وانما هو ذكر للصفات المطلوبة في المرأة. وكونوا اخرها لعله اقرب ما ينبغي ان يعتنى به لقوله فظفظ بذات الدين تربت يدها لكن الترتيب لا يدل على العناية بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال المصنف رحمه الله تعالى في كتاب النكاح فقال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لاربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يمينك متفق عليه وينبغي ان يتخير ذات الدين والحسب الودود الولود الحسيبة واذا وقع في قلبه خطبة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد بعد ان فرغ المصنف رحمه الله من اه مما تقدم ذكر المواصفات التي تطلب في المرأة وقدم ذلك بذكر الحديث الوارد في ذلك فقال في المسألة وينبغي ان يتخير ذات الدين وقبله ذكر حديث تنكح المرأة تنكح المرأة لاربع والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الصفات التي تنكح المرأة لاجلها اي يطلب نكاح المرأة لاجلها وذكر في ذلك اربعة صفات تنكح المرأة لاربع هذا على سبيل الغالب والا قد تنكح لغير هذا لكن في الغالب تنكح لهذه اه الامور فهذا ليس حصرا ومعلوم ان العدد لا مفهوم له في قول المحققين من الفقهاء والاصوليين. لمالها اي لاجل مالها وحسبها وجه كونها تنكح لمالها انها اذا كانت ذات مال فانها لن ترهقه بالنفقة لا يعني هذا ان آآ تسقط نفقتها لكن آآ ستسدد ما يمكن ان يكون من النقص هذا وجه قوله لمالها. آآ او وجه رغبة الناس في المرأة ذات المال الثاني وحسبها اي ولاجل حسبها والحسب اه مأخوذ من الحسب وهو العد في الاصل والمقصود به تعداد فضائل الاباء والاجداد فمقصوده بحسبها اي لاجل ما تميز به اباؤها واجدادها من المناقب والفظائل فتنكح المرأة لفضائل ومناقب اصولها قال وجمالها وهذا وصف يعود لها بالذات وهو ما يتصل بخلقتها بان تكون حسنة الخلق فالجمال هو حسن الخلق الخلقة اه الصورة ثم قال ودينها وهذا ايضا اه وصف يرجع للمرأة ذاتها فدينها هو جمالها المعنوي فبعد ان ذكر جمال الصورة رجع الى ذكر جمال العمل والمعنى والمخبر فالدين به يجمل الحال ويصلح آآ يصلح الانسان في دنياه وفي اخراه اه هذه الصفات هي التي تطلب لها المرأة بالغالب بعد ان عدى النبي صلى الله عليه وسلم الصفات بين الصفة الراجحة من هذه الصفات عند الموازنة فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك والمسألة لا تخلو من الاحوال اما ان تجتمع الصفات الاربع فهنا اظفر بذات الدين واما ان تتوفر الصفات او بعضها دون صفة الدين فعند ذلك ينبغي الا يقدم الانسان لاجل فوات الوصف المعتبر بالشرع في صلاح المرأة والاقدام عليها واذا كانت ذات دين وفقدت بقية الصفات فانه عند ذلك ان كان يطمع ان يجد من تعفه وهي ذات دين فليمهل حتى يجد من تجتمع فيها الصفات المرغوبة لكن اذا كان لا يجد ولم يكن الا جمال او ذات دين فان المقدم ذات الدين لان جمال الخلق يغطي كل نقص في الصورة قال الله جل وعلا يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير خير تعرفون ايش اصلها اخيرة التفعيل اخير من ايش اخير من جمال المظهر والصورة الله تعالى ذكر جمالين جمال المنظر وجمال المخبر. جمال المنظر بما انزله من الرياء الريش الذي يتجمل به الناس وجمال المخبر بما يكون في القلب من التقوى والايمان فذكر ولباس التقوى ولباس التقوى ليس شيئا يلبس على الابدان انما هو في الحقيقة لباس القلب التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى هنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فعند المفاضلة تقدم ذات الدين ولو فات الانسان ما يأمله من الجمال لكن في مقام توفر هذا وذاك فعند ذلك يطلب الانسان ما يعفه ولهذا قال الامام احمد في السؤال ان الانسان يبدأ اولا في السؤال عن جمالها عن الجمال لا لانه مقدم في الطلب لكن لاجل الا يكون الرد لاجل الجمال والقبول لاجل الدين. بمعنى انه اذا سأل عنها وهي دينة. ثم قال هل هي جميلة؟ قالوا لا. قالوا لا قال الاجل ما ابيها هنا كان الوصف المقدم ما هو الجمال لكن لو قال هل هي جميلة فقالوا له لا ليست جميلة فهنا تركها لاجل عدم جمالها لا لاجل لا لاجل دي فهو لم يسأل عن الدين لم يقدم الدين في السؤال فسلم من ان يتركها مع كمال دينها. سلم ان يتركها مع كمال دينها. وهذا من الفقه في في السؤال انه يسأل اولا عن الصفة التي يريدها فيما يتعلق بغير الدين هل هي جميلة؟ هل هي حسيبة؟ اذا كان الحسب له معنى عنده هل هي ذات مال فاذا كانت كذلك ورغب فيها فليسأل عن دينها ذات دين يظفر بها وان كانت ظعيفة الدين فعند ذلك له فعند ذلك ينصرف عنها الى غيرها لكن ما قدر الدين المطلوب؟ القدر الدين المطلوب هو الحد الادنى الذي هو فعل الواجبات وترك المحرمات فعل الواجبات الظاهر وترك المحرمات الظاهر اما الخفايا وما في القلب فذاك امره الى الله لا يعلمه اه لا يعلمه الناس بل هو من علم الله جل وعلا وقوله فاظفر بذات الدين اي فز بها والظفر انما يتبين عند الشدائد هكذا قال بعض اهل العلم قال لا يتبين الظفر الا عند المكاره والشدائد والذي يظهر والله تعالى اعلم ان المراد بذلك فز بذات الدين سواء كان ذلك في الشدائد او في غيرها لكن يتبين جمال المرأة وطيبها وحسنها عندما تكون هناك موجبات لظهور هذا المعدن ومما يدل على ما ذكر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من تقديم ذات الدين على غيرها وان صفة الديانة هي المقدمة قول تعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله هذا ضابط الدين هذا يمكن ان يفسر الدين ويمكن ان يبين السبب تقديم الديانة ان الصالحات المطيعات فالصالحات اي ذوات ذات الدين الصالحون صلاح الدين قانتات اي طائعات لله وطائعات لمن يجب تهم من الازواج حافظات للغيب وحافظات الغيب هنا لا يقتصر فقط على حفظ الفراش بل على حفظ كل ما يطلب حفظه في غيبة الانسان. في فراشه وفي ماله وفي وفي اسراره وفي كل شأنه. فلا يقتصر هذا على صورة من صور الحفظ بل شامل لكل صور الحفظ. ثم ذكر المصنف بعد هذا ما ينبغي ان يكون في صفة المرأة فقال وينبغي ان يتخير ذات الدين والحسب الودود الولود الحسيبة ان شاء نأتي عليه في الدرس القادم ها الترتيب هنا اه البواب المغلقة الجمع لا تفيد التقديم والتأخير