الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد كله. اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وباحسان الى يوم الدين. اما بعد كنا قد قرأنا في باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج وعلقنا على الحديث الاول ومفادها ان المعتمد يلزمه من الاحكام ما يلزم الحاج. من حيث ما يجتنب من المحظورات. وكذلك من حيث ما من الاعمال المتعلقة بالبيت. حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم واصنع في عمرتك ما تصنع في حجك. ثم ذلك ساق المصنف رحمه الله حديث عائشة في مسائلة عروة لها عن السعي وكان قد فهم من قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما فهم من من الاية ان الطواف بين الصفا والمروة ليس لازما ولا من الاعمال التي تشرع المعتمر حيث قال فلا ارى على احد شيئا الا يتطوف بهما يعني والمروة وردت عليه عائشة رضي الله تعالى عنها وقالت له كلا لو كان كما قلت كانت فلا جناح عليه عليه الا الا يطوف بهما. ولا على خلاف هذا ثم بينت سبب نزول هذه هذه الاية وان نفي الحرج الذي تظمنته الاية انما لما وقع في نفوس الانصار حيث كانوا يهلون وقيل كانوا يهلون لاصنام لهم اساف ولائلة على الصفا والمروة وقيل في غير ذلك من الاماكن فتحرجوا ان بين الصفا والمروة وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية لاصنامهم فنفى الله تعالى الحرج لكن المشروعية ثابتة بقوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله تقدم ذكر الاقوال في حكم السعي وان العلماء لهم عدة اقوال في حكم السعي في العمرة فمن اهل العلم من يرى انه ركن ومنهم من يرى انه واجب ومنهم من يرى انه سنة. واقرب هذه الاقوال ان الطواف بين الصفا والمروة السعي بين الصفا والمروة واجب من واجبات الحج والعمرة لقوله النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اسعوا فان الله قد كتب عليكم السعي. وهذا الحديث وان كان جاء باسناد فيه مقال الا ان الحديث جاء من طرق يشد بعضها بعضا. فما كان في اسناد الامام احمد والشافعي من وهن جبره مجيء الحديث من طرق اخرى فقد اخرجه ابن خزيمة في صحيحه باسناد حسن فيتقوى به ايه؟ وهو اقوى ما يستدل به على الوجوب حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسعوا فان الله قد كتب عليكم السعي. و بهذا يتبين ان قوله جل وعلا من شعائر من شعائر الله اي من شعائره الواجبة. وقد استدل لوجوبه جماعة من اهل العلم بملازمة النبي صلى الله عليه وسلم له فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلم يعتمر ويحج الا وسعى بين الصفا والمروة. فدل ذلك على انه من الاعمال والمناسك اللازمة النبي صلى الله عليه وسلم للسعي بين الصفا والمروة والمقصود ان الادلة لا ترقى الى اثبات ركنية السعي ولكن هذا ما ذهب اليه جماعة من اهل العلم بل هو قول الجمهور والذي يظهر والله تعالى اعلم ان السعي واجب من واجبات الحج والعمرة. فينبغي للمؤمن ان يحرص عليه وان يذكر فيه الله عز وجل على نحو الذي ورد في صفة السعي بالذكر على الصفا وعلى المروة وبينهما فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جاء الطواف بالبيت وبين والصفا وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله بعد ذلك قال المصنف رحمه الله متى يحل المعتمر نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله اينما كان واجعل مجلسنا غفرنا رب العالمين. قال الامام البخاري وقال عطاء عن جابر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ان يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم قصروا ويحلوا عن جديد عن اسماعيل عن عبد الله ابن ابي اوقد قال اعتبره رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبرنا معه. فلما دخل مكة من اهل مكة يومه احد فقال له صاحب لي الكعبة؟ قال لا. قال فحدثنا ما قال لخديجة قال بشروا خديجة بنت في الجنة من قصب فقال قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال لا احد يطوف بين الصفا والمروة. قال حدثنا محمد بن بشاد وقال حدثنا منذر وقال حدثنا شعبة عن قيس ابن مسلم عن طارق ابن من عند ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بالاضحى وهو منيف فقال احججت؟ قلت نعم قال اهلا فقلت لبيك صلى الله عليه وسلم قال احسنت ثم كتاب الله فانه مأمون بالقرار. وان اخذنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم فانه لم يحب حتى من هدي النحلة قال حدثنا احمد ابن عيسى قال حدثنا ابن وهم قال اخبرنا عنه عن ابي الاسود ان عبد الله اسماء بنت ابي بكر حدثه انه صلى الله على محمد لقد نزلنا معه ها هنا ونحن يومئذ خفاق قريب اعترفت انا واختي عائشة والزبير فلما مسحنا البيت اهلا ثم اهلنا من العشق هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله جملة من الاحاديث والاثار في بيان متى يتحلل المعتمر بماذا يحصل له الحل وهذا بيان للاجمال السابق الذي تضمنه الباب السابق في باب يفعل في العمرة كما يفعل في الحج يفعل في العمرة كما يفعل في الحج بيانه بما جاء في هذه الاحاديث من الاعمال التي يحصل بها التحلل. قال رحمه الله باب متى المعتمر اي متى يخرج عن حكم الاحرام؟ فحل المعتمر هو رجوعه حلالا بعد احرامه يقول رحمه الله وقال عطاء عن جابر رضي الله تعالى عنه امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقصروا ويحلوا ساق المصنف رحمه الله هذا الاثر ذا الحديث معلقا قد وصله في موضع اخر وفيه حكاية حديث جابر بصفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وهذا جزء منه. قال امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه اي الذين كانوا معه وقد اهلوا بالحج ان عمرة اي ان يفسخوا الحج لما لم يسوقوا الهدي الى عمرة. ثم بين العمل الذي يفعله المعتمر فقال ويطوف ثم يقصر او ويحل يطوف ثم يقصر ويحل ويحل. ولم يذكر هنا السعي لكن السعي اما ان يكون مشغولا بقوله ويطوف لان الطواف يطلق على الطواف بالبيت والطواف بين الصفا والمروة كما قال الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. فالسعي بين الصفا والمروة يسمى طوافا. فقوله يشمل الطوافين الطواف حول البيت والطواف بين الصفا والمروة. وقوله ثم يقصر اي ندبه من التقصير يذكر الحلق وذلك انهم قدموا الى مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة. في ضحى يوم الرابع من ذي الحجة. وسيحرمون الحج بعد ايام فلو حلقوا في ذلك اليوم لما بقي لهم من الشعور ما يمكن ان حققوا به حلاق وتقصير العمرة فلذلك ندبهم صلوات الله وسلامه عليه الى التقصير ليس لان التقصير افضل فالاجماع منعقد على ان قال في حق المعتمر وفي حق المتنسك بالحج الافضل الحلاق لكن التقصير في هذا هو توفير للشعر للحلاق في الحج وهو اهم واعظم. فلذلك امرهم بان يقصروا ثم يقصروا ويحل وقد استشكل الصحابة رضي الله تعالى عنهم الحل فقالوا اي الحل؟ قال الحل كله. بمعنى انه اذا طاف وسعى وحلق او قصر فقد تحلل الحل كله. ومعنى الحل كله اي انه يعود كما كان قبل احرامه وساق باسناده من طريق جريء عن اسماعيل عن عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله تعالى عنه قال ائتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمرنا معه وذلك في عمرة اعتمرها صلوات الله وسلامه عليه. قال وهي في وهي غير عمرته غير عمرة الحج غير عمرة القران قال فداه فلما دخل مكة طاف وطفنا معه واتى الصفا والمروة واتيناها مع اتينا الصفا والمروة معه. اي اننا سعينا بين الصفا والمروة معه صلوات الله وسلامه عليه. قال وكنا نستره من وكنا نستره من اهل مكة ان يرميه احد وهذا في السنة السابعة من من من الهجرة حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم عقد قريش على ان يأتي في السنة السابعة فدخل هو واصحابه وقد خلى المشركون بينه وبين البيت فطاف صلوات الله وسلامه عليه بالبيت ثم بين الصفا مرواه واتاها معه اصحابه. وكانوا يخشون ان يصيبه احد من سفهاء قريش وهم مشركون في ذلك اليوم بسوء او شر ولذلك كانوا كان الصحابة يسترون ان يحولون بينه وبين ما يخشى من تعدي المشركين عليه صلوات الله وسلامه عليه. ولذا ولذلك يقول وكنا نستره من اهل مكة. ان يرميه احد. فقال له صاحب اي قال احد اصحاب اسماعيل عبد الله ابن ابي اوفى فقال له صاحب لي اكان دخل الكعبة يعني في تلك السنة قال لا. اي لم يدخل صلوات الله وسلامه عليها الكعبة في تلك العمرة. ودخول الكعبة من الاعمال الصالحة تاسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد دخل الكعبة ولكن هذا لا يلزم منه ان يكون الدخول من الباب المغلق الذي يفتح عند غسل الكعبة ونحو ذلك. انما يمكن لمن رغب ان هذه السنة وهي دخول الكعبة ان يدخل الحجر فانه من دخل الحجر فقد دخل الكعبة لان الحجر بقية الكعبة فست اذرع او سبعة اذرع من الحجر يعني ثلاثة امتار او ثلاثة امتار ونصف من الحجر هي من الكعبة فمن دخل الموضع فقد دخل الكعبة قال فحدثني قال قال فحدثنا القائل اسماعيل عبد الله بن ابي اوفى فحدثنا ما قال لخديجة يعني ما قال في شأن خديجة زوجه رضي الله تعالى عنها قال بشروا خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. بشروا خديجة اي اخبروها اعلموها على وجهي ادخلوا ادخال السرور عليها ببيت في الجنة. ببيت في الجنة. والبيت هنا المقصود به البيت المعهود كبيرا او صغيرا لان بعض العلماء يقول لماذا لم لماذا لم يقل قصرا واجابوا عن ذلك باجوبة؟ مع ان البيت يمكن ان يكون قصرا ويمكن ان يكون غير ذلك. فقوله رحمه الله فقوله صلوات الله وسلامه عليه ببيت من الجنة المقصود به انها تبوأت منزلا في الجنة والجنة هي دار النعيم الكاملة التام الذي اعد الله تعالى فيها لاوليائه وعباده ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال من قصب من هنا بيانية والمقصود بيان مما صنع ذلك البيت. فقال من قصب والقصب هي الانابيب المجوفة وقد جاء في بعض الروايات قصب من لؤلؤ وقيل غير ذلك والمقصود انه قصب يناسب بيوت الجنة. فالجنة بيوتها عظيمة جليلة شريفة ليست كحال بيوت الدنيا لا صخب فيه ولا نصب اي لا صوت عال فيه ولا تعب فهو بيت لا اصواته مزعجة فيه لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ولا نصب فيه لا يمسهم فيها تعب ولا نصب بل هم في راحة ممتدة واطمئنان تام نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من اهل الجنة. اللهم بلغنا الفردوس يا رب العالمين هذه بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله تعالى عنها وهي من اول من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هي اول من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق اول بشر امن به خديجة رضي الله تعالى عنها وثبتت معه وصبرته الى ان وافاها الاجل وهي على ذلك الله ان يعلي منزلتها وان يجمعنا بنبينا في الفردوس وان يجمعنا بالصالحين من عباده واولياءه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حديث عبد الله بن ابي اوفى من فوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة فكان اول ما عمل طاف وطاف معه اصحابه فهذا وهذا هو المشروع لكل من قدم الى مكة ان يبدأ بالطواف. وفيه من الفوائد انه يأتي بالسعي بعد مباشرة ولا يفصل بينهما. فالموالاة بين الطواف والسعي سنة. لكن لو انه فصل وجلس وارتاح او ذهب الى اي عمل او ما الى ذلك مما يمكن ان يكون فاصلا بين الطواف والسعي فلا حرج عليه في ذلك. الموالاة بين الطواف والسعي انما هي سنة وليست واجبة ولا تؤثر في العمرة. فينبغي المبادرة الى السعي هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في كل آآ انساكه اتى بالسعي مباشرة بعد طوافه صلى الله عليه وسلم. وفيه حرص الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفديته وتفديته صلى الله عليه وسلم بانفسهم حيث كانوا يسترونه فكانوا يحبون ان يصيبهم الاذى دونهم صلوات الله وسلامه عليه. وفيه ان دخول الكعبة ليس من لوازم العمرة ولا من لوازم النسك. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة لا في حجه ولا في عمره صلوات الله وسلامه عليه. انما دخلها في بعض احواله صلوات الله وسلامه عليه دون ان يكون ذلك في نسك حج او عمرة. وفيه فضيلة خديجة رضي الله تعالى عنها فبشرها الله تعالى به من الفضيلة العظيمة اما الحديث الثاني فساقه باسناده عن عمرو بن دينار قال سألنا ابن عمر رضي الله عنهما عن رجل طاف بالبيت في عمرة اي طاف سبعة باطن بالكعبة ولم يطف بين الصفا والمروة. ايأتي امرأة ايأتي امرأته ايأتي امرأته ان يستمتع بامرأته فقال مجيبا على هذا السؤال قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا. ولا يكون الطواف دون سبع لا في حج ولا في عمرة ولا في نفل الطواف لا بد فيه من سبعة اشواط لا يصلح ان يطوف شوطا او شوطين او ثلاثة الطواف شرع على هذا النحو. لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه طاف دون سبع. فالطواف لا الا بسبعة اشواط في طواف الانساك وفي طواف التطوع. يقول فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين هذه الصلاة سنة في قول جماهير العلماء ويسن ان يقرأ فيها الاخلاص وقل يا ايها الكافرون. هكذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه جابر في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويصليها عند والمقصود بالمقام الحجر الذي وقف عليه ابراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة وهو موجود الى يومنا هذا وان تسهل له ان يصلي خلفه فذاك حسد وان لم يتمكن لكثرة الطائفين كما هو في هذه الحال في اكثر ايام السنة فاني اصلي حيث يتيسر له من اي الجهات كان فان البيت كله يجزئ بل الحرم كله يجزئ ان يصلي فيه هاتين الركعتين. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف المقام هاتين الركعتين وهما سنة في قول جماهير العلماء وذهب الحنفية الى وجوبهما والصواب انهما سنة وطاف بين الصفا والمروة سبعا اي سعى صلوات الله وسلامه عليه بين الصفا والمروة سبعة اشواط. ومعنى هذا انه ليس له ان يأتي امرأته قبل السعي لان السعي من تتمة العمل المتعلق بالعمرة وثم قال رضي الله تعالى عنه في الجواب عن عن السؤال بعد وصف عمل النبي صلى الله عليه وسلم قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فلا يجوز لاحد ان يأتي شيئا من محظورات الاحرام قبل ان يفرغ من اعمال النسك وهي الطواف والسعي ثم الحلاق او التقصير وقد وفي الحديث من الفوائد فقه ابن عمر رضي الله تعالى عنه. حيث انه اجاب بما وصف من حال النبي صلى الله عليه وسلم. كما ان فيه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يكونوا اهل تعمق. وان التابعين و من ادركوا ذلك الجيل المبارك لم يكونوا اصحاب تنطع يكفيهم في ثبوت مشروعية العمل ولزوم به ان يعلموا انه قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. فابن عمر لم يذكر حكما في السعي هل هو واجب او مستحب او ما الى ذلك او ركن بل قال له طاف ثم صلى ركعتين طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ركعتين ثم سعى بين الصفا والمروة ثم اتى بالدليل العام الدال على موافقته ولزوم هديه قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ولو قلت هذا لبعض الناس اليوم مباشرة ويجاوبك او يرد عليك هل هل هو سنة هل هو واجب؟ يلزم ما يلزم؟ وذلك ان الناس في كثير من احيانا في الازمنة المتأخرة لا يحتفون بالعمل الا اذا كان لازما واما اذا لم يكن لازما لم يهتموا به وهذا من التقصير في العمل بهديه صلوات الله وسلامه عليه. فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد امرنا الله تعالى باخذ فجاء به ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقال صلى الله وقال جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر فينبغي للمؤمن ان يحرص على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم اذا احتاج الى معرفة حكم عمل من اعماله ليعرف ما يترتب على تركه فذاك باب اخر وهو باب في معرفة ما الذي يلزم لا في معرفة ما الذي يأتي ويترك ففي يأتي ويترك ينبغي ان ينظر الى سنته فما فعله فليلزمه. اما فيما يترتب على الشيء لو تركه هنا يحتاج الى ان يعرف هل هذا مما يترتب عليه فساد الحج لانه ترك ركنا ام انه مما يجبر بدم لانه ترك واجبا ام انه لا شيء عليه انما ينقص اجره لفوات سنة. ففرق بين الحالين. معرفة مراتب الاعمال من حيث منازلها ركن هل هي ركن او واجب او مستحب؟ هذا يفيد في معرفة ماذا يترتب على العمل لو ترك. لو ترك ذلك العمل ما الذي يترتب عليك؟ اما في مقام الامتثال والعمل ينبغي للمؤمن ان يحرص على فعل كل ما فعله صلوات الله وسلامه عليه ثم ذكر المصنف رحمه الله انه قد سئل جابر قال وسألنا جابر هو عمرو ابن دينار سألنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما فقال لا يقربنها حتى يطوف بين الصفا والمروة. اي لا يحل له ان يقربها. ولعل سؤالهم لجابر بعد سعاد ابن عمر ان ابن عمر دل على الجواب العام دون تحديد هل يلزمه هل يجوز له او لا؟ انما اجابهم بعموم هديه صلوات الله وسلامه عليه. فلعلهم ارادوا ان يستثبتوا او يستفصلوا فسألوا جابرا والا فالانسان اذا سأل عالما فانه ينبغي ان يكتفي بسؤاله اذا كان ممن يثق بعلمه ودينه ولا يسأل ويكرس سؤال الا اذا كان ثمة ما يدعو اما لمزيد استيثاق او لمزيد اطمئنان او لتوهم عدم فهم السؤال من المفتي الاول اما ما يفعله بعض الناس من التنقل بين المفتين فتجده اليوم يسأل زيدا وغدا يسأل عمرا وبعد يسأل بكر فهذا يورث التشويش وقد يردهما لا يستطيع معه ان يميز بين اي الاجابة ارجح يقع في حيرة ويكون هو قد اوقع نفسه فيما يحيره المقصود ان جابر قال لا يقربنها اي لا يحل له قربانها حتى يتطوف بين الصفا والمروة. فعلم من هذا ان التحلل لا يكون الا بعد الفراغ من الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة. وساق باسناده حديث محمد ابن بشار عن غندر قال حدثنا شعبة عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وهو نازل بالمحصب والبطحاء والابطح والمحصن والحصبة كلها مكان واحد كما تقدم يقول وهو منيخ اي نازل هو واصحابه فيها فقال احججت؟ النبي يسأل ابا موسى احججت؟ قلت نعم. قال بما اهللت قلت لبيك باهلال كاهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من فقهه كما فعل علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وذلك ان ابا موسى كان قد قدم من اليمن مع علي او اما معه او قبله لكنه جاء من جهة اليمن فقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى تلك الجهة فقدم الى وافى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قادما من اليمن. قال احسنت احسنت فيما صنعت فهذا من فقهه ومن علمه ومن حرصه على الاقتفاء لاثر النبي صلى الله عليه وسلم. طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم احل. وهذا هو الشاهد ان الاحلال من العمرة وهو ما ترجم له المصلي في في الباب حيث قال بات باب متى يحل المعتمر؟ يحل بعد الطواف في البيت وبين الصفا والمروة التقصير او الحلاقة يحصل به الاحلال ثم احل اي ثم تحلل بالتقصير او بالحلاق. يقول فطوفت بالبيت وبالصفا والمروة ثم اتيت امرأة من قيس ففلت رأسي فلت رأسي اي فتشت في رأسه وذلك انهم رضي الله تعالى عنهم كانوا يطول عهدهم بالماء بسبب الاسفار والبعد ففلي الرأس لازالة ما يمكن ان اكون قد علق فيه من اذى او قذر ثم اهللت بالحج اي في الثامن فكنت افتي به اي افتي الاحلال من العمرة وان التمتع هو افضل الانساك حتى كان في عمر فقال ان ان اخذنا بكتاب الله فانه يأمرنا بالتمام. حيث قال واتموا الحج والعمرة لله. وان اخذنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فانه لم يحل حتى يبلغ الهدي محله. ولذلك كان يرى رضي الله تعالى عنه ان لمن جاء الى البيت ان يكون مفردا او قارنا. قارن ان كان قد ساق الهدي ومفردا ان كان لم يسق الهدي وهذا ما اختاره ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه واختاره عمر وجرى عليه عمل عثمان مدة من الزمن وهذا بحث يتصل بمسألة اي الانساك افضل؟ اي الانساك افضل؟ وهي مسألة تكلم عنها العلماء ولكل من اهل العلم ما اخذ منهم من قال الافضل القران ومنهم من قال الافضل الافراد ومنهم من قال الافضل التمتع والصواب انه ان كان قد ساق الهدي فالافضل القران. وان كان لم يسق الهدي فالافضل له التمتع الا. ان يكون قد اعتمر في اشهر الحج ورجع الى بلده فهنا الافضل في قول الائمة الاربعة الافراد. لانه قد خص كل بسفرة والشاهد من هذا الحديث هو قوله صلوات الله وسلامه عليه لابي موسى طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم احل فجعل الاحلال عقب الطواف بالبيت وبالصفاء والمروة بعد ذلك ساق المصنف رحمه الله باسناده حديث اسماء وفيه انها كانت رضي الله تعالى عنها كلما مرت بالحجول قالت صلى الله على رسوله محمد اي تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم والحجون هو جبل معروف في مكة في جهة مقابر اما على يسار الداخل ويكون في اسفله المقابر وبهذا قال ويكون الانسان هابط هابطا منه على المقابر كما قال بعض المؤرخين او انه الجبل الذي يقابله فيكون على يمين الخارج الى منى والمقابر على يساره وهذا ما رجحه بعض المحققين ان الحجون هو هذا الجبل الذي يكون على يمين الخارج الى الى مكة في مقابل المقابر ليس الهابط منه على المقابر وعلى كل حال هذا الموضع الذي ذكره الناقل وهو وهو اه عبدالله مولى اسماء بنت ابي بكر انها كانت اذا مرت به صلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لقد نزلنا معه ها هنا نزلنا اي في الابطح ونحن يومئذ خفاف قليل خفاف في الاثقال والحمال في العدد قليل ظهرنا قليلة ازواجنا هو الان هي تقول يوم ونحن يومئذ خفاف ثم فسرت ذلك بامرين قليل ظهرنا اي ما يحملنا من المراكب قليلة ازواجنا يعني ما نتزود به من الاطعمة. يقول انا واختي عائشة والزبير وفلان وفلان. وهذا حالهم لما نزلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فانه امر من لم يسق الهدي ان يجعلها عمرة تقول وهذا الشاهد فلما مسحنا البيت احللنا ثم اهللنا من العشي بالحج احللنا اي تحللنا وذكرت الطواف بالبيت ولم تذكر السعي. والسعي تابع للطواف بالبيت فمن طوى ذكره فانه طوى ذكره اختصارا الى انه لا يكون من اعمال العمرة بل كل من حج معه صلى الله عليه وسلم وتحلل بعمرة كان قد طاف ثم سعى ثم تحلل هذا اخر ما ذكره المصنف رحمه الله من الاحاديث والاثار في هذا الباب. والخلاصة ان العمرة تتم اعمالها ايه الطواف بالبيت ثم السعي بين الصفا والمروة ثم يتحلل بحلاق او تقصير. وعلى هذا تكون اعمال العمرة اربعة الاحرام. ثانيا الطواف بالبيت. ثالثا السعي بين الصفا والمروة. رابعا الحلاقة والتقصير وبهية يحصل التحلل. نعم قال اذا رجع من الحج او العمرة اول رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قبل من غزو او حج او عمرة يكبر على كل شرف من الارض ثلاثة تكبيرات. ثم يقول لا اله الا لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ايقونة تائبون عابدون ساجدون لربنا امنون صدقه الله وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده هذا الذكر ترجم له المصنف رحمه الله بقوله باب ما يقول اذا رجع من الحج او العمرة او غزو. انتهى ما يتعلق بالابواب المتصلة باعمال الحج والعمرة. الان يذكر جملة من الابواب المتعلقة باداب الرجوع. واداب السفر وما يتصل بذلك من الاحكام. مما يشرع للمسافر اذا عاد بعد حج او عمرة او سفر طاعة فانه ذكر الحج والعمرة والغزو وكلها اسفار طاعة ان يذكر الله جل وعلا في سفره وان يحمده جل وعلا على ما يسر من الطاعة. فاذا سافر الانسان لحج ثم رجع او عمرة ثم رجع او جهاد ثم رجع او تعليم ثم رجع او تعلم ثم رجع او بر ثم رجع او صلة رحم ثم رجع فكل هذه اسفار طاعة فانه يشرع له ما ذكر في هذا الحديث ساق باسناده رحمه الله عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قفل من غزو او حج او عمرة وهذه هي اسفاره صلوات الله وسلامه عليه. فلم يكن سفره الا سفر طاعة. لم يحفظ عنه انه سافر سفرا لغير ذلك فكل اسفاره صلوات الله وسلامه عليه هي اما في حج او عمرة او غزو وجهاد في سبيل الله يقول كان اذا قفل اي رجع من سفر من غزو او حج او عمرة يكبر على كل شرف من الارض ثلاث تكبيرات يكبر ان يقول الله اكبر يقول الله اكبر سواء قال الله اكبر او قال الله اكبر كبيرا او قال الله واكبر الله اكبر وكرره. المقصود انه يكبر ثلاث تكبيرات والمتبادل انه يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر فقوله يكبر ثلاث تكبيرات اي يكرر التكبير وقوله على كل شرف من الارض اي على كل مكان مرتفع من الارض فكلما ارتفع في مكان كبر ثلاثا قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر ومناسبة التكبير ثلاثا عند علو الانسان على مكان هو ان علو المكان قد يرافقه علو النفس بان يعلو الانسان وتكبر نفسه انه على وارتفع فكان حريا ان يذكر نفسه بان الله اكبر حتى يزول من قلبه كل علو وكبر فالله تعالى يقول تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين وهذا من علاج النفس بذكر الله عز وجل عند مواطن ما يمكن ان يتسرب الشيطان الى الانسان فيغتر فان العلو في المكانة والمكان قد يكون سببا لتوهم الارتفاع على الخلق او السمو عليهم او القدرة او ما الى ذلك فذكر بالتكبير حتى تنكسر نفسه عن ذلك اعلم ان الله اكبر من كل شيء فمهما سمى فالله اكبر منه واعلى جل في علاه. لذلك قال يكبر على كل شرف من ارض ثلاثة تكبيرات يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر. ثم يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له. وهذه كلمة التوحيد مفصلة لا اله الا الله بها يثبت انه لا يستحق العبادة سواه لا يستحق العبادة سوى الله. قوله وحده هذا تأكيد للتوحيد وان الله هو المستحق للعبادة. وقوله لا شريك له تأكيد لبطلان عبادة ما سوى الله جل في علاه فهذه الجملة مكونة من اثبات ونفي لا اله نفي الا الله اثبات لا اله نفي لكل من يعبد من من دون الله الا الله اثبات العبادة له وحده لا شريك له ثم جاء التأكيد للنفي والاثبات تأكيد الاثبات في قوله ها وحده وحده وتأكيد انه في وين؟ لا شريك له لا شريك له. فكانت هذه الجملة اثبات ونهي وتوكيد لذلك بقوله وحده لا شريك له ثم قال له الملك وله الحمد له الملك ولم يقل الملك له بل قال له الملك وله الحمد ومقتضى ان له الملك انه منفرد به فتقديم ما حقه التأخير يفيد ايش؟ يفيد الحصر والقصر له الملك ليس لغيره وهذا من من اساليب الحصر والقصر في لغة العرب له الملك فليس لاحد سواه ملك جل في علاه الا له الخلق والامر جل في علاه؟ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار؟ وانما جاء الجواب عن يوم القيامة لانه الذي يظهر وفيها انه لا ملك الا لله عز وجل. اما في الدنيا فقد يتوهم بعض الناس انه يملك فالانسان الذي يملك هذا يظن انه مالك له الحقيقة ان كل ملك في الدنيا لكل مالك فهو ملك قاصر ملك قاصر مسبوق بالعدم ومتبوع بالزوال. هذا من حيث الاستمرار. مسبوق بالعدم فانت قبله لا تملك شيئا ويلحقه الزوال سيرتفع ملكك عنه ثم انه في اثناء الملك ليس لكم مطلق التصرف ليس لك مطلق التصرف بل انت لو تصرفت به خلاف ما امرك الله تعالى كان ذلك وزرا عليك تعاقب عليه. فهل يكون هذا ملكا مطلق؟ فهل يكون هذا ملكا مطلقا؟ الجواب لا. هو ملك ناقص قاصر ولذلك الملك التام الكامل لله جل في علاه. له الملك وله الحمد اي له الحمد وهو الثناء المقرون بالمحبة والتعظيم هذا معنى الحمد الحمد هو ذكر المحمود ذكر الله محبة وتعظيما وهو على كل كل شيء قدير وهذا اثبات كمال قدرته جل في علاه فهو على كل شيء قدير لا يعجزه شيء جل في علاه سبحانه وبحمده. بعد ذلك بعد هذا التمجيد والتحميد. كل هذا ذكر بتمجيد وتحميده والثناء عليه وتقديسه وهذا من اعظم الدعاء من اعظم الدعاء ان تثني على الله فثناؤك على الله يبلغك من الامال والاماني ما تدركه بسؤالك ولذلك جاء في سنن ابي داوود من حديث ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من اشغله فكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين ليش؟ اشغله ذكري يعني اشتغل بتمجيد الله وذكره وحمده وتسبيحه عن ان يقول يا ربي اعطني كذا واعطني كذا اشغله هذا عن هذا لانه اذا تعرض لله بالثناء عليه كان ذلك موجبا لعطاء الله على اكمل وجه. اذا كان البشر يقال في حقهم قيل كما قال امية بن ابي اسطلط لعبدالله بن جدعان ااذكر حاجتي ام قد كفاني حباؤك يعني عطاءك ااذكر حاجتي ام قد كفاني حباؤك؟ ان شيمتك الحباء اذا اثنى عليك المرء يوما كفاه من الثناء والان تأتي الواحد عنده اموال وعنده عطاء وعنده ما تقول عطني كذا تقول انت ما اكرمك وانت ما شاء الله عليك يذكرونك الناس بخير وكذا وكذا وكذا من من الثناء عليه ويكون هذا سببا للعطاء. فلا تذكر مسألة لكن تثني عليه هذا اذا كان في المخلوق فكيف بالله الذي بيده ملكوت كل شيء الذي جل في علاه يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء لهذا لا تستعظم شيئا تسأله الله كما عنده اعظم وما عنده اكبر ولا ينقصه ولا ينقص مما عنده شيء لو اعطى كل سائل مسألته الا كما ينقص المخيط اذا وضع في الماء كما جاء في في الصحيح المقصود ان بعد انه بعد الثناء جاء بالتوسل الى الله بالحال وانتبه لهذا المعنى التوسل الى الله يكون بالثناء عليه ويكون ايضا بوسط حالك وصف الحال مما يوجب العطاء مثاله في القرآن قول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. سأل قال يا ربي اعطني كذا امني من الخوف؟ لا انما اثنى على الله فقط. ربي اني لما انزلت عفوا. اثني على الله بالربوبية ثم حاله على وجه الافتقار اني لما انزلت الي من خير فقير. ومثله دعاء دعاء ذي النون. فماذا قال ذي النون؟ لا اله الا انت هذا توسل الى الله عز وجل بتوحيده وتمجيده جل في علاه ثم قال اني كنت من الظالمين. الاقرار بالظلم والافتقار الى الله بوصف الحال. هنا كذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد وهو على كل شيء قدير اائب اي عائدون راجعون الى الله عز وجل تائبون اي من كل ذنب وخطيئة عابدون اي يحققون العبودية له بالاشتغال بمراظيه ساجدون ذكر السجود بعد العبادة لانها من ابرز صور العبودية السجود اقرب ما يكون عبد من ربه وهو ساجد فالسجود من اعظم الصور التي تظهر فيها العبودية لله والذل له جل في علاه طبعا هذا لمن سجد بقلبه اما من سجد بقالبه بعيد فهذا حقق شيئا من العبودية لكن لا يتم ذلك على وجه الكمال الا اذا اقترن القلب بالقالب فجمع بينهما ساجدون لربنا حامدون اعاد الحمد لانه المتفضل بهذه الصفات. من الذي تفضل عليك بالعبادة بالسجود بالتوبة؟ هو الله جل في علاه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا استشعار ان ذلك بنعمته وفضله واحسانه مما ينشط العبد على مزيد التقرب والا يغتر بعمله ففظل الله عليك هو الذي من عليك بهذه الاعمال ولذلك قال لربنا حامدون ما يسر لنا من الاعمال الصالحة من جهاد وغزو وآآ حج وعمرة وبر وتعلم وتعليم وما اشبه ذلك. صدق الله وعده وهذا عود للثناء على الله عز وجل وذكر صدق الله وعده لماذا؟ لانه استشعار بان هذا الذكر لن يظيع اجره. وهذا العمل لن يذهب هباء ان الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. ونحن نحتاج الى ان نتذكر هذا عندما نعمل صالحا ان نتذكر انه محفوظ وانه لا يظيع وان الله سيجزينا عليه ما وعدنا جل في علاه. ولذلك ذكر الوعد في ثنايا الذكر بعد هذا العمل من حج او جهاد او آآ عمرة قال صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده وهذا توسع قل الى الله عز وجل بجليل صفاته وجميل افعاله جل في علاه هذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله في عوده هل هذا يشرع فقط في العودة من اعمال العبادية او العودة في كل سفر من كل سفر من العلماء من يقول ان هذا مشروع في الاعمال في الاسفار العبادية في اسفار طاعة والذي يظهر والله تعالى اعلم انه يتأكد في اسفل الطاعة ولكن يقال في سفر الطاعة وفي غيره فهو ذكر حسن جميل يتعبد فيه الانسان لله عز وجل ولهذا اوصيكم يا اخوان يا ايها الحجاج والمعتمرون ومن جاء لهذه الدورة او طلب العلم او جاء لطلب العلم ان يذكر الله عز وجل بهذا الذكر عندما يرجع الى بلده في كل ارتفاع اذا علوت شرفا اذا طارت بك وارتفعت قل الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اعيبون تائبون عابدون آآ ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده فيه من الفوائد جواز السجع في الدعاء اذا لم يكن متكلفا. اما اذا كان السجع متكلفا يؤتى فيه بمعان لاجل فقط ظبط الاواخر في الكلمات حتى تكون مسيوعة فهذا مما ذمه آآ السلف وجاء فيه حديث ينهى عنه وان كان في اسناده مقال لكنه من التكلف والتعمق الذي نهت عنه الشريعة هذا بعض ما في هذا الحديث بعد ذلك قال المصنف رحمه الله قال المصنف رحمه الله تعالى باب استقبال الحاج القادمين والثلاثة على الدابة قال حدثنا معلق ابن اسد قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا خالد عن عكر وجع ابن عباس رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته غيليمة عبد المطلب فهذل واحدا بين يديه وآخر خلفه. باب استقبال الحاج القادم القادمين. الحاج القادمين والثلاثة على الدابة. ذكر مسألتين في هذه الترجمة. اولا مشروعية استقبال الحاج والمقصود به استقبال الحاج عند قدومه الى مكة. وكذلك استقباله فيما يظهر عند عوده. وان كان الخبر في استقباله عند قدومه لكن يشمل المعنى استقباله عند قدومه وعند رجوعه. وان كان الحديث في في الاستقبال عند القدوم والمسألة الثانية جواز الارداء ارداف ركوب الثلاثة جواز ركوب الثلاثة على الدابة. ساق باسناده عن عبد الله ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة ولم يذكر متى هذا القدوم وذا ظاهر السياق انه لما قدمها في حجة الوداع صلوات الله وسلامه عليه حيث قال المصنف باب استقبال الحاج فقد جاء ذلك في بعض الروايات المبينة ان هذا القدوم الذي جرى في هذا الحدث كان في قدوم النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع. استقبل لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته اغيلمة بني عبد المطلب. استقبل اي استقبلت النبي صلى الله عليه وسلم غيلمة. وغيلمة جمع غلمة وغلمة جمع غلام. والغلام المقصود به من لم يبلغ من الصغار من الاطفال فهم الصبيان وقيل اغيلمة تصغير غلمة وليس جمعا له والامر في هذا قريب. والمقصود انه اقبله جمع من الصبيان ففرح بهم النبي صلى الله عليه وسلم دليل انه فرح بهم انه حمل واحدا بين يديه واخر خلفه فصاروا ثلاثة على الدابة على راحلته صلوات الله وسلامه عليه. فحمل ثلاثة على راحلته صلى الله عليه وسلم. فحمل واحدا بين يديه واخر خلفه وهذا يدل على ما ذكر المصنف من مشروعية استقبال الحاج القادم وكذا استقبال من جاء لطاعة وكذا استقباله عند الرجوع كل ذلك مندرج في معنى ما في الحديث ووجه مشروعية ذلك ان اقره ومعلوم ان السنة تثبت بالقول وبالفعل ها وبالاقرار وهذا من امثلة السنة حيث اقرهم النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بهم فحمل اثنين منهم على راحلته صلوات الله وسلامه عليه. وفيه من واحد جواز ركوب اكثر من واحد على الدابة ان كانت تطيق. فالصبيان والاغغيرمة حملهم خفيف ولذلك حمل النبي صلى الله عليه وسلم واحدا بين يديه واخر خلفه. وفيه لطف النبي صلى الله عليه وسلم بامته الصغار منهم حيث كافأهم على استقباله بهذه المكافأة ان حملهم على الدابة وفي هذا ادخال السرور على الصغار والعناية بهم وعدم الغفلة عن اكرامهم في الاكرام. هذا ما يتصل به هذا الحديث من فوائد ننتقل للذي يليه قال حدثنا احمد ابن الحجاج قال حدثنا انس عن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج الى مكة يصلي في مسجد الشجرة. واذا رجع صلى بذي الحذيفة بفضل ومات حتى يصبح باب القدوم بالغداة اي باب مشروعية ان يقدم المسافر على اهله في اول النهار والا يغشاهم في وقت غرتهم وساق في ذلك حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج الى مكة يصلي في مسجد الشجرة والمقصود في الشجرة مسجد ذي الحليفة وهو مكان صلاته التي امره الله تعالى بها كما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن عن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني الليلة ات من ربي وقال صلي في هذا المبارك وقل عمرة في حجة. فمسجد الشجرة اي المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم حيث امره الله تعالى ان يصلي في في وادي ذي الحليفة واذا رجع اي اذا رجع من حج او عمرة صلى بذي الحليفة ببطن الوادي اي صلى ببطن الوادي وبات اي ونام في هذا المكان حتى يصبح فيقدم على اهله قد نهارا في اول النهار ولا يغشاهم ليلا هو وهو ومن معه من اصحابه رضي الله تعالى عنهم. وهذا سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي تقريره في الباب الذي يليه هذا الحديث فيه مشروعية الصلاة في وادي ذي الحليفة سواء كان ذلك في الاحرام بحج او عمرة او في الرجوع الى المدينة وقد نص على ذلك الامام مالك رحمه الله حيث قال في موطأه لا ينبغي لاحد ان يتجاوز المعرس اذا قفل حتى يصلي والمعرص مكان التعريس وهو مكان نزول المسافر مكان نزول المسافر وهو اسم يطلق على الوادي. وادي العقيق وهو وادي المبارك كما جاء في الصحيحين حديث عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني الليلة ات من ربي وقال صلي في هذا الوادي المبارك فوادي مبارك ولذلك شرعت الصلاة فيه. وقد استحب ذلك الامام الشافعي رحمه الله لكن لم يأمر به قال ابو حنيفة رحمه الله من مر بالمعرس من ذي الحليفة فان احب ان يعرس به حتى يصلي فعل وليس ذلك عليها اي ليس لازما. لان الصيغة جاءت آآ في الحديث على وجه الامر اتاني ات من رب الليلة فقال صلي في هذا الوادي المبارك بينوا ان الامر في ذلك ليس على وجه الوجوب بل هو على وجه احباب ان فعل فحسن وان لم يفعل فلا شيء عليه ثم قال رحمه الله باب الدخول بالعشي باب الدخول بالمشي قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا همه عن اسحاق ابن عبدالله ابن ابي طلحة عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرب اهله كان لا يدخل الا بذرة او عشية. الذي يليه. بعضنا يضرب اهله اذا بلغ المدينة قال حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال حدثنا شعبة عن محلف عن جابر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرق اهله ليلا. هذان الحديث ان فيهما حكم الدخول في العشي حيث وكذلك حكم الدخول في الليل. الحديث الاول حديث انس كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق اهله. اي لا يدخلهم فجأة. هذا معنى لا اهله فالطرق هو الدخول على وجه البغتة والغفلة. كان لا يدخل الا غدوة او عشية كان لا يدخل الا غدوة او عشية اي لا يدخل الا حال او اول النهار او بعد الظهر فالعشي يطلق على ما بعد الظهر الى الليل وفي الحديث الذي يليه في الباب الذي يليه قال باب لا يطرق اهله اذا بلغ المدينة اي لا يفجعهم بالدخول ثم ذكر حديث جابر نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرق اهله ليلا اي نهى الرجل الغائب اذا رجع ان يترك اهله ليلة وذلك انه يفجأهم على حال لا يكونون مستعدين له ولذلك جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طرق الرجل اهله ليلا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة اي حتى تتهيأ له زوجته ويتهيأ له اهله بما يناسب من الاستقبال. وهذا كله فيما اذا كان مجيئه غير معلوم اما اذا كان معلوما اما باتصال او باخبار او بتوقع او ما اشبه ذلك من وسائل العلم فانه يأتي متى شاء لانه لان العلم عندهم وانما الكلام فيما اذا كان يأتي على حين غفلة. فانه ينبغي له ان يخبرهم قبل ذلك حتى يتهيأوا له هذا ما يتصل بهذين البابين ثم ذكر المصنف رحمه الله باب قال المصنف رحمه الله تعالى باب من اسرع ناقته اذا بلغ المدينة. قال حدثنا سعيد ابن ابي وقال اخبرنا محمد ابن جعفر قال اخبرني فويت انه سمع انس رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم اذا قدم من سفر فابصر درجات المدينة او ضع علاقتهم وان كان الدابة حركها قال ابو عبد الله زادا الحارث بن عمير عن عميد قال حدثنا قتيبة قال حدثنا إسماعيل عن انس قال جدرات تابعهم الحارث ابن عمي. باب من اسرع ناقته اذا بلغ المدينة هذه الترجمة بين فيها ان اسراع الانسان اذا اقبل على المدينة والمقصود اثرب له اصل وذكر فيه باسناده من حديث انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قدم من سفر اي رجع الى المدينة محل وهي محل اقامته فابصر درجات للمدينة درجات المدينة اي اماكنها العالية المرتفعة جمع درجة وهي ما علا وارتفع من الشيء. فابصر درجات المدينة اوظع ناقته. اوظع ناقته اي جعلها تسرع فالايضاع هو الاسراع في السير وان كانت دابة اي حمارا ونحوه حركها اي امرها ما يكون سببا لاسراعها في السير فقوله اوظع ناقته اي اسرع بها سيرا وهذا هو ما ترجم اليه ترجم به المصنف رحمه الله. وحركها اي فزع على سرعة المجيء. وفي رواية حميد وهي عند البخاري ايضا. قال ابو عبد الله زاد الحارث ابن عمير عن حميد في هذا الحديث حركها اي حرك الدابة من حبها اي من حب النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة فقوله من بيانية اي سبب ذلك حبه صلوات الله وسلامه عليه للمدينة في رواية قال جدرات اي اذا ابصر جدرات وليست درجات. فالرواية الثانية جدرات قدرات جمع جدر وهي الجدر التي آآ يتبين بها عامر البلد فاذا رأى جدرات المدينة صلوات الله وسلامه عليه حث السير حث سير راحلته الى البلد هذا الحديث فيه بيان مشروعية السير في العودة الى البلد اذا قاربها. والجد في الدخول لما في ذلك من موافقة النفس في الوصول الى مكان الراحة والاطمئنان والامان وفيه من الفوائد ان محبة مكان الاقامة شيء جبلي فطري طبيعي. وانما يذم اذا كان مانعا مما ما امر الله تعالى به ورسوله. اما اذا كان لا يفضي الى معارضة امر الله ورسوله فان ذلك امر طبيعي. هذا في عموم الاوطان فكيف اذا كان ذاك مكان فاضل وفيه ميزة وسمة مكة والمدينة بالتأكيد ان ذلك له مزية فحبها يكون راجحا لاجل بما فيها من محبة الله وتخصيص الله جل وعلا هاتين البقعتين بما خصهما به من الفضائل هل يمكن ان يقال ان تحريك النبي صلى الله عليه وسلم ناقته اذا رأى جدر المدينة لامر طبيعي او بامر ديني من العلماء من قال هذا لامر ديني لان المدينة احب البقاع الى الله. حتى انها حتى انهم قالوا انها افضل مكة ولذلك لم يفعل ذلك في مجيئه الى مكة وانما فعله عندما سار الى المدينة والى هذا اي تفضيل المدينة على مكة ذهب جماعة من اهل العلم منهم الامام مالك رحمه الله. وذهب جماهير العلماء الى ان افضل البقاع على البسيطة مكة الحرم المسجد الحرام هو افضل البقاع وهو افضل من المدينة وهذا هو الاقرب الى الصواب فان خصائص هذه البقعة سابقة حرمها الله تعالى يوم خلق السماوات والارض. واما الذين فتحيمها وفضائلها انما ثبتت بعد ذلك. بعد هجرة النبي صلى الله عليه وبقوله صلوات الله وسلامه عليه فالمقصود ان الظاهر في اسراع النبي صلى الله عليه وسلم في سيره عندما اقبل على المدينة ليس لامر ديني خالص لانه لم يفعله عندما قدم على الى مكة وهي احب البقاع الى الله وانما هو لامر جبلي طبيعي حيث حببت اليه المدينة صلوات الله وسلامه عليه. فان النبي لما اخرج خرج اخرجه قومه دعا الله تعالى ان حبب اليهم والى اصحابه المدينة وهذا ما حصل له صلوات الله وسلامه عليه واصحابه فانهم حبا عظيما هذا ما يتصل بهذا الباب الباب الذي يليه قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق. قال سمعت البراء رضيعها نزلت هذه الآية فينا كانت الانصار اذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل ومن بيوتهم ولكن من ظهورها. فجاء رجل من الانصار فدخل من قبل بابه فكأنه نعير بذلك فنزلت وليس هذا الباب فيه بيان سبب نزول هذه الاية وهي قوله تعالى واتوا البيوت من ابوابها. ايدخلوها من مداخلها المعهودة لا من جهات غير معهودة ولا مألوفة. وذكر ما باسناد ما نقله البراء قال نزلت هذه الاية فينا اي الانصار كانت الانصار اذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل ابواب بيوتهم وهذا من من جهلهم. سوء اختيارهم حيث انهم يأتون من هذه الرحلة العظيمة المباركة. فيكون دخولهم على نحو السراق واصحاب الجنايات لا يدخلون منها ابواب انما يدخلون من الخلف ويتسورون الجدر للدخول. قال ان يدخلوا من قبل ابواب بيوتهم ولكن من ظهورها سواء ابواب منزوية او يتسورون ذلك وهو الغالب في احوالهم انهم يتسورون اي يعلون البيوت من اسوارها. فدخل قال فجاء رجل من الانصار فدخل من قبل بابه. فكأنه عير بذلك على خلاف ما كان لانه خالف ما كان عليه عمل اهل جهته. فنزلت وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من واتوا البيوت من ابوابها فهذا سبب نزولها. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده معرفة اسباب النزول وان معرفة اسباب النزول يتبين بها بعض معاني الايات. وفيه من الفوائد ان الحج صالح يستوجب ان يأتي الانسان فيه من جهة الباب والمدخل المعروف لا من الخلف كما كان يفعله الجاهليون. هذه بعض ما في هذا الحديث من الفوائد وفي فوائد اخرى لكن شدة وجع صفية بنتي صفية بنت ابي عبيد زوجة ابن عمر رضي الله تعالى عنه فبلغه انها وجعت وجعا شديدا فاسرع السيل اي فرجع رجوعا سريعا حتى كان بعد غروب الشفقة يضيق عن الوقوف عليها نأخذ اخر باب ذكره المصنف رحمه الله في باب العمرة وهو باب السفر باب للسفر قطعة من العذاب. قال المصنف رحمه الله تعالى باب السفر بضعة من العذاب. قال حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا مالك عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال السفر بضعة من العذاب يمنع احد لكم طعامه وشرابه ونومه. فاذا قضى نهمته فليعجل الى اهله قال المصنف رحمه الله تعالى باب المسافر اذا جد به السيء يعجل الى اهله. قال حدث سعيد بن ابي هريرة قال اخبرنا محمد بن جعفر قال اخبرني زيد ابن اسلم عن ابيه قال كنت مع النبي قال كنت مع عبد الله ابن رضي الله عنهما بطريق مكة فبلغه عن صبية بنت ابي عبيد جدة وجع واسرع السير حتى كان بعد غروب الشمس نزل فصلى المغرب وبعثة جمع بينهما. قال اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اذا وجمع بينهما. هذان البابان ختم بهما المصنف رحمه الله كتاب الحج وابواب لان الحج والعمرة يتظمنان مفارقة الوطن ومفارقة الاهل في الغالب. فجاء بيان ما يتعلق بالتعجيل في الرجوع عند انقضاء الحاجة. قال باب السفر قطعة من العذاب. قطعة اي جزء والقطعة قد تكون للشيء الحسي كما تكون للشيء المعنوي فقطعة الشيء هي جزءه وبعضه ونوعه ولون منه. فقوله السفر قطعة من العذاب اي صورة من صور العذاب ونوع من انواع العذاب والعذاب المقصود به هنا الالم وليس المقصود بالعذاب هنا العقوبة لان العذاب يطلق ويكون عقوبة ويطلق ويراد به الالم ولو لم يكن عقوبة. ومنه هذا الخبر حيث ساق باسناده حيث ان المصنف ساق باسناده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذاب اي صورة من صور العذاب ثم بين ذلك على وجه يندفع ان يكون السفر عقوبة لان الانسان يسافر في الحج وليس ذلك عقوبة ويسافر في العمرة وليس ذلك عقوبة ويسافر في انواع من الاسفار العبادية بل حتى المباحة وليس ذلك عقوبة. قال يمنع احدكم طعامه وشرابه ونومه. هذا وجه كونه عذابا. ان الانسان يخرج فيه عن المألوف. المعتاد المعهود في شأن مأكلا ومشربا ومناما. لا من حيث وقت النوم ولا من حيث مكانه. وهيئته فاذا قظى نهمته اي اذا قضى حاجته وبلغ في وبلغ من السفر مراده فليعجل الى اهله اي فليبادر في العودة الى اهله. هذا معنى فاليعجل الى اهله ان يبادر. ولا يتأخر في الرجوع الى اهله. بل يبادر ما استطاع الى ذلك وقتا وزمانا. فليعجل الى اهله اي فليعجل الرجوع وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان السفر مهما كان منعما ومرفها فانه لا يخلو من الخروج عن المألوف في غالب احوال الناس. اما في مأكل او في مشرب او في ملبس او في منام او في هيئة او في تواصل فهو خروج عن المألوف وفي الخروج عن المألوف الم فيه من الفوائد استحباب الرجوع والتعجيل به استحباب تعجيل الرجوع عند قضاء الحاجة سواء كان ذلك في سفر طاعة او في سفر سفر مباح فان فانه اذا كان في سفر الطاعة يندب له الرجوع والمبادرة الى الرجوع الى اهله فان غير فان غيرهم من الاسفار من باب اولى. وهذا ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما فرغ من اعمال الحج رمي جمرة العقبة او برمي الجمار بعد الزوال من يوم الثالث عشر خرج صلوات الله وسلامه عليه ونزل بالمحصن فلما شيئا من الليل ارتحل وطاف صلوات الله وسلامه عليه هو واصحابه ثم صلى الفجر في عند البيت ثم انصرف الى المدينة في في صبيحة اليوم الرابع عشر من ذي الحجة. وهذا تصديق لما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله السفر قطعة من العذاب يمنع احدكم طعامه وشرابه ونومه فاذا قضى نعمته فليعجل الى اهله اي فليبادر رجوع الى اهله الباب الاخير الذي ذكره المصنف رحمه الله في باب الحج والعمرة باب المسافر اذا جد به السير يعجل الى اهله. هناك المبادرة تراه في الرجوع وهنا انه ينبغي في السفر ان لا يطيل مدته في الرجوع بل يبادر في ان يكون سفره قصيرا حتى يرجع الى اهله. ساق باسناده عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه. فيما حكاه عنه اسلم قال كنت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنه بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت ابي عبيد شدة وجع نزل فصلى المغرب والعتمة والعتمة اسم للعشاء وان كان اسما مكروها لكنه انما يكره عندما يضيع الاسم الشرعي. ولذلك قال صلوات الله وسلامه عليه لاصحابه لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم العشاء فانهم يسمونها العتمة وبه يعلم ان النهي عن استعمال هذا الاسم لصلاة العشاء انما هو اذا غلب على الاسم الشرعي اذا غلب وغيب الاسم الشرعي قال جمع بينهما اي نزل وصلى المغرب والعشاء لاجل ان يواصل في سيره ثم قال اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اذا جد به السير اخر المغرب وجمع بينهما اذا جد به السير يعني اذا مشى مشيا آآ متواصلا اخذه المسير فانه لا ينزل عند غروب الشمس بل يمضي حتى اذا اراد ان ينيخ اناخ هو واصحابه بعد الوقت الذي يحتاجه في مسيره. ولذلك قال اخر المغرب اي لم يصلها في وقته وجمع بينهما اي بين المغرب والعشاء. وبهذا يكون قد انتهى ما ذكره المصنف رحمه الله من الاحاديث والاثار في باب ابواب العمرة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يفتح لنا ابواب معرفته وان يرزقنا العلم به والعلم بشرعه وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين غير الضالين ولا المضلين وان يسلك الى سبيل الرشاد وان يوفقنا الى ما يحبه من الاعمال ظاهرا وباطنا وان يحسن لنا العاقبة والخاتمة وان يصلح احوالنا عموما وخصوصا وان يصلح احوال المسلمين حيث كانوا وان يولي عليهم خيارهم وان يكفيهم شر الفتن والزلازل والبلايا والمحن قتل وان يجمع شملهم على الطاعة والاحسان وان يظهر السنة واهلها ويذل البدعة ومن دعا لها نسأله بعزه ان يحفظ هذه البلاد وولاة وعلمائها وسائر بلاد المسلمين وان يوفقنا واياكم الى ما يحب ويرضى وفي ختام هذه الدورة نشكر الله جل وعلى ما يسر من هذه المجالس المباركة في هذه الايام آآ الماضية الخالية ونسأله جل وعلا ان يجزي اخواننا القائمين على تنسيق هذه الدروس وتنظيمها وترتيبها خيرا وان يعظم لهم الاجر والمثوبة ابتداء اه معالي رئيس شؤون الحرمين الشيخ اه الدكتور عبدالرحمن بن اه عبدالعزيز السديس وكذلك بقية الاخوة المشرفون آآ كل بجهده آآ دكتور حسن بخاري وآآ مدير التوجيه والاشراف الشيخ آآ سلمان المقوشي والاخوة في التوجيه وكذلك قناة مكة نسأل الله ان يكتب لهم الاجر والمثوبة وحقهم علينا ان ندعوا لهم ان يسروا لنا الارتقاء بكم وسماع هذه الدروس التي اسأل الله ان يجعلها في موازين الحسنات وان نفرح بها يوم نلقاه ان ينجينا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله وسلم على نبينا محمد