هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم فرغت من الحديث عن سور الثناء الثلاث عشرة وعن سور النداء العشر وساحدثكم اليوم عن السور التي افتتحها الله تعالى بالدعاء وهي ثلاث سور المطففين وفاتحتها ويل للمطففين الهمزة وفاتحتها لكل همزة لمزة المسد وفاتحتها تبت يدا ابي لهب وتب. استهل الله تعالى سورتي المطففين والهمزة بالويل تنبيها على ان فيهما وعيدا شديدا لمن تعمد افساد حياة الناس بالغش في التجارة التي هي اهم ركائز الحياة المادية ولمن تعمد افساد حياة الناس بالطعن فيهم وعيبهم وانتقاصهم وايذائهم باشارة او قول او فعل في حضرتهم او في غيابهم توعد الله تعالى المطففين وهم المنقصون الباخسون الذين يأكلون اموال الناس بالباطل في التجارة فيغشونهم بانقاص مقدار البضاعة او جودتها مع استيفاء ثمنها وهذا ليس محصورا فيما يكال ويوزن بل هو عام في كل ما يباع وان من اعظم مظاهر التطفيف في هذا الزمان الغش في تجارة المساكن وكم رأينا من مشاهد لاناس رهنوا انفسهم واسرهم للبنوك من اجل امتلاك مسكن يجمعهم فكشفت الامطار ما فيه من الغش والخيانة والغدر والتطفيف. فليحذر المستثمرون والمقاولون من التهاون لتجويد بناء البيوت وتشطيبها وليكن حرصهم على جودة التنفيذ مساويا لحرصهم على استيفاء الثمن وليعلم كل مطفف ان الله تعالى يقول له الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين وتوعد الله تعالى كل شخص همزة اي اعتاد ان يعيب الناس وينتقصهم ويؤذيهم باشارته وفعله. وتوعد كل شخص لمزه اي اعتاد ان يعيب الناس وينتقصهم ويؤذيهم قوله وهمزه ولمزة جاءتا على وزن فعله وهو وزن يرد في العربية لمن كرر فعل الشيء فاصبح عادة له وصفة من صفاته. فمن اعتاد اللعن قيل له لعنة. ومن اعتاد الضحك قيل له ضحك. ومن اعتاد الهمز قيل له همزة ومن اعتاد اللمز قيل له لمزة فليحذر الذين استحلوا ذلك تحت اسم المزح او طقطقة ونحوها من ذرائع الشيطان من هذا الفعل القبيح الذي يصدق فيه قول الله تعالى وتحسبونه هينا هو عند الله عظيم. فقد توعد الله الهمزة واللمز بالحطمة. التي تحطم عظامه وتكسره وتدقها كما حطموا قلوب الناس وكسروا خواطرهم. وتوعد الله تعالى ابا لهب وامرأته بالتب والتب والتباب هو الهلاك والخسران لما اقدم عليه من ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل وبالقول هذا الوعيد يشمل كل من اذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ومن اذاه بعد مماته بسب باصحابه او ازواجه رضوان الله عليهم او ايذاء اوليائه المتبعين لنهجه. ولذلك جاء في الحديث القدسي قول الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. اي من اذى وليا لله تعالى وهو المؤمن تقي المتبع لشرع الله واتخذه عدوا فان الله محارب له. اذ كان محاربا لله بمعاداة اولياءه واولياء رسوله فهذه الفواتح الثلاث الداعية بالويل والهلاك والخسران موجهة الى كل من اذى الناس بالغش في التجارة والعيب والبخس والانتقاص والايذاء بقول او فعل او اشارة. وعظم هذا الوعيد لمن اذى الناس يلزم منه عظم اجر من اوذي فصبر. دس الشوك في درب النبيين صابرا. فان طريق الحق محمودة التعب وكل عظيم لم يزل في طريقه بقايا له من شوك حمالة الحطب تقبل الله صيامكم وقيامكم. وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين