الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد وجوب الدعوة على كل من تعلم شيئا من العلم لا سيما مع شدة حاجة الناس اليه. ولا ينبغي ان يأتيه الشيطان فيسول له انه اذا نزل في الساحة داعية الى الله عز وجل انه سيقع في الرياء او المفاخرة او التسميع او ان اعماله ستحبط او انه سيصيبه كذا وكذا فكل ذلك داخل تحت قول الله عز وجل انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه ان يخوفكم باوليائه فامضي قدما وادعوا الى الله عز وجل على علم وعلى بصيرة. ولتكن دعوتك مستمدة من الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح واحذر من ان تدعو الى شيء لم تحققه ولم تعلمه او لا تزال تحتاج فيه الى زيادة دربة وتعلم. فلتكن على بصيرة كما قال الله عز وجل ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وكما قال الله عز وجل قل هذه ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. واياك ان تؤخر الدعوة حتى تكثر من العلم او ومن طلب العلم فان هذا غلط بل يجب على الانسان ان يدعو بكل ان يدعو الى الله عز وجل بقدر ما عنده من العلم الذي تحقق صحته ونظر في ادلته وفهمه الفهم التام الكامل. حتى ولو اية من كتاب الله عز وجل لما في صحيح الامام بخاري من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية. وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. واسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مني مقال ولم يقل سمع مني مئة حديث او الف حديث. وانما قال مقالة فحفظها ووعاها واداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه رب حامل فقه الى من هو افقه منه. وفي الحديث الاخر نضر الله امرأ سمع مني شيئا. وهذا نكرة في سياق النفي فيدخل فيه قليل والكثير في اي فن من فنون الشريعة. فاذا يسر الله عز وجل لك التعلم وفتح لك ابوابه وافاقه فارحم الناس بايصال ذلك العلم لهم لا سيما وانك قلت انك في بلاد ينتشر فيها البدعة والناس يحتاجون الى من يعلمهم التوحيد والسنة ان يكشف زيف اهل البدع فامض قدما وتوكل على الله عز وجل واستعن بالله وابشر بخيري الدنيا والاخرة والله اعلم