قل ما احسن الدين والدنيا في وقت اجتماعهما. يعني حين يجتمعان والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله وبياكم في هذه الليلة الطيبة ليلة الاثنين الخامس والعشرين من الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة والف. نحن في جامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس السابع والسبعين من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله ونحن الان نكاد نقترب الى منتصف الالفية نصلها ان شاء الله في الدرس القادم او الذي بعده اما في هذه الليلة المباركة ان شاء الله تعالى فسيكون الكلام على باب التعجب بعد ان انتهينا في الدرس السابق من الكلام على باب افعل التفضيل باب التعجب عقده ابن مالك رحمه الله تعالى في الفيته في احد عشر بيتا نبدأ الدرس المعتاد بقراءة هذه الابيات قال الامام ابن مالك رحمه الله تعالى في الفيته في باب التعجب بافعى ننطق بعد ما تعجبا او جئ بافعل قبل مجرور بباء وتلو افعل انصبنه كما اوفى خليلينا واصدق بهما وحذف ما منه تعجبت استبح ان كان عند الحذف معناه يضح وفي كلا الفعلين قدما لزما منع تصرف بحكم وصغهما من ذي ثلاث صرفا قابل فضل تم غيري ذي انتفاء وغير ذي وصف يضاهي اشهلا وغير سالك سبيل فعل واشدد اشد او شبههما يخلفهما بعض الشروط عدما ومصدر العادم بعد ينتصب وبعد افعل جره بالما يجب وبالندور احكم لغير ما ذكر ولا تقس على الذي منه اثر وفعل هذا الباب لن يقدم معموله ووصله به الزما وفصله بظرف نوب حرف جر مستعمل والخلف في ذاك استقر التعجب معنى من المعاني التي تقوم في النفس وهو انفعال يحدث في النفس لامر ذي مزية ظاهرة وله في العلاء وله في العربية اساليب كثيرة فله الفاظ وصيغ سماعية وقياسية فالالفاظ وصيغ السماعية كثيرة جدا وهذه في المعتاد تذكر في كتب اللغة كقولهم مثلا لله دره فارسا وفي قولهم عجبا وقولهم قاتله الله ما اشجعه وكقولك شاهدت منظرا ناهيك به من منظر وفي قوله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم وكقوله ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا وكقول النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله ان المؤمن لا ينجس ومن ذلك قول حسان رضي الله عنه لله در عصابة نادمتهم يوما بجلقا في الزمان الاولي ومن ذلك قول احمد شوقي لله انت فما رأيت على الصفا هذا الجلال ولا على الاوتاد ومن ذلك قول الراجز القديم وهل لسلمى ثم واها واها هي المنى لو اننا نلناها وهذه الاساليب السماعية كثيرة جدا. وقلنا ان الذين يهتمون بها اهل اللغة اما النحويون فانهم لا يعقدون هذا الباب باب التعجب في النحو الا لصيغ القياسية المضطردة والصيغ القياسية المطردة للتعجب صيغتان الاولى ما افعله والثانية افعل به وقد ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى هاتين الصيغتين في البيت الاول في هذا الباب فقال بافعى لنطق بعدما تعجبا اوجئ بافعل قبل مجرور بباء فالشطر الاول ذكر فيه الصيغة الاولى ما افعله كقولك ما احسن العلم ما اجمل القمر ما اقوى زيدا ما اغنى الحليب بالفوائد وتقول ايضا العلم ما احسنه والقمر ما اجمله وزيد ما اقوى والحليب ما اغناه بالفوائد وفي الشطر الثاني ذكر الصيغة الاخرى وهي افعل به نحو احسن بالعلم واجمل بالقمر واقوي بزيد واغلي بالحليب بالفوائد والصيغة الاولى لا شك انها هي الاكثر استعمالا قديما وحديثا قال سبحانه وتعالى فما اصبرهم على النار وقال الشاعر ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمع واقبح الكفر والافلاس بالرجل وقال عز وجل اسمع بهم وابصر ثم ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى اعراب الصيغة الاولى فقال وتلو افعل انصبنه فذكر ان ما بعد ما افعل منصوب يعني انه منصوب على انه مفعول به سواء اكان اسما ظاهرا نحو ما احسن زيدا او ضميرا نحو زيد ما احسنه فالهاء مفعول به في محل نصب ثم اكمل البيت الثاني بقوله كما اوفى خليلينا واصدق بهما بقية البيت الثاني تتعلق بالبيت الاول ولا تتعلق باول البيت الثاني لانه ذكر في اخر البيت الثاني مثالين احدهما للصيغة الاولى ما افعله وهي قوله او ما اوفى خليلين والمثال الثاني مثال على صيغة افعل به وهي قوله اصدق بهما وتلحظون ان ابن مالك رحمه الله تعالى سكت الاعراب ما افعل وسكت عن اعراب الصيغة الاخرى وهو فقط تكلم على اعراب ما بعد ما افعل لكنه سكت على اعراب ما افعل وسكت عن اعراب والصيغة الاخرى افعل به ولهذا نقول اما الصيغة الاولى وهي ما افعل زيدا فما نكرة تامة بمعنى شيء فصارت أسماء في اول الجملة فهي مبتدأ واحسن فعل ماظ لكنه جامد وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود الى ماء التي قدرناها بذاكرة تامة شيء وزيدا سبق انه مفعول به والجملة الفعلية احسن زيدا احسن وفاعله ومفعوله خبر لما والمعنى العام لنحو قولنا ما احسن زيدا شيء عظيم احزن زيدا او شيء ذكرنا بحسن زيد او شيء جعلنا نتعجب من حسن زيد او نحو ذلك فعلى ذلك قولهم ما احسن زيدا جملة اسمية لتكونها من مبتدأ وخبر هذا هو قول الجمهور سيبويه ومن تابعه انه مبتدأ واحسن زيدا جملة فعلية خبر وقال بعض النحويين كالاخفش انما اسم موصول باسم موصول فتكون بمعنى بمعنى ماذا بمعنى الذي واحسن فعل ماض جامد كما قال السابقون وفاعله ضمير مستتر يعود الى ماء المغسولة وزيدا مفعول به والجملة الفعلية احسن زيدا الفعل والفاعل والمفعول ما علاقتها بماء الموصولة صلة الموصول طيب ما اسم موصول وقع في اول الجملة فهو مبتدأ واحسن زيدا صلة الموصول. فاين الخبر قال ان الخبر في مثل هذا الاسلوب محذوف والمعنى العام الذي احسن زيدا شيء عظيم فهي عنده ايضا جملة اسمية لتفولها من مبتدأ وخبر. والقولان في المعنى العام متقاربان واحب ان انبه الى امر مهم جدا هنا وفي مواطن كثيرة من كلام النحويين اذا قالوا والمعنى كذا والمعنى كذا هم لا يريدون بذلك المعنى اللفظي لا يريدون بذلك المعنى اللفظي لهذه الجملة كذا وكذا وانما يريدون المعنى العام يعني المعنى المفهوم يعني اللازم الحاصل فلهذا يمكن ان نقدر اين اي معنى عام يناسب هذه الجملة والمعاني العامة قد تختلف ايضا من جملة الى جملة وان كان مؤداها واحدا فمثلا لو قلنا ما احسن زيدا قد نقدر في التقدير العام نقول شيء عظيم احسن زيدا او شيء عظيم جعلنا نتعجب من حسن زيد او شيء عظيم نبهنا او اعلمنا او ذكرنا بحسن زيد وهكذا لكن لو قلنا مثلا ما اعظم الله هذا ايضا اسلوب تعجب ما اعظم الله تتعجب من عظمة الله جل جلاله ولكن لا يمكن ان تطبق على ذلك المعنى العام المذكور في نحو ما احسن زيدا فتقول ما اعظم الله معناها كما يقول النحوي في معنى التعجب عموما شيء عظيم احسن زيدا هنا ما نقول فيما اعظم الله شيء عظيم اعظم الله يعني جعله عظيما وانما نقدر معاني اخرى مناسبة كأن نقول ما اعظم الله اي شيء عظيم جعلنا نتعجب من عظمة الله او شيء عظيم اعلمنا او ذكرنا بعظمة الله لان المتكلم لا يقول اسلوب التعجب الا اذا رأى شيئا يجعله يتعجب ان ينفعل بسبب هذه الظاهرة بسبب هذه المزية الظاهرة ونحن نعلم جميعا ان الله عظيم ونعلم انه ما اعظم الله ومع ذلك نقول احيانا ما اعظم الله وذلك عندما نرى شيئا يذكرنا بعظمة الله عز وجل المعنى ما اعظم الله او ما احسن زيدا هذي معاني عامة عند النحويين لا تستطيع ان تطبقها على كل شيء حتى تفهم المعنى الخاص وتقدر بحسب المعاني المناسبة ولذلك امثلة كثيرة في كلام النحويين عندما يقول والمعنى كذا والمعنى كذا ولعلنا نبهنا على امثال ذلك من قبل وسننبه على امثال ذلك من بعد ومما يحكى في ذلك ان احدهم اتى الى حلقة عالم من العلماء طالب علم بدأ يتعلم النحو ودرس باب التعجب وكذا وما احسن زيد اي شيء عظيم احسن زيدا فكانت بينه وبين اخر منافسة لكونه من بلد اخر فاوقعوه في هذه الورطة فقالوا ما اعراب ما اعظم الله؟ فاعربها. قال وما معناها؟ قال شيء عظيم اعظم شيء عظيم اعظم الله. يعني جعله عظيما فسحبوه واخرجوه من الحلقة لان هذا لا يناسب ان تقوله مع الله عز وجل وان كان المعنى بقولك شيء عظيم اعظم الله ان جعله عظيما الا تريد شيئا من مخلوقاتها؟ وانما تريد قدرته مثلا او قوته او نحو ذلك لكن ايضا هذه الامور لا تتناسب مع الله جل جلاله وكما رأينا فان افعل على الاعرابين عراب الجمهور واعراب الاخفش فعل ماض ولكنه جامد جامد يعني لا يتصرف لا تستعملوا منه المضارع او الامر بهذه الصيغة ما افعله بل جمد على صيغة افعلها ومما يدل على انه فعل وليس اسما او حرفا انه يعامل معاملة الافعال ومن ذلك ان نون الوقاية تتصل به كالافعال فانت تقول في الافعال زيد اكرمني واعطاني وتقول في اسلوب التعجب ما افقرني الى الله اذا اتصلت يا المتكلم بفعل التعجب ما افقرني الى الله وما اغناني عما في ايدي الناس وايضا يدل على انه فعل اتصال نون الوقاء نون التوحيد به قانون التوكيد لا تتصل الا بفعل فتقول مثلا احسن بزيد واحسنن بزيد ومن ذلك قول الشاعر فاحري به من طول فقر واحري فاحري به الذي افعل به فاحري به من طول فقر واحرياء اعيده للمرة الثالثة بان ساسألكم عن وجه الاستشهاد بالبيت يقول فاحري به من طول فقر واحرياء اين الشاهد ووجه الاستشهاد في البيت نعم يا شباب لو ظربنا هذا الشاهد مثالا على اتصال نون نون التوكيد بفعل التعجب مما يدل على انه فعل اين نون التوكيد لقوله فاحري به من طول فقر واحرياء نعم حاول واحريا اصلها واحليا مؤكد بنون التوكيد الخفيفة التي من احكامها انك اذا وقفت عليها وجب قلبها الفا بخلاف من التوكيد الثقيلة فانت اذا التوكيد الثقيلة نقول مثلا اوقفن طويلا واذا كتب الخفيفة تقول قفا طويلا واذا وقفت على الثقيلة فقل قفن واذا وقفت على الخفيفة تقل قفا كما قال امرؤ القيس قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزلي بسط لواء بين الدخول فحوملي مع انه يحدث واحدا كيف نبكي وكان يحدث صاحبه اي قف لكنه اراد من الوقاية ثم قدر الوقوف عليها ومثلنا بذلك بابيات كثيرة خاصة في كلام بن مالك نفسه يأتي فعل مثلا مجزوم ومع ذلك نجده في الاخير عليه فتحة والف فنقول انه متصل بدون الوقاية بدون التوكيد الخفيفة التي قلبت عند الوقف الفا ومن ذلك مثلا قوله عز وجل لنسفعا بالناصية لنسفعا بالناصية. هذه نسفع اذا صارت بنا التوكيد الخفيفة لنسفعا بالناصية ولو وقفت هنا على الفعل كنت تقول لنسفعا ولهذا كتبت ولهذا كتبت في المصحف بالالف بان كتبت بالالف وفوقه تنوين لان الاصل القاعدة في الاملاء القاعدة في الاملاء انها تكتب على ما توقف عليه طيب فهذا الشاهد وجه استشهاد من البيت وكون افعل فعلا كما ذكرنا قبل قليل هو قول الجمهور وهو الصحيح الذي لا شك فيه وقال بعض الكوفيين انه اسم واستدلوا على ذلك بمجيء تصغيره في بعض الابيات كقول الشاعر يا ما وميلح غزلانا شدن لنا وميلح فصغر والتصغير كما نعرف من خصائص الاسماء التثنية والجمع والتصغير وايضا والتنوين هذي كلها من خصائص الاسماء وقالوا انها اسم لدخول التصوير هنا ويرد على هذا البيت بانه شاذ ويرد عليه بانه حسنه كون فعل التعجب صار جامدا فلما احسن زيدا احسن في الاصل فعل متصرف احسن محمد الى الفقراء يحسن محمد الى الفقراء احسن الى الفقراء في الاصل متصرف لكن اذا نقلت اي فعل الى باب التعجب فانه يعود جامدا فجمود الفعل يقربه الى الاسماء فكأن الشاعر عمله معاملة الاسماء لهذا السبب هذا ما يتعلق بالصيغة الاولى ما افعل زيدا او ما افعله اما الصيغة الاخرى وهي افعل به او افعل بزيد اعرابها ان نقول مثلا احسن بزيد احسن بزيد احسن هذا فعل ماض جامد يدل على التعجب ولكنه جاء على صيغة الامر فعل ماظ جامد يدل على التعجب جاء على صيغة الامر والباء حرف جر زائد وزيد فاعل فاعل فاعل حكم الفاعل الرفع ام الجر اه الرفع اذا فاعل مرفوع محلا مجرور لفظا بالباء الزائدة هكذا حروف الجر الزائدة تؤثر في اللفظ ولا تغير الاعراب وقولهم احسن بزيد معناه حسن زيد اعظم بامر اي عظم امر فهو فعل ماض وفاعل ثم غير ذلك الى هذه الصيغة افعل به لجعلها صيغة خاصة بالتعجب يعني لو قلت حسن زيد فهذه الجملة على اصلها تدل على الاخبار انها جملة اخبارية لحسن زيد اخبرت ان زيد الحسن لكن اذا اردت وليس فيها معنى تعجب فلو جعلوها على معنى الاخبار وعلى معنى التعجب بصيغة واحدة لالتبس الامر ولهذا نقلوها الى صيغة افعل به لتكون الصيغة هي الدالة على التعجب وهذه هي اللغة هذه هي اللغة اللغة هي دلالة الالفاظ على المعاني الالفاظ سواء كانت كلمات مفردة او كانت جملا واساليب ثم بعد ذلك تكلم ابن مالك رحمه الله تعالى على بعض احكام هذا الباب باب التعجب وبدأ بالكلام على حكم حذف المتعجب منه فقال وحذف ما منه تعجبت استبح ان كان عند الحذف معناه يضح قوله يضح ان يتضح وجاء في بعض نسخ الالفية ان كان عند الحذف معناه يصح وكلاهما تدل على معنى متقارب اي ان المتعجب منه يجوز حذفه ب او يجوز حذفه على القاعدة العامة للحذف المتعجب منه عند حذفه ليس له احكام خاصة بل هو يدخل في القاعدة العامة للحذف والقاعدة العامة للحذف ماذا تقول كل معلوم يجوز حذفه او تقول لا يحذف الا المعلوم وهذا هو قوله ان كان عند الحذف معناه يضح او يصح يعني اذا كان معلوما واضحا جاز لك ان تذكره وجاز لك ان تحذفه لان اللغة العربية لغة قائمة على الايجاز والاختصار وهذا من اوجه بلاغتها واوجه البلاغة والاختصار في اللغة العربية كثيرة جدا لا تستطيع ان تحصرها سواء في الالفاظ او في التراكيب او في المعاني سواء في التراكيب الترهيب يجوز ان تحذف بعض اجزائه كما هنا لك ان تحذف المتعجب منه يجوز ان تحذف الفاعل يجوز ان تحذف المبتدأ يجوز ان تحذف الخبر يجوز ان تحذف كل ما كان معلوما يجوز ان تحذف الجملة كاملة ان دل عليها دليل فاذا قيل لك هل جاء محمد نقول في الجواب نعم اي نعم جاء محمد فحذف جاء محمد لدلالة السؤال على ذلك وكذلك في الكلمة وكذلك في الحروف ايضا ايضا في الحروف وفي الاملاء وفي الاملاء فلهذا يكاد يكون من خصائص اللغة العربية انها تعبر عن الاصوات بالحروف وتعبر عن الحركات برسوم مختلفة وهي الظمة والفتحة والكسرة والسكون والشدة والمادة الى اخره هذه الاصطلاحات الاملائية ايضا الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشدة والامالة. هذا ايضا من اوجه ايجاز واختصار اللغة العربية فكثير من اللغات كاللغة الانجليزية مثلا لانها معروفة للكثير تعبر عن الاصوات بحروف وتعبر عن الحركات ايضا بحروف فلهذا تجد الرسم الواحد ينطق مرة حرفا كالالف العربية الف مد وينطق احيانا الف صغيرة يعني فتحة والرسم واحد هذا يسبب الباس وكذلك بقية حروف العلة عندهم فلهذا تجد مثلا اذا اردت ان تترجم كلاما انجليزيا تأخذ مثلا صفحة اذا كان المترجم متقنا للغتين تأخذ صفحة بالانجليزية تترجمها في نص صفحة او اقل اللي ما عندهم ما عندهم اختصارات ما عندهم حذف حتى كتابتهم طويلة تجد كلمة صغيرة ومع ذلك كتبتها سبعة احرف ثمان تحرف عشرة احرف اثنعش حرف وهكذا واذا اردت ان تترجم مثلا صفحة باللغة العربية هي اللغة الانجليزية قد تحتاج الى صفحتين او ثلاث صفحات بان ضرب في اللغة العربية مكونة من ستة اصوات الضاد والراء والباء وفتحة الضاد وفتحة الراء وفتحة الباء ومع ذلك يكتب في اللغة العربية بثلاثة رسوم ضرب والحركات تضعها فوق او تحت فيبقى الكتابة صغيرة والحركات انت انت مختار فيها يعني ليست واجبة كالحروف ان كان هناك لبس او حاجة تضعها والا فليست واجبة الا عند اللبس والحاجة ما في اللغة الانجليزية لا لا بد ان تكتب الحروف كلها سواء كانت اني آآ اصواتا او كانت حركات طيب والمراد بالمتعجب منه في اسلوب التعجب هو المنصوب بعد افعل فيما افعل زيدا والمجرور بعد الباء في احسن بزيد هذا هو المتعجب منه فذكر ابن مالك في هذا البيت ان المتعجب منه يجوز حذفه بشرط كونه معلوما معلوما اي يقوم دليل لفظي او معنوي عليه اه لك ان تقول ما احسن زيدا واجمله ولك ان تقول ما احسن زيدا واجمل وحذفت المتعجب منه في قولك واجمل وتقول ما اكبر هذا المشروع واروع اي واروعه وتقول احسن بزيد واجمل اي واجمل به وتقول اكبر بهذا المشروع واروع اي اروع به قال الله عز وجل في كتابه الكريم اسمع بهم وابصر والمعنى والله اعلم اسمع بهم وابصر بهم لدلالة الاول على الثاني وقال امرؤ القيس ارى ام عمرو دمعها قد تحدر بكاء على عمر وما كان اصبرا. اي وما كان اصبرها وقوله وقول الشاعر وينسب لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه جزى الله عنا والجزاء بفضله ربيعة خيرا ما اعف واكرم اي ما اعافها واكرمها وهذا مضطرب كما ذكرنا ذلك ثم بعد ذلك تكلم ابن مالك رحمه الله تعالى على جمود فعلي التعجب فقال وفي كلا الفعلين قدما لزما منع تصرف بحكم وهذا اشرنا اليه من قبل ونعيده تبعا لابيات الالفية ففعل التعجب وهو افعل فيما افعله وافعل في افعل به فعلا يلازم فعلان جامدان غير متصرفين لا يستعمل من افعل الماضي لا يأتي على صورة المضارع ولا الامر ولا يأتي افعل في افعل به على صورة الماضي او المضارع وقد نقل ابن مالك بعض كتبه ان هذا مما لا خلاف فيه بين النحويين اي ان فعلي التعجب جامدان ثم بعد ذلك ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى شروط الفعل الذي يصاغ منه فعل التعجب شروط الفعل الذي يصاغ منه فعل التعجب وقال وصغهما من ذي ثلاث طرف قابل فضل تم غير الانتفاع وغير ذي وصف يضاهي اشهالا وغير سالك سبيلا فعل صيغة التعجب او فعل التعجب لا يصاغان من كل الافعال بل يصغان مما اجتمع فيه سبعة شروط تبعث شروط ذكرها ابن مالك في هذين البيتين الشرط الاول ان يكون ثلاثيا نحو ما احسنه من حسنا وما اعظمه من عظم وما اجمله من جمل فلا يبنيان او فلا يصاغان مما زاد على الثلاثي اي الرباعي والخماسي والسداسي فانطلق ودحرجوا واستخرجوا الا ان سيبويه رحمه الله تعالى جوز طوغهما من افعل اي من الثلاثي المزيد بهمزة في اوله من افعل ومن ذلك قولهم ما اعطاه للمال من اعطى وما اولاه للمعروف بالاولى وما اظلم الليل من اظلم وما اقفر المكان من اقفر والشرط الثاني ان يكون فعلا متصرفا لا جامدا فلا يبنيان من فعل جامد غير متصرف لا يبنيان من نعمة وبئس وعسى وليس يعني لا تقول في التعجب ما اليس زيدا كريما لان فعل التعجب لا يصاغ من فعل جامد الشرط الثالث ان يكون معناه قابلا للمفاضلة والتفاوت فلا يبنيان مما لا يقبل التفاضل والتفاوت يعني فعل له درجات له اصناف انواع بعظها اقوى من بعظ اشد من يعني له لابد يكون فيه تفاوت المفاضلة كالحسن الحسن يتفاضل الجمال القوة الضعف ونحو ذلك اما الامور التي لا تتفاضل في حقيقتها فانهم يقولون ان فعلي التعجب لا يصاغان منه فمات وهلك فهذه افعال لا تقبل في اصلها وحقيقتها التفاوت يعني ما تقول ما اموت الباطل لا تقول ما افنى المال الشرط الرابع ان يكون فعلا تاما لا ناقصا فلا يصاغان من الفعل الناقص والمراد بالفعل الناقص كما تعلمون كان واخواتها كاد واخواتها يعني لا تقول ما اكول زيدا كريما او ما اصبح زيدا نشيطا. تريد التعجب وهذا قول الجمهور واجاز الكوفيون واجازه الكوفيون قياسا هذا الشرط هو قول الجمهور وعليه المسموع واما الكوفيون فاجازوا قياسا ان تصوغ فعل التعجب من الفعل الناقص فتقول ما اكون زيدا كريما وما اصبح زيدا نشيطا وهما جاز ذلك قياسا لا سماعا. يعني لم يأتي العرب في ذلك الشرط الخامس ان يكون فعلا مثبتا لا منفيا فعل المنفي هو المسبوق بلا في والمثبت هو الذي لم يسبق بنافي فلا يصاغان من فعل منفي سواء كان النفي لازما اي لا يستعمل هذا الفعل الا الا مع حرف النفي كقولهم ما عاجز زيد بالد. ما عاجز زيد بالدواء يعني ما انتفع او كان النفي غير لازم كقولك ما ضربت زيدا الشرط السادس الا يكون الوصف من هذا الفعل على وزن افعل الا يكون الوصف من هذا الفعل على وزن افعل ومصطلح الوصف تكلمنا عنه كثيرا قلنا الوصف وجمعه اوصاف والمراد بالوصف كل اسم دل على حدث وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والصيغة المبالغة اسم التفظيل هذي يسمونها الاوصاف ومفردها وصف بخلاف الصفة فالصفة جمعها صفات وهل تستعمل في الاعراب في النحو معناها النعت قال الا يكون الوصف منه على افعل نعم فان اغلب الافعال كما درسنا في باب اسم الفاعل يأتي الوصف منه اسم فاعل فالوصف من ضرب ضرب زيد فهو صفه بالضرب تقول ضرب زيد فهو طالب ما تقول ضرب زيد فهو اضرب ضرب زيد فهو ضارب وقام فهو قائم جلس فهو جالس طيب الا ان هناك افعالا فصلنا الكلام فيها ومتى يكون الوصف على افعل وذلك في باب الصفة المشبهة ان كنتم تذكرون وهو ذلك اذا كان الفعل على وزن الثلاثي فعلا وهو لازم او فعل ولا يكون الا لازما وبذلك افعال الالوان والعيوب افعال الالوان كسود فهو اسود ما تقول سوي له فهو ساء ود او سائد فهو اسود وحمر فهو احمر وكذلك افعال العيوب بقولك حول فهو احول وعمي فهو اعمى وعور فهو اعور فلا يقال في الالوان فلا يصاغ فعل التعجب من الالوان لا تقول محمد ما اسوده وما احمره وما اسفره تتعجب من لونه هذا ولا يصاغ من افعال العيوب لا تقل محمد ما اعوره وما اعمشه ونحو ذلك هذا قول البصريين وجوز بعض الكوفيين طوغا فعلي التعجب من هذا الفعل اي الفعل الذي يكون وصفه على افعل الكوفيون جوزوا ذلك فتقول على كلامهم مثلا هذه الوردة ما احمرها وهذا القلم ابيضه وهذا البحر ما ازرقه وتقول محمد ما اعوره تتعجب من عوره وهذه المسألة ستأتي بتفصيل اكثر مع شواهدها لانه سمع في ذلك عن العرب تماعن ليس قليلا اقول ستأتي هذه المسألة بشواهدها في الباب التالي وهو