بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله وبياكم في هذه الليلة الطيبة ليلة الاثنين الخامس من شهر ربيع الاخر من سنة ثلاث وثلاثين واربعمائة والف لجامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الرابع والثمانين من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله وكنا قد تكلمنا في الدرس الماضي على باب النعت وكدنا ان ننتهي منه الا انه بقي فيه صبابة قليلة وبقية باقية نذكرها في اول هذا الدرس قبل ان نبدأ بالباب التالي وهو باب التوكيد. بقي فيه مسألة واحدة وهي ان النعت قد يكون للمضاف وقد يكون للمضاف اليه لو جاءت كلمة او لو جاء مركب اضافي مكون من مضاف ومضاف اليه ثم جئت بالناعت ويجوز ان يكون هذا النعت للمضاف او للمضاف اليه ويجوز ان يكون لاحدهما والذي يحكم كل ذلك هو المعنى فاذا قلنا مثلا جاء عبد الله المسكين المسكين نعت للمضاف ام للمضاف اليه للمضاف وعلى ذلك نرفع فنقول جاء عبد الله المسكين ولو قلنا هذا مسجد القرية الجميل لكان الجميل نعتا للمضاف للمسجد فنقول هذا مسجد القرية الجميل ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وناديناه من جانب الطور الايمن الايمن نعت فهل هو للمضاف جانب ام للمضاف اليه؟ الطور الجواب هو للمضاف لان الايمن نعت للجانب وليس للطور الجبل وعلى ذلك جاءت للاية وناديناه من جانب الطور الايمن ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها التي نعت فهل هو نعت لرب ام لهذه البلدة الجواب نعت للمضاف اليه هذه البلدة طبعا لتوافقهما في التأنيث التي ولو كان نعتا لرب لكان يقال انما او امرت ان اعبد رب هذه القرية الذي حرمها فهذه امور يتحكم فيها المعنى ولو قلنا مثلا جاء عبد الله الخالق لكان الخالق صفة للمضاف العبد ام للمضاف اليه؟ الله لله وعلى ذلك نقول جاء عبد الله الخالقي ولو قلنا هذا مسجد القرية الجميلة لكانت الجميلة نعتا للقرية ومن ذلك قوله تعالى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون الهون نعت للصاعقة المضاف ام للعذاب المضاف اليه الجواب للمضاف اليه للتوافق في التذكير فجاءت الاية فاخذتهم صاعقة العذاب الهوني ويجوز ان يكون النعت لايهما من حيث اللفظ ومن ذلك ان تقول هذه مدرسة القرية الجميلة هذه مدرسة القرية الجميلة الجميلة نعت للقرية المضاف اليه ام للمدرسة المضاف من حيث المعنى يجوز الامران اذا لا حاكم هنا الا معرفتي الا معرفة المعنى قد تقول هذه مدرسة القرية الجميلة تجعلها نعتا للمدرسة او تقول هذه مدرسة القرية الجميلة فتجعلها وصفا ونعتا للمضاف اليه ومن ذلك ونحو ذلك قوله سبحانه وتعالى وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد هو هو الغفور مبتدأ وخبر الودود خبر ثان ذو العرش خبر ثالث لهو ثم قال وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد المجيد هل هو خبر رابع لهو يعني هو المجيد امنعت للعرش من حيث المعنى الوجهان جائزان فان جعلته خبرا رابعا اللي هو قلت المجيد هو الغفور الودود ذو العرش المجيد اي هو المجيد وان جعلت المجيد نعتا للعرش كنت تقول ذو العرش المجيد والمجيد بالرفع والمجيد بالجر قراءتان سبعيتان في الاية وهذا توجيههما طيب ونحو ذلك قوله سبحانه وتعالى فسبح باسمي ربك العظيم فسبح باسم ربك العظيم العظيم نعت فهل هو نعت للمضاف اثم امنعت للمضاف اليه الرب الجواب من حيث المعنى يجوز الوجهان لانهما يوصفان العظمة طيب وهل يمكن ان نقول ان العظيم في هذه الاية فسبح باسم ربك العظيم انه نعت للكاف لربك الكاف عائدة الى النبي عليه الصلاة والسلام ها قلنا العظيم يصح ان يكون صفة للمضاف اسم اي الاسم العظيم ويصح ان يكون نعمة للرب فهل يصح ان يكون نعتا للمضاف اليه الثاني الكاف الجواب لا لان لان الضمير لا ينعت الضمير لا يجوز ان ينعت ونحو ذلك قوله سبحانه وتعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام هذه قراءة السبعة بل العشرة ذو فذو نعت نعت للمضاف الوجه امنعت للمضاف اليه الرب ها الجواب نعت للمضاف الوجه لانه مرفوع فصار مرفوعا مثله ويبقى وجه ربك ذو الجلال ومن حيث المعنى يجوز ان يكون ذو الجلال نعتا للمضاف اليه الرب وعلى ذلك كان كان يقال في