طيب فهذا ما يتعلق بالاستثناء بليس ولا يكون ويبقى لنا من ادوات الاستثناء ثلاث ادوات وهي عداوة قال وحاشا وسبق ان ذكرنا ان هذه الثلاثة يجوز ان تكون حروف جر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة المباركة ليلة الاثنين الثاني عشر من الشهر الخامس من سنة احدى وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ونحن في جامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس المتم للخمسين من شروح الفية ابن ما لك عليه رحمة الله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل كل اعمالنا مباركة وخالصة له ان يتقبلها منا وان ينفعنا بها في الدنيا والاخرة انه على كل شيء قدير وبالاجابة قدير امين ما في صوت ما زال الكلام موصولا على باب الاستثناء وقد انتهينا من الكلام على الاستثناء بالا ونسيت هل انتقلنا وتكلمنا على باقي الادوات غير وسوى وليس ولا يكون انتهينا من غيره وسواه وانتهينا من الكلام عليهما طيب دعنا نعيد الكلام بسرعة الى غير ما سواه ثم نكمل الكلام على هذا الباب قال ابن مالك رحمه الله تعالى في باقي هذا الباب واستثني مجرورا بغير معربا بما لمستثنى بالا نسبا ولسوا سوى سواء اجعل على الاصح ما لغير جعل واستثني ناصبا بليس وخلا وبعدا وبيكون بعد لا واجرر بسابقا يكون ان ترد وبعد منصب وانجرار قد يرد وحيث جرافهما حرفان كما هما ان نصبا فعلان وكخلا حاشا ولا تصحب ماء وقيل حاشا وحاشا فاحفظهما بعد ان انتهينا من الكلام عن الاستثناء الا ذكر الان باقي ادوات الاستثناء ومجموعها كما رأيتم ان يجعل على الاصح ما لغير جعل فان قلت ماذا اراد ابن مالك رحمه الله تعالى بقوله على الاصح ولسوى سوى سواء اجعلها على الاصح ما لغير جعل فالجواب عن ذلك انه يشير الى خلاف وقع في كلمة سوى ثماني ادوات الاولى الا وهي حرف وانتهى الكلام عليها وهناك غير وسوى وهما اسمان وهناك ليس ولا يكون وهما فعلان وهناك عدا وخلا وحاشا وهي مترددة بين الفعلية والحرفية فبدأ بالكلام على باقي ادوات الاستثناء بادئا بالكلام على غير وسوى اما غير فهي في الاصل اسم قسم بمعنى مطلق المغايرة وتستعمل في الاصل اسما لا استثناء تقول مثلا جاءني رجل غيرك فتكون نعتا وتقول اقرأ غير هذا الكتاب فتكون مفعولا وتقول غيرك يقول هذا فيكون مبتدأ وقال عز وجل ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل وهي في الاية نعت وقال تعالى بدلناهم جلودا غيرها وهي نعت فهنا اسم بمعنى المغايرة ولا تدل على شيء من الاستثناء لكنها قد تستعمل في الاستثناء اذا كانت بمعنى الا فكما تقول مثلا جاء القوم الا محمدا تقول جاء القوم غير محمد فهنا تكون استثناء ولا تكن أسماء بمعنى مطلق المغايرة فاذا كانت استثناء بمعنى غير اخذت هذه الاحكام التي سيذكرها في باب الاستثناء والا فانها كبقية الاسماء تعرض كما رأينا اعراب الاسماء فاذا كانت استثناءا بمعنى الا فان حكم الاستثناء يقع عليها من حيث وجوب النصب ومن حيث جواز الوجهين وما قلناه من تفصيل الاحكام بين المتصل والمنقطع ومجمل الاحكام اما ان النصب واجب وهذا في الاستثناء التام الموجب او ان الوجهين جائزان اي الناصب والاتباع وهذا في الاستثناء المنفي والاتباع هو الراجح واما ان يكون الاستثناء منقطعا ويكون النصب واجبا عند الحجازيين ويكون الوجهان جائزين عند التميميين والمقدم عندهم النصب هذا كله يقال ايضا في غير اذا وقعت استثناء فاذا قلت جاء الضيوف غير محمد وجب النصر على الاستثناء في غيث فتقول غير منصوب على الاستثناء او مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف وما بعده حينئذ يكون مضافا اليه مجرورا دائما ما بعد غير وسوى يكون مجرورا بالاضافة ولو قلت ما سافر اخواني غير محمد كان لك في غير الاتباع وهو الراجح المقدم فتقول ما سفر اخواني غير محمد ولك النصب فتقول ما سافر اخواني غير محمد لان الاستثناء تام منفي ولو قلنا مثلا ما سار الناس غير دوابهم لكان الاستثناء منقطعا فيأخذ حكم الاستثناء المنقطع فيجب نصبه عند الحجازيين فتقول ما سار الناس غير دوابهم ويجوز لك فيه الوجهان عند التميميين غير دوابهم وغير دوابهم والنصب عندهم هو المقدم هذا ما يتعلق بالاستثناء بغيره فان قيل لما وقع حكم الاستثناء من