الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على مبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم اللهم فهمنا التنزيل وارزقنا العمل به به يا ذا الجلال والاكرام. اما بعد فقد قرأنا في الناقض الثالث وهو قول المصنف رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة نواقض الاسلام يقول الثالث من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبه هذا هو الناقد الثالث وقوله رحمه الله من لم يكفر اي من لم يعتقد كفرا المشركين والكفر ضد الايمان وهو حكم في الدنيا وحكم في الاخرة والمقصود به هنا اي لم يحكم لهم في الدنيا بما يحكم للمشركين والكفار فالمشركون والكفار يختلفون عن اهل الايمان لا يستوي اهل الايمان واهل الكفر بل بينهما فرق ومن سوى بين اهل الايمان واهل الكفر في احكام الدنيا او في احكام الاخرة فقد عارض القرآن يقول جل وعلا افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون استجابا واستغرابا لهذا الحكم ان يسوى المسلم والكافر فقوله من لم يكفر المشركين اي من لم يحكم كفرهم وانهم من اهل الكفر واجرى عليهم احكام الكفر مما يتعلق بحكم الكافر في الدنيا اما ما يتعلق بالحكم بالنار في الاخرة فهذا لم يتطرق اليه المصنف رحمه الله فالكلام عن الاحكام الدنيوية اما الاحكام الاخروية فالمشركون في الجملة في النار بالتأكيد قال جل وعلا ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار فريق في الجنة وفريق في السعير واهل السعير هم الاشقياء الكفار والمشركون فالحكم الاخروي في الجملة لاهل الكفر النار بالتأكيد. اما ما يتعلق بالاعيان فهذه مسألة محل خلاف بين اهل العلم هل يحكم للكافر المعين بالنار او لا؟ فلا تدخل فيما نحن فيه من بحث قوله من لم يكفر اي من لم يعتقد كفرهم وجريان احكام الكفر عليهم في الدنيا وفي الاخرة في الجملة لا على وجه التعيين وقوله رحمه الله المشركين المشركين وصف مشتق من الشرك والشرك هو التسوية والتعديل بين الله وغيره وكل من سوى الله بغيره في اسمائه او في صفاته او فيما يجب له من الحقوق او فيه ربوبيته فانه مشرك لا فرق في ذلك بين اي نوع من انواع الشرك. كل من سوى الله بغيره ولو في امر واحد فانه مشرك فمن قال رحمة الخلق كرحمة الله او رحمة الله كرحمة الخلق وسوى الله بغيره في هذه الصفة فهو مشرك من قال اخلق كخلق الله فهو مشرك فلا يلزم ان يكون الشرك في كل صوره وان يأتي به في كل انواعه بل يكفي واحد من صور الشرك فما فمن كان مشركا وهو من سوى الله بغيره فهو كافر وقوله رحمه الله المشركون يشمل جميع اصناف المشركين سواء كانوا مشركين وثنيين او مشركين مجوس او مشركين من اهل الكتاب او مشركين ملحدين فكل هؤلاء يندرجون في قوله من لم يكفر المشركين اي من لم يكفر غير المسلم يشمل جميع الاصناف على اختلاف الطوائف فان الشرك يطلق ويراد به الكفر لان كل كافر فهو مشرك في الجملة لكن الشرك قد يطلق على فئة معينة من الكفار وهم الوثنيون كما قال الله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين مو منفكين فهنا حكم بالكفر على فئتين اهل الكتاب والمشركين فهذا تسمية لصنف من الكفار وكما قال الله جل وعلا ان الذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس ثم قال والذين اشركوا فجعلهم صنفا مستقلا وهم الوثنيون الذين كانوا يعبدون الاصنام لكن الشرك موجود في غيرهم حتى في اهل الكتاب الشك موجود كما قال الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا اله واحدا لا اله الا هو سبحانه وتعالى عما يشركون فوصف فعلا بانه شرك لكنه ليس على من عليهم. العلم الذي يخصهم انهم اهل الكتاب. فوجود الشرك فيهم لا يلغي هذا الوصف الغالب وهم انهم اهل كتاب لكن مراد المصنف هنا في قوله من لم يكفر المشركين يشمل جميع طوائف الكفر سواء كان ذلك بالشرك او كان ذلك بغيره من المكفرات فالشرك اسم جامع لكل من كفر بالله وثنيا كان كتابيا ملحدا او مجوسيا او غير ذلك من الملل والنحل التي تخرج عن دائرة الاسلام هذا معنى قولي من لم يكفر المشركين اختصرتها بعبارة من لم يكفر غير اهل الاسلام او شك في كفرهم اي تردد في كفرهم ولم يتيقن الكفر وذلك ان الشك فيما يجب اعتقاده كفر قال الله جل وعلا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي لم يقع في لم يقعوا في شك وقال تعالى في وصف اهل الشرك قال وهم في ريبهم اي في شكهم يترددون الشك فيما يجب اعتقاده من الايمان كفر ولذلك قال او شك في كفرهم والشك والتردد قال ما ادري هم كفار هل يحكم بكفرهم او لا يحكم بكفرهم لابد ان يعتقد المؤمن ان كل من ليس من اهل الاسلام كافر ودليل ثم قال في الثالث الامر الثالث الذي ذكره المؤلف رحمه الله قال او صحح مذهبهم وهذي مرتبة ثالثة من المراتب التي ذكرها المصنف رحمه الله او صحح مذهبهم وهذا اشد ما ذكر من صور الكفر وهو ان يعتقد صحة عبادة صحة عبادة غير الله تعالى وان غير اهل الاسلام على دين صحيح وانه يقبل منه وهذا كفر باتفاق اهل العلم لا خلاف بين بينهم في ذلك تصحيح غير الاسلام كفر باتفاق اهل العلم لا كأن الله تعالى اخبر في محكم كتابه ان الدين عنده هو الاسلام. ان الدين عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه وقضى الله تعالى حكما لا ريب فيه ولا تردد ان ما سوى الاسلام مردود وان ما سواه غير مقبول وقد قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما رضي الله فهو الدين وما لم يرضه فانه كفر. قال الله تعالى في عدم رضاه عن الكفر اه ولا يرضى لعباده الكفر والكفر هو ما يقابل الاسلام كل ما يقام الاسلام فهو كفر ولا يرضى لعباده الكفر فمن صحح الكفر فانه رظي ما لم يرظه الله جل وعلا. وقبل ما رده الله سبحانه وبحمده ولهذا الاجماع منعقد على انه لا يصح دين غير دين الاسلام وان تصحيح غير دين الاسلام كفر وقد يقول قائل طيب هذا موجود او غير موجود؟ تصحيح مذاهب الكفار وطرائق واديانهم؟ الجواب انه موجود وليس هذا شيئا حادثا هذا شيء قديم فاهل الحلول والاتحاد من ثمار انحرافهم وشؤم عقائدهم الفاسدة انهم صححوا الدين بغير دين الاسلام وقالوا كل من عبد الله على اي صفة كانت هذه العبادة. كل من عبد شيئا على اي صفة فهو يعبد الله