الكلام ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام وهذه قراءة شاذة بالاية طيب ولو قلنا مثلا جاء بعض الطلاب ثم اردت ان تنعث بالاجتهاد اردت ان تنعتهم بالاجتهاد كنت تقول جاء بعض الطلاب المجتهدين ام جاء بعض الطلاب المجتهدون يعني تجعل النعت للطلاب المضاف اليه ام تجعل النعت للمضاف البعض ها فالجواب من حيث المعنى الوجهاني جائزان بنحو هذه وفي نحو هذا المثال يجوز ان تقول جاء بعض الطلاب المجتهدين نعت للطلاب وجاء بعض الطلاب المجتهدون نعت للبعض والمعنى الدقيق يختلف فاذا قلت جاء بعض الطلاب المجتهدين بالجر كان معنى الكلام جاء بعض من الطلاب المجتهدين جاء بعض من الطلاب المجتهدين الطلاب المجتهدون هؤلاء الطلاب المجتهدون جاء بعضهم ولو رفعت جاء بعض الطلاب المجتهدون لكان المعنى جاء البعض المجتهد من الطلاب جاء البعض المجتهد من الطلاب يعني الطلاب ها جاء بعضهم المجتهد فهناك فرق دقيق في من حيث المعنى لكنه فرق في المعنى التفصيلي اما المعنى الاجمالي متقارب بخلاف قولك مثلا جاء طلاب علم مجتهدون جاء طلاب علم مجتهدون فمجتهدون هنا نعت للمضاف الطلاب فترفع ولا يصح ان يكون نعتا للمضاف اليه العلم لان العلم لا يوصف لا ينعت بانه مجتهدون طيب ونحو ذلك العدد المضاف الى تمييزه ثلاثة طلاب وسبع بقرات لو قلت مثلا جاء ثلاثة طلاب مجتهدون ام مجتهدين هل نجعل النعت للعدد ثلاثة ام نجعل العدد ام نجعل النعت للمعدود التمييز ها الجواب من حيث المعنى من حيث المعنى الوجهان جائزان من حيث المعنى الوجهان جائزان لان الثلاثة هم الطلاب والطلاب هم الثلاثة فالعدد والمعدود في حقيقتهما شيء واحد. ثلاثة طلاب. الثلاثة هم الطلاب والطلاب هم الثلاثة فمن حيث المعنى يجوز ان تجعل النعت لايهما لكن من حيث الاستعمال يعني العرب ماذا تفعل في هذا الاستعمال بالذات يعني العدد المضاف الى تمييزه الاغلب عند العرب الاغلب في الاستعمال العربي ان يكون النعت للمعدود للتمييز فتقول جاء ثلاثة طلاب ها مجتهدين ويجوز على قلة ان تقول جاء ثلاثة طلاب مجتهدون وتقول عندي سبع بقرات سمان نعت للمضاف اليه البقرات ويجوز ان تقول عندي سبع بقرات سمان نعت للسبع ومن ذلك قوله تعالى اني ارى سبع بقرات سمان فجعل السمان نعتا للبقرات المضاف اليه ولو جعله نعتا للعدد لجاز ذلك في الكلام على قلة فتقول اني ارى سبع بقرات سمانا هذا من حيث الاستعمال اما من حيث المعنى فيقال فيه ما قيل في المثال السابق فاذا قلت عندي سبع بقرات سمان عندي سبع بقرات سمان فالمعنى عندي سبع من البقرات السمان يعني الكلام يدور عن البقرات السمان البقرات السمان عندي سبع منهن واذا جعلت النعت للعدد عندي سبع بقرات سمان المعنى عندي سبع سمان من البقرات اذا تكلم عن البقرات البقرات عندي منهن سبع سمان هذي بعض التمرينات السريعة سنمر بها بسرعة على باب النعت. قال الشاعر بكيت وما بكى رجل حزين على ربعين مسلوب وبالي الشاهد هنا بسرعة مم رجل حزين نعته منعوت هذا منعوت لمفرد طب مسلوب وبالي هذا نعت متعدد لمنعوت متعدد معنى لا لفظا ربعين هذا متعدد معنى ربعين يعني ربع وربع لكن من حيث اللافظ كلمة وكلمتان كلمة فاتبع على ربعين مسلوب وبالي. قال تعالى وذلك دين القيمة وذلك دين القيمة هنا حذف النعت ام المنعوت قال المفسرون معنى الاية والله اعلم وذلك دين الملة القيمة اذا ما الذي حذف المنعوت وقلنا هذا كثير جدا في الكلام قال تعالى تدمر كل شيء بامر ربها تدمر كل شيء بامر ربها هنا حذف نعت او منعوت ها حذف النعت يعني تدمر كل شيء امرت بتدميره تدمر كل شيء امرت بتدميره ولهذا قال سبحانه وتعالى فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم اذا ما دمرت المساكن لانها ما امرت بتدميرها وهكذا قلنا العربي يفهم كلامه يفهم الكلام حتى ولو كان فيه حذف واما الاعجم الذي لا يفهم اللغة العربية فتأتي منه مصائب كثيرة ولهذا قد يقول كل شيء يعني كل شيء هذا ظهر الاية هذا ظهر الاية لكن الاية جاءت على لغة العرب فيجب وجوبا ان تفهم على مقتضى كلام العرب ولا يقال ان هذا اخراج لها عن مقتضى الظاهر. لا بل يقال هذا هو الظاهر لان الظاهر هو ان تأخذ كلام العرب لفظا ومعنى فتفهم كما كانت العرب تفهم لغتها وهكذا