حيث وجوب النصب وجواز الوجهين على غيب ولم يقع على ما بعد غيب كما في الا فنحن اذا قلنا جاء القوم الا زيدا فان اعراب الاستثناء سيقع على الا ام على زيدان فيقع على زيدا وهو مستثنى منه فيجب نصبه او يجوز فيه الوجهان اما مع غايب جاء القوم غير زيد فان اعراب الاستثناء سيقع على غير نفسها اما ما بعدها فيكون دائما مجرورا بالاضافة لم طب ظل الجواب لان غيرا اسم فتتحمل الاعراب بخلاف الا فهي حرف والحرف لا يتحمل الاعراب طيب لا يتحملوا الاعراب ماذا نفعل باعراب الاستثناء ينتقل الى ما بعدها وهذا الذي وهذا الذي حدث طيب وما قلناه في غير الاستثنائية نقوله ايضا في سوى الاستثنائية فسوى تأتي أسماء وتأتي استثناء ولا تكونوا استثناء الا اذا كانت بمعنى الا فتقول جاء القوم الا زيدا وجاء القوم سوى زيد فتكون استثناء. واعرابها كاعراب غير اي ان الاعراب اعراب الاستثناء يقع عليها وما بعدها يكون مجرورا بالاضافة طيب وفي سوى اربع لغات وهي وسوء وسواء ام وسواء ذكر ابن ما لك ما رأيته في البيت ثلاث لغات وفي سوى سوى سواء ان وترك سوى والفرق والفرق بين هذه اللغات اين ان سوا وسوا مقصوران فيكون العراب عليهما تقديريا سواء وسواء ممدودان فيكون الاعراب عليهما ظاهرا وهذا هو معنى قول ابن مالك رحمه الله واستثني مجرورا بغير معربا لما لمستثنى به الا نسبا ولسوا سوى سواء فبعض النحوين يرون انها ملازمة للظرفية حتى ولو كانت بمعنى الاستثناء فانها تلزم عندهم الظرفية يعني تعرض دائما ظرف وهي منصوبة على الظرفية اما نصبا تقديريا او نصبا ظاهرا وما بعدها مضاف اليه وهذا القول ينسب الى بعض النحويين كسيبويه والفراء وكثير من النحويين يقولون ان استعمالها ظرف هو الاكثر في اللغة ولكنها تخرج عن الظرفية الى مطلق الاسمية يعني تأتي منصوبة على الظرفية وتأتي غير ذلك كمبتدأ وفاعل ومفعول به ونحو ذلك فكثير من النحويين يقول تأتي ظرفا وهذا الاكثر في استعمالها وفي المسموع عن العرب لكنها ايظا قد تخرج عن الظرفية الى مطلق السمية ومن خروجها هذا مجيئها في الاستثناء فتكون عندهم منصوبة على الاستثناء كغيرهم فهذا معنى قول ابن مالك على الاصح ومما استشهدوا به على خروج سوى من الظرفية شا واحد فمنها مثلا اه الحديث دعوت ربي الا يسلط على امتي عدوا من سوى انفسها فجرها بملل والحديث الاخر ما انتم في سواكم من الامم الا كشعرة البيضاء في الثور الاسود او في الشعرة السوداء في الثور الابيض فقال في سواكم فجرها بفي ومن ذلك قول الشاعر يمدح ولا ينطق الفحشاء من كان منهم اذا جلسوا منا ولا من سوائنا يتمدح انهم لا يقولون الكلام الفاحش وهذا مما يتمدح به الناس الاسوياء قديما وحديثا ومن استعمالها مرفوعة قول الشاعر واذا تباع كريمة او تشترى فسواك بائعها وانت المشتري فقال فسواك بائعها فجعلها مبتدأ ومن ذلك قوله ولم يبقى سوى العدوان دناهم كما دالوا. هذا قول الزماني يقول عفونا عن بني ذهل وقلنا القوم اخوان فلما صرح الشر وامسى وهو عريان ولم يبقى سوى العدوان جناهم كما دانوا. ما اعراب سوى في البيت لم يبقى سوى العدوان فاعل فاعل يبقى والقول الثاني هو الراجح والله اعلم فهذا ما يتعلق بالاستثناء بغير وسواء فعلى ذلك ننتبه وبخاصة لغير لان استعمالها كثير آآ ليس كلما رأيت غيرا جعلتها استثناءا لا استعمالها الاكثر ان تأتي اسما بمعنى المماثلة وبمعنى المغايرة هذا استعمالها الاكثر ولكنها قد تأتي استثناء اذا صح ان تكون بمعنى الا ثم ننتقل الى الكلام على الاستثناء بليس ولا يكون آآ من ذلك ان تقول جاء القوم ليس خالدا او جاء القوم لا يكونوا خالدا او في النفي ما جاء القوم ليس خالدا وما جاء القوم لا يكون خالدا فليس ويكون كما تعرفون من الافعال الناسخة الناقصة التي ترفع اسماءها وتنصب اخبارها وليس ويكون هنا ايضا من الافعال الناقصة الناسخة الا ان هذا استعمال خاص ليس ولا يكون فيأتيان استثناء اذا وقعا بمعنى الا ترون اننا دائما نربط بعلة لان الا هي ام الباب وما سواها محمول عليها فعلى ذلك نعرب ليس ويكون كما نعربهما في الافعال الناقصة الناسخة اي في باب كان واخواتها فتحتاج الى اسم مرفوع وخبر منصوب فاذا قلت جاء القوم ليس خالدا فليس فعل ناقص ناسخ يدل هنا على الاستثناء وخالدا المنصوب سيكون خبرها. اما