وكان معينا ناصحا متيمما اي قاصدا الوجه الذي يريد فلا يشتغل ببنيات الطريق ولا يلتفت يمنة ولا ولا يسرة. بل قاصدا الجهة يبتغي وهي مرات الله عز وجل بعيدا عن كل القواطع. فمن جمع في صاحبه هذه الخصال فقد فاز بصاحب لا عدل له في الدنيا لان هذا الصاحب يقربك الى الله ويبعدك عن كل ما يغضبه يقربك من من اسباب السعادة ويأخذ بيدك للفوز بها ويقيك اسباب الشقاء والهلاك ثم قال رحمه الله آآ ومنها اي ومن علامات صحة القلب واسباب صحته اذا ما فاته الورد مرة تراه كئيبا نادما متألما هذا السبب ايش السابع السبب الرابع عشر من اسباب صلاح القلب ان يكون الانسان متعلما لما يفوته من الخير فقوله ومنها اذا ما فاته الورد الورد يشمل كلما اشتغل به الانسان من الصالح سواء كان ذلك في ترك ما يجب او في ترك ما يستحب من الصالحات ان يجد الما لذلك الفوات والفوات هو ذهاب الشيء من غير تقصير واذا كان ثمة تقصير فانه يقابل ذلك بالتوبة الى الله عز وجل فقوله ومنها اذا ما فاته الورد مرة تراه كئيبا نادما متألما الذي يظهر والله تعالى اعلم من اه خلال ما ذكر المؤلف في قوله تراه كئيبا نادما متألما انه فاته بتقصير منه وليس شيء مغلوب عليه يعني ان يكون ما فاته من الخير قد تسبب فيه اما بالتقصير بعدم اخذ الاسباب او بغير ذلك من اوجه التقصير التي يفوت بها ما يكون من الخير وهو فيما يكون من الواجبات وهو فيما يكون من الواجبات هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم لان الكآبة والندم الندم لا يكون الا في مقابل الذنب. لقول النبي صلى الله عليه وسلم الندم توبة. فيمكن ان نقول في اسباب سلامة القلب هو التوبة من من التقصير من اسباب سلامة القلب الندم والتوبة من التقصير ان يجد الما لتقصيره وهذا لا شك انه من علامات الايمان كما قال في الصحيح عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في وصف المؤمن اذا المؤمن يرى ذنبه كالجبل يوشك ان يقع عليه فيهلك واما المنافق يرى ذنبه كذباب وقع على انفه فقال به هكذا فذهب فشتان بين هذا وهذا فهذه من علامات صلاح القلب وهي من اسباب صلاح القلب ان يجد الما ان يجد شيئا من الحزن على ما كان من سيء العمل وهذا الندم يحمله على المبادرة الى الاقلاع عن الذنب والعزم على على عدم العودة اليه ويحمله ايضا على بذل الجهد في تلقي اسباب الوقوع فيهم مستقبلا ومن صدق في توبته وقاه الله تعالى التورط في السيئات قبائح الذنوب. قال رحمه الله ومنها اي ومن اسباب صلاح القلب طبعا ما يتعلق بالفوات الفوات له حالان اما ان يكون فواتا مما يشرع قضاؤه والاتيان به بعد الفوات واما ان يكون مما لا ينفع فيه القضاء فلا يقابل الا بالتوبة فمن ترك عبادة مؤقتة بوقت متعمدا من غير عذر فانه لا ينفعه ان يأتي بها بعد ذلك ترك الصلاة مثلا حتى خرج وقتها من غير عذر فانه لا ينفع ان يأتي بها بعد ذلك وكذلك فيما اذا ترك الصوم الواجب من غير عذر حتى خرج وقته فانه لا ينفعه ان يأتي به بعد ذلك بل عليه التوبة الى الله والاكثار من العمل الصالح. هذا معنى قوله رحمه الله ومنها اذا ما فاته الورد مرة اما ما كان من الاعمال يمكن استدراكه كان يؤخر مثلا اخراج الزكاة فانه يبادر الى اخراجها ولا تفوت يؤخر مثلا وفاء الوفاء بنذر ونحو ذلك من الواجبات التي يمكن ان تستدرك فان من تمام الندم والالم على ما وقع من تفريط ان يبادر الى الاتيان بما ترك. قال رحمه الله منها اشتياق القلب في وقت خدمة اليه كمشتد به الجوع والظمأ. اي من علامات صحة القلب وسلامته ومن اسباب ذلك اشتياق القلب في وقت خدمة اشتياق القلب اي شوقه وهو حركته وسعيه في ادراك محبوبه. وقد تقدم ذكر ذلك فيما مضى. فالشوق هو الحركة في ادراك المحبوب ولكن هنا ذكر شوقا خاصا وهذا ما ذكرت قبل قليل ان من الاسباب التي ذكرها رحمه الله ما قد يكون تكرارا اما لتأكيد ما تقدم او للالماح الى اختصاص في معلم من المعاني التي تندرج تحت ذلك المعنى العام. فهنا يقول ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اي ان القلب مشغول بطاعة الله عز وجل في بدنه وقلبه مقبل على ربه مشتاق اليه جل وعلا فيكون في سعيه لربه جل وعلا على نحو من المبادرة الى الصالحات المبادرة الى مرضاة الله عز وجل لما في قلبه من الشوق وعظيم الرغبة فيما عند الرب جل في علاه فقوله رحمه الله ومنها اشتياق ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اي المبادرة الى طاعة الله عز وجل والى القيام بما فرضه من الفرائض وطلبه من الشرائع كما هي حال المشتد به الجوع والظمأ. فان الذي يشتد به الجوع والظمأ تجده مبادرا الى سد جوعته مسارعا الى اطفاء عطشه بما يسره الله تعالى من اسباب الاكتفاء مطعما ومشربا ولهذا مثل المؤلف رحمه الله بما مثل فيما يتعلق تمثيل حال الانسان في اقباله على ربه عندما يكون في الطاعة انه يقبل على ربه في غاية الاشتياق والاقبال وصدق آآ الانابة اليه جل في علاه على وجه يشبه حال هذا الذي يطلب كفاية آآ نفسه في اه مطعمه ومشربه هذا ما يظهر من من قوله رحمه الله كمشتد به الجوع والعطش اي كحال المشتد به الجوع والعطش في طلبه ما يكفي مطعما ومشربا وهذا التنظير ليس ببعيد ولا غريب فان القلوب فيما يتعلق بطاعة الله عز وجل في غاية الظرورة اليها اي القلوب تعطش وتجوع قوتها كفايتها في طاعة الله عز وجل في ذكره في الاقبال عليه فما الابدان تعطش وتجوع فكذلك القلوب تعطش وتجوع. سد جوعة البدن بالطعام والشراب وسدوا جوعة القلب وسد ظمأه انما يكون بذكر ربه والاقبال عليه جل في علاه ولهذا قرب النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه المعنى في عظيم تأثير الذكر على قلبه لما واصل الصوم يوما ثم يوما ونهاهم عن الصوم قالوا انك تواصل قال انا لست قال صلى الله عليه وسلم اني لست كهيئتكم اني ابيت تطعمني ربي ويسقيني. والمقصود بالاطعام والاسقاء المذكور هنا هو ما يلقيه الله تعالى في قلب رسوله صلى الله عليه وسلم من الروح والريحان والانشراح والبهجة والطمأنينة والسكن الذي يكتفي به عن الاكل والشرب صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد قال الشاعر فيما يتعلق كلام بعض من يحبهم قال لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد. هذا اذا كان في تذكر الانسان لمن يحب من المخلوقين انه تذكره لمن يحب قد يبلغ به الى هذه المرتبة والى هذا الحد ان يلهيه ذلك عن الطعام والزاد لها احاديث من تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد. فالمحب اذا اشتغل بمحبوبه اشتغل عن حاجة بدنه من طعام وشراب وهذا معلوم مشاهد وهو ما اشار اليه قوله صلى الله عليه وسلم اني اطعم واسقى فالطعام والسقاء الذي ذكره صلى الله عليه وسلم هو اكتفاؤه بذكر ربه عن حوائج بدنه. والا لو كان يطعم اسقى طعاما يحصل به الفطر كطعام كطعام غيره لما قال اني لست كهيئتكم لكان لكان يقول انا اكل واشرب من رزق يسوقه الله تعالى اليه اما من الجنة او غير ذلك لكن الطعام الذي اشار اليه هو ما يلقيه الله في قلبه من عظيم الاقبال على ربه الذي ينشغل به عن حوائج بدنه المعتادة ومنها اي ومن علامات صحة القلب ومن اسباب صحته ذهاب الهم وقت صلاته ذهاب الهم اي زواله والهم هنا هو ما يعتري القلب من الفكر في ازالة المكروه هذا الهم الهم هو المكروه مما نزل وحل بالانسان او مما يتوقعه واحذروا وقوعه فالهم اما ان يكون لشيء نزل به فاكره واهمه واما ان يكون لشيء يخشى وقوعه يقرب حصوله مما يكرهه ويخافه فقوله رحمه الله ومنها ذهاب الهم اي زوال الفكر في المكروه وقت صلاته اي حال اقباله على ربه جل في علاه وذلك انه يجلو عن قلبه بمناجاة ربه كل ما اهمه واكرثه وهذا لا يكون ابدا الا لمن تنعم بذكر الله في صلاته اما الذي يقبل على الصلاة وقلبه قد تفرق في هموم الدنيا واشتغل بالوان المشغلات فانه لا ينال هذا لا ينال هذا الا من كان في صلاته مقبلا على ربه وهذا ما اشار اليه قوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه الامام احمد حبب الي من دنياكم النساء والطيب ثم قال صلى الله عليه وسلم وجعل قرة عيني في الصلاة. ايش معنى قرة عيني؟ يعني سكونها. وانما قرة العين كما طمأنينة القلب ونتاج سكون القلب فان القلب اذا اطمئن والقلب اذا سكن كان ذلك من موجبات سكون العين لكن الذي الذي عمر قلبه اه الهم والخوف والقلق لا يمكن ان تجد عينه ساكنة بل ويلتفت يمنة ويسرة يتلمح مواطن الخطر عن يمينه ويساره. انما تسكن عينه عندما يطمئن قلبه ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم وجعل قرة عيني في الصلاة قرة العين اي قرارها واستقرارها وذلك بطمأنينة القلب فقرة العين اشارة الى السكون وذهاب الاضطراب وتشير ايضا الى الى السرور والابتهاج وهذا لا يكون الا لما يكون في القلب من من الطمأنينة والاستقامة والصلاة. يقول رحمه الله ومنها ذهاب الهم وقت صلاته. وقد جاء في سنن ابي داوود باسناد لا بأس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ارحنا بها يا بلال. كان يقول في شأن الصلاة ارحنا بها يا بلال. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة راحة وقد جاء في المسند باسناد فيه مقال من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر يعني اذا نزل بهما يكره من آآ مما يكثه ويهمه ويقلقه فزع الى الصلاة اي اقبل على صلاته فصلى فالصلاة طمأنينة الصلاة سكن للقلوب الصلاة هنأ لمن اقبل عليها بقلبه وقال به. ومنها ذهاب ذهاب الهم وقت صلاته. بدنياه فلا بشيء من امر الدنيا بل هو مقبل على ربه ينقشع عنه كل هم من هموم الدنيا مرتاحا بها متنعما. اي قد بلغ الراحة بصلاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحنا بها يا بلال متنعما ان يدرك بذلك النعيم وهو ما اشار اليه قوله وجعل وقرة عيني في الصلاة. حبب الي من دنياكم الطيب وهذا لاثر معنوي والنساء وهذا لاثر حسي ومعنوي ما يكون من التمتع بهن ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان ان اعلى ما تنال به النفوس طمأنينتها وسكنها وراحتها قال وجعلت قرة عيني في الصلاة. ثم قال رحمه الله ويشتد عنها الظمير في قوله عنها اي الدنيا بعده اي اذا اقبل على صلاته نأى بنفسه عن الدنيا لماذا ينأى بنفسه عن الدنيا؟ لانه يناجي الله الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانه وبحمده. ومن عمر قلبه في صلاته ناجات ربه فلم يلتفت الى سواه جل في علاه كان ذلك من اسباب سعادته وبهجته وفرحه وسروره لان الدنيا في يده جل في علاه واذا اراد الدنيا فليقبل على من هي في يده فلا يشتغل بالتفاته الى الاسباب والى ما يكون مما يرغب فيه الناس من متع بل لانها لا تأتي الا الا تأتي الا منه جل في علاه فليقبل على ربه قال ويشتد عنها بعده وخروجه اي خروجه من اه منها اه وعدم بعدم التفكير فيها والاهتمام لها وقد زال عنه الهم اه والغم فاستمع اي فعلى وارتفع وقد زال عنه الهم والغم فاستمى اي علا وارتفع وهذا يبين حال هذا المصلي الذي كانت صلاته قرة عين له فكانت الصلاة بهجة نفسه وكانت الصلاة نعيم قلبه وكانت الصلاة سكنا له انكشف عنه وارتحل كل ما يكره من الهموم والغموم باقباله على ربه جل في علاه. وذلك بما يشاهده من الرحمات ويدركه من الفضائل والخيرات. فان المصلي اذا اقبل على ربه اقبل على رحمته جل في علاه فلا يزال في رحمة الله ما دام بين يديه يتنزل عليه من فظله ورحمته وبره واحسانه ما لا يرد على خاطره ولا فكره اذا اقبل على ربه اقبل على الله في صلاتك وابشر بعظيم عطاء ربك لكن الذي يحرمه كثير من الناس هو انهم لا يخشعون في صلاتهم لا يقبلون على الله في صلاتهم فتجد كثيرا منهم ليس له من الصلاة من حظ الا ان يؤدي ما وجب عليه من غير ان يدرك ما فيها من عظيم الفضائل هبات والعطايا. كما قال الله جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر والله اكبر ثم قال رحمه الله فاكرم به قلبا سليما مقربة اكرم به اي قد بلغ في الكرامة اعلى منازلها فان كرم القلب هو طيبه هو كثرة الخير فيه كثرة الافضال كثرة الاحسان فالكريم هو كثير العطاء كثير الخير كثير الاحسان. فقوله فاكرم به اي اكرم بهذا القلب فهو احق ما ينال به كرامة الدنيا وفوز الاخرة تحلى بهذه الخصال الكرام واتسم بهذا الخصال المباركة. اكرم به فقد حاز القلب السليم. واكتمل له ما يؤمنه من صحة وسلامة وفوز وسبق. وبه يدرك الاجر العظيم المرتب على سلامة القلب وهي النجاة يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. والقلب السليم لا يكون الا بالسلامة من الشرك بالله عز وجل وذلك بتوحيده وهذا اعظم ما يستسلم القلوب منه وتسلم. والثاني السلامة من الشبهات وهي ما يرد على القلب من القواطع التي تشبه وتشكك في الحق وتورد الانسان الريبة الظن السيئة بالله عز وجل مما يحصل به سلامة القلب سلامته من الشهوات وهي المعاصي فانه اذا سلم من الشهوات كان قلبا سليما وبقدر ما يحقق السلام من هذه الخصال الثلاث الشرك الشهوات الشبهات الشهوات فانه يحقق الفوز والسبق بعض العلماء يقول الشرك والبدع والمعاصي والنفاق البدع والنفاق هي الشبهات والمعاصي هي الشبهات وبالتالي هو اختلاف في العبارة والمعنى واحد فاكرم به قلبا سليما مقربة اي مقربا من الله عز وجل. فالقلوب تقرب من الله عز وجل. وتبعد على حسب ما يقوم فيها من الايمان وقد جاء عن بعض السلف انه قال اذا مات المؤمن كان جسده تحت الثرى وقلبه عند رب العالمين. وهذا المعنى صحيح من حيث ما يكون في القلوب من الروح التي بها يحيى فانها تقرب من الله عز وجل ولذلك يقول الله جل وعلا كلا ان كتاب الابرار لفي عليين وما ادراك ما عليون كتاب مرغوب يشهده المقربون واما ارواح اهل الكفر والشقاق والشرك فهي في سجن ابعد ما تكون عن الله عز وجل ولكن القرب الى الله لا يكون الا بطاعته. والبعد عنه لا يكون الا بمعصيته ولهذا ذكر الله قرب قربه من عباده في الذكر وفي الدعاء وفي السجود ففي الدعاء يقول الله تعالى واذا سألك عبادي عني ايش فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وفي السجود قال صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وفي الذكر قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما رفعوا اصواتهم بالذكر قال اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا اقرب الى احدكم من عنق راحلته قوله رحمه الله فاكرم به قلبا سليما مقربا الى الله قد اضحى محبا متيما يعني ثمرة تلك الاسباب وعاقبة تلك العلامات ان يكون محبا لله عز وجل ان يكون مقربا الى الله عز وجل محبا له قد بلغ في الحب اعلى مراتبه فالتتيم هو اعلى مراتب الحب واسماها ولذلك قال متيمة وهي اعلى درجات الحب ومنه تيم الله اي محب الله فهي مرتبة من مراتب الحب. قيل انه اعلى مراتب الحب لكن هذا امر نسبي يختلف باختلاف الناس والصواب ان اعلى مراتب الحب هي الخلة اعلى مراتب الحب هي الخلة ولذلك قال الله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا قال رحمه الله ومنها اجتماع الهم منه بربه بمرضاته يسعى سريعا معظما وهذا سبب من اسباب صلاح القلب وهو علامة من علامات استقامته وصلاحه ان يجمع همه على مرضاة ربه قال ومنها اي من اسباب صلح القلب اجتماع الهم منه بربه فيجمع همه على ربه. واجتماع الهم على الرب جل وعلا بان يكون غايته في الدنيا ما يحبه ربه جل في علاه ما يرضي الله عز وجل فهمه في هذه الدنيا هو ان ينال رضا الله تعالى لا يشتغل بغير الله عز وجل يسعى الى رضاه لا لا يلتفت الى سواه ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم عاقبة من كان همه رضا ربه فيما جاء بالمسند وغيره باسناد لا بأس به انه صلى الله عليه وسلم قال من كانت الدنيا همه فرق الله عليه امره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له منها هذه عاقبة من جعل همه في غير الله عز وجل فرق الله امره وما فرقه الله فلا جامع له وجعل فقره بين عينيه ومن كان فقره بين عينيه عمياء عن الاشتغال بغير هذا الهم و لم يأتي من الدنيا الا ما كتب له منها اي ان ذلك لن يدرك به اكثر مما كتب له من الدنيا ولا بشربة ماء فانه لن ينال شيئا غير مكتوب اما من جعل همه الله تعالى والدار الاخرة على خلاف ذلك جمع الله امره فلا يناله شتات ولا فرقة ولا حيرة ولا ضلال بل هو مجموع والجمع يدل على الصيانة والحفظ و بلوغ الغاية والمقصود جمع الله امره وجعل غناه في قلبه وهذا هو اعلى ما يكون من الغنى كما تقدم فليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى عن غنى النفس كما قال صلى الله عليه وسلم. واتته الدنيا وهي راغمة اي جاءه ما كتب الله تعالى له منها من غير اختيار لكن انظر الى الفرق بين آآ الحالة ايه؟ حال الاول قال ولم يأتي من الدنيا الا ما كتب له منها. واما الثاني قال اتته الدنيا وهي راغمة وهذا يشير الى ان الله يطوع له بطاعته والاقبال عليه ما لا يدركه بغير الطاعة فما قال في الثاني ولم يأتي من الدنيا الا ما كتب له منها انما قالوا اتته الدنيا وهي راغمة في اشارة الى انه باقبالها على ربه واشتغاله بمرضاته يدرك من فضل الله وعطائه وبره واحسانه ان ييسر الله تعالى له الخيرات ويبلغه الاماني ومن ذلك ما جاء في حديث انس في الصحيحين من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم صلة الرحم سبيلا للاستزادة في الرزق سبيلا للاستزادة في جميل الذكر او طول العمر لانه قول لان قوله صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره الانساء في الاثر قال فيه العلماء قولين القول الاول انه الذكر الحسن والقول الثاني انه طول العمر وكلاهما قد يكون مرادا فينال فينال بصلة رحمه طول العمر والذكر الحسن الذكر الجميل