طيب قال سبحانه وتعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء ما المحذوف النعث او المنعوت المنعوت النعت النعت يعني لستم على شيء صحيح او شيء مقبول هم على شيء هم على دين نعم طيب قال الشاعر رجال الغد المأمول انا بحاجة الى قادة تبني وشعب يعمر هاه الى قادة تبني لا هنا ان نعت بجملة قادة منعوت وتبني نعت لكن نعت بالجملة الفعلية وشعب يعمر شعب منعوت ويعمر جملة فعلية وقعت نعتن قال تعالى ومن اياته الجواري في البحر كالاعلام هنا في نعت منعوت ام نعت المنعوت والمعنى والله اعلم ومن اياته السفن الجواري ولعبد مؤمن خير من مشرك هنا في واضح المحذوف المنعوت والعبد المؤمن خير من عبد مشرك طيب وتقول العرب سألت فلانا سألت زيدا فوجدته رجلا وهل كان يظن ان زيد امرأة ايه طيب ما المعنى طبعا وجد زيدا رجل يعني وجده امرأة طبعا لكن لا يريد هذا الظاهر لا يريد انه انه وجده رجلا لا امرأة. لا ها نعم ايه هنا نعت محذوف يعني سألته زيدا فوجدته رجلا كريما مثلا وجدته رجلا شهما وهكذا وفي الحديث لا صلاة لمنفرد خلف الصف لا صلاة لمنفرد خلف الصف اه هنا النعت طيب من من نعت المحذوف صحيحة ام كاملة صحيحة ان قلنا ان نعت المحذوف صحيحة فصلاة المنفرد خلف الصف باطلة وان قلنا كاملة فهي مقبولة صحيحة ولكنها ليست كاملة خلاف بين الفقهاء هذا خلاف مشهور بين الفقهاء لاختلافهم في النعت المحذوف كيف يكون تقديره فكل قدره بما يراه الانسب لظواهر الادلة الشرعية طيب ندخل الان في باب التوكيد ما زال ابن مالك رحمه الله تعالى يتكلم على ابواب التوابع في النحو وابواب التوابع كما ذكرناها من قبل اربعة وهي النعت والتوكيد والعطف والبدل اما النعت فانتهينا منه والان نبدأ بالباب الثاني من ابواب التوابع وهو باب التوكيد وقد عقد ابن مالك رحمه الله تعالى باب التوكيد في الالفية في اربعة عشر بيتا قال فيها رحمه الله بالنفس او بالعين الاسم اكد مع ظمير طابق المؤكدا واجمعهما بافعل ان تبعا ما ليس واحدا تكن متبعا وكلا يذكر في الشمول وكلا كلتا جميعا بالضمير موصلا واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عم في التوكيد مثل النافلة وبعد كل اكدوا باجمعاء اجمعين ثم جمعا ودون كل قد يجيء اجمع جمعاء اجمعون ثم جمعوا وان يفد توكيد منكور قبل وعن نحات البصرة المنع شمل واغنى بكلتا في مثنى وكلا عن وزن فعلاء ووزني افعلا وان تؤكد الضمير المتصل بالنفس او بالنفس والعين فبعد المنفصل. عنيت ذا الرفع واكدوا بما سواهما والقيد لن يلتزما. وما من التوكيد لفظي يجي مكررا كقولك ادرج ادرجي ولا تعد لفظ ضمير متصل الا مع اللفظ الذي به وصل كذا الحروف غير ما تحصلا به جواب كنعم وكبلى. ومضمر الرفع الذي قد انفصل اكد به كل ضمير اتصل فهذا هو باب التوكيد يقال التوكيد والتأكيد فالتوكيد من مكد يوكد توكيدا والتأكيد من اكد يؤكد تأكيدا وهما بمعنى واحد. فقيل الاصل فيهما الواو وكذا والهمزة بدل من الواو وقيل العكس اي الاصل اكد تأكيدا والواو بدل من الهمزة وقيل هما اصلان اكد ووكدا وهذا القول الثالث هو اظهر الاقوال لان الفعلين يتصرفان تصرفا تاما قال اكد يؤكد تأكيدا فهو مؤكد ومؤكد وكذلك وكد يوكد توكيدا فهو موكد وموكد وهكذا وافصح هذه اللغات التوكيد وهو الوارث في القرآن الكريم في قوله تعالى بعد توكيدها والمراد بالتوكيد هنا باب التوكيد وهو تابع يذكر تقريرا لمتبوعه لرفع احتمال التجوز او السهو سيأتي بيان لمعناه اكثر وهذا التوكيد نوعان توكيد لفظي ويكون بتكرار مؤكد نحن جاء محمد محمد او جاء جاء محمد او جاء محمد جاء محمد والنوع الثاني التوكيد المعنوي ويكون بالفاظ معينة وهي النفس والعين وكلا وكلتا وكل وجميع وعامة واجمع واخوانه فهذا المراد بالتوكيد هنا ويسمونه التوكيد النحوي وقد يستعمل النحويون التوكيد بالمعنى اللغوي يعني بمعنى بمعنى التقوية والتقرير اي ان الغرض والفائدة من هذا الشيء هو تأكيد المعنى وتقوية وتقريره وهذا كثير جدا عند النحويين فنفرق بين الاستعمالين باب التأكيد المراد به التأكيد النحوي وهما الضربان او النوعان المذكوران اللفظي والمعنوي اما التوكيد بكونه غرضا وفائدة من الكلام من الاسلوب من اللفظ فهذا معنى لغوي المتكلم قد يقصد من كلامه ان يوكد المعنى كما قالوا مثلا في حروف التوكيد ان الغرض منها التوكيد كما قالوا في ان وان ولام الابتداء لقولك ان محمدا قائم ولمحمد قائم ما الغرض والفائدة من هذه الحروف؟ قالوا التأكيد يعني تأكيد المعنى السابق قبل دخولها فان محمدا قائم الكلام قبل ان ماذا كان كان محمد قائم. طيب ما الفرق بين محمد قائم وان محمدا قائم من حيث المعنى الاجمالي لا فرق وهو اسناد القيام الى محمد اذا ان هنا ما فائدتها؟ لا غبار ما لها فائدة في الكلام؟ لا فائدتها التأكيد ما معنى التأكيد؟ يعني لا تأتي بمعنى جديد يسمونه معنى مؤسس لا تأتي بمعنى جديد ولكن تؤكد المعنى المعروف قبل الاتيان بها هذا هو التأكيد والتأكيد معنى يقصد اليه المتكلم كثيرا وكقول النحويين ايضا في الحروف الزائدة ان الغرض من زيادتها التوكيد نحن كفى بالله شهيدا وكقولك ما جاءني من رجل اصل العبارة كفى الله شهيدا وما جاءني رجل وهذا الحرف الزائد لماذا زيد لمعنى التأكيد وكما يقول النحويون ايضا مثلا في المفعول المطلق غير الموصوف ولا المضاف ولا الدال على العدد انه لغرض التوكيد نحن ضربته ضربا وكلم الله موسى تكليما. ما الغرض والفائدة من المفعول المطلق في نحو كلم الله موسى تكليما ها التأكيد كلم الله موسى كلمه ماذا تكليما اكيد تأكلي من كلمه يعني فتكليما لم تأتي بمعنى زائد لان المعنى المفهوم منها مفهوم من قوله كلما وانما جيء به للتأكيد وهذا المعنى من اهم المعاني التي يقصد اليها المتكلم وهو التأكيد وكما يقول النحويون ايضا مثلا في النعت والحالي والتمييز يقولون انها تأتي مؤسسة وتأتي مؤكدة تأتي مؤسسة لمعنى جديد وتأتي مؤكدة بمعنى سابق فتأتي مؤسسة لمعنى جديد كقولك جاء محمد الخائف عرفت اني ساصفه بالخائف قبل ان اقول الخائف اذا كلمة الخائف اسست عندك معنى جديد هذا هذا نعت مؤسس ما تعرف معناه حتى يلفظ به. وكقولك جاء محمد خائفا وكقولك جاء عشرون عشرون ماذا ما تدري حتى اتي بالتمييز فاقول جاء عشرون رجلا اذا فالنعت والتمييز والحال هنا جاءت لمعنى جديد بمعنى مؤسس طيب وقد تأتي هذه الثلاثة لي للتأكيد كأن تقول مثلا جاء من الخائفين محمد الخائف الخائف هنا للتأكيد وكأن تقول ابتسم محمد ضاحكا وكقولك جاء من الرجال عشرون فقرة عشرون رجلا فهذا تقول لها دلغوا لماذا تقول رجلا؟ نعرف انه رجل؟ لا هذا للتوكيت بالتوكيد وهذا معنى نقصد اليه افصح الفصحاء قال سبحانه وتعالى ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا. واثنى عشر شهرا اكيد شهرا لان افضل الشهور لكن هذا معنى يقصد اليه المتكلم الفصيح اذا المراد بالتوكيد في هذا الباب هو التوكيد النحوي. اي التوكيد اللفظي او التوكيد المعنوي وهو تابع الغرض منه تقرير مؤكد لرفع احتمال التجوز او السهو قلنا قبل قليل ان التوكيد النحوي هذا الباب قسمان نوعان التوكيد اللفظي وسيأتي في اخر هذا الباب والتوكيد المعنوي والتوكيد المعنوي يكون بالفاظ معينة عرفت بالاستقصاء والتتبع وهي على دربين التوكيد النحوي التوكيد المعنوي على ضربين الاول ما يدل على ارادتي الحقيقة ويكون بلفظين النفس والعين والضرب الثاني من التوكيد المعنوي ما يدل على الاحاطة والشمول ويكون بستة الفاظ كلتا وكلا وكل وجميع وعامة واجمع واخوانه وفي الضرب الاول وهو ما يدل على ارادة الحقيقة يقول ابن مالك رحمه الله بالنفس او بالعين الاسم اكد مع ضمير طابق المؤكد واجمعهما بافعل ان تبعا ما ليس واحدا تكن متبعا يقول الاسم يؤكد بالنفس او بالعين او بهما اذا اريد الحقيقة من الكلام نحو جاء محمد نفسه او جاء محمد عينه او جاء محمد نفسه عينه اذا اريد دفع توهم غير الحقيقة من هذا الكلام يعني ان تدفع توهم ارادة مضاف محذوف مثلا لا تفهم من جاء محمد يعني جاء خبره او جاء رسوله او جاء عطاؤه او جاء شره وهذا يستعمله الناس وان جا محمد يعني جاء خبره انه مات مثلا ونحو ذلك ونحو ذلك قولك بل هو القلم نفسه ردا على من قال ليس هذا القلم المطلوب وقولك بل هو القلم نفسه يعني هو القلم وليس قلما يشبهه او لست امزح معك هذا التأكيد يدل على ارادة الحقيقة من الكلام لان الكلام قد يخرج من حقيقته الى معان اخرى وقد ذكر ابن مالك رحمه الله لهذا الضرب من التوكيد حكمين بالبيتين السابقين الحكم الاول في قوله مع ضمير طابق المؤكد اي يجب في هذا التوكيد بالنفس والعين ان يضاف لفظ النفس ولفظ العين الى ضمير يطابق المؤكد ويعود اليه كالامثلة السابقة يا محمد نفسه جاءت هند نفسها وهكذا بخلاف قولك مثلا نفس محمد كريمة وعينه جميلة او لقد ازهقت نفسا بريئة او كحل محمد عينه فكل ذلك ليس من التوكيد لعدم ارادة التوكيد او عدم اضافته الى الضمير والحكم الثاني للتوكيد بالنفس والعين الذي ذكره ابن مالك في قوله واجمعهما بافعول ان تبعا ما ليس واحدا تكن متبعا يقول اذا اردت ان توكد بالنفس او بالعين ما ليس واحدا اي ان تؤكد المثنى او الجمع فانك تجمع النفس والعين في هذا الاسلوب اسلوب التوكيد على افعل فقط يعني لا تثنيهما ولا تجمعهما على غير افعل فاذا اردت التوكيد فانك تقول في توكيد المجموع جاء الرجال لا نريد النفس والعين جاء الرجال انفسهم. ولا تقول جاء الرجال نفوسهم لان النفس والعين في باب التوكيد لا يجمعان الا على افعل جاء الرجال انفسهم وجاءت النساء انفسهن ولا تقول نفوسهن وفي التثنية تقول في الجمع جاء المحمدان انفسهما وجاءت الهنداني انفسهما اما في الجمع فباتفاق واما في التثنية فان بعض النحويين يجوز على قلة ان تقول جاء المحمدان ها لماذا تنصب جاء المحمدان نفساهما او جاء المحمدان انفسهما هذا متفق عليه انتهينا منه. لا الذي يجوز بقلة الذي يجوز بقلة جوزه بعض النحويين ان تقول جاء المحمداني نفساهما وجاء المحمدان نفسهما يعني يعني اذا اردنا ان نجمل الكلام في ذلك نقول اذا اكدت بالنفس والعين المفرد فليس لك في النفس والعين الا الافراد جاء محمد نفسه عينه وجاءت هند نفسها عينها واذا اكدت بالنفس والعين المجموع فليس لك الا ان تجمع النفس والعين على افعل. جاء المحمدون انفسهم وجاءت الهندات انفسهن واذا اكدت المثنى فالافصح ان تجمع النفس والعين ايضا على افعل فتقول جاء المحمدان انفسهما وجاءت الهندان انفسهما ها ويجوز على قلة ان تقول نفساهما او نفسهما ثم اختلفوا يعني في هذا القليل ايهما احسن؟ نفساهما او نفسهما على خلاف بين النحويين لكنهم متفقون على انه لا يجوز الا على قلة يعني اذا كان الانسان يتكلم ابتداء فينبغي ان يقول جاءت المحمدان انفسهما ولو سئلت ماذا اقول ولو سئلت عن الحكم تقول قل جاء المحمدان انفسهما ولو كنت تصحح مثلا تفعل ذلك لكن لو قال قائل اخر شاعر او ناثر او كتب كاتب اخر جاء المحمدان نفساهما اشتريت اشتريت السيارتين نفسيهما او اشتريت السيارتين نفسهما ها هنا ما تخطئ تقول هذا انما يجوز في اللغة على قلة عند بعض النحويين لكن لو انت ابتدأت وتكلمت او سئلت فينبغي ان تأخذ بالمتفق على صحته فهذا هو الضرب الاول من التوكيد المعنوي وهو التوكيد الذي يراد به الحقيقة الدلالة على ارادة الحقيقة طيب الضرب الثاني من التوكيد المعنوي هو ما يدل على ارادة الاحاطة والشمول وكنا نذكر في الشمول وكلا كلتا جميعا بالضمير مو صلع واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عمة في التوكيد مثل النافلة وبعد كل اكدوا باجمع جمعاء اجمعين ثم جمعا ودون كل قد يجيء اجمع جمعاء اجمعون ثم جمعوا وان يفي التوكيد منكور قبل وعن نحات البصرة المنع شمل واغنى بكلتا في مثنى وكلا عن وزن فعلاء ووزني افعلا وان تؤكد الضمير المتصل بالنفس والعين فبعد المنفصل عنيت ذا الرفع واكدوا بما سواهما والقيد لن يلتزما كل ذلك في الضرب الثاني من التوكيد المعنوي وهو ما يدل على ارادة الاحاطة والشمول طيب فهي عدة الفاظ ذكرها ابن مالك في هذه الابيات وقبل ذلك نقول في قول ابن مالك وكل نذكر وكلا اذكر كلا مختوم بتنوين والتنوين كما تعرفون نون ساكنة اذا فهذه الكلمة مختومة بساكن اذكر فعل امر مبدوء بهمزة وصل وهمزة الوصل ما بعدها ساكن وهي تسقط في درج الكلام فمعنى ذلك انه سيلتقي عندنا ساكنا التنوين في كلا والذال في اذكر بعد حذف همزة الوصل والتخلص من التقاء الساكنين يكون في الاصل بالكسر وهذا جائز هنا فتكسر التنوين. التنوين هو نون ساكنة هذي النون ساكنة اكسرها وكلني وكلا يذكر ويجوز هنا التخلص من التقاء الساكنين بالضم نظرا الى ان فعل الامر بعدها اذكر مضموم العين فلك حينئذ ان تتخلص بالضم فتقول وكل نون وكلا يذكر نعم وهذا الحكم في كل ما يشابه ذلك طيب قال ابن مالك رحمه الله في الاول ذلك وكلا اذكر في الشمول وكلا كلتا جميعا وذكر في هذا البيت اربعة الفاظ من الفاظ التوكيد المعنوي التي يراد بها الدلالة على الاحاطة والشمول وهي كل وكلا وكلتا وجميع وكان الافضل ان يجمع ابن مالك بين كل وجميع ولا يفصل بينهما الا ان ضرورة الشعر اقتضت ذلك اما كل وجميع فيؤكد بهما ما كان ذا اجزاء كل وجميع يؤكد بهما ماذا يؤكد بهما؟ لا يؤكد بهما الا ما كان ذا اجزاء لقولك جاء الركب كله او جميعه وجاءت القبيلة كلها او جميعها وجاء الرجال كلهم او جميعهم وجاءت الهندات كلهن او جميعهن ولا تقول جاء زيد كله لماذا لان زيدا ليس ذا اجزاء زيد اجزاء مجزأ له اجزاء ها ليس له اجزاء وسبق ان شرحنا الفرق بين الجزء والبعض ونعيد ذلك بسرعة فنقول المجزأ او الجزء المجزأ هو الذي يتكون من اشياء مستقلة بنفسها المجزأ هو الذي يتكون من اشياء مستقلة بنفسها كالجيش الجيش يتكون من ماذا من رجل الى اخره الرجل هذا مستقل بنفسه فتاخذ رجل وتضم اليها امثاله فيكونون الجيش. اذا كل جزء من اجزاء الجيش مستقل بنفسه فاذا ضممت اليه مثله مثله مثله مثله كون الكل الجزء فهمنا الان يمكن ان نقول الجزء هو الذي اذا انضاف اليه امثاله كونوا الكل الجزء لو اضفت اليه امثاله رجل رجل كونوا الجيش اما البعض او المبعض المبعض هو الذي يتكون من ابعاد لا تستقل بنفسها كالانسان الانسان يتكون من يدين ورجلين ورأس وظهر وبطن الى اخره. لكن اليد هل اليد تستقل بنفسها ها لا تستقل بنفسها الجزء الجزء هو الذي اذا انضاف اليه مثله لا يكون الكل لو اتيت بعشرين يد هل تكون انسانا البعض لو انضاف اليه مثله يد يد يد يد لا تكون انسانا هذا الفرق بين الجزء والبعض فلهذا الانسان مبعض ولا نقول مجزأ هذا اصطلاع عندهم ولهذا ما يقال جاء زيد كله ويقال جاء الجيش كله وجاء الطلاب كلهم ونحو ذلك. طيب نقول ولا يجوز ان تقول جاء زيد كله لا يجوز نحويا طب وبلاغيا قد يجوز ان تقول جاء زيد كله اذا اردت الاشارة الى شدة سمنه مثلا او نحو ذلك هذه امور بلاغية قد يخرج الكلام اليها لا اشكال فيها. لكن عندما تريد الحكم النحوي فلا تقولوا ذلك. طيب اذا فكل وجميع يؤكد بهما ما كان ذا اجزاء واما كذا وكلت فكلا يؤكد بها المثنى المذكر تقول جاء الزيداني كلاهما واشتريت المنزلين كليهما واما كلتا فيؤكد بها المثنى المؤنث تقول جاءت الهنداني التاهما واشتريت الدارين كلتيهما ثم ذكر ابن مالك في اخر هذا البيت حكما يتعلق بهذه الالفاظ الاربعة التي ذكرها فقال بالضمير موصلا اي انه لا بد من اضافتها الى ضمير يطابق المؤكد كما مثلنا جاء الركب كله وجاء الطالبان كلاهما فعلى ذلك لو قلنا مثلا جاء الرجال جميعهم فجميعهم توكيد معنوي ولو قلنا مثلا جاء الرجال جميعا فجميعا ليس توكيدا لعدم اضافته الى الضمير بل ينقلب الى حاله يختلف المعنى في النحو نقول ان قلت جاء الرجال جميعهم فتوكيد وان قلت جاء الرجال جميعا بحال هذا من حيث الصناعة النحوية والاحكام النحوية اما المعنى الدقيق فلابد ان ينظر اليه. هل انت تريد ان تؤكد فتقول جاء الرجال جميعهم ام تريد ان تبين حالتهم فتقول جاء الرجال جميعا يعني لا يجوز هكذا على الاطلاق ويجوز نحويا؟ نعم يجوز نحويا لكن من حيث المعنى الذي تريد هل جاؤوا مجتمعين؟ تريد ان تقول جاؤوا مجتمعين فتقول جاءوا جميعا او غرضك ان تبين لنا انه لم يتخلف احد منهم فتقول جاء الرجال جميعهم فهناك فرق في المعنى وان كان الاسلوبان جائزيني نحويا طيب ثم بعد ذلك قال ابن مالك رحمه الله واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عم في التوكيد مثل النافلة يقول رحمه الله ان العرب استعملوا من الفعل عما على وزن فاعله فماذا قالوا عامة للدلالة على التوكيد الدال على الاحاطة والشمول واصل عامة فاعلة عامة ثم حدث بين الميمين اضغام فصارت عامة طيب لماذا لهف ابن ما لك كل هذه اللفة فقال واستعملوا واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عماء كان يمكن ان يقتصر كل ذلك ويقول واستعملوا عامة ولكن ما صرح بكلمة عامة وانما قال واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عما. ما