اسمها فهو ضمير مستتر عائد على البعض المفهوم قم والمعنى جاء القوم ليس بعضهم خالدا وكذلك جاء القوم لا يكون خالدا لا يكون هذا الفعل الناقص الناسخ وخالد خبره المنصوب اما اسمه فضمير مستتر عائد على البعض المفهوم اي جاء القوم لا يكون بعضهم خالدا فليس ولا يكون ليس للمستثنى بعدهما الا النصب ما وما قاله ابن مالك هو الكثير في اللغة الا انه جاء على قلة دخول ما عليها في بعض الشواهد الصحيحة ومن ذلك قول الشاعر رأيت الناس ما حاشا قريشا فانا نحن افضلهم لانه في الحقيقة خبرهما طيب وهذا هو قول ابن مالك رحمه الله واستثني ناصبا بليس وخلى وبعدا وبيكون بعد لا انظر كيف قيد يكون بي بعد لا نعم فيكون من خصائصها انها قد تأتي للاستثناء لكن بشرط ان تكون بلفظ يكون وبعد لا ولم يقل بعد نفي قال بعد لا فلا يصح ان تقول مثلا جاء القوم لن يكون خالدا او جاء القوم لم يكن خالدا بل لا تستعمل للنفي في المسموع عن العرب الا بعد لا ويجوز ان تكون افعالا افعالا ماضية فان جعلناها حروف جر فان المستثنى بعدها سيجر بها تقول جاء القوم عدا زيد وخلا زيد وحاشا زيد ونجح الطلاب عدا المهمل وحاشا المهمل وخلا المهمل تجر وفي الاعراب تقول عدا حرف جر وزيد اسم مجرور بعدا وعلامة جره الكسرة وعدا هنا فيها معنى الاستثناء فان جعلناها افعالا فهي افعال ماضية فعلى ذلك تحتاج الى فاعل والمستثنى بعدها ينتصب على انه مفعولها. المفعول به فتقول جاء القوم عدا خالدا وحاشا خالدا وعدا خالدا عدا بمعنى تجاوز كلها حينئذ عدا تجاوز بعدها يعني تجاوزا تقول جاء القوم عدا خالدا فعدا فعل ماض وخالدا مفعول به منصوب بعدا وعلامة نصبه الفتحة والفاعل نعم نقدره كما قدرناه كما قدرنا الاسم مع ليس ويكون ضمير مستتر عائد على البعض المفهوم. يعني جاء القوم عادا بعضهم خالدا وجاء القوم خلا خالدا اي خلا بعضهم خالدا وهكذا ونبهنا وننبه ان المحذوف حين يقدر فانما يقدر ضميرا وهذا الضمير يعود على متقدم اما متقدم لفظا واما متقدم معنى اعني اننا عندما نقدر مثلا جاء القوم عدا خالدا اي عدا بعضهم خالدا المقدر في الحقيقة المحذوف في الحقيقة ليس بعضهم وانما هو هو اي الضمير هو عادا هو خالدا وهو عائد الى بعضهم المفهوم ثم المؤذن بعد ذلك سيكون عدا بعضهم خالدا هذه قاعدة ان المحذوف انما يقدر بالضمير والضمير يعود على متقدم ملفوظ او مقدر بالمعنى طيب قال الشاعر خلا الله لا ارجو سواك وانما اعد عيالي ثعبة من عيالك فقال خلا الله فجعل خلا حرف جر خلا حرف جر ولفظ الجلالة اسم مجرور. وفي خلا معنى الاستثناء وقال الاخر يفخر تركنا في الحضيض بنات عوج عواكف قد خضعن الى ابحنا حيهم قتلا واسرا عدا الشمطاء والطفل الصغير يقول تركنا في الحضيض اي المكان المنخفض حيث وقعت المعركة بينهم تركنا في الحضيض بنات عوج من يعرف عوجا عود اشهر الخيول عند العرب وتنسب اليه الخيول الطيبة من نسل عند العرب. العرب كانت تهتم كثيرا بالخيول وتعرف انسابها. وان هذا الخيل من عود وان هذا الخيل من يعني تعرف ويقال فيها في عوج هذا كلاما طويلا وانه من خيول سليمان عليه السلام او غير ذلك لكنه آآ فحل معروف بالاصالة والجودة والسرعة والقوة فلهذا اهتم به اهله وانسلوه فيقول هذه الخيول الطيبة الغالية عند اهلها فعلنا بهذا الفعل تركنا في بنات عوج عواكفا عاكف ذليلة قد خضعن الى النسور يعني قتلناها وقتلنا من عليها فاكلتها النسور قبحنا حيهم قتلا واسرا عدا الشنطاء والطفل الصغير لو قتلنا مقاتلاتهم ورجالهم لكن الاطفال والنساء تركناهم وحتى العرب في الجاهلية كانوا يعرفون هذه الامور. اما الان فبعض من من يدعي الحضارة يقتل الشعوب ولا يفرق بين الصغير والكبير والقوي والضعيف والرجل والمرأة طيب والشاهد في قوله عدا الشمطائي اذ جعلها حرف جر وجر بها فعدا حرف جرفه معنى الاستثناء والشنطاء اسم مجرور طيب ثم ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى انه يجوز ان كلمة ماء قبل عدا وخلاء فتقول جاء القوم ما عدا عليا ونجح الطلاب ما عدا المهملا وجاء القوم ما خلا عليا ونجح الطلاب ما خلا المهمل وحكمهما حينئذ وجوب النصب وجوب نصب المستثنى بعدهما اي ان ما اذا دخلت على عدا وخلا فيجب ان يكونا فعلين. فاذا كانا فعلين ليس في المستثنى بعدهما الا النصب لانه مفعول به وما ذاك الا لان ما حينئذ هي ماء المصدرية وما المصدرية لا تدخل الا على الافعال لا تدخلوا على الاسماء ولا تدخلوا على الحروف وقولك جاء القوم ما عدا عليا ما مصدرية وعدا فعل واقع في صلتها فاعله مستتر تقديره بعضهم والمستثنى منصوب على انه مفعولها وحكى بعض العلماء كالكسائي والجرمي الجر بهما ايضا على قلة فتقول جاء القوم ما عدا عليا وعليا وجاء القوم ما خلا عليا وعليا فهذه اللغة القليلة نعم هي قليلة ومتفق على انها قليلة وجمهور العلماء يمنعها ويوجب النصب وبعضهم يجيزها ويقر بانها لغة قليلة اما الكسائي فهو معروف ابو حمزة الامام القارئ السبعي واما الجرمي فهو ابو عمر نحوي مشهور من شيوخ المبرد طيب وهذا هو قول ابن مالك رحمه الله واجرر بسابقا يكونوا يشير الى عدا وخلى في البيت السابق واجرر بسابق يكون ان ترد يعني انه جائز الجر جائز والنصب جائز واجبر بسابغا يكون ان ترد وبعد منصب وبعدما انصب وبعد منصب وانجرار قد يرد فقال قد يرد فادخل قد على الفعل المضارع يرد للدلالة على التقليل لان قد الفعل المضارع معناها الاكثر هو التقليل طيب ثم قال وحيث جرافهما حرفان كما هما ان نصبا فعلان. وهذا شرحناه ثم ختم هذا الباب باب الاستثناء بقوله وكخلا حاشا ولا تصحب ماء وقيل حاشا وحاشا فاحفظهما مم في هذا البيت يتكلم على حاشا ونقول في حاشا ثلاث لغات ذكرها ابن مالك اللغة المشهورة حاشا بالفين واللغة الثانية حاش لالف واحدة واللغة الثالثة حشا بالف واحدة في الاخير نقول جاء القوم حاشا زيد وجاء القوم حاشا زيد وجاء القوم حشا زيد. كلها لغات اعمل الا ان الاكثر هي حاشا للالفين وفي حاشا هذه بلغاتها خلاف بين النحويين فبعض النحويين يقولون انها لا تكون الا حرف جر وهذا مروي عن سيبويه يعني لا يجعلها كعدا وخلا التي يجوز فيها مطلقا ان تكون حرف الجر وان تكون افعالا فان كانت حرف جر جرة ما بعدها وان كانت افعال النصب مثل ما بعدها يقولون لا حاشا لا تكون الا حرف جر. يقولون هذا هو المسموع فيها وقال اخرون بل الاكثر فيها ان تكون حرف جر والاقل فيها ان تكون فعلا فتنصب ما بعدها قال الاخرون تكون حرف جر وتكون فعلا مع اقرارهم بان الاكثر في السماع هو مجيئها حرف جر ولكن هناك شواهد جاءت فيها حاشا فعلا بدليل فيصاب ما بعدها وهذا هو ما اختاره ابن مالك رحمه الله تعالى في البيت حيث قال وكخلا حاشا فجعل حاشا كخلا وخلاص سبق النخلة وعداء يجوز ان يكونا حرفين وان يكونا فعلين ومن الشواهد في ذلك قول الفرزدق حاشا قريشا فان الله فضلهم على البرية بالاسلام والدين فقال حاشا قريشا فنصب على ان حاشا فعل وقريشان مفعول بها وقول اعرابي اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان وابى الاصبغ هذا رجز اسف هذا سجع وليس رجزا ليس شعرا يقول اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان وابى فنصب فنصب. اذا فهي فعل فلهذا انتصر ما بعدها طيب وقول الشاعر حشا رهض النبي فان فيهم بحورا لا تكدرها الدلاء فقال حشا رهط النبي حاشا هذه لغة ذكرناها حاشا رهط فنصب على انها فعل وقال الشاعر حاشا ابا ثوبان ان ابا ثوبان ليس ببكمة فادمي فقال حاشا ابا ثوبان فنصب وهذا هو القول الراجح والله اعلم ان حاشا كعداء وخلاء تكون حروف جر وتكون افعالا الا ان مجيء حاشا فعلا قليل لكنه وارد في السماع الفصيح وقال ابن مالك في هذا البيت وكخلا حاشا ولا تصحب ما يقول ابن مالك مع اختيارنا ان حاشا كخلا لكن هناك فرقا بين حاشا وبين خلا وعدى وهو ان ما تأتي مع عدا وخلا تقول جاء القوم ما عدا زيدا وما خلا زيدا اما حاشاه فانها لا تصحبها ما فلا تقول جاء القوم ما حاشا زيدا وانما يجب ان تستعمل من دون ماء وان استعملتها فتكون حرف جر او تكون فعلا فهذا هو قول المالك ولا تصحبوا تعالى رأيت الناس ما حاشا قريشا فادخل ماء على حاشا طيب فهذا ما يتعلق بحاشا ذكرنا اللغات فيها وذكرنا حكم مجيئها حرفا وفعلا وذكرنا حكم دخول ما عليها بقي ان نختم الكلام على حاشا فنقول ان حاشا في اللغة عموما تأتي على ثلاثة استعمالات. الاستعمال الاول هي حاشا الاستثنائية وهي التي بمعنى الا وتكلمنا عليها قبل قليل وذكرنا احكامها والاستعمال الثاني لحاشا هي حاشا التنزيهية التي بمعنى التنزيه وليست بمعنى الاستثناء وهي الواردة في القرآن الكريم في قوله تعالى حاشا لله ما هذا بشرا وفي قوله حاش لله ما علمنا عليه من سوء وتقول حاشا لزيد ان يفعل هذا فهذه حاشا التنزيهية وفيها اللغات السابقة طيب حوش التنزيهية بحال هي حرف جر ام فعل ام ماذا التي في الاية حاشا لله طيب الجمهور على انها مصدر مصدر وقع بدل فعله وقع بدل فعله وهو مبني على الفتح في حاش وعلى السكون في حاشا وسبق الكلام بالتفصيل في باب المفعول المطلق على المصادر التي تقع موقع افعالها او تقع بدل افعالها مثل ويل تذكرون وسبحان ومعاذ ونحو ذلك هناك افعال هناك مصادر تقع بدل افعالها لها افعال مثل حمدا لله يعني احمد وفهما للدرس اي افهم وهناك مصادر تقع بدل افعالها وليس لها افعال مثل ويل وبله وسبحان ونحو ذلك طيب. مم وقيل ان حاش التنزيهية اسم فعل اسم فعل بمعنى انزه وكلا القولين له وجاهة في حاش التنزيهية والاستعمال الثالث في حاشا هي ان تأتي فعلا متصرفا تعمل ايضا حاشا فعلا متصرفا مثل رابع او وسامى وحاشى بمعنى تقول حاشيته بمعنى استثنيته حاشيته استثنيته ومن ذلك ما جاء في الحديث آآ اسامة احب الناس الي اين الشاهد ها اسامة احب الناس الي قال الراوي ما حاشا فاطمة ولا غيرها يعني ما استثنى فاطمة ولا غيرها ومضارعه حينئذ ها انا احاشي وهو يحاشي ونحن نحاشي الى اخره. طيب فمضارعه احاشي ويحاشي ونحاشي وتحاشي ومن ذلك قول الشاعر ولا ارى فاعلا في الناس يشبهه ولا احاشي من الاقوام من احد اي لا استثني من الاقوام من احد ويتصرف تقول فتقول منه آآ تحاشيته بمعنى تجنبته والعقدات تتصرف كبقية الافعال فهذا ما يتعلق بحاشاه وهو نهاية الكلام على باب الاستثناء طيب نقف عند بعض الشواهد والامثلة على باب الاستثناء طيب قال الشاعر في البيت المشهور انا كل شيء ما خلى الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل نعم الا كل شيء ما خلا الله نعم نبدأ بك؟ ما قال الله ما اعرابي اخذ الجلالة لا ما خلى الله هذي عدا وخلى وحاشى اما ان تكون حروف جر فتجر ما بعدها. واما ان تكون افعالا ماضية تنصب ما بعدها فهو مفعول به مفعول به نقول لفظ الجلالة مفعول به وخلا فعل ماظ هل يصح ان يكون حرف جر هنا هم هل يصح لا لماذا لانه مسبوق بما الا على اللغة القليلة التي حكاها الكسائي والجرمي لكن اه ما سألتموني هذه اللغة القليلة ماذا نفعل بما معها اللغة القليلة نجر ما بعدهما مع وجود ماء طيب ما مصدرية لا تدخل الا على الفعل قالوا انما حينئذ تكون زائدة. نعم تكون زائدة طيب وفي الحديث يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب بمعنى الا الخيانة والكذب. فليس هنا نعم فعل ناقص ناسخ لكن فيه معنى لاستثناء اعرب لي واسمها نعم ليس بعضه طيب نعم. وعندنا ايران تقول ليس فعل ناقص ناسخ فيه معنى الاستثناء. طيب قال الشاعر انتبه له تسائلني هوازن اين مالي وهل لي وهل لي غير ما اتلفت مال وهل لي غير ما اتلفت مال ها غير بدون استثناء طيب جيد ما نوع الاستثناء اعد اعد الكلام الى اصل تركيبه اعد الكلام الى اصل تركيبه وهل لي غير ما انفقت مال هل لي مال غير ما انفقت هذا من تقديم المستثنى على المستثنى منه تذكرون نعم تقول جاء الضيوف غير زيد ها جاء غير زيد الضيوف قدمنا المستثنى منه. هنا تقول هل لي مال غير ما انفاقت ثم قدم. وقال هل لي غير ما انفقت مال نعم طبعا الاساليب تختلف ربما يعني يحسن هذا الامر في مثال ولا يحسن في مثال اخر الا انه من حيث الحكم النحوي جائز انت ماذا ماذا ترى هنا؟ كل شيء هالك الا وجهه ذاته هو يعني الله عز وجل كاملا نعم هذا المراد بالاية كل شيء هالك الا وجهه اي كل شيء هالك الا اياه اما من حيث الجمال والذوق هذا يعود الى البلاغة والادب طيب اذا فهو مستثنى مقدم ما حكم المستثنى المقدم واجب النصب عند الجمهور وفي لغة حكاها يونس بن حبيب الاتباع فهنا على على لغة الجمهور تقول فهل لي وهل لي غيرا ما انفقت ما له وعلى اللغة التي حكاها يونس بن حبيب تتبع تقول هل لي مال غير ما انفقت ثم تقدم هل لي غير ما انفقت؟ معلوم نعم عندك سؤال لانه ها معرض ماله معرض ماله هل لي مال هل لي مال طب هو لحظة هل لي غير ما انفقت؟ مال قلنا اعد الكلام الى ترتيبه الاصلي. هل لي مال غير ما انفقت؟ طيب اعد الى الاصل قبل دخول الاستفهام لي مال لخبر مال مبتدأ مثل في البيت رجل في البيت جر مجرور ورجل مبتدأ لي مال المبتدأ مبتدأ هنا مال ما ليس لها الا مبتدع طيب قال تعالى من يتصدى لهذه الاية لاعرابها قال عز وجل ما لكم من اله غيره غير غيره ثلاث قراءات خرجها ما لكم من اله غيره هذا النصب منصوب على ماذا هذا مغصوب على الاستثناء يعني ما لكم من اله الا هو طيب ما لكم من اله غيره بدل لماذا بدل سمعت اقتنعت هذا اسم هنا غير اسم بمعنى المغايرة ليس استثناء ما لكم من اله يعني اخر ما لكم من اله نغيره طب ما لكم من اله غيره بالرفع فكر فيها نعم سل ستجيب اذا اردت ان افكر فقط نعطيه فرصة بالتفكير وانت تجيب طيب هو اعطاك طرف الجواب لم يجب طرف الجواب اعمالكم من اله غيره عندك جواب نسمع طيب يلا هجب غيره مبتدأ لا ها طب نسمع نسمع جوابا اقرب نعم غيره صفة لكنها غيره صفة لماذا لإله واله اعرابها مبتدع ما اعراب اله في الاية ما لكم من اله مبتدأ مجرور لفظا بميم الزائدة مرفوع محلا والمعنى والله اعلم ما لكم اله لكم اله ما نافية. ايظا نعيد الجملة الى اصلها لكم اله لكم خبر. اله مبتدع ثم دخلت ماء النافية ما لكم اله ثم دخلت مني التأكيد ما لكم من اله كل هذه الامور لا تغير الاعراب نعم تغير المعنى فما قلبت المعنى من الاثبات الى النفي. معنى ومن قلبة الكلام من غير مؤكد الى مؤكد تؤثر في المعنى لكن في الاعراب لكم خبر واله مبتدأ فاله مجرور لفظا ومرفوعة محلا فان اتبعتها بالمحل قلت ما لكم من اله غيره وان اتبعتها باللفظ قلت ما لكم من اله غيره وان جعلت غيري استثناء قلت ما لكم من اله غيره طيب وقال عز وجل لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله قد كأننا تكلمنا عليها في المرة الماضية لكن يعيدها الان بسرعة هيا يا محمد لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون يقول لا يستوي هؤلاء وهؤلاء ما عرب غيره بالرفع لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر ها؟ معت مات ما عاد تابع هذا نعت بمعنى المغايرة يعني القاعدون المغايرون لاولي الظرر اللي فيه ظرر لا هذا ما له يعني ما ما يذم وانما يذم القاعد غير هذا طيب وبالنصب لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر هذا استثناء يعني الا اولي الضرر منصوب على الاستثناء طب لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر بالجر نعت للمؤمنين ممنعة للمؤمنين احسنت طيب اخر مشاهدين عندي قوله عز وجل كل شيء هالك الا وجهه كل شيء مبتدأ هالك الخبر الا وجهه ها وجهه هذا منصوب على الاستثناء استثناء تام ام استثناء منقطع من يجيب تفضل تبغى صوتك؟ لا استثناء متصل ام منقطع ونعم تم لان المستثنى منهم موجود والمستثنى موجود والاستثنى موجود لكن هو المتصل ام منقطع ارفع صوتك متصل اذا فوجهه من جنس الشيء طيب هل يطلق على الله جل جلاله شيء ارفع صوتك نعم الله عز وجل شيء من الاشياء نعم هذا مذهب اهل السنة ومذهب الجمهور انه شيء من الاشياء من الادلة هذه الاية كل شيء هالك الا وجهه ومن الادلة قوله تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله طيب ومن الادلة كما ذكره البخاري يقول النبي عليه وسلم سمى القرآن شيئا البخاري في انا لا لا يحضرني الان الحديث لكن اذكره للفائدة طيب ما المراد بالوجه هنا كل شيء هالك الا وجهه هم انت قل لي شيء وانا اغش عليه. لا تقول لي قال فلان عشان كذا اناقشك الله عز وجل فان قلت لا المراد الوجه فقط فيدخل في ذلك ان ما سوى وجه الله هالك نعم وهذا باطل هذا متفق عليه طيب يعني متفق عليه عند اهل السنة والجماعة ان المراد بالوجه هنا الذات كل شيء انه هالك الا ذاته الا اياه السؤال الثاني اذا كان المعنى هكذا فهل الاية تدل على اثبات الوجه لله عز وجل من حيث اللغة لا اريد من حيث الشرع يعني تقول للشرع فيه ادلة اخرى تدل على اثبات الوجه نقول صح هذا متفق عليه ما نخالف عليه وانما سؤالي هل الاية من حيث اللغة تدل على اثبات الوجه حينئذ الجواب نعم الجواب نعم حتى ولو كان المراد بالوجه هنا الذات فان العرب لا تقول اعجبني زيد ذيله تقول ذلك لا تقول حتى يكون هذا من هذا تقول اعجبني زيد وجهه فحينئذ هذا من هذا فيصح الكلام على ذلك ويقول شاعر رحم الله اعظم من دفنوها بسجستان طلحة الطلحات اذ رحم الله اعظما ماذا اراد بقوله رحم الله اعظما ها نريد نريد طلحة طلحة الطلحاتي يعني رحم الله طلحة لا يريد رحم الله اعظمه فقط هو ذكر بعضه واراد كله لكن عندما قال رحم الله اعظما هل دل على ان هذا الطلح فيه اعظم نعم ان الاعظم هذا شيء منه حنا لما صح ان يعبر ببعضه عن كله. ما تعبر عن البعض وتريد الكل الا اذا كان هذا البعض من هذا الكل وكونك تعبر بالبعض وتريد الكل هذا اسلوب صحيح لا ينافي ان هذا البعض ليس من هذا الكل فعندما مثلا تقرأ في بعض التفاسير المعتبرة عند اهل السنة كل شيء هالك الا وجهه الا ذاته هذا ليس من التأويل هذا هو المعنى هذا معنى الاية ومع ذاك يقول واه يا وهي تدل على اثبات الوجه لله سبحانه وتعالى لما شرحناه قبل قليل من هذا التوجيه طيب هذا ما يتعلق يا اخوان بباب الاستثناء تاما ولله الحمد والمنة آآ طبعا بعده سيبدأ باب الحال ان شاء الله ولعلي الى الدرس القادم بمشيئة الله وتوفيقه آآ نريد ان نتأمل في بعض الايات الكريمة في سورة الفاتحة اغتناما لما بقي من وقت في هذا الدرس وانا بين وقت واخر نحاول ان نتأمل في بعض الايات القرآنية او في بعض الكلام الفصيح بما يسمح به الوقت ضعيف لا ادري ما السبب طيب ونتأمل في بعض الايات القرآنية في سورة الفاتحة قال سبحانه وتعالى صراط اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين لا يخفى عليكم اهمية التأمل والتأمل والتدبر في كتاب الله عز وجل وبخاصة في سورة الفاتحة فهي من اعظم سور القرآن وكثرة تكرارها على بعض الناس منذ الصغر يجعله لا يتفكر فيها مع ان فيها من الاساليب الجميلة البديعة ما يظهر العقول فظلا عن المعاني التي تتضمنها هذه الاية في العقيدة والتفسير والتزكية وغير ذلك لكن ايضا من حيث الاساليب البلاغية فيها اساليب جميلة جدا. فتأملوا في هذه الايات قال صراط صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فذكر ثلاثة اصناف المنعم عليهم والضالين والمغضوب عليهم والضالين الصنف الاول عبر عنه بالموصول والفعل الماضي الذين انعمت والصنف الثاني والثالث عبر عنهما بالاسم المغضوب عليهم والضالين ولو عبر عنهم الاسم جميعا لكان يقول صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولو عبر عنهم بالموصول والفعل كلهم لكان يقول صراط الذين انعمت عليهم غير الذين غضبت عليهم ولا الذين اظللتهم وقد يقول قاصر النظر ان هذا افصح لكي يتناسب الاسلوب مع الاصناف الثلاثة والسؤال لماذا عبر عن الصنف الاول بالموصول والفعل؟ وعبر عن النوعين الاخرين بالاسم وآآ ما يقال في نحو ذلك يا اخوان هو من الاجتهاد الذي يقوم على التأمل في كلام العرب ومحاولة استنباط اسراره فان التعبير بالموصول بالاسماء الموصولة انما يكون غالبا لما هو معهود معروف معهود بهذا الشيء معروف بهذا الشيء كانه امام السامع والقارئ. فلهذا يشترطون في صلة الموصل ثم تذكرون. يشترط في الصلة ان تكون معهودة يعني معروفة ومعهودة وفي هذا دليل على علو شأن من عبر عنه بالاسم الموصول وعبر بالفعل ليصرح بالفاعل وعندما قال انعمت صرح بالفاعل بالمنعم وهو الله سبحانه وتعالى بخلاف ما لو عبر بالاسم لو جاء انسان مثلا تحبه فقلت جاء الذي احبه فعبرت بالموصول والفعل فصرحت انك انت تحبه يعني صرحت بالفاعل لكن لو عبرت بالاسم لكنت تقول جاء المحبوب تحمي ان الحب يقع عليه منك من غيرك منكم جميعا او من بعضكم منكم على مستوى واحد او متفاوت كل ذلك يشمله الاسم المحبوب جاء المحبوب لكن عندما تريد ان تنص على انك تحبه وان حبك اياه خاص به ملتصق به تعبر بالموصول والفعل جاء الذي احبه فهذا افصح عن الفاعل وادل على التأكيد من قولك جاء المحبوب طيب والمتأمل في القرآن الكريم يجد انه غالبا ما يصرح بالفاعل مع افعال الرحمة والاحسان والجود غالبا لا يصرح بالفاعل مع افعال العقوبة والجزاء والمصائب بل يعبر عنها بالفعل المبني للمجهول او بالاسم فلا يكون الفاعل حينئذ مصرحا بهما به فلهذا مع المغضوب عليهم والضالين في الاية عبر عنهما بالاثم غير المغضوب عليهم ولا الضالين لكي لا يصرح فاعل الغضب والاضلال والشواهد على ذلك في القرآن الكريم كثيرة فمثلا في قوله تعالى الاب الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام نبي يتأدب مع ربه جل جلاله فيقول الذي خلقني فهو يهدين اي فهو يهديني. ثم حدث يا المتكلم حثا جائزا الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحييني كل هذه الافعال نسبها الى الله عز وجل الا فعلا واحدا وهو المرض وهو المرض واذا مرضت نسبه الى نفسه الى ابراهيم ها الذي خلقني الخلق وهو يهدين الهداية والذي هو يطعمني الاطعام ويسقين واذا مرضت كان يمكن ان يقول في اللغة واذا امرضني فهو يشفين لكن من باب التأدب مع ربه عز وجل نسب الفعل اليه فقال واذا مرظت فهو يشفين عاد فنسب الشفاء الى ربه والذي يميتني ثم يحيين الى بقية الايات طيب نعم يا مباركي لان الاماتة لا تكون الا لله عز وجل هذا مما تفرد به الله لا يميت ولا يحيي الا الله عز وجل وهذا فيه تعظيم لله عز وجل انه ينفرد بهذه الامور العظيمة طيب طيب ومن الامثلة على ذلك قول صالح الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا عند ارادة الرشد صرح بالفاعل فقال ام اراد بهم ربهم رشدا ومع ارادة الشر بنوا الفعل للمجهول فقالوا وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض. وكان يمكن في اللغة ان يقولوا اشر اراده الله بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشد ومن الامثلة على ذلك ايضا قوله جل جلاله طريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة في الاعراف وفي قوله فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة في سورة النحل تصرح بنسبة الفعل اليه عز وجل مع الهداية واما مع الاضلال فنسب الى الضلالة مع ان كل ذلك في حقيقته هو من الله سبحانه وتعالى ولكن هذا من التأدب مع الله ومن تعليم التأدب مع الله عز وجل وفي ذلك اسرار تظهر في الكلام في كلام الله عز وجل ثم نتأمل هذا التعبير الجميل الخلاب لقوله انعمت صراط الذين انعمت ما معنى انعمت يعني هديت فعبر عن الهداية بالانعام انعمت ما قال هديت او سددت او وفقت او نحو ذلك لان النعمة النعمة لها لذة في النفس كانها يتلذذها الانسان نعم والهداية هي افضل تلك النعم ان يهدي الله الانسان الى دينه ويثبته عليه ثم يقبضه ويبعثه عليه ثم انه عبر بالفعل الماضي فقال انعم ما قال صراط الذين ينعم لان من شأن المنعم الكريم من شأن المنعم الكريم انه اذا انعم بنعمة لا يستردها فكأن هذه النعم ثبتت عندهم وحاجوها وامنوا الا تفارقهم ولا سبيل الى نزعها منهم لانهم يعلمون انها من المنعم الكريم فعبر بالفعل الماضي انها تحققت وثبتت فهذه بعظ التأملات في هذه الايات العظيمة نسأل الله عز وجل ان يلهمنا رشدنا وان يوقفنا على اسرار كتابه العظيم وان يجعل ما تعلمناه نافعا لنا في الدنيا والاخرة كان هناك من سؤال يا اخوان نستمع الى اليها الى ان يقام الصلاة نعم تفضل تريد ان الفعل يدل على تجدد النعمة قد يقال ذلك لكن اذا كان اذا كان هذا هو المعنى المراد فقد يكون التعبير بالاسم ابلغ يعني الصراط المنعم عليهم كانها كانهم ان ثبتت هذه النعمة عندهم. لان الاسلام يدل على الثبات والفعل يدل على التجدد لكن ان تقول التجدد بمعنى انه التفاوت النعمة التجدد لا يعني التفاوت تجدد يعني انها نعمة بعد نعمة نعم فسل عنها في الجلسة القادمة اسألوا ما تشاؤون تفضل الى ان يقام تقام الصلاة ماذا التفظيل ايه يعني اغراض النعت بمعنى فوائد النعت كثيرة جدا فبعضهم يحصرها بالاغراض العامة التأكيد الترحم آآ الذم اه المدح ونحو ذلك وبعضهم يفصل هذه الاغراض آآ تفصيلا دقيقا فالذم يفصله فيقوم هذا التحقير والتصوير والذنب والمدح يفصله المدح والتفظيل والتكبير والتعظيم وهي كلها تعود الى معنى المدى طيب اذا كان ذكر التفظيل معرفة التوكيد لعلي اقف على الكلام تأتي بالكتاب ننظر فيه لكن هو النعت عندما يقول جاء محمد العالم فائدة النعت هنا المدح جاء محمد السريع هنا الغرض بين سرعته ربما تمدحه وتذمه على حسب المعنى الذي جاء محمد الحقير الحمد لله الرحيم هذا مدح اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا دم شربت الماء العذب هذا مدح وربما تجد معاني دقيقة آآ اكثر من ذلك فلابد ان يوقف على الكلام اللي يعرف معناه بالدقة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين