كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده على رأسه ثناء عليه. وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي وخليله. خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو اللقاء الثالث في الدرس الثالث من درس كتاب العلم في صحيح الامام البخاري وقد قرأنا جملة من الابواب ونسأل الله تعالى قال تعالى تتميم ما بقي وهذا الباب كما تقدم في اول لقاء يعني ببيان اهمية العلم وضرورة وضرورة الامة اليه. كما يبين ضرورة العناية بادابه وبيان جملة من مسائله واحكامه. كنا قد وقفنا في القراءة السابعة على قول المصنف رحمه الله على قول الامام البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ او عن السادة وقد قرأنا هذا الحديث هو من الاحاديث الشريفة الفاضلة التي تبين جملة من المسائل ومن المسائل المهمة التي تضمنها هذا الحديث بيان حرمة الدم والمال والعرض ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل حرمة دم المسلم وماله وحرمة ماله وحرمة عرضه كحرمة هذا البلد المبارك مكة البلد الحرام في الزمن الحرام في اشهر الحج وهذا يبين عظيم منزلة الدماء والاموال والاعراض. وان الواجب على المؤمن ان يصون نفسه عن التورط في شيء منها فانها مهلكة. كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ما رواه الامام مسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقد قال عبد الله ابن عمر كما في الصحيح لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وما نشاهده من كثرة سفك الدماء والتهاون في اراقتها هو من علامات الساعة كما سيأتي في بعض احده الكتاب فينبغي للمؤمن ان لا يغتر بكثرة المتهاونين في الدماء ولا في الاموال ولا في الاعراض بل ان كل المسلم على المسلم حرام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث من العلم ما ترجم له المصنف رحمه من ان من حملة العلم من يحمله الى من هو افقه منه. والمقصود بالعلم رواية فقد يحمل الانسان حديثا ينقله الى غيره فيفهم منه المنقول اليه. ما لم يأتي على بال الناقل ولذلك كان من قواعد اهل العلم فيما يتعلق بالفهم ان العبرة فيما ينقل بالرواية بلاد الرأس فاذا اختلف رأي الناقل مع روايته فالمقدم هو رأيه او روايته المقدم هو روايته لان الافهام تختلف والمدارك تتفاوت. والعقول شتى في ادراكاتها وفهومها ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله ان تفاوت الناس في ارائهم وافكارهم وعقولهم اشد من تفاوتهم في الوانهم والسنتهم. اي ان التفاوت في الفهم تفاوت عظيم وقد يكون هذا بين المشتغلين بالعلم فمن فمن المشتغل بالعلم من همه الرواية والنقل ومنهم من همه الفهم والادراك ومنهم من جمع الله له النورين. فاعتنى بالمنقول مع ادراك وفهم المنقول وقد جاء في الصحيح في الحديث الصحيح من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. رواه ابنه عبدالرحمن انه قال صلى الله عليه وسلم قدر الله ما سمع منا شيئا اي من قوله او من ما جاء به من النور والهدى ودين الحق. ثم كما سمع فرب مبلغ اوعى من سامع وبهذا ترجم المؤلف رحمه الله وهو يشير الى ثبوته هذا الحديث عنده وانه وان نزل عن رتبة كتابه في الصحة الا انه مما يحتج به دار قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ يعني منقول اليه العلم اوعى من سامع. وهذا لا يسلب الناقل فضل العلم انه في زمرة العلماء والمشتغلين به لكن العلم درجات ومراتب اعلى ان يجمع الانسان بين الفهم بين الرواية دراية بين المنقول والمفهوم هذا اعلى ما يكون من درجات العلم. ثم بعد ذلك العلم مراتب ودرجات. وقد جاء في ما رواه زيد ابن ثابت في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فرب حامل فقه غير فقيه رب حامل فقه غير فقيه اي حامل علم غير عالم به مدرك لمعناه ومقصوده ورب حامل فقه الى من هو افقه منه. ثم قال المصنف رحمه الله بعد ذلك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. لقول الله تعالى فاعلم ان انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم وان العلماء هم ورثة الانبياء. ورثوا العلم من اخذ اخذ لحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا الى الجنة وقال جل ذكره انما يخشى الله من عباده العلماء. وقال وما يعملها الا العالمون وقالوا لو كنا نسمع او نعمل ما كنا في اصحاب السعير. وقال من يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يرد الله به خيرا يفهمه وانما العلم بالتعلم. وقال ابو ذر لو وضعته الصمصامة على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيثوا عليه. قبل ان وقال ابن عباس كونوا ربانيين حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. هذا الباب اشار المصنف رحمه الله الى اهمية العلم وضرورة العناية به. وانه مقدم على كل عمل فان العلم هو اصل العمل لا يمكن ان يعمل الانسان الا بعلم. والعلم على درجات وتحصيله. فالعلماء معلمه تعلمه وطلبة العلم يدركون العلم بحضور مجالسه ونقله عن اهله وعامة المسلمين يدركون العلم بالتلقي. والتقليد لمن ادركوهم من اهل الاسلام فمراتب تحصيل فمراتب تحصيل العلم متفاوتة. لكن الجميع يشترك في انه لا يمكن ان يعمل الا بعلم فان من عمل بلا علم فقد ظل وشابه الظالين الذين قال الله تعالى فيهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وهم الذين جمعوا العلم والعمل غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا ولا الضالين وهم الذين عملوا بلا علم. فالعلم مفتاح كل عمل لا يمكن ان يعمل الانسان شيئا بلا علم. بلا علم ولكن الناس يختلفون في صلاح اعمالهم بالنظر الى صحة علومهم. فبقدر ما معك من الصحيح يكون لك من العمل الصالح. فالعمل الصالح هو ثمرة العلم الصحيح. وانتبه الى هذا لان من الناس من يقول لا يعمل الناس على شتى مذاهبهم وتفنن اديانهم يرونها صالحة. المعيار للعمل الصحيح هو ما كان صادرا عن علم صحيح وليس ثمة علم صحيح سوى ما جاء به من لا ينطق عن الهوى. ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وعلى وسلم. فكل علم مأخوذ عنه كل علم مأخوذ عن غير كل علم مأخوذ عن غير طريقه فهو لذلك سد الله الطرق الموصلة اليه. كل الطرق الموصلة الى الله مسدودة الا طريقا واحدا. وهو طريق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. جاء في الصحيحين من حديث القاسم محمد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه اذا العلم هو مقدمة كل كل عمل لكن يجب ان يعتلي المسلم بايش ان يكون العلم صحيحا حتى يكون العمل صالحا فلا يمكن ان يكون العمل الحل الا اذا كان صابرا عن علم صحيح. ولذلك قال عياض في تفسير قول الله تعالى الذي خلق والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال احسنه اصوبه. ولا يكون صوابا الا اذا كان خالصا لله تعالى على السنة. ان يكون خالصا لله في القصر والارادة فلا تريد غير الله بعمله وفق سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ساق المصنف رحمه الله في هذا الباب جملة من الايات والاحاديث التي تعزز وتشهد لترجمته. قال رحمه الله باب العلم باب العلم قبل القول والعمل. اي العلم يسبق الاقوال ويسبق الاعمال فلا يتكلم الانسان الا بعلم ولا يعمل الا بعلم. واستدل لذلك بقوله لقاء لقول الله لقوله لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا انت وهذا اعظم المعارف واشرف العلوم بحق الله فاعلم انه لا اله الا الله والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خطاب للامة بعده فامره الله طلب العلم قبل ان يعمل لانه قال فاعلم انه لا اله الا الله ثم قال ايش؟ واستغفر لذنبك فهذا على ان العلم قبل القول فان الاستغفار قول وان كان الاستغفار قولا وان كان الاستغفار قولا الا انه يتضمن عملا قلبيا وعملا بدنيا. العمل القلبي التوبة قولك استغفر الله دون توبة ما يتحقق بها المطلوب. لان المغفرة طلب العفو والصفح والتجاوز. ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا ان يكون القلب صادقا في التوبة والاقلاح عن الذنب. والعزم على عدم العودة والاخلاص لله في التوبة واما عمل الجوائز فهو الكف فان الانسان يكف نفسه عن المعصية. هذا فيما اذا كان الاستغفار انت عن عن عن فعل محرم اما اذا كان الاستغفار عن ترك واجب فهو بفعله واتيان ما امر الله تعالى به. فقوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك دليله لما قال المصنف رحمه الله من ان العلم يسبق القول وايضا يسبق العمل. ثم ذكر المصنف رحمه فضل العلم قال وان العلماء هم ورثة الانبياء. نعم. العلماء هم ورثة الانبياء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا رواه غير واحد من اهل العلم من حديث ابي الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العلماء ورثة الانبياء. وان وان الانبياء لم يرثوا دينارا ولا درهما وانما وظفوا العلم فمن اخذه اي اخذ العلم الموروث عن الانبياء فقد اخذ فقد اخذ بحظ اي بنصيب واسع تصلح به دنياه واخراه. العلم يصلح الدنيا ويصلح الاخرة. الله تعالى يقول ان هذا القرآن يهدي ها للذته اقوم في ايش؟ في امر الدنيا وفي امر الاخرة لم يقل اقوم في صلة الانسان بربه اقوم في العبادة اقوم في العقيدة اقوم في السياسة اقوم في الاجتماع اقوم في الاسرة بل اقوم في كل فمن اخذه اخذ بحظ وافر. اي اخذ بنصيب عظيم من الصلاح والاستقامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العلماء هم ورثة الانبياء فمن اخذ واخذ بحظ وافر. ودليل ان العلما ورثت الانبياء قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا. وهذا ميراث علم وعمل. فالعلماء ما وردوا على الانبياء عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم والعمل. تفاوت مراتب العلماء وفق ايش يا اخوان؟ وفق مقدار نصيبهم من ميراث النبوة. هذا التفاوت وفق مصير من ميراث النبوة. فمن اكثر على نصيبه وارتفعت وسماء مقامه ومن قل قل الذي حسب ما معه من العلم يرفع الله الذين امنوا منهم والذين اوتوا العلم درجة ثم ساق حديثا اخر ومن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وهذا قد رواه الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة وهذا وعد لمن سلك الطريق الذي يطلب فيه العلم سواء كان طريقا حسيا بالسفر والتنقل والرحلة او كان معنويا بتقليد الكتب والنظر والجلوس في حلق العلم سهل الله له به طريقا الى الجنة. وحديبيه الشريفة ما ينتهي اليه العلم الى الجنة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما يطلب فيه شيئا من العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فان جزاء ان يسهل الله له طريقا الى الجنة. ما مناسبة هذا للترجمة؟ الترجمة باب العلم قبل القول والعمل. ما المناسبة؟ ان الجنة لا تدرك الا بعلم وعمل. فقوله سهل الله له به الجنة اي سهل الله له من الاعمال الصالحة والاقوال الراشدة ما يكون سببا لوصوله الى الجنة سببا في وصوله الى الجنة. هذا مناسبة سياق هذا الحديث في هذا الباب. وقال الله تعالى اينما يخشى الله من عباده العلماء نعم انما يخشى الله من عباده العلماء. اي انما يخاف الله من عباده اهل العلم انما يخاف اهل العلم الله جل وعلا. فهم يخافون الله والمعنى اي لا يخاف احد الله عز وجل الا اذا كان عالما انما يخشى الله من عباده العلماء والخشية تختلف عن الخوف. الخوف يكون رهبة من المخوف اما الخشية فهي خوف مع تعظيم. هذا الفرق بين الخشية والخوف. خوفه يقترن بتعظيم واجلال للقول انت تخاف من الحسد لكنك لا تجله ولا تعظمه وتخاف من والدك لمكانته ومنزلته ولله تخاف من الله محبة له وتعظيما له واجلالا له فهو خشية لاقترانها التعبد والاجلال. والاية الدالة على عظيم منزلة العلماء. اذ انهم هم الذين قوى الله في يخافونه وحسب الله بانهم يخافونه واخبر الله بانهم يخافونه ولماذا يخافونه؟ يخافونه لما معهم من العلم والعلم بشرعه اي اذا خافوه ما ثمرة الخوف؟ ما ثمرة الخشية؟ العمل الصالح. فان يصلي يخشى الله. الذي يزكي ويخرج المال يخشى الله. الذي يحفظ لسانه عن اعراض الناس يخشى الله الذي يخاف ان يدخل عليه مالا ويدخل ان يدخل عليه مال حرام يخشى الله فالخشية تثمر العمل فكان هذا بمناسبته للترجمة باب العلم قبل القول والعمل. قال وما يعقيبها؟ قال وما يعقلها الا العالمون. اي لا يعقل ما ذكر الله في كتابه من الامثال والايات البينات الا العالمون وهذا للبيان فظلهم ومكانتهم وعلو منزلتهم. قال الله تعالى تلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. كان بعض السلف اذا قرأ مثلا في كتاب الله ولم افهم لك لماذا؟ قال ان الله قال وما يعقلها الا العالمون. فاذا لم تعقل وتفهم المعاني فانك العلم اي لا علم عندك. فاحرص على تفهم كلام الله وادراك ما عليه لتنضم في زمرة العلماء الذين قال فيهم جل وعلا وما يعقلها الا العالمون. قال وقالوا قال وقالوا لو كنا نسمع او كنا في اصحاب السعير هذا قول اهل النار نعوذ بالله منه اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار يا رب العالمين اذا دخلوا النار قالوا هذه المقابر قالوا لو كنا نسمع ما جاءت به الرسل من الايات والبينات ونعقل اي ندرك ونتفهم ونفكر بما جاءت به الرسل ونتأمل بعقولنا ما جاءت به الرسل ما كنا في اصحاب السعير. لماذا؟ لانهم ويهتدون بتلك العلوم الى الاعمال الصالحة. ولكن لما سمعوا سماعا مجردا عن الفهم مجرد عن الادراك من غير مجردا عن الاستجابة لم يعقلوا. فقوله وقاله لو كنا نسمع السمع المنفي هنا ما هو؟ سماع الادراك او سماع العقل والفهم والاستجابة والقبول سماع الفهم والاجابة والقبول. اما سماع الادراك فانه قائم على كل سمع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك وقال تعالى هل يسأل الذين يعلمون والذين لا يعلمون. نفى الله تعالى الاستواء التسوية بين من يعلم وبين من لا يعلم. فقوله هل يستوي هذا استفهام لكنه استفهام يقصد منه اي لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ما فائدة مجيء النفي بصيغة الاستفهام؟ فائدة هذه النفي بصيغة الاستفهام التحدي. التحدي واثبات نفي المساواة. يعني لا يمكن من ان يأتي احد بدليل او برهان يسوي بين الذي يعلم ولا يعلم وبين الذي لا يعلم فقوله هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون اي لا يستوون بل الله يتحدى احد يتحدى كل احد ان يأتي بتسوية بين الذي يعلم والذي لا يعلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وفي بعض النسخ في الدين وسيأتي هذا ان شاء الله تعالى موصولا في كلام المؤلف. قال وانما العلم بالتعلم. هكذا روى اه الطبراني وغيره هو الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه عن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم يعني لا يدرك لا يدرك العلم الا بجهد وبذل وصبر على تحصيله. انما العلم بالتعلم وانما الفقه بالتفقه. وقال لو وضعتم الصمصان الصمصان الصمصامة هي السيف الصادم الذي له حد ماض لو وضعتم الصلصال على هذه يعني على رقبته واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة اي امضي تكلم بكلمة وابلغ علما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيز علي لانفذتها اي لبلغتها لو ان لو قدر ان السيف وضع على قفاه رضي الله عنه وتمكن ان يتكلم بشيء من العلم الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يجهزوا عليه لتكلم وهذا فيه الصبر على تبليغ العلم. لكن هذا في اي علم؟ هذا في العلم يتعين تبليغه. هذا في العلم الذي يتعين تبليغه متى يجب ان تستجب هذه الصورة؟ فيما يجب تبليغه من العلم ويتعين ايصاله للناس برفع الضلالة عنهم وليس في كل علم. ولذلك جاء في الصحيح عن ابي هريرة انه قال هل حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعائيه اما احدهما وعاءين يعني من العلم فبذدته بينكم واما الاخر فلو بثتم لقطعتم هذا واشار الى بلعوم رضي الله عنه. هذا فيما لا يجب قال العلماء هذا فيما لا يجب تبليغه من العلم وليس في كل علم يعني انما العلم الذي لا يجب تدويره هو الذي يجوز السكوت عنه عدم تبليغه. اما فتعين تبليغه مما يرتفع به الجهالة وتزول به العماية ويهتدي به الناس الى صراط الله المستقيم فهذا يجب تبليغه وهو الذي يتنزل عليه قول ابي الدرداء رضي الله عنه قول ابي ذر رضي الله عنه لو وضعتم على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت لاني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيزوا علي لانفذتها. وقال ابن عباس كونوا ربانيين. هذا في بيان معنى قوله تعالى الاية ها الاية ما هي؟ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون الله عز وجل امر ان يكون حملة العلم ربانيين. كيف يكونون قال ابن عباس حكماء فقهاء وانظر كيف جاء بهذا الاثر بعد الاثر السابق؟ الاثر السابق فيه ايش فيه تبليغ العلم والحرص على بثه بين الناس مهما كان في ذلك من صعوبات. وفي اثر ابن عباس اشارة الى انه ينبغي ان يكون المبلغ للعلم فقيها فيما يعلم. مراعيا للمصالح دارئا للمفاسد. كما قال ابن عباس كما قال ابو هريرة رضي الله عنه لو حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم اما احدهما فقد بلغت واما الاخر فلو بثت لقطعتم هذا فينبغي ان يكون الانسان حكيما حليما عالما فقيها فيما يبلغ به الناس وفيما يتكلم بعض الناس يأتي للعالم يقول قل كلمة الحق وانت شيطان اخرس ويحرض على كلام لا يعرف عاقبته ولا يدرك نهايته والعلماء يجب ان يكونوا ربانيين ان يراقبون الله تعالى في تعليم الناس. وان لا يتكلموا بكلام يفضي الى شر او فساد او فرقة او شقاق فان الامة بحاجة الى من يجمع شملها ويلم شعثها لا من يفرقها بدعوى كلمة حق او دعوة قولي قولي يكون ما يترتب عليه من مفسدة اعظم مما يرجى من المصلحة. كونوا ربانيين فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ان يتدرج في التعليم. فلا يرتدي بالكبير من العلم قبل الصغير بل بذلك وفق ما تقتضيه الحكمة والمصلحة. نعم. قال رحمه الله تعالى باب من كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفوله بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. قال حدثنا محمد ابن يوسف فقال قالت سفيان عن الاعمجي عن ابي والي عن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبولنا بالموعظة في كراهة السلامة عليها. قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد. قال حدثنا شعبة. قال حدثني ابو التياح عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا هذا الباب ترجم الى المصنف رحمه الله فقال باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا يرتفعوا. التخون هو القيام على الشيء لاصلاحه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة اي يقوم عليهم بكلام يحصل به اسلام يتعاهدهم بهذا الكلام ويطلب الاوقات المناسبة والاحوال المناسبة التي يصل فيها قومه الى قلوبهم فانتفعون به ويتأثرون. اذا التخون هو طلب طلب الوقت والحال المناسب الذي يحصل به اصول الكلام وادراك مقصوده. من الاصلاح الهداية من الاصلاح والهداية. قال رحمه الله كي لا ينفروا اي كي لا يسأموا. وذلك ان النفوس تمل ويصيبها شيء من الضعف. هي في اقبال وادبار. فالاكثار عليها في الموعظة وفي التعليم قد يصيبها بشيء من النفرة. طبعا هذا يا اخواني في الظروف التي لا يتفرق فيها الناس العلم لكن اذا كان الانسان تهيأ للعلم وجاءك هذه الدورة على سبيل المثال جاء ليدرس العلم فهنا ما يقال انتم كثرتوا علينا الظهر والعصر والمغرب والعشاء لانه هذا وقت محدد ومعلن فمر بالحظر ومن من ذهب هذي كالمدارس والمعاهد والمراكز لها جداول ولها بداية ونهاية فمن استعد لادراك ما يريد من من الحضور فذاك خير المقصود هنا المواعظ التي يسمعها الجميع وتكون عامة لكافة الناس. النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول اصحابه بالموعظة. نقل رحمه الله في هذا الباب حديثين موصولين. الحديث الاول ساقه باسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة. اي يتعاهد الوقت المناسب والحال المناسبة التي يحصل بها ايصال الكلام للاصلاح والهداية. هذا معنى يتخولنا وفي بعض الروايات يتخولنا اي اين يرقب الوقت الذي يكون فيه النفوس مهيئة والقلوب مقبلة للتعليم وتلقي المعرفة. وقول بالموعظة الموعظة الموعظة هي الامر بالخير والنهي عن الشر المقرور. بالترغيب او الترهيب امر بخير او نهي عن شر مقبول بترغيب او ترهيب هذا تعريف الموعظة قال في الايام اي انه لا يديم عليهم ولا يكثر عليهم الكلام العام الذي يجتمعون فيه كراهة السآمة اي خوف الملل ان يذب الى قلوبنا او ان يصيبنا. وهنا فيه اشارة الى ان من اداب التعلم ان يرفق الانسان بنفسه وان يرفق الم تعلم بمن يعلمه وان يراعي حالات اقبالهم وحالات ادمانهم وان يتخير من الوقت المناسب ما يكون محققا لغرضه في ايصال العلم الشرعي. فهذا تنبيه الطالب والمعلم للمعلم ان ينتقل من الاوقات افضلها واطيبها وللطالب ان يراعي نفسه فيما يتلقاه من العلم وان يتدرج كي يصل الى ما يريد وهذا فيه اشارة الى ما تقدم في الباب السابق او فيه ربط بما تقدم في الباب السابق من قول ابن عباس في قول الله تعالى وكونوا ربانيين بانهم يتدرجون ويعلمون الناس صغار العلم كبارا. اما الحديث الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله فهو ما رواه باسناده من حديث شعبة قال حدثنا ابو التيار وهو يزيد ابن حميد الضبعي عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عن انس ابن مالك قال ما معنى يا اخوان؟ قال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. هذا الحديث ما صلته بالباب؟ الباب يتعلق بايش؟ بالتخول بالموعظة. وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم يسروا ولا وبشروا ولا تنفروا. الشاهد فيه ان التخول بالموعظة والربط بينه وبين الباب ان التخول بالموعظة من التيسير والتبشير الذي ينبغي ان يتحلى به حملة العلم حملة العلم الذين سواء كانوا علماء او كانوا خطباء او كانوا وعاظا او كانوا دعاة او كانوا امرين بالمعروف او كانوا ناهين عن منكر او كانوا من كانوا ممن يشع الخير ويبلغ دين الله عز وجل ينبغي ان يستحضر هذا المعنى يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. امر بالتيسير والتبشير ونهى عن التعسير والتنفير. وهنا من المهم ان نعرف ان التيسير المطلوب في قوله يسروا ليس الغرض منه ان يخرج الناس عن دين الله بدعوى تيسير لان من الناس من يقول يستر والدين يسر يقصد به انك لا تأمر ولا تنهى ولا تتعلم ولا تتعرف على احكام الشريعة لان الدين يسر يقول احدهم للاخر خلنا لعلنا نسأل عالمة في هذه المسألة يقول يا شيخ الدين يسر صح ولا لا؟ كثير هذا في السنة الناس تقول لاحد هذا ما يجوز والدليل قول قول الله تعالى كذا قال الشيخ ما تصعدها هذا غلط الدين يسر ليس معناه ان يتخلى الانسان عن احكام الشريعة ولا معناه ان يحل ان يقوم بالرباط التكليف الدين يسر معناه ان هذه الشريعة بناؤها على ما فيه سماحة بناء على نية ما فيه مصلحة بناء على ما يصلح حال الناس في الدنيا وفي الاخرة. لا يعني هذا ان ليس في الدين مشقة. الصوم في اليوم الصائم شاب او ليس شاقا ها شاب كتب عليكم القتال وهو كره لكم شاق القيام لصلاة الفجر في الليلة شاق او ليس شابا شاق اذا هناك عذر لكن انتبه كل هذا العسر الذي تجده هو نتيجة التكليف طبيعة التكليف لكن كيف يكون الدين ويسر مع وجود هذه التكاليف التي هي في الجملة كل التكليف فيه نوع من العسر كيف يكون الدين يسرا؟ يكون الدين يسر انتبه لهذه المعلومة المهمة ان الدين يسر باعتبار ان الناس لو تركوا الثورة ولو تركوا الصلاة ولو تركوا العبادة ولو تركوا الطاعة لنالهم في معاشهم وحياتهم من المشقة الضيق والظنك والكدر والغصص ما هو اعظم من تكاليف العبادة. واضح تكاليف العبادة كونك تصوم رمضان في اليوم الصائم الشاق تقوم لصلاة الفجر في نوع من المشقة لكن لو ان انك تركت صلاة الفجر او تركت صيام رمضان فانه سيترتب على ذلك من المشاق والعسر في حياتك اعظم بكثير من ايش؟ مما يترتب مما لو فعلت ما امرك الله تعالى به. ما هو بين امرين والمقصود ان الشريعة كلها بناء على اليسر والسهولة والسماحة ما جعل الله عليكم في الدين من حرج لكن لنتنبأ الى خطأ من يفهم من هذا ان الشريعة معناها افعل ما بدا لك افعل من المحرمات ما شئت واترك من الواجبات ما شئت ثم قل الدين يسر. هذا ليس هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين الدين يسر. الدين كله في ولا هي واجابة وتحريمه يسر لانه يحقق مصالح العباد. ويدركون به مصلحة اشرح الصدر مصالح الدنيا ومصالح الاخرة. فلنتنبه الى هذا المعنى. قول نيسر اي سهلوا للناس تلقي العلم وتلقي الاحكام الشرعية والعمل بها اعينوهم تدرجوا بهم ولا تنفروا ولا تعسروا ولا تصعبوا الامور. وهنا اقول ان من مسئولية طالب العلم ان يقرب العلم للمتعلمين. ان يقرب المعارف الشرعية للمتعلمين. من حيث الصيغة التي يتكلم بها ومن حيث ما يطرحه على اذهان الناس ومن حيث ما ما يتعلق بكتابته وتأليفه في كل جوانبه ينبغي ان يستحضر ان يصمت الطريق اليسير الذي يوصل به المعلومة. وبشروا اي وعليكم التبشير فيما تدعون الناس اليه. فان هذا الطريق يوصل الى سعادة الدنيا الى البشرى في الدنيا والاخرة البشرى هي الجنة في الاخرة وفي الدنيا ما يقذفه الله في قلوب اوليائه. وعباده الصالحين من الطمأنينة والانشراح والبهجة والسرور والشاهد في هذا هو ان تخون الانسان تخول العالم الطلاب بالموعظة هو من التيسير والتبشير. شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو قائما