فاعلة من عما هي عامة لماذا ما قال عامة لان عامة فيها اجتماع ساكنين عامة الالف ساكنة والميم ساكنة والساكنان لا يلتقيان في حشو الشعر في حشو الشعر لا يجوز مطلقا ان يجتمع ساكنا بخلاف النثر النثر الاصل ان لا يلتقي ساكنا الا في مواضع من هذه المواضع في نهاية الكلام يعني شهر ساكنان مسلمين ساكنان وكذلك لو كان قبل الساكنين حرف مد مثل ضالين يجتمع ساكنان وفي مواضع قليلة قد يجتمع الساكنان في النثر اما في الشعر فلا يجتمع الساكنان ابدا في حاشو الشعر لا لان الشعر يعتمد على الوزن والوزن لو اجتمع فيه ساكنة في الحشو انكسر مباشرة في السمع نعم هذا امر فقط يعني وزن يعني بخلاف اخر الشعر اخر الشعر قد يجتمع فيه ساكنان لو قلت مثلا في اخر الشيء مثل المسلمين اجتمع زاكنا طيب وعامة المستعملة في التوكيد بمعنى كل وتستعمل استعمالها اي انه يؤكد بها ذو الاجزاء مضافة الى ضميره. نحن جاء القوم عامتهم اي كلهم وجاءت القبيلة عامتها اي كلها وجاء المحمدون عامتهم وجاءت الهندات عامتهن هذا هو هذا معنى كلمة عامة هنا في التوكيد وان كان بعض العامة الان يستعمل كلمة عامة للاكثر فيقول جاء عامة الناس عامة الناس يقولون مع ان كلمة عامة في التوكيد يراد بها الاحاطة والشمول ككل وانما تقول اكثر الناس اغلب الناس وهكذا طيب وقول ابن مالك في اخر البيت مثل النافلة ما معنى هذه العبارة واستعملوا ايضا ككل فاعلة من عمة في التوكيد. يعني استعملوا عامة في التوكيد مثل النافلة ها النافلة الزائدة نعمة قيل قيل المراد بالنافلة هنا الزائدة لان كلمة عامة قل من ذكرها من النحويين في الفاظ التوكيد فكأن ابن مالك يعني زادها على اكثر النحويين وقيل ان المراد بذلك ان التاء في عامة لازمة كالتاف نافلة لازمة وهذا هو الاظهر لان التاء تاء التنيث لها مواضع ومعان اشهر هذه المواضع واهمها ان تأتي فرقا بين المذكر والمؤنث تقول قائمة وقائم وجالسة وجالس وعالمة وعالم معنى ذلك انها ليست لازمة للكلمة قد تقول قائم وتقول قائمة ليست لازمة قد تحذف في التاء لكن هناك كلمات لا تبنى ولا تستعمل الا بالتاء ويقول ان انت حينئذ لازمة لا يمكن ان تسقط عنها مثل رحمة ما تقول رحم مثل العامة ما تقول عام جاء القوم عامهم ما يستعمل هكذا فهذا هو القول الثاني وهو الاظهر في المراد بقول ابن مالك مثل النافلة ثم بعد ذلك قال ابن مالك رحمه الله تعالى وبعد كل اكدوا باجمعاء اجمعين ثم جمعا ودون كل قد يجيء اجمعوا جمعاء اجمعون ثم جمعوا بهذين البيتين يذكر ايضا لفظا من الفاظ التوكيد المعنوي الدال على الاحاطة والشمول وهو اجمع اجمعوا وتثنيته وجمعه اجمع وفي وفي التأنيث جمعاء وفي التزنية اجمعان وجمعاوان وفي الجمع اجمعون جمع طيب فذكر رحمه الله تعالى ان الاكثر في اللغة عند التوكيد باجمع وفروعه ان تأتي بعد كل ان تأتي بعد التأكيد بكل نحن جاء الجيش كله اجمع وجاءت القبيلة كلها جمعاء وجاء الرجال كلهم اجمعون وجاءت النساء كلهن جمع ومن ذلك قوله تعالى فسجد الملائكة كلهم اجمعون وتأخير جمع وتأخير اجمع بعد كل واجب يعني اذا اتيت باجمع يجب ان تجعلها بعد كل ولا يجوز ان تقدمها على كل هذا هو المسموع في اللغة ما تقول جاء الرجال اجمعون كلهم ويجوز ان تؤكد باجمع وفروعه من دون كل وهو اقل من التوكيد بها بعد كل نحو جاء الجيش اجمع والقبيلة جمعاء والرجال اجمعون والنساء جمع ومن ذلك قوله تعالى لاغوينهم اجمعين فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون فلو شاء لهداهم اجمعين ان يوم الفصل ميقاتهم اجمعين ومن ذلك قول الراجس ليتني كنت صبيا مرضعا تحملني الزلفاء حولا اكتعا اذا بكيت قبلتني اربعا اذا ظللت الدهر ابكي اجمعها ننظر للفظ ولا ننظر للمعنى الذلفة هي المرأة التي انفها صغير وهو مما يستحسن في المرأة ولم يقل كن له اجمع وانما قال اذا ظللت الدهر ابكي اجمعا طيب وفي ادعاء كون التوكيد باجمع وفروعه دون كل قليلا بهذا الادعاء نظر فقد جاء في القرآن والكلام الفصيح التوكيد باجمع وفروعه دون كل بمواضع عدة حتى قال ابو حيان في البحر المحيط وقد كثر التوكيد باجمعين غير تابع لكلهم في القرآن الكريم فكان ذلك حجة على ابن مالك في زعمه ان التأكيد باجمعين قليل وذكرنا بعض الايات وهناك ايات اخرى ايظا عدة لم نذكرها جاء التوكيد فيها باجمعين من دون التوكيد بكل طيب وهناك ما يسمى بتوابع اجمع فان بعضهم اذا اراد المبالغة بالتأكيد يأتي بعد اجمع بالفاظ تشابهها وهي اكتع وابتع وابصع وكلها بمعنى اجمع فيقولون مثلا جاء الجيش اجمع اكثع ابصع ابتع كلها بمعنى واحد نعم تأتي بها او بعضها وهذا يسمى من الاتباع كلمات ما لها معاني فقط هي يعني كلمات يأتون بها مشابهة في اللفظ لمجرد التأكيد فقط طيب ثم بعد ذلك قال ابن مالك رحمه الله وان يفي التوكيد منكور قبل وعن نحات البصرة المنع شمل واغن بكلتا في مثنى وكلا عن وزن فعلاء ووزني افعلا هذان بيتا وكان الاحسن بابن ما لك ان يقدم البيت الثاني منهما وهو قوله واغنى بكلتا ان يقدمه على ما قبله لماذا لكي يتصل كلامه على الفاظ التوكيد فاذا انتهى من ذكر الفاظ التوكيد ينتقل بعد ذلك الى ذكر بعض احكام التوكيد المعنوي وقد جاء هذا البيت مقدما البيت الذي قبله في بعض النسخ النادرة للالفية المهم قوله رحمه الله واغنى بكلتا في مثنى وكلا عن وزن فعلاء ووزن افعلا يقول ان المثنى كما سبق لا يؤكد الا بالنفس او العين او كلا وكلتا نحن جاء المحمدان انفسهما او كلاهما وجاءت الهنداني انفسهما او كلتاهما ومذهب البصريين ان المثنى لا يؤكد بغير ذلك المثنى لا يؤكد بغير ذلك. يعني لا يؤكد الا بالنفس او بالعين او كلى او كلتا فلا تقول جاء الجيشان اجمعان ولا جاءت القبيلتان جمعاوان لماذا؟ استغناء بكلى وكلتا عنهما كلا وكلتا في تأكيد المثنى اغنيا عن اجمع افعل وعن جمعاء فعلاء وهذا الذي اختاره ابن مالك ايضا في هذا البيت فقال واغنى بكلتا في مثنى وكلا اغنى بهما في التوكيد عن ماذا؟ عن وزن فعلاء جمعاء ووزن افعالها اجمع. يعني اجمع وجمعان ما تأتي في توكيد المثنى واجاز الكوفيون والاخفش ما منعه البصريون فتقول على مذهبهم جاء الجيشان اجمعان وجاءت القبيلتان جمعوان ويعوزهما السماع الا انهم جوزوا ذلك قياسا طيب ثم قال ابن مالك بل قال ابن مالك رحمه الله وان يفد توكيد منكور قبل وعن نحات البصرة المنع شمل ذكر في هذا البيت حكم توكيد نكرة فتوكيد المعرفة متفق على جوازه لا اشكال في ذلك المعرفة معروفة وواضحة فتؤكدها انت تؤكد شيئا واضح مبين تؤكده اما الشيء الغامض الشيء الغامض يحتاج الى نعت يحتاج الى امر يوضحه ويبينه ولا يحتاج الى امر يؤكده هو غامض كيف تؤكد الغامض خامس التأكيد كما عرفنا لا يأتي بمعنى جديد هو فقط المعنى السابق يؤكده. طيب المعنى السابق هو غامض نكرة غامضة كيف تؤكد فالنكرة تحتاج الى امر يوضحها ويبينها ولا تحتاج الى تأكيد فلهذا اختلفوا في توكيد النكر على ثلاثة اقوال القول الاول عدم الجواز مطلقا لا يجوز سواء اكانت النكرة محدودة لها بداية ونهاية كيوم وشهر وسنة ام كانت غير محدودة اي ليس لها بداية ونهاية واضحة محددة كزمن ووقت ومدة هذه الالفاظ نكرة وليست محدودة وهذا هو قول البصريين عدم الجواز والقول الثاني الجواز مطلقا وهذا قول بعض الكوفيين والقول الثالث جوازه ان كانت النكرة محدودة نحن صمت شهرا كن له ومشيت يوما اجمع وانتظرتك اسبوعا كن له وهذا هو قول الاخفش واكثر الكوفيين وهو اختيار ابن مالك لماذا قلت ان هذا القول هو قول ابن مالك ولم نقل ان قوله هو القول الثاني الجواز مطلقا لانه قال في البيت ها نصه في البيت على الافادة قال وان يفد توكيد منكور والنكرة متى تفيد اذا كانت محدودة اذا كانت محدودة افادت هذه الفائدة المحددة والقول الثالث هو القول الراجح لمجيئه في السماع ومن ذلك قول الشاعر لكنه شاقه ان قال لكنه شاقه ان قيل ذا رجب يا ليت عدة حول كله رجب قالوا هذا رجب وكان الوقت جميلا وجيدا فقال ليت السنة كلها رجب يا ليت عدة حول كله رجب فكله نعت لحول وحول نكرة ومن ذلك قول الراجل السابق ليتني كنت صبيا مرضعا تحملني الزلفاء حولا اكتعى حولا نكرة اكثع فاكد النكرة ومن ذلك قول الراجس قد سرت البكرة يوما اجمع سرة البكرة اي اخرجت صوتا يوما اجمعا فهذا ما يتعلق بتوكيد النكرة يبقى لنا بيتان في التوكيد المعنوي نجعلهما مع بقية الابيات الى الدرس القادم ان شاء الله تعالى ونختم الدرس والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين