بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله وبياكم بهذه الليلة ليلة الاثنين الرابع عشر من شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وثلاثين واربعمئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن في جامع الراجحي في مدينة الرياض نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الثاني والثمانين من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله وكنا قد وصلنا يا اخوان في الدروس الى باب النعت من هذه الالفية المباركة وشرحنا من هذا الباب ثلاثة الابيات الاولى نقرأها ثم بعد ذلك نكمل ما بعدها ان شاء الله تعالى افتتح ابن مالك رحمه الله تعالى هذا الباب بقوله فالنعت تابع متم ما سبق بوسمه او وسم ما به اعتلق وليعطى في التعريف والتنكير ما لما تلا تمرر بقوم كرما وهو لدى التوحيد والتذكير او سواهما كالفعل فاقف ما قفوا ففي هذه الابيات ذكر رحمه الله تعالى امرين الاول تعريف النعت والثاني نوعا النعت و حكم كل نوع وقد شرحنا كل ذلك وتكلمنا عليه من قبل ثم يذكر ابن مالك رحمه الله تعالى بعد ذلك الاشياء التي ينعت بها وهي اربعة اشياء كما سيأتي فيقول في ذلك رحمه الله تعالى وانعت بمشتق كصعب وذرب وشبهه كذا وذي والمنتسب ونعتوا بجملة منكرا فاعطيت ما اعطيته خبرا وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت فالقول اضمرت صبي ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد والتذكير فذكر رحمه الله تعالى ان الاشياء التي ينعت بها اربعة وهي الاول الاسم المشتق والثاني الاسم الشبيه بالمشتق الثالث الجملة الرابع المصدر وخص رحمه الله تعالى كل واحد منها بكلام فنقرأ ما ذكره رحمه الله تعالى فيها ونشرحه ونبدأ بالاول مما ينعت به وهو الاسم المشتق فقال عنه رحمه الله تعالى وانعت بمشتق كصعب وذرب قوله وانعت بمشتق يريد بالمشتق هنا الوصف والوصف كما سبق تعريفه اكثر من مرة كل اسم دل على حدث وصاحبه ويراد به اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة والصفة المشبهة واسم التفضيل هذه هي الاوصاف والنعت بالوصف هو الاصل في النعت لان النعت كما سبق في تعريفه يدل على صفة في الموصوف والصفة انما يدل عليها الوصف والاشياء الثلاثة الاخر التي ينعت بها انما وقعت نعتا لانها مؤولة بالوصف. كما سيأتي فيها ان شاء الله تعالى فمن النعت بالمشتق قولك جاء رجل راكض راكض اسمه فاعل وقد وقع نعتا وقولك جاء رجل مضروب فمضروب اسم مفعول وقد وقع نعتا وقولك جاء ولد لعاب لعاب صيغة مبالغة وقد وقع نعتا وقولك جاء رجل حسن فحسن صفة مشبهة وقد وقعت نعتا وقولك جاء الطالب الافضل الافضل اسم تفضيل وقد وقع هنا نعتا اما ابن مالك رحمه الله تعالى فقد مثل للاسم المشتق بقوله كصعب وذرب وهما صفتان مشبهتان فالاولى على وزن فعل كصعب وسهل وجلد والاخرى على وزن فعل كذرب وحذر وجاء في بعض نسخ الالفية ودرب بالدال بدل وذرب بالذال فالدرب بالذال المعجمة هو الحاد من كل شيء واما الدرب بالدال المهملة فهو الماهر الحاذق وكان الاحسن بابن ما لك رحمه الله تعالى ان يقول في هذا الشطر وانعت بوصف مثل صعب وذرب فكلمة وصف هنا ادق واحسن من قوله مشتق لما لان قوله مشتاق يشمل الوصف ويشمل غير الوصف من المشتقات فالمشتقات كل اسم اشتق من اصله اي من المصدر والمشتقات نوعان الوصف وهو كل اسم دل على حدث وصاحبه وهي الخمسة المذكورة اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة والصفة المشبهة واسم التفضيل وغير الوصف من المشتقات مما لا ينعت