بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة الطيبة ليلة الاثنين التاسع عشر من شهر المحرم من سنة اربع وثلاثين واربع مئة والف نحن في جامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس التاسع والتسعين من شرح الفية بن مالك عليه رحمة الله ولا زلنا نتكلم على ابواب النداء وقد توقفنا عند الباب الذي سماه ابن مالك رحمه الله تعالى المنادى المضاف الى ياء المتكلم وقلنا في الدرس الماضي ان المنادى المضافة الى ياء المتكلم على ثلاثة انواع النوع الاول ان يكون اخره معتلا نريد ان يكون اخره حرف مد والحكم فيه انه يجب تباتوا ياء المتكلم بعده مفتوحة وتقول هذا فتايا يا رجل او يا فتايا اقبل والنوع الثاني ان يكون اخره حرفا صحيحا او حرفا شبيها بالصحيح وذكرنا انه يجوز فيه ستة اوجه افضلها واكثرها حذف ياء المتكلم وكسر ما قبلها. كقوله تعالى يا عبادي فاتقون والثاني اثبات الياء ساكنة لقوله تعالى يا عبادي لا خوف عليكم والوجه الثالث اثبات الياء مفتوحة كقوله يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم والوجه الرابع حذف الياء وجعلوا الضم على الاخر كقراءة قال رب السجن احب الي الوجه الخامس قلب الياء الفا واثباتها نحو يا حسرتا والوجه السادس قلب الياء الفا وحذفها بقول الشاعر ولست براجع ما فات مني بلهفة ولا بليت ولا لوني والنوع الثالث من المنادى المضاف الى ياء المتكلم ان يكون الاب او الام فيجوز فيه حين اذ عشرة اوجه الستة السابقة فتقول يا ابي تعال ويا ابي تعال ويا ابي تعال ويا ابو تعال ويا ابا تعال ويا ابتعال والوجه السابع ان تقلب الياء تاء مكسورة يا ابت تعال يا امتي تعالي الوجه الثامن ان تقلب الياء تاء مفتوحة بل ان تقلب الياء تاء مفتوحة تقول يا ابت تعال ويا امة تعالي الوجه التاسع ان تقلب الياء تاء وتثبت بعدها الالف فتقول يا ابتاه ويا امة الوجه العاشر ان تقلب الياء تاء وتجعل البناء على الضم عليها فتقول يا ابت تعال ويا امة تعالي كل ذلك ذكرناهم في الدارس الماضي ثمان الناس لكثرة نداء هذين الاسمين اكثر التصرف كما ان العرب كما رأيتم اكثر التصرف حتى وصلوا حتى اوصلوها الى عشرة اوجه والناس بعد ذلك اقصد العامة تصرفوا فيها تصرفا كثيرا يختلف من مكان الى مكان وربما يختلف من زمان الى زمان بالفاظ كثيرة كلها في الحقيقة هي تحريفات يسيرة او شديدة لشيء من هذه الاوجه المذكورة واما الذي لم نذكره في الدرس الماظي وهو الباقي في هذا الباب المنادى المضاف الى ياء المتكلم فهو حكم المنادى اذا كان مضافا الى اسم مضاف الى ياء المتكلم ليس مضافا الى الياء مباشرة وانما هو مضاف الى اسم وهذا الاسم مضاف اليه المتكلم كأن تقول يا ابن اخي يا ابن خالي يا صديق جاري يا مستعير كتابي فالان ناديت اسما هذا الاسم لم يظف للمتكلم ولكنه مضاف الى اسم وهذا الاسم مضاف اليه المتكلم فما حكم الياء في النداء حينئذ فالجواب النداء حينئذ لا لا يجوز فيه الا وجه واحد اجمالا او وجهان تفصيلا وهو اثبات الياء لا يجوز فيه الا اثبات الياء ساكنة او مفتوحة تقول يا ابن اخي اقبل يا صديق جاري تفضل يا مستعير كتابي ارجع كتابي او تقول يا ابن اخي تعال يا صديق جارية تفضل والاسكان كما عرفنا من قبل اكثر من فتح الياء. هذا الحكم الا في قولهم يا ابن ام ويا ابن عم بهاتين اللفظتين لكثرة استعمالهما حذفت العرب يا المتكلم ثم انهم اجازوا فيه وجهين بعد حذف الياء الاول كسر ما قبلها وهو الاكثر والاحسن تقول يا ابن امي تعال يا ابن امي لا ترفع صوتك يا ابن عمي تفضل والوجه الثاني بعد حذف الياء فتح ما قبلها فتقول يا ابن امة عال يا ابن عمه تفضل وبالوجهين قرأ قوله سبحانه وتعالى عن هارون لاخيه موسى عليهما السلام قال يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي قراءة سبعية وفي قراءة سبعية اخرى قال يا ابن امي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي واما تبات الياء وان شئت قلت ثبوت الياء في يا ابن امي ويا ابن عمي فان القياس يجيزه الا انه لم يسمع عن العرب الا في الشعر فلذا عده بعض النحويين من ضرورات الشعر وبعضهم اجازه قياسا لا سماعا ومن ذلك قول شاعر يا ابن امي ويا شقيق نفسي انت خليتني لدهر شديد وكقول الاخر يا ابنة عما لا تلومي واهجعي يا ابنة عماء اثبت الياء ولكنه قلبها الفا وعرفنا ان هذا جائز فيها وابن مالك كما سبق ذكر في البيت ثلاثة ذكر في الباب ثلاثة ابيات فقال رحمه الله تعالى واجعل منادا صح ان يضف لي لعبدي عبدي عبد عبدا ابدياء فذكر في هذا البيت لغاتي الاسم الصحيح الاخر ومثل له ولكنه لم يذكر فيه الا خمسة اوجه كما رأيتم والوجه السادس لم يذكره وهو يا عبد ثم قال وفتح او كسر وحذف ليستمر يا ابن عمي يا ابن فيا ابن امي يا ابن عمي لا مفر يقول في هاتين اللفظتين يا ابن ام ويا ابن عم حذف ليستمر يعني هو المطرد المسموع مع الفتح او الكسر وقد عرفنا من قبل ان الفتح والكسر بعد حذف الياء جائزا لكن من احسن منهما والاكثر الفتح ام الكسر الكسر يا ابن امي يا ابن عمي لا تفعل كذا فلهذا انتقد بعضهم هذا البيت وقال كان الاحسن بابن ما لك ان يقول وكسر او فتح ويقدم الكسر على الفتح تنبيها على انه الاحسن وانه المقدم ثم قال رحمه الله وفي الندى ابت امة عرض واكسر او افتح ومن اليتة عوض تكلم على نداء الاب والام وذكر شيئا من الا وجه الجائزة فيهما وقد اوصلناها من قبل الى عشرة اوجه وهنا كما رأيتم ذكر وجهين وقوله في اخر البيت ومن الياء التاء عوض يقول التاء في قولهم يا ابتي يا امتي عوض من الياء في يا ابي يا امي وهذا واضح فهذا اخر الكلام في هذا الباب قال ابن مالك رحمه الله تعالى اسماء لازمت النداء ذكر فيه ثلاثة ابيات ايضا قال فيها رحمه الله وفل بعض ما يخص بالنداء لقمان نومان وكذا والطرد تسب الانثى وزن يا خباث والامر هكذا من الثلاثي وجاع في سب الذكور فعلوا ولا تقس وجر في الشعر فلو ذكر في هذا الباب شيئا من الاسماء التي لا تستعمل الا في النداء قد جعلها ثلاثة اقسام فالقسم الاول من الاسماء التي لا تستعمل الا في النداء هي اسماء مسموعة لا تستعملها العرب الا في النداء ومن ذلك قولهم يا فلو ويا فلة وهما كنايتان عن نكرة. بمعنى يا رجل ويا امرأة لو رأيت رجلا لا تعرف اسمه وتقول يا فلو تعال ولو رأيت امرأة لا تعرف اسمها او اردت ان تحقر ولا تعظم وتجعله كالنكرة فتقول يا فلو تعال او يا فلانة تعالي وهما كنايتان عن نكرة او ما هو كالنكرة اما لو كان المنادى معرفة تعدل فوق تعرفوا ان هذا محمد وهذا علي وهذه هند تعرف اسمه ولكن اردت ان تكني عنه فانك تقول له يا فلان ويا فلانة يا فلان وتعال ويا فلانة تعالي وقولهم يا فلان ويا فلانة كنايتان عن معرفة وقولهم يا فلو ويا فلة كنايتان عن نكرة ومن الاسماء المسموعة التي لا تستعمل الا في النداء قولهم يا لؤمان في نداء الرجل الكثير اللؤم يا لقمان ماذا فعلت وكذلك قولهم يا نومان للرجل الكثير النوم يا نومان استيقظ فهذه الاسماء لا تستعمل الا في النداء الا ان كلمة فل يا فلو جاءت في ضرورة الشعر في غير النداء جاءت مجرورة بقول الشاعر تضل منه ابل بالهوجل في لجة امسك فلانا عن فلي وكما ترون استعمله مجرورا ولم يستعمله منادى فقال بعض النحويين هذا من ضرورة الشعر وقال بعضهم بل اراد امسك فلانا عن فلان ثم حذف النون والالف وكلاهما ظرورة يقول بالاول او بالثاني فكلاهما ضرورة والنوع الثاني من الاسماء التي لا تستعمل الا في النداء لازمت النداء سب الانثى عند ندائها على وزن فعال مبنيا على الكسر فان العرب اذا ارادت ان تسب الانثى وتناديها نادتها من فعلها على وزن فعالي فلو ارادت ان تناديها بالخبث قالت لها يا خباثي ماذا فعلت وان قلت يا خبيثة هذا نداء عام لكنه لا يلزم النداء قد تقول يا خبيثة او تقول جاءت خبيثة او رأيت خبيثة او مررت بخبيثة يعني لا تلزم النداء لكن الذي يلزم النداء هو سب الانثى على وزن فعالي. يا خبائثي ماذا فعلت او تسبها بالفسق يا فساقي او يا لكاعي او يا غداري او يا سراقي او يا كذابي ونحو ذلك فهذا اسلوب من اساليب العرب اذا ارادت ان تسب الانثى من فعلها نادتها من فعلها على وزن فعالي مبنيا على الكسر وقد جاء وزن فعالي لسب الانثى قليلا بغير نداء وهذا ايضا من ضرورة الشعر كقول الحطيئة اطوف ما اطوف ثم اوي الى بيت قعيدته لكاعي لو جاء على القياس لكان يقول الى بيت قاعدته الى بيت قاعدته لكعة ويأتي بها على وزن فعالي لكن قال ذلك لذرة الشعر لكي يستقيم البيت النوع الثالث من الاسماء التي لازمت النداء ولا تستعمل الا في النداء سب الذكور عند ندائها على وزن فعل ايضا العرب من اساليبها انها اذا ارادت ان تسب الذكر سبته من فعله على وزن فعل فقالت له يا لكع او يا فسق او يا غدر ويا سرق ويا كذب ان كلامك كله كذب تأخذ من فعله على وزن فعل حينئذ يلزم النداء ومع ذلك فان فعل في سب الذكور قد جاء قليلا في غير الشعر ومن ذلك الحديث المروي بهذه الرواية وفيه لا تقوم الساعة حتى يكون اسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع والخلاصة ان العرب فالزمت بعظ الاسماء اسلوب النداء فلا تستعملها الا في النداء وهي على ثلاثة انواع الباب التالي هو باب الاستغاثة باب الاستغاثة وعقده ابن مالك رحمه الله تعالى ايضا في ثلاثة ابيات قال فيها اذا استغيث اسم منادى خفض باللام مفتوحا كيال المرتضى وافتح مع المعطوف ان كررت يا وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا ولام ما استغيث عاقبت الف ومثله اسم ذو تعجب الف تكلم في هذا الباب رحمه الله تعالى على اسلوب الاستغاثة واسلوب الاستغاثة من اساليب النداء ولهذا ذكره بعد النداء وسيذكر بعده ايضا عدة اساليب كلها تدخل في اساليب النداء كالندبة والترحيم وتعريف الاستغاثة تعريف الاستغاثة عند النحويين عندما نقول تعريف الاستغاثة اي عندنا معاشر النحوين وليست عند اللغويين او عند المفسرين او عند اهل العقيدة فكل علماء لهم اصطلاحهم وتعريف الاستغاثة هو نداء يوجه لمن يخلص من شدة او يعين على دفع مشقة باسلوب معين نداء يوجه لمن يخلص من شدة او يعين على دفع مشقة باسلوب معين سيأتي بيانه والاستغاثة تكون بعد وقوع الشدة بعد ان تقع الشدة تستغيث وتكون قبل وقوع الشدة يعني قبل ان تقع تستغيث لكي يدفعها ولا تقع كل ذلك جائز في اللغة فالاستغاثة في النحو هي الاستغاثة اللغوية لكنها مربوطة باسلوب معين الاستغاثة اللغوية وهي مجرد طلب الغوث كلا بحسبه فيما يقدر عليه لكن باسلوب معين وهو الاسلوب الذي سيأتي واسلوب الاستغاثة يتكون من ثلاثة اركان الاول حرف النداء والاستغاثة وهو ياء خاصة ولا يجوز حذفها حينئذ وهو الحرف ياء خاصة نعرف ان حروف النداء متعددة لكن الذي يستعمل في اسلوب الاستغاثة هو حرف ياء فقط ولا يجوز حذفه حينئذ الركن الثاني المستغاث به مجرورا باللام المفتوحة والركن الثالث المستغاث له مجرورا باللام المكسورة نحو قول عمر رضي الله عنه يا لله للمسلمين ياء لله للمسلمين فحرف النداء والاستغاثة ياء والمستغاث به لفظ الجلالة مجرور باللام المفتوحة لله والمستغاث له المسلمون مجرورا باللام المكسورة للمسلمين والاستغاثة لا تكون الا بهذا الاسلوب المعين فلو قال قائل استغثت بمحمد او استغثت بالله هذا لا يدخل في اسلوب الاستغاثة عند النحويين وانما هي استغاثة لغوية اما الاستغاثة في اصطلاح النحويين فهي الاستغاثة التي تكون بهذا الاسلوب المعين ومن امثلتها ان تقول يا لزيد لمحمد يستغيث بزيد من اجل محمد يعني تنادي زيدا لكي يغيث ويساعد محمدا اذا قلت يا لزيد لمحمد كانك قلت يا زيد اغث محمدا فلهذا نقول ان اسلوب الاستغاثة من اساليب النداء لان المستغاث به بالحقيقة منادى جال زيد لمحمد اي يا زيد يا لله للمسلمين اي يا الله اغث المسلمين وتقول يا لخالد لهند وتقول يا للمدير للمشروع يعني يا ايها المدير اغث المشروع ادرك المشروع ساعد المشروع وتقول يا للناس للمظلوم وتقول يا للرجال للمرأة المظلومة وتقول يا للمعلمين للطلاب وتقول يا لله لاهل سوريا وتقول يا لربي لوطني ياء ثم تأتي بالمستغاث به مجرورا باللام المفتوحة ثم تأتي بالمستغاث له مجرورا باللام المكسورة ويجوز في هذا الاسلوب ان تستغيث بغيرك لنفسك فتقول يا لزيد لي يعني يا زيد اغثني ادركني ساعدني يا لاخي لي ويجوز في هذا الاسلوب ان تستغيث بنفسك لغيرك فتقول يا لي لزيد يا لي لاخي تنادي نفسك لمساعدة اخيك وتقول يا لك لهند يا لك لهند نعم استغاثة بك لمساعدتهن يا لهند كذلك ويجوز ان تقول يا لك لي فتجعل المستغاث به والمستغاث له ضميرين. يا لك لي يعني يا انت ساعدني واعني واغثني او تقول يا له لي وهكذا ويجوز في هذا الاسلوب ان تقول يا لزيد لزيد وانت تعني بهما رجلا واحدا قاطبوا زيد وتقول له يا لزيد لزيد يا لزيد لزيد والمعنى حينئذ ادعوك يا زيد لتنصف من نفسك ادعوك يا زيد لتنصف من نفسك والشواهد على ذلك كثيرة في كلام العرب قديما وحديثا. قال الشاعر تكلفني الوشاة فازعجوني فيال الله للواشي المطاع وقال الاخر يا للرجال ليوم الاربعاء اما ينفك ويبعث لي بعد النهى طربا وقال الاخر المحدث يا للرجال للبوة مكلومة بمخالب الاعداء والابناء. بعد ذلك نقول قولنا ان المستغاث به في اسلوب الاستغاثة يجر بماذا بلا من مفتوحة هذا هو الاصل هذا هو الاصل ولكنه يجر بلام مكسورة في حالتين يجر المستغاث به بلام مكسورة في حالتين. الاولى اذا كان المستغاث به يا المتكلم ياء لي. لزيد فيجب حينئذ ان يجر بلام مكسورة لماذا يا اخوان لان لان ياء المتكلم تكسر ما قبلها هذا الحكم معروف اذا ما اتينا بجديد لكن نبهنا اليه نعم اذا كان المستغاث به يا المتكلم فيجر حينئذ بلام مكسورة وبعض النحويين يمنع وقوع يا المتكلم مستغاثا به وبعضهم يجيزه والسبب في ذلك ان الذي ورد من ذلك او جاء من ذلك يحملونه على انه مستغاث له على انه مستغاث له وان المستغاث به محذوف. يقولون ان المعنى على ذلك ولكن القياس لا يمنع من ذلك القياس لا يمنع ان تنادي نفسك لاغاثة غيرك كأن تقول يا نفس ساعدي اخي ليس هناك مانع من ذلك في النداء الحقيقي وكذلك في الاستغاثة لاننا عرفنا ان الاستغاثة في الاصل نداء يا لي لزيد يعني يا نفس ساعدي زيدا والحالة الثانية التي يجر فيها المستغاث به باللام المكسورة اذا كان المستغاث به معطوفا من دون تكريرياء نحو يا لزيد ولعمرو لبكر يا لزيد و لعمرو لبكر معنى ذلك انك ناديت اثنين لكي يساعدوا بكرا يا لعمر عيال زيد ولي ولعمرو فاذا عطفت على المستغاث به عطفت من دون تكرير ياء حينئذ تكسر اللام فتقول يا لزيد هذي مفتوحة ما لنا علاقة بها ثم في المعطوف تقول ولعمرو لعمرو هذا كله مستغاث به ثم تقول لبكر كانك قلت يا زيد ويا عمرو اغيثا بكرا اما اذا كان المعطوف بتكريري فالحكم واحد يعني مع الاول والثاني كلاهما تكون اللام مفتوحة نقول يا لزيد ويا لعمرو لبكر يا لزيد ويا لعمر لبكر وهذا في الحقيقة كان لا يحتاج الى تنبيه لانك اذا كررت يا فهي استغاثة مستقلة حكمها حكم الاستغاثة الاولى فهذا ما يتعلق بالمستغاث به الذي يجر باللام المفتوحة الا في موضعين وجوبا كل كلامنا على الوجوب واما المستغاث له فانه يجر كما ذكرنا باللام المكسورة الا اذا كان ضميرا غير ياء المتكلم فانه يجر باللام المفتوحة نحو يا لزيد لك يا لزيد لك او تقول اخي يا لمحمد له او تقول اهل فلسطين يا لله لهم او تقول انت محتاج يا لله لك والعلة في ذلك ان الضمائر انما تجر باللام المفتوحة الا ما كان من ياء المتكلم فهذا ايضا كان لا يحتاج الى تنبيه وانما فقط ذكرنا به فبعد ان لخصنا شيئا من احكام الاستغاثة نعود الى كلام ابن مالك رحمه الله تعالى وابياته الثلاثة التي قال فيها اذا استغيث اسم منادى خفض باللام مفتوحا ك يا للمرتضى ماذا يقول يقول اذا استغيث باسم منادا فانك تجره بلام مفتوحة ثم مثل على ذلك بقوله يا للمرتضى لكن يؤخذ من بيته فوائد منها منها ان المستغاث ان المستغاث به منادى لانه قال اذا استغيث اسم منادى فهو منادى ومنها ان المستغاث به يصح ان يكون بال ومن دون الم يقول يا لزيد وتقول يا للرجل لعمرو ومثاله يا للمرتضى وقد عرفنا في احكام النداء من قبل انه لا يجوز ان تبى ان يباشر حرف النداء ما فيه ال ما تقول يا الرجل وانما اما ان تحذف فتقول يا رجل او ان تأتي صلة وهي اين؟ تقول يا ايها الرجل لكن في الاستغاثة يجوز ان تأتي بال والسبب في ذلك وجود الفاصل وهو اللام عرفوا الجر اللام ومن الفوائد من البيت انه قال في حكم المستغاث به قال اذا استغيث اسم منادا فما حكمه خفض باللام مفتوحا خفض يعني جر فحكم عليه بالاعراب ام بالبناء فحكم عليه بالاعراب. نعم المستغاث به وان كان منادا الا انه في الاستغاثة دائما معرب وسيأتي كيفية وستأتي كيفية اعرابه ان شاء الله ومن الفوائد في هذا البيت انه قال اذا استغيث اسم ولم يقل اذا استغيث باسم فالاستغاثة باللغة تتعدى بنفسها في الاكثر تقول استغثت زيدا استغثت الله استغاثني زيد فاغثته ويجوز ان تتعدى بالباء تقول استغثت بالله واستغثت بزيد واستغاث بي قال تعالى اذ تستغيثون ربكم على الكثير وابن مالك استعمل الكثير فقال اذا استغيث اسم ولو قال اذا استغيث باسم لجاز على الوجه الاخر ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى بعد ذلك وافتح مع المعطوف ان كررت ياء وفي سوى ذلك بالكسر اتياء يقول ان عطفت على المستغاث به فلك حالتان الحالة الاولى ان عطفت بتكرير ياء لم يتغير الحكم وهو انك تجر باللام المفتوحة نحو يا لزيد ويا لعمر لبكر قال شاعر يا لقومي ويا لامثال قومي لاناس عتوهم في ازدياد والحالة الثانية ان عطفت من دون تكريرياء فانك تجر باللام المكسورة لا المفتوحة نحو يا لزيد ولعمرو لبكر يا لزيد ولعمرو لبكر قال الشاعر يبكي كناء بعيد الدار مغترب يا للكهول وللشبان للعجب وقوله في الشطر الثاني وفي سوى ذلك بالكسر اتياء يعني اجعل اللام مكسورة فيما في غير ما ذكر من قبل المذكور من قبل يكون مجرورا باللام المفتوحة وما سوى ذلك باسلوب الاستغاثة فانه يجر باللام المكسورة وهذا يشمل يشمل شيئين الاول المستغاث له فانه يجر بلا من مكسورة لقولك يا لزيد لعمرو وذكرنا ان المستغاث له اذا كان ضميرا غير رأي المتكلم فانه يجرب اللام المفتوحة والحالة الثانية التي يشملها هذا البيت اذا عطفت على المستغاث به دون تكريريا وسبق هذا بامثلته فالخلاصة الخلاصة ان المستغاث به يجر بلام مفتوحة الا اذا كان يا المتكلم او عطفت دون تكريريا فانك تجر باللام المكسورة واما المستغاث به فانه يجر بلام مكسورة الا اذا كان ضميرا غير ياء المتكلم فانه يجر بلام مفتوحة ثم قال رحمه الله ولا مما استغيث عاقبة الف ومثله اسم ذو تعجب الف قوله رحمه الله ولام ما استغيث عاقبت الف يقول يجوز في المستغاث به ان تحذف منه اللام اللام التي قبله التي تجره تحذفها وتضع عوضا منها الفا باخر المستغاث به نقول يا زيدان لمحمد يا زيدان لمحمد الاسلوب الاول ياء لزيد حذفنا اللام ووضعن مكانها الفا في الاخير. يا زيدان لمحمد هذا اسلوب ثان من اساليب الاستغاثة وتقول يا رباه لاهل سوريا قال الشاعر يا يزيدا لامل نيل عز وغنى بعد فاقة وهوان وقال الاخر طعائف يقتلن الرجال بلا دم فيا عجبا للقاتلات الضعائفية فيا عجبا هي الاصل فياء للعجب فقال يا عجبا للقاتلات الضعائفين طيب وقوله الف في البيت ما اعرابها ولا مما استغيث فما بالها عاقبة الف طبعا الف ساكنة من اجل البيت لان البيت هنا مقيد يعني مسكن الاخر فلو كان مطلقا يعني تظهر عليه الحركة لتبين هو مرفوعا منصوب لكنهم مقيد مسكن فهل هو مرفوع ام منصوب ام يجوز فيه الوجهان منصوب منصوب على معنى لا مما استغيث عاقبت هي الفا نعم هذا معنى صحيح طيب فتكون مفعولا به ويجوز ان تكون فاعلا الا معنى ولا مم استغيث عاقبتها الف وكلاهما محتمل وصحيح في المعنى لانهم ينصون على ان اللام قبل المستغاث به والالف بعده يتعاقبان يتعاقبان فبما انهما يتعاقبان يعني يتفاعلان اذا فكلاهما فاعل ومفعول اذا قلت ها اه ضربت زيدا او قاتلت زيدا او خاصمت زيدا وتقول في الاعراب الفاعل التاء وزيدا مفعول به لكن في المعنى اله ما فاعل مفعول من كلاهما قاتل وقتل لاما كونه تمييزا لا لا يستقيم فعلى ذلك ذكر ابن مالك للاستغاثة اسلوبين يا لزيد لعمرو يا زيدان لعمرو وهناك وجه ثالث في الاستغاثة قليل الاستعمال لم يذكره ابن مالك ربما لقلته وهو ان تعامل المستغاث به معاملة المنادى نحو يا زيد لعمرو يا زيد لعمرو يعني يا زيد اغث ساعد اعن عمران قال الشاعر الا يا قوم للعجب العجيب وللغفلات تعرض للاريب وقال الاخر تركنا قومنا من حرب عام الا يا قوم للامر للامر الشتات اه المستغاث به عومل كما ترون معاملة المنادى والشطر الثاني من البيت وهو قوله رحمه الله ومثله اسم ذو تعجب الف يقول المتعجب منه حكمه حكم المستغاث به اذا ناديت المتعجب منه عند التعجب فان حكمه حينئذ حكم المستغاث به تقول يا لزيد ماذا تفعل اذا تعجبت منه ومن عمله يا لزيد ما تفعل اذا تعجبت من من الداهية التي نزلت او المصيبة تقول يا للداهية يا للمصيبة يا للعجب يا للكارثة تقول يا للاختبار ما اسهله يا للامطار ما اقوى جريانها وتقول ذلك ايضا في نداء الضمير فاقول متعجبا منك يا لك من رجل يا له من رجل وهذا كثير جدا في كلام العرب ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته المشهورة يا لك من ليل لان نجومه بكل مغار الفتن شدت باذبل يتعجب منه واذا قلنا ان نداء المتعجب منه ك نداء المستغاث به وقد اجزنا في المستغاث به ان نحذف اللام ونأتي بالالف وكذلك في المتعجب منه يجوز فيه ان تقول يا زيدان ما تفعل وان تقول يا عجبا لزيد او يا عجبا لك قال الشاعر يا عجبا من هذه الفريقة هل تذهبن القرباء الريقة تعرفون معنى البيتين يا عجبا لهذه الفريقة هل تذهبن القوى باء الريقة هل تعرفون القوباء لا لا هذا مرض مرظ جلدي يسميه الناس الان بالحزازة مثل حساسية كذا تكون دائرة كانها تأكل شيئا من الجلد هم فقيل لهذا الاعرابي ان علاجها ان تظع عليها شيئا من ريقك في الصباح. عندما تستيقظ وتذهب هذا امر معروف حتى الان عند الناس عند الحزازة هذي تضع عليها شيء من الريق في الصباح فيستغرب يقول هل تذهبن القوى ماء الريقة ان تذهبن هل تذهبن القرباء الريقة يا عجبا من هذه الفريقة طليقة يعني الامن المفلوق عجيب الفريقة باللام هل تذهبن القوى باء الريقة. وفي رواية هل تغلبن القوى باء الريقة طيب ونداء التعجب عندما تنادي في التعجب نداء التعجب له سببا السبب الاول ان يرى الانسان امرا عظيما عجيبا غريبا وينادي جنسه كأن تتعجب مثلا من العشب من كثرته او من جماله فتقول يا للعشب يا للربيع يا للماء يا للدواهي يا للمصيبة وهكذا والسبب الثاني ان يرى الانسان امرا عظيما في نادي من له علاقة به لا ينادي هو هذا الامر العظيم وانما ينادي من له علاقة به كأن يقول يا للعلماء عندما يرى امرا يعني ينبغي ان يتصدوا له او يبين الحكم فيه ونحو ذلك او تقول يا لاهل العقول او يا لارباب المروءة والنجدة او تقول يا للعرب هذا كله من نداء من نداء التعجب ونختم الكلام على باب الاستغاثة بذكر بعض الفوائد المهمة فمن هذه الفوائد ان اسلوب الاستغاثة قد يأتي للمستغاث منه نحن قلنا الاستغاثة تستغيث بشيء لشيء تقول يا لزيد لعمرو يعني يا زيد اغث ساعد ادرك عمرا لكن قد يأتي سبل استغاثة للاستغاثة من شيء وحينئذ يجر بمن لا باللام كقولك يا لزيد من عمر قال زيد من عمرو المعنى يعني يا زيد نعم اغثني من عمرو فعمرو حينئذ ليس مستغاثا له وانما هو مستغاث منه قال الشاعر يا للرجال ذوي الالباب من نفر لا يبرح السفه المرضي لهم دينا يستغيث بهم من هؤلاء النفر ومن الفوائد ايضا ان المستغاث له اذا كان معلوما اه فيجوز حذفه على القاعدة كل معلوم يجوز حذفه كقول الشاعر يا لقومي من للعلا والمساعي يا لقومي من للندى والسماح فهو الان ينادي يا لقومي لكن ما يذكر مستغاثا له والفائدة الاخيرة بهذا الباب عن كيفية اعراب اسلوب الاستغاثة وانا اتوقع انكم ستسألون عن ذلك كيف نعرب مثل هذا الاسلوب يا لله للمسلمين يا لزيد لعمرو فنقول وقد ذكرنا ان المستغاث به معرب على كل حال في الاستغاثة لانك تقول يا لزيد فتجره بكسرتين فهو معرب على كل حال وليس كالمنادى الذي يبنى في حالة وينصب في حالة يبنى يعني يكون مبنيا لا معربا وينصب ان يكون معربا حكمه النصب اما في اسلوب الاستغاثة فان المستغاث به دائما معرب وعرابه بهذه الطريقة يا لزيد لعمرو يا حرب نداء واستغاثة لا محل له من العراب مبني على السكون لزيد اللام اللام فيها للنحويين اربعة مذاهب اظهرها واوضحها انه حرف جر زائد وقولك يا لزيد كقولك يا زيد فاللام زائدة وعلى ذلك نقول اللام حرف جر زائد مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وزيد اه منادا قلنا معرب قلنا معرب اتفقنا على انه معرب ليس مبنيا والمنادى ما حكمه الاعرابي؟ الرفع من نصب ام الجر؟ النصب. النصب. اذا نقول في اعراب زيد منادا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد ولا يخفى على شريف علمكم ان حرف الجر الزائد يؤثر باللفظ ولا يؤثر في الاعراب واذا قلت هل جاء من رجل ورجل فاعل مرفوع محله مجرور لفظا واذا قلت هل رأيت من رجل ورجل مفعول به منصوب محله مجهول لفظا ونبهنا على ذلك اكثر من مرة ولهذا عربنا الاعراب الذي سمعتموه وقوله لعمرو اللام حرف جر اصلي مبني على الكرسي وعمر اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ونحو ذلك لو قلت يا لعبد الله لعمرو يا لعبد الله لعمرو الاعراب نفسه لان زيد وعبدالله في اسلوب الاستغاثة كلاهما معرب والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين