وان اراد ان يقول خذ قلما خذ آآ مدن لكنه نسي هذا الامر وقال خذ نبلا ثم تذكر فقال مدن فهذا هو بدل النسيان فالخلاصة في بدل في البدل المباين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم في هذه الليلة الطيبة ليلة الاثنين سادس عشر من شهر جمادى الاخرة من سنة ثلاث وثلاثين واربعمائة والف ونحن في جامع الراجحي بحي الجزيرة في مدينة الرياض نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الثاني والتسعين من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله ونحن الان في اذيال بعطف النسق نختمه ان شاء الله تعالى في هذه الليلة ثم نبدأ بباب البدل الذي نرجو ان شاء الله تعالى ان ننهيه ايضا في هذا الدرس باب عطف النسق كنا قد انتهينا منه في الدرس الماضي ولكن هناك بعض التنبيهات والملحوظات التي احببت ان اذكرها في نهاية هذا الباب ذكرت منها ملحوظة وهي الكلام على اي التفسيرية والخلاف فيها الملحوظة الثانية اذا دخلت حروف العطف على جملة فاين تكون حروف العطف حينئذ في اول الجملة او في اثنائها الجواب اذا دخلت حروف العطف على جملة يعني عطفنا جملة على جملة فالجملة الثانية المعطوفة اين يقع منها حرف العطف قبلها او في اثنائها الجواب لا شك انه قبلها لان المعطوف لا يتقدم على حرف العطف فنقول مثلا محمد جلس وقال خيرا ونقول محمد جلس وخيرا قال لا اشكال التقديم والتأخير في نفس الجملة المعطوفة ولم يتقدم شيء منها على الواو لا اشكال في ذلك ولا يجوز بحال ان يقال محمد جلس خيرا وقال لان معنى ذلك ان شيئا من المعطوف تقدم على حرف العطف. هذا لا يجوز تقول سافرت وسكنت في الفندق او سافرت وفي الفندق سكنت لا اشكال ولكن لا يصح ان يقال سافرت في الفندق وسكنت لان شيئا من المعطوف تقدم على حرف العطف هذا لا يجوز هذا الامر واضح وكان ينبغي الا انبه عليه الا من اجل هذه الملحوظة التي سأذكرها وهي اذا كان حرف العطف الواو او الفاء اذا كان حرف العطف الواو او الفاء او ثم وكان في اول الجملة المعطوفة همزة استفهام نعيد هذه الحالة الخاصة اذا كان حرف العطف الواو او الفاء او ثم وكان في اول الجملة المعطوفة همزة استفهام نعم القاعدة والقياس والجادة حينئذ ان يبقى الشيء على اصله يعني ان يكون حرف العطف قبل كل هذه الجملة المبدوءة بهمزة استفهام الا ان العرب هنا خالفوا ذلك فقدموا همزة الاستفهام على حروف العطف الثلاثة الواو والفاء وثم يعني لو قلت مثلا هناك ناس يكذبون ولا يرتدعون عطفت جملة لا يرتدعون على جملة يكذبون والواو جاء في اول الجملة المعطوفة لا اشكال في ذلك فاذا اردت ان تعطف جملة اذا رأوا اذا رأوا العقاب ارتدعوا على ما سبق هناك اناس يكذبون هذه الجملة الاولى هناك اناس يكذبون. هذه الجملة الاولى الجملة الثانية اذا رأوا العقاب ارتدعوا هذي الجملة الثانية فكيف تعطف الجملة الثانية على الاولى والجملة الثانية مبدوءة بهمزة استفهام كأن تقول اإذا رأوا العقاب يرتدعون ااذا رأوا العقاب ارتدعوا لكن لو ما كان فيه همزة استفهام فقط اذا رأوا العذاب ارتدعوا كنت تقول على القاعدة والقياس هناك ناس يكذبون ولا يرتدعون واذا واذا رأوا العقاب ارتدعوا على القياس او هناك اناس يكذبون ولا يرتدعون فاذا رأوا العقاب ارتدعوا. هناك اناس يكذبون ولا يرتدعون ثم اذا رأوا العقاب ارتدعوا كل ذلك على القياس لكن لو جعلنا في اول الجملة الثانية همزة استفهام يعني قلنا ائذا رأوا العذاب ارتدعوا هذه الجملة الثانية مبدوءة بهمزة ائذاء فكيف نعطف الثانية على الاولى حينئذ هناك اناس يكذبون ولا يرتدعون هذه الجملة الاولى الجملة الثانية ائذا رأوا العقاب ارتدعوا هذه الجملة الثانية. كيف نعطف الثاني على الاولى؟ ماذا نقول لو بقينا على القياس يعني قدمنا حرف العطف في اول الجملة المعطوفة كنا نقول هناك اناس يكذبون ولا يرتدعون وائذا واذا رأوا العقاب ارتدعوا فاذا رأوا ثم ااذا رأوا العقاب ارتدعوا لكن العرب لا تقول ذلك وانما تقدم همزة الاستفهام على حرف العطف هنا فتقول هناك اناس يكذبون ولا يرتدعون او اذا رأوا العذاب وارتدعوا او اذا او اذا ماذا حدث او اذا اصلها ائذا و او في العطف ائذا قدم همزة الاستفهام على حرف العطف الواو واذا او اذا رأوا العذاب ارتدعوا اثم اذا رأوا العذاب ارتدعوا افإذا رأوا العذاب ارتدعوا هذا اسلوب عربي مطرد كثير في الكلام قدموا همزة الاستفهام في الجملة المعطوفة على حرف العطف في هذا الموضع فقط. تنبيها على صدارة همزة الاستفهام والشواهد على ذلك كثيرة قلنا هذا اسلوب كثير جدا في اللغة كقوله سبحانه وتعالى اوكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم او اذا هذه الاية في الاصل اللغوي اصلها في الاصل في الاصل اللغوي اكلما اكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم واستكبرتم جملة استفهامية توبيخية اكلما ثم دخلت وهو العطف فصارت في القياس والاصل ها واكلما واكلما لانه قدمت الهمزة على الاسلوب العربي فقيل اوى اوكلما ومن ذلك قوله تعالى افنضرب عنكم الذكر صفحا افنضرب افنضرب اصل هذه الاية في الاصل اللغوي ها هي نضرب وقبل همزة استفهام ان اضرب انا اضرب عنكم الذكر ثم دخلت الواو وقدمت همزة الاستفهام مع ان همزة الاستفهام من الجملة المعطوفة فقدمت همزة الاستفهام فقيل افنضرب قال سبحانه وتعالى اثم اذا ما وقع امنتم به اثم اذا ما وقع امنتم به؟ اصل الاية في الاصل اللغوي اه ائذا وقع امنتم به ثم دخلت ثم فقدمت الهمزة اثم اذا ما وقع امنتم به هذا تنبيه كان ينبغي ان نذكره ايضا في اخر الكلام على باب عطف النسق طيب ومن الملحوظات التي نذكرها في اخر باب عطف النسق ايضا الكلام على ما يسمونه العطف على الموضع او العطف على المحل وهذا كثيرا ما يرد في الاعاريب يقول هذا معطوف على المحل او هذا معطوف على الموضع المعنى واحد على الموضع او على المحل والذي يقابل ذلك العطف على اللفظ نعم الكلمة في اللغة العربية اذا خضعت للاعراب اما ان تتأثر باعرابها ان تتأثر بهذا المحل الذي وقعت فيه ككلمة محمد اخذنا كلمة محمد اين وضعناها وضعناها مثلا في محل الفاعل ماذا سيكون لها ها ستكون مرفوعة هي محلها الرفع الفاعل لا شك ان محله الرفع لكن هل الكلمة سترتفع ام لن تقبل الرفع هم فاذا كانت معربة ستقبل اثر الرفعة يعني الضمة وتقول محمد واذا وضعت محمد مثلا مفعولا به بمحل المفعول به والمفعول به حكمه النصب طب هل ينتصب او لا ينتصب اما كلمة محمد تنتصب لانها تقبل اثر الاعراب معربة تقبل اثر الاعراب يعني تقبل فتحة تقبل اثر النصب يعني تقبل الفتحة محمدا. وان وضعتها في محل الجر ها تنجر او لا تنجر محمد تنجر يعني تقبل اثر الجر يعني تقبل الكسرة مررت بمحمد اذا فكلمة محمد مثلا عندما وضعناها في محل الرفع عندما وضعناها فاعلا في محل الرفع ما محلها؟ يعني مكانها في الجملة محلها في الجملة رفع او نصب او جر المحل الذي وقعت فيه رفع. اذا محلها الرفع طب ولفظها قبل الرفع او لم يقبل الرفع صفة نعتا ومن ذلك مثال ابن مالك زره خالدا تقول لانسان زره خالدا نتكلم عنه ما اخبر خالد تقول انا مريض تعبان لم اره منذ زمن بعيد تتكلمون عن خالد قبل الرفع اذا فمحمد مرفوعة محلا ولفظا اذا فليس لها الا اعراب واحد محلها الرفع ولفظها الرفع وهناك كلمات تضعها في محل ما محل رفع او نصب او جر فلا تقبل اثر هذا الاعراب لسبب من الاسباب من امثلة ذلك مثلا الكلمات المبنية الاسماء المبنية لو وضعنا كلمة هؤلاء فاعلا لو جعلناها فاعلا يعني جعلناها في اي محل في محل رفع طيب محله الان رفع محلها في الجملة المحل الذي وقعت فيه رفع طب هل لفظها يقبل الرفع او لا يقبل الرفع لا يقبل الرفع اذا فمحلها رفع هي واقعة في محل رفع في موضع رفع ولكن لفظها لم يقبل الرفع فهي مرفوعة محلا فقط مرفوعة محلا فقط طيب لفظها هنا ما له اعرابي لفظها لفظها يلزم البناء البناء ليس اعرابا طيب هناك صورة ثالثة لو قلنا مثلا ما جاءني رجل ما جاءني رجل جاء فعل ويا المتكلم العائدة الي مفعول ورجل ما يعرف ما جاءني رجل فاعل. هنا فاعل محله الرفع ولفظه مرفوع اذا فرجل هنا محله ولفظه الرفع مرفوع محلا ولفظا لكن لو قلت ما جاءني من رجل ما جاءني من رجل اين فاعل جاء؟ من الذي جاء رجل اذا كلمة رجل في هذه الجملة ما جاءني من رجل رجل هنا فاعل فاعل لانه وقع في محل الفاعل محله رفع لانه فاعل. محله يعني موضعه. مكانه رفع لانه فاعل ولكن لفظه رفع ام جر؟ جر بحرف الجر الزائد اذا فكلمة رجل هنا في ما جاءني من رجل لفظه وافق محله ام خالف محله ها قال فمحله فهو مرفوع محلا مجرور لفظا اذا فالكلمة الواحدة قد يتوافق محلها ولفظها وقد يكون لها محل فقط وقد يكون لها لفظ ومحل فاذا كانت الكلمة مرفوعة محلا ولفظا يعني لفظها وافق محلها مرفوعة لفظا ومحلا فكيف تعطف عليها كيف تتبع عليها؟ اي تابع نعت او عطف اه تتبع على محلها ولفظها لانه ما سوى فتقول حينئذ جاءني محمد الكريم جاءني محمد وزيد ها اتبعت على محمد ومحمد مرفوع المحل واللفظ فليس لك الا الرفع لكن لو قلت مثلا ما جاءني من رجل ثم اردت ان تعطف على رجل فتقول ولا امرأة هل تعطف على اللفظ فتقول ما جاءني من رجل ولا امرأة ام تعطف على المحل ما جاءني من رجل ولا امرأة ام يجوز الوجهان هنا يجوز الوجهان لان الكلمة لها لفظ ومحل كلما كان للكلمة لفظ ومحل جاز ان تراعي المحل وجزى ان تراعي اللفظ والاصل والاكثر في الكلام ان تراعي اللفظ ولكن مراعاة المحل جائزة من ذلك مثلا ان تقول ليس محمد بكاتب ليس ترفع اسمه وتنصب خبرها ليس محمد اسمها مرفوع اين خبرها المنصوب ليس محمد بكاتب اين الخبر لا الخبر كلمة كاتب فقط الخبر كلمة كاتب والباء حرف جر زائد داخل على الخبر واصل جملة ليس محمد كاتبا ثم دخلت الباء الزائدة وهل درستها في باب كان واخواتها والحروف المشبهة بها تدخل الباء الزائدة هنا ايه فاذا قلت ليس محمد بكاتب اعرب كاتبا ما تقول اسم مجرور لان حرف الجر لا يغير الاعراب حرف الجر الزائد لا يغير الاعراب يغير اللفظ فماذا تقول في اعراب كاتب تقول خبر ليس قبر ليس منصوب محلا مجرور لفظ بالباء الزائدة فاذا اردت ان تتبع عليه جاز ان تراعي المحل وجاز ان تراعي اللفظ فتقول ليس محمد بكاتب ولا شاعر ليس محمد بكاتب ولا شاعرا وذكرنا ذلك في حينه من امثلة ذلك ان تقول كفى بمحمد شهيدا كفى بمحمد شهيدا ما اعراب محمدا ام محمد كفى بمحمد ما اعراب محمد فاعل فاعل كفى يعني كفى محمد كفى محمد الا ان الباء اضطردت زيادتها في فاعل كفى. كفى بالله شهيدا. يعني كفى الله اذا فمحمد في قولنا كفى بمحمد فاعل مرفوع محلا مجرور لفظ بالباء الزائدة فاذا عطفت عليه جاز لك ان تقول كفى بمحمد وخالد على اللفظ وجاز ان تقول كفى بمحمد وخالد على المحل ومن امثلة ذلك مسألة ذكرناها من قبل في اعمال الاسماء العاملة عمل افعالها اسم الفاعل واسم المفعول المصدر لو قلت مثلا يعجبني اكرام محمد المعلمين يعجبني اكرام محمد المعلمين اصل جملة يعجبني ان يكرم محمد المعلمين فاذا قلت يعجبني اكرام محمد المعلمين اكرام مصدر يعمل عمل فعله له فاعل ومفعول اما مفعول به الذي وقع عليه الاكرام فالمعلمين فاين فاعل اكرام يعجبني اكرام محمد المعلمين اين الذي فعل الاكرام محمد الا انه اضيف الى المصدر يعجبني اكرام محمد يعني يعجبني ان يكرم محمد والمصدر كما قلنا يجوز ان يضاف الى فاعله وهذا الاكثر ويجوز ان يضاف الى مفعوله. وهذا قليل فمحمد هنا هو الفاعل الا انه اضيف الى المصدر فاذا اردت ان تتبع محمد بمعطوف او بنعت او بغير ذلك جاز لك ان تراعي المحل وهو الرفع لانه فاعل وجاز لك ان تراعي اللفظ لانه مضاف اليه مجرور فتقول يعجبني اكرام محمد وخالد المعلمين او يعجبني اكرام محمد وخالد المعلمين كلاهما يجوز فهذه بعض المواضع التي سبق ان شرحناها من قبل اردنا ان نذكرها الان لان التنبيه عليها في اخر باب العطف مناسب. اخر ملحوظة وتنبيه تكلمنا عن الحذف في هذا الباب باب عطف النسق حذف المعطوف والمعطوف عليه الى اخره نفصل ذلك فنقول الحذف بهذا الباب على اربعة انواع حذف العاطف والمعطوف حذف العاطف حرف الجر والمعطوف وهذا ذكره ابن مالك في قوله والفاء قد تحذف مع ما عطفت والواو اذ لا لبسا وشرحنا ذلك النوع الثاني من انواع الحذف حذف المعطوف وحده وذكره ابن مالك في قوله وهي انفردت بعطف عامل مزال قد بقي معموله دفعا لوهم اتقي وشرحنا ذلك النوع الثالث من نوع الحذف حذف المعطوف عليه وحده ان تحذف المعطوف عليه وحده وذكر ذلك ابن مالك في قوله وحذف متبوع بدا هنا استبح النوع الرابع من الحذف ولم يذكره ابن مالك وهو حذف العاطف وحده ان تحذف حرف العطف وحده وتبقي المعطوف والمعطوف عليه وابن مالك لم يتكلم على هذه المسألة هنا مع انه ارتكب هذا الامر كثيرا في الفيته. حذف حرف العطف وحذف حرف العطف لا يكون الا بالواو او او بالواو او او وهو جائز في الشعر يعني من ظرائر الشعر الجائزة واما في النثر فانه يجوز جواز مطردا اذا اردت العد. اذا قصدت العد وفي غير العد لا يجوز في النثر الا قليلا نأخذ امثلة وشواهد لما قلنا قلنا حذف حرف العطف في الشعر جائز لقول الشاعر كيف اصبحت؟ كيف امسيت مما يغرس الود في فؤاد الكريم كيف اصبحت؟ كيف امسيت مما؟ اي كيف اصبحت؟ وكيف امسيت مما يغرس الود في فؤاد الكريم ومثاله في النثر اذا اردت العد ان تعدد اذا اردت العد ان تقول حروف الهجاء الف باتا ثا جيم حاء خاء دال وهكذا فتعدها عدا او تقول الاعداد واحد اثنان ثلاثة اربعة خمسة ستة وهكذا او تقول كل ما تشاء تفاحة برتقالة خبزا لحما تمرا انت الان فقط مجرد انك تعد عدا لا تقصد ان تعطف شيئا على شيء وانما تقصد ان تعد عدا حذف حرف العطف هنا جائز لا اشكال في ذلك ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث تصدق رجل من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره يعدد الاشياء التي يتصدق منها ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه صلى رجل في ازار ورداء في ازار وقميص في ازار وقباء وهكذا. ومن ذلك قول العرب اعطه درهما درهمين ثلاثة واما حذف حرف العطف في النثر في غير العد وقلنا هذا لا يجوز في النثر الا قليلا يعني سمع في قليل من الكلام ومن ذلك ما حكاه ابو زيد شيخ سيبويه عن بعض العرب انه قال اكلت خبزا لحما تمرا تريد انها اكلها جميعا آآ بهذا نختم الكلام على باب عطف النسق لندلف مباشرة الى الباب التالي باب البدل باب البدل هذا هو الباب الاخير من ابواب التوابع الاربعة ذكرها ابن مالك متتابعة التوابع الاربعة النعت والتوكيد والعطف بنوعيه وقد شرحنا كل ذلك والان نشرح التابع الاخير وهو البدل وقد عقده ابن مالك رحمه الله تعالى في الفيته في في ثمانية ابيات قال فيها التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلا مطابقا او بعض نوما يشتمل عليه يلفى او كمعطوف ببل وذا للاضراب اعزو ان قصد انصحب ودون قصد غلط به سلب تزره خالدا وقبله اليد واعرفه حقه وخذ نبلا مدى ومن ضمير الحاضر الحاضر ومن ضمير الحاضر الظاهر لا تبدله الا ما احاطة جلى او اقتضى بعضا او اشتمالا كانك ابتهاجك استمالا وبدل المضمن الهمز يلي همزا كمن ذا سعيد ام علي ويبدل الفعل من الفعل كمن يصل الينا يستعن بنا يعن ذكر رحمه الله تعالى في هذه الابيات تعريف البدل وانواع البدل وصور البدل والبدل من اسم الاستفهام وبدل الفعل من الفعل من يعيدها اه تعريف البدل وانواع البدن وصور البدل والبدل من من اسم استفهام وبدل الفعل من الفعل فبدأ ابن مالك رحمه الله تعالى بتعريف البدل فقال التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلا ذكر في هذا البيت تعريفه البدل فهو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة اجزاء التعريف كما ترون ثلاثة الاول قوله التابع هذا ماذا يشمل؟ يشمل كل التوابع النعت بالعطف والتوكيد والبدن ويشمل فقال التابع ما قال الاسم مثلا ليخص الاسم قال التابع اذا فيشمل الاسم وغير الاسم يشمل الاسم والفعل والجملة ثم قال المقصود بالحكم المقصود بالحكم يعني الحكم يعني النسبة الفعل متوجه في الحقيقة اليه وهذا يخرج النعت والتوكيد وعطف البيان لان كل واحد منها كما عرفنا مكمل للمتبوع لا مقصودا بنفسه فاذا قلت جاء محمد الكريم اردت ان تسند المجيء الى من الى محمد ثم انك كملته بذكر صفته اذا فالمجيء مسند الى محمد ليس الى الكريم وكذلك في التوكيد جاء محمد نفسه وكذلك في عطف البيان جاء محمد اخي ثم قال بلا واسطة هذا يخرج المعطوف عطف نسق فانك اذا قلت جاء محمد وخالد فانك اسندت المجيء وهو الحكم اسندت المجيء الى من؟ في قولك جاء محمد وخالد اسندته الى محمد واسندته الى خالد اذا فالحكم متجه هنا للاثنين الا انه الى الاول مباشرة والى الثاني بواسطة بواسطة حرف العطف فاخرجه بقوله بلا واسطة فبذلك سلم الحد للبدل لانه اخرج كل التوابع الاخرى فلم يبق الا البدل واشد صور عطف النسق العطب ببل عندما تقول جاء محمد بل خالد جاء محمد آآ بل خالد هنا سنة المجيء الى من الى خالد لان بل هنا اضراب ومع ذلك نقول بواسطة بل بل هي التي جعلت الفعل يضرب عما قبلها ويسند الى ما بعدها ثم شرع ابن مالك رحمه الله تعالى في ذكر انواع البدل فقال مطابقا او بعضا او ما يشتمل عليه يلفى او كمعطوف ببل. يقول البدل يلفى على هذه الانواع الاربعة يلفى مطابقا ويلفى بعضا ويلفى ما يشتمل عليه ويلفاك معطوف ببل ثم قال وذا للاضراب عزو ان قصدا صحب ودون قصد غلط به سلب يعني النوع الرابع من انواع البدل وهو الذي كالمعطوف ببدل يقول على نوعين ان كان المعطوف عليه مقصودا فهو بدا الاضراب وان كان المعطوف عليه ليس مقصودا فهو فهو بدل غلط ثم مثل لذلك بقوله كزره خالدا هذا مطابق وقبله اليد هذا بعض واعرفه حقه هذا اشتمال وخذ نبنا مدى هذا العطف المبين هذه ابياته رحمه الله تعالى ونقول ان البدل على اربعة انواع النوع الاول هو البدل المطابق وهذا قوله مطابقا ويسميه كثير من النحويين بدل كل من كل او بدل الشيء من الشيء وهو ما كان البدل فيه يطابق ويساوي المبدل منه اذا كان البدل والمبدل منه شيء واحد نحو مررت باخيك زيد مررت فعل وفاعل باخيك جار ومجرور مضاف اليه باخيك زيد ها اخوك هو زيد وزيد هو اخوك ما اعراب زيد حينئذ بدل اذا كان الحكم متجها اليه يعني اذا كان قصدك بهذه الجملة مررت باخيك زيد كان قصدك ان تقول مررت بزيد اردت ان تقول مررت بزيد ولكنك قلت باخيك تمهيدا وتوطئة للكلام او تقول مررت بزيد اخيك اخيك بدل اذا كنت تقصد ان تقول مررت باخيك ثم قدمتها بزيد وكقولك مررت بزيد ابي صالح اسمه زيد وكنيته ابو صالح ابي صالح بدل من زيد لانه هو هو ومن ذلك قولك جاء المجتهد محمد جاء المجتهد فعل وفاعل محمد ما اعرابه حينئذ بدل بدل مع انه في النعت قلنا من امثلة النعت جاء محمد المجتهد هنا نعت لان المجتهد وصف يعني فيه معنى الوصف لكن اذا قدمت اذا قدمت الصفة على الموصوف جاء المجتهد محمد ينقلب الى باب البدل ومن ذلك قولك اعجبني الخطيب علي علي بدل اما اعجبني علي الخطيب منعت ومن ذلك زرت عاصمة السودان الخرطوم الخرطوم بدل ولو قلت زرت الخرطوم عاصمة السودان لك انت عاصمة فتقول لصاحبك زره خالدا زره فعل وفاعل ومفعول به خالدا خالدا اسم ظاهر بدل من هذا الظمير المتصل وسيأتي ان الظاهر قد يبدل من الظمير وشواهد ذلك كثيرة جدا كقوله سبحانه وتعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. الشاهد في صراط الذين بدل من صراط الاولى وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله. اين البدل صراط الله والمبدل منه صراط مستقيم. ابدلنا معرفة من نكرة. لاحظتم ذلك نعم لان البدن لا يشترط فيه التوافق في التعريف والتنكير قال تعالى وعلى الذين يطيقونه ها ماذا عليهم فدية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قدية طعام مسكين طعام مسكين بدل من فدية لان اطعام المسكين قوى الفدية قال تعالى امنا برب العالمين رب موسى وهارون. قال تعالى هذا وان للطاغين شر مآب جهنم ماذا لهم هذا وان للطاغين لشر مآب جهنم جهنم هي شر المآب ما عراب جهنم بدل من شر ما اب شر ما اب نكرة ومعرفة شر مآب نكرة اضيفت الى نكرة نكرة اضيفت الى نكرة شر مآب واما جهنم فنكرة ومعرفة معرفة لانها علم نعم قال تعالى ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا وقال تعالى لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات وقال تعالى هنا نحتاج الى انتباه قال تعالى ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم ما قلت لهم الا ما امرتني به هذا اسلوب حصر او يسمونه استفهام مفرغ يعني قلت لهم ما امرتني به. ماذا قال لهم؟ اين المفعول مفعول القول؟ ما قلت لهم الا ما امرتني ما اسم استفهام بمعنى الذي مفعول به قلت لهم الذي امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم. ما اعراب ان اعبدوا الله ان حرف مصدر يناسب للمضارع اعبدوا ان اعبدوا اعبدوا فعل امر والواو والواو فاعل الله مفعول به لفظ الجلالة مفعول به طب ان اعبدوا الله هذه مسبوقة او مبدوءة بحرف مصدري ان ما معنى حرف مصدري ان ينسبك مع ما بعده بمصدر فيكون التقدير عبادة الله ان ما امرتهم ما قلت لهم الا ان اعبدوا الله ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ان اعبدوا الله بدل مما امرتني به ما امرتني به طيب قلنا هذا البدل البدل المطابق يشترط فيه الموافقة بين البدل والمبدل منه في كل شيء الا التعريف والتنكير بالاعراب وهذا الاصل لابد منها الاعراب لانه تابع كذلك في الافراد والتثنية والجمع كذلك في التذكير والتأنيث لكن في التعريف والتنكيل لا يشترط كالشواهد السابقة وكقوله تعالى لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة. وكقوله تعالى ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعددا معرب الذي هل يصح ان نقول انه نعت صفة الذي صفة لهمزة لا لانه مزاه نكرة والذي اسم موصول معرفة والنعت لابد له من الموافقة في التعريف والتنكير فنقول الذي بذل لان البدل لا يشترط فيه الموافقة ومن الشواهد على البدل المطابق قوله سبحانه وتعالى ان ذلك لحق تخاصم اهل النار ان ذلك لحق قبر ذلك تخاصم اهل النار بدل قد ابدل المعرفة من النكرة قال سبحانه وتعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله رسول بذل من البينة من ابدال النكرة من المعرفة قال تعالى انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار معنى الاية والله اعلم انا اخلصنا هؤلاء بخصلة خالصة وهي ذكرى دار اي تذكر الدار الاخرة انا اخلصناهم بخالصة ذكر الدار. ذكر الدار بدل من خالصة من ابدال المعرفة من النكرة وننبه هنا الى ما نبهنا اليه كثيرا من ان مثل هذه الاساليب قد يجوز فيها اعراب اخر ونحن اذا نصصنا على هذا الاعراب البدل لان الباب هنا معقود له ونحن نشرحه ولكن قد يجوز في ذلك اخرى قد يجوز في ذلك القطع ان ذلك لحق اذا كان المقصود القطع الكلام يعني وقف الجملة هنا انتهاء الجملة هنا ان ذلك لحق ثم تخاصموا اهل النار جمرة اخرى وليست من بقية الجملة السابقة والقطع كما تعرفون لك ان تقطع الى الرفع على انه خبر مبتدأ محذوف ان ذلك لحق قوة تخاصم اهل النار يعني اذا سئل ما الحق فيقال هو تخاصم اهل النار او تقطع الى النصب على تقدير ان ذلك لحق اعني او اقصد او اريد تخاصم اهل النار ولكن الكلام حينئذ يكون على جملتين واذا قلت ان الثاني بدل من الاول ومعنى ذلك انك تجعل هذا الكلام كله جملة واحدة وكذلك يقال في بقية الشواهد كقوله تعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله ان قلت رسول بدل من البينة فهذه جملة واحدة واذا قلت رسول خبر مبتدأ محذوف والكلام منتهن قبله يعني حتى تأتيهم البينة انتهى الكلام ثم بدأ جملة اخرى هو رسول من الله ثم حذف المبتدأ لان الذي قبله يدل علي فقال رسول من الله فتكون جملة جملة اخرى فهذه بعض الشواهد على النوع الاول من البدل وهو البدل المطابق وفي اخره نقول ومن البدل المطابق البدل التفصيلي او بدل التفصيل كأن تقول جاء الضيوف زيد وعمرو وبكر وهؤلاء هم الضيوف ضيوفك ثلاثة فقلت جاء الضيوف زيد وعمر وبكر اما اعراب زيد وعمرو وبكر زيد بدل وعمر معطوف على زيد وبكر وبكر معطوف على زيد ويكون هذا من بذل التفصيل وهو وهو من بدل كل من كل ولو كان ولو كان ضيوفك اكثر من ذلك عشرة لكن ما جاء الا هؤلاء الثلاثة وقلت جاء الضيوف زيد وعمرو وبكر فلا يكون من البدل المطابق وانما يكون من النوع الثاني وهو بدل بعض منكن نعم ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى اي من بدل التفصيل قوله سبحانه وتعالى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى الذكر بدل من الزوجين والانثى ادخل على الذكر من البدل المطابق او بدل التفصيل ومن ذلك قول كثير عزة وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلتي رجل ورجل بدل وتفصيل لانهما رجلان ومن ذلك قول ابن الرومي وهذا تمثيل لا استشهاد لان ابن الرومي لا يستشهد بكلامه لكنه مثال قال اذا ابو قاسم جادت لنا يده لم يحمد الاجودان البحر والمطر وان اضاءت لنا انوار غرته تضائل النيران الشمس والقمر الشمس والقمر بدل من النيران فهذا النوع الاول من انواع البدل النوع الثاني من انواع البدل هو بدل بعض من كل بذلوا بعض من كل وهو ما كان البدل فيه بعضا او جزءا من المبدل منه وفرقنا من قبل اكثر من مرة بين البعض والجزء نحو اكلت الرغيف ثلثه او اكلت الرغيف نصفه او اكلت الرغيف ثلثيه نريد ان البدل قد يكون اقل من المبدل منه وقد يكون مساويا للمبدل منه وقد يكون اكثر من المبدل منه كل ذلك جائز وتقول تظفر البيت غرفة وتقول اعجبني زيد وجهه ومن ذلك مثال ابن مالك قبله اليد يقول هذا ابي تقول حفظه الله قبله اليد يعني قبله يده يعني قبل يده تريد قبل يده فالتقبيل مسند الى اليد ولكنك ذكرت الهاء من باب التوطئة والتمهيد ومن الشواهد على بدل بعض منكم قوله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا من هنا بذلوا بعض من الناس ولله على الناس حج البيت عليهم جميعا او على المستطيع ها على المستطيع من استطاع اليه سبيلا فيؤول المعنى والله اعلم الى ولله على من استطاع سبيلا حج حج البيت هذا بدل ويذكرونه من انواع المخصصات البدل المخصص على اعراب وفي الاية اعاريب اخرى قال سبحانه وتعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا فنصفه بدل من الليل ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر وارزق اهله من الثمرات اي ارزق من الثمرات اهل الحرم من امن منهم فمن بدل من اهله ارزق اهله من امن ويكون الدعاء حينئذ لمن امن فقط دون غير المؤمنين قال سبحانه وتعالى ان للمتقين مفازا حدائق واعنابا حدائق بدل مما فازنا قال تعالى وضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون. رجلا بدل من مثلا وهذا البدل بدل بعض من كل يشترط فيه ان يكون فيه ضمير يعود الى المبدل منه بما رأيتم في هذه الامثلة كلت الرغيف ثلثه وارزق اهله من الثمرة من امن منهم وهكذا وهو يوافق المبدل في الاعراب لابد كل التوابع لابد ان توافق المتبوع في الاعراب ولكن لا يشترط فيه الموافقة في غير الاعراب يعني قد يخالفه في التذكير والتأنيث قد يخالفه في التعريف والتنكير قد يخالفه في الافراد والتثنية والجمع كما رأيته في بعض الامثلة السابقة يمكن ان تقول اكلت رغيفا نصفه ورغيفا نكرة ونصفه معرفة تقول رأيت رجلا وجهه وتقول اكرمت الضيوف زيدا وعمرا زيدا وعمرا اثنان والضيوف جمع وهكذا فهذا النوع الثاني من انواع البدل النوع الثالث من انواع البدل هو بدل الاشتمال بدلوا الاشتمال وهو ما كانت العلاقة فيه بين البدل والمبدل منه غير كلية ولا بعضية ما كانت العلاقة فيه بين البدل والمبدل منه غير كلية ولا بعظية اذا كانت العلاقة بين البدل والمبدل منه كلية يعني هو هو هذا بدل مطابق واذا كانت العلاقة بينهما بعضية يعني البدل بعض المبدل منه فهذا بدل بعض من كل فاذا كانت بينهما علاقة وبينهما علاقة ولكن ليست كلية ولا بعظية البدل حينئذ بدلوا اشتمال لقولك اعجبني زيد علمه اعجبني زيد علمه فعلمه بدل اشتمال من زيد وما العلاقة بين زيد وعلماه ليست كلية فمختلفان وليست بعظية لان العلم ليس بعظا ولا جزءا من زيد بعض الجزء يمكن ان يقطع ويفصل بينهما علاقة ليست كلية ولا بعظية يسمونها اشتمال. لان زيد يشتمل على هذا العلم او تقول اعجبني زيد علمه اعجبني زيد صوته اعجبني زيد خطبته اعجبني زيد اخلاقه اعجبني زيد عائلته اعجبني زيد كلامه وهكذا ومن ذلك مثال ابن مالك اعرفه حقه اعرفه حقه كأن تتكلم مثلا عن الاب فتوصيه بالاب وتقول اعرفه حقه يعني اعرف اباك حقه فالفعل منصرف الى الحق ولكنك ذكرت الهاء تمهيدا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه هم يسألون عن الشهر الحرام ام يسألون عن القتال في الشهر الحرام الاشهر الحرم يعرفونها فالسؤال ليس متوجها اليها وانما الحكم والنسبة الفعل متجه الى القتال ومع ذلك قدم الاشهر الحرم تمهيدا قال يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه وقتال بدل ولكنه بدء الاشتمال بان القتال ليس هو الشهر وليس بعضا من الشهر قال تعالى قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود نسمع بعض الايات ربما ما نعرف المعاني قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود الناري ما اعرابها قالوا بدلوا اشتمال من الاخدود والمعنى والله اعلم قتل اصحاب النار قتل اصحاب النار ثم قدم الاخدود تمهيدا والعلاقة بين الاخدود والنار علاقة اشتمال لان الاخدود يشتمل على النار قال تعالى لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة لجعلنا لمن اسم موصول بمعنى الذي لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم توقفا قوله لبيوتهم بدل من قوله من يكفر بالرحمن والعلاقة بين البيوت وبين هؤلاء ليست كلية ولا بعضية فنقول بدل اشتمال قال تعالى انتبهوا لهذه الاية هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة هل ينظرون الا الساعة؟ هذا قلنا اسلوب حصر وبالحصر يقوم على حذف الا وما تقدم من نفي او استفهام يعني ينظرون الساعة ان تأتيهم بغتة. ما اعراب ان تأتيهم بغتة بدل من الساعة وان تأتيهم بغتة مفرد او جملة هذا مفرد لانه اسم مؤول مسبوق باداة مصدرية ان حرف مصدري ان تأتيهم بغتة بمعنى بهتانها هل ينظرون الا الساعة بغتانها وقال تعالى ما انسانيه الا الشيطان ان اذكره ما انسانيه الا الشيطان ان اذكره يقول الشيطان انسانيه ان اذكره هو انساه اياه ام انساه ذكره اذا فلن اذكره بدل بدلا من ماذا من الهاء في قوله انسانيه اي الشيطان انساني ذكره ثم قدم الهاء الا ان قوله ان اذكره هذا اسم صريح او مؤول اسم مؤول لانه مسبوق بحرف مصدري يعني ما يعني الشيطان انسانيه ذكره قال الشاعر ان الذنوب عظيمة لكنما بالله رحمته الرجاء معلق ورحمته بدل من لفظ الجلالة بدا الاشتمال هذا ما يتعلق ببذل الاشتمال وبذلوا الاشتمال من حيث الشرط تبادل بعض من كل يعني لابد ان يكون فيه ضمير يربطه بالمبدل منه ويوافقه في الاعراب ولا تشترط الموافقة بين البدل والمبدل منه فيما سوى ذلك قد يختلفان في التعريف والتنكير بالافراد والتثنية والجمع في التذكير والتأنيث كما رأيتم في الامثلة السابقة النوع الرابع من انواع البدل البدل المباين البدل المباين وهو ما كان البدل مباينا للمبدل منه فيكون حينئذ بمعنى المعطوف ببل وهذا هو المراد بقوله او كما عطوف ببل وهو على قسمين بدل الاضراب وبدل الغلط والنسيان كأن تقول اعطني القلم الدفتر اعطني القلم الدفتر انت اردت ان تطلب منه القلم او الدفتر الدفتر ولكنك قدمت كلمة القلم لماذا قدمتها هل كنت تقصد ان تقول اعطني القلم ثم غيرت رأيك فقلت الدفتر اذا فقد كنت تقصد القلم لكنك غيرت رأيك هذا يسمونه بدل الاظراب او بدل يعني بدا لك رأي اخر ام انك غلطت ان سبق لسانك فقلت القلم وانت لا تريد ذلك اصلا فقلت الدفتر فان كان الامر كذلك سموه بدل غلط ام انك اردت ان تقول اني اردت ان تقول اعطني القلم كنت تظن انك تريد القلم نسيانا ثم تذكرت انك ما تريد القلم وانما تريد الدفتر فصححت الدفتر هذا يسمونه بدل النسيان البدل المباين على ذلك ثلاثة انواع بدل الاظراب اذا كنت تقصد الاول ثم بدا لك ان تتركه وتطلب غيره بدل الغلط اذا كان السبب غلط اللسان وبدل النسيان اذا كان سبب غفلة القلب والامثلة واحدة والمعنى هو الذي يتغير ومن ذلك مثال ابن مالك خذ نبلا مداع نبلا الذي ينبل به مدى جمع مدية وهي السكين اذا اراد ان يقول خذ خذ نبلا ثم غير رأيه وقال مدن فبدل بدا او اضراب واذا قال خذ نبلا مدا قال نبلا خطأ سبق لسانه فهذا بدا غلط ان بدل الاظراب بسبب تغير الرأي وبدل الغلط بسبب زلة اللسان وبدل النسيان بسبب غفلتي القلب فهذه انواع البدن مشروحة بعد ان شرحنا ابيات ابن مالك بعدها نذكر بعض الملحوظات المتعلقة بها الملحوظة الاولى الامثلة التي ذكرناها في البدل المطابق مررت باخيك زيد ومررت بزيد اخيك ومررت بزيد ابي صالح وزره خالدا الى اخر ذلك هذه الامثلة ذكرناها في اكثر من باب باكثر من باب وذكرنا من قبل انه يجوز فيها جوازا نحويا يجوز فيها جوازا نحويا ان تكون من باب البدل كما شرحنا الان ويجوز ان تكون من باب عطف البيان كما شرحناه في باب عطف البيان ويجوز ان تكون من باب القطع كما شرحناه في باب النعت وفي باب اطفي البيان مررت باخيك زيد فاذا اردت ان تخبره انك مررت باخيه اردت ان تقول له مررت باخيك ثم وصفت هذا الاخ بانه زيد وليس عمرا او محمدا هذا من عطف البيان لان عطف البيان كالنعت الا انه نعت بالجوامد وقلت مررت باخيك فالكلام والحكم والنسبة متعلقة بالاخ ثم زيد جاءك الصفة اما اذا قلت مررت باخيك زيد اردت ان تقول له مررت بزيد ها ما اخبر زيد؟ زيد طيب والله انا مررت بزيد اردت ان تخبره انك مررت بزيد ولم تمر بغيره الا ان الا انك قلت مررت باخيك زيد وقدمت كلمة اخيك من باب التمهيد فقط والا فانك اردت ان تخبره بانك مررت بزيد فهذا يكون من عطف النسق او يكون من البدل هذا من البدل لانه هو المقصود بالحكم واذا اردت ان تقول له مررت باخيك وتقف وتسكت وينتهي الكلام اردت ان تقول مررت باخيك ثم اردت ان تقف هنا وتقطع الكلام. المعنى انتهى هنا ثم بعد ان قلت مررت باخيك يعني ظهر لك او بدا لك انه غير واضح له فبدل ان يسألك من اخي ثم انت تجيب بادرت وقلت مررت باخيك زيد وحينئذ الكلام يكون عن القطع كانك قطعت جملة ثم اتيت بجملة ثانية فاذا قطعت لك ان تقطع الى الرفع على تقدير مرته باخيك هو زيد لو قال من هو؟ تقول هو زيد لكن تختصر الكلام قبل ان يسأل وتجيب فتقول زيد وتحذف هو ويكون خبر لمبتاه فيكون خبرا لمبتدأ محذوف ولك ان تقول مررت باخيك آآ زيدا بالنصب على معنى مررت باخيك اعني او اريد او اقصد زيدا ثم حذفت الفعل ووصلت الكلام بعضه على بعض مع انهما جملتان اذا فالمعنى هو الذي يختلف وهو الذي يحدد الاعراب انت تريد الاخ عطف بيان تريد زيد بدل كنت اردت ان تقف ثم اتيت بجملة اخرى قاطع والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين