يحتمل انه يدعو في صلاة صلاها اما صلاة فرض واما صلاة نفل. ويحتمل ان يكون المراد بالدعاء هنا يدعو في دعاء له لكن الاقرب والله تعالى اعلم انه يدعو في الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى تركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان اذكار الصلاة مما ينبغي للمؤمن ان يعتني بها من جهتين الجهة الاولى ان يعتني بمعرفة ما هي الاذكار التي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقولها في صلاته فانها اطيب الذكر واكمله وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله عز وجل جوامع الكلم كما جاء ذلك في الصحيح من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيما ذكر مما اوتيه؟ قال اوتيت خمسا لم اوتيته خمسا لم يؤتهن احد من الانبياء قبلي وذكر منها جوامع الكلم فكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم على لفظ تام كامل من حيث طيب الالفاظ وحسنها ومن حيث جمعها لخير الدنيا والاخرة الامر الثاني ان هذه ادعية التي يقولها الانسان مما اثر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يؤجر عليه من جهة اتباع السنة فهو يدرك بذلك تمام الخير وكمال ويدرك كماله ويدرك ايضا الاجر باتباع السنة فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وللانسان من الاجر بقدر ما يكون من الاتباع للاثر والسير على هدي سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جدير بالمؤمن ان يتعلم ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم امته وما حفظ عنه من الاذكار عموما ومن اذكار الصلاة خصوصا. فان من الناس من يأتي بالذكر على وجه غير متبع للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا وان كان في الاذكار التي لا تجب جائزا. لكنه نقص عن الكمال فان الكمال في اتباع سيد الاولين والاخرين صلوات الله وسلامه عليه كذلك الاجر والمثوبة في ان يقول الانسان كقوله وان يسير على نهجه. نواصل ما قرأناه في ما يتعلق بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم تبعنا الله اثاره وسلك بنا سبيلا وجمعنا في جنة عدن في مقعد صدق عند ملك مقتدر. اللهم امين نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال ابن حجر رحمه الله وعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه سلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عجل هذا ثم دعاه فقال اذا صلى احدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء. رواه واحمد والثلاثة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم هذا الحديث حديث فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه رواه الامام احمد والثلاثة وهم ابو داوود داود والترمذي والنسائي وقد رووه من طريق ابي علي عمرو بن مالك انه سمع فضالة ابن عبيد رضي الله تعالى عنه وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ولم يبين من هو الرجل لان الشأن في القصة والحدث لا في من وقع منه ذلك وهذا كثير في الاحاديث يطوى ذكر صاحب القصة لان العبرة بالخبر لا بالشخص الذي وقع منه ذلك ويعتني بعض العلماء بتعيين ذلك من خلال جمع الروايات والنظر في الوارد الا ان هذا من ملح العلم وفضوله. وليس من اصوله ومهماته. ولهذا ينبغي الا يصرف الانسان في ذلك وقتا فالعلم ان طلبته كثير والعمر في تحصيله قصير يبدأ الانسان منه بالاهم فالمهم. سمع رجلا يدعو في صلاته. في صلاته صلاة اما صلاة فرض واما صلاة نفل سمعه صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اي لم نقدم في دعائه بحمد الله عز وجل والثناء عليه وذكري بالجميل ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اي لم يقل اللهم صلي على محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معلقا على ما سمع من الرجل في صلاته من دعاء قال صلى الله عليه وسلم عجل هذا عاجل اي استعجل في دعائه قبل ان يأتي بما ينبغي ان بين يدي الدعاء هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم عجل هذا اي انه بادر الى ما يريد من السؤال والطلب قبل ان يقدم بين ذلك ما يكون من موجبات القبول ومن اداب الدعاء والسؤال فقال صلى الله عليه وسلم عجل هذا اي استعجل في تقديم سؤاله قبل ان يأتي بما يكون قبل السؤال ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم قال فضالة ثم قال فضالة رضي الله تعالى عنه ثم دعاه اين النبي صلى الله عليه وسلم دعا هذا الرجل فجاء اليه فقال له صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه. هكذا خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليمه وتوجيهه وهذا من حسن التعليم البين الظاهر. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف الرجل. ولم يذكر في ما يكون منفرا له بل حتى في الاسلوب والتوجيه كان معمما فلم يقل له اخطأت او كان الاولى بك ان تفعل كذا او اذا صليت فافعل كذا وكذا بل قال اذا صلى احدكم وهذا في غاية اللطف في التعليم لانه تنبيه لا يتوجه الى فعل الرجل ذاته ولا الى شخصه بل هو توجيه عام وهذا يشبه ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينبه الى خطأ او غلط فانه لم يكن نسمي اصحابه بل كان يقول ما بال اقوام فيأتي بالاستنكار والتصحيح للخطأ دون تعيين الاشخاص او توجيه الخطاب لهم مباشرة. ومعلوم ان توجيه الخطاب الى المخطئ قد يكون سببا يحول بينه وبين القبول. بخلاف ما اذا كان التوجيه لا يخاطب الشخص نفسه لا يخاطب الشخص نفسه في الخطأ الذي صدر منه فان ذلك من دواعي القبول ليعلم انه لا يقصد لا يقصد بذاته وليس الغرض تتبع زلاته بل الغرض التصحيح والتصوير منه او من غيره اذا صلى احدكم اي اذا كان في صلاة ودعا ويحتمل ان هذا عام في كل دعاء سواء كان ذلك في الصلاة او في غيرها فيكون المعنى اذا دعا احدكم اذا دعا احدكم لان الدعاء يسمى صلاة وهذا جار في لسان العرب وقد استماله الشارع في بعظ المواظع اطلق على الدعاء صلاته ومن ذلك ما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة اذا دعا اذا دعي احدكم وهو صائم فليجب وليصلي. فليأتي مجيبا للدعوة وليصلي اي ليصلي على من دعاه بان يدعو له من دعاه الى وليمة او نحو ذلك. فالمقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم يحتمل اذا صلى الصلاة المعهودة المفتتة بالتكبير والمختتمة بالتسليم ويحتمل انه اذا صلى احدكم يعني اذا دعا احدكم دعاء فليبدأ بتحميد ربه اي بحمد الله تعالى هذا معنى تحميد ربه وهذا يشمل تحميد بقول الحمد لله او بما يكون في معنى الحمد من التمجيد والتقديس والثناء ونحو ذلك ثم قال صلى الله عليه وسلم والثناء عليه بتحميد ربه اي بقول الحمد لله او ما يقوم قام من الالفاظ والكلمات والثناء عليها هذا اما ان يكون من عطف العام على الخاص لان الثناء يكون بالحمد وبغيره واما ان يكون المراد به ذكر مزيد من التمجيد والتقديس. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فاذا قال العبد الحمد لله رب قال الله عز وجل حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي ففرق بين الحمد والثناء والفرق بين الحمد والثناء ان الحمد ذكر المحمود بصلاة بصفات الكمال ذكر محمود بصفات الكمال محبة وتعظيما. واما الثناء فتكرار ذلك. واعادته وذكره بالجميل. فانه ثناء. ومن ذلك قول الرحمن الرحيم. فانه عود في الثناء على الله عز وجل وذكره بالجميل سبحانه وبحمده ولذلك قال الله عز وجل اثنى عليه عبدي ففرق ما بين الحمد والثناء وعلى كل حال المقصود بهذا ان يفتتح الانسان الذكر الانسان الدعاء بحمد الله وذكره بالجميل تكرارا. فان ذلك من اداب الدعاء ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم يصلي علي. اي يعقب هذا ان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم. ومعنى ان يصلي عليه اي ان يقول اللهم صلي على محمد وسيأتي بيان ذلك في الحديث القادم ان شاء الله تعالى. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء اي ثم يسأل الله عز وجل ما شاء من المسائل. وقوله ثم يدعو ما شاء اي يسأل الله تعالى ما يحل له سؤاله او ما يجب عليه سؤاله. فان منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب ومنه ما هو جائز. الدعاء الواجب هو سؤال الهداية ولذلك فرضه الله تعالى على كل مؤمن ومؤمنة. في كل صلاة ان يسألوا الله الهداية اما لفظا واما تأمينا. اهدنا الصراط المستقيم. فان هذا دعاء واجب على كل مؤمن ومؤمنة لانه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وحتى فيما اذا لم يقرأ فانه امن على دعاء الامام اذا كان في الصلاة الجهرية والتأمين دعاء ولذلك قال الله تعالى في دعوة موسى لما دعا على فرعون وقومه قال قد اجيبت دعوتكما مع ان الداعي لم يذكر الله عز وجل الا موسى ولم يذكر دعاء غيره لكن قال العلماء المقصود بقوله قد اجيبت دعوتكما دعوة موسى وهارون. ودعاء هارون كان بالتأمين قل امين على دعوة موسى ولذلك المؤمن على الدعاء داع. المؤمن على الدعاء داع ولهذا اذا قال الامام اهدنا الصراط المستقيم وفرغ من قراءة الفاتحة وقال المأمور امين فقد دعا بهذه الدعوة فهذه دعوة واجبة على كل مسلم. وهي من الظرورات التي لا تطيب الحياة الا بها وقد امر الله تعالى بذلك في قوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم واما الدعاء المستحب فهو دعاء كل ما يوصل الى الخير والبر واما الدعاء المباح فهو دعاء الانسان بمصالحه في دنياه مما يطيب به معاشه فهذا مباح فل يدخل في قوله بما شاء الدعاء المكروه او المحرم؟ الجواب لا. فان هذا مما ينهى عنه كالدعاء بالاثم والدعاء بقطيعة الرحم والاعتداء في الدعاء ونحو ذلك. فانه لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء. بل بما شاء مما اوجب الله او مما استحب او من المباح الدعاء بواجب او بمستحب او بمباح اما المكروه والمحرم فانه لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء هذا الحديث حديث صححه الائمة فقد صححه الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم وهو حديث مستقيم الاسناد وفيه من الفوائد جواز رفع الصوت بالذكر في الصلاة فان النبي صلى الله عليه وسلم سمع هذا الرجل يدعو يدعو في صلاته. فدل ذلك على انه يجوز ان يجهر الانسان بشيء من الذكر او الدعاء في صلاته. شريطة الا يفضي ذلك الى التشويش على غيره. فانشوش على غيره فلا يجوز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالقرآن حيث قال صلى الله عليه وسلم لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فكلكم يناجي ربه. لكن لو كان ذلك عارضا او كان ذلك لا يحصل به تشويش فانه لا بأس به. وليس هذا من اظهار العمل لان الانسان قد يجد في نفسه ما يجعله يظهر منه ما يدعو به ربه ويسأل به الله عز وجل فلا حرج في ذلك ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هذا الرجل رفع صوته بالدعاء انما بين له ما ينبغي ان يكون من اداب الدعاء وفيه من الفوائد ان التنبيه على غلط حصل من شخص في غيبته لفائدة ليس ذلك من الغيبة مثال ذلك ان نرى رجلا فعل غلطا فقلنا اخطأ في العمل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر عن هذا الرجل والظاهر في غيبته لانه دعاه قال عجل هذا وهذا ذكر له ما لا يحب في غيبته لكن ذلك لم يكن المقصود منه التنقص انما التنبيه على الخطأ تخويم لما ظهر من من القصور والنقص. فليس هذا من الغيبة المحرمة وانما الغيبة هي ذكرك الشخص بما يكره حال غيبته دون مصلحة او فائدة. اما اذا كان هناك مصلحة من تعليم او انكار منكر او نصيحة او ما الى ذلك من المصالح فانه لا بأس بذلك ويكون هذا بالقدر الذي يحقق المصلحة وفيه من الفوائد مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم الى انكار المنكر ويمكن ان نقول مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم الى تصحيح الخطأ وتكميل النقص فانه بادر الى ذلك فدعا الرجل ونبهه الى ما وقع فيه من خطأ. وفيه من الفوائد ان المنبه على الخطأ المقوم للزلل ينبغي ان يسلك في ذلك اقوم طريق وايسر سبيل توصل الى التصويب والتقويم فان النبي صلى الله عليه وسلم تلطف في خطابه الى الرجل بما يوجب قبوله. والنبي صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل ليس الى التلطف لانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم له من المنزلة والمكانة والقبول في نفوس اصحابه ما يجعله غنيا عن ان يتلطف في القول لكن هذا ليس بصحيح فقد قال الله تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فنبه الله تعالى رسوله الى اللطف في في المعاملة مع اصحابه ومع الناس لان ذلك مما يقرب قلوبهم اهو ويذهب الوحشة عنهم ويزيل الجفاء بينه وبينهم ولذلك كل احد ينبغي له ان يكتسي ويقتضي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا ثم فيه من الفوائد بيان الاداب التي ينبغي ان يراعيها الداعي سواء في صلاته او في غيرها وان يكون دعاءه على هذا النحو حمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم سؤال الله ودعاؤه بما شاء من الخير وهذا في الصلاة على وجه مؤكد فان جماعة من اهل العلم فسروا هذا بما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه من الذكر الذي يكون في ختم الصلاة من قراءة التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء فان هذا الرجل شرع مباشرة لما جلس في الدعاء والنبي صلى الله عليه وسلم قد علم الامة كما تقدم في حديث عبد الله ابن مسعود الله تعالى عنه علمهم التشهد وقد علمهم ذلك تعليما يدل على الحرص على التلقي فانه كما في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه. وكفي بين كفيه هكذا وهذا بالتأكيد يدل على ايش؟ على على جلبنا انتباه السامع المتلقي وانه سيلقي عليه ما ينبغي ان يحرص على ضبطه وفهمه وادراكه وقال فيه صلى الله عليه وسلم التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. قد تقدم في الدرس السابق. الحديث عن هذا الذكر. ثم قال صلى الله وسلم ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه. ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه يعني ما شاء كما قال صلى الله عليه وسلم هنا ثم يدعو بما شاء. ثم يدعو بما شاء. فقوله في هذا الحديث يبدأ بتحميد الله والثناء عليه هو في التحيات. فان التحيات حمد وثناء على الله عز وجل وذكر له بما يستحقه جل في علاه. ثم بعد ذلك قال ثم يدعو ثم ليتخير من الدعاء اجابه وقد بين في هذا الحديث ان بين يدي الدعاء الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم نظير ما في التحيات فانه بالتحيات يبدأ اولا بايش؟ بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو دعاء ثم واسلم على نفسه ومن معه وعلى عموم اهل الصلاح. السلام علينا اولا السلام عليك ايها النبي رحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقوله ثمن يتخير من الدعاء ما شاء يقدمه اولا بما دل عليه حديث فضالة بن عبيد يقدمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء في شرع ان يقدم الصلاة ثم يدعو بما شاء من الخير. وقد جاء جملة من الادعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم المأمور بها وسيأتي ذكرها والاشارة اليها وهي مقدمة على سائر الدعاء في قوله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء والتشهد اختلف العلماء رحمهم الله في حكمه على ثلاثة اقوال منهم من يرى انه ركن في الصلاة لا تصح الصلاة الا به. وهذا مذهب الامام الشافعي. فاذا لم يأتي بالتشهد كما لو ترك كالفاتحة او ترك الركوع والسجود ومنهم من؟ قال بان التشهد واجب من واجبات الصلاة وهذان قولان هما ابرز ما يقال في ابرز ما قيل في حكم التشهد. هناك من قال انه سنة لكن هذا القول القائل به قليل فجماهير العلماء على ان التشهد ركن من اركان الصلاة. التشهد الاخير ركن من اركان الصلاة بعضهم بل هو واجب من واجبات الصلاة والاقرب من هذين القولين انه من اركان الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم علمه اصحابه واعتنى بتعليمهم ذلك كما يعلمهم السورة من القرآن وهذا يدل على انه ذكر ليس كسائر الاذكار فانه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه اصحابه من العناية والحرص كما ورد في اذكار الصلاة كما ورد في تعليمه صلى الله عليه وسلم اصحابه التشهد ولو لم يكن من اركان الصلاة لما بلغ هذه المنزلة. اما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ايضا مما اختلف العلماء وفيه على ثلاثة اقوال فذهب الامام الشافعي رحمه الله الى القول بالوجوب وذهب جمهور العلماء الى ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سنة وليس واجبا وهذا مذهب ابي حنيفة ومالك ورواية في مذهب احمد ونقل عن الامام احمد انه يرى ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض كقول الشافعي وهناك قول ثالث بان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في الصلاة واجبة من واجبات الصلاة وهذا القول اقرب الى الصواب. ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من واجبات الصلاة وليست ركنا ولا سنتان ودليل ذلك قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وكذلك ما سيأتي من الادلة في ابن عزرة وغيره. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد هذا ما يتصل بحكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة واما الدعاء في الصلاة فقد دق فقد تقدم ان العلماء من يقول ان الدعاء في الصلاة واجب وذهب جماهير العلماء الى ان الدعاء في الصلاة مستحب وليس واجبا وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وليتخير من ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه وهذا يدل على عدم الوجوب لانه خيره فيما يدعو ويسأل. هذا ما يتصل بحكم هذه الامور الثلاثة التي تكون في ختم الصلاة التحيات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء وهذا الحديث ليس فيه بيان الوجوب وانما بين ان ترك ذلك من العجلة المذمومة حيث قال صلى الله عليه وسلم عاجلا هذا والوصف بالعجلة يدل على تفويت ما ينبغي الا يفوت سواء كان ذلك على وجه ترك ما يجب او على ترك وجه ما ينبغي ويتأكد ولو لم يكن واجبا. هذا ما يتصل هذا الحديث من الفوائد