باب افعال التفضيل لان الخلاف هناك الخلاف هنا سيذكر ابن مالك في باب افعل التفضيل انه يصاغ مما يصاغ منه فعل التعجب فشروطهما سواء والخلاف في هذه المسألة سوى هنا وهناك ان شاء الله الشواهد بالباب التالي ان شاء الله تعالى الشرط السابع ان يكون الفعل مبنيا للمعلوم لا للمجهول فلا يصاغ من فعل مبني للمجهول لا تصوغ فعله التعجب من ضرب زيد ولو اردت ان تصوغ فعلا التعجب من ضرب زيد لكنت تقول ها ما فعله او افعل به تقول ما اضربه وما اظرب زيدا قبل ما اضرب زيدا تريد انه فاعل او مفعول تتعجب من الضرب الذي فعله ام تتعجب من الضرب الذي وقع عليه ها تقول ما اضرب زيدا ها الاصل وبناء على هذا الشرط انه لا يصاغ الا من فعل المبني المعلوم ما اضرب زيدا تتعجب من ضربه من ضربه هو الفاعل. تقول ما اضرب زيدا للصوص ما اضرب زيدا للاطفال وهكذا ولو قلت لا انا اريد ما اظرب زيدا من ضرب زيد اتعجب من الضرب الذي وقع عليه لمنع ذلك لان كل ما يؤدي الى اللبس في اللغة فهو ممنوع طيب وكل هذه الشروط السبعة التي ذكرناها ذكرها ابن مالك في البيتين السابقين نعيدهما قال وصغهما من ذي ثلاث هذا الثلاثي طرف هذا المتصرف قابل فضل قابل للتفاضل والتفاوت تم فعل تام غير ذي انتفا مثبت غير منفي وغير ذي وصف يضاهي اشهلا. ليس الوصف على وزني افعل وغير سالك سبيلا فعل. ليس مبنيا للمجهول على وزن فعل ثم بعد ذلك ذكر لنا ابن مالك رحمه الله تعالى طريقة التعجب من فاقد شروط التعجب لو اردت ان تتعجب من فعل فقد شيئا من هذه الشروط فكيف تتعجب منه فقال ابن مالك واشدد اشد او شبههما يخلف ما بعد الشروط عدما ومصدر العادم بعد ينتصب وبعد افعل جره بالبا يجب يذكر انه يتوصل الى التعجب من الافعال التي لم تستكمل الشروط بفعل تعجب من مستوفي الشروط تأتي بفعل مأخوذ تأتي بفعل تعجب مأخوذ من فعل يستوفي الشروط كاحسن واجمل واقوى واشد ثم تأتي بعد ذلك بمصدر هذا الفعل الفاقد للشروط وتجعله فيما افعله منصوبا وفي افعل به مجرورا فلو اردنا ان نستتعجب من استخراج زيد استخرج زيد الذهب تعجب من استخراج زيد للذهب استخرج سداسي ما يمكن ان تصوغ ما افعله وافعل به من استخرج فتقول ما اكثر استخراج زيد الذهب ما اكثر استخراجا ما اكثر يسمونه الفعل المساعد اتينا بفعل مستوف للشروط ثم اتينا بمصدر الفعل الفاقد للشروط واستخرج يستخرج استخراجا ونصبناه كلما اكثر استخراجا زيد الذهب او زيد للذهب وكذلك افعل به نقول اكثر باستخراج زيد الذهب او باستخراج زيد للذهب وكذلك تقول ما اجمل حمرة هذه الوردة وما اشد عور محمد وهكذا الا انه ينبه الى ان الجامد الافعال الجامدة والافعال التي لا تقبل التفاوت هذه لا يتعجب منها البتة لا مباشرة ولا بوساطة ثم بعد ذلك يذكر ابن مالك رحمه الله تعالى حكم ما جاء في السماع عن العرب مخالفا لما سبق لما سبق تقريره من الشروط نحن لو قررنا الشروط هذه ولكنه جاء عن العرب كلمات قليلة تخالف هذه الشروط فبين حكم هذه الكلمات التي جاءت عن العرب مخالفة للشروط فقال وبالندور احكم لغير ما ذكرت ولا تقس على الذي منه اثر يعني ان هذه الكلمات التي جاءت عن العرب مخالفة لهذه الشروط هي كلمات صحيحة فصيحة بليغة لانها صادرة من اهل اللغة. ونحن لهم في ذلك تبع فهي في نفسها صحيحة وبليغة وفصيحة ولكنها نادرة قولنا نادرة هذا ليس حكما بالضعف وانما هو حكم موضوعي واقعي يعني نادر يعني قليل نادر يعني اقل القليل نعم تقول الاكثر عن العرب انهم التزموا هذه الشروط بما يصوغون منه فعلي التعجب طب هذي الكلمات التي خالفت هذه الشروط هي كلمات قليلة بل اقل من القليل هذا ليس فيه تظعيف ولا يمكن للنحو ان يضعف شيئا جاء عن العرب لان كلام العرب قوى الادلة والشواهد ولا يمكن لاحد ان يضعف شواهده وادلته ثم يقول ولا تقس على الذي منه اثر فهو في نفسه فصيح صحيح ولكنه قليل بل اقل من القليل ولهذا لا تقس عليه نعم من حيث القياس لا تقس عليه بل الواجب ان تقيس على الكثير وهكذا في اللغة عموما القياس لا يكون الا على الكثير. ولا يكون على القليل ومما ورد عن العرب مخالفا لي بعض الشروط السابقة قولهم عن الكلام ما اخسره من اختصر الخماسي وكقولهم ما احمقه بنوا من فعل وصفه افعل احمق وكقولهم ما اعساه واعصي به فبنوا من عسى وهو فعل جامد طيب ثم بعد ذلك ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى بيتين ختم بهما هذا الباب باب التعجب ذكر فيهما رحمه الله تعالى حكم معمول فعل التعجب من حيث تقدمه على فعله ومن حيث فصله عنه اعيد ذكر في هذين البيتين حكم معمول فعل التعجب من حيث تقدمه على معموله ومن حيث فصله عنه فقال وفعل هذا الباب لن يقدم معموله ووصله به الزم وفصله بظرف لو بحرف جر مستعمل والخلف في ذاك استقر فذكر في هذين البيتين حكم معمول فعل فعل التعجب ما المراد بالمعمول ذكر حكم معمول فعل التعجب. ما المراد بالمعمول يعني الذي عمل فيه فعل التعجب سواء نصبه وهو زيد فيما احسن زيدا او جره او رفعه في احسن بزيد المعمول هو ما وقع عليه العمل يعني نحو زيد فيما احسن زيدا وزيد في احسن بن زيد ما حكم تقدمه على فعل التعجب وما حكم انفصاله عن فعل التعجب وهذه الاحكام قائمة على ان فعلي التعجب فعلان جامدان غير متصرفين والفعل الجامد غير متصرف فعل ضعيف لا يعمل كالفعل المتصرف الفعل المتصرف قوي يعمل على كل الاوجه يعني يعمل بالذي امامه وفي الذي خلفه تقول اكرمت زيدا ونصب الذي بعده وتقول زيدا اكرمت فنصب الذي قبله وتقول اكرمت زيدا فنصبت زيدا بالفعل الظاهر واذا قلت لك من اكرمت تقول في الجواب زيدا زيد مفعول به بفعل محذوف تقديره اكرمت اذا فاكرمت عمل ظاهرا ومحذوفا الفعل متصرف قوي يعمل على كل الحالات محذوفا ومذكورا ومتقدما ومتأخرا وعلى كل الصور. اما الفعل الجامد غير متصرف فهو ضعيف لا يعمل الا اذا جاءت الجملة على اصلها الاول لان الجملة ما فيها اي مشاكل في عمل ولهذا لابد ان يكون معموله بعده ولا يجوز ان يتقدم معموله عليه فلا تقول هنا في قولك ما احسن زيدا لا تقل ما زيدا احسن ولا تقول زيدا ما احسن لا يقال كذا زيدا نصبته على انه مفعول احسن هذا لا يجوز لا يجوز ولو قال قائل زيد للرفع زيد ما احسنه هاه لا جاز مبتدأ وخبر زيد مبتدأ ما احسنه جملة التعجب كلها خبر طب زيد ما احسن زيد ما احسن وانت تريد بذلك التعجب هذا يجوز وزيد مبتدأ وما احسن جملة التعجب وقد حذفنا المتعجب منه وقلنا ان المتعجب منه يجوز حذفه اذا دل عليه دليل وهو زيد نعم زيدا بالنصب ما يصح لان هنا نصاب زيدا ما احسن فليس له اعراب الا انه منصوب باحسن وفعل التعجب لا يتقدم عليه معموله لكن لو رفعناه زيد ما احسن او زيد ما احسنه يصح على ان زيد مبتدأ ليس معمولا لفعل التعجب لا مبتدأ بين ماذا وماذا زيد زيد ما احسن لابد ان تكون القرينة حالية تبين انك تريد النفي ام تريد التعجب لو بدنا الحل تهتف وتدل على ذلك والا اذا لم يتبين للامر كتابة كتابة محتملة انها نافية او انها تعجبية لكن طريقة القول آآ يعني مثلا وجود حسن شديد لزيد يبين انك تريد تعجب طيب اذا فالتقدم تقدم المعمول على فعلي التعجب لا يجوز حتى في الصيغة الثانية لقولك احسن بزيد لا تقل بزيد احسن وانت تريد التعجب لكن لو لم تريد التعجب تريد احسن محمد الى زيد يحسن محمد الى زيد ثم مره بذلك تقول احسن الى زيد او الى زيد احسن هذا فعل متصرف يا عم المتقدم متأخرا لكن اذا اردت التعجب لا يتقدم معمول التعجب عليه هذا ما يتعلق بتقديم المعمول على فعله التعجب طيب واما الفصل بين المعمول وبين فعلي التعجب فهو ايضا ممتنع للسبب السابق هو ان الفعل الجامد ضعيف لا يعمل الا بالذي بعده آآ تقول مثلا ما احسن زيدا هادئا زايد مفعول به وهادئ الحال لا يجوز ان تقول ما احسن هادئا زيدا فتفصل بالحال بين فعل التعجب ومعمولة هذا لا يجوز ولا يسمع عن العرب وتقول ما اصبر زيدا طلبا للعلم ما اصبر زيدا طلبا للعلم طلبا مفعول لاجله فلا يجوز ان تقولوا ان تقول في ذلك ما اصبر طلبا للعلم زيدا فتفصل بالمفعول من اجله بين فعل التعجب ومعمولة الا ان كان الفاصل شبه جملة او نداء الا ان كان الفاصل شبه جملة او نداء شف هالجملة اي الجار والمجرور وظرف الزمان وظرف المكان فهذه اي شبه الجملة والنداء هنا قاعدة ايضا عامة في النحو دائما تذكر وهو ان العرب تتسمح في شبه الجملة والنداء ما لا تتسمحوا في غيرها يعني في اشياء كثيرة ما تجوز الا اذا كانت شبه جملة لانهم يتسبحون في ذلك ما لا يتسمحون في غيرها فاذا كان الفاصل شبه جملة او نداء جاز ان تفصل بذلك بين فعل التعجب ومعبولة كقولك مثلا ما احسن الصدق بالرجل ما احسن الصدق بالرجل لك ان تقدم الجار والمجرور فتقول ما احسن بالرجل صدقا وتفصل به بين فعل التعجب ومعمولة ولك ان تقول ما اجمل الجو اليوم اليوم ظرف زمان لك ان تقدمه فتقول ما اجمل اليوم الجو؟ فتفصل بالظرف بين فعل التعجب ومعمولة ومن ذلك اي من الشواهد على ذلك قول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهو من افصح العرب عندما رأى عمار ابن ياسر مقتولا رضي الله عنهما قال اعزز علي ابا اليقظان بان اراك صريعا مجدلا قال اعزز علي ابا اليقظان بان اراك صريعا مجدلا الاصل اعزز بان اراك اعزز افعل بان اراك الباء حرف جر وان تعرفون مصدري اراك صلة الحرف المصدري ما معنى قولهم حرف مصدري ان ينسبك منه ومما بعده اسم مصدر والتقدير مثلا اعزز برؤيتي اياك صريعا هذا اسم يسمونه اسم مؤول بان اراك ورؤيتك اسم صريح وكلاهما يتفقان في الاحكام فترون ان علي رضي الله عنه فصل بشيئين بالجار المجرور علي وبالنداء ابا اليقظان اعزز علي ابا اليقظان بان اراك صريعا مجدلا ومن ذلك قول عمرو بن معدكار رضي الله عنه لله ذر بني سليم ما احسن في الهيجا لقاها واكثر في اللزبات عطاها واثبت في المكرمات مقامها فقال ما احسن في الهيجا لقاها اي ما احسن لقاها بالهيجاء ثم قدم الجار فصل بهما بين فعل التعجب ومعموله ومن ذلك قول اوس بن حجر وهو من الشعراء الجاهليين اقم بدار الحزم قال اقيموا بدار الحزم اقيم بدار الحزم ما دام حزمها واحري واحري اذا حالت بان اتحول واهري اذا حالت بان اتحول اي واحري بان اتحول الى حالته ب ان اتحول قلنا ان اتحول هذا اسم اسم فانا اقول جملة ان اتحول هذا اسم انا اقول جملة باسمه اول ودخلت عليه الباء فلهذا الباء دخلت عليه. نعرف حروف الجر لا تدخل الا على الاسماء ثم قدم الظرف وهو قوله اذا لانه ظرف زمان فقال واحد اذا حالت بانها تحول وخالف بعض النحويين كالاخفش والمبرد في الفصل بشبه الجملة والنداء فمنعوا ذلك ايضا والصحيح في ذلك قول الجمهور لهذه الشواهد وغيرها وهي من ناحية ليست قليلة ومن ناحية اخرى وهذا اهم انها لا تخالف القياس وقد ذكرنا من قبل ان القليل يقاس عليه ام لا يقاس عليه لو كان قليلا يعني القليل في اللغة يقاس عليها او لا يقاس عليه قلنا في ذلك تفصيل القليل القليل ان كان مخالفا للقياس هذا لا يقاس عليه وان كان غير مخالف للقياس فلا بأس بالقياس عليه فلو انه لم يأتي شيء من الادلة من الشواهد على الفصل بشبه الجملة لكان لتجويزه قياسا وجه قوي لان العرب في ابواب كثيرة جدا من النحو يتسمحون في شبه الجملة ما لا يتسمحون في غيرها نعيد بيتي ابن مالك في ذلك قال رحمه الله وفعل هذا الباب لن يقدما معموله ووصله به الزمن وفصله بظرف لو بحرف جر مستعمل اي ات عن العرب ات في الاستعمال والخلف بذاك استقر الخلف اي الخلاف وقد ذكرنا ذلك ولم يذكر ابن مالك وكثير من النحويين كما ترون الفصل بالنداء والحاق النداء بشبه الجملة مما تقرر عند النحوين طيب اذا نستفيد من بقية الوقت؟ ام بقي وقت باعراب قول الشاعر الذي ذكرناه قبل قليل وهو وهو من الابيات الجميلة ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمع واقبح الكفر والافلاس بالرجل وهذا معناه جميل اذا اجتمع الدين والدنيا اجتمعت الحسنيان واذا اجتمع الكفر والافلاس لا استفاد لا في الدنيا ولا في الاخرة ولهذا يذكرون يذكر احدهم القصة قرأتها او سمعتها يقول يعني كنا في رمظان فخرجت امي آآ تخرج آآ كيس القمامة الى آآ خارج البيت يقول ففتحت الباب واخرج الكيس ثم اغرقت الباب وهي تبكي يعني فجأة هذا فتحت الباب ووضعت الكيس ثم بكت ثم اغلقت الباب وكان هو خارج وكان هو خارجا سألها عن ذلك يعني ما الذي ابكاك انظر الى الذين يعني يفهمون هذه المعاني ويعطونها حقها فقالت عندما فتحت الباب ليضع الكيس وجدت عامل البلدية وهو يأكل فعلمت انه ليس بمسلم يعني كافر ولم يحصل من الدنيا على شيء تقول فبكيت رحمة له وشفقة عليه طيب نعرب على قول الجمهور ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا ما احسن الدين والدنيا هذا عرفناه وانتهينا منه اذا ما يعرب اذا يا اخوان ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا نعم عربناها كثيرا يا اخوان قلنا اذا ظرف وعرفتها قبل قليل اذا دائما ظرف اذا دائما ظرف زمان يتضمن الشرطية كثيرا هنا ظرف زمان