تعالى نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا اللهم امين. قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كبر للصلاة سكت اليها ولا ان يقرأ فسألته فقال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما بعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. متفق عليه. وعن عمر رضي الله عنه انه كان يقول سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جهدك اله غيره. رواه مسلم بسند منقطع. الدار قطني موصولا وهو موصول. ونحن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا عند الخمسة. وفيه وكان يقول بعد التكبير اني اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفخه هذه الاحاديث الثلاثة كلها في بيان بعض صيغ الاستفتاح التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها وقد تقدم ان صيغ الاستفتاح تدور على ثلاثة انواع او ثلاثة معاني المعنى الاول تعظيم الله وتمجيده وتقديسه وهذا اعلى واشرف ما تستفتح به الصلاة والنوع الثاني ما يكون جامعا بين التمجيد والتقديس والتسبيح والدعاء والنوع الثالث ما يكون فيه الاستفتاح بوصف حال الانسان من جهة العبادة بوصف حاله من جهة العبادة هذه الانواع الثلاثة جاءت كلها في صيغ الاستفتاح ورجح الامام احمد رحمه الله من هذه الصيغ الصيغة الصيغة التي خلصت للمدح والثناء والتسبيح والتقديس والتنزيل. وذلك ان افضل ما تستفتح به الصلاة هذا هذه الكلمات التي يمجد الله تعالى فيها ويقدس ذكر المؤلف رحمه الله حديث علي في الاستفتاح ثم حديث ابي هريرة وفيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا كبر للصلاة سكت اي برهة من الزمن قصيرة. هذا السكوت صمت. لكن اعلم ان هذا السكوت ليس سكوتا عن الكلام بالكلية فانه لا يتعبد الله جل وعلا في الصلاة بالصمت المطلق فمن صمت في صلاته دون استماع وانصات ودون ذكر فان هذا غير مشروع لان الصلاة ذكر وقراءة للقرآن وتسبيح وتمجيد ودعاء. وليست صمتا امتناعا من الكلام فانه لا عبدوا الله جل وعلا بالصمت انما يتعبد الله جل وعلا بذكره والانصات لذكره ولذلك سأل ابو هريرة رسول الله ابو هريرة رضي الله تعالى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماذا يقول؟ لانه لم تكن من المعهود في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ان يصمت في صلاته بلا قول بل كان صلى الله عليه وسلم يصمت ولا يسمع الصحابة ما يقول لكنه كان يقول شيئا ولهذا قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كبر للصلاة سكت والمقصود بالتكبير هنا تكبيرة الاحرام سكت هنيهة قبل ان يقرأ اي الفاتحة فسألته اي سأل ابو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك السكوت ما يقول فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بهذا الدعاء يقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي اي باعد في الاثر والمسافة والعاقبة بين بيني وبين ما يكون من خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. يعني في هذه المسافة التي اذا حقق اذا تحققت العبد فانه يسلم من شؤم معصيته يسلم من اثرها وذلك ان المعاصي كلما بعدت عن الانسان فعلا وبعدت عنه اثرا كان ذلك مؤذن بسلامته. فقول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب عبارة اما عن المحو لهذه الخطايا وترك المؤاخذة بها واما عن المنع من وقوعها والاسمى منها. فباعد بيني وبين خطاياي في الدنيا بان لا اقع فيها. ولا اتلبس بها وفي الاخرة بالا اؤاخذ بهذه المعاصي والخطايا والا اعاقب بها. فقول قال في دعاء الاستفتاح وفي الدعاء عموما. اللهم باعد بيني وبين خطاياي اي اعصمني منها وجنبني اياها واجعلها بعيدة عني كبعد المشرق من المغرب كما باعدت بين المشرق والمغرب وهو اعلى ما يكون بعدا يعقله الناس البعد بين المشرق والمغرب هذا المعنى الاول وهو ما يتعلق في الحياة. واما المعنى الثاني وهو المتعلق بما وقع من السيئات في الحياة والميعاد الا يؤاخذك الله تعالى بها ولهذا يتمنى الانسان في الاخرة الا تقترب منه معاصيه بل ان يكون بينها وبينه بعد المشرقين اي بعد المشرق عن المغرب. فهذا معنى قول الدعاء اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب وقوله صلى الله عليه وسلم خطاياي هل للنبي صلى الله عليه وسلم خطايا؟ لا خلاف بين العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم من عصمه الله من الشرك فلا يقع منه شيء من الشرك كما انه عصمه الله من كبائر الاثم وعظائم الذنوب فان الله تعالى وقاه من ان وقع في شيء من ذلك ثم انهم اختلفوا في الصغائر هل يمكن ان تقع من النبي صلى الله عليه وسلم والراجح من قولي العلماء ان ما كان من المخالفة من مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لامر الله من الصغائر لا يقر عليه صلى الله عليه وسلم بل لا بد ان يتوب منه وان ينبهه الله الله تعالى عليه ومن ذلك ما قصه الله في كتابه عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى عاتب الله تعالى رسوله في هذا حيث صد عن من كان يجب عليه ان يقبل عليه. ومثله ايضا عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين فان النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن هؤلاء المنافقين فعاتبه الله تعالى في ذلك ونظائر هذا عديدة ان الله عز وجل نبه رسوله صلى الله عليه وسلم الى شيء من المخالفة لامره ولكنه صلى الله عليه وسلم تاب واقر وتاب لم يقره الله جل وعلا على شيء من ذلك. واما عموم الانبياء فان الانبياء تقع منهم المعصية لكن فيما دون الكبائر كما قال الله عز وجل في شأن ادم عليه السلام فعصى ادم ربه فغوى لكن معاصيهم لا يقرون عليها بل لابد ان يتوبوا منها ويتوب الله تعالى عليهم منها هذا الفرق بين الانبياء وغيرهم وهذا معنى عصمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فعصمتهم ان لا يقعوا في الشرك ولا يقعوا في الاثم وكبائر الذنوب وان ما وقع من الصغائر لا يقرون عليه بل ينبهون عليه ويتوبون منه. فقوله صلى الله عليه وسلم هنا اللهم باعد بيني وبين خطاياي اظاف الخطيئة الخطيئة الخطيئة لنفسه صلى الله عليه وسلم. وهذا محمول على احد معنيين المعنى الاول اي جنبني الخطايا واظافها اليه باعتبار انها تصدر منه وهذا قبل وقوعها وذكرت هذا المعنى والمعنى الثاني ان انه سأل الله ان يعفو عنه ما كان مما وقع فيه من خطأ صلوات الله وسلامه عليه وهو قد اجيب في ذلك فانه صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما قال الله تعالى انا فتحنا لك فتحا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ثم في هذا الدعاء ما هو زائد على سؤال المباعدة عن الخطايا والمجانبة لها وهو محو اثارها. وازالة ما عنها اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اي نقني من اوظار المعاصي واثار الخطايا كما ينقى الثوب الابيظ من الدنس وخص الثوب بالابيض انه الذي يتبين به الوسخ اكثر من غيره. لانه الذي يتبين به الوسخ والقذر اكثر من غيره. فالثياب غير البيضاء قد لا يتبين فيها الوسخ فلا يكون ازالة فلا يكون ازالته ظاهرة ولا وجوده بينا ولا وجود الوسخ بينا لا الوسخ بين ولا الازالة ظاهرة لكن في الثوب الابيض الامر اوضح واظهر فيما يتعلق بظهور اثر الوسخ وايضا ظهور اثر التنظيف بعد الاتساخ. اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ثم زاد في طلب السلامة من اثر المعصية. فالمعصية ليست فقط تصيب الثوب بوسخ بل لها اثر ابعد من ذلك وهو ما طلب النبي صلى الله عليه وسلم ازالته بقوله اللهم اغسلني من خطاياي بالماء ثلج والبرد وهذه انواع المطهرة وهذه انواع المطهرات المنزلة من السماء التي لا من حصول الطهارة الكاملة الوافية التي تذهب بكل دنس ووسخ الا بها. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. الماء واضح. ما ينتج عنه من تنظيف. واما الثلج والبرد فهو لازالة التي حرارة الذنوب واثارها فان الذنوب توجب في القلوب اثرا من الوحشة والحرارة لا يطفئها الا التوبة والعفو والتجاوز وان يغسلها الله تعالى على نحو ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ثم بعد هذا يقرأ الفاتحة اي بعد هذا الدعاء يقرأ الفاتحة هكذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه ابي هريرة عما كان يقوله في سكوته بعد تكبيرة الاحرام. اما الحديث الاخر طيب سؤال ما مناسبة هذا الاستفتاح بين يدي الصلاة المناسبة واضحة فان الصلاة طهرة والصلاة نور ويناسب ان يكون الانسان في هذه العبادة قد تخلى عن كل ما يحجبها عن هذا النور عن كل ما يمنعه هذا الفضل والعطاء والهبات ولذلك بدأها بسؤال الله السلامة من الخطايا التي هي اعظم ما يحجب الانسان عن الانوار ويمنعه الخيرات فهذا وجه المناسبة ان يدعو الانسان بهذا الدعاء في اول صلاته ليطهر قلبه ويتنقى آآ من او ظار واثار المعاصي حتى يستقبل الذكر من تلاوة القرآن او الانصات اليه او التسبيح والتمجيد فيكون مؤثرا في قلب طاهر. هذا هو السر والسبب في ابتداء الصلاة بهذا الذكر و بهذا الدعاء. اما الحديث الاخر في ادعية الاستفتاح فهو حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه كان يقول اي في استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الاحرام سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك اربع جمل كان يستفتح بها عمر رضي الله تعالى عنه رواه مسلم باسناد منقطع والدارقطني موصولا وهو موقوف اي على عمر رضي الله تعالى عنه وقد جاء مرفوعا من حديث ابي سعيد. وقد ثبت عن عمر انه كان يجهر بهذا الذكر بين يدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول هذا الذكر بين يدي اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في صلاته فيسمعون منه ذلك ويستحيل ان يكون هذا الجار بهذا الذكر وهو غير محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك رجح الامام احمد رحمه الله هذا الذكر في الاستفتاح على غيره من الاذكار لانه الذي سمعه الصحابة واقروه فدل ذلك على انه كان مما يقوله النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا الذكر متظمن لاربعة جمل. الجملة الاولى تنزيه الله والثناء عليه. سبحانك اللهم وبحمدك تظمن هذا تنزيه الله والثناء عليه. واذا قال المؤمن سبحان الله او سبحانك اللهم فهو ينزه الله يقدسه ويمجده. واعلم بارك الله فيك ان كلمة سبحان دائرة على التنزيه والتقديس والتمجيد لله عز وجل والتنزيه هنا عن امور ثلاثة. اولا ينزه العبد الله عز وجل عن ان يكون له نظير او مثيل او كفؤ او لد سبحانه وبحمده فليس لله نظير ولا له مثيل ولا له كفر. فاذا قلت سبحان الله يعني انزهك ربي عن ان يكون لك مثيل انزهك ربي عن ان يكون لك نظير او ند او كفء فليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذا من معاني التنزيه. ايضا من معاني التنزيه تنزه الله عز وجل عن النقص عن النقص في صفاته فهو جل وعلا الذي له الصفة العليا وله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى ولله الاسماء الحسنى وله الاسماء الحسنى ومثل هذا لا يتطرق اليه شيء من النقص سبحانه وبحمده. فصفاته كاملة ليس فيها نقص بوجه من الوجوه. اما المعنى الثالث من معاني التنزيه بالتسبيح فهو تنزيه الله عما وصفه به الجاهلون. كقول اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم فالله عز وجل منزه عن هذا الوصف وعن غيره من اوصاف النقص التي وصفها به الجاهلون فهو سبحانه وبحمده الذي له الكمال المطلق فعندما تقول سبحان الله فانت تنزه الله عن المثيل والنظير والكفء وتنزهه عن النقص في صفاته او في تعنيه وتنزهه ايضا عن كل ما وصفه به الجاهلون سبحانه وبحمده. ولهذا التسبيح كان من احب الكلام الى الله فاحب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده سبحان الله سبحان الله سبحان الله العظيم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فتسبيح الله عز وجل من اجل الاذكار لانه متضمن اثبات الكمالات للعزيز الغفار سبحانه وبحمده. تبارك اسمك اي عظمت بركة اسمائك هذا معنى قوله تبارك اسمك. فالاسم هنا ليس اسما واحدا بل كل اسماء الله مباركة. وهذا معنى قول الله جل وعلا في اخر سورة الرحمن تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. اسماء الله كلها مباركة فهذا في كل اسم من اسماء في كل اسم من اسماء الله عز وجل من البركة والخير والفضل والبر ما ينتفع به اهل الايمان واعلم بارك الله فيك ان بركة اسماء الله لها اوجه فمن بركة اسماء الله انها معرفة به فانما عرفناه باسمائه عرفناه كمالاته وعظمته باسمائه جل في علاه. فمن بركة اسمائه انها تعرف والمؤمنين بالله ومن بركة اسمائه ايضا انها سبب لجلب كل خير ودفع كل شر ومن بركة اسمائه انها كاملة ومن بركة اسمائه انه من احصاها دخل الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة واحصاؤها بحفظها وعلم ما فيها من المعاني و التعبد لله تعالى بها بهذا يتحقق للمؤمن العلم باسماء الله الاحصاء لاسماء الله تعالى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة الى اسماء من احصاها دخل الجنة نسأل الله ان نكون منهم. فقولك تبارك اسمك اي كثرت بركات اسمائك سبحانك وبحمدك فمعنى تبارك اسمك اي عظمت البركة وكثرت بركات اسماء الله عز وجل وتعالى جدك تعالى جدك اي عظم غناك فالجد هو الغنى. الجد هو الغنى فقوله وتعالى جدك اي عظم يا ربنا غناك فغناه عظيم سبحانه وبحمده فالجد هو الغنى ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان ساجدة فلم يضحي فلا يقربن مصلانا من كان ذاجدا اي ذا غنى ولم يضحي فلا يقربن مصلانا. فقول القائل في صلاته وتعالى جدك اي عظم غناك عظم غناك وقوله ولا اله غيرك هذا اخر ما ختم به هذا الدعاء المبارك من ادعية الاستفتاح اثبات انفراد الله تعالى بالالهية. وانه لا اله سواه جل في علاه. وهذا مقتضى ما تقدم. فان الذي تسبح ويحمد والذي اسماؤه مباركة والذي على جده وغناه فانه لا يستحق العبادة سواه. ولذلك كان اخر ذلك اخر هذا الذكر لا اله غيرك فان هذا من مقتضيات ما تقدم من مقدمات من تمجيد الله تعالى وتقديسه وهذا الذكر كما ذكرت رجحه جماعة من اهل العلم على غيره من صيغ الاستفتاح لما في هذا الذكر من المعاني الجليلة المناسبة لحال المصلي من من افتتاح صلاته بتعظيم الله تعالى وتقديسه وتمجيده جل في علاه وما كان من الادعية والاذكار ثناء المحضن كان افضل من غيره ما كان من الادعية والاذكار ثناء محضا فهو افضل من غيره. وذلك ان الله تعالى المدح سبحانه وبحمده فهو احق من حمد واحق من مدح جل في علاه وما تقرب اليه شيء عبده بشيء بمثل مدحه والثناء عليه بما هو اهله سبحانه وبحمده. ولهذا جاء في السنن والمسند من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اشغله ذكري عن مسألة اعطيته خير ما اعطي السائلين. من اشغله او من شغله ذكري اي ثناء علي وتمجيدي المسألة اي عن ان يطلبني حاجته فاشتغل بتمجيد الله وتقديسه وتعظيمه عن ان يسأل مسألة خاصة يقول الله جل وعلا اعطيته خير ما اعطي السائلين فيعطيه الله عز وجل من الفضل والعطاء والهبات ما تفوق خياله وما يجوز مطلوبا وما لا يرد له على خاطره ذاك فضل الله لمن اشتغل بذكره عن مسألته سبحانه وبحمده. ولهذا تجد لان ان الاذكار المليئة بالثناء تفتتح بالربوبية غالبا فتقول اللهم انت الملك لا الا انت وما اشبه ذلك من التمجيد والتقديس الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اللهم انت نور السماوات والارض ومن فيهن. اللهم انت قيام السماوات والارض ومن فيهن. اما الادعية التي فيها طلب وسؤال فان غالبها تفتتح او بالربوبية فتقول ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. رب زدني علما. فما كان طلبا كان المناسب في افتتاحه ان يفتتح بالربوبية يتوسل اليه بانه رب العالمين. واما ما كان ثناء وتمجيدا وتقديسا فانه يناسب ان يفتتح ان يفتتح بالالهية. ومعلوم ان الاقرار بالالهية اعلى من بالربوبية لان الاقرار بالربوبية تشترك فيه يشترك فيه الخلق كلهم هذا ما يتعلق بهذا الحديث الذي فيه استفتاح عمر رضي الله تعالى عنه بهذا الاستفتاء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك. فاذا استفتح الانسان بهذا كان موافقا للسنة. وفي ما تقدم ذكرت ان الاذكار المتنوعة تتحقق السنة فيها بان ينوع الانسان فيقول هذا مرة وهذا مرة ولكن الاكثر ملازمة هو الاعلى معنى الاكثر ملازمة هو الاعلى معنى وهو سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك ونحن في صلاة التراويح وفي اه سائر اه اه صلاة قيام الليل يناسب ان ان يكون هذا هو الافتتاح لان الوقت بين آآ التكبير وشروع الامام في القراءة قصير فيأتي بهذا الذكر القصيدة للاستفتاح وبه يعلم ان الاستفتاح مشروع في كل الصلوات وليس فقط في الفرائض وليس فقط في اول صلاة الليل بل في اول صلاة الليل وفي كل الصلوات والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة اللي عنده سؤال يكتبها