به كاسم المكان واسم الزمان واسم الالة فهذه كلها مشتقات ولكنها لا تسمى وصفا والمراد بما ينعت به هو الوصف اما هذه المشتقات غير الاوصاف فلا ينعت بها وقد حاول بعض الشراح الدفاع عن عبارة ابن مالك فقالوا ان تمثيله بصعب وذرب يريد به اخراج غير الاخراج غير الوصف عندما قال كصعب ودرب يعني كأنه قال اريد المشتق الذي هو كصعب وذرب فهذا هو الشيء الاول الذي ينعت به وهو الاسم المشتق اي الاسم الوصف طيب الشيء الثاني الذي ينعت به هو الاسم المشبه للمشتق وفي ذلك يقول ابن مالك رحمه الله تعالى وشبهه كذا وذي والمنتسب شبهه اي شبه الاسم المشتق وشبه المشتاق ماذا يراد به يراد به الاسم غير المشتق الذي في معنى المشتق اسم ليس بمشتق ولكنه في معنى المشتق كما قلنا قبل قليل الاسماء المشتقة هي الاسماء التي اخذت من اصلها من المصدر وهي الخمسة المذكورة ان كانت اوصافا او غيرها مما ذكرنا من اسم المكان والزمان واسم الالة طيب هناك اسماء اخر هي ليست مشتقة يعني ليس لها فعل ليس لها مصدر تشتق منه ومع ذلك فان معناها معنى المشتق يعني فيها معنى المشتق دون حروفه وقد مثل ابن مالك للاسماء التي تشبه الاسماء المشتقة بقوله كذا وذي والمنتسب اذا فذكر ثلاثة امثلة الاول من الاسماء التي تشبه المشتق وليست بمشتقة اسماء الاشارة وهذا قول ابن مالك كذا يعني كسم الاشارة ذا كقولك مررت بزيد هذا فهذا اسم اشارة مكون من داء اسم الاشارة وهاء حرف تنبيه تقول مررت بزيد ذا او مررت بزيد هذا وهذا اسم اشارة ليس بمشتق. ليس له مصدر ولكنه بمعنى اسم مشتق وهو الحاضر وقولك مررت بزيد هذا اي مررت بزيد الحاضر فصح ان يقع نعتا ونحوه بقية اسماء الاشارة كقولك اقرأ الصحيفة هذه اي اقرأ الصحيفة الحاضرة واكرم الرجال هؤلاء اي اكرم الرجال الحاضرين وهكذا المثال الثاني الذي ذكره ابن مالك للاسماء غير المشتقة التي تشبه الاسماء المشتقة ذو وهذا قول ابن مالك وذي يريد ذو التي بمعنى صاحب التي تعرب اعراب الاسماء الستة ذو بالرفع وذا بالنصب وذي بالجر كقولك هذا رجل ذو مال وانما صح النعت بكلمة ذي لانها بمعنى صاحب صاحب اسمه فاعل وقولك هذا رجل ذو مال اي هذا رجل صاحب مال ومثل ذو مؤنثها وتثنيتها وجمعها يعني ذو وذات وذوى وذوو وذواتا وذوات كلها في حكم واحد تقول مررت بامرأة ذات فضل اي صاحبة فضل ورجال ذوي رأي اي اصحاب رأي وهكذا ومثل ذو التي بمعنى صاحب كلمة اولوا ومؤنث هؤلاء وهي ايضا بمعنى اصحاب وصاحبات كقولك مررت برجال اولي رأي اي اصحاب رأي ونساء اولات فضل فكل هذه الكلمات تقع نعتا لانها بمعنى اسماء مشتقة والمثال الثالث الذي ذكره ابن مالك رحمه الله تعالى للاسم غير المشتاق الذي يشبه المشتاق هو الاسم المنسوب وهذا قول ابن مالك والمنتسب يعني الاسم المنسوب نحو مررت برجل قرشي مررت برجل قرشي قرشي نعت لرجل طيب قرشي هذا ليس وصفا اللي ليس اسمه فاعل ولا اسم مفعول ولا صفة مشبه ولا صيغة مبالغة ولا اسمه تفضيل ومع ذلك وقع نعتا وانما صح وقوعه نعتا لانه بمعنى اسم المفعول وقولك قرشي بمعنى منسوب الى قريش ونحوه اشتريت ثوبا بحريا اي منسوبا الى البحر ورأيت رجلا عربيا اي منسوبا الى العرب وسبق لنا يا اخوان في باب اسم المفعول عندما عندما تكلمنا على اعماله قلنا ان المنسوب يعمل عمل اسم المفعول لانه بمعناه تقول جاء رجل مضروب اخوه اخوه نائب فاعل لمضروب كذلك جاء رجل قرشي ابوه معرب ابوه ايضا نائب فاعل يعني منسوب ابوه الى قريش تمام وقد يقال ان الاسم المنسوب يكونوا بمعنى اسم الفاعل لا بمعنى اسم المفعول على معنى المنتسب كما قال ابن مالك والمنتسب فقولك قرشي اي منتسب الى قريش فاذا قلت جاء رجل قرشي ابوه فابوه فاعل يعني منتسب ابوه الى قريش والمعنى لا يتغير معنى لا يتغير كيف الاعراب متقارب متقارب الفاء نائب الفاعل في معنى الفاعل نعم ايه نعم يصح ان تقول نائب فاعل على معنى منسوب الى قريش او فاعل على معنى منتسب الى قريش فهذه ثلاثة امثلة ذكرها ابن مالك للاسم غير المشتاق الذي يشبه المشتق في معناه وامثلته ليست الحصر فهناك اسماء كثيرة ليست مشتقة ومع ذلك يوصف بها لانها بمعنى الاسماء المشتقة منها مثلا الاسماء الموصولة تقول جاء الرجل الذي يقول الحق ما عرب الذي نعت للرجل مع انه اسم موصول ليس مشتقا لانه بمعنى المشتق. قال تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون المعنى اللغوي لمثل هذا الاسلوب مثل الجنة التي وعد اي مثل الجنة الموعود بها المتقون فلهذا المعنى على معنى اسم مشتق فلهذا اخذ حكمه في اللغة طيب وهناك ايضا كلمات اخرى كثيرة ككلمة ابن وابنة وبنت هذه كلها تقع اوصافا تقع آآ نعوتا نقول جاء محمد بن زيد او جاء محمد بن زيد رأيت محمد بن زيد وكذلك كلمة غير تقول جاء محمد ورجل غيره وجاء محمد ورجل مثله هذه كلها كلمات ليست مشتاقة ومع ذلك تقع نعوتا لكونها بمعنى المشتق شرحنا الى الان شيئين من الاشياء التي ينعت بها ننتقل الى الشيء الثالث الذي ينعت به وهو الجملة وفي ذلك يقول ابن مالك رحمه الله تعالى ونعتوا بجملة منكرا فاعطيت ما اعطيته خبرا وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت فالقول اضمر تصيبي الجملة الجملة لا توصف بانها معرفة ولا نكرة لان الذي يوصف بالتعريف والتنكير هو لا ما الذي يوصف بانه معرفة او نكرة هو الاسم فقط دون الفعل ودون الحرف ودون الجملة ولكن الجملة وكذلك شبه الجملة بيحكم النكرة في حكم النكرة ما معنى في حكم النكرة يعني تقع وتعرب كالنكرة. تقع في مواقع النكرة في الكلام وحينئذ تعامل وتعرب كالنكرة فتقع خبرا وتقع حالا وتقع نعتا النكرة فتقع خبرا نحو محمد يقوم ومحمد يقوم ابوه ومحمد ابوه قائم هذه جمل وقعت خبرا لانها في حكم النكرة وتقع حالا اي الجملة نحو جاء الرجل يركض وجاء الرجل يركض ابوه وجاء محمد يده فوق رأسه فهذه الجمل وقعت حالا وتقع ايضا نعتا نحو جاء رجل يركض وجاء رجل يده على رأسه ورأيت طالبا يكتب ورأيت طالبا كتابه نظيف وسبق في اكثر من باب ان قلنا ان الخبر والحال والنعت هذه الثلاثة من واد واحد يعني معناها واحد فلهذا اشتركت وتشابهت بالاحكام لان حقيقتها واحدة فانت اذا قلت زيد راكض قبر جاء زيد راكضا حال جاء زيد الراكض نعت كل هذه الامثلة فيها وصف زيد بالركض معناها الاجمالي كلها وصف زيد بالركض. الا انك في الاولى وصفته بالركض من طريق الخبرية وفي الثانية وصفته بالركظ من طريق الحالية وفي الثالثة وصفته بالركظ من طريق النعتية وسبق في اول الكلام على باب الناعت ام فصلنا الكلام بالفرق بين النعث والحال فلا نعيد ذلك ولان الجملة في حكم النكرة كما سبق لا ينعت بها الا نكرة نعم لان الموافقة في التعريف والتنكير هذي واجبة بين النعت والمنعوت فالجملة في حكم النكرة اذا سينعت بها ماذا لا ينعت بها الا النكرة. فلهذا قال ابن مالك ونعتوا بجملة منكرا نحو جاء رجل يركض جاء فعل ورجل فاعل ويركض فعل مضارع وفاعله مستتر بعده يركض هو طب يركض وهو صارت جملة فعلية ما اعرابها نعت لرجل في محل رفع او جاء رجل يركض اخوه او رأيت طالبا يلعب مررت بعصفور يرفرف بجناحيه بعصفور جر ومجرور يرفرف بجناحيه جملة فعلية ما اعرابها نعت لعصفور بمحل جر طيب اذا وقعت الجملة بعد النكرة صارت كما رأينا نعتا طب واذا وقعت الجملة بعد معرفة ماذا ستكون؟ ستكون حالا لان النكرة لان الجملة في حكم النكرة طب النكرة بعد المعرفة ماذا تكون تكون حالا نحو جاء الرجل يركض جاء فعل والرجل فاعل ويركض فعل مضارع وفاعله هو طب والجملة الخبرية يركض هو جملة بعد معرفة فما اعرابها؟ حال في محل بمحل هاه رفع ونصب جاء الرجل فاعل مرفوع هاه نصب الحال دائما محله النصب ليس تابعا وتقول رأيت الطالب يلعب كذلك ومررت بالعصفور يرفرف بجناحيه ما اعراب جملتي يرفرف بجناحيه حال من العصفور ولهذا يقول المعربون بضابط مشهور مفيد الجملة وشبه الجملة بعد النكرات نعوت وبعد المعارف احوال هذا ضابط مشهور في الاعراب اذا جاءت جملة اسف اذا جاءت نكرة وبعدها جملة او شبه جملة فما اعراب الجملة نعت لهذه النكرة واذا جاءت معرفة وبعدها جملة او شبه جملة حلو حال وهذا صحيح فاذا قلت جاء رجل يركض او جاء رجل يضحك فهو بمعنى جاء رجل ضاحك معت جاء رجل يضحك اي جاء رجل ضاحك المعنى واحد اذا فهي نعت جاء رجل على قدميه ما اعراب شبه الجملة على قدميه ها نعت لي رجل وصفت الرجل بانه على قدميه طيب واما اذا قلنا جاء الرجل يضحك ها اذا بمعنى جاء الرجل ضاحكا يضحك ضاحكا المعنى والاعراب واحد جاء الرجل يضحك يضحك جملة حالية طب وجاء الرجل على قدميه او جاء محمد على قدميه او جاء اخي على قدميه ما اعراب شبه الجملة على قدميه حال يعني جاء محمد حالة كونه على قدميه طيب عرفنا ذلك بقي ما اذا وقعت الجملة او شبه الجملة بعد معرفة في قوة نكرة معرفة اسم معرفة ولكنه في قوة النكرة يعني لفظه معرفة لكن معناه نكرة ويراد بذلك الاسم المعرف الجنسية درسنا ذلك في المعرف بال تعريف بان الجنسية اضعف التعريف الجنسية تريد جنس نعم ففيه معنى الابهام طب اذا وقعت الجملة او شبه الجملة بعد بعد معرفة بقوة نكرة اي الاسم المعرف باهل الجنسية كقول الشاعر ولقد امر على اللئيم يسبني. فمضيت ثم فقلت لا يعنيني ولقد امر على اللئيم يسبني يسبني جملة فعلية ما اعرابها ها اعرابها يتبين بعلاقتها باللئيم ها من اللي يسب؟ السب هنا من صفة من من صفة اللعيم طب اللئيم معرفة او نكرة ليس المنعوت الاصل في النعت انه المنعوت تقول جاء زيد الراكظ من الراكظ زيد وزيد هو الراكض صفته لكن اذا قلت في في المصدر ها زيد عدل هل زيد هو العدل لفظه معرفة هل تريد لئيما معينا او جنسا لئيم اذا هذا معرف الجنسية لا تريد انسانا معينا وانما الجنس اللئيم فيجوز ان تجعل الجملة هنا حالا وهذا هو الظاهر وهو المشهور عند المعربين مراعاة للفظه ويجوز ان تجعل الجملة هنا نعتا مراعاة المعنى يعني ولقد امر على لئيم يسبني وجعلوا من ذلك قوله سبحانه وتعالى واية لهم الليل نسلخ منه النهار واية لهم الليل الليل مبتدأ واية لهم الخبر الليل اية لهم اه طب نسلخ منه النهار جملة فعلية ما اعرابها وعلاقتها بالليل الليل هنا لا لا يراد به ليل معين وانما جنس الليل يعني الليل الان والليل الماظي والليل القادم نصف الليل ويجوز لك في نسلخ منه النهار ان تكون جملة حالية وهذا هو الظاهر المشهور ويجوز ان تجعلها جملة نعثية ومن ذلك قولك يعجبني الطالب يجتهد في دروسه واضح ومن ذلك احب المسلم يدع ما لا يعنيه ومن ذلك القلم يكتب خير من القلم لا يكتب ماشي نعم ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى عن الجملة الواقعة نعتا قال فاعطيت ما اعطيته خبرا وبعد ان ذكر ان الجملة تقع نعتا وعرفنا واكدنا ان الجملة تقع نعتا لانها كالخبر وكالحال والخبر والحال سبق فيهما انهما يقعان يقعان اه مفردا ويقعان جملة فالثلاثة من باب واحد طيب فعندما ذكر ان الجملة تقع نعتا قال فاعطيت ما اعطيته خبرا فبدل ان يذكر كل احكام الجملة النعتية يقول الاحكام التي ذكرناها في الجملة الواقعة خبرا سنعطيها للجملة الواقعة نعتا فاعطيت ما اعطيته خبرا وهناك في الجملة الخبرية ذكرنا لها شروطا اهمها شرطان الشرط الاول ان يكون فيها رابط يربطها بالمبتدأ وهنا نقول ان يكون في الجملة النعتية رابط يربطها بالمنعوت والشرط الثاني ان تكون الجملة خبرية لا انشائية طيب فتقول جاء رجل يركض فيركض جملة نعتية فيها رابط يربطها بالمنعوت وهو الضمير المستتر فاعل يركض هو يعود الى رجل جاء رجل هذه جملة طب يركض جملة اذا لم يكن بينهما رابط تقطع الكلام وانفصل لا يمكن كيف الكلام كذا متقطع الا اذا اردت الاستئناف لكن ارادة الاستئناف معنى اخر غير النعتية النعت معنى ذلك ان الكلام جملة واحدة جاء محمد الطويل يا محمد ضاحك تريد ان الكلام واحد اما الاستئناف هذي جملة انتهيت منها وخلصت ثم بدأت بجملة اخرى وتقول جاء رجل يركض ابوه يركض ابوه جملة نعتية لرجل ما الرابط بينهما الضمير البارز الهاف ابوه واذا قلت جاء رجل ابوه راكض وابوه راكض جملة اسمية نعت لرجل والرابط الضمير البارز الهاء طيب واذا قلنا جاء رجل ابوه يركض جاء رجل ابوه يركض يركض هذه جملة جملة فعلية ما اعرابها خبر لابوه اذا لابد فيها من رابط ما رابط الخبر بالمبتدأ ابوه يركض هو الضمير المستتر فاعل يركض هو يعود الى ابوه طب ابوه يركض صارت جملة اسمية ابوه مبتدأ ويركض الخبر. الجملة الاسمية كلها ابوه يركض لابد ان يكون فيها رابط يربطها بالمنعوت رجل ما الضمير الذي يعود منها الى رجل الهاف ابوه ابوه عن ابو الرجل وهكذا يكون الكلام مترابطا طيب ويجوز في هذا الضمير الرابط ان يحذف كما ذكرنا من قبل في الجملة الخبرية وفي الجملة الحالية وفي غيرهما كالجملة الواقعة صلة لان الشرط في هذا الضمير الوجود يعني يشترط فيه ان يوجد ولم نشترط فيه ان يكون بارزا مثلا ولهذا قد يكون بارزا جاء رجل يركض ابوه الهاء وقد يكون مستترا جاء رجل يركض يعني يركض هو وقد يكون محذوفا لان المحذوف موجود ام غير موجود ها هذي شرحناها كثيرا الموجود المحذوف موجود لان الحذف لا يقع الا على موجود لا يقع على معدوم فاذا قلت محذوف معنى ذلك انه موجود فلهذا وقع عليه الحذف كأن تقول جاء رجل احب ما الرابط بين الجملة النعتية احب والمنعوت رجل ضمير محذوف اي جاء رجل يحبه وتقول وتقول فعلت فعلا اكره اي فعلت فعلا اكرهه ومن ذلك قول الشاعر وما ادري اغيرهم ثناء وطول الدهر امال اصابوا اي ام مال اصابوه ومن ذلك قوله عز اسمه واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا واتقوا يوما اه لا تجزي نفس عن نفس شيئا يوما نكرة طيب نكرة وقعت بعدها جملة لا تجزي نفس عن نفس شيئا. ما اعراب هذه الجملة الواقعة بعد النكرة نعت نعة ليوما نعت يوما بانه لا يجزي نفس عن نفس شيئا لكن ما الرابط بين الجملة النعتية والمنعوت ضمير محذوف اي واتقوا يوما لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا والله اعلم وقول ابن مالك رحمه الله تعالى في اول هذا البيت ونعتوا بجملة عمم الجملة ولم يقيدها ليشمل نوعي الجملة الجملة الاسمية والفعلية كلاهما يقعان نعتان والجملة الفعلية كقولك جاء رجل يركض والجملة الاسمية كقولك جاء رجل ابوه راكض او جاء رجل ابوه يركض والخلاصة من قوله واعطيت ما اعطيته خبرا الخلاصة انه يشترط المنعوت بالجملة يشترط في المنعوت بالجملة ان يكون نكره معرفة ان يكون نكرة ويشترط في الجملة الواقعة نعتا ان يكون فيها رابط يربطها بالمنعوت وان تكون خبرية لا انشائية اذا فقوله فاعطيت ما اعطيته خبرا فيه تعميم تعميم كل احكام الجملة الخبرية تكون للجملة النعتية الا حكما واحدا الا حكما واحدا فاحتاج الى ان ينص على اخراج هذا الحكم واستثناءه فقال بعد ذلك وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت فالقول اطمر تصبي وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت فالقول اضمرت صبي لما ذكر ان الجملة النعتية كالجملة الخبرية في الاحكام ذكر هنا ان الجملة النعتية تخالف الخبرية في هذا الحكم فلا تقع طلبية الجملة النعتية لا تقع طلبية وهذا قوله وامنع هنا ايقاع ذات الطلب فلا تقولوا في الناعت جاء رجل اكرمه لا تقول جاء رجل اكرمه على ان جملة اكرمه نعت لرجل ولا تقول جاء رجل لا تضربه ولا تقول جاء رجل هل اكرمته على ان جملة هل اكرمته نعت لرجل وعلى ان جملة لا تضربه نعت لرجل بينما هذا جائز في الجملة الخبرية كما سبق تقول زيد اكرمه وزيد لا تضربه وزيد هل اكرمته والجملة النعتية تخالف الجملة الخبرية في هذا الحكم فوجب ان ينص ابن مالك على هذه المخالفة وقد فعل فان قلت منعتم قبل قليل ان يقال جاء رجل اكرمه جاء رجل لا تضربه على ان جملة اكرمه نعت لرجل الا تجوز هذه العبارة على تخريج اخر الجواب نعم العبارة جائزة على تخريج اخر على ان جملة اكرمه جملة مستأنفة وليست جملة نعتية يعني اردت ان تقول جاء رجل اخبرت انه جاء ثم استأنفت كلاما جديدا فقلت اكرمه ثم في الكلام ربطت بين الجملتين في الكلام في اللفظ وقلت جاء رجل اكرمه ولهذا في اللفظ يتبين فيه وقفة وهذا كله يعود الى المعنى ولهذا اذا كان الكلام منطوقا به يتبين الامر فلو كانت نعتن كقولك كريم جاء رجل كريم فانك تقول جاء رجل كريم او جاء رجل اكرمته اكرمته تقع نعتا لا اشكال لانها خبرية لكن لو جعلتها طلبية كالامر والنهي والاستفهام تقول جاء رجل اكرمه انت تقول جاء رجل اكرمه او تقف وقوفا تاما تقول جاء رجل اكرمه دلالة على ان الجملة الثانية مستأنفة والمانع من ذلك المعنى فان الطلب الامر والنهي والاستفهام لا يحمل الوصف لا يحمل الوصفية والدليل على ذلك انه لا يؤول بالمشتق لو قلنا قبل قليل الاصل في الوصف الاصل في النعت ان يكون بالوصف المشتق طيب والاشياء الاخرى التي ينعت بها وهي شبه شبه المشتاق والجملة والمصدر انما نعت بها لانها مؤولة بالمشتق طب جاء رجل اكرمته يعني جاء رجل مكرم مني مو اول بالمشتق ماشي لكن جاء رجل اكرمه كيف ستؤولها جاء رجل مكرم مكرمون يعني اكرمته لا اكرمه يعني في المستقبل كيف جاء رجل اكرمه يعني مطلوب اكرمه لا ليس مطلوب اكرامه بمعنى اكرمه اكرمه ان تأمر بان تأمر لا تخبر اذا قلت مطلوب اكرام يعني تخبر لكن اكرمه هنا تأمر تطلب طيب فلهذا يعني نهتم دائما بالمعاني فاذا قلنا يمنع كذا من هذا الوجه لا يعني ان العبارة ممنوعة من كل الوجوه قد تجوز على وجه اخر والنحويون ربما لا ينبهون على ذلك بناء على ان على ان الامر مثلا واضح او نبهوا عليه في موضع اخر فهنا مثلا تجد في كتب النحو ان المسألة ممنوعة يعني لا يجوز الناعت بالجملة الطلبية. كقولك جاء رجل اكرمه يعني لا يجوز اذا كانت اكرمه نعتا لكن تجوز اذا كانت مستأنفة طيب يعني اذا قلنا جاء رجل اكرمه ان قلنا انها مستأنفة فالكلام جملتان منفصلتان طيب لو قلنا ان اكرمه نعت وهذا لا يجوز لو قلنا انه نعت لكان قولك جاء رجل اكرمه جملة واحدة لكنها جملة كبرى في داخلها جملة صغرى لعل الامر واظح لان شرحنا ذلك اكثر من مرة وقد جاء في السماع عن العرب ما ظاهره وقوع الجملة الطلبية نعتا في شواهد قليلة تأملوا فيها تجدون ما شرحناه قبل قليل ومن ذلك قول الراجس بتنا بعمر ومعزاه حتى اذا جن الظلام واختلط جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط جاءوا بمذق المذق القليل من اللبن جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط كانه قال جاءوا بمذق يشبه الذئب في لونه وجاؤوا بمزق مذق لبن مشوب بماء اليس بياضه خالصا وانما كلون الذئب قوله جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط؟ هل رأيت الذئب قط استفهام؟ جملة طلبية وفي ظاهرها وقعت نعتا لمذق فماذا قال ابن مالك قال وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت يعني وان جاءت في السماع في مثل هذا القليل وان اتت فالقول اضمر توصي بي فلهذا خرج الجمهور مثل هذا البيت على اضمار قول والتقدير جاءوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ويكون النعت محذوفا لكونه معلوما في مثل هذا الاسلوب مقدرا بمقول مقول فيه هذا نعت محذوف طب هل رأيت الذئب قط؟ هذه جملة ها ما اعراب هذه الجملة؟ هل رأيت الذئب قط؟ هذي مقول القول مقول القول طيب وبعض المحققين من النحويين كابن هشام لبعض كتبه يجعلون التقدير في نحو ذلك فجاءوا فجاؤوا بمذق مثل الذئب هل رأيت الذئب قط من تقدير الكلام جاؤوا بمذق مثل الذئب او جاءوا بمذق مشبه للذئب هل رأيت الذئب قط كقولك مررت برجل مثل الاسد هل رأيت الاسد الاسلوب واحد وفي الحديث كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قال له نعم يا رسول الله فقال فانها مثل شوك السعدان وعلى هذا التقدير يكون النعت ايضا محذوفا لكونه معلوما في هذا الاسلوب طب والجملة هل رأيت الذئب قط ماذا تكون جاؤوا بمذق مثل الذئب. هل رأيت الذئب قط سنافية تكون استئنافية وهذا التقدير هو الاقرب للمعنى وقد يكون هو المتحتم لانه يعيد الكلام الى جادته الذي ذكرناها قبل قليل فاذا قلت جاء رجل اكرمه على النعتية لا يجوز. وعلى الاستئناف يجوز نعم والعامة تستعمل هذا الاسلوب كثيرا كان تقول مثلا اه يعني في في كلامهم مثلا والله افلان تعرف البس ثم يسكتون ارادوا التشبيه فلان كالقط هل تعرف القط فالكلام هذا اسلوب عربي معروف يراد به التشبيه بذلك يكون ابن مالك قد انتهى من الكلام على الشيء الثالث الذي ينعت به وهو الجملة طيب ثم ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى الشيء الرابع الذي ينعت به وهو المصدر وقال رحمه الله ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد والتذكير المصدر المصدر اسم جامد الاصل فيه الا يقع نعتن لان النعت لا يكون الا بما يدل على صفة ولكنه وقع نعتا في كلام العرب لكونه يشبه المشتق اي يؤول بالمشتق ولا شك ان المعنى هي المتحكم الاكبر في الكلام فكما كثر مجيء المصدر خبرا قبرا كما سبق لقولهم زيد عدل ومحمد رضا وكما كثر مجيء المصدر حالا كما سبق كقولهم جاء زيد ركضا وذهب مشيا كثر استعمال المصدر نعتا لما قلنا من قبل؟ ان الخبر والحال والنعت من واد واحد ومن ذلك قولك هذا رجل عدل وهذا رجل الرضا وهذا رجل زور وهذا رجل فطر اي عادل ومرظي وزائر ومفطر تقول هذا رجل عدل ومررت برجل عدل واريد رجلا عدلا وهكذا والمصدر اذا وقع خبرا او حالا او نعتا فانه يلزم الافراد والتذكير يلزم الافراد فلا يثنى ولا يجمع ويلزم التذكير فلا يؤنث وهذا قوله فالتزموا الافراد والتذكير يقول جاء رجل عدل وجاء رجلان عدل ومررت برجلين عدل وبرجال عدل وبامرأة عدل وبامرأتين عدل وبنساء عدل قال الشاعر اذا كذب الوشاة فان عندي على صدق الوفا شهداء عدل طيب ولماذا لزم المصدر الافراد والتذكير هنا مم لان المصدر في الحقيقة عدل يعدل عدلا العدل ضد الظلم زيد ظلم ال زيد هو الظلم او زيد هو العدل لا لان المصدر في الحقيقة ليس هو المنعوت فالعدل ليس الرجل كما ان الرجل هو الراكض في رجل راكض وبعد اتفاقهم اي النحويين وبعد اتفاقهم على جواز ذلك وعلى سماعه ووروده في كلام العرب اختلفوا في تخريجه ما ما تخريج مثل هذا الاسلوب قبرا جاء رجل محمد عدل او حالا جاء زيد ركضا او نعتا جاء رجل عدل ما تخريجه على ثلاثة اقوال مشهورة فقال الكوفيون هو مؤول بمشتق اي على وظع عدل موظع عادل فقولك زيد عدل اي زيد عادل وجاء رجل عدل اي جاء رجل عادل وقال البصريون هو مؤول على حذف مضاف الكلام عندهم على حذف مضاف والاصل مررت برجل ذي عدل اي صاحب عدل مررت برجل صاحب عدل زيد عدل اي زيد ذو عدل وقال كثير من المحققين وقال كثير من المحققين الكلام في كل ذلك على حقيقته فليس هو بمؤول بالمشتق كما يقول الكوفيون كما يقول الكوفيون ولا هو على حذف مضاف كما يقول البصريون وانما الكلام على حقيقته والمراد به المبالغة بجعل المنعوت عين النعت مجازا او ادعاء والمبالغة باب واسع بالكلام وتقصد العرب اليه قصدا واذا قلت زيد عدل او جاء رجل عدل انت تريد ان تبالغ حتى تجعل هذا الرجل قوى العدل ولو اولناها سواء بمشتق او بمضاف ها لخرج الكلام عن ارادة المبالغة وعاد الى ارادة الحقيقة رجل عادل رجل ذو عدل هذا ما حقيقة وليس فيه مبالغة في الكلام وكلامهم هو وكلام هؤلاء المحققين هو الذي يأخذ به اهل البلاغة وكثير من المفسرين المحققين في ذلك طيب وبذلك يكون ابن مالك رحمه الله تعالى قد انتهى من ذكر ما ينعت به وهو كما ذكرنا اربعة اشياء الاسم المشتاق والاسم غير المشتق المؤول بالمشتق والجملة والمصدر طيب هنا لعله يناسب ان نذكر هذه المعلومة المفيدة فنقول ان الاقسام من حيث النعت اربعة نقول ان الاشياء من حيث النعت اربعة اقسام القسم الاول ما لا ينعت ولا ينعت به لا ينعت لا يقع منعوتا ولا ينعت به لا يقع نعتا نحو الضمائر واسماء الاستفهام واسماء الشرط وكم الخبرية وماء التعجبية وكلمة الان وقبل وبعد هذه كلها لا تقع نعتا ولا منعوتا النوع الثاني ما ينعت وينعت به بالعكس ما ينعت وينعت به يقع نعتا ويقع منعوتا وهي اسماء الاشارة والاسم المعرف بال اسم الاشارة يقع نعتا تقول جاء هذا المجتهد وقع منعوتا ويقع نعتا يقول جاء محمد هذا وكذلك المعرف بال يقع منعوتا يقول جاء الطالب المجتهد هنا جاء الطالب المجتهد وقع نعتا منعوتا القسم الرابع ما ينعت ولا ينعت به ما ينعت يقع منعوتا ولا ينعت به لا يقع نعتا وهو العلم العلم كمحمد تقول جاء محمد محمد الطويل فوقع منعوتا لكن لا يقع نعتا فاذا قلت مثلا جاء اخي محمد ها جاء اخي محمد محمد بدل او عطف بيان لا يكون نعتا طيب جاء عبد الله ابن عمر ها كما قلنا قبل قليل ابن عمر ان جعلتها علما فليست نعتا بدل او عطف بيان وان لم تجعلها علما فهي نعت القسم الرابع ما ينعت به ولا ينعت ما ينعت به ان يقع نعتا ولا ينعت اي لا يقع منعوتا وهو ماذا نعم ارفع صوتك لا المشتقة تقع نعتا منعوتا ها المصدر يقع نعتا منعوتا وانما الجملة الجملة الجملة تقع نعتا كما عرفنا قبل قليل جاء رجل يركض لكن لا تقع